المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شُبهات فلسفية تزعُم استحالة مُقابلة القرآن بالعلوم الحديثة و الرد عليه



محمود عبدالله نجا
11-26-2013, 12:55 AM
في أيامنا هذه نلاحظ ظهور تيار فلسفي شرس يريد هدم أي علاقة علمية بين القرآن و العلوم الحديثة, من خلال بعض الشبهات الفلسفية التي تزعم استحالة تفسير القرآن بالعلم و منها:
1. قصور العقل عن إدراك حقائق القرآن أو حقائق العلوم التجريبية (إعلاء مبدأ الشك في قدرات العقل).
2. المعنى العلمي للنص لم يتجلى للعقل إلا من خلال التجربة, ولم يتضح للنبي و الصحابة و المفسرين حتى جاءت تجارب العلم لتظهره، فقالوا (إن الحكم على النص بكونه محتملاً لدلالة علمية قبل ظهور التجريب هو في حكم مستحيل ! بل ما يحدث أن الإعجازيين ينتظروا التجريب أولاً لكي يستمدوا منه معنىً محدد، ثم يبحثوا له عن نص يستوعبه, بما يؤكد أنهم : يشترطوا التجريب للجزم بوجود المعنى).
3. ثم يفرعوا من هذه الشبهة السابقة شبهة أخري تقول (ظهور دلالة علمية للنص يقتضي كون النبي صلى الله عليه و سلم جاهلاً بذلك المعنى في زمن الوحي)، و هو ما يفتح الباب أمام احتمال كون النبي صلى الله عليه و سلم جاهلاً بمعانٍ أخرى, و يفتح الباب أمام اتهام النبي صلي الله عليه و سلم بأنه لم يبلغ الصحابة بما كان يعلمه من دلالة علمية للنص إن وجدت.
4. افتراض ظهور دلالة علمية في الآيات الكونية التي تصف الأفاق أو الأنفس يقتضي أن كل نص يتناول ظاهرة كونية هو نص مرشح للإعجاز بما في ذلك مُعجزات الأنبياء, فمثلا يقولون ماذا لو توصل العلم لجعل النار بردا كما في قوله تعالي (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ), فهل نجعل هذا النص من نصوص الإعجاز العلمي و نفسره بما قاله العلم, فإذا قلنا لا يجوز تناول معجزات الأنبياء بالعلم, قاسوا استحالة تفسير معجزات الأنبياء بالعلم علي باقي نصوص الوحي التي تتحدث عن الأفاق و الأنفس حتى و لو كانت لها دلالة علمية ظاهرة, فتتساوي الدلالة العلمية لكل نصوص الوحي مع بعضها البعض بلا تفريق بين نص قابل للدراسة العلمية و آخر غير قابل.

و قد قسمت الرد الي مقدمة ثم مناقشة كل شبهة من الشبهات الأربع
يتبع

محمود عبدالله نجا
11-26-2013, 12:57 AM
للرد علي هذه الشبهات أستعين بالله فأقول, بداية لا ننكر أن الناظر إلى مُجمل أبحاث الإعجاز العلمي يرى تفاوت ملحوظ في قوة الطرح، فهناك من تمسك بقواعد العلوم الشرعية, فأبدع و أفاد, و هناك من تجاوز القواعد العلمية المتفق عليها من قبل علماء الشريعة و علماء الإعجاز العلمي، فأفرط و قال على الله و رسوله بغير علم. و لذا فلا ينبغي أن يدخل ميدان الإعجاز العلمي للقرآن والسنة إلا العالم المؤهل، أما الجاهل الذي لم يصل إلى مستوى يؤهله إلى ذلك، فيجب أن يكف عما هو فيه من لهو التفكير في القرآن بالعقل دون النقل, ويعكف على مزيد من الدراسة ليصل إلى المستوى المطلوب. و بالرغم من أن هذه الشُبهات يبدو في ظاهرها الحرص علي صيانة نصوص الوحي من جهل الجاهلين، إلا أن المسألة ليست بهذه البساطة والسطحية، لأنها من ناحية أخري تخدم أعداء القرآن أكثر مما تخدم القرآن نفسه، فالتطور العلمي الحديث أثبت للعالم وجود تعارض بين التوراة و الإنجيل و بين حقائق العلم المكتشفة حديثاً، ولكنه عجز عن ذلك أمام القرآن.
فلا تجعلوا القرآن مثل الإنجيل أو التوراة فتخافوا عليه من الدخول في مقارنة مع العلم, فالحق لا يخشي شيئا, و الله لم يكن بجاهل بما سوف يكون في زماننا من علوم, و لم ينظم آيات تتكلم عن كل شيء في الكون اعتباطا, بل هو الذي أحاط بكل شيء علما, و الإشارة منه في القرآن تعدل علم كامل من علوم الدنيا, فالقرآن ليس ورق نفتخر به لمجرد الافتخار, بل هو آياتٌ بينات تحمل روح التحدي لهداية العقول النيرات, فيها انطلاقة جريئة تتخطي حُجب الزمن لتصف الماضي و الحاضر و المستقبل, و تتخطي حدود المكان لتصف الغيب قبل الشهادة, تتكلم في المنطقي و غير المنطقي بالنسبة لعقول البشر, تُعلي من العقل و التفكير و التدبر, فهي لا تخشي شيء, فمن نظمها و نطق بها هو الله. و وظيفتنا أن نظهر هذا العلم المكنون للناس ليؤمنوا عن حق لا عن ظن, لنبين لهم أن الله حين تحدي خلقه بأن يأتوا بخطأ واحد في القرآن فإنهم لن يستطيعوا ذلك لأن من أنزله هو الله العليم الخبير الذي لا يخفي عليه شيء في الأرض و لا في السماء.
و ما من نبي أرسله الله لقومه إلا و أيده بالمعجزات الحسية التي تثبت صدق رسالته, و قد أرسل الله سيد الورى محمد صلي الله عليه و سلم للناس كافة بشيرا و نذيرا, فأيده بالكثير من المعجزات منها ما كان ماديا في عصر النبي و كان حجة علي أهل زمانه كمعجزة انشقاق القمر, و لكن ليس بحجة علي كفار زماننا لأنهم لم يروا المعجزة المادية بل فقط سمعوا بها و لن تثبُت عندهم إلا بإثبات نبوة صاحب المعجزة (الإيمان الغيبي), و هذا شأن كل المعجزات الحسية للأنبياء تكون فقط لأهل زمان المعجزة و فقط. كما أيد الله نبيه الكريم بالمعجزة الباقية القرآن فكانت خير معجزة لخير نبي تحدي بها العرب و العجم, فعجز العرب عن الإتيان بمثله أو حتى بجزء منه و هم من هم في البلاغة و فنون اللغة, فأعجزتهم بلاغة القرآن و ألجأتهم إلي مدحه في كثير من المواطن, و للأسف قد ضاع الإحساس ببلاغة القرآن من أهل زماننا إما لعدم تعلم اللغة العربية في بلدان العرب أو لجهل الغرب بلغتنا الجميلة, فلم تعد بلاغة القرآن هي الحجة علي من لا يعرفها, فبما تقوم معجزة القرآن في زماننا زمان العلم المادي, إلا بما كان من منطق القرآن السليم في باب المعتقد و الذي يدعو الناس لعبادة الخالق و ترك ما سواه مخاطبا الفطرة السليمة في عقول الناس, ثم في باب إعجاز تشريعاته التي تصلح لكل زمان و مكان و التي تتفوق علي ما وضعه البشر من تشريعات تحوي العجز البشري بكل المقاييس فهم و إن فهموا حاجة النفس لشيء ما, جهلوا عن النفس أشياء. و بالرغم من منطقية القرآن و مخاطبته للفطرة, و معجزاته التشريعية إلا أن من حق أهل كل زمان أن تُقام عليهم الحجة بالمعجزة الحسية فهي ليست حكرا لأهل زمان دون آخر لكي لا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل. هل من حق سيدنا إبراهيم عليه و علي نبينا الصلاة و السلام أن يطلب من ربه آية يتحقق له بها اطمئنان قلبه، ونمنع الناس من الحصول على الراحة النفسية واليقين العقلي والاطمئنان القلبي، المتحقق بالآيات الكونية المشهودة والمحسوسة والمعقولة ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) (البقرة:260) ؟.
ألم يقل نبينا مُحمدٌ صلي الله عليه و سلم (ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة) رواه البخاري. قال ابن حجر في فتح الباري (المراد أن معجزات الأنبياء السابقين لم يشاهدها إلا من حضرها ، ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة بخرقه للعادة في أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات ، فلا يمر عصر إلا ويظهر فيه شيء يدل على صحة دعواه، وهذا أقوى المحتملات ، وقيل أن معجزات السابقين كانت حسية تُشاهد بالأبصار كناقة صالح وعصا موسى ، أما معجزة القرآن فتُشاهد بالبصيرة, و الذي يُشاهد بعين الرأس ينقرض بانقراض ما يشاهده ، والذي يشاهد بعين العقل باق يشاهده كل من جاء.......انتهي بتصرف).
و هل الإعجاز العلمي في زماننا إلا مشاهدة بعين العقل للتشابه الواقع بين ما رآه العلم و ما ذكره القرآن من آيات كونية, فكانت هذه المشاهدة العقلية اقوي و أبقي من المشاهدة العينية لكل معجزات الأنبياء الحسية, قال الشعراوى في تفسيره (معجزة القرآن تختلف عن معجزات الرسل السابقين في كثير من زوايا الإعجاز.. وفي القرآن إعجاز لا ينتبه إليه العقل إلا بعد أن ينشط ويكشف المستور عنه من حقائق الكون وأسراره).

