المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيها الملحد: أين تذهب من الفطرة والعقل؟



هشام بن الزبير
04-04-2014, 12:09 PM
حين ندعو إنسانا ما إلى الإسلام, عربيا أو عجميا, ذكرا أو أنثى, متعلما أو أميا, فإننا لا نحتاج أن نشرح له معنى الخالق, إننا لا نحدثه ابتداء عن شيء جديد, بل عن شيء معلوم مستقر في فطرته, وإنما نحتاج أن نزيده بيانا بالكلام عن صفات الكمال والجلال التي تتصف بها الذات المقدسة, ثم ندعوه للوفاء بحقوق الألوهية, لكن لماذا؟
ألا يفترض الملحدون أن الإيمان بالخالق وهم و خرافة؟ إذن لكان ينبغي لنا لو دعونا إلى الإيمان سويديا أو روسيا أو تشيكيا, أو أي إنسان من البلاد التي يكثر فيها الإلحاد, أقول كان ينبغي لنا أن نبدأ معه بادئ ذي بدء بإيصال مفهوم "الخالق" إليه, كما نجتهد بعدها في إيصال مفاهيم أركان الإسلام وتفاصيل الشريعة, لماذا لا نحتاج لذلك أبدا؟
لماذا لا نجد في تجارب الدعاة عشرات المدعويين يقولون: "عفوا, أنا لا أفهم معنى "خالق" أو "رب" أو "إله"؟
إنها الفطرة التي تهدم الإلحاد وتذهب بريحه النتن.
والملحد مهما كابر وراوغ وجادل, فإنه لن يستطيع أن يجادل في هذه الحقيقة الظاهرة, وهذا دليل كاف على الفاطر سبحانه, الذي فطر عباده على التوحيد.

وحين ينظر إنسان سويُّ الفطرة - مهما كان اعتقاده أو تعليمه أو بيئته- إلى الكون فإنه يعلم علما ضروريا أنه لم يوجد نفسه, لأن ذلك محال, ويعلم أنه مفتقر لموجده, فيستدل بعظمته وسعته وإتقانه على عظمة خالقه العليم الحكيم. إن العقل يقود إلى الحق متى تجرد العاقل من الهوى والكبر واتباع الكبراء. أما مطموس الفطرة, فإنه لن يستطيع أبدا أن يخرس صوتها في أعماقه, لكنه يخادع نفسه, ويخادع غيره, ثم لا يستطيع أن يقيم برهانا عقليا واحدا على إلحاده وكفره وجحوده. لهذا فإن أشد سؤال على الملاحدة هو: "لماذا ترفض أن تؤمن بربك الذي خلقك؟" إن الملحد يريد أن ينقل النقاش إلى أرض أخرى, أرض الجدال والمراء وتشقيق الشبهات. لكنه ملزم عقلا أن يقيم البرهان على ما يدين به من الإلحاد والكفر, وأنى له ذلك؟ أنى له أن يستدل بالعقل المخلوق على إنكار خالقه؟ لا ولم ولن يملك الملحد إزاء أظهر الحقائق في الوجود, حقيقة ربوبية الخالق البارئ المصور, إلا التشغيب بافتراضات عقيمة ساقطة, أما البرهان على الإلحاد فإن الملحد لن يظفر به حتى يلج الجمل في سم الخياط.

وحين تسطع شمس الوحي على قلب أخذت الفطرة بزمامه فإن العقل يستنير بنورها الساطع ليبصر الحقيقة كاملة, أم الملحدون المجادلون فهم كما قال ربنا عنهم:
{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۙ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ ۚ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } غافر: 56

رشيد الجزائري
04-04-2014, 06:10 PM
معك حق.
في المدرسة لما كنا صغار كانوا يلقنونا أنا الله هو خالقنا و لم نكن نجد أي صعوبة في تقبل و فهم ذلك
انها الفطرة النقية

هشام بن الزبير
04-12-2014, 10:10 AM
أخي رشيد, والمدهش أيضا أن هذه الفطرة الأصيلة هي التي تيسر للناس قبول الإسلام, وإلا فكيف يعتنق ياباني أو ألماني أو أمريكي الإسلام مع كل ما يشن عليه من حروب ودعاية؟ إنها الفطرة برهان قاطع.