المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإله أم ستيفين هاوكنج؟!God and Stephen Hawking لـ John C Lennox



محمود المغيربي
04-12-2014, 07:48 PM
بسم الله

ترجمة كتاب God and Stephen Hawking

لبروفيسور الرياضيات John C. Lennox

2143

جاري العمل على ترجمة هذا الكتاب النافع في الرد على عدة قضايا أثارها ستيفين هاوكنج، ولا يستغني عنه من يريد الرد على الفيزيائيين الملاحدة، وأنصح به، يقوم بترجمته الأخ الفاضل أبو البراء، ومن أراد المساعدة في ترجمته فليتواصل معي على الخاص، حتى أوصله به وَبَارك الله فيكم، لا تحقرن من الخير شيئا يا أخي من أراد المساعدة فلا يتردد.

محمود المغيربي

محمود المغيربي
04-12-2014, 07:50 PM
الترجمة

الله عز وجل أم ستيفين هاوكنج؟! من صممه على أيّة حال؟!


- تمهيد
- المقدمة
- الفصل 1: الأسئلة الكبرى.
- الفصل 2: الله عز وجل أم قوانين الطبيعة؟!
- الفصل 3: الله عز وجل أم الأكوان المتعددة؟!
- الفصل 4: من صممه على أية حال؟!
- الفصل 5: العلم والمنطقية
- النتيجة

تمهيد

كتبت هذا الكتاب على أمل أن يفهم قُرّائي بعض أهم القضايا التي تقع في لب الصراع القائم حول الله عز وجل والعلم.
لهذا السبب سأحاول الإبتعاد عن التقنية والتفصيل، وفي المقابل التركيز على منطق الحجة.
أعتقد أن هؤلاء من تعلموا الرياضيات والعلوم الطبيعية تقع على عاتقهم مسؤولية إفهام العلوم للعامة، وخصوصا واجب تبيان أن ليس كل ما يقوله العلماء يعتبر علميا، وبالتالي لا يخضع لسلطة الحقيقة العلمية، على الرغم من أن هذه السلطة تنسب لهم بشكل خاطئ .
وطبعاً ذلك أيضاً ينطبق عليّ، كما ينطبق على أي شخص آخر، لذا أطلب من القاريء الكريم أن يمعن النظر بعناية لما استَعمٓلْتُه من الحجج. أنا رياضي وهذا الكتاب ليس حول الرياضيات، لذا لا أكفل لكم الإتقان والتفصيل كما في مكان آخر. وأنا على ثقة من مقدرة قرائي على اتباع الحجة حتى النتيجة، لذا سأترك ما كتبت لحكمهم.

انتهى التمهيد

كل الشكر لأخينا الفاضل أبي البراء

يُتبع ...

د. هشام عزمي
04-12-2014, 08:45 PM
بارك الله فيك أخي محمود .. لي فترة أبحث عنه ، هل الكتاب الإنجليزي الأصلي متاح للتحميل أو القراءة على الانترنت ؟

ابن فالح
04-12-2014, 09:32 PM
خبر رائع وفقكما الله لكل خير

تحياتي..

محمود المغيربي
04-12-2014, 09:34 PM
وفيكما بارك الله، الكتاب بحثت عنه في الشبكة ولم أجده، وبحثت عنه في المكتبات ولم أجده أيضاً، الأخ أبو البراء في إحدى الدول الغربية واشتراه وسيحاول ترجمته ونشره بارك الله فيه، هل حاولت شراءه من الأمازون؟!

مشرف 7
04-12-2014, 09:49 PM
بارك الله فيكم وفي مجهوداتكم الطيبة
هكذا يجب أن يكون شباب ورجال ونساء الأمة من ذوي العلم والقدرة كلٌ في مجاله وإمكانياته وفقكم الباري عز وجل

محمود المغيربي
04-12-2014, 09:59 PM
وفيكم بارك الله مشرفنا الطيب، نسأل الله أن يسدد.

محمود المغيربي
04-13-2014, 04:32 PM
الترجمة

المقدمة

يتكرر ذكر الله عز وجل كثيراً في الأجندة هذه الأيام، ويؤكد ذلك ما نشره العلماء من كتاب تلو الكتاب، بعناوين مثل: " لغة الإله " لـ فرانسيس كولينز، و " وهم الإله " لـ ريتشارد دوكنز، و " الإله: الفرضية الفاشلة " لـ فيكتور ستينقر، و " قصة الإله، إلخ .. إلخ " لـ روبيرت وينستون.
وبعض هذه الكتب أصبح من أكثر الكتب مبيعاً، ومن الواضح جداً أن الناس يريدون سماع رأي العلماء، وهذا ليس بالمفاجئ، لما للعلم من سلطة عقلية وثقافية في عالمنا الحديث، لما أوجده من تكنولوجيا نستفيد منها جميعاً من جهة، ومن جهة أخرى لمقدرته على إلهامنا بزيادة بصيرتنا عما أشكل علينا في الكون، كما هو منقول في الأفلام الوثائقية الرائعة.
لهذا السبب أصبح الناس واعون بزيادة، أن النتاج المادي الجانبي للعلم لا يلبي احتياجاتهم الإنسانية العميقة، فــيتجهون للعلماء ليٓروْا إذا كانت لديهم أي إجابة على الأسئلة الوجودية العظمى: لماذا نحن هنا؟ ماهو الهدف من الحياة؟ إلى أين نحن ذاهبون؟ هل هذا الكون فقط ما في الوجود، أم يوجد أشياء أخرى؟!.
وتقودنا هذه الأسئلة بشكل لا مفر منه إلى التفكير بالله عز وجل.
لذلك نجد الملايين منا يريدون معرفة ماذا يقول العلم حول الله عز وجل.
العديد من الكتب المذكورة أعلاه والتي صارت من الكتب الأكثر مبيعاً، كُتبت بواسطة ملاحدة، لكن " وهذه نقطة في مهمة " ليس كلهم ملاحدة. وهذا يخبرنا أنه لمن السذاجة أن يتم شطبه من الصدام المفتعل بين العلم والدين، (والتي أخذت طويلاً حتى بُيّنت حقيتها.)
ولنأخذ على سبيل المثال، الكاتب الأول على قائمتنا، " فرانسيس كولينز " مدير المعهد الوطني الصحي في أمريكا ورئيس مشروع الجينوم البشري. فسٓلٓفه في هذا المشروع كان " جيم واتسون " الحائز على جائزة نوبل مع زميله " فرانسيس كريك " لاكتشافهم التركيب اللولبي الثنائي للـ " دي إن إي dna ". كولينز مؤمن ولكن واتسون ملحد. وكليهما من أكابر العلماء، وهذا يعطينا فكرة أن الذي يفرقهما ليس العلم، بل رؤيتهم للعالم.
نعم يوجد صراع حقيقي، لكنه ليس الدين مقابل العلم، بل الإيمان مقابل الإلحاد،وما يجعل الصراع أكثر متعة وجود علماء بكل جانب، لأننا حينها سنركز أكثر على الأسئلة الحقيقية، هل العلم يشير إلى الله عز وجل، أم يشير إلى غيره، أم هو شيء طبيعي في هذه القضية؟!.


يتبع باقي المقدمة ....

