المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حاجة الإنسان إلى معرفة الله عز وجل



زيد الجزائري الجزائر
01-12-2014, 11:14 AM
لما كان الإنسان وجد لحكمة وغاية بـما يشرف وجوده ويرتقي نوعه على بقية المخلوقات وبها يحصل على سعادة الدنيا والآخرة - فإنه يشعر في أعماق نفسه برغبة شديدة وحرص أكيد لمعرفة تلك الغاية .
فأي إنسان لم تنكشف له تلك الحقيقة فإنه يتعرض لنكد القلب وقلق النفس وحيرة الضمير حتى ليكاد يتمزق من داخله . . .
هذا واقع التائهين الذين لم يعرفوا غاية وجودهم ، وحكمة خلقهم ، وما نسمعه عن حياة هؤلاء التائهين أو نقرؤه في صحفهم وتقاريرهم يبين تلك الحقيقة ويؤكدها .
واستمع إلى بعض التقارير عن ذلك الواقع :
يقول مؤلف " الإنسان ذلك المجهول " الكسيس كاريل الفرنسي - وهو يتحدث عن الأمراض العقلية التي أصيب بها المجتمع الأمريكي : ( في عام 1932 كان عدد المجانين الموجودين بالمستشفيات الحكومية = 400000 ( أربعمائة ألف ) مجنون كما كان عدد
(الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 248)
ضعاف العقول والمصروعين المحجوزين في المصحات الخاصة = 81580 ( واحدا وثمانين ألفا وخمسمائة وثمانين ) شخصا ، وكان عدد مطلقي السراح بشرط كلمة الشرف من ضعاف العقول = 10930 ( عشرة آلاف وتسعمائة وثلاثين شخصا ) . . .
ولا تشمل هذه الإحصاءات الحالات العقلية التي تعالج في المستشفيات الخاصة . . . وحقيقة الأمر أن عدد الأفراد الذين انحطوا عقليا أكثر من ذلك بكثير ، ويقدر أن عدة مئات من الآلاف لم تشملهم الإحصائيات الرسمية مصابون باضطرابات نفسية ، وتدل هذه الأرقام على مدى استعداد شعور الرجل المتحضر للعطب ، وكيف أن مشكلة الصحة العقلية تعتبر من أهم المشكلات التي يواجهها المجتمع العصري ( 178 - 179 ) .
أرأيت يا أخي القارئ كيف أن الإنسان الذي لم يعرف غاية وجوده ، أنه مصاب في أعز ما يملك ألا وهو " عقله " الذي يميزه عن بقية المخلوقات غير العاقلة ، لأنه لم يستطع الوصول إلى " حكمة خلقه " رغم الحضارة المادية والكشوف العلمية التي وصل إليها . . .
وهذه الإحصاءات كما ترى كانت قبل خمسين عاما ، فما بالك بها الآن . . . هذا إلى جانب الأعداد الكبيرة الأخرى التي تنهي حياتها بالانتحار لعدم وصولها إلى معرفة الغاية من الوجود والحكمة من الخلق .
فلا بد إذن للإنسان لكي يسعد في الدنيا والآخرة من معرفة غاية وجوده في هذه الحياة الدنيا وذلك لا يعرف إلا بمعرفة الخالق الموجد سبحانه وتعالى