المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة من ملحد أتمنى الإفادة



hasanmajdy
03-07-2014, 09:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وردتنى بعض الاسئلة من ملحد (هو مؤمن بوجود الله لكنه والعياذ بالله ينكر تصرفاته) ورددت عليه ولكن إجابتى لم تكن شافية له, فأردت الطرح عليكم ليتنى أرى آرائكم وإجابتكم:
سألنى عن شدة ابتلاء من بالصومال وعلى أي شئ يشكروا الله وهم مريضون وجوعى وولدوا مرضى بالإيدز؟
سألنى لماذا خلقنا وكان مقدر لنا كل ما حييناه فلماذا كنا حتى, ولماذا يدخل ناس جنة ونار طالما يستطيع الله جعل الكل يدخل الجنة وهو يعلم الاقدار ويعلم أن آدم سيأكل من الشجرة؟
سألنى لماذا لم يبيد إبليس والشياطين؟
لماذا خلقنا وإن كان لنعبده وهو لا يحتاج منا شئ؟
لماذا لم يعطينا علم الغيب كى لا نكفر؟
لماذا أنزل علينا رسل ولم يوتنا بكل علم الغيب؟
في النهاية أن رددت على معظمها لكن لم يكن الرد الكافي الذي رجيته فتمنيت منكم الرد, لا إله إلا الله محمد رسول الله.

د. هشام عزمي
03-07-2014, 10:17 PM
الأجابة عن هذه الأسئلة تحتاج إلى كتاب كامل ؛ لأنها تتطلب الكثير من الشرح والبيان .. لكني في الحقيقة أرى أن هذه الأسئلة مهمة جدًا ، ومن دورنا الإجابة عنها ، وإن شاء الله سنحاول أن يكون هناك كتاب كامل للرد على هذه المسائل بشكل وافي يبلغ مراد السائل ..

hasanmajdy
03-07-2014, 11:44 PM
الأجابة عن هذه الأسئلة تحتاج إلى كتاب كامل ؛ لأنها تتطلب الكثير من الشرح والبيان .. لكني في الحقيقة أرى أن هذه الأسئلة مهمة جدًا ، ومن دورنا الإجابة عنها ، وإن شاء الله سنحاول أن يكون هناك كتاب كامل للرد على هذه المسائل بشكل وافي يبلغ مراد السائل ..
انا رددت عليه ولكن لا أعلم أكان ردى صحيح أم سأعرض ردى وأتمنى الإفادة:
بسم الله الرحمن الرحيم
هو صديقي وليس ملحد إطلاقًا وبدأ الامر أن أعطته صورة لإحدى الصفحات الإلحادية رددت عليها ودار الحوار كالتالى


صديقى: بصراحة انا معاهم في دي, الواد متبهدل بطريقة مش طبيعية!
أنا: شوف الرد!
صديقى: بص مأنتا بتقول كده علشان مش بتعاني زيه ولو انتا خيرت الواد ما بين حاله والموت هيختار الموت من غير اي تفكير ماهو كده كده ميت بس هو عنده يموت بسرعة احسن ما يموت من الجوع!
أنا: لو كنت بعانى زيه كنت هختار الموت السريع لكن لو قدر الله لي ذلك هستمر علي عبادته أملًا في الجنان الحياة ليست إلا طريق فانى
صديقي: بس ميتعذبش للدرجة دي الايدز مرض رهيب لوحده, ما بالك الايدز والجوع ومفيش ولا مأوي ولا مأكل ولا ملبس بصراحه انتا دخلت في حاجات جانبية ايه المتبقي للواد علشان يدعي لربه؟ ولا حاجة!
أنا: لا, اولًا يدعى ربه الشفاء ويداوم على عبادته إن لم يشفى هذا لا يعنى ان لا نشكر بل هذا يعنى ان الله رأى خيرًا في عدم الاستجابة وهو الآخرة متى ستدرك الناس ان الدنيا ليست إلا طريق فانى.
صديقي: بس ليه السادية دي؟, ليه التعذيب؟, عاوزنا نعبدك هنعبدك, بس متعذبناش!
أنا: استغفر الله العظيم يبنى فيه حاجة اسمها ابتلاء.
صديقي: بص انا قلتلك من الاول انا مؤمن ان في رب بس مش مقتنع بتصرفاته!
أنا: هذا يود بك إلى حافة نار افهم يبنى في حاجة اسمها ابتلاء جعل لاختبار العباد على التمسك بالدين بالإضافة لده ربنا سبحانه وتعالى يمكن لو استجابله وشفاه واغناه يدخل النار لذا ربنا رأى له أن يبقى كحاله بالنسبة للسادية فسدت الارض بما عملت أيدى الناس وكل شئ سببي
ما من فقير ومريض, إلا وفي غنى يسلب حقه.
صديقي: طب ماهو كان عارف من الاول لما خلقنا!, يبقا ليه العناء؟!
أنا: عشان فيه آخرة...
صديقي: ياعم لا انا بقولك!
أنا: وأول ما خلق الإنسان كان في الجنة..., كمل...
صديقي: هو كان عارف لما خلق سيدنا آدم ايه اللي هيحصل وايه اللي احنا هنعمله لغاية أخرتنا طب ليه العناء؟
أنا: هو الى بتقوله يعتبر علم غيب لكن هاجوبك مش فكرة عناء لو كلامك صح يبقى الافضل ميبقاش فيه اي حاجة أي حاجة!
ولا أي أقوام أخرى, جن إنس شياطين كل شئ..
صديقى: أصل هو كان عندهم عباد "الملائكة" وهو يقدر يبيد الشياطين لان هو اللي خلقهم! وهو الوحيد اللي يقدر ينفيهم!
أنا: يبنى افهم إبليس تحدى الله عز وجل وهل يليق بالله إبادته بسبب تحديه بل إن ربنا حققله أمنيته بأن يكون خالد يوم الدين
صديقي: انا بقولك علي قبل كده علي اللي من الاول خالص! مش الله عالم بالغيب؟
أنا: اه
صديقي: يبقا اكيد كان عارف انه هيخلق آدم وابليس هيخرج من طاعته ويتحداه, طب ليه كــــــــــــل العناء ده, طالما ممكن انه ميخلقش آدم أساسا وهو كان عنده عباد غيرنا, وميجيش في يوم ناس يشككوا فيه!
أنا: فيه أقدار وأسباب, القدر الشئ الكبير المحتوم ولا يرده إلا الدعاء الأسباب متعلقة بسببية الأشياء يعنى آدم عليه السلام أذنب لأنه كان ممكن مياكلش من الشجرة وهو ذنب أي سبب, سبب!!!!!!!!
صديقى: طب ما كان ممكن يتفادي كل ده وهو عنده عباد تانيين غيرنا, وعبادتنا ولا بتزود ولا بتنقص عنده
أنا: يتفادى إيه!
صديقي: كأنك بتشتري كلب ولما بيعمل حاجة غلط بتاكله علقة موت!, يتفادي الناس اللي بيشككوا فيه او تصرفاته, ويتفادي انه يعذب ناس في جهنم وما إلى ذلك..
أنا: لا إله إلا الله اسمع, دول كان ممكن يخليهم مؤمنين لكن ربنا ترك اسباب, فكرة التفادى ديه مش ليك
صديقي: مأنا عارف انها مش ليا
أنا: ربنا سبحانه وتعالى رب القدرة والحكمة, ليه حكمة عقلك مش هيستوعبها بالتفكير وعمره مهيستوعبها ويمكن يعرفها وهو بيتعذب في جهنم
فهمت؟
صديقي: طب ليه كل الغموض, طب ما يقولنا علي كل حاجة علشان نفهم راسنا من رجلينا
أنا: بعث لينا رسل وكتب, لكن الناس منهم من كفر بالله
صديقي: أيوه وانزل كتب بس برضوا فيها حاجات ناقصة الاجوبة بتاعة الاسئلة الجوهرية مش موجودة, ...
أنا: ليس جوهرية بل غيبية
صديقي: غيبية؟
أنا: اه
صديقي: طب ليه ميقولناش عليها؟ ليه عاوز يدخل ناس مننا النار؟, ثوانى وجاى
أنا: ماشى
صديقي: رجعت, ليه عاوز يدخل مننا ناس النار؟
أنا: أولًا كأسألة غيبية ربنا سبحانه وتعالى زخره للآخرة والله أعلم ليمتحن عباده الذين يؤمنون به دون أن يروه حتى ثانيًا من سار على منهج الله دخل الجنة ومن حاد دخل النار
صديقي: والسؤال الجوهرى, من أين أتى الله...(والعياذ بالله)
أنا: استغفر الله العظيم يبنى سؤال كده يفوق كل قدراتنا العقلية واكيد ولازم يكون غيب, (قل هو الله احد الله الصمد لم يلد أو يولد ولم يكن له كفوًأ أحد).
صديقى: طب ماهو احنا لو خدناها كده..؟
أنا: أومال ربنا قال ليه فيما معناه الذين يؤمنون بالله دون ان يروه
صديقى: هو خلق الكون وكل حاجة يبقا اكيد هو برضوا ليه سبب منطقي هو جاي منه, ماهو أستحاله ده ييجي من العدم بقا
أنا: منطقي!, المنطق هو حكم الإنسان ربنا سبحانه وتعالى لا يخضع لعقلك ولا منطقك وهل يسع المخلوق الخالق
صديقى: ياعم انا مبقولش انه خاضع لمنطقي, بس هو أكيد برضوا جاي من مكان ما, ماشي هو مأتولدش ومش هيولد وملوش مثيل تمام انا معاه
أنا: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا), ....
صديقي مسرعًا: بس برضوا آدم متولدش آدم أتخلق!!!!
أنا: اه وآدم نبى
صديقي: فهمت نقطتي؟
أنا: تقصد إيه
صديقي: يبقا اكيد في خالق أعلي!!, أصل أستحاله ربنا يكون جاي من العدم هو عاوز يقنعني اني مجيتش من العدم تمام انا معاه بس برضوا انا لازم آخد انه مجاش من العدم هو كمان!
أنا: ركز معايا في الحتة ديه بالذات من غير مقاطعة عشان ده كده كفر, ركز معايا لو في خالقين الحياة مش هتمش وهتموت وتفنى
ولو فيه خلق اعلى الخالق الاعلى جه منين, ...
صديقى ملتقطًا: طب أيش عرفك؟, أيش عرفك ان في خالقين هيبوظوا الدنيا؟, مش ربنا عقله اكتر ذكاء وحكمه مننا؟
أنا: لو فيه خالقين كلهم حكمة وذكاء وفطنة مش هتبقى دماغهم واحدة يعنى حتى لو فيه حكمة العقلية مش هتتحد هيبقى فيه تفاوت وبالتالى العالم ينهار
صديقي: طب نرجع برضوا انتا ايش دراك؟ مش احنا اللي عقلنا صغير ومنقدرش نستوعب زي ماهو يقدر "علي حسب ما هو قال", انتا كدا بتقارن "بدماغك الصغير"!
أنا: اقف هنا هو مش فيه وحى لو انا مش دارى بأي من القرآن أو الحديث مكنتش هرد أبدًا وإلا بألف
صديقى: طب مأحنا برضوا هنيجي نقف تاني عند حتة هو أكيد مجاش من العدم!, وهتقولي تاني اني مش هقدر استوعب
أنا: يبنى ديه قوانين البشر
صديقى: ونلف وندور ونلف وندور
أنا: يبنى القوة لا تستحدث من العدم ديه قوانين بشرية, ....
صديقى ملتقطًا: *والتي يصدف انها منطبقة علي كل حاجة*
أن مكملًا: أكمل كلامى,. القوة لا تستحدث من العدم ديه قوانين بشرية لا تنطبق على أي شئ غير البشر داخل الأرض! إذا كان القوانين الفزيائية مطبقتش خارج الارض في الفضاء كل لما تتقدم بترجع بالزمن يعنى عمرك ما هتعرف اخره يعنى مينطبقش على قوانينا ولو انتا مش قادر تقتنع بأن شئ جه من العدم الكون كله آتي من العدم كرة غازية من العدم خلقها رب العزة وبالتالى لو انتا مش مقتنع بالنظرية ديه مع انها
أوكدت من خلال صدى الإنفجار في الفضاء الى لسه موجود للآن وتقدر تسمعه من خلال تلفاز غير مضبوط وهي نفس الفكرة يا عم سيب الدين قول الكون نشأ من العدم ازاي في كل النظريات., ولذلك ربنا سبحانه هو الخالق انشئ كل شئ من العدم وهو لم يلد ولم يولد ولم يكن له مثيل كفوأ من أحد أبدًا.
صديقى: تعالا نمثل الكون بـ"كرسي", الكرسي ده ليه صانع
أنا: التمثيل خاطئ من أوله!
صديقى: أيوه الكون أتنشأ من العدم انتا شوفتني أعترضت؟ وايوه انا مؤمن ان فيه رب,
أنا: وبالتالى الله خلقه من العدم
صديقى: ربنا خلق كل شئ وقادر علي كل شئ, تمام انا معاك في كل ده
أنا: قوانين البشر لم تطبق, والله هو الخالق ولم يلد ولم يولد, كمل..
صديقي: انا معاك في كل ده, الكون عمله ربنا, من العدم, يبقا ربنا برضوا اتعمل من العدم؟
أنا: وجد قبل الوجود
صديقي:وهنا نلف للقوانين البشرية!, وجد قبل "وجودنا"!
أنا: للآسف مينفعش هنا
صديقي: AKA المخلوقات, كلها, اللي قبلنا,
أنا: اه وجد قبل وجود العرش
صديقي: اللي قبل الملايكة والشياطين والجن وما الي ذلك!
أنا: أه, أَفهمك الفكرة؟
صديقى: ايوه فاهم والله, بس يعنى ايه عرش؟
أنا: ربنا وجد قبل وجود العرش والماء يعنى وجد في اللاشئ قبل ان يكون هناك شئ العرش هو الكرسي ولم يخلق ليجلس عليه
صديقي: الماء؟, مش الماء ده برضوا مخلوق معانا؟
أنا: الماء اسفل العرش خلق قبل كل شئ
صديقي: ده في ماء في كل حتة, زي الفل
أنا: في قولين بيقول العرش أو الماء الأول لكن عمومًا العرش على الماء, كمل
صديقي: فـ أنتا بتقولي بأسلوب ملفوف ان ربنا جيه من العدم!
أنا: اصل بص, ده غيب..يـ..
صديقي ملتقطًا: لا مأنتا ازاى
أنا: مش فكرة ملفوف, افهم, استنى بس..
صديقي: ماهو يا صح يا غلط؟
أنا: استنى, افهم, الى ورد هو:
الله كان قبل كل شئ
لم يلد ولم يولد لم يكن له كفوأ أحد
وضح كده؟
صديقى: أيوه يعني برضوا نرجع للحته من الاول, انتا بتقولي انه جيه من العدم, صح ولا غلط؟
أنا: كان قبل كل شئ اصل العدم مخلوق! والماديات احنا عايشنها!
صديقى: ما قبل العدم.. هو كان موجود من اللاشئ!
أنا: كان قبل كل شئ اللفظ الصحيح ولازم تفهم ان اللاشئ مادى لانه عدم والعدم مخلوق
صديقى: أزااااااااااى؟
أنا: اصل المشكلة انك بتربط كل شئ بماديات فهمت؟
صديقى: يعني انتا برضوا بترجع وتقولي ان عقلي صغير ومقدرش أستوعب أصل خالقي؟
أنا: ده نفس الى حصلك!!
صديقى: ماهو زي ما لينا أصل اكيد جدًا "علي حسب عقلي الصغير جدًا" هو كمان ليه أصل
أنا: الاصل مادى ولا يسع المخلوق الخالق فكر اكتر وطلع معلومات مش هتستوعب
صديقى: يعني انا مقدرش أستوعب خالقي؟
أنا: أبدًا
صديقى: الغموض في كل زمان وكل مكان!
أنا: أقولك حاجة, ده مش غموض انتا مش قادر تستوعب ربنا سبحانه وتعالى لو عرض الامر كده للكفار محدش هيؤمن فهمت ده غيب
لو عاوز تعرف أدى فرائض الله وأمل انك تدخل الجنة وتتحق كل امنياتك ومنها انك تعرف اصل بص كل شئ بتفكر فيه حوليك عشته كل شئ بلا استثناء مادى بالنسبة ليك فمش هتقدر تستوعب خلاص, معايا؟
صديقى: يعني انا مكتوب عليا طول وجودي في الدنيا اني معرفش خالقي؟
Cool
ماهو ده تفسير كلامك, متآوحش!
أنا: انا منطقتش ولا آوحت, ارد بقى؟
صديقى: ياعم من غير رد, هو مش عاوزني اعرفه خلاص تمام!
أنا: لا, ارد احسن
صديقى: أنا مؤمن انه موجود ومؤمن انه قوي وقادر علي كل شئ وما الي ذلك, انا مش ملحد!, انا بس بسأل!
أنا: للمعلومة, كلامك يعتبر كفرى
صديقى: إيه!؟
صديقى: تمام تمام تمام!
أنا: بص اليلة ديه أعرض عليا كل أسألتك وأجاوبك عشان ننتهي من ده
صديقى: مش هتعرف تجاوبني, يوما ما, انا هبقا أسأله!
أنا: يعنى!,اقتنعت بأجوبتى؟
صديقى: آه, انا اقتنعت بحاجة بس معينة ان ربنا وحده بس هو اللي هيعرف يجاوبني! فأنا هستني! وهصلى وأدعيه عشان أسئلة فى الجنة :)
أنا: أتمنى لك كل خير يا صاحبى :)