ابو جورج
04-13-2014, 06:36 PM
http://bookza.org/book/1259874/a1c371
هذا لنك للتحميل لكن تحتاج لبرنامج reader قراءة الكتاب

YaCiine
04-14-2014, 12:01 AM
شكرا لكم , وفقكم الله

أبو يحيى الموحد
04-14-2014, 06:03 AM
في موازين حسناتك... متابع

محمود المغيربي
04-14-2014, 08:38 PM
أشكر الزميل أبو جورج على الرابط، وَبَارك الله في الأخوين ياسين وأبو يحي ...

الترجمة

ومما سلف نجد أن هناك إزدياد ملاحظ حول الأهتمام بالإله، مما يعارض ما يُسمى "فرضية العلمنة"، والتي افتُرضت مع ظهور التنوير، إذ ترى أن الدين سيفقد أهميته أخيراً وسيموت، على الأقل في أوروبا.
لكن الفشل المُدرك للعلمنة يقود إلى ازدياد السؤال عن الإله أكثر وأكثر في الأجندة.
وتبعا لما نشره الصحفيان الشهيران في صحيفة الإيكونوميست، جون مكليثويت و أدريان وولدريدج، تحت عنوان " عودة الإله "، وليس فقط في الطبقة الغير متعلمة،:" في أنحاء عدة من العالم نجده يرتقي للطبقات الإجتماعية والإقتصادية العالية، وحتى الطبقات الوسطى المتعلمة، التي افترض كل من: "ماركس" و "ويبر" على أنهم سيطرحون هذه الخرافات، هم أنفسهم من يقودون انتشار الإيمان".اه
وهذا التطور في الساحة يغضب العلمانين وخصوصاً العلماء الملاحدة منهم.
فأعلى أصوات الاحتجاج هي في أوروبا، ربما لأنهم يرون أن لديهم الكثير ليخسروه في أوروبا.
وهم تقريباً محقون، لوجود علامات تدل على أنهم يخسرونها.
فريتشارد دوكنز أحد قادة الإلحاد قد رفع الصوت بجنون من العالي إلى الصراخ، بعدما رأى انهيار منطقٓ حججه، على الأقل كما هو ظاهر، حتي بين أتباعه الملاحدة.
فقرر "رفع وعي" المجتمع، عن طريق توظيف أكبر عدد ممكن من مريديه لنشر عقيدته أن الإلحاد هو العقيدة الوحيدة العقلانية المحترمة.
وتمتد حملته لتصل إلى وضع لوحات إيضاحية على الحافلات المرِنة، ومخيمات إلحادية صيفية للأطفال، ولا ننسى الشارات الكبيرة والتي وضع عليها حرف "A" في إشارة إلى "atheist"، والعديد من الأقمصة المُعدّة بعناية.
وسواء كانت لها علاقة بالحملة أم لا، فإن صوتا علمياً قويا انضم إلى جوقة الملاحدة، إنه ستيفين هاوكنج.
فامتلأت العناوين حول العالم به:"يقول ستيفين هاوكنج أن الإله لم يخلق الكون"، "يقول ستيفين هاوكنج أن الفيزياء لم تدع غرفة للإله" .. إلخ، بكل الأشكال. وهذه العناوين تشير إلى نشر كتاب "التصميم العظيم" لـ "هاوكنج" والمؤلف المشارك له "ليونارد ملوديناو"، اذ ارتفع مباشرة إلى أكثر الكتب مبيعاً.
فرجل بذكاء هاوكنج كان له تأثير إجتماعي فوري للإلحاد، إذ ارتفع الصراع القائم من أكثر من شق، وأدى إلى مبيع العديد من الكتب.
وبدأ التسائل، من نحن حتى نفكر؟! هل يوجد شيء أخر للنقاش؟! هل يجب على من يحملون مناصب دينية الإستقالة؟! هل عظيم الفيزياء هزم المصمم العظيم للكون؟!.
إنه لأمر جلل أن تدّعي أنك ألغيت الإله.
وبعد كل هذا فإن أغلب أكابر العلماء في الماضي كانوا مؤمنين بالله عز وجل، والعديد منهم لا يزال يؤمن بالله عز وجل.
هل كان چاليليو، وكبلر، ونيوتن، وماكسويل، على خطأ؟!
وعلى كلٍّ، فنحن محتاجون أن نطالب هاوكنج بالدليل الذي بنى عليه ادّعاءه، هل فُحصت حججه بدقة؟!، أظن أن من حقنا أن نعرف.
ولكننا لن نعرف إلا إذا نظرنا، لذا فلْنُلقي نظره ..

انتهت المقدمة.

يتبع، الفصل 1 : الأسئلة الكبرى ...

محمود المغيربي
04-16-2014, 09:47 PM
أتمنى من الإشراف تغيير لفظ الجلالة في العنوان إلى " الإله ".

الترجمة

الفصل 1 : الأسئلة الكبرى

يعتبر هاوكنج أشهر عالم على قيد الحياة ولا شك، فهو استقال مؤخراً من منصبه والذي كان يشغله بجدارة بجامعة كامبردج(الكرسي اللوكسياني)، وهو ذات المنصب الذي كان يشغله إسحاق نيوتن.
وتم تنصيبه كصاحب الشرف بواسطة سماحة الملكة، وتحصل على درجة الشرف وحول العالم.
وصار مثالا يحتذى في الجلد والثبات، حيث أصيب بمرض عصبي يدعى " التصلب الجانبي " لأكثر من 40 عاماً، أُقعد خلالها كرسيا متحركاً، وكانت وسيلة التخاطب عبارة مولد صوت إلكتروني، وعلى الفور صار ذلك الصوت مشهوراً.
ومن بين العديد من الزملاء والتلاميذ المميزين وصل هوكنج إلى تخوم الفيزياء الرياضية، أشهرها الثقوب السوداء، وأدى عمله إلى التنبؤ بـ " إشعاع هاوكنج "، والذي إذا تم إثباته تجريبيا سيؤهله إلى الحصول على جائزة نوبل.
وفي أكثر كتبه مبيعاً " تاريخ مختصر للزمن "، أتى هوكنج بالعالم الخفي لأسس الفيزياء على الطاولة " على الرغم من اعتراف الكثير باكتشاف المكونات أكثر وراءها ".
أُتبع هذا الكتاب بالعديد من الكتب وراءه وكانت على نفس المسار، وحاولت هذه الكتب بنجاح لفت انتباه قائمة أعرض من القرّاء بجلجلة عظمة العلم.
ولما كانت كتبه تتعرض لأصل الكون كان لزاماً عليه أن يتكلم عن الخالق.
فكتابه " تاريخ مختصر للزمن " ترك هذه المسألة مفتوحة للأخذ والرد، بكتابته لهذه الجملة المشهورة، وأقتبس: " إذا اكتشف الفيزيائيون نظرية كل شيء ( وهي نظرية توحد القوى الأساسية الأربعة للطبيعة: القوتين النوويتين الضعيفة والقوية، والألكترومغناطيسية، والجاذبية) سوف نعرف كيف يفكر الأله".
في كتابه الأخير " التصميم العظيم " والذي ألّفه مع "ليونارد ملوديناو" يخرج هوكنج من تحفظه ويتحدى الإيمان بوجود خالق للكون.
وحسب ما يرى هوكنج فإنها القوانين الفيزيائية ليست إرادة الإله، من يعطي التفسير الحقيقي لـ كيف أتى هذا الكون للوجود ؟!.
فالإنفجار العظيم عنده كان النتيجة الحتمية لهذه القوانين: " الكون يستطيع وسيستطيع خلق نفسه من العدم، بسبب وجود قانون كقانون الجاذبية ".
العنوان " التصميم العظيم " سيفهم منه العديد من الناس أن هناك مصمم عظيم، ولكن هذا في الحقيقة ما أُلف الكتاب لنفيه.
أكبر نتيجة وصل إليها هوكنج أن :" الخلق الذاتي هو السبب لوجود شيء على لاشيء، ولماذا الكون موجود؟!، ولماذا نحن موجودون؟!، فليس من الضروري أن تتضرع للإله ليبدأ خلق الكون وينظمه". آه


يتبع باقي الفصل الأول ...