يتبع

محمود عبدالله نجا
11-26-2013, 01:05 AM
الشبهة الأولي: قصور العقل عن إدراك حقائق القرآن أو حقائق العلوم التجريبية (إعلاء مبدأ الشك في قدرات العقل).
أقول و بالله التوفيق ألا نري أن عقل حكم بوجود الله و آمن به و هو غيب لم ندركه إلا بالأثر (لكل حادث مُحدِث) كما قال الأعرابي مستدلا علي الخالق بالعقل (الأثر يدل علي المسير و البعرة تدل علي البعير, فسماء ذات أبراج و أرض ذات فجاج و بحار, ألا تدل علي العليم الخبير), ألا نري أن ذلك العقل قادر علي الحكم علي أي قضية أخري و خصوصا إذا كانت خاضعة للتجريب, و ليس لدراسة الأثر فقط. هل ننكر أن الله أودع فينا الفطرة السليمة التي تكفي للحكم علي الأديان تصحيحا و تضعيفا, فما تركنا مناهج الشرك و الكفر و توجهنا للخالق إلا بهذه الفطرة , قال تعالي {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}الروم30. و ما أحال الله الإنسان للعقل في كثير من آيات القرآن إلا لأن الله يعلم قدرات هذا العقل, وكم في القرآن من قوله تعالى (لعلكم تعقلون)، (لقوم يتفكرون)، (لقوم يفقهون). ومن أروع قوله تعالي (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا) 46 سبأ,
أي تتفكروا من أجل الوصول لله, فكيف نجعل العقل لا قدرة له علي مقارنة كتاب الله المسطور (القرآن), بكتابه المنظور (الكون), و كيف لا يتطابق الكتابان و هما من الله الواحد الذي أوجد المنظور ثم وصفه في المسطور (ألا يعلم من خلق), قبل أن يكون هناك كون منظور, فالقرآن سبق خلق الإنسان و باقي الكون في سورة الرحمن (الرحمن. علم القرآن خلق الإنسان ...الآيات) الرحمن. بل لقد ذم القرآن الكريم تعطيل العقل عن التفكير المتزن السليم الذي يصل بصاحبه إلى الحق، فقال {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ }الأنفال22, وقال {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ }يونس100. و في هذه المعاني أبلغ دليل على تشريف الإسلام للعقل، فكيف نعطله بحجة واهية تقول (العقل قاصر عن إدراك حقائق الأمور).
و ليس أدل علي قدرة العقل علي مقارنة المسطور بالمنظور و قدرته علي استخلاص النتائج التي تثبت أن ما بالقرآن من وصف للآيات الكونية لا يختلف مع الوصف المستخلص من مطالعة الكون المنظور, ليس أدل علي ذلك من قوله تعالي {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82, فلماذا أمرنا الله بالتدبر في القرآن؟.
يقول الدكتور جاري ميلر (عبد الأحد عمر) عالمٌ في الرياضيات واللاهوت المسيحيِّ ومُبشِّرٌ سابق في كتابه القرآن المذهل (القرآن المعجز) تعليقا علي هذه الآية, (من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبد إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها Falsification test... والعجيب أن القرآن الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا), و يقول أيضا ( لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء ولكن القرآن على العكس تماما يقول لا يوجد أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد).
و قال الشعراوى في شرح هذه الآية (التدبر هو كل أمر يُعرض على العقل له فيه عمل فتفكر فيه لتنظر في دليل صدقه، هذه أول مرحلة، فإذا ما علمت دليل صدقة فأنظر النتيجة التي تعود عليك لو لم تعملها؛ و " تتدبر " تعني أن تنظر إلى أدبار الأشياء وأعقابها، فالرسول يبلغك: الإله واحد، ابحث في الأدلة بفكرك، فإذا ما انتهيت إليها آمنت بأن هناك إلهاً واحداً).
فالتدبر يعتبر تنبيه لوسائل التفتيش عن الحقيقة أي بمثابة اختبار لجودة الصنعة, و إقرار ضمني بقدرة العقل علي التفكر و النظر و الاستدلال و معرفة أوجه الشبه و الاختلاف, قال االشعراوى في تفسيره (التدبر يعتبر تكريم للإنسان، فكأن الإنسان قد خلقه الله ليستقبل الأشياء بفكر لو استعمله استعمالاً حقيقياً لانتهى إلى مطلوبات الحق، كما أنه تكريم لله و للمنهج، فالقرآن كلام الله، إذا فلا تضارب ولا اختلاف في القرآن؛ لأنه من عند الله. و طلبه للتدبر يعنى أنه واثق من أنك لو أعملت عقلك إعمالاً قوياً لوصلت إلى الحقيقة المطلوبة، فهو ينبه فيك وسائل التفتيش، لأنه واثق من أن إعمال الحواس الناقدة في صالح ما ادعاه....انتهي بتصرف).
و العرب قد اختبرت جودة القرآن بفصاحته وبلاغته, و صدق أخباره, فكيف تختبر الأمم الغير عربية جودة القرآن, بل و إن شئنا قلنا كيف تختبر الأمة العربية في زماننا الحاضر جودة القرآن بعد أن فقدت لغة القرآن و الإحساس بفصاحته و بلاغته؟. قال االشعراوى في تفسيره (معجزة القرآن ليست فصاحة فقط، وإلا لقال واحد: هو أعجز العرب، فما شأن العجم والرومان؟ ونقول له: أكل الإعجاز كان في أسلوبه؟ لا، فقد جاء القرآن تحدياً لا بالمنطق ولا باللغة ولا بالفصاحة ولا بالبيان فحسب، بل بالأمر الشامل لكل العقول وهو كتاب الكون).. و يؤكد كلام الشعراوى ما قاله الشوكاني في تفسير قوله تعالي (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا), فقال (المراد اختلاف التناقض والتفاوت وعدم المطابقة للواقع وهذا شأن كلام البشر لاسيما إذا طال وتعرض قائله للإخبار بالغيب فإنه لا يوجد منه صحيحا مطابقا للواقع إلا القليل النادر).
إذا لا يمكن كشف اختلافات القرآن إلا بالمقارنة و المطابقة بين مختلف آيات القرآن من جهة, و بين القرآن و الواقع من جهة أخري, فبالنظر مثلا إلي معجزاته الغيبية نجد أنه لا يمكن كشف حجاب الماضي و المستقبل في الزمن الحاضر و بدون أخطاء علي الإطلاق إلا من قبل العليم الخبير, يقول جاري ميلر في كتابه القرآن المذهل (حين يتحدث القرآن عن قصص الأمم السابقة لا يستطيع أحد أن يمسك عليه خطأ بعد دراسات مستفيضة عن الماضي, فهذا من الإعجاز الغيبي الذي يخترق حجاب الماضي, و حين يتحدث القرآن عن العلاقات المستقبلية بين اليهود و المسلمين و أن العداوة بينهما ستظل قائمة, يتحقق ذلك حتى يومنا هذا, فهذا من الإعجاز الغيبي الذي يخترق حجاب المستقبل, مع أن اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأن يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين, ولكن هذا لم يحدث ولن يحدث لان هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس إنسان....... انتهي بتصرف).