بحب دينى
03-08-2014, 12:51 AM
طلبت الرد وبإذن الله سوف يأتيك الجواب وسيكون هذا الرد نواة بحث لي عن هذه المسائل بإذن الله ...فأنتظرني وسامحني إن تأخرت بعض الشىء ولكني سأجيبك إن شاء الله على مراحل ...

بحب دينى
03-08-2014, 01:00 AM
جواب سؤال : "لماذا خلق الكون ؟"

خلقنا الله جل وعلا لعبادته وعبادته سبحانه نحن المستفيدين بها في الدنيا - بالتقوى والبعد عن المنكرات فإن اوامر الله ونواهيه تصب في صالح العباد واجتماعهم على الخير والبعد عن الشر - والآخرة في جنة بها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، لان الله جل وعلا غني عنا جميعاً وهذا يجيب على هذا السؤال من قبل طرحه : وهو إذا كان الله غني عنا فلماذا خلقنا ؟ فهذا الذي اجبت به من النفع للأنسان في الدارين هو جوابه ولأن الله جل وعلا ليس كمثله شىء فالانسان قد يفعل الشىء ويبحث فيه عن النفعية والمنفعة من فعله في بعض الامور المادية لكن ربنا جل وعلا ليس كمثله شىء وينعم متى ما شاء ويغفر متى شاء ويرحم متى شاء ومن علل الضلال اتخاذ بعض أصحاب البدع والزندقة بعض القياسات بين صفات المخلوق وقياس صفات الخالق بها وهذا من الضلال وبه ينتهي الاشكال في سؤالك !

فرجل غني يستطيع تبني الأطفال - وليس كلامي عن حكم التبني في الاسلام وانما هو مثال - ويستطيع التلذذ بالزنا بامواله ولكنه تزوج وانجب : أيقال له أنك فعلت ذلك لانك محتاج الى الطفل والولد !؟ ام يقول له الولد لماذا انجبتني !؟ بل على الولد بر والده وحبه لان الله جل وعلا جعل الوالد سبباً في وجود ابنه ولهذا يذم الناس من يعق والديه ويحملهم فوق طاقتهم بعد ان سهروا بجانبه في صغره وربوه وانفقوا عليه الخ : فعلى الابن البر ومحبة الوالدين ، ولله المثل الأعلى فقد خلقنا جل وعلا فيجازي من يحسن بالجنات الواسعات ومن يكفر بنعمه الواسعة الواصلة الى من يشاء من عباده فعليه العقاب ! .

يقول العلامة ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل : ( النوع الحادي عشر إنكاره سبحانه على من زعم أنه لم يخلق الخلق لغاية ولا لحكمة كقوله: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً} وقوله: {أَيَحْسَبُ الأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً} وقوله: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاّ بِالْحَقِّ} والحق هو الحكم والغايات المحمودة التي لأجلها خلق ذلك كله وهو أنواع كثيرة منها أن يعرف الله تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله وآياته ومنها أن يحب ويعبد ويشكر ويذكر ويطاع ومنها أن يأمر وينهى ويشرع الشرائع ومنها أن يدبر الأمر ويبرم القضاء ويتصرف في المملكة بأنواع التصرفات ومنها أن يثيب ويعاقب فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته فيوجد أثر عدله وفضله موجودا مشهودا فيحمد على ذلك ويشكر ومنها أن يعلم خلقه أنه لا إله غيره ولا رب سواه ومنها أن يصدق الصادق فيكرمه ويكذب الكاذب فيهينه ومنها ظهور آثار أسمائه وصفاته على تنوعها وكثرتها في الوجود الذهني والخارجي فيعلم عباده ذلك علما مطابقا لما في الواقع ومنها شهادة مخلوقاته كلها بأنه وحده ربها وفاطرها ومليكها وأنه وحده إلهها ومعبودها ومنها ظهور أثر كماله المقدس فإن الخلق والصنع لازم كماله فإنه حي قدير ومن كان ذلك كذلك لم يكن إلا فاعلا مختارا ومنها أن يظهر أثر حكمته في المخلوقات بوضع كل منها في موضعه الذي يليق به ومحبته على الوجه الذي تشهد العقول والفطر بحسنه فتشهد حكمته الباهرة ومنها أنه سبحانه يحب أن يجود وينعم ويعفو ويغفر ويسامح ولا بد من لوازم ذلك خلقا وشرعا ومنها أنه يحب أن يثنى عليه ويمدح ويمجد ويسبح ويعظم ومنها كثرة شواهد ربوبيته ووحدانيته وإلهيته إلى غير ذلك من الحكم التي تضمنها الخلق فخلق مخلوقاته بسبب الحق ولأجل الحق وخلقها ملتبس بالحق وهو في نفسه حق فمصدره حق وغايته حق وهو يتضمن للحق وقد أثنى على عباده المؤمنين حيث نزهوه عن إيجاد الخلق لا لشيء ولا لغاية فقال تعالى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ} وأخبر أن هذا ظن أعدائه لا ظن أوليائه فقال: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا})

وهذا جواب من الشيخ ابو الفداء اتمنى ان تجد فيه بغيتك وجزى الله صاحبه خير الجزاء :
(وتشبيه الأفعال بدعة خطيرة لا ينتبه إليها للأسف كثير ممن يشتغلون بالرد على شبهات الملاحدة في هذه القضية! تشبيه الأفعال يعني أن يقاس الله تعالى على مخلوقاته في أفعاله وإراداته، ليس في مطلق معانيها، فهي معاني نثبتها على ظاهرها ولا نرى في قولنا - مثلا - إن الله أحب كذا أو كره كذا أن فيه تشبيها بالمخلوقين (خلافا للجهمية وغيرهم من مبتدعة المتكلمين الذين قالوا إن مجرد هذا الإثبات المعنوي لازمه التمثيل)، ولكن يقع تشبيه الأفعال عندما يتطرق الإنسان إلى الخوض بعقله في تلك الأفعال بما يلزم من مجرده حصول التشبيه بالمخلوقين، ومن ذلك أن نسأل مثلا: لماذا اختار الله أن يخلق الإنسان ولم يكتف بالملائكة؟
الجواب الكافي هنا إنما هو قوله تعالى: ((لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)) ويتجلى لك هذا المعنى في قوله تعالى في جوابه للملائكة يوم سألته عن سبب خلقه لآدم، ذاك المخلوق الضعيف الذي توقعوا من حاله أنه سيفسد في الأرض ويسفك الدماء = ((إني أعلم ما لا تعلمون))، ثم قال بعدما برهن لهم سبحانه على ما تقرر لديهم العلم به مسبقا من أنه يعلم ما لا يعلمون، بأن أظهر لهم ما علمه سبحانه لآدم مما لم تعلمه تلك الملائكة = ((ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون))، فما كان جوابهم إلا أن قالوا ((سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)) فتأمل كيف أن الله تعالى ما زاد في أصل الأمر على أن قال لهم ((إني جاعل في الأرض خليفة))، فلما سألوه بين لهم أنه علمه الأسماء كلها وأعده لذلك الاستخلاف إعدادا، وأنه يعلم أنه سيقع منه الإفساد كما سيقع منه الإصلاح، ويعلم من أمره ما لا يعلمون. فهل زادوا بأن سألوه (مثلا): ولماذا تخلقه أصلا يا رب؟ ألسنا نعبدك ليل نهار لا نفتر عن عبادتك؟ ألا تكفيك عبادتنا الدائمة التي لا تنقطع، وقد ملأت بنا السماوات كلها؟ لا والله لم يسألوه سؤالا كهذا وما كان لهم أن يفعلوا! هذا سؤال من يدخل فيما لا شأن له به ولا يجوز له ذلك، وهو واقع - لا محالة - من مجرد السؤال نفسه في تشبيه الأفعال وقياس الخالق على خلقه! ما لازم أن يقع السؤال على هذه الصيغة: "ألا يكفيك كذا؟"؟ لازمه قياس الخالق على المخلوق، في معنى وقوع الخلق والتكوين من الحاجة التي يتصور لسدها وجود حدّ للكفاية، ما أن يبلغه الصانع حتى يكتفي ولا يزيد! وهذا قياس محض وتشبيه محض، قد تنزه الله تعالى عنه، وتنزهت ملائكته البررة عن أن تقع فيه!
فنحن قد شهدنا بضرورة العقل أنه سبحانه لا تعليل لأفعاله إلا إرادته وعلمه وغيرها من صفات ذاته، بخلاف المخلوقين الذين تتعلل أفعالهم بإراداتهم وصفاتهم وغيرهم من المخلوقين أمثالهم، المعللة كلها بإرادة الخالق الواحد من فوقهم جميعا.
ولو أنك تأملت، لوجدت أن أي سؤال عن سبب فعل الله كذا وكذا، كسائر الأسئلة عن الأسباب والتفسيرات، يحتمل أن يتسلسل سؤالا بعد سؤال. بمعنى أنني لو سألتك الآن: لماذا تكتب في المنتدى؟ لجاء جوابك: لأني أريد أن أعرف جواب مسألة ما. فإن قلت لك: ولماذا تريد أن تعرف جواب المسألة، فستجيب: لأني محتار فيها والوساوس تقتلني، فإن زدت وسألتك ولكن لماذا تحاصرك الوساوس؟، فقد ينتقل بنا الكلام إلى أمور تربوية وأمور تتعلق بظروف معيشتك وتركبيتك النفسية والفكرية .. الخ. والقصد أن هذا التسلسل في الإجابة عن السؤال "لماذا؟" جائز في حقك لأنك مخلوق. ولكن ما نهايته؟ ما نهاية هذا التسلسل في السؤال؟ نهايته بضرورة العقل أن نصل إلى نقطة نقول فيها: الله أعلم، هذا ما أراد الله، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا نجيب إلا بما علمنا (مما نرى إمكان أن نتوصل إلى العلم به بالأساس). هذه السلسلة قد تطول وقد تقصر في حق المخلوق لأنه معلول بغيره، ولكنها لابد وأن تنتهي مهما طالت أو قصرت عند إرادة خالقه سبحانه التي لا تقاس على إراداتنا ولا تتعلل بشيء خارج عن ذاته جل وعلا، وإلا انفتح تسلسل الأسباب وهو ممنوع في العقل.
لذا نقول إنه إذا كان الفاعل الذي نسأل عن أفعاله هو الله نفسه، تبارك وتعالى، فلا يجيز العقل أن تتسلسل الأجوبة في السؤال "لماذا" على نحو ما يكون في حق المخلوق. ذلك أنه هو نهاية السلسلة أصلا، إرادته وحكمته وعلمه (التي لا نعلم منها إلا ما يأتينا من خبره هو وحده سبحانه) هي نهاية المعرفة بالنسبة لنا! نعم قد يجتهد العلماء في استنباط الحكمة من تشريع ما أو من خلق شيء ما، من غير أن يكون في ذلك نصّ منزل، ولكن هذا الاجتهاد مضبوط بضابط لا يجوز أن يتخطاه، وهو ألا تكون المسألة مما يمتنع الوصول إلى معرفة جوابه بالنص أو القياس الصحيح. قمثلا يجوز أن نسأل: ما الحكمة (أو ما السبب) في تشريع الحج (مثلا)، فنبدأ في قياس أفعاله على أحداث يوم الحشر - كما فعل بعض أهل العلم - ليصلوا إلى القول اجتهادا بأن سبب التشريع والحكمة منه إمرار الحاج والمعتمر بأحداث تقرب إلى ذهنه مشهد يوم الحشر حتى يستحضر مهابته وعظمته، بما يرجع على نفسه بكثير من المنافع. هذا اجتهاد قد يصيب وقد يخطئ وصاحبه ممن يرجى له الأجر أو الأجران. ولكن هب أنه زاد فسأل: ولماذا يريد الله خلق نوع من المخلوقات يميته ثم يبعثه ويحشره إلى جنة أو نار من الأصل؟ هنا يكون السؤال عما لا يتطرق إليه نص ولا قياس، ولا يزاد فيه على أن يقال: هكذا أراد الله سبحانه، لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون. كذلك يجوز أن نسأل - مثلا - لماذا خلق الله تعالى القمر؟ ففي القرءان أنه جعل الأهلة مواقيت للناس والحج. ومن أسباب خلق القمر ما جعله الله سببا فيه من أحداث تجري على الأرض كالمد والجزر مثلا، بما في ذلك من منافع للمخلوقين علموا منها ما علموا جهلوا ما جهلوا. هذا مما أمكننا معرفته من النص ومن المشاهدة والقياس، وليس في إثباته ما يلزم منه تشبيه أفعال الخالق بالمخلوق. أما أن يسأل السائل: ولماذا أراد بالأساس أن يخلق خلقا هذه صفتهم ينتفعون بالقمر لهذه الغاية وتلك، فهنا نقول له قف: الله لا يُسأل عما يفعل، فالزم حدّك ولا تجاوزه، ولا تنس أنك تتكلم عن خالق السماوات والأرض الأول الذي ليس قبله شيء، الظاهر الذي ليس فوقه شيء، سبحانه وتعالى.
وحاصل هذا الكلام الطويل، والأمر الذي أنصحك بأن تعض عليه بنواجذك ما حييت: أن الله تعالى ليس كمثله شيء، لم يكن له كفؤا أحد، فلا يُسأل عما يفعل كما يُسأل المخلوقون!
فهل يسعك هذا الجواب يا عبد الله، كما وسع سائر عقلاء المسلمين من زمان الصحابة وإلى يوم الناس هذا؟
أم تراك لا تكتفي حتى تملأ جوفك بتنطعات الفلاسفة وتهافتاتتهم، ومساعي المتكلمين في توضيح الواضحات التي لا تراهم إلا يبعدونها عن أذهان العقلاء جميعا حتى يصبح القطع ظنا واليقين نظرية وفرضية وجدلية؟ أعيذك بالذي خلقك من هذه السبيل وأهلها!
يا أخي والله لا يضيرك الجهل بالحكمة من خلق الإنسان (وليس الهدف: فالهدف في اللغة شيء يسدد الإنسان ويقارب لإصابته، والله منزه عما يقتضيه هذا المعنى من نقص واضح)!
لا يضيرك أن تموت ولم تعلم لماذا خلق ربك خلقا للجنة وخلقا للنار، ولم يجعلهم جميعا كالملائكة، أو يجعلهم جميعا في نعيم سرمدي وهناء وسرور أبدي من غير ابتلاء ولا امتحان ولا شيء من ذلك! هو يحب ذلك ويريده، سبحانه، يحب أن يرى عبدا يعبده ويخشاه بالغيب من غير أن يراه! يحب أن يراهم تهون عليهم المصائب والبلايا محبة فيه وخشية له من غير أن يروه، فهل لديك اعتراض على هذا؟ هل لعاقل من المخلوقين أن يعترض على هذا أو أن يسأل لماذا يحب هذا؟
هذا ما عندي وعند عقلاء المسلمين..
فهل نخرج منك الآن بتوبة إلى الله تعالى مما بدر منك من تجاوز في حقه (بمجرد السؤال عما ليس لك أن تسأل عنه، فضلا عن أن تجعله "إشكالية"!)، وانصراف عن هذا المنتدى وغيره مما تُطرح فيه أمثال تلك المسائل، والاستعاذة بالله تعالى من كل وسواس يطرأ عليك، والانصراف إلى طلب العلم الشرعي الذي لا يسع المسلم جهله؟ "
انتهى.

