المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف ندافع عما نعتقد



زيد الجزائري الجزائر
11-25-2013, 09:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

كيف ندافع عما نعتقد

فأن القران الكريم علمنا كيف ندافع عما نعتقد أنه حقيقى , وكيف نحشد لذلك من
الادلة والبراهين ما بمثلة يحيىء الحق ويذهق الباطل .

وقص علينا فى من جدال المعارضين والمعاندين أسلوبا هو الامثل والانفع للناس فى كل زمان ومكان, ففهمنا من كتابنا العزيز القرأن الكريم أن الجدل المحمود الذى يحبب الله فيه للمسلمين له شرطان
أحدهما: أن يتتهدف أحقاق الحق أو ظهار الحقيقة

والثانى:أن يكون جدلا" بالطريقة التى أحسن طرق المجادلة
قال تعالى :
{ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [النحل/125]
وأن الجدل المذموم الذى بعض فيه هو الجدال بالباطل لازهاق الحق وأرهابه وهو عمل الكافرين الذين يسؤوهم أن يعلوا الحق وترتفع راياته, ولقد ذم القرأن من كل هذا الجدال فقال

{ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } [غافر/5]

ولقد علمنا القرأن الكريم أكثر من منهج للجدال بالتى هى أحسن وهذا التنويع فى المنهج يرجع الى نوع من يجادلهم القرأن الكريم؟
فالقرأن الكريم منهج فى الجدال يعمد الى ارشاد الطرف الاخر ودعوته الى اعمال عقلة وحسن استثمار مداركة ليصل من وراء ذلك الحق والى الايمان من خلال تأمله وتدبره وأعمالل عقله فيمن حوله من ملكوت السموات والارض ,فلما انكر كفار قريش البعث وكذبوا بالحق واصبحوا بذلك فى أضطراب منطق وخلل فكر, اراد القرأن الكريم أن يجادلهم بالمنطق والحجة ليرشدهم الى ما يجب ان يصلوا اليه,
فقال تعالى( بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ
6أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ
7وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
سورة ق .5.7
أى ما شان البعث الذى أنكرتم الا كما ترون فى اعينكم وتتدبرون بعقولكم , فكيف لايقدر على البعث من قدر على كل هذا من المخلوقات؟

وهناك جدال يستهدف افحام الخصم وأبطال حجته لما يتصف به هذا من عناد وجدل بل ومغلطات منطقية , وجوهرية , وعقائدية ,فلما أمتنع الناس عن الدخول فى الايمان بحجة أن من يدعوهم الى الايمان بشر مثلهم , وهى حجة وأهية , جادلهم القران الكريم ليحض هذة الحجة فى قوله تعالى :

{ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95) } [الإسراء/94، 95]

وأفحامهم هنا أن الرسول يجب أن يكون من جنس من أرسل اليهم .
وهناك جدال يبنى على مسلمات أولية افتراضية , ليسلك بمن يجادله مسلك المجاراة والتدرج ليصل من خلال ذلك الى تسليم الخصم وسكون نفسه وأرتياحها لهذة الفرضيات ,وقد علمنا القران الكريم هذا المنهج فيما قال النبى محمد صلى الله عليه وسلم , للكافرين المجادلين
{ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } [سبأ/24]

مع الاعتقاده صلى الله عليه وسلم أنه على الحق والهدى وأن الكفار على الباطل والضلال المبين , وأنما لجاأ الى ذلك لاستمالتهم الى سماع الحق وقبوله.

هذة طريق المسلمين فى الجدال كانت ولا تزال وسوف تظل قادرة على نقل الناس من الضلال الى الهدى ومن الباطل الى الحق , ومن الراى الى الراى الاخر , طالما استهدف الدعاه الحق وجادلو عنه بالطريق التى أحسن لهم وللناس ,,
أنطلاقا من هذا الاتجاه احاول باخلاص أن اقدم لغير المسلمين وبى الاخص ( النصارى) المبادىء التى تستعمل عليها العقيدة الاسلامية والتى تتفق فى جوهرها مع سائر العقائد التى سبقتها , بعيدا عن التحريف والتذيف التى قامت بها هذة الفئة الضالة بتحريف كتابهم ( المحرفة) أو المقدسة ؟ كما يزعمون .

وأن الحقيقة ضالة المؤمن , وهى ضالة الانسان بوجه عام ولانحب ضمائر البشر وعقولهم تلتقى فى ميدان ارفع من ميدان تحرى الحق وطلب الصواب , ولو بذل فى سبيل ذلك جهود مضينة .