و لنا أن نسأل هل يمكن اكتشاف الإعجاز الغيبي للقرآن دون مقارنة الآيات مع الماضي و المستقبل, بالطبع لا, فلو أردنا عمل اختبار جودة للقرآن في باب الآيات الكونية فماذا نفعل, أعتقد وضحت الإجابة من خلال الكلام السابق عن الإعجاز الغيبي, فما علينا إلا التوجه إلي أرض الواقع لنري وجه الاتفاق و الاختلاف بين الواقع العلمي و ما هو مذكور في القرآن, فمثلا عندما يخبر الله عن خلق الجنين خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث, من أين للنبي و الصحابة أن يتأكدوا من هذه الآية, هل عندهم علم أجنة, نعم هُم و نحن صدقناها كوحي, و لكن نحن شاهدناها في علم الأجنة فما وجدنا من اختلاف بين الآية و العلم, فأقام الله لنا في زماننا معجزة علي من أنكر أن القرآن من عند الله.
و عند إجراء المقارنة بين القرآن و العلم نجد من يدعى أن كل المعارف العلمية ظنية, و لا يمكن مقارنتها بالقرآن, و لا شك أن من قال بهذا القول فقد افترى, فلابد لكل علم حقيقي من قواعد ثابتة يقوم عليها، اتفق على ثبوتها أهل التخصص وهناك أيضا أمور ظنية معلومة عند أهل التخصص هي محل بحث ونقاش، ولولا الحقائق لما قامت الحضارات فلا داعي لإضاعة الإعجاز العلمي بدعوى أن العلوم ظنية فهذا قول جانب الصواب. و ينبغي هنا أن نشير إلى أن للعلم المادي مراحل في الوصول إلى حقائق الأمور, أولها الفرضية ثم التجريب و قد تكون الفرضية أصعب من التجريب لعدم القدرة على المشاهدة كما هو الحال في علم الروح، فيسقط التجريب و لا يصح إلا الخبر عن العليم الخبير، و التجارب قد تنجح أو لا تنجح، و أحيانا يتم تعديل الفرضيات ثم تتم دراسات جديدة و يظل العلم في نظريات حتى تتضافر الأدلة على ثبوت نظرية معينة تؤكدها كل الشواهد بدرجة لا تخضع للشك، عند هذه المرحلة نصل إلى المقابلة الصحيحة بين علوم القرآن و السنة و بين العلم المادي، فعلوم القرآن و السنة لا تمر في ذكرها للخبر العلمي بمراحل كما يمر بها العلم المادي و لكن علوم القرآن و السنة تذكر من العلم المادي الحقيقة المطلقة التي لا خلاف حولها حتى و إن خالفت المعلوم و المشهور من علوم زمن ما, و المتمسك بالضوابط الصحيحة في مقارنة العلم الدنيوي بالقرآن و السنة يجد أنه مهما اختلف العلم مع القرآن فلابد له من أن يقر في الآخر بصحة ما قاله القرآن, فهو سقف العلوم الذي دونه كل علم آخر, و كلما ارتقت العلوم فإنها تقترب من القرآن فهما و تجريبا, ووظيفة العقول السليمة دراسة مقدار التقارب بين العلم و القرآن, و إظهار درجات التوافق و الاختلاف, و توجيه العلوم الحديثة إلي ما هو أصوب إن كانوا علي خلاف مع علوم القرآن كما هو الحال في مسألة خلق الكون و خلق الإنسان.
و لابد لمن اشتغل بالإعجاز العلمي أن يدرك جيدا أنه لا يحكم علي صحة القرآن من خلال العلم بل العكس هو الصحيح, فان القرآن هو الذي يحكم للعلم بالصحة من عدمه, فالقرآن يحاكم العلوم و ليس العكس. و ذلك لأن علم الله مطلق يحكم علي ما سواه من علوم البشر التي تتفاوت في الصحة و الخطأ, هذا بالطبع إذا أحسنا فهم كتاب الله بصورة صحيحة تؤهلنا للحكم علي علوم زماننا, فلا يجوز القول في كتاب الله بالرأي. و محاكمة العلم بنصوص الوحي لا تكون إلا من خلال فهم دقيق للنص قبل مقارنته بما وصل إليه العلم, فان اتفقا فهو الإعجاز و إن اختلفا, فإما لفهم ضعيف للنص أو لمقابلة النص بعلم ضعيف, و هذا الضعف في فهم النص أو فيما وصل إليه العلم هو سبب كل الأبحاث الضعيفة في الإعجاز العلمي و التي كانت سببا في توجيه الكثير من اللوم لهذا العلم العظيم, قال ابن تيمية في كتابه درء تعارض العقل بالنقل (ما عُلم بصريح العقل لا يُتصور أن يعارض الشرع البتة، بل المنقول الصحيح لا يعارضه معقول صريح قط), و قال سيد قطب في الظلال ( والعقل بمصاحبة وحي الله وهداه بصير، وبتركه أعمى... فالتفكر مطلوب، والحض عليه منهج قرآني، ولكنه تفكر منضبط بالوحي، الذي يمضي معه مبصراً في النور، لا مطلق التفكر بلا دليل ولا هدى ولا كتاب منير).
و لنضرب مثالا علي كيف يحاكم القرآن العلم, حين درس الفلاسفة قديما و أهل العلم حديثا مصدر المعرفة الإنسانية من حيث كونها مكتسبة بعد الولادة أو فطرية تولد مع الإنسان, وجدنا ثلاثة أراء لكل منها مؤيديه و لهم حُججهم, الرأي الأول مكتسبة فقط, و الثاني فطرية فقط, و الثالث يجمع الرأيين معا (جزء فطري و الآخر مكتسب), فلو أراد الباحث في الإعجاز العلمي أن يقارن نظرية المعرفة بالقرآن فبأي الأقوال الثلاثة يقارن, حتما واحد فقط هو الصحيح و القولان الآخران خطأ, هل يمكن الحكم علي ذلك من خلال نصوص الوحي, هذا ما قصدته بمحاكمة النص للعلم تصحيحا و تضعيفا (و إن شاء الله لي بحث كامل أفصل فيه كيف انتصر القرآن و السنة للرأي الثالث المعرفة فطرية و مكتسبة).
فإذا غاب الفهم الدقيق لنصوص الوحي فحدث و لا حرج, فهناك من قارن النظرية الدارونية بالقرآن دون تبصُر, و هناك من تسرع في مقارنة نظرية الانفجار الكبير بالقرآن قبل أن تثبت النظرية. فالعلم تكلم عن انفجار كبير, و قال القرآن فتق, العلم قال عن بداية الكون أنها كانت في صورة مُتفردة (ذرة أو بيضة كونية) لا يعلم لها وصف و قال القرآن كانتا رتقا, العلم لا يتكلم عن مادة السماء البين نجمية إلا باسم المادة المظلمة و لا يعرف عنها شيء, و هل هي موجودة فعلا أم لا, و القرآن يحكي عن فطرها و انفطارها و تناثر نجوم السماء بسبب هذا الانفطار.
كما أن هناك من فهم القرآن برأيه و دون العودة لأقوال المفسرين فألبس الآية فهما علميا غير مقبول كتفسير الجواري الكنس بالثقوب السوداء بعد أن رفض أقوال المفسرين و اتهمهم بأنهم أخطأوا في تفسير الآية, مع أنه لو تدبر الآية التالية لآية الجوار الكنس لما تجرأ علي قوله ذلك حيث قال تعالي (فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس, و الليل إذا عسعس و الصبح إذا تنفس) التكوير, فما علاقة الثقوب السوداء التي فسروا بها الخنس الجوار الكنس بعسعسة الليل و تنفس الصبح, بالطبع لا علاقة, أما إذا أخذنا بقول المفسرين بأنها النجوم الدراري التي تخنس لبعض الوقت (تخرج عن السير المعتاد ظاهريا), ثم تعود إلي كُناسها (مسارها المعتاد), فربما وجدنا الإعجاز في مقارنة الدلالة العلمية التي استخرجها المفسر حين نطابقها بما وصل إليه علم زماننا عن حركة النجوم و علاقتها بحركة الليل و النهار (و إن شاء الله لي بحث كامل حول علاقة الجواري الكنس بعسعسة الليل و تنفس الصبح أنشره حين ييسر الله ذلك).