وبهذا النقل يتم المقصود من هذه الرسالة الموجزة، والله أسأل أن يهدينا سبيل الرشاد وأن يوفقنا للخير وأن يسدد رمينا، وأن يغفر لنا ولآبائنا وللمسلمين، إنه سبحانه غفور رحيم، والحمد لله رب العالمين.)

elserdap
03-08-2014, 01:03 AM
بخصوص شدة ابتلاء أهل الصومال، فلا يوجد شيء يسمى شر أصلي ولا شر محض في الطب النفسي المعاصر الشر شيء إضافي ولا يوجد شر محض، فالأصل هو الخير وهو العنصر الثابت.

تُشير دراسات علم النفس الحديثة أن العالَم ليس مُحايد كما كان يتخيل الماديون منذ عشرات السنين، فكل إنسان يولد ولديه نقطة ضبط خاصة بالسعادة، أو بمعنى آخر مستوى أساسي من السعادة، وتحدث نوبات ارتفاع أو هبوط قصيرة الأجل، وسرعان ما يعود الإنسان لسابق عهده، فالإحساس بالألم أو الشر أو الضائقة هو إحساس وقتي إضافي ليس أصلي ويستمر غالبًا لفترة قصيرة جدًا من الوقت، فالأشخاص الذين يُصابون بشلل نصفي إثر التعرض لحادث أليم يعودون إلى مستويات السعادة الأساسية خلال أشهر قليلة، والذين يتعرضون لمجاعات قاسية متكررة سرعان ما يعود مؤشر السعادة إلى مستواه الطبيعي مع استمرار نفس الظروف، وحتى عند الإنفصال المفاجيء أو وفاة شريك الحياة يتأقلم معظم الناس مع الأمر أسرع مما كان يتخيل النفسيون عبر العقود الماضية، ويصل الناس جميعًا في النهاية إلى نفس المؤشر من السعادة مع أن الأمور تبدو ظاهريًا مخالفة لهذه الحقيقة.D.T. Lykken, Happiness 186-189
ومهما تفاوتت معدلات الدخل يظل نفس القدر من السعادة هو المحصلة الأخيرة في النهاية !
ولذا يقول عالم النفس آيسنك " شعور الإنسان بالسعادة لأن لديه نقط ضبط يصل إليها بسهولة "
وكما قال تولستوي في روايته الحرب والسلام " إن العذاب الناجم عن السير حافيًا لمدة أسابيع حتى تتشقق القدم وتدمي، هذا الألم لا يزيد كثيرًا عن الألم النابع من لبس حذاء ضيق وأنيق لسهرة ممتعة ."
ويتظاهر لاعبو البيسبول الكبار من أجل الحصول على رواتب أعلى، في حين يبلغ متوسط الدخل السنوي للواحد منهم 1.2 مليون دولار .

وهكذا يتضح أن معضلة الشر ليست هي الأصل بل الأصل هو الخير، وهكذا تنهار أُسطورة جديدة من الأساطير التي تأسست عليها ديانة كهنة الإلحاد الجديد!
وأصبحنا نحن الذين نطالبهم بإيجاد تبرير مادي لمعضلة الخير !
فلماذا الخير موجود، ولماذا هو الصورة النهائية والصيغة الأخيرة، والعنصر الثابت ؟
وإذا كانت كل الأشياء مادية، وكانت الحتمية المادية هي المركز في هذا الكون فلن يبدو لنا فيه شيء خير أو شر، إن وجود الخير والشر دليل مباشر على أننا لسنا أبناء هذا العالم ولسنا مُفصَّلين على طراز المادية الحتمية!

لكن ما الحكمة من ابتلاء أهل الصومال أو ابتلاء غيرهم أو كل البلاءات في هذا العالم ؟ العبرة والمقياس لا تُقاس بمعامل واحد في مسألة متشابكة كالإنسان .... فربما المُبتلى يجد الوقت ليتدبر ويرتقي،والمُعافى يرتع في الملذات ويسقط في الدركات ... لذا التبسيط واختزال المعاملات في معامل واحد أسلوب غير مقبول منطقياً وغير مقبول دينياً، ولكنه الحجة الوحيدة للملحد وبدون هذا الأُسلوب لن تستقيم له شبهة.
ثم إن الابتلاء من منظور آخر هو أكبر دليل على وجود الكمال فلولا الكمـال لما تصورنـا الابتلاء
ثم لو كان الله موجوداً فما المـانع أن تكون له حكمـة في تدبير الامور، بل أليس هذا هو الأليـق بل والألزم به سُبحـانه ...؟
فما أبعد أحكامِه سبحانه وتعالى عن الفحص، وطُرقه عن الاستقصاء.
وقد جلَّى الله الحِكمة من أفعال الخضر لسيدنا موسى مع أنها أفعال تُعد ظاهريا مُنكرة وغير مستساغة، لكنها تكتنف على خير عظيم ... وقصة موسى والخضر لم تأت في القرآن من باب السرد والحكايا لكن من باب التدبر والإخبات والإقرار بقصور النفس البشرية وحكمها المُتعجل .
ولا يجوز لملحد أن يحتجَّ في باب الحِكمة الإلهية بشيء، لأن الملحد بداهة ليس كُلي العلم، ولا يعرف ما في غدٍ حتى يُقرر، ويعطي نظرة شمولية لمسألة لم يستوعبها.
ذكر الأصبهاني : أن نبيا من أنبياء بني اسرائيل كان يجلس بالقرب من بئر ماء، فجاء فارس ليشرب وهو خارج من البئر سقطت حافظة نقوده ولم يلتفت إليها.. فجاء راعي غنم يرِد الماء فوجد حافظة النقود فوضعها في جيبه.. ثم جاء شيخ كبير ليشرب من البئر ثم جلس على حافة البئر يلتقط أنفاسه فعاد الفارس باحثا عن ماله فلم يجده فاتهم فيه الشيخ الكبير فقتله .فقال النبي : يارب ضُرِبت عنق الرجل ولم يأخذ المال، وإنما الذي أخذ المال الراعي.. فجَّلِّ – فأظهر – لي الحكمة ..فأوحى الله إليه أن والد الفارس أخذ هذا المال من والد الراعي فرردت المال إلى الوارث، وإن هذا الشيخ قتل والد الفارس فاقتصصت منه .!
الخلاصة : حُكم الملحد على الأمور التي تخفى فيها الحِكمة قـاصر بقصور الطبيعة البشرية نفسهـا، وبقصور نظرتهـا الإدراكية، فالإستيعـاب الشمولي، والحُكم الكُلي، ليس مجال النفس البشرية ولا يقع في نطاق قدرتهـا القاصرة، وبالتالي فلا يحق للملحد أن يتحدث في باب الحِكمة الإلهية بشيء.
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ [آل عمران : 7]

أما لماذا خلقنا وهو يعلم أن منا أهل جنة وأهل نار، فهذا يعني أن الملحد يلوم الله أن علمه كُلية وإحاطته كاملة ! وهذا شبيه بلومنا للأنظمة التعليمية في كل بلدان العالم التي تعلم يقينًا أن بعض الطلاب الملتحقين بها سيفشلون، - ولله المثل الأعلى- الذي يستحق النار يا زميلي الملحد من ليس من العدل ألا يدخلها، ولا تقلق من عدل الله فالله لن يظلم عباده وما ربك بظلام للعبيد، المهم اقلق على نفسك.

عبادتنا لله، هي حاجة لا نستغني عنها نحن ولا يُصلحنا غيرها، فالله غني عن العالمين، فنحن من يحتاج للعبادة وليس الله، والذي يبتعد عن الله يُقاد من بطنه وفرجه أكثر مما يُقاد من عقله وضميره.

لماذا لم يعطينا علم الغيب كى لا نكفر؟ لأننا في دار اختبار ولو اعطانا علم الغيب لانتهت القضية، وصار ايماننا اضطراريًا وهذه ليست دنيا.

لماذا أنزل علينا رسل ولم يوتنا بكل علم الغيب؟ الجواب السابق

أمَة الرحمن
03-08-2014, 01:14 AM
اعتراض الملحد على وجود الشر هو من أدلة وجود الله :):. فمفهوم "الشر" لا وجود له في عالم مادي لاأخلاقي. مما يدلّ على سماوية الأخلاق و على أن الإنسان كائن أخلاقي بالفطرة. و بذلك وحده تسقط كل مزاعم الإلحاد التي تدّعي مادية العالم و الإنسان. يبقى السؤال: من أين جاء هذا الحس الأخلاقي الفطري؟ لا يوجد سوى اجابة واحدة و واضحة كوضوح الشمس في عزّ الظهيرة.

أعجب كيف يغيب هذا عن الملاحدة! اللاّدينييين كانوا أذكى منهم، فاكتفوا باستغلال مسألة وجود الشر للإعتراض على صفات الخالق و ليس على وجوده.

و حتى في هذه ضلّوا، لأنهم أنكروا الوحي. و من يتكبّر على اجابات الوحي و يستقلّ بفكره و نظره فلابد أن يطيش عقله في غوامض هذا الوجود.

ابن سلامة القادري
03-08-2014, 01:29 AM
هذه الأسئلة للعلم أم أسئلة للإعتراض ؟

فعلم الله تعالى محيط بكل جزئيات هذا العالم أولها و آخرها و لا يعزب عنه مثقال ذرة

و قل للسائل إن كنت معترضا على حكمة الله في خلقه للشر مع اعترافك بعلم الله المطلق فأنت نسبت الحكمة لنفسك و عقلك الذي هو خلقته و صنعته فمن أين لك إذن حق الإعتراض ؟

خلق الله الوجود و للوجود كل الشرف في أن يخلقه و يخلق كل ذرة فيه

خلق الله الوجود و جعل من كل شيء زوجين اثنين فجعل الخير و الشر و الهدى و الضلال

فاستوى الخلق عنده في الأولى فآتى كلا نصيبا منهما على مراتب لا يحصيها إلا هو و جعل البلاء مقترنا بهذا التفاوت، فلم تكن تلك نهاية القصة و إنما كانت الغاية هي استحقاق الهداية أو الضلال.

هل تطيع ربك رب العلمين كما أطاعته السموات و الأرض بإتيانها عن رضى أم تعصيه و تأبى ؟

هل ترضى و تسلم و تخضع و تصبر لحكمه و قضائه لك بالشر الذي لحقك بتقصيرك الأزلي في حق حمده و شكره ؟ فإن رضيت و سلمت استحققت الهداية و إن سخطت استحققت الضلال.

هل تجعل نعمته في مرضاته أم تبدلها كفرا ؟

و لقد علم الله تعالى استحقاق كل مخلوق فعلى هذا كان الخلق و كان كل ميسر لما خلق له.



سألنى لماذا خلقنا وكان مقدر لنا كل ما حييناه فلماذا كنا حتى,


إن كان القصد من كل ما حييناه كل ما كسبناه فهذه جبرية و ليس في عقيدة القرآن جبر على الأفعال بل اختيار و ابتلاء مترتب على ذلك.



ولماذا يدخل ناس جنة ونار طالما يستطيع الله جعل الكل يدخل الجنة وهو يعلم الاقدار ويعلم أن آدم سيأكل من الشجرة؟

قضى الله ذلك بالحكمة و الإستحقاق بالعمل، لكنه يريد لنا الجنة و يرضاها لنا و لا يريد لنا النار و يكرهها لنا، و لا عذر لأحد عليه بدخولها، لأنه هو من اختارها. فالله لا يظلم مثقال ذرة.


سألنى لماذا لم يبيد إبليس والشياطين؟


لو شاء لفعل و لو شاء لخلق من هو شر من إبليس و لو شاء لسلط علينا إبليس فدخلنا النار جميعا لكنه لم يفعل ذلك رحمة بنا. و لو شاء لجعلنا جميعا ملائكة أو شياطين، و فعله ذلك لن ينافي حكمته على أي حال لأنه لا يعذب أحدا بغير حق.



لماذا خلقنا وإن كان لنعبده وهو لا يحتاج منا شئ؟


لا يحتاجنا و هو غني عن خلقنا و عن عبادتنا و لا يضره كفرنا و لا ينفعه شكرنا، لكنه شاء أن يخلقنا لعبادته فإن عبدناه فذلك خير لنا، و عبادته توحيده و هو مستحق له سبحانه، و لا ينكره بعد الآيات و العلم و البيان إلا شقي.


لماذا لم يعطينا علم الغيب كى لا نكفر؟


و هل يعذب من يعذب إلا بعد علمه و بصيرته ؟ أم يظن السائل أن الله أجبره على الوقوع في الكفر بجهل فكفر ؟



لماذا أنزل علينا رسل ولم يوتنا بكل علم الغيب؟


لقد اصطفى الله رسله و جعلهم حجة على الخلق بما آتاهم من بينات و معجزات و ليس لأنهم أكثر الناس إيمانا يعني أن غيرهم لن يؤمن حتى يعلم ما علموا أو يؤتى الذي أوتو، فلقد آمن بهم من آمن فهداه الله بإيمانه و استحب غيره العمى على الهدى.

و أخبره أن هذه الكلمة وحدها كفيلة بأن تدخله الجنة إن قام في قلبه من معانيها و وعاها و صدق بها :

لا إله إلا الله محمد رسول الله

hasanmajdy
03-08-2014, 02:18 AM
جزاكم الله كل خير وآتاكم من علمه وحكمته وأنعم عليكم بإن يدخلكم الجنة لا عذاب قبلها ولا حساب, الحمد لله والشكر لله, أفدتونى بارك الله فيكم جميعًا, لا إله إلا الله محمد رسول الله :) .

massoud
03-08-2014, 09:22 AM
ملحد يؤمن بوجود الله لكنة ينكر تصرفاته ؟
غريب ، طالما بأنة أمن بوجود خالق فما ينفعه إنكاره للحكمة من الخلق ، وحتى لا أطيل علي الأخ السائل ، هذه الأسلة ليس لها علاقة بوجود الخالق وكان يتوجب علي السائل أن يستفهم عن الحكمة من الخلق.... وعدم الإحاطة بالحكمة في أمر لا يعني بأنة من غير غاية والإجابة بكل بساطة ومن دون تكلف لأنة سبحانه أرادها أن تكون بهذه الصورة

لماذا خلقنا لنفني ؟
الإجابة والتي تتبادر للذهن هي إرادة الخالق... يقول تعالي: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ ... ولكن هل هناك حكمة من خلق الفناء ؟ يقول تعالي : الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ... الإجابة والغاية ابتلاء وامتحان...هل هناك حكمة أخري من خلق الكون بهذه الصورة... الإجابة تحتم افترض العكس بمعني عدم وجود الموت والفناء ، فماذا سيكون حال الجبابرة والمجرمين لو كان خلقهم بلا نهاية في هذا الكون إذ لعاني الناس من ويلاتهم أماد بلا نهاية ، وماذا سيكون حال الناس في هذه الأرض هل كان بإمكاننا أن نكون هنا اليوم لو كانت أعداد البشر ومنذ بدأ الخلق موجودة علي الأرض وهل سيكون بالإمكان وجود بشر في المستقبل غيرنا ... ؟

ولماذا يدخل ناس جنة ونار طالما يستطيع الله جعل الكل يدخل الجنة وهو يعلم الاقدار ويعلم أن آدم سيأكل من الشجرة؟
مجرم حمل سكينا وهم بقتل نفس ، ألا يستحق العقاب ؟ قد يقال لما لا يدخله الله الجنة لأنة وقع في علمه سبحانه القتل قبل أن يخلقه ووقع في قدره علي المجرم هذا الجرم ؟ الجواب لان القتل من فعل المجرم فله الحرية في الاختيار باقتراف الجرم أو تركة ... فماذا لو أخذ الله هذا المجرم للعقاب قبل أن يقترف جرمه ؟ لقال حينها المجرم ربي كيف تحاسبني علي ذنب لم اقترفه ... إذا لماذا لا يمنعه الله ... لان من عدالته سبحانه أن يخوض هذا الشخص كامل الاختبار... وما الحكمة من هذا ؟...

سألنى لماذا لم يبيد إبليس والشياطين؟
ولماذا لا يبيد العصاة والمجرمين والجبابرة من البشر وهو قادر عليهم ؟ ابتلي سبحانه إبليس بآدم فأبي السجود فتكبر فعصي ثم غوي ، وابتلي أدم بإبليس فذاق الشجرة فنسي فعصي ثم تاب فأناب ، فلا بد من وجود الأضداد فكيف يعرف الكريم في غياب الفقير وكيف تعرف الصحة في غياب المرض وكيف تعرف الرحمة في غياب الشدة وكيف تعرف العدل في غياب الظلم وكيف تعرف الحياة في غياب الموت وكيف تعرف الخير في غياب الشر وكيف تعرف النجاح في غياب الفشل وكيف تعرف الشباب في غياب الشيخوخة وكيف تعرف نعمة الأيمان في غياب الكفر وكيف تعرف النعمة في غياب النقمة...

لماذا خلقنا وإن كان لنعبده وهو لا يحتاج منا شئ؟
خلقك من عدم إذ لم تكن شيء يذكر وجعل لك السمع والأبصار والأفئدة وزين لك السماء بالنجوم وقدر لك الرزق ومن كل الطيبات وجعل لك الليل والنهار والشمس والقمر ، وعلمك ما لم تكن تعلم وكرمك وحملك في البر والبحر وخلق لك من الأنعام ما تركب وتلبس وانزل لك الحديد واستخلفك في الأرض وقدر لك من النعم مما لا تحصيه أولا يستحق أن تعبده ؟

لماذا لم يعطينا علم الغيب كى لا نكفر؟
وهل عدم الكفر لا يكون إلا بعلم الغيب ؟ أولم يعطيك العقل لتميز بة الخبيث من الطيب ولتنظر بة في الإبل كيف خلقت وفي الأرض كيف سطحت وفي السماء كيف رفعت وأرسل لك الرسل بالكتاب والتبيان وبالشرائع والاحكام فبأي آلاء ربك تكذب...

لماذا أنزل علينا رسل ولم يوتنا بكل علم الغيب؟
ما هو الغيب المطلوب بالإدراك هنا ... وهل صحيح أن الإيمان لا يكون إلا بادراك الغيب ؟ وطالما بأنه غيب فما الحاجة الية لأدراكه في الدنيا ؟

بحب دينى
03-11-2014, 11:58 PM
(تفريقات وتعريفات لابد من معرفتها )

لابد أن نفرق ها هنا في التعريف بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية ...

فالإرادة الشرعية : قد تقع وقد لاتقع ...وهي لا تكون الا مما يحبه الله جل وعلا ...
أما الإرادة الكونية : لابد أن تقع ...وهي قد تكون مما يحبه الله جل وعلا وقد تكون مما لايحبه الله جل وعلا ..

يقول الشيخ حافظ حكمي رحمه الله في معارج القبول : (فإن قيل قد أخبرنا الله عز وجل في كتابه وعلى لسان رسوله وبما علمنا من صفاته أنه يحب المحسنين, ويحب المتقين, ويحب الصابرين, ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات, ولا يحب الكافرين ولا يحب الظالمين ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد مع كون ذلك بمشيئته وإرادته وأنه لو شاء لم يكن ذلك فإنه لا يكون في ملكه ما لا يريد, فما الجواب؟ قلنا: إن الإرادة والقضاء والأمر كل منها ينقسم إلى كوني وشرعي, ولفظ المشيئة لم يرد إلا في الكوني كقوله تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله} ومثال الإرادة الكونية قوله تعالى: {وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له} وقوله تعالى: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} ومثال القضاء الكوني قوله تعالى: {وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون} ومثال الأمر الكوني قوله تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا} فهذا القسم من الإرادة والقضاء والأمر هو مشيئته الشاملة وقدرته النافذة وليس لأحد خروج منها ولا محيد عنها. ولا ملازمة بينها وبين المحبة والرضا, بل يدخل فيها الكفر والإيمان والسيئات والطاعات, والمحبوب المرضي له والمكروه المبغض كل ذلك بمشيئته وقدره وخلقه وتكوينه, ولا سبيل إلى مخالفتها ولا يخرج عنها مثقال ذرة. ومثال الإرادة الشرعية قوله تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} وقوله تعالى: {يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم} وقوله تعالى: {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما} . ومثال القضاء الشرعي قوله تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} ومثال الأمر الشرعي قوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} وهذه الإرادة والقضاء والأمر الكوني القدري هوالمستلزم لمحبة الله تعالى ورضاه, فلا يأمر إلا بما يحبه ويرضاه ولا ينهى إلا عما يكرهه ويأباه. ولا ملازمة بين هذا القسم وما قبله إلا في حق المؤمن المطيع, وأما الكافر فينفرد في حقه الإرادة والقضاء والأمر الكوني القدري, فالله سبحانه وتعالى يدعو عباده إلى طاعته ومرضاته وجنته ويهدي لذلك من يشاء في الكون والقدر هدايته ولهذا قال تعالى: {والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} فعمم الدعوة إلى جنته وهي دار السلام وأنه يدعو إلى ذلك جميع عباده وهو أعلم بمن يستجيب ممن لا يستجيب, وخص الهداية بمن يشاء هدايته كما قال تعالى: {يهدي الله لنوره من يشاء} .)اهــ

معنى إسم الله الحكيم :أنه جل وعلا يضع الأشياء في مواضعها .

بحب دينى
03-12-2014, 12:11 AM
تأملات ...

الأم تنتظر خيراً كثيراً بتركها لولدها وحبيب قلبها أمام الدكتور وهو يقوم بعملية جراحية ..يخترق فيها لحم الطفل وجسده ويدخل الى أعضاءه والمشرط بين يديه يذهب به الى كوامن جسد الطفل ..والأم تنظر وترى وهي تنتظر بهذا الذي يفعله الدكتور شفاء وعلاجاً لطفلها وحبيب قلبها ! ...

والأم أيضاً قد تترك ولدها يبكي تأديباً له على فعلة فعلها ! وعقاباً له على سوء قد أرتكبه ..وهي تنتظر منه بعد هذا البكاء حسن خلق وحسن تأدب ! ..ولو أنها سامحته للوهلة الأولى لما أستشعر الطفل خطورة ما فعله ! ولظن أن السوء قد أصبح عادياً طبيعياً مقبولاً من والدته !...

ولعلها قد تترك والده يعاقبه وتخبره بسوء صنيعه ..عل عقاب والده له يصلحه ويهذبه ! .....فلا طعم للجناية بدون ردع ومحاسبة ثم عقاب ! ..والا فإن لم يعاقب من أخطأ !..فإنه سيستشعر أن جرمه قد صار مألوفاً عادياً ! ...بل سيعتاده ! ..وسيصبح من ينكره عليه في نظره هو الغريب والشاذ !...

ولا طعم للنجاح بدون مرارة الفشل ومرارة الكد والتعب ! ...ولا طعم للنشاط بدون معرفة طعم الكسل وعواقبه ...ولا طعم للنصر بدون معرفة وتذوق مرارة الهزيمة ...ولا طعم للسكر بدون طعم الملح ! ...ولاطعم وتلذذ بالماء بدون العطش ..ولا الطعام بدون الجوع .....ولا طعم للغنى بدون معرفة الفقر ...وهكذا فالأضداد والمتقابلات تميز بعضها بعضا.....

وبالخير قد عرفنا الشر ...ولولا مرارة الشر ما عرفنا قيمة الخير ! ...

بحب دينى
03-12-2014, 01:01 AM
تأملات في خلق آدم وإبليس ...

يقول ربنا جل وعلا : (ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى)

خلق الله البشر لعبادته ...وجعل لهم الأرض دار إبتلاء وإمتحان ...يتميز فيها الخبيث من الطيب ! ...إذ لو دخل الخلق من البداية الى الجنة والنار ...لأحتج أهل النار وقالوا ما فعلنا هذه السيئات التي نحاسب عليها ...فكان من رحمة رب العالمين أنه لم يحاسب البشر على علمه بما سيفعلوه ...بل سيحاسبهم جل وعلا على أفعالهم التي سيفعلونها ....وليس هذا فحسب بل أرسل لهم جلا وعلاً رسلاً مبشرين ومنذرين ...فأقاموا الحجة على العباد ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ...

يقول ربنا جل وعلا : ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )

لقد كانت خطيئة آدم عليه السلام وما فعله إبليس من غوايته..ثم رحمة رب العالمين بآدم وتوبته عليه = درساً لكل البشر ...

فها هو إبليس اللعين يا بني آدم فعل بآبيكم ما فعل ...وها هو يعاديكم ...ويكيد لكم المكائد ...ويضع لكم فخاخه وينصب لكم شباكه ...فهل وعيتم الدرس ؟! هل أدركتم حجم عدوكم ؟ هل عرفتم ماذا يريد ؟ ..

لقد جعل الله جل وعلا إبليس محنة يتمايز بها الخبيث من الطيب ...فإنه لن يؤثر على المخلصين الصالحين ...ولكنه يوحي الى أوليائه ليجادلوا المؤمنين ..وبمعرفة الشر يتمايز ويضىء معنى الخير ...ولولا شر الكفر ما عرف المؤمنون حلاوة الإيمان ...ولولا وجود جنود إبليس ما ظهر حزب الله وأقتضى ذلك تمايزاً واضحاً يفاصل الناس على فسطاطين ..فسطاط إيمان وفسطاط كفر ...أهل الجنة وأهل النار ...وعقوبة لإبليس على تكبره فقد أصبح رأساً في الشر يزداد إثما فوق إثمه ....

والرحمن الرحيم قد رحم أبيكم وغفر له ذنبه ..ولم يحملكم خطيئته ...فأنتم لستم مسؤولون عن خطيئة أبيكم آدم كما يقول النصارى ...بل أنتم مسؤولون عن أنفسكم ...مسؤولون عن ما أرتبكتموه أنتم ..ولم تخلقوا للجنة في البداية بل كانت الأرض مكان تمايزكم وكان ما حدث مع أبوكم درساً لكم ..وإن تبتم وعدتم مثله الى رب العالمين غفر لكم وتجاوز عن سيئاتكم ...فقط عودوا بصدق وإخلاص ...لاتحتاجون الى كاهن يتوب عليكم ! ..ولا تحتاجون أن تفضحوا أنفسكم بين يديه ! ...بل فقط توبوا واستغفروا وعودوا الى رب العالمين بقلب صادق ..عازم على أن لايعود الى الذنب ابداً ...والرب جل وعلا ينزل الى السماء حين يبقى ثلث الليل الآخر ويقول : من يدعوني، فأستجيب له من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له. صحيح البخاري ...

يقول العلامة ابن القيم : (قد استقرت حكمته سبحانه أن السعادة والنعيم والراحة لا يوصل إليها إلا على جسر المشقة والتعب ولا يدخل إليها إلا من باب المكاره والصبر وتحمل المشاق ولذلك حف الجنة بالمكاره والنار بالشهوات ولذلك أخرج صفيه آدم من الجنة وقد خلقها له واقتضت حكمته أن لا يدخلها دخول استقرار إلا بعد التعب والنصب فما أخرجه منها إلا ليدخله إليها أتم دخول فلله كم بين الدخول الأول والدخول الثاني من التفاوت وكم بين دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في جواد المطعم بن عدي ودخوله إليها يوم الفتح وكم بين راحة المؤمنين ولذتهم في الجنة بعد مقاساة ما قبلها وبين لذتهم لو خلقوا فيها وكم بين فرحة من عافاه بعد ابتلائه وأغناه بعد فقره وهداه بعد ضلاله وجمع قلبه بعد شتاته وفرحة من لم يذق تلك المرارات وقد سبقت الحكمة الإلهية أن المكاره أسباب اللذات والخيرات كما قال تعالى: { كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون }.)

بحب دينى
03-13-2014, 02:19 AM
أرض التمايز ...

1- الإبتلاء والآلام ...

قال جل وعلا : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ )
وقال جل وعلا :
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)

وقال جل وعلا :
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157).....سورة البقرة ....


على هذه الأرض أمتحان البشر ..وتبيين معادنهم ...وفيها أفعالهم وحياتهم ...
الأرض ليست دار القرار ! ...بل هي دار إبتلاء وإمتحان ...ليست دار السعادة الدائمة الخالدة ! ...بل هي مرحلة تمايز ...

قد يتكلم الإنسان كثيراً بمعاني الشهامة والرجولة بل ويصف بها نفسه ! ...ولكن الذي يميزه ويجعله صادقاً أمام نفسه وأمام من حدثهم ...أن تظهر عليه هذه الصفات جلية واضحة في مواضعها ومواقفها ! ...لا أن يكثر الكلام وحينما يأتي العمل يخور ويضعف ! ...

وقد يتكلم آخر عن أنه مؤمن صادق بالله ورسوله ...وفي صدره من الأمراض ما يظنها تخفى !...فإذ بإمتحان وإبتلاء يظهره على حقيقته ...ويخرج ما في باطنه أمام الناظرين واضحاً جلياً !...وكل ما حسبه يخفى يظهر ! ...

وهنا يبرز دور الإبتلاء في أظهار الصادق من الكاذب ...والمتشبع بما لم يعط !...وصاحب الوجهين ! ...ففي أعز المحن تظهر هذه الاصناف جلية واضحة ...فيأخذ المؤمنون حذرهم من هولاء ...

يقول ربنا جل وعلا : ( الم ( 1 ) أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ( 2 ) ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ( 3 ).


ومع كل إبتلاء يتمايز الناس ويظهر المؤمنين ويسقط الكافرين المنافقين وتضح حقائقهم بصورة أوضح جلاء لمن كان يريد الحق ويبحث عنه ...

يقول ربنا جل وعلا : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وعلق الإمام الطبري على هذه الآية في تفسيره فقال : يقول - تعالى ذكره - : وما يصيبكم أيها الناس من مصيبة في الدنيا في أنفسكم وأهليكم وأموالكم ( فبما كسبت أيديكم ) يقول : فإنما يصيبكم ذلك عقوبة من الله لكم بما اجترمتم من الآثام فيما بينكم وبين ربكم ويعفو لكم ربكم عن كثير من إجرامكم ، فلا يعاقبكم بها . اهــ


والمؤمن الذي صبر على هذه الآلام ربح ربحاً عظيماً ...فها هي آلامه تزيل سيئاته :

ورد في صحيح مسلم : عن أبي سعيد، وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «ما يصيب المؤمن من وصب، ولا نصب، ولا سقم، ولا حزن حتى الهم يهمه، إلا كفر به من سيئاته»

وورد أيضاً في صحيح مسلم : عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة، أو حط عنه بها خطيئة»


فعجباً لأمر المؤمن .....

ورد في صحيح مسلم عن صهيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرا له»

فشكرك أيها المؤمن خيراً لك ...وصبرك أيها المؤمن خيراً لك ...فعلاما تحزن يا حبيب ؟! ...

أما الكافر والمنافق فآلامه عقاب ! ...
وحياته الضنك ! ...وربما شىء ظن فيه سعادته كان فيه هلاكه ودماره !!... وهذا إستدراج قد أعماه كفره عنه!....

يقول ربنا جل وعلا : ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون )
وقيل : يعذبهم بالتعب في جمعه ، والوجل في حفظه ، والكره في إنفاقه ، والحسرة على تخليفه عند من لا يحمده ، ثم يقدم على ملك لا يعذره . ( وتزهق أنفسهم ) أي : تخرج ، ( وهم كافرون ) أي : يموتون على الكفر . اهــ تفسير البغوي .


أنظر اليهم وهم يكدون في جمع الأموال والسعي وراء حياة مثل حياة البهائم التي تأكل وتشرب بلا هدف ولا غياة الا الأكل والشرب !...
أنظر اليهم وهم يسهرون الليالي الطويلة يكدون في التخطيط للحفاظ على أموالهم لا لشىء سوى جمع المال للمال !...
وأنظر الى أبنائهم !...فرب ولد قد أختار طريق الضلال والتيه مثل والده وأذاق والده الأمرين ومن يدري !! ...

فالألم قد يشترك فيه المؤمن والكافر ولكن شتان ثم شتان ! بين هذا وذاك ! ...

يقول العلامة ابن القيم في شفاء العليل : (أفضل العطاء وأجله على الإطلاق الإيمان وجزاؤه وهو لا يتحقق إلا بالامتحان والاختبار قال تعالى: {ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} فذكر سبحانه في هذه السورة أنه لا بد أن يمتحن خلقه ويفتنهم ليتبين الصادق من الكاذب والمؤمن من الكافر ومن يشكره ويعبده ممن يكفره ويعرض عنه ويعبد غيره وذكر أحوال الممتحنين في العاجل والآجل وذكر أئمة الممتحنين في الدنيا وهم الرسل وأتباعهم وعاقبة أمرهم وما صاروا إليه وافتتح بالإنكار على من يحسب أنه يتخلص من الامتحان والفتنة في هذه الدار إذا دعى الإيمان وأن حكمته سبحانه وشأنه في خلقه يأبى ذلك وأخبر عن سر هذه الفتنة والمحنة وهو تبيين الصادق من الكاذب والمؤمن من الكافر وهو سبحانه كان يعلم ذلك قبل وقوعه ولكن اقتضى عدله وحمده أنه لا يجزي العباد بمجرد علمه فيهم بل بمعلومه إذا وجد وتحقق والفتنة هي التي أظهرته وأخرجته إلى الوجود فحينئذ حسن وقوع الجزاء عليه ثم أنكر سبحانه على من لم يلتزم الإيمان به ومتابعة رسله خوف الفتنة والمحنة التي يمتحن بها رسله وأتباعهم ظنه وحسبانه أنه بإعراضه عن الإيمان وتصديق رسله يتخلص من الفتنة والمحنة فإن بين يديه من الفتنة والمحنة والعذاب أعظم وأشق مما فر عنه فإن المكلفين بعد إرسال الرسل إليهم بين أمرين إما أن يقول أحدهم آمنت وإما أن لا يقول بل يستمر على السيئات فمن قال آمنا امتحنه الرب تعالى وابتلاه لتتحقق بالإيمان حجة إيمانه وثباته عليه وأنه ليس بإيمان عافية ورخاء فقط بل إيمان ثابت في حالتي النعماء والبلاء ومن لم يؤمن فلا يحسب أنه يعجز ربه تعالى ويفوته بل هو في قبضته وناصيته بيده فله من البلاء أعظم مما ابتلى به من قال آمنت فمن آمن به وبرسله فلا بد أن يبتلي من أعدائه وأعداء رسله بما يؤلمه ويشق عليه ومن لم يؤمن به وبرسله فلا بد أن يعاقبه فيحصل له من الألم والمشقة أضعاف ألم المؤمنين فلا بد من حصول الألم لكل نفس مؤمنة أو كافرة لكن المؤمن يحصل له الألم في الدنيا أشد ثم ينقطع ويعقبه أعظم اللذة والكافر يحصل له اللذة والسرور ابتداء ثم ينقطع ويعقبه أعظم الألم والمشقة وهكذا حال الذين يتبعون الشهوات فيلتذون بها ابتداء ثم تعقبها الآلام لم بحسب ما نالوه منها والذين يصبرون عنها ينالون بفقدها ابتداء ثم يعقب ذلك الألم من اللذة والسرور بحسب ما صبروا عنه وتركوه منها فالألم واللذة أمر ضروري لكل إنسان لكن الفرق بين العاجل المنقطع اليسير والآجل الدائم العظيم بون ولهذا كان خاصة العقل النظر في العواقب والغايات فمن ظن أنه يتخلص من الألم بحيث لا يصيبه البتة فظنه أكذب الحديث فإن الإنسان خلق عرضة للذة والألم والسرور والحزن والفرح والغم وذلك من جهتين من جهة تركبه وطبيعته وهيئته فإنه مركب من أخلاط متفاوتة متضادة يمتنع أو يعز اعتدالها من كل وجه بل لا بد أن يبغي بعضها على بعض فيخرج عن حد الاعتدال فيحصل الألم ومن جهة بني جنسه فإنه مدني بالطبع لا يمكنه أن يعيش وحده بل لا يعيش إلا معهم وله ولهم لذاذات ومطالب متضادة ومتعارضة لا يمكن الجمع بينها بل إذا حصل منها شيء فات منها أشياء فهو يريد منهم أن يوافقوه على مطالبه وإرادته وهم يريدون منه ذلك فإن وافقهم حصل له من الألم والمشقة بحسب ما فاته من إرادته وإن لم يوافقهم آذوه وعذبوه وسعوا في تعطيل مراداته كما لم يوافقهم على مراداتهم فيحصل له من الألم والتعذيب بحسب ذلك فهو في ألم ومشقة وعناء وافقهم أو خالفهم ولا سيما إذا كانت موافقتهم على أمور يعلم أنها عقائد باطلة وإرادات فاسدة وأعمال تضره في عواقبها ففي موافقتهم أعظم الألم وفي مخالفتهم حصول الألم فالعقل والدين والمروءة والعلم تأمره باحتمال أخف الألمين تخلصا من أشدهما وبإيثار المنقطع منهما لينجو من الدائم المستمر فمن كان ظهيرا للمجرمين من الظلمة على ظلمهم ومن أهل الأهواء والبدع على أهوائهم وبدعهم ومن أهل الفجور والشهوات على فجورهم وشهواتهم ليتخلص بمظاهرتهم من ألم أذاهم أصابه من ألم الموافقة لهم عاجلا وآجلا أضعاف أضعاف ما فر منه وسنة الله في خلقه أن يعذبهم بإنذار من إيمانهم وظاهرهم وإن صبر على ألم مخالفتهم ومجانبتهم أعقبه ذلك لذة عاجلة وآجلة تزيد على لذة الموافقة بأضعاف مضاعفة وسنة الله في خلقه أن يرفعه عليهم ويذلهم به بحسب صبره وتقواه وتوكله وإخلاصه وإذا كان لا من الألم والعذاب فذلك في الله وفي مرضاته ومتابعة رسله أولى وأنفع منه في الناس ورضائهم وتحصيل مراداتهم ولما كان زمن التألم والعذاب فصبره طويل فأنفاسه ساعات وساعاته أيام وأيامه شهور وأعوام بلا سبحانه الممتحنين فيه بأن ذلك الابتلاء آجلا ثم ينقطع وضرب لأهله أجلا للقائه يسليهم به ويشكر نفوسهم ويهون عليهم أثقاله فقال: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} )اهــ

ويقول العلامة ابن القيم في طريق الهجرتين : ( الخامس والعشرون: امتحان العبد واختباره هل يصلح لعبوديته وولايته أم لا، فإنه إذا وقع الذنب، سلب حلاوة الطاعة والقرب، ووقع فى الوحشة. فإن كان ممن يصلح اشتاقت نفسه إلى لذة تلك المعاملة فحنت وأنت وتضرعت واستعانت بربها ليردها إلى ما عودها من بره ولطفه، وإن ركنت عنها واستمر إعراضها ولم تحن إلى تعهدها الأول ومألفها ولم تحس بضرورتها وفاقتها الشديدة إلى مراجعة قربها من ربها علم أنها لا تصلح لله، وقد جاء هذا بعينه فى أثر إلهى لا أحفظه.) اهــ

فماذا تختار يا أيها العبد ؟! ...فأنت بين طريقين ...

بحب دينى
03-14-2014, 10:15 PM
قال ربنا جل وعلا : (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) سورة ال عمران

بحب دينى
03-14-2014, 11:24 PM
تأملات في الآلام ! ...

أتذكر يوم أن أصبت بمرض الحمى ...
كنت أقف على قدمي بصعوبة بسبب شدة الإعياء ...جسدي ساخن بشدة ..طريح الفراش ....لا أستطيع أن أبلع ريقي ولا أستطيع أن أتكلم بسبب ألم في أذني أيضاً كلما بلعت ريقي ولو لمرة واحدة ...تأثر من حولي من أهلي بحالتي الشديدة وتألموا بشدة ...شعروا بمكاني وسطهم في حال صحتي وعافيتي ...

تذكرت حينها نعمة الوقوف على القدمين ...كم ألف خطوة مشيتها بقدمي ولم أشعر بقدر هذه النعمة حينها ؟ ...
تذكرت حينها كم ألف مرة بلعت ريقي ومضغت الطعامة بسلاسة ولله الحمد ....ولم أشعر حينها بقدر هذه النعمة ...
تذكرت كم ألف مرة تكلم لساني بسلاسة وسهولة ولم أشعر حينها بقدر هذه النعمة ...
شعرت بحب أهلي تجاهي..وعرفت ما هو قدري عندهم ...

عن عبد الله، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم» قال: فقلت: ذلك أن لك أجرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجل» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يصيبه أذى من مرض، فما سواه إلا حط الله به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها»صحيح مسلم

وفي صحيح مسلم أيضاً : عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له، فغفر له»

وقال: "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله عز وجل "اهـــ
قال النووي :

فأما " المطعون " فهو الذي يموت في الطاعون ، كما في الرواية الأخرى : " الطاعون شهادة لكل مسلم " .

وأما " المبطون " فهو صاحب داء البطن , وهو الإسهال ، قال القاضي : وقيل : هو الذي به الاستسقاء وانتفاخ البطن , وقيل : هو الذي تشتكي بطنه , وقيل : هو الذي يموت بداء بطنه مطلقا .

وأما " الغرق " فهو الذي يموت غريقا في الماء ، و " صاحب الهدم " من يموت تحته , و " صاحب ذات الجنب " معروف , وهي قرحة تكون في الجنب باطنا ، و " الحريق " الذي يموت بحريق النار ، وأما " المرأة تموت بجَمع " قيل : التي تموت حاملا جامعة ولدها في بطنها , وقيل : هي البكر , والصحيح الأول .

" شرح مسلم " ( 13 / 63 ) .


ربما تظنه ألماً .......

ربما ترى شخص يقتل قتلة شديدة وتحزن على أثرها وتحسب أنه ذاق من الآلام ما يجعلك تتألم لأجله ...وهو منعم في جنات النعيم !....


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسِّ الْقَرْصَةِ»

يقول العلامة ابن القيم في إغاثة اللهفان : ( فليس فى قتل الشهيد مصيبة زائدة على ما هو معتاد لبنى آدم. فمن عد مصيبة هذا القتل أعظم من مصيبة الموت على الفراش فهو جاهل، بل موت الشهيد من أيسر الميتات وأفضلها وأعلاها)


فضل الشهادة ....
عن المقدام بن معدي كرب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين من أقاربه)صححه الشيخ الألباني رحمه الله ..صحيح وضعيف سنن الترمذي

بحب دينى
03-14-2014, 11:47 PM
سوريا أنموذجاً .....

من لاتربيه الحجج والمناظرات ربته الدماء والأشلاء والصدمات وهذه أقنع وسيلة لأمثاله !.....

مع مرور الأيام يزداد يقيني بأن تلك الثورة مليئة بالحجج التي تنسف الباطل من جذوره ! : وكلما طالت مدة الثورة = كلما زاددت حججها قرعاً للباطل والكفر والعناد !

وها هم طائفة من الملاحدة يضعون صور الشعب السوري المسلم الجريح ويبكون عليهم بكاءً كبكاء التماسيح ! ، ويسألون متى النهاية ؟ ويتخذون من ذلك ذريعة لإلحادهم إذ يقولون بكفرهم وعنادهم : متى سينصرون ؟ ، وكلما طال الأجل كلما ازدادوا كفراً وتضليلاً وضلالاً ! ، وكم أزداد يقيني بأن هولاء دجاجلة أفاكون عندما كنت أرى صوراً ومنشورات لجرحى من اطفال سوريا وقتلى يستخدمها الملاحدة كطعم لتشكيك المسلمين في عقائدهم والتلاعب بعواطفهم ! : فأدركت تماماً ان هناك طائفة من الملاحدة لا هم لها سوى التشكيك لأجل التشكيك لا لطلب الحق وإنما هي خطة ممنهجة لتشكيك الناس في معتقداتهم بغض النظر عن الوسائل فالغايات لديهم - التافهة - تبرر الوسائل !! .

وحينما عدت الى الشعب السوري المسلم نفسه وجدت أصوات عالية الى السماء تهتز لها القلوب وتهتز لها الحناجر ( يا الله يا الله مالنا غيرك يا الله ) ( قائدنا للأبد سيدنا محمد) صلى الله عليه وسلم ،( لن نقول يا عرب بل سنقول يارب) ،( أنا ماني زعلان أني أنصبت أنا كنت اتمنى أموت شهيد ) ، هذه بعض المقتطفات من كلمات تهز الوجدان لشعب صابر عرف طعم الابتلاء وعرف طعم الصبر وعرف طعم السعادة ولو كانت الدبابات تدهس الأجساد والسكاكين تذبح الرقاب ! ولكنه سعيد ! ومع ذلك يزداد يقيناً بأن وعد الله حق ، في الوقت الذي يجلس الملحد متكئاً على أريكته وربما في يده ما يشبه السيجار وزجاجة الخمر ليكتب لنا منشوره العفن بأنه لايعجبه هذه الأبتلاءات ويتخذها ذريعة لإلحاده وهو جالس تحت التكييف الكهربي ويده في الماء البارد ! أنه لم يلوم ابداً هذا الانسان القاتل الخبيث ويقول ما أقبح هذا الانسان وما أقبح كفره ؟!.

لقد كسر الشعب السوري المسلم الإلحاد عاطفياً وقهر باطله ! : إذ أن الملحد غاية ما أصيب به في حياته لم يصل الى ما وصل اليه حال هذا الشعب القوي المسلم ! : ولكنهم صبروا وهذه حجة على الملاحدة الذين لايصبرون على الابتلاءات التي هي مفيدة في المقام الأول لقلب الانسان فمنه يعرف طعم الدعاء والألتجاء الى الله ومنه تغفر السيئات التي أرتكبها الانسان وكل ذلك وأكثر من الاسباب التي تدخل العبد الجنة وترفع درجته بإذن الله : وهذا الابتلاء منه ما يكون تربية للعبد فيحسن قلبه ومن ذاق الابتلاء وعرف الصبر عليه أدرك كلامي جيداً : لقد أعتقد الملحد أنه جاء الدنيا لينعم فيعيش في قصور فارهة وجنات خضراء لاتعب فيها ولاهم ! : والمسكين لضعف علمه وموت فقهه ! والحاده يتخذ بعض المفاهيم ذريعة الى الإلحاد ويلزم بها المسلمين في حين ان المسلمين انفسهم لم يقولوا بها ! : ولكن البيئة والاعلام لهما الدور الرئيس في تشويه الحقائق ! .

هذا الشعب المسلم البطل حجة على أهل الإلحاد ولم لا ؟! إذ ان بشار النصيري العلوي البعثي الملحد = كان اشتراكياً ويعلن اشتراكيته وهو الفِل المتبقي من أذناب الناصرية والأشتراكية لهذا العصر بعد هلاك مجنون ليبيا الذي أذاق المسلمين الويلات في ليبيا !! : فهذه هي اشتراكيتكم الإلحادية التي صدعتم بها الرؤوس ها هي وتطبيقها ! فهي ليست الا أهواء صغتموها حتى إذا ما جعتم أكلتموها على عكس هذا الدين الاسلامي النقي ! فهو ثابت يحاكم اليه المخطئون من الناس ! : أما أنظمتكم فهي تابعة لاهواء اصحابها متى شاؤوا تبديلها بدلوها وأكلوها كما يأكل المشرك صنم العجوة ! : هذه هي علمانيتكم حينما تطبق وها هي ليبراليتكم وديمقراطيتكم ! : قد أزيحت في ثورات الربيع العربي ودمرت بعدما كادت ان تهلك المسلمين وها أنتم تريدون أن تعودوا ليس بالديمقراطية التي تتغنون بها بل على ظهور الدبابات العسكرية ! فأين حرياتكم المزعومة ؟! وأين مبادئكم المزعومة ؟!.ثم يأتي من ينعق مجدداً بنفس الأفكار والمذاهب على الرغم من أن ما حدث طيلة هذه السنوات كان ومازال حجة عليه وعلى أمثاله !.


ومن الابتلاءات أيضاً : ترك الملحد المحكم وتمسكه بالمتشابه : إذ أن الملحد رأى بعينه كيف سقطت أكثر الانظمة الظالمة من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب ولم يتبقى الا نظام ظالم فقط !-ولو لم يسعى المسلمون لنصرة دينهم حقاً وتنازعوا وفشلوا قد يسلبون هذه النعم مجدداً -فنسى الملحد كل هولاء كعادته وكعادة كافرات العشير ( لم أرى منك خيراً قط ) وتمسك في هذا ليكون قشة الحاده وهذا ما يفعله مع الكون فإنه لايرى تنظيم الشمس وجاذبية الأرض ونور القمر واكسجين التنفس وكربون الزفير الذي يغزي الأشجار ومطر السماء وماء الأرض الخ الا صدف تحتمل الظن أو تنظيم لايقبل ابداً ان يسلم بأن له خالق !: ولو رد المتشابه الى المحكم في كل أموره لأستراح فؤاده لو كان طالباً للحق ولكن أنى هذا ؟! إذ المسكين يريد أي شىء ! ليبرر الحاده العاطفي الذي يذرى له ! وينسف بكلمة تهز القلوب من شعب مسلم قوي ( يا الله يالله مالنا غيرك يا الله ) حجة عليه وعلى غيره .


لقد فضح الشعب السوري المسلم العملاء في الداخل والخارج ! : ولم لا ؟! ومازال هناك من ينعقون بأنهم شبيحة للأبد لأجل عيون الأسد ؟! وهو ليس بأسد وأخطأ من سماه بأسد بل هو الى الفئران أقرب مع أعتذارنا للفئران ! : لقد فضح الشعب السوري المسلم هولاء العملاء والطوابير الخامسة ! في الداخل والخارج وجعل منهم اضحوكة ولو أنفق المسلمون في كل مكان ما يستطيعون من المال لفضحهم ما وصلوا الى ما وصلت اليه نتائج فضح هولاء المأجورون ! : مثل حسن نصر الــلات ! الذي كان يضرب به المثل في ضرب الصهاينة وأنه الذي يحير الصهاينة ويربكهم بقوته !!! فأين هو الآن واين ضربه للصهاينة ؟! هراء ! : وايران التي كان يقال عنها أنها ستقهر أمريكا والصهاينة ! واليوم ايران أصبحت ورقة مكشوفة لكل ذي عينين مبصرتين للواقع المعاصر ! وبانت على حقيقتها وبانت الاعيبها وخططها القذرة !! وفضحت روسيا الملحدة ! تلك البلد التي تذهب اليها افئدة بعض الاشتراكين والملاحدة طلباً للشكوك الإلحادية والشبهات الباطلة ! والأفكار المنحرفة !! : ها هي روسيا قد ساعدت بشار بكل ما تملك من عتاد وسلاح الخ ! : فهل مازال هناك من يسمي الإلحاد بالمنقذ للبشرية من التعصب والقتل والتدمير يا أصحاب مذهب البشرية ؟! والتجمع على الهوى ؟! ها هو الحادكم قد دمر الناس في سوريا بل كانت مبادىء ماركس ومن بعده لينين وستالين هدّامة بما تحمل الكلمة ويكفي أثارهم والقتل الشنيع الذي جرى للناس في أوربا كلها من حروب ودمار وما هتلر وهواه وقتل الملايين في حروب أوربا العالمية منا ببعيد وهو مثال للهوى حينما يتحكم في الانسان ويعرض هواه على أنه التفكير السليم ! : فلم الاستحياء ؟! أكشفوا أقنعتكم !: لا لا بل كشفتها سوريا الكرامة !.

لقد فضحت ثورة سوريا العقائد الشركية المنحرفة كعقائد الشيعة وكعقائد كل وثني ضال في كل مكان ! : إذ ببعض الشيعة يصرخون : مراقد الائمة والسيدات الطاهرات في سوريا ؟ يا متطرفون يا أرهابييون لاتقتربوا من مراقد الائمة الأطهار والا دمرناكم ؟ وجئنا وحاربناكم ؟ وهم أنفسهم الذين يصرخون في السراء والضراء بطلب الشفاء والعون والتوكل واللجوء الى تلك المراقد والقبور لأنها في إعتقادهم تنفع وتضر !!! : فهل تستطيع هذه القبور أن تحمي نفسها مما تزعمونه من الخوف عليها من تدميرها وتكسيرها ؟! اليست تنفع وتضر !؟ لم تخافون عليها ؟! لم تريدون الحرب من أجلها ؟! اليست هذه القبور التي كنتم تطلبون المدد منها والشفاء من الضر ؟! ها هي أمامكم لاتستطيع الدفاع عن نفسها أمام أعينكم وقد تناقضتم في المطلبين فتأملوا لقوة هذه الحجة من تلك الثورة النقية المسلمة : نصر الله أهلها .



والذي حدث بالضبط من مجازر وقتل وتشريد رافضي واضح علني لكل ذي عينين = هو ما يدمر موضوع التقريب الذي يسعى له الروافض خداعاً للمسلمين على منهج وعقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ها هم الروافض الذين صدعونا بالتقريب ووحدة الأمة كذباً وزوراً : فأنا لست مؤججاً للفتن ونيرانها اصلاً وإنما لا أريد ان تستغفل أمتي !! وقد تراجع وفد من علماء المسلمين بعدما شاهدوا بأعينهم المكر الرافضي وان خدعة التقريب لم تكن الا لأهداف المستفيد منها في المقام الأول هم الروافض ومع اول ثورة سلمية لم تكن لغرض خيانة ولا يحزنون بل فقط مطالب سلمية قابلها نظام غاشم بالقصف والقتل والتدمير ! : لم تكن لخيانة بلد على حساب أخرى فلم يخرج السوريون قائلون نريد ان نعيش تحت ظل أمريكا وإنما قالوا : بدنا حرية وكرامة ومطالب بسيطة لو فكر فيها عاقل لما رفضت اصلاً ولكن غطرسة بشار أعمت عينيه والكبر زاده عناداً فوصل الحال الى ما هو عليه الآن ! .

وكم نال من نال من المسلمين في سوريا درجات الشهادة !؟ ...والملحد لايؤمن بهذا لكننا نؤمن به ولابد أن يضعه المؤمن في حسبانه ! ولا يفصل بين الدنيا والآخرة ابداً فيكون مادياً بحتاً ! ...نؤمن بجنات يتنعم فيها المؤمن الشهيد .ونار يعذب فيها المجرم الظالم الطاغوت..في الوقت الذي يعده الإلحاد بموتة هي نهايته ! ولن ينتقم له الإلحاد من ظالميه ! أوليس هذا الا الظلم الإلحادي الذي يدعيه الملاحدة على غيرهم ؟!!يموت الإنسان مقتولاً ولا عقاب ولا حساب لقاتله ؟! ...

هل يعتقد الملحد أنه الدنيا دار الخلود مثلاً ؟! فيطلب السعادة الدائمة ؟! أفق أيها الملحد فهذه ليست دار القرار !...وإنما دار إمتحان وإبتلاء ..ليست دار السعادة المطلقة !...فأين الملحد من هذا ؟! هل هناك إمتحان بلا تعب وبحث ومجهود وصبر !؟ إذ كيف يكون إمتحان هذا يتمايز الناس عليه ويتفاضلون في نتائجه ؟! ....

بل لو نظر المسلم الى ما جاء فى القرآن من ابتلاء المسلمين فى دينهم ! ومن ما عرفناه من سير الانبياء وقصصهم وقصص ابتلاء المسلمين بقول الكفر ونطقه بعد التعذيب المميت المهلك ! وثبت من ثبت من المسلمين !....فقد كان من الممكن ان يستهزأ بنا بعض الملحدين ظناً ان هذا غير واقعى ! ولما طال الأمد رأينا بأم اعيننا كيف يجبر جنود بشار الاسد بعض المسلمين على النطق بالكفر والسجود لغير الله !....
فهل سيزداد المسلم ثقاً ويقيناً ! بما يقرأه عن الانبياء وصدق توكلهم على ربهم ! وكيف ثبتوا ! وكيف ثبت الصحابة الأخيار من اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم !؟....هل سيقر الكافر بما يقرأه فى سير هولاء الانبياء والصالحين من اتباعهم ! هل رأى بعينه كيف يفعل الكفر بأهل الايمان !؟.....
قال جل وعلا :
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ.....

قال جل وعلا :
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157).....سورة البقرة ....


وبلاء أهل سوريا شديد فقد واجهوا أمم الكفر والضلال والزندقة حول العالم من أقصاها الى أقصاها من روس ملاحدة وعلويين زنادقة وشيعة مجرمين ويهود على الحدود وتضييق شديد من كثير من دول العالم وخذلان يتعامى عن جراحهم ...وأظن والله أعلم أن سوريا سيكون منها بإذن الله عز المسلمين جميعاً...فهذا البلاء فيها سيربي أجيال لا تهاب الموت ! تحبه كما يحب الكفار الحياة !...سينتج عن هذا بإذن الله اجيال تصل الى القدس وتحرره ...أجيال لا تخاف الا الله جل وعلا...وإن غداً لناظره قريب !...

هذا ما تيسر لي كتابته عن تلك الثورة النقية والا ففي الجعبة ما يأتي بإذن الله وفي النور الذي أراه من تلك الثورة ما يلهب أعناق الباطل ! : فهل هذه الحجج لاتكفي عاقل يريد الحق ؟! هل هذه الحجج لاتكفي عاقل يريد ان يرى نور الهداية بقلبه ؟! أم سيظل على ما هو عليه حتى يأتي يوم لاينفعه فيه غطرسته ولا عناده ولا كبره الذي يزين له إنما الأمر كلمات وساعات وازمنة تمضي ! والتسويف حليفه والشيطان رفيقه وقرينه ! يزين له التسويف ويحلل له التحريف .

اللهم بلغت اللهم فاشهد .

بحب دينى
03-17-2014, 10:39 PM
يستحقون شوي جلودهم !!

طُرح سؤال ذات مرة فيه : ( كنت قد رايت فيديوهات على النت يظهرفيها اطفال صغار ورضع يتعرضون فيها للضرب المبرح على سبيل المثال خادمة تضرب طفل رضيع بمنتهى القسوة اثناء غياب والديه عن البيت فهذا المنظر جعلنى ابكى بشدة وتسالت لماذا يترك الله الاطفال الصغار يعذبون هكذا وهم لاحول لهم ولاقوة اين الرحمة فى هذا
استغفرك اللهم واتوب اليك اللهم ارزقنى الحق)

فأجبت : هل عقوبة من قام بمثل هذه الأفعال : بنار تشويه تشفي صدرك ؟! ..


فجاء الجواب : فى البداية عندما ارى مثل هذه الافعال اتمنى لو اعذب انا من يفعل ذلك ولكن تاتينى افكار انه من الممكن انه فعل ذلك نتيجة لضغوط او قهر جعلته يفقد شعوره
ولكن لو ان من قام بمثل هذه الافعال عنده شر محض ارى انه يستحق ان يعذب

فأجبت :
أرأيت ؟!

الانسان لقلة علمه وقلة عدله ...فالانسان ليس عادلاً عدلاً كاملاً وليس عالماً كل العلم ! متقلب المزاج ! فتارة يبكي لتألم طفل ! وإذا ما رأى هذا الذي فعل ذلك يشوى لحمه في النار سيبكي ايضاً ويقول سامحوه !!

والله جل وعلا له كمال العدل وكمال العلم وكمال الحكمة : فيمهل الظالمين ويحلم عليهم حتى يتوبوا ...وإن لم يتوبوا وغرهم إمهال رب العالمين ..أخذهم أخذ عزيز مقتدر...

( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار )

(ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا )

وأزيد الآن قائلاً : هذه المشاعر المتقلبة في الإنسان قد تفيده حينما يعفوا عن من ظلمه هو بشخصه ويستره ويحلم عليه الخ في الدنيا ويتمنى له الخير في الآخرة فحينها هي مفيدة بلا شك ...

وأقول هناك من يستحقون شوي جلودهم !

تأملت فى حال الملحدين فى عصرنا فما وجدت اكثرهم الا بوقاً للسب والوقاحة والدياثة والنجاسة !! ، ولم لا !؟ ، وهم الذين لاضابط ولا رابط عندهم ! ، قوانينهم كصنم العجوى ! إذا ما جاع احدهم تناوله بيديه والتهمه !! ، انها الاهواء التى تعصف بابن آدم فتجعله كالدمية فى يد نفسه وشيطانه ! ، ولك ايها القارىء عدة اسئلة تنبهك على حقيقة هولاء تبطل عندك الشبهة من جذورها ! وكان يكفيني ان اضع لك هذه الصور وفقط لكي ابطل لديك كل الشبهات المزعومة منهم فى هذه المسائل ولكن سأجعلك انت بنفسك بهذه الصور تحكم عليهم بأن جلودهم تستحق ان تشوى وتمزق تمزيقاً من العذاب لما يقولوه وفى من !؟ فى رب العباد وفى خير البشر نبينا صلى الله عليه وسلم ....
واليكم بعض اقوالهم مصورة لتروا بأعينكم ما يفعله هولاء الاقذار من ترهات وسفاهات ! فهم ين من يكفر بقوله ! وبين من يحاول ان يضيف امرأة مسلمة الى اوكارهم النجسة لإلقاء الشبهات عليها وقد يكون لا علم معها !! فيريدون بذلك تشكيكها فى دينها ! ، ويحمسونها بتلك الاقوال : دافعي عن دينك ! ، حتى تغتر فتتكلم بغير علم وهى لا سلاح معها ! وانا موقن تمام اليقين انه لو كان مسلماً لديه العلم الشرعي لدحض هولاء فى عدة اسئلة بسيطة !! ولكن بأى عقل تدخل ابنك الصغير معركة وهو لايستطيع أن يقف حتى على قدميه !؟ ...
واليكم سفاهتهم واقوالهم الكفرية التى أسأل الله ان يشوي جلودهم بها فى نار جهنم ان لم يتوبوا اليه جل وعلا ...



http://im14.gulfup.com/ZaPE2.png


http://im14.gulfup.com/GdRj3.png


واما الكلام عن موضوع " تهكير" الجروبات فهذه الاوكار السرية التى يضغطون على بعض الشباب للدخول فيها لافساده خلقياً بل وتكفيره ان كان قريباً منهم بالقوة كما سمعت عن ان فتاة اسلمت فأجبروها على الالحاد ثانية ومنعوا عنها وسائل الاتصالات من حاسوب وانترنت !!!،بل وسب الدين فى هذه المجموعات، فانا اتمنى لو فى يدي ما استطيع به ان اغلق تلك المواقع بل وادمرها بالكامل لفعلت ذلك ان كان لدي السلطة بذلك !!! كيف لا وهم يسيئون الادب مع رب العباد ليلاً ونهاراً !! سراً وعلانية ! ، بل تجد بعض الناس يستغرب لما يحدث فينا من عقاب من الله جل وعلا من ابتلاءات ومحن ! وقد يكون فى بيوت المسلمين من يعيش بينهم من اولادهم ممن هو يسبون الدين ويكفرون برب العالمين !...



1-
القتل والتعذيب الذى يفعل بالمسلمين في فلسطين وبورما وسوريا وأفغانستان والعراق وأفريقيا الوسطى وفي كثير من بقاع الأرض وكم من مجازر ارتكتب من السوفيت ضد المسلمين !! مئات الالاف من القتلى ! فقل لى ايها العاقل : انت لو قتل لك رجل لاتعرفه اباك ؟! قد تتمنى لو ان تحرقه بالنار عدة مرات لتنتقم من ذاك الذى حرمك من لذة الابوة ! ومتعة التحدث مع الاب بما فى الصدر !! وبأب حنون يرافقك ويحن عليك فى مشاكلك والعتبات التى تواجهك ! ، فكيف بمن قتل المئات من الالاف !! وسلط جنوده ومجرميه عليهم ليعيثوا فى الارض فساداً تذبيحاً وتقتيلاً وتدميراً !!؟ كيف تريده ان يفلت من عدل الله جل وعلا !؟ .....

ومن سوريا انظروا الى هذه البراءة التى قتلها النجس بشار الاسد وجنوده !:



http://twix1.com/upload/uploads/13464356443.jpg

نسأل الله ان يجعلك ذخراً لابويك واجراً لهم الى الجنة مع الشهداء والصالحين ..اللهم آمين ...





2-
فإن قال قائل : نحن لانسب دينكم مثلهم ! ، بل نؤمن بالله ولكن نحن نصارى مثلاً او يهود او على غير ملة الاسلام - ولكننا مسالمين لكم ولسنا حربيين نكيد للمسلمين المكائد- أفنعذب فى الاخرة ان متنا على الكفر وبالرغم من اننا نعاملكم معاشر المسلمين احسن معاملة ؟ ......

فأقول : ان اعتقاد الشريك مع الله -سواء فى عبادة غيره او اعتقاد ان صفات الربوبية لغيره من الإحياء والإماتة والرزق الى باقي صفاته جل وعلا - لهو من الشرك الذى ينافي الاعتقاد الذى امر الله به ، واحيلك على مثال علك ان تنتبه اليه وتتفكر فيه ، فأقول : لو أمرك سيدك وانت خادمه بشىء ما ، ثم انت امام عينيه تفعل ما لم يأمرك به او تعصى امره امام عينيه ! وانت متباهي بذلك فرح بذلك ! بل وتزيد ذاك الامر وتقف امامه قائلاً سيدي قد فعلت ما امرت فاعطني اجري ! ، فقل لى ما سيفعله معك هذا السيد رغم انه يكرر عليك ان لاتفعل وانت تنظر اليه وتفعل ما ينهاك عنه ! اعطاك الفرصة تلو الاخرى لترجع عن فعلك ومازلت انت فى غيك ! فقل لى لو عاقبك هذا السيد بعقاب شديد يساوى قدر هذا السيد وما فعلته انت فى جنابه فهل يكون ظالما اياك !؟ ولله المثل الاعلى : كيف وانت تعبد غير الله امام عينيه ولا تستحي منه !!؟ كيف لا وهو يأمرك باوامر ونواهي وانت بعيد كل البعد عنها ولا تلقي لها بالاً اصلاً ! وصلتك رسالة الاسلام وقرأت عنها بل وقد تكون رأيت الآيات الباهرات فيها لمن اطلع او القى سمعه بتدبر !! ولكنك اعرضت عنها وسرت مقلداً خلف قس يمتص دمك ببعض ضرائبه او يفرض عليك بتعنت ما لم يأمر به الله او يجعلك تسجد له مثلاً !؟....


http://www.kalemasawaa.com/web/images/multimedia/media/394_img.jpg

http://godzdogz.op.org/uploaded_images/Prostration-762106.jpg

http://st-takla.org/Pix/Orthodox-Holy-Synod-Members/Pope-Shenouda-III/03-Prayers/www-St-Takla-org__CopticPope-Shenouda-3rd-Prayers-005.jpg

http://cdn2.alnaddycdn.com/images/2012/03/1331675952x2712u.jpg

http://st-takla.org/Pix/People-Celebs/www-St-Takla-org__Gautama-Buddha.jpg


بل اشنع من ذلك لو قرأ قارىء نصوصكم التى تتحدثون فيها عن الله وتنسبون اليه الإبن والزوجة ! وأنه نزل الى الأرض ليصلب ثم يرتفع بعد موته الى السماء !!!! وخرافات اليهود وماديتهم الجشعة وإجرامهم وكذلك إعتقدات هندوسية بوذية يعتقدون فيها بالشركاء مع الله فى العبادة من اصنام وغيره ! او اساطير مجوسية كاله الظلمة واله النور وكخرافات فرعونية بوصول الالهة عندهم الى المئات !! ..... لأقشعرت جلود المؤمنين تنزيهاً وتسبيحاً لرب العالمين !
فالحمد لله على نعمة الاسلام ، والحمد لله الذى عافانا وباعد بيننا وبين الشرك واهله ، واقول بكلمات قبل ان اضع آيات من القرآن واحاديث من السنة تبين لكم خطر الشرك والمشركين وما يفعله المشرك بنفسه وعقله الذى منحه الله آياه ، فأقول اى ملة غير الاسلام باطلة !، كيف لا ! وانت تعبد غير الله وتسأله حوائجك !؟ بل حتى اعتقاد ان هذا الشخص مخول بصفة من صفات الله كانه يرزقك او يحييك او يميتك لهو كفر بالله رب العالمين ،او اعتقاد ان هذا الشخص مخول لان يشرع ويأمر وينهى من دون الله للعباد فى تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله والاستخفاف بشرع الله والتحقير من شأنه وإجبار الناس على التحاكم اليه لهو كفر برب العباد !! ...

وهذه بعض الأدلة تبين بطلان هذا الكفر الذي وقع فيه أهل الكتاب والمشركين من كل لون وجنس ...

(قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون )سورة ال عمران




قال الله جل وعلا :
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ .. آل عمران 19 .

ومن سورة مريم قال جل وعلا :
وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا

كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا

أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا

فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا

يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا

وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا

لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا

وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا

لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا

تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا

أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا

وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا

إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا

لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا

وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا

فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا

وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا
......
وقال جل وعلا :
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ ( 170 ) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ( 171 ) سورة البقرة ...

........

وقال جل وعلا :
وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ

إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ

إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ

أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ

فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ

فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ

فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ

فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ

فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ

مَا لَكُمْ لا تَنطِقُونَ

فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ

فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ

قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ

وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ

قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ

فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ

وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ

رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ

فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ


.......

وقال جل وعلا :
كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ }
الآية المائدة72-76


واليك ايها القارىء هذا الحديث ينبئك بخطورة ما يفعله النصارى من نسبة الولد الى الله جل وعلا وكذلك ما يعتقده الملاحدة :

وفي صحيح البخاري : عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أراه قال الله تعالى: يشتمني ابن آدم، وما ينبغي له أن يشتمني، ويكذبني وما ينبغي له، أما شتمه فقوله: إن لي ولدا، وأما تكذيبه فقوله: ليس يعيدني كما بدأني "



3-
فإن قائل : انا الان اعمل الصالحات وانا على غير الاسلام هل اعمالي هذه اثاب عليها ؟ مثال بعض الاجهزة المتطورة كالحاسوب الذى تملكه الان وانت تكتب هذا الموضوع ؟


فأقول : فى مادة اللغة العربية كانوا يدرسون لنا ما يسمى بالنص الشعري مثلاً ثم المعاني ثم مظاهر الجمال البلاغي فى القصيدة الشعرية ، فما رأيك لو طلب المدرس من الطلاب حفظ القصيدة والمعاني ومظاهر الجمال البلاغية فى القصيدة وقال سأعاقب من لايحفظ القصيدة لانها مهمة وستأتى فى الاختبارات ، فجاء الاستاذ وسأل طالب فى الموعد وسأل الطلاب عن حفظ القصيدة وتم تسميعها لجميع الطلاب الا طالب واحد ، فقال ذلك الطالب : انا حفظت المعاني ومظاهر الجمال البلاغية ولم احفظ القصيدة فانا ارى ان هذه المعاني مهمة هى ومظاهر الجمال البلاغية!...فما ظنك بعقاب المدرس المعلم له !؟ ، ولله المثل الأعلى : يأمرك الله بعقيدة ترى علاماتها فى الافاق ولكنك تمر عليها غافلا معرضا متكبرا !! تجحد الحق منكراً له ! ، ثم تقول اعمالي اعمالي !؟ انت مطالب التوحيد ! قبل ان هذه الاعمال الخيرية !! مطالب انت لاتعبد الا الله ولا تذبح الا له !!! ، وازيدك ان النار فيها دركات الى اسفل سافلين ! فاهل النار درجة عذابهم متفاوتة كل حسب عمله ! فهناك من هو فى اسفل قاع جهنم ! وهناك من هو اعلى منه دركة ! الى نهاية جهنم !! ...كل سيحاسب ولن يظلم ولو ذرة له او عليه !! فنسأل الله ان يغفر لنا ويرحمنا ...اللهم آمين ....بل انك ان سألت ذاك الذى عمل عمله فسيقول لك اما فعلته من اجل البشرية وهذا هو الغالب ، وهذا سيأخذ اجره فى الدنيا من الشهرة التى طلبها !!، ولتنظر فى سير كل كافر اخترع اختراعاً افاد به البشر ! وكم نال من شهرة ! ....

فالحمد لله القائل: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47].

والحمد لله القائل: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:49].

يقول ربنا جل وعلا في سورة ال عمران : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
ها هي آيات القرآن تبطل زعم من زعم أن الكفار سيدخلون الجنة مع المؤمنين !!!!

( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار)

(أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون )

( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون )

(أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون)






4-
فإن قال قائل :
هذا العذاب متواصل الى ما ابد الابدين ؟ ....

قلت : من الأدلة التي أستدل بها أهل العلم على بقاء النار وخلود الكفار فيها رد ربنا جل وعلا على اليهود : وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) سورة البقرة
ان نظرت الى العذاب يدلك وبجلاء على عظمة من تم عصيانه !! ، انك لو لم تطع ملكاً فى امره عدة مرات بل وسفهت امره وقلت ان امره لايعنينى ربما اودى بك ذاك الى اشد عقوبة !! فما بالك بمن له المثل الاعلى والصفات والاسماء الحسنى ملك الملوك جل فى علاه ، من تخشع له السموات والارض ببرق ورعد يزلزل الحجر وقلب الانسان مازال مسوداً قاسياً اشد من الحجارة !!! ، يشاهد الناس اياته فى السماء والارض وفى انفسهم بل فى كل شىء حولهم ويمرون غافلون عن امره ! بل ويستهزأون برسله !! ويطعنون فيهم وفى اعراضهم ! ويفترون عليهم الكذب !! ، انك ترى انه ربما يفعل الفاعل جريمة نكراء ! (فيحاسب عليها من الدولة بالقانون الذي يرضاه الملحد بسجن ربما يتعدى العشرون عاماً !!! وكل هذا وفعلته ربما فعلها فى دقائق !! )ولكنه اخذ عليها ما يستحقه من نظر الى عظم جريمته ! ومن اجرم فى حقه ! ، فأقول ولله المثل الاعلى ان هولاء لو ردوا الى الدنيا لعادوا الى كفرهم وغيهم كيف لا ! والآيات من احراق وتعذيب وتدمير الكفار الفجرة امام اعينهم من تدمير واهلاك !! ومع ذلك وقد يكونوا فى نفس البلدة التى حدث فيها ذلك يمرون عليها وكأنهم ليسوا معنيون بذلك ايام وتمر ويرجعون الى ما كانوا عليه من غفلة واعراض وتكبر وحقد !...وكم من زلزال وخسف وتلوث في المياه والطعام وأمراض تضرب العباد وبرق ورعد يزلزل السماء فوق رؤوسهم حتى دمرت بعض القرى والبلدان والمدن وأغرقت وهم عن كل هذا غافلون يظنون أن هذا كان في الماضي وليس في المستقبل ! وليتابع أحدهم مثلاً أحداث تسونامي في اليابان ولينظر كيف أبتلعت المياه مدينة بل ربما مدن كاملة بأبنيتها وسياراتها ومصانعها وسفناها الخ !! وكل هذا والملحد غافل يظن أن الطبيعة تلعب معه بالكرة مثلاً أو تمزح معه مزاحاً ثقيلاً ؟!!

( وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون )

قال أبو جعفر : يقول جل وعز : وكم من آية في السموات والأرض لله ، وعبرة وحجة ، وذلك كالشمس والقمر والنجوم ونحو ذلك من آيات السموات ، وكالجبال والبحار والنبات والأشجار وغير ذلك من آيات الأرض ( يمرون عليها ) ، يقول : يعاينونها فيمرون بها معرضين عنها ، لا يعتبرون بها ، ولا يفكرون فيها وفيما دلت عليه من توحيد ربها ، وأن الألوهة لا تنبغي إلا للواحد القهار الذي خلقها وخلق كل شيء ، فدبرها .اهــ تفسير الطبري .

قال جل وعلا :
"وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)"سورة هود

كل هذه الآيات وهم عنها غافلون ! ، أفتستغرب ايها القارىء بعد ذلك انهم لو عادوا الى الدنيا سيرجعون الى باطلهم !؟ فها هى الحجة قائمة عليهم !!!....

ايها القارىء ابشرك ان طلبت الحق بصدق فأقول لك قال الله جل وعلا :
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فصلت:53


قال الله جل وعلا :
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } سورة العنكبوت 69"


5-
فإن قال قائل : اليس الله هو الرحمن الرحيم فكيف يعذب الكافرين بهذا العذاب الشديد ؟.

قلت : نعم يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع : «الرحمن» ، من أسماء الله المختصَّة به، لا يُطلقُ على غيره، و «الرَّحْمن» معناه: المتَّصف بالرَّحمةِ الواسعةِ.
قوله: «الرَّحيم» ، المُراد به ذو الرحمةِ الواصلةِ.
وإِذا جُمِعَا ـ الرَّحمن الرَّحيم ـ صار المُراد بالرَّحيم: الموصل رحمته إلى من يشاء من عباده....اهـــ
ورحمته في الدنيا تعم الكفار أيضاً ويرزقهم فيها من اقواتهم بل ويمهلهم ويمد لهم فى الحياة حتى يتوب العاصي ويستفيق الغافل ! فإن لم يفعل لا يلومن الا نفسه ! ، واما رحمته فى الاخرة فهى ليست الا للمؤمنين !!... فالعدل لايتنافى مع الرحمة والرحمة لاتتنافى مع العدل ..فأنت - جدلاً- قد تعاقب بيديك الظالم وتحلم وترحم من لم يظلم وهنا لاتسمى متناقضاً بل يقال صفاتك وضعتها في محلها الصحيح ... ولعل القارىء العاقل يدرك عظم نعمة الله علينا ورحمته بنا وعدله سبحانه جل وعلا فعدله لايتنافى مع رحمته جل وعلا ! ولا مع باقي صفاته جل وعل ولا اسمائه الحسنى ولله المثل الأعلى ...

بحب دينى
03-19-2014, 03:28 AM
تأملات في بعض الحِكّم ...

ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه :
عن النبي صلى الله عليه وسلم: قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم [ص:36] إليه، فأوحى الله إليه: أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين، هو أعلم منك. قال: يا رب، وكيف به؟ فقيل له: احمل حوتا في مكتل، فإذا فقدته فهو ثم، فانطلق وانطلق بفتاه يوشع بن نون، وحملا حوتا في مكتل، حتى كانا عند الصخرة وضعا رءوسهما وناما، فانسل الحوت من المكتل فاتخذ سبيله في البحر سربا، وكان لموسى وفتاه عجبا، فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما، فلما أصبح قال موسى لفتاه: آتنا غداءنا، لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به، فقال له فتاه: (أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان) قال موسى: (ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا) فلما انتهيا إلى الصخرة، إذا رجل مسجى بثوب، أو قال تسجى بثوبه، فسلم موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام؟ فقال: أنا موسى، فقال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال: إنك لن تستطيع معي صبرا، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم علمكه لا أعلمه، قال: ستجدني إن شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، ليس لهما سفينة، فمرت بهما سفينة، فكلموهم أن يحملوهما، فعرف الخضر فحملوهما بغير نول، فجاء عصفور، فوقع على حرف السفينة، فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر: يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر، فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة، فنزعه، فقال موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها؟ قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا؟ قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا - فكانت الأولى من موسى نسيانا -، فانطلقا، فإذا غلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده، فقال موسى: أقتلت نفسا زكية بغير نفس؟ قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا؟ - قال ابن عيينة: وهذا أوكد - فانطلقا، حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها، فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه، قال الخضر: بيده فأقامه، فقال له موسى: لو شئت لاتخذت عليه أجرا، قال: هذا فراق بيني وبينك "...اهـــ

يقول ربنا جل وعلا : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا )سورة الكهف

يقول الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله : ( وأفعال الرب معللة لكن من العلل والحكم ما نعلمه بالنص عليه في الكتاب أو السنة، ومنها ما يُهتدى اليه بالتدبُر ، ومنها ما لايعلم ، فالعباد لايحيطون بحكمة الرب كما لايحيطون بسائر صفاته )شرح الطحاوية .

الحِكّم...

ربما أبصرت من الحِكم ما يجعلك تسجد بعقلك لرب العالمين ..منقاداً لأوامره ...كارهاً لمعصيته ..
ترى المحنة منحة ..ترى الألم سعادة ...

فقد تبصر من الفوائد من التأملات والنظر حولك ما يجعلك موقن بأنك لم تخلق عبثاً ...بل خلقت لغاية ..
ترى الكون يسير بدقة وحكمة يستحيل في العقل أن يقال أن هذا لا هدف ولا غاية منه !

هذه القناعة تكون لديك محكمة يقينية ...يرد اليها كل متشابه لم يحيط به عقلك !
إذ عقلك ليس الهاً يعبد ..بل هو مخلوق ..ليس لديه كل العلم ولا نفسك تمتلك كل العدل ...

بل ربنا جل وعلا هو الحكيم العليم ...
فترد هذا المتشابه الخفي عليك الى المحكم ...

فرب أمر قد حدث لا تعرف ما ورائه من حكم وغايات ..فترده الى المحكم : وأنه لحكمة سواء علمتها أو لم تعلمها ...
وعدم علمك ليس حجة على عدم وجود حكمة ..فربما أنت لم تدرس قواعد الرياضيات وعدم علمك بها لا يعني أنها ليست موجودة !

وقد يعلم من الحكم والنعم والفوائد غيرك بما منّ الله عليه به من الفضل وميزه ..فتتعلم منه وتنهل من هذا الخير فيعم الخير عليكما معاً
وربما يجهل البشر حكم وفوائد يأتي العلم بها بعد سنوات وقرون ! ...فعدم العلم ليس حجة على العدم فأحفظها وأنتفع بها ..وفقك الله لكل خير ..

-وهذا فرعون الذي قتل وأجرم وطغى وتكبر ...ربما لو عاصرته ورأيته في أوج غطرسته لم تجد جواباً على : متى النصر عليه ؟ ولماذا يفعل هذا ؟ وربما تموت حينها قبل أن تراه قد هلك ...وليس هذا كله دليل على شىء الا عجزك أنت وقصر علمك ...ولو أنك أعترفت بهذا لأرحت نفسك من تكلفات الناس وتكبرها وغطرستها ! ...

فهذا فرعون نفسه الذي ظلم وتكبر وظن أنه الرب المعبود ..فقال أنا ربكم الأعلى ..!!...

يقول ربنا جل وعلا ( ونادى فرعون في قومه قال ياقوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون )سورة الزخرف

أنظر بعد كل هذه الغطرسة والكبر والقتل والظلم والجور !...

..أنظر اليه وهو يجهل بأن الذي سيلتقطه- سيدنا موسى عليه السلام - سيكون يوماً ما سبباً في هلاكه !!!...

{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً}

يقول العلامة ابن القيم في شفاء العليل معلقاً على هذه الآية الكريمة : ( فهو تعليل لقضاء الله سبحانه بالتقاطه وتقديره له فإن التقاطهم له إنما كان بقضائه وقدره فهو سبحانه قدر ذلك وقضى به ليكون لهم عدوا وحزنا وذكر فعلهم دون قضائه لأنه أبلغ في كونه حزنا لهم وحسرة عليهم فإن من اختار أخذ ما يكون هلاكه على يديه إذا أصيب به كان أعظم لحزنه وغمه وحسرته من أن لا يكون فيه صنع ولا اختيار فإنه سبحانه أراد أن يظهر لفرعون وقومه ولغيرهم من خلقه كمال قدرته وعلمه وحكمته الباهرة وأن هذا الذي يذبح فرعون إلا بناء في طلبه هو الذي يتولى تربيته في حجره وبيته باختياره وإرادته ويكون في قبضته وتحت تصرفه فذكر فعلهم به في هذا أبلغ وأعجب من أن يذكر القضاء والقدر)


- ورب رجل خسفت به الأرض أمامك أو أحرقته النار أو سقط من أعالي الجبال ...فتشفق عليه وهو من أظلم الظالمين ...قد غره إمهال وحلم الرب جل وعلا عليه ..فظلم وجار وأفسد ودمر ...فكانت عاقبته العذاب في الدنيا والآخرة ...

- ورب (تأخيرة وفيها خيرة ) ميعاد تأخرت عليه أو تعطلت بك السيارة في الطريق أو تأخرت أنت عن الطائرة ..وفي هذا العطل أو التأخير نجاتك من حادث على الطريق أو دمار الطائرة في السماء !! ...

- ورب دواء تبحث عنه وفيه مرضك ...ورب مرض وفيه شفاءك وعافيتك وسلامة قلبك من أمراض الكبر والاستعلاء على الناس ..فيعيدك المرض الى معرفة ضعف نفسك وحالها على حقيقته...

- ورب مال تطلبه فيه هلاكك وكبر نفسك وتعاليها على الخلق وإستباحة الحرام ...ورب فقر فيه التواضع وحسن الخلق والجنة في الآخرة ...

- ورب نصر تطلبه وفيه هزيمتك وظلمك ...وربما هزيمة تعلمك كيف يكون النصر ! ..

- ورب شدة تظهر معادن الناس ونفوسهم ...ورب رخاء لا يظهر لك صديقك من عدوك !....

- ورب حرب ومعركة تكشف نفوس كانت تظهر الخير وفيها من الشر ما فيها ....

- ورب معصية أورثتك الذل والندم والخشية والتوبة .....فتاب الله عليك وهداك وغفر لك ...

- ورب مجاعة أو شدة : تربي الناس وتعلمهم قدر النعمة التي كانت في أيديهم وتبطروا عليها وتكبروا عليها ....أو تجعل من المسلمين يساعدون أخوانهم ويشتاقون لنجدتهم بالمال ...فينال المسلمون الثواب في الآخرة على ذلك وتترابط قلوب المسلمين ..فمعلوم أن من صنع اليك معروفاً ستحبه وتحمل جميله فوق رأسك !...ومن خذلك حينها ستعرفه على حقيقته ...ورب هذه المجاعة تدفع أصحابها لإبتكار وإختراع أساليب جديدة تفيدهم كانت تغيب عنهم وفيها سهولة حياتهم ورغد عيشهم !...وقيل أن الحاجة أصل الإختراع فتأمل !....


- ورب الحاد ينتشر بين الناس اليوم ...يدفعهم دفعاً الى إعتناق الإسلام لما رأوه من بشاعته وعرفوا الجاهلية على حقيقتها ...فطلبوا العلم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتعلموا عقيدة الحق للرد على هذا الباطل وتحذير الناس منه ...فتحولوا من ملاحدة الى دعاة الى الحق !! وتحولوا ربما من مراهقين الى شباب ذكي عاقل مفكر قارىء يهمه أمر أمته المسلمة !.....

فأنظر حولك وتأمل فربما تجد من الفوائد ما يجعل عقلك يسجد لرب العالمين ...فهو العليم الحكيم سبحانه جل وعلا ...

بحب دينى
03-19-2014, 03:39 AM
الى هنا إنتهيت ولله الحمد من بحثي ...أسأل الله ان يوفق صاحب الموضوع لكل خير ...

واضع له هذا الرابط لشىء رأيته بينه وبين الملحد أثناء النقاش فأردت أن أنبه عليه :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?34882-%D3%C4%C7%E1-%E6%CC%E6%C7%C8%E5-%D4%C8%E5%C9-%E6%D1%CF%E5%C7-quot-%DF%E1%E3%C9-%E6%D1%CF-%DB%D8%C7%E5%C7-quot&p=273109#post273109

hasanmajdy
03-24-2014, 02:03 AM
جزاك الله كل خيرًا أخى, لقد تكبدت عناء شرح كل هذا, وآسف على تأخرى في الرد :)

بحب دينى
06-10-2014, 10:46 PM
جزاك الله خير الجزاء أخي وفقك الله لكل خير

بحب دينى
06-10-2014, 10:48 PM
https://www.youtube.com/watch?v=WF0r3TCduB0#