محمود المغيربي
04-17-2014, 08:55 PM
الترجمة

في هذا الكتاب أربو إلى مناقشة الأساس، ليس مع علم هوكنج، بل مع ما استنتجه بخصوص وجود إله من عدمه، على الرغم من أن حجة هوكنج بأن العلم أرانا أنه لا ضرورة للإله، فقد كانت فكرة جديدة.
فقد ظل العلماء لسنين يدعون أن من الممكن تفسير هذا العالٓم الرائع الأنيق المعقد، بـالرجوع إلى المواد الأولى "الكتلة / الطاقة "، أو القوانين الفيزيائية والتي تصف كيف يتصرف الكون، كقانون الجاذبية.
بالطبع لن تستطيع من النظرة الأولى معرفة مقدار ما أضافه هاوكنج في كتابه هذا على كتابه الذي قبله " تاريخ مختصر للزمن ".
فكتابه " التصميم العظيم " يبدأ بقائمة من الأسئلةِ الكبرى:" كيف نفهم الكون الذي وجدنا أنفسنا فيه؟ كيف يتصرف الكون؟ ماهي طبيعة الواقع؟ من أين أتى كل هذا؟ هل احتاج الكون إلى خالق؟".
مثل هذه الأسئلة تصدر من مثل هذا الشخص المشهور، متع خيالك إذاً بتوقع الإستماع إلى أفضل عالم، وهو يعطي رؤيته لبعض أعمق الأسئلة الميتافيزيقية.
إنه لمن الرائع أن تستمع لعقل عظيم يستكشف الأسئلة الفلسفية التي نسألها بين الوقت والآخر.

يتبع الفصل الأول تحت عنوان ، الرؤية غير الكافية للفلسفة ..

محمود المغيربي
04-19-2014, 10:58 PM
الترجمة

- الرؤية غير المكتملة للفلسفة:

إذا كنا هذا ما نتوقعه فسوف نتلقى صدمة، ففي كلماته التالية يلغي هوكنج الفلسفة.
فيقول مشيراً إلى قائمته من الأسئلة التي كتبها:" عادة ما تعتبر هذه الأسئلة فلسفية، ولكن الفلسفة ماتت، لم تصمد أمام العلم الحديث، خصوصاً الفيزياء.
وكنتيجة صار العلماء هم حُمّال مشعل الإكتشاف في مسعانا لتحقيق المعرفة".
وبعيدا عن كبريائه غير المبرر في إلغاء الفلسفة ( هذا الفرع من المعرفة المُمَثل جيداً والمحترم في جامعته نفسها كامبردج )، فهي تشكل دليلا مزعجاً، فعالم واحد على الأقل كهوجنج، لم يصمد أمام الفلسفة وقد استعملها في كتابه.
فأول ما لاحظته في جملة هوكنج هاته حول الفلسفة أنها جملة فلسفية بحد ذاتها.
إذ من الواضح أنها جملة ميتافيزيقية حول العلم وليست جملة علمية.
فقوله أن الفلسفة ماتت، جملة متناقضة في ذاتها، وهذا مثال بسيط على عدم التوافق المنطقي.
وموقف هوكنج من الفلسفة يعارض تماماً ما قاله ألبيرت آينشتاين في رسالته التي يدعم فيها تعليم تاريخ وفلسفة العلم للفيزيائيين، فيقول:
" أنا أتفق معك تماماً حول القيمة والأهمية العلمية للمنهجية، وأيضاً تاريخ وفلسفة العلم، فالعديد من الناس اليوم والعلماء أيضاً يظهرون لي أنهم يرون آلاف الأشجار ولكنهم لا يرون غابة.
فمعرفة الخلفية التاريخية والفلسفية تعطي نوعا من الإستقلالية من الأحكام المسبقة والتي يعاني منها معظم العلماء.
هذه الإستقلالية تتحصل عليها من البصيرة الفلسفية، وفي نظري هذه هي العلامة الفارقة بين مجرد الحرفي، والأخصائي، والباحث الصادق عن الحقيقة".

يتبع باقي ( الرؤية غير المكتملة للفلسفة ) من الفصل الأول ...

محمود المغيربي
04-21-2014, 01:04 AM
الترجمة

وأكثر من ذلك، فإن جُملة هوكنج " أن العلماء صاروا حُمّال مشعل الإكتشاف "، يُشَم منها رائحة العلموية - الرؤية التي تقرر أن العلم هو السبيل الوحيد للحقيقة.
فهذه الرؤية معْلم من معالم ذلك الحراك في الفكر العلماني والذي يسمى بـ " الإلحاد الجديد "، على الرغم من أنه جديد فقط في أفكاره الإستفزازية "العدوانية"، أكثر من محتواه العقلي.
لأي عالِم، ليس من الحكمة وخاصة في بداية كتاب صُمم ليكون مقنعاً أن تَستخف بالفلسفة بإحدى يديك، وأن تتبنى أفكارا فلسفية متناقضة في ذاتها باليد الأخرى.
يقول "سير بيتر ميداوار" قديماً والحائز على جائزة نوبل مبيّناً هذا الخطر في كتابة الممتاز " نصيحة لعالم صغير "، والذي من المفترض أن تكون قرائته إلزامية لكل العلماء، يقول فيه:" لا توجد طريقة أسرع من أن يجلب العالِم لنفسه ولتخصصه السمعة السيئة، بأن يدّعي - تحديدا عندما لا يوجد داعي للإدّعاء - أن العلم يعلم، أو قريباً سيعلم، كل الأسئلة المهمة التي تُسأل، وأما تلك الأسئلة التي ليست لها إجابات علمية، هي بطريقة أو بأخرى ليست أسئلة " أسئلة زائفة "، يسألها فقط الغبي، ويجيب عليها العالِم الغِرّ"


يتبع ...

محمود المغيربي
04-22-2014, 09:55 PM
الترجمة

ويستمر "ميداوار" ليقول:" لقد أصبحت محدودية العلم واضحة وذلك بعدم مقدرته على إجابة الأسئلة البدائية البسيطة والتي لها علاقة بأول وآخر شيء - كمثل: كيف بدأ كل شيء؟، لماذا نحن هنا؟، ما هو الهدف من الحياة؟".
ويضيف من أنه لابد من الرجوع إلى الأدب التخيّلي والدين للإجابة على مثل هذه الأسئلة.
ويرى فرانسيس كولينز أيضاً أن العلم له حدود، فيقول:" يقف العلم ساكناً أمام أسئلة مثل: لماذا أتى الكون للوجود؟، ما معنى وجود الإنسان؟، ماذا يحدث بعد أن نموت؟".
من المعروف أن "ميداوار" و "كولينز" علماء مرموقين، لذا من الواضح أنه لا يوجد تناقض بين أن تكون عالماً في أعلى المستويات وفي نفس الوقت تعترف أن العلم لا يستطيع الإجابة عن كل الأسئلة، مثل بعض أعمق الأسئلة التي من الممكن أن يسألها الإنسان.
وكمثال، فمن المشهور أنه من غير الممكن إيجاد أساس علمي للأخلاق.
وقد رأى آينشتاين هذا بوضوح.
ففي نقاش عن العلم والدين ببرلين عام 1930, قال "أن إحساسنا بالجمال وغريزتنا الدينية تساهمان ليصلا بنا أعلى مستوى في التفكر والإستنتاج، نعم أنت محق حول الأساس الأخلاقي للعلم، لكن لا تستطيع أن تلتفت لتتحدث عن الأساس العلمي للأخلاق".
ويستمر آينشتاين ليُبيّن بأنه لا يمكن للعلم أن يضع أساسا للأخلاق، فيقول:" كل محاولة لوضع الأخلاق على أساس علمي ستبوء بالفشل".

يتبع ....

محمود المغيربي
04-24-2014, 08:11 PM
أتمنى من المشرف التعديل من "نظريا" إلى "تجريبياً" في المشاركة رقم 13 بالسطر السابع.

الترجمة

ويشارك ريتشارد فيمان الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل آينشتاين في هذه الرؤية ، فيقول:" وحتى أعظم القوى والقدرات تبدوا أنها لا تحمل أي تعليمات بكيفية استخدامها، وكمثال، فإن المعلومات المتراكمة في كيف يتصرف الكون يقنع الواحد أن هذا التصرف فقط عبارة عن نوع من اللامعنى، فالعلم لا يعلم مباشرة الشر والخير".
وفي مكان آخر يقول:" القيم الأخلاقية تقع خارج مجال العلم".
ويبدو أن هوكنج لازال يرفض هذا، ويعطي للعلم دوراً وراء قدرته.
وليس هذا فقط فبعد الإستخفاف بالفلسفة، يستمر في استعمالها بكتابه.
لدرجة أنه عندما يفسر ويطبق العلم على الأسئلة النهائية كوجود الإله، فهو يتكلم ميتافيزيقياً.
ولأكون واضحا فأنا لا أخطئه على فعله هذا، فأنا أتكلم ميتافيزيقياً في مواضع كثيرة من هذا الكتاب، فنقطتي هي أنه من الظاهر لا يدرك ذلك.
دعنا ننظر عن قرب إلى قائمتَيْ هوكنج من الأسئلة، وإليكم القائمة الأولى:
- كيف نفهم الكون الذي وجدنا به أنفسنا؟
- كيف يتصرف الكون؟
- ماهي طبيعة الواقع؟
- من أين أتى كل هذا؟
- هل احتاج الكون إلى خالق؟
فثاني هذه الأسئلة يعتبر سؤال علمي، سؤال بـ كيف، إذ لا يثير الغائية.
أما السؤال الأول والثلاثة في الآخر فهي أسئلة فلسفية أساسية.
وأما قائمة هوكنج الثانية والتي توجد في نهاية فصله الأول، فهي:
- لماذا يوجد شيء على لاشيء؟
- لماذا نحن موجودون؟
- لماذا هذا الترتيب والإنضباطية في القوانين وليس شيء آخر؟
وهذه أيضاً أسئلة فلسفية معروفة.
نعم العلم هو أحد الأصوات التي ستحاول الإجابة على هذه الأسئلة، ولكنه ليس الوحيد وليس بالضرورة أن يكون أهمها.
قد تكون الفلسفة قد ماتت تبعاً لهوكنج، لكن يبدو أنه يؤمن بإعادة البعث! فيسمي أسئلته الثلاثة هاته بـ " الأسئلة النهائية للحياة والكون وكل شيء"، ثم يقول هوكنج:" سنعمل على الإجابة عليها في هذا الكتاب".

انتهت "الرؤية غير المكتملة للفلسفة"

يتبع "الرؤية غير المكتملة للإله" ..

فارس حسن
04-25-2014, 09:59 PM
بارك الله فيكم استاذ المغيربي وجعلها الله في ميزان حسناتكم ووفقكم لكمال المشروع الجبار انتم ومن يعمل معكم خدمتا للاسلام والمسلمين استاذنا العزيز ممكن ترجمة كتاب (theBlasting foundations of atheism Volume 1- Second Edition ) فاننا بحاجه اليه وشكرا لجهودكم المبذوله

محمود المغيربي
05-01-2014, 09:42 PM
أتمنى من الأخ المشرف التغيير من "نظريا" إلى "تجريبياً" في المشاركة رقم 13 بالسطر السابع.

الأخ فارس حسن: بارك الله فيكم أخي، من يقوم بالترجمة هو الأخ أبو البراء، فهو يقوم بترجمته لوحده لأنه ليس بذلك الطول، وأما كتاب الشيخ الفاضل أبو الفداء فيحتاج إلى أكثر من شخص حتى يتم ترجمته لأنه سيأخذ وقتا، ولا أظن الأخ أبو البراء يجد وقتا لذلك، وإذا وجد سيكون من ضمن القائمة بإذن الله.

الترجمة

الرؤية غير المكتملة للإله:

إن إبحارك عبر أحد الخطوط الحمراء سينتج عنه الإبحار عن خطوط حمراء أخرى، وهذا ما حدث بالضبط.
فرؤية هوكنج غير المكتملة للفلسفة نتج عنها رؤية غير مكتملة للإله، فيكتب:" الجهل بالظواهر الطبيعية قاد الناس قديماً إلى اختراع الآلهه ليضعوها على كل منحىً في حياة الإنسان".
ثم قال بعدها أن هذا صار يتغير بواسطة المفكرين اليونانيين القدماء كـ "طاليس" منذ 2,600 سنة:"الفكرة هي أن الطبيعة تتبع مباديء متوافقة والتي من الممكن فكّها، وبالتالي بدء عملية طويلة من تغيير التصور القائم على فكرة الآلهه إلى التصور القائم على أن الكون محكوم بقوانين الطبيعة، وصنع بخطة سنتعلم قراءتها يوما ما".
والإنطباع الذي تأخذه منه هو أن مفهوم الإله أو الآلهه عبارة عن عنصر نائب لجهل الإنسان بالأشياء " إله الفجوات "، والذي سيتم إزاحته كلما تم تعبئة هذه الفجوات في معرفتنا بـالتفاسير العلمية ومن ثم سيختفي أخيرا كما اختفت بسمة قط التشيساير في "أليس في بلاد العجائب"، في الماضي كان هناك العديد من الفجوات في العلم والتي كانت تُشغل بالإله، ولكن هوكنج يدعي اليوم أن العلم لم يدع غرفة للإله حيث أنه أزاله من آخر مكان يمكن أن يوجد فيه - لحظة الخلق. فآخر جزء من الأخذ والرد العلمي دُخل إليه وتركتنا في كون مغلق.
في الحقيقة هو على بعد خطوة من جعل الإلحاد ضرورة لازمة للعلم.
قبل كل شيء دعنا ننظر إلى الحقيقة التي يتكلم عنها هوكنج.
يقول هوكنج:"إذا افترضنا أنه عندما تُرعِد أن هذا زئير الإله - كما كان يقول بعض القدماء - فلن نجرؤ على بحث الميكانيكية وراء ذلك الصوت، فقط بافتراض أن لا آلهه وراء ذلك، عندها سنبحث بحرية عن ميكانيكية الطبيعة - علميا".

يتبع باقي الرؤية غير المكتملة للإله ....

محمود المغيربي
05-04-2014, 08:01 PM
أتمنى من الأخ المشرف التغيير من "نظريا" إلى "تجريبياً" في المشاركة رقم 13 بالسطر السابع.

محمود المغيربي
05-12-2014, 09:41 PM
أتمنى من الأخ المشرف التغيير من "نظريا" إلى "تجريبياً" في المشاركة رقم 13 بالسطر السابع.


الترجمة

فحتى نستطيع دراسة الطبيعة بُحرية علينا أن نزيل التأليه من على قوى الطبيعة.
وهذه الخطوة الثورية في التفكير أُخذت كما يقول هوكنج بواسطة الفلاسفة الطبيعيين اليونانيين الأوائل، كمثل: طاليس، و أناكسيماندر، و أناكسيمينس من ميليتوس منذ 2,500 سنة.
إذ لم يكونوا راضين بالتفسيرات الأسطورية كالتي كتبت بواسطة هوميروس، وهسيود بحوالي 700 سنة قبل الميلاد.
فقد كانوا يبحثون عن تفاسير تكون في بوتقة العمليات الطبيعية وقد أحرزوا بعض النجاحات العلمية.
فطاليس توصل بواسطة حساب السنة 365 يوم إلى التنبؤ بكسوف الشمس سنة 585 قبل الميلاد، وبواسطة الطرق الجيوميترية توصل إلى حساب طول الأهرامات عن طريق ظلها، وإلى تقدير حجم الأرض والقمر.
واخترع أناكسيماندر الساعة الشمسية والساعة المقاومة للعوامل الجوية، وأول خرائط للعالم وللنجوم.
وأما ميليتوس فقد كان من "العلماء" الأوائل، على الرغم من أن كلمة "عالم" تم استحداثها أولاً في القرن التاسع عشر بواسطة (ويليام ويهيل).
والأكثر إهتماماً في قضيتنا هو كزينوفانيس ( 478-570 قبل الميلاد) بـ كولفون " قرب إزمير بتركيا اليوم "، على الرغم من اشتهاره في محاولاته لفهم الحفريات للمخلوقات البحرية التي وجدت بمالطا، فقد اشتهر عنه أيضاً تشجيبه اللاذع للتفسيرات الأسطورية للعالَم.
حيث أثار قائلا: أن بعض الصفات التي توصف بها الآله والتي تعتبر مجلبة للعار بين بني الإنسان: فتوصف الآلهه بالمخادعة، والسارقة، والممارسة للفحش.
فبالنسبة لكزينوفانيس فهو معقول، لأنه كان يرى أن هذه الألهه عبارة عن صور صنعت بواسطة من كان يؤمن بها من الناس: فللأثيوبيين آلهة سوداء بأنوف مفلطحة، والتراقيون جعلوا لهم شعرا أحمر وأعين زرقاء، ثم أضاف متهكماً:" لو أن للبقر والأحصنة والأسود أيادٍ وكان بمقدورها الرسم ، لرسمت الأحصنة آلهة تشبه الأحصنة، والبقر كذلك، لجعلوا لها أشكالا تشبههم"، لذا فإن كزينوفانيس يرى أن تلك الآلهة ليست إلا خيال أطفال رسمت بمخيلة طفولية بواسطة من رسموها.

يتبع ..

مشرف 7
05-13-2014, 02:19 PM
تم التعديل

محمود المغيربي
05-13-2014, 07:07 PM
بارك الله فيكم

mouhalab
05-14-2014, 09:10 PM
بارك الله فيكم أستاذ محمود .

محمود المغيربي
05-19-2014, 07:48 PM
وفيكم بارك الله أخي

الترجمة

وأكثر من ذلك، فالفيلسوف والذري اليوناني المؤثر، إبيقور ( ولد بـ 341 قبل الميلاد بعد موت أفلاطون بقليل ) والذي سميت الفلسفة الإبيقورية باسمه، تمنَّى أن يزيل الأساطير من التفاسير ليحسِّن الفهم، فيقول:" أن البرق يمكن أن يحدث بطرق مختلفة، فقط اجعل الأساطير خارجه، ويمكن جعل الأساطير خارجه إذا ما تتبع الشخص المظاهر بدقة ومن ثم يستعملها كعلامات لما هو غير مُلاحظ".
فتشجيب الآلهة، والتصميم على تحليل العمليات الطبيعة والتي لا يزال يُعتقد أنها من فِعلها، سيقود لا محالة إلى النزول بالتفاسير الأسطورية للكون، وتمهيد الطريق للتقدم العلمي.
فلم يكن كزينوفانيس أول المفكرين القدماء، الذين انتقدوا الرؤية الشركية للكون.
وما يهمنا هو أنه لم يكن أول من فعل ذلك.
فالقائد العبري موسى "عليه السلام"، من المحتمل أنه لم يكن معروفا لديه، ( لا توجد معلومات كافية حيال هذا )، وبقرون عديدة قبله حذر من عبادة "آلهة أخرى، من الركوع إليها أو إلى الشمس أو القمر أو النجوم في السماء".
وبعده النبي إرميا ندد في سنة 600 قبل الميلاد بسخافة تأليه الطبيعة وعبادة الشمس والقمر والنجوم.

والآن وبعد أن رأينا ذلك، نجد أننا قد وصلنا إلى مغالطة مهمة يبدو أنها لم تلفت انتباه هوكنج، وهي اعتقاد أنه بإنهائك للآلهة، يلزم منه أو هو نفسه إنهاء الإله، بل بالعكس من ذلك، فــموسى والأنبياء العبريين كانوا يرون أنه من السخافة أن تسجد لأجزاء من الكون كالشمس والقمر والنجوم وجعلها آلهة، ولكنهم في نفس الوقت يعتبرون من السخافة أن لا تؤمن وتسجد للإله الخالق الذي خلقهم والكون.
ولم يكونوا يقدمون فكرة روائية راديكالية.
فلم يكونوا محتاجين لنفي الألوهية عن الكون، لسبب بسيط وهو أنهم لم يكونوا يؤمنون بهذا النوع من الآلهة.
وما أنقذهم من هذه الخرافة هو إيمانهم بإله واحد حق، والذي خلق السماء والأرض.
فما كان يدعوا إليه موسى والأنبياء هو ونبذ الآلهة والرجوع إلى ثقافة التوحيد.

يتبع ..

محمود المغيربي
05-26-2014, 10:31 PM
الترجمة

لم تكن تلك الرؤية الوثنية والشركية للكون والتي وصفت بواسطة هوميروس وهسيود ما كان عليه الجنس البشري من قبل.
على الرغم من أن هذه التصور أخذ من كتب العلم والفلسفة ( ويشمل كذلك كتاب التصميم العظيم )، والذي يبدأ باليونانيين القدامى ومن ثم يؤكد مباشرة على ضرورة نزع التأليه من على الكون، فلا يزال هنالك فشل بشكل ملفت في تبيان أن العبريين قد اعترضوا بشدة على التفسيرات الوثنية للكون قبل اليونانيين بوقت طويل.
وهذا يخفي حقيقة أن الشرك قد نشأ نتيجة الإنحراف عن الإيمان بالإله الواحد الخالق.
وهذا الإنحراف أحتيج إلى تصحيحه، والتصحيح يكون عن طريق الإيمان بالخالق وليس بالتخلص منه، وهذا ينطبق تماماً علينا اليوم.
وحتى نتفادى الإلتباس والتشويش، علينا أن نكتشف أعماق الخليج الذي يفرق بين نظرة اليونانيين ونظرة العبريين للكون، لنرى مدى البعد بينهما.
يقول "ويرنر جيقر" معلقاً على قصيدة هسيود المسماة بـ "ثيوغونيا"("تكوين الآلهة"):
" إذا ما قارنا فرضية الإله "إروز" عند الإغريق وإله الخلق "لوغوس" عند العبريين، سوف نلاحظ اختلاف كبير بين نظرة كلا الشعبين.
فالإله "لوغوس"، عند العبريين عبارة عن تجوهر لصفة عقلية أو قوة الإله الخالق، وهو خارج العالم ومن خَلَق العالم بنفسه.
وأما نظرة اليونانيين للآلهة كانت عبارة آلهة موجودة داخل العالم نزلت من السماء والأرض وتم خلقها بواسطة القوة العظمى للإله "إيروز"، والذي هو بدوره ينتمى للعالم وكلهم يولّّدون قوة الطبيعية.
لهذا تم جعلهم وإلصاقهم بما يجب أن نسميه قانون الطبيعة ..
فعندما تراجع فكر هسيود أخيرا للتفكير الحقيقي للفلسفة، وهو أن الإله بُحث عنه داخل العالم ليس خارجه، كما في اللاهوت اليهودي والنصراني والذي اكتُسب بدوره وتنامى من سفر التكوين".

يتبع ..

محمود المغيربي
06-20-2014, 09:59 PM
الترجمة

إذا هذه تعتبر حقيقة صارخة، فبالرغم من وجود كزينوفانيس في بيئة شركية، لم يجعله ذلك يخطئ بإدخال الإله الحق مع الآلهة أي الأصل مع الفرع، فقد آمن بإله واحد يدبر العالم، وقد كتب:" هناك إله واحد لا يشبه الإنسان لا في الشكل ولا في الأفكار بعيد وقادر، يدبر كل هذا".
بكل تأكيد لا يتوقع هوكنج منا السقوط في الخدعة التي تقوم على نقض الدين بنقض المفاهيم البدائية للإله أو للآلهة.
وذلك يقوده لا محالة إلى الرؤية غير المكتملة للإله ، كإله الفجوات والذي يتم إبدال مكانه بالعلم كلما تقدم العلم .
وتلك على كل حال رؤية غير موجودة في الأديان التوحيدية الكبرى والتي فيها أن الإله هو من كتب كل المشهد ودبره وليس إله الفجوات .
وليس هو بإله الربوبيين الذي خلق كل شيء ثم تركه يدبر نفسه بنفسه ولم يعد يتدخل فيه.
بل هو الذي خلق الكون ولم يزل يدبره والذي لولاه لما كان هناك شيء للفيزيائيين من أمثال ستيفين هوكنج وليونارد ملوديناو لكي يدرسوه .
وتحديدا فالإله خلق كل الذي فهمناه في الكون وكل الذي لم نفهمه.
وبالطبع ما نعلمه من الكون هو الذي يدلل على وجود الإله وفعله.
فكما أن إعجابي يزداد بزيادة معرفة العبقرية وراء الأعمال الهندسية والأعمال الفنية، فكذلك عبادتي للخالق تزداد كلما ازداتت معرفتي بالكون الذي خلقه .

انتهى الفصل الأول،
يتبع الفصل الثاني، الإله أم قوانين الفيزياء ..

مشرف 7
06-22-2014, 01:07 AM
ترجمة موفقة جدا واحترافية أدبية علمية للفصل الأول.
وفقكم الباري وأعانكم على باقيه الذي ننتظره بشوق

يحب الهدى
06-24-2014, 09:51 PM
أظن أن الفصل الثاني، "الإله أم قوانين الفيزياء" فصل مهم
أرجو ترجمته ليستفيد الجميع

محمود المغيربي
06-26-2014, 11:04 PM
نشكر الأخ المشرف ونسأل الله التوفيق،
الأخ يحب الهدى يبدو أن أبو البراء مشغول بعض الشيء وسأحاول إخطاره ..

الترجمة

الفصل الثاني : الإله أم القوانين الطبيعية "الفيزيائية؟!

- مشكلة المنطق: كونٌ خالقٌ لنفسه؟
أحد أهم الاستنتاجات لكتاب التصميم العظيم أنّ:" الكون يخلق وسيخلق نفسه من لاشيء، بسبب وجود قانون الجاذبية"،
أولا، تعليق عام على هذا التعبير في معتقدات هوكنج.
فتبعا إليه فإن الفلسفة قد ماتت كما رأينا. وكما نعلم فإن أهم مهام الفلسفة هي تمرين الناس على فن التعريف، التحليل المنطقي، والحجة.
فهل يخبرنا هوكنج أن هذا مات أيضاً؟ بالطبع لا. ومع ذلك فإنه على ما يبدو أن بعض حججه من الممكن أن تنتفع ببعض النظر إليها من ناحية توضيح التعريف والتحليل المنطقي.
ولنبدأ بجملته التي اقتبسناها.
أول سؤال يسأل هو: ماذا يقصد هوكنج بـ "لاشيء" عندما استعملها في " الكون يخلق وسيخلق نفسه من لاشي"؟.
لاحظ أن الفرضية التي افترضها هوكنج هي:"بسبب وجود قانون الجاذبية"، إذا هوكنج يفترض أن قانون الجاذبية موجود.
واحد يفترض أيضاً أنه يؤمن أن الجاذبية نفسها موجودة للسبب البسيط، أن قانون الرياضيات التجريبية نفسه سيكون بلا معنى إذا لم هناك شيء لوصفه - وهي نقطة يجب أن نرجع إليها.
القضية الأولى الآن هي أن الجاذبية أو قانون الجاذبية ليس بـ "لاشيء"، هذا إذا كان يستعمل هذه الكلمة في معناها الفلسفي الصحيح والتي تعني "غير موجود". فإذا كان لا يستعملها في معناها الصحيح، عليه إخبارنا.


يتبع ...

محمود المغيربي
06-28-2014, 12:14 AM
الترجمة

ففي مقدمة هذا، يؤكد هوكنج على أن الكون خلق من لا شي ومن شيء في نفس الوقت - بداية غير موفقة.
وبالطبع يجب علينا أن نضيف أن الفيزيائيين عندما يتكلمون عن الـ لاشيء فهُم على الغالب يقصدون الفراغ الكمي، والذي هو بكل وضوح ليس بـ لاشيء.
في الحقيقة، هوكنج يشير بكل تأكيد إلى هذا عندما كتب:" نحن نتاج التقلبات الكمية للحالة الأولى للكون".
ثم مؤخراً في الكتاب يجعل الطاقة الكلية *للمكان الفارغ تساوي صفرا عندما يطرح القيمة الحقيقية، ومن ثم يبدو أن يستمر في افتراض أن الطاقة في الحقيقة تساوي صفر عندما يسأل:" إذا كانت طاقة الكون يجب أن تبقى دائماً تساوي صفرا، ولإنتاج جسم سنتكلف طاقة، كيف لكل الكون أن يكون جاء من لاشيء؟!".
وهذا يبدو أنه تحرك مشكوك فيه، على الأقل بالنسبة لي.
هل يمكن أن يكون ذلك "جلبة حول لا شيء" فقط؟.
والحالة لا تتحسن عندما نذهب إلى منطق الجزء الثاني من جملة هوكنج:"الكون يخلق وسيخلق نفسه من لاشي".
هذا التأكيد تناقض ذاتي، فإذا قلنا أن " أ يخلق ب" فنحن نفترض مقدما أن "أ" موجودة قبلا لكي تقوم بإيجاد "ب".
وهذا ما نفهمه معنى من قولنا أن " أ يخلق ب".
ولذا إذا قلنا أن " أ يخلق أ" نحن نلتزم بوجود "أ" مقدما لكي تتمكن من إيجاد "أ" .
وهذا تناقض ذاتي وبالتالي منطقيا غير متماسكة، حتى لو جعلنا "أ" مساوية للكون! فنحن نفرض مقدما وجود الكون ليقوم بإيجاد نفسه، وهذا يبدو وكأنه خارج من "أليس في بلاد العجائب"، وليس العلم.


يتبع ..

محمود المغيربي
09-05-2014, 11:30 PM
يرفع
سيتم استئناف الترجمة إن شاء الله في الأيام القادمة، رب يوفقك الأخ أبو البراء

مراقب 2
09-11-2014, 10:30 PM
في الانتظار بكامل الشغف يا أخي الفاضل .

عبد الله الصيدلي
09-24-2014, 10:37 AM
ترجم الدكتور خالد الشايع الأفكار الرئيسية للكتاب

الإله وستيفن هوكنق .. لمن التصميم إذاً ؟

http://tafkeeer.com/play-1153.html

عرض الأفكار الرئيسية للكتاب كما جاءت بأسلوب المؤلف مع تعديل يسير و هذه الترجمة لاتغني عن الكتاب.
إن كان هناك من ملاحظات أو استدراك أو سؤال فعلى حساب @khalidashaya
كتبه/خالد الشايع
-----------------------
أنصح بمتابعة الترجمة بعد النظر في الملف الذي نشره د. خالد
بالتوفيق

محمود المغيربي
10-18-2014, 08:12 PM
بسم الله

أتأسف جداً على التأخر في الترجمة، بسبب الأحداث الجارية في بلدي العزيز - ليبيا - بسبب دعم حكام كل من: السعودية، الإمارات، ومصر، لأحد طرَفَيْ النزاع في بلدي الحبيب ليبيا، إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراق أحبتنا لمحزونون، ونسأل الله أن يوقفهم للخصومة يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه وكل من دافع عنهم. ..
- بارك الله فيك أخي عبد الله الصيدلي على مشاركة الرابط ، والترجمة تظل مهمة أيضاً ، جزاك الله خيرا .

محمود المغيربي
10-18-2014, 08:17 PM
الترجمة :

قلّما تجد شخصاً يقع في تناقضين على مستويين مُختلفين في جملة واحدة، ولكن يبدو أن هوكنج قد وقع في هذا، فقد قال أن الكون جاء من لا شيء والذي تبيّن لاحقا أنه شيء (التناقض الذاتي الأول)، ثم قال أن الكون يخلق نفسه بنفسه (التناقض الذاتي الثاني). ولكن هذا ليس كل شيء. فتصوره الذي يقول أن قانون الجاذبية يفسر وجود الكون هو تناقض ذاتي، ذالك لأن القانون الطبيعي وكما هو معروف يعتمد في وجوده على وجود مسبق للطبيعة نفسها كمضمون لوصفه. (---)
إذاً، فالنتيجة الرئيسية للكتاب لم تكن متناقضة ذاتياً فحسب وهي بحد ذاتها مصيبة، بل كانت ثلاثة التناقض.
وهذا من الممكن أن يحث الفلاسفة على التعليق بـ :" إذاً، هذا ما يحصل عندما تقول أن الفلسفة قد ماتت!".
وفي الأعلى فإن هوكنج يكرر ما قاله زميله الكيميائي بجامعة أوكسفورد "بيتر آتكينز" ( ملحد معروف هو الآخر)، والذي يؤمن بـ :" أن الفضاء-الزمني يولّد غُباره الكوني في عملية التجمع-الذاتي " ويطلق آتكينز على هذه العملية بمبدأ "لبس الحذاء الكوني"، وهو يشير إلى الفكرة المتناقضة في ذاتها للشخص الذي يحمل نفسه لوضع رباط حذائه.
لكن زميله الفيلسوف الديني "كيث وارد" كان محقا بكل تأكيد عندما قال أن رؤية آتكينز للكون متناقضة ذاتيا بشكل سافر كالإسم الذي أطلقها عليه، لافتا الإنتباه إلى :"أنه من غير المنطقي أن يعمل السبب على الإتيان بتأثير من غير أن يكون موجودا من قبل"، ثم يستنتج وارد:" أنه لا توجد منافسة بين فرضية الإله وفرضية ارتداء الحذاء الكوني، لأننا دائماً على صواب عندما نعتقد أن الشخص ، أو الكون الذي يعمل على رفع نفسه للأعلى بارتداءه لحذاء نفسه سيبوء بالفشل دوماً".

يتبع ..

محمود المغيربي
02-04-2015, 08:08 AM
الترجمة


كل هذا يقود إلى أن الهراء يبقى هراءً ، حتى لو صدر من مشاهير العلماء .
والذي أخفى وغطى عدم منطقيةَ مثل هذه الجُمل والتصريحات هو حقيقةُ أنها قيلت من قِبَلِ علماء، وعامة الناس بشكل غير مفاجيء يفترضون أنها جمل وتصريحات علمية ويضعون السلطة العلمية عليها .
وهنا تكمن أهمية بيانِ أنها جملٌ غير علمية ، ويجدر هنا ذكر أنه يجب أن يتعرض كل تصريح سواء كان من قِبَلِ عالم أو غيره للتحليل المنطقي.
إن هيبة العظيم وسلطته لا تعوّض المنطق الخاطيء .
والذي يدعو للقلق أن هذه النظرة اللامنطقية للكون ليست نقطة جانبية في كتاب "التصميم العظيم"، ولكن يبدو أنها حجة محورية ، وإذا كانت الحجة المحورية باطلة ، فلن يكون هنالك الكثير لقوله بعدها.
ومن ناحية أخرى ، فإن قوانين الطبيعة ( خاصة قانون الجاذبية ) يلعب دوراً بارزا في برهان هوكنج ، لذا سيكون من المهم التعليق على ما يبدو أنه فهم خاطيء جداً بالنسبة لطبيعةِ ومقدرة مثل هذه القوانين .

يتبع ( طبيعة قوانين الطبيعة ) ...

محمود المغيربي
02-05-2015, 07:41 PM
الترجمة

#طبيعة قوانين الطبيعة

أشار هوكنج إلى أنه لا يوجد فرق واضح في الفكر الإغريقي بين قوانين الطبيعة وقوانين الإنسان ، ثم يضرب المثال الكلاسيكي لـ ( هرقليطس Heraclitus ) والذي عاش بين 475 - 535 قبل الميلاد، والذي كان يعتقد أن حركة الشمس في السماء تحدث بسبب خوف الشمس من أن يتم القبض عليها وإنزالها بواسطة آلهة العدل المنتقمة.
تلك الفكرة التي ترى أن الجمادات لها عقول، والتي ناصرها أرسطو، وسيطرت على الفكر الغربي لأكثر من 2000 عام .
ويذكّرنا هوكنج أن من قام بصياغة قوانين الطبيعة بالطريقة الحديثة هو "ديكارت Descartes " (1596-1650) ،
وهذا تعريف هوكنج لقانون الطبيعة :" يقول معظم العلماء اليوم أن القانون الطبيعي عبارة عن قاعدة مبنية على تكرار ملاحظ ، يزودنا بتنبؤات قادمة أبعد من الحالة الحالية التي بنيت عليها القاعدة".
ومن القوانين المألوفة لمثل هذا القانون ، هو :" الشمس تشرق من المشرق"، وقد بني هذا القانون على تكرار ملاحظ، والذي تنبّأ بأن الشمس ستشرق من المشرق غداً .
وفي المقابل قولك أن " البجع أبيض اللون "، ليس قانون طبيعي، لأنه ليس كل البجع أبيض اللون ، فقد يكون البجع الآخر الذي سنراه أسود اللون .
وبالطبع قولنا "أن الشمس تشرق من الشرق"، قانون يعتمد على عدد من الافتراضات التي لم يتم ذكرها كما يقول "ديفيد هيوم" الفيلسوف التنويري السكوتلندي، أن حقيقة ملاحظتنا للشمس تشرق آلاف المرات من المشرق في الماضي لا يبرهن على أن الشمس ستشرق غداً من جديد، علينا أن نضيف شيئا مثل :" كل الأحدث متساوية "، "وأن لا تنفجر الشمس"، .. إلخ .
في الحقيقة ، قد ظهر بشكل واضح أن مفهوم قوانين الطيبعة قد يكون أي شيء إلا أن يكون سهلا .
لكن هل يجب أن يكون القانون الطبيعي واحد بشكل كوني ، ومن غير استثناءات حتى يتم قبوله كقانون؟!.
تفكّر مثلا في قوانين نيوتن الشهيرة للحركة ، إنها دقيقة للحد الذي سهّل من الحسابات اللازمة لقياس التأثيرات للهبوط على القمر .
لكنها لا تتماشى مع السرعات التي تقارب سرعة الضوء ، حيث يُحتاج إلى نسبية آينشتاين لقياس الحسابات اللازمة في تلك السرعات.
وبكلمات أخرى، إنه من غير الكافي أن نَنُصّ على قوانين نيوتن لوحدها.
نحتاج إلى أكثر من ذلك لتخصيص مجموعة من الأحداث تحت مكانها الصحيح .

يتبع ( أصل قوانين الطبيعة ) ..

محمود المغيربي
02-08-2015, 07:54 PM
الترجمة

# أصل قوانين الطبيعة

لدى هوكنج ثلاثة أسئلة ليسألها حول قوانين الطبيعة:
🔵 ماهو أصل هذه القوانين ؟!
🔵 هل يوجد استثناءات لهذه القوانين، على سبيل المثال : المعجزات؟!
🔵 هل يوجد مجموعة واحدة من القوانين المحتملة؟!
يقترح هوكنج أن الإجابة المتعارف عليها على السؤال الأول، قد تمّ صياغتها بواسطة قادة وروّاد العلم مثل؛ جاليليو، كيبلر، دي كارت، نيوتن، وهي أن القوانين هي عمل الإله.
ويضيف هوكنج:"على أية حال، هذا لا يعدو إلا أن يكون تعريف للإله كتجسيد لقوانين الطبيعة، إلا إذا منح أحدهم الإله صفات أخرى ، كأن يكون إله العهد القديم، إن توظيف الإله كإجابة للسؤال الأول ليس إلا استبدال لغموض بآخر".
ولكن ، الإله الذي آمن به كل من ؛ جاليليو، كيبلر، دي كارت، نيوتن ، لم يكن كتجسيد لقوانين الطبيعة، إنه كان ولا يزال خالق وحافظ الكون، إنه ذات وليس مجموعة من القوانين التجريدية .
هو في الحقيقة إله الكتاب المقدس ، ولذا فإن تصريح هوكنج يبدو بطريقة ما مغلوطا.
تكلمت فيما قبل عن قوانين نيوتن وليس قوانين الإله.
وسبب تسميتي لها بقوانين نيوتن بسيط، ذلك أن نيوتن هو من قام بصياغةِ تلك القوانين التي تحدد حركة الأجسام تحت ظروف معينة .
قوانين نيوتن تصف الإنتظام، والنسق، والتي من خلالها تتكيف الحركة في هذا الكون تحت ظروف معينة.
إنه الإله من قام بخلق الكون بهذا الإنتظام والنسق ليس نيوتن.
والإله أيضاً المسؤول النهائي عن القوة العقلية والبصيرة لدماغ نيوتن، والذي من خلاله تعرّف نيوتن على هذا النسق ، ومن ثم وضعَ له معادلات رياضية أنيقة، إذا فالقوانين بهذه الكيفية وهذا السياق هي قوانين نيوتن.
لذا فإنه يبدو من الحماقة أن تقول أن قوانين نيوتن بهذه الكيفية، ليست سوى تعريف لنيوتن كتجسيد لقوانين الطبيعة ، ولا تقل الحماقة عند قول نفس الكلام بالنسبة للإله،
بعض الناس يتمنون تعريف الإله بـ قوانين الطبيعة .
وهذا بالضبط ما يظهر لي عندما يعطي هوكنج لقوانين الطبيعة قدرة خَلقية .
إن الرؤية غير المكتملة للإله ليست هي الصورة التي آمن بها ؛ جاليليو، كيبلر، نيوتن ودي كارت.


يبتع ( الإله أم قوانين الطبيعة؟! ) ..

محمود المغيربي
02-11-2015, 04:50 PM
الترجمة

# الإله أم القوانين الفيزيائية ؟!

أن المفهوم الخاطيء لهوكنج حول الإله "إله الفجوات"، صار له الآن تبِعات خطيرة .
وهذه التبعات "مزيد من العلم يعني إله أقل" وهذه الطريقة في التفكير قادت هوكنج بشكل حتمي للوقوع في خطأ ( وهو نفس الخطأ الذي يقع فيه ريتشارد دوكنز وآخرين بشكل متكرر ) جعلنا نختار بين الإله والعلم؛ أو, كما في حالة هوكنج الإختيار بين الإله والقوانين الفيزيائية.
وفي أثناء كتابته حول الـ M-theory ( مرشحه الذي اختاره كآخر نظرية موحِّدة للفيزياء ), يكتب هوكنج:" إن نظرية كل شي M-theory تتنبأ أن العديد من الأكوان العِظام تكونت من لا شيء. إذ أن خَلقهم لم يحتج إلى تدخل قوة خارقة أو إله، بل إن تلك الأكوان المتعددة تكونت بشكل طبيعي عن طريق قوانين الفيزياء"،
إن القوة الخارقة أو الإله إنما هو عامل يقوم بفعل شيء ما، وفي حالة إله الكتاب المقدس ، فهو عامل شخصي .
وفي رفضٍ لمثل هذا العامل يعطي هوكنج قوة خَلقية لقوانين الفيزياء، ولكن قوانين الفيزياء ليست عاملا "لا تفعل شيئا".
فيقع هوكنج هنا في خطأ بدائي ، إذ يخلط بين نوعين مختلفين تماماً من الكيانات