يتبع

محمود عبدالله نجا
11-26-2013, 01:09 AM
الشبهة الثانية: المعنى العلمي للنص لم يتجلى للعقل إلا من خلال التجربة (أي أن المعني العلمي خفي علي النبي و الصحابة و المفسرين حتى جاءت تجارب العلم الحديث لتظهره, و عامة ما جاء في الوحي من الحديث عن الجبال و البحار و الشمس و القمر و خلق الإنسان وغيرها لم تُسق لمسألة الإعجاز و لا لإثبات كون القرآن معجز, بل أتت للحديث عن قدرة الله و النظر في الآفاق و الأنفس للدلالة على الخالق سبحان).
هذه الشبهة تدل علي أن قائلها قد أحاط بعلم الله و عرف منه مقاصد القرآن كاملة فلم يجد فيها أن يكون النص ذو دلالة علمية معجزة للبشرية, و بالتالي حين نجد تشابه بين علم الأجنة في القرآن و السنة مع ذكرته العلوم الحديثة فينبغي أن نغض الطرف عن ذلك خوفا من الخروج علي كل مقاصد القرآن التي توهم صاحب الشبهة أنه قد عرفها.
و ينبغي أن ننتبه إلى أن نصوص القرآن والسنة هي التي أثارت العقول لتبدأ قضية الإعجاز العلمي وذلك بعرضها لقضايا غريبة عن واقع الناس في زمن الوحي, تحث العقول السليمة على البحث والتدبر والتفكر, ففي أول آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال له جبريل اقرأ (اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق)1-2 العلق, قال ابن عاشور في التحرير والتنوير (هذه الآيات فيها إيماء إلى أن أمة النبي صلى الله عليه وسلم ستصير إلى معرفة القراءة والكتابة والعلم). فالنظر في خلق الله المنظور لهو من أكبر الآيات الدالة على ربوبية رب العالمين، ولنا أن نعجب لماذا أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالنظر إلى خلق الإنسان من علق في أول سورة تنزل عليه، إلا لعلم الله بأن قضية خلق الإنسان هي من القضايا العلمية الغيبية الهامة التي شغلت فكر البشرية قديما وحديثا، وبالتالي فذكر الحقائق العلمية المتعلقة بهذه القضية في القرآن والسنة بطريقة لا تخالف ما توصل إليه العلم الحديث يعد دليلا على ربوبية رب العالمين واستحقاقه للطاعة والعبودية, كما يعد أبين دليل على وجود الإعجاز العلمي في كتاب ربنا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فان أحدا لم يسأل النبي عن مراحل خلق الإنسان, وحتى وإن سألوه, فكيف السبيل إلى التحقق من صحة أقوال النبي صلى الله عليه في زمن لم يعرف سبيلا إلي العلم التجريبي.
وإذا نظرنا لثاني آية في فاتحة القرآن (الحمد لله رب العالمين) 2 الفاتحة, فلنا أن نتعجب من كلمة العالمين, ولماذا أبلغ النبي عن وجود هذه العوالم المتعددة التي لم يرى منها إلا القليل في بيئته، وهل العالمين هي ما في الأرض والبحار وجو السماء من مخلوقات فقط, أم أنها تمتد لتشمل عوالم خفية في أجرام السماء الدنيا و باقي السماوات السبع التي لا نعلم عنها شيء، سؤال مطروح يحاول أن يجيب عنه العلم كل يوم بمحاولاته المستمرة للكشف عن حياة خارج الكرة الأرضية, ولتحقيق هذا الهدف بدأ العلم يفكر في الكشف عن كيمياء جديدة وطرق بحث جديدة ليستطيع التوصل إلى عوالم خفية عن الإمكانيات المتاحة والتي لا تبصر إلا القليل من عوالم رب العالمين القائل عن ملكه (فلا اقسم بما تبصرون وما لا تبصرون) 38-39 الحاقة، وقد صدقوا في فكرهم لأن ذرات ملك الله لا يعلم مدى تنوعها إلا الله, والتعرف عليها لا يكون إلا باكتشاف هذه الذرات بوسائل جديدة لم تكن معروفة من قبل.
و لماذا بالله عليكم يقول الله في كتابه (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث) 6 الزمر, ماذا لو أثبت العلم أن الجنين يُخلق علي دفعة واحدة و ليس خلقا بعد خلق, ماذا لو أثبت العلم أنهم أربعة ظلمات و ليست ثلاثة. و لماذا بالله عليكم يقول الله في كتابه (و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) 78 النحل, لماذا يحكم القرآن أن الجنين يخرج للدنيا لا يعلم شيء ثم يذكر السمع و البصر و الفؤاد بعد ذلك, ماذا لو أثبت العلم أنه يخرج عالما ببعض الأشياء مثل التقام ثدي أمه أو المشي أو الغطس في الماء دون تعليم, ماذا نفعل حينها, و ما هو شعوركم بعد البحث و التنقيب و مقارنة العلم بالقرآن فإذا اتفقا, فهل تصرون علي إنكار الدلالة العلمية للنص و حتمية وجود إعجاز علمي به.
فإذا كان القرآن كما يزعم البعض منزه عن ذكر خبايا العلوم المادية, فلماذا أشار الله إلى هذه الغيبيات التي لا يمكن للنبي ولا لأصحابه أن يدرسوها, إلا إذا كان الله يعلم بأنه سيأتي زمان على الناس يتناولوا دراسة أصل الكون وأنهم سوف يمتلكون الأدوات المؤهلة لذلك، فوضع المولى تبارك وتعالى هذه الآية في كتابه، فكانت غيبا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم, ولكنه ما لبث أن بدأ يخرج من الغيب إلى الشهادة في زمن الرؤية بالعلم, فكانت الموافقة بين علوم القرآن والسنة وبين علوم الإنسان معجزة حقيقية تقود العقول إلى الإيمان بعلام الغيوب.
و قد يظن الناس أننا ننطلق من العلم التجريبي فقط, و الحقيقة أننا ننطلق من فهم المفسرين و فهم اللغة أولا قبل العلم, بل و نفتخر بسبق الأولين في الفهم العلمي للآية قبل أن يتم التجريب العلمي. فالقول بأن المعنى العلمي للنص لم يظهر إلا بعد اكتشاف الظاهرة الطبيعية التي توضح ذلك المعنى هو حكم خطأ بالكلية, فالتفاسير مليئة بنقاشات علمية قبل التجريب خرجت من فهم الآيات فهما صحيحا, قد لا يجد المفسر دليل تجريبي يدعمه و لكنه لا يٌكذّب الفهم العلمي للآية بل يطرحه للنقاش, و مثال ذلك تفسير الطبري (والبحر المسجور) 6 الطور, فقال المملوء بالماء و استغربه لشعوره أنه لم يقدم جديد لأنه معلوم للناس, و قال أيضا المُسجر نار, و لكنه قال بأنه لا يوجد دليل مُشاهد علي تسجيره نار الآن, فرجح المملوء ماء كنعمة من نعم الله علينا, و معني ذلك أن الطبري لو شاهد قيعان بحار اليوم التي ملأتها الشقوق النارية لما تأخر لحظة في وصفها بالمسجرة نارا.
نأتي إلي مثال آخر في قوله تعالي (و لقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) 11 الأعراف, اختلف المفسرون في فهم الآية علي قولين: الأول أن الآية تتحدث عن خلق و تشكيل بدن آدم فقط لأن الخلق و التصوير قبل السجود لآدم و قبل زواجه من حواء فلا يعقل أن تكون هناك ذرية و بالتالي فالجمع في (خلقناكم ثم صورناكم) مجازي باعتبار خلق أصل وجودنا و هو آدم, و القول الثاني فسر الآية علي ظاهرها و قال بأن الخلق لآدم و الذرية (جمع حقيقي لا مجازي) و قالوا بأن هناك خلق و تصوير للذرية في الأصلاب قبل الزواج و مرحلة الأرحام (هو الذي يصوركم في الأرحام) و هو قول فئة كبيرة من سلفنا الصالح و منهم ابن عباس, و لكن لما غابت المشاهدة العملية للخلق و التصوير في الأصلاب رجح بعض المفسرين القول الأول, و لكن البعض الآخر كالقرطبي كان له فهمه العلمي الخاص المستنبط من كتاب الله و سنة نبيه فرجحوا القول الثاني و استدلوا لذلك بآيات و أحاديث النطفة و التي تدل علي خلق الإنسان في الأصلاب قبل الأرحام, و ما أعظمه من فهم علمي و هو ليس لديه تجربة علمية تتحدث عن تصوير الذرية في الأصلاب (الخصية و المبيض), فكيف لو شاهد التجارب العلمية اليوم التي أثبتت خلق الإنسان في المبيض و الخصية من الخلايا الجنسية قبل أن يحدث التلقيح بين نطفة الرجل و المرأة لتأتي المرحلة الثانية من الخلق و التصوير في الأرحام.
و الأمثلة أكثر من أن أحصيها من كتب المفسرين, فمن سبق و تكلم عن بداية الكون من الرتق إلي التوسع إلي بناءه إلي نسيجه إلي سباحة أجرامه في الأفلاك, إلي مآله بالانفطار و الطي, أليسوا هم المفسرين الذين قابلوا النص بالكون المنظور, و من سبق بالكلام عن مراحل خلق الجنين غير المسلمين الذين درسوا نصوصه في القرآن و السنة, و من بربك في الغرب علم أن الحجارة (حجارة الأصنام) تصلح وقود للنار مثل الحطب كوقود للنار في الدنيا مع أن الحجارة تُطفأ النار, و من بربك سبق في الكلام عن وجود أمواج في قاع البحر و من بربك سبق في ذكر كيفية التأنيث و التذكير من خلال النطفة, إلي آخر هذه الأمور العلمية التي تناولها المفسرون قبل أن يكون هناك شيء اسمه علم تجريبي, فلما ظهر العلم التجريبي وجدناه يتفق مع ما نطقت به لغة القرآن و فهمه المفسرون.

يتبع

محمود عبدالله نجا
11-26-2013, 01:11 AM
الشبهة الثالثة: (ظهور دلالة علمية للنص لم تكن معلومة في زمن النبي صلي الله عليه و سلم يقتضي كون النبي صلى الله عليه و سلم جاهلاً بذلك المعنى في زمن الوحي ، و هو ما يفتح الباب أنه جاهلاً بمعانٍ أخرى لنصوص الوحي - و العياذ بالله- !), و تتفرع عن هذه الشبهة قول بعضهم (إذا كان النبي صلي الله عليه و سلم يعلم الدلالة العلمية للنص فلماذا لم يخبر الصحابة بها ليخبرونا بها).
حقيقة هذه شبهة غريبة تنم عن جهل قائلها بالمقدار الذي فسر به النبي صلي الله عليه و سلم القرآن للصحابة, فهل فسره للصحابة تفسيرا استقصائيا من كل الوجوه فلا تفسير بعد تفسيره, إن كان فعل فقد وجدت هذه الشبهة دليلا لا يُرد, و لكان كل تفسير أتي بعد وفاة النبي صلي الله عليه و سلم هو باطل لأنه يفسر القرآن بغير تفسير النبي صلي الله عليه و سلم. و لكن المتفق عليه بين أهل العلم أن النبي صلي الله عليه و سلم لم يفسر القرآن للصحابة من كل وجه, بل نقل إليهم ما يقوم به الدين كاملا غير منقوص, فعرّفهم ما خفي عليهم من معاني القرآن و العقيدة و الفقه و العبادات إلي غير ذلك من الأمور التي أمر الله نبيه ببيانها للأمة و لو كانت الدلالة العلمية للنص مما يقوم به الدين في زمانه لأبلغها للصحابة. و لو كان النبي صلي الله عليه و سلم فسر كامل القرآن للصحابة, فلماذا الأمر بتدبر القرآن , و لماذا دعي صلي الله عليه و سلم لابن عباس بتعلم تأويل القرآن, و لماذا لا نجد تفسير واحد اسمه تفسير آيات القرآن للنبي صلي الله عليه و سلم, و في الروابط القادمة مزيد من البحوث التي تشرح هذه المعاني و تبين بطلان هذه الشبهة. و لماذا يقول ابن عباس (التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى). بل و أعجب من قول ابن عباس (تفسير يعلمه العلماء) قول علي رضي الله عنه في البخاري حين سأله أبو جحيفة (هل عندكم شيء من الوحي غير ما في كتاب الله؟) فقال علي رضي الله عنه (لا، والذي فلق الحب وبرأ النسمة لا أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن), فلو كان فهم و تفسير القرآن مقصور علي النبي صلي الله عليه و سلم وحده لما قال علي مثل هذا القول (إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن), فمن الذي يستطيع أن يغلق باب فهم القرآن عن الله.
و نأتي لسؤال أهم, هل كان النبي صلي الله عليه و سلم يعلم بوجود آيات لها مدلول علمي و طبقها علي أرض الواقع أم لا؟
حقيقة حيرتني إجابة هذا السؤال كثيرا حتى ألهمني الله ببعض الأمثلة التي تجعلني أقول نعم كان النبي صلي الله عليه و سلم يعلم بوجود آيات لها مدلول علمي بل و طبقها علي أرض الواقع, و أكتفي بالمثالين القادمين ففيهما الذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع و هو شهيد:
1. المثال الأول: أغذية القرآن كشفاء, حيث أخبر القرآن أن العسل شفاء و دواء, فاستعمله النبي صلي الله عليه و سلم و داوي به الناس, و أخبر القرآن عن ثمرات النخيل و الزيتون, فكان للنبي صلي الله عليه و سلم أحاديث تعظم من شأن التمر و الرطب و الزيتون بل و تحث علي التداوي بهما كما في حديث " إن في تمر العالية شفاء- أو قال ترياقاً " رواه مسلم, و حديث (كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة) صحيح الجامع الصغير. أيضا عندما قال الله (و الحب ذو العصف و الريحان) 12 الرحمن, ألم يهتم النبي صلي الله عليه و سلم بالعصف في غذائه, من بربك جعله يأكل التلبينة و يجعلها شفاء و من بربك جعله لا ينخل الدقيق و يأكله بقشر القمح طوال حياته. أليس استخدام الغذاء كدواء هو من الأمور العلمية التي يناقشها الطب في زماننا, أليست هذه المعرفة علمية, فكيف تأتت هذه المعرفة للنبي صلي الله عليه و سلم, إن قلنا بالدراسة فهو مستحيل في بيئة بدوية لا تعرف للعلم طريق, و لذا لا مفر من الاعتراف بأنها وحي مُعجز, و لا يمتلك العلم الحديث أمامه إلا الاعتراف بصدقه بعد أقرت بحوثهم بذلك.
2. المثال الثاني: القيافة, من أين أتي النبي صلي الله عليه و سلم بمسألة الشبه و دورها في إثبات أو نفي النسب حتى يقوم بالقيافة و يأخذ بآراء القافة , ألم يقرأ في كتاب الله أن الولد من الذكر و الأنثى, ألم يقرأ قوله تعالي (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج) 2 الإنسان, أي خليط من صفات الأبوين ألم يقرأ قول الله تعالي عن الصورة المركبة للإنسان من نطفة أبيه و أمه و أن صورته تأخذ من أجداده حتى آدم (في أي صورة ما شاء ركبك) 8 الانفطار, فقال حديث يوافق الآية (إذا أراد الله أن يخلق النسمة فجامع الرجل المرأة فطار منيه بكل عرق و عصب منها, فإذا كان يوم السابع احضره الله كل نسب بينه و بين آدم, ثم تلي قوله تعالي في أي صورة ما شاء ركبك) رواه الطبراني و صححه الألباني, أليس هذا بالتفسير العلمي, ألم يطبقه النبي صلي الله عليه و سلم في حديث الرجل الذي جاء يشتكي أن امرأته وضعت غلام أسود و هو ليس من لونه, فقال النبي صلي الله عليه و سلم (لعل ابنك نزعه عرق) متفق عليه, ألا نري كلمة عرق التي في الحديثين و ارتباطها بتوارث الصفات من الآباء و الأجداد فيما يعرف بالسائد و المتنحي. أليس هذا من الأمور العلمية التي يناقشها الطب في زماننا, أليست هذه المعرفة علمية, فكيف تأتت هذه المعرفة للنبي صلي الله عليه و سلم, إن قلنا بالدراسة فهو مستحيل في بيئة بدوية لا تعرف للعلم طريق, و لذا لا مفر من الاعتراف بأنها وحي مُعجز, و لا يمتلك العلم الحديث أمامه إلا الاعتراف بصدقه بعد أقرت بحوثهم بذلك.

يتبع

محمود عبدالله نجا
11-26-2013, 01:15 AM
الشبهة الرابعة: كل نص يتناول ظاهرة كونية هو نص مرشح للإعجاز بما في ذلك مُعجزات الأنبياء, فمثلا يقولون ماذا لو توصل العلم لجعل النار بردا كما في قوله تعالي (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ), فهل نجعل هذا النص من نصوص الإعجاز العلمي و نفسره بما قاله العلم, فإذا قلنا لا يجوز تناول معجزات الأنبياء بالعلم, قاسوا استحالة تفسير معجزات الأنبياء بالعلم علي باقي نصوص الوحي التي تتحدث عن الأفاق و الأنفس.
و لنا أن نرد علي شبهتهم بسؤال, هل الله قال سنريهم الآليات أم الآيات؟, هل قوله تعالي {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }الأنبياء33, وصف لحالة أم آلية, و كلنا يعلم كيف وصف العلم الحديث حالة سباحة الأجرام في الفضاء, و لكن هل رأيت عالم واحد وصف المادة التي تسبح فيها الأجرام و كيفية السباحة, بالطبع لا. فإذا وقعت المشابهة بين وصف القرآن لحالة كونية معينة و ما اكتشفه العلم من وصف مماثل لهذه الحالة, فأي عقل هذا الذي يرد هذا التماثل بحجة أنه يفتح الباب لإيجاد وصف مماثل لمعجزات الأنبياء أو حتى الغيبيات.
و هذه الشبهة تدل علي أن قائلها يحب السير ضد التيار بلا أدوات تُذكر, فلا يوجد عالم إعجاز واحد يناقش القضايا الغيبية أو مُعجزات الأنبياء الخارقة للعادة, فأبحاث الإعجاز هي في مجالين فقط, الأفاق و الأنفس (الآيات المنظورة فقط), فإذا تعاملنا مع الآيات الكونية فلا ننظر إلي كيف خلق الله آدم من طين بل ننظر كيف ورث الصفات إلي ذريته من خلال النطفة, و لا ننظر كيف صارت النار بردا و سلاما علي إبراهيم, و لكن ننظر إلي ما هو ملكوت السموات و الأرض الذي أراه الله لإبراهيم عليه السلام, و أيضا لا ننظر إلي التقام الحوت ليونس عليه السلام, بل نسأل لماذا انبت الله عليه شجرة من يقطين, لماذا اليقطين و ما علاقة ذلك بما في بطن الحوت و الحالة التي خرج عليها يونس إلي البر, و أيضا لا ننظر إلي كيف ضرب موسي الحجر فانفجرت منه عيون الماء و إنما ننظر كيف يمكن لحجارة الدنيا بدون عصا موسي أن تتشقق فيخرُج منها الماء أو تتفجر منها الأنهار, هكذا يكون التدبر للعقلاء.
أما افتراض أصحاب الشبهة بإمكانية اكتشاف علمي في باب معجزات الرسل فهو فرض جدلي باطل لم و لن يحدث أبدا علي أرض الواقع, لأن من أجري المعجزة هو الله رب العالمين و رب كل القوانين التي تحكم هذا الكون المنظور, و معجزة الأنبياء علميا غير قابلة للإعادة لأنها ليست من جنس قوانين الكون بل هي من جنس خرق هذه القوانين, و العلم عندما يبحث فانه يبحث في اكتشاف قوانين الكون و لا قدرة له علي خرقها. نضرب لذلك أمثلة, هل العلم قادر علي أن يقلد معجزة إبراهيم في كون النار صارت بردا و سلاما, فأقول لن يحدث أبدا, و صاحب الشبهة لم يفهم طبيعة المعجزة فظنها قابلة للتكرار و الدراسة, فالله لم يعطل قدرة النار علي الحرق علي إطلاقه, فقد أحرقت الحبال التي تربط ذراع و جسد إبراهيم و أحرقت الخشب و أخافت كل من اقترب منها, إذا مازالت نار تحرق كالتي نعرفها, و كل ما حدث أن الله أمرها ألا تحرق إبراهيم, و أن تكون عليه بردا و سلاما, فقل لي بالله عليك أي علم هذا القادر علي أن يجعل في النار الخاصيتين في نفس الوقت احتراق لكل ما حول إبراهيم و بردا و سلاما علي إبراهيم, هذه لا يفعلها إلا رب العالمين.
نضرب مثال آخر, و هو تعطُل السكين عن ذبح إسماعيل, فنقول هل فقد السكين القدرة علي الذبح مطلقا, الإجابة كلا فقد ذبح إبراهيم الكبش بذات السكين (و فديناه بذبح عظيم), و لكن الله هو من أمرها بأن تتعطل عن ذبح إسماعيل, فهل هناك علم قادر علي تصميم سكين تمرره علي رقبة إنسان فلا يذبح و تمرره علي رقبة خروف فيذبح, فليأتوا به إن كانوا من الصادقين. أيضا معجزة يونس عليه السلام (فالتقمه الحوت), من يقدر علي أن يدخل بطن الحوت دون أدوات دفاع و تنفس و طعام ليهبط معه في قاع المحيط. و معجزة عصا موسي من يقدر علي تحويل عصا إلي حية, أو يضرب حجر أصم لا يرجي منه قليل الماء, فتنفجر منه العيون.
إذا فمعجزات الأنبياء هي خرق للقوانين و ليس من جنس الإتيان بشيء من قوانين الدنيا, أما الإعجاز العلمي فهو يتناول القوانين التي أودعها الله في كونه, فعندما يقول القرآن بضيق الصدر مع الصعود لأعلي فهذا وصف لقانون و ليس خرق للقانون, عندما يقول بأن الجنين يخلق من ماء الأبوين فهذا وصف لقانون, و بالتالي تسقط هذه الشبهة و الاحتجاج بها علي رفض الإعجاز العلمي وللأبد.
و بفرض جدلي ليس إلا أن العلم نجح كما يقولون في جعل النار باردة, فالغيبيات و معجزات الأنبياء لن تتحول إلي إعجاز علمي لأن الآلية تختلف فلا يمكن المقارنة, فنحن لا ندري كيف فعل الله المعجزة هل بنفس الآلية التي توصلنا لها أم بغيرها, فهذا من الغيب, و كل ما يمكن قوله أنه تشابه حال يدعو للإيمان و ليس للنكران, و أعطي مثال واضح جدا, نعلم أن أشجار الجنة منها ما هو من ذهب, وعقلا هذا أمر مستحيل, بل و دلت الدراسات العلمية في الدنيا علي أن الذهب سام للنباتات, و لكن تم اكتشاف أشجار تستطيع استخلاص الذهب من الأرض و تخزينه في الأوراق و بدأ العلماء يفكرون في استخلاص الذهب من التربة بهذه الكيفية, فهل من حق الإعجاز أن يقارن بين الأمرين , بالطبع لا, لأن هذه الشجرة الدنيوية لا يمكن أن تصير من ذهب خالص, و لكن مجرد إمكانية حدوث الأمر في الدنيا يجعل الحكي عنه في الآخرة ليس بالمستحيل.
هذا و ما كان من توفيق فمن الله وحده, و ما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني و من الشيطان و الله و رسوله منه براء.

abdullah khalaf
11-26-2013, 04:20 AM
جزاك الله ألف خير .

الدكتور قواسمية
11-26-2013, 07:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية عطرة للعضو الكبير محمود نجا
لقد أوفيت الموضوع حقه وبارك الله فيك مباركة جزيلة وافية لاتسماك بمنهج عقلاني هادئ ورصانة نادرة في الطرح
1 القرآن هو كتاب هداية من الخالق للناس من محمد عليه الصلاةوالسلام الى قيام الساعة والهداية هي تبيان حقيقة كل شيء ما تعلق بالكون أو الأحياء أو الشرائع أو تاريخ الأمم والحضارات السابقة أو العقائد فمن المستحيل بداهة أن يقوم خالق الكون بهداية عباده بغير الحق والحقيقة.
الهداية الربانية = معرفة الحقيقة = كل ما في القرآن سواءا ما تعلق بالتاريخ والكون والأحياء و الانسان والنبات والحيوان والغيب والعقائد وعلامات القيامة حق = العلم الصحيح.
2 القرآن عندما نطبق عليه نظرياتنا الحديثة الغربية هو خطاب له مرسل ومرسل اليه ومضمون وهذا المضمون قابل للامتحان falsifiabilité d'un discours
يستطيع أي انسان أن يسأل عندما يقرأ قوله تعالى " ثم استوى الى السماء وهي دخان" هل الكون كان في أحد مراحله دخان أم لا
وعندما يقرأ قوله تعالى " غلبت الروم في في أدنى الأرض" يستطيع أن يسأل هل غلبت الروم في أدنى الأرض حقا أم توهم.
وعندما يقرأ قوله تعالى " وانشقت السماء " يستطيع أن يسأل هل السماء ستنشق حقا أم توهم.
3 اذا عرفنا الاعجاز العلمي للقرآن على أنه تطابق ألفاظ القرآن مع حقيقة الكون فان من ينكر ذلك يقول بطريقة غير مباشرة أن القرآن بشري ويحتوي على أوصاف ساذجة ومغلوطة.
4 الله عز وجل يقول في بداية القرآن " ذلك الكتاب لاريب فيه" بمعنى لا خلل ولا نقص فيه فكل الأنباء والتقارير التي فيه مطابقة للعلم الصحيح.
بل ان هناك أكثر من عشرين آية تدعوا الناس للاستعانة بالعلماء والخبراء للتحقق من صدق القرآن " الرحمن فاسئل به خبيرا" وقوله " وما يعقلها الا العالمون" وغيره.
5 يجب ضبط هذا المجال البحثي بأصول أكاديمية بحيث بلا يسمح بنشر أي مقال من هذا النوع الا بعد مراجعته من طرف لجنة تضم
- أخصائيين لغويين
-علماء تفسير
- علماء في المجال العلمي محل النظر.
6 يجب ابعاد هذا المجال البحثي عن أيدي الهواة .
7 هذا رأي ابن عباس رضي الله عنه في تفسير القرآن الكريم.
قسم ابن عباس رضي الله عنهما تفسير القران الكريم من حيث معرفة الناس له الى اربعة وجوه: وجه تعرفه العرب من كلامها \ وجه لا يعذر احد بجهله \ تفسير يعلمه العلماء \ تفسير لا يعلمه الا الله تعالى ومن ادعى علمه فقد كذب
•الوجه الذي تعرفه العرب يشمل الفاظ القران واساليبه في الخطاب ... فمثلا قوله تعالى "ذق انك انت العزيز الكريم" يعلمون ان هذا الخطاب اسلوب تهكم وامتهان وان كانت الفاظه تدل على المدح
•اما الوجه الذي لا يعذر احد بجهله فيشمل الفرائض والنهي عن المحارم واصول العقائد والاخلاق ويدخل فيه الامر بالصدق والامانة والنهي عن الكذب والخيانة وعن اتيان الفواحش ...الخ
•الوجه الثالث الذي تعلمه العلماء: يشمل هذا القسم ما تشابه على عامة الناس وما يستنبط منه من فوائد واحكام
•القسم الذي لا يعلمه الا الله يشمل المغيبات ووقت وقوعها فالدابة التي تخرج في اخر الزمان لا يعلم احد كيف حقيقتها ولا وقت خروجها الا الله تعالى وهذا النوع غير واجب على احد
ودمت سالما

محمود عبدالله نجا
11-29-2013, 10:48 PM
جزاك الله ألف خير .

و جزاكم الله بخير منه

محمود عبدالله نجا
11-29-2013, 10:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية عطرة للعضو الكبير محمود نجا
لقد أوفيت الموضوع حقه وبارك الله فيك مباركة جزيلة وافية لاتسماك بمنهج عقلاني هادئ ورصانة نادرة في الطرح

و عليكم السلام و رحمة الله
جزاكم الله خير الجزاء و نفع بكم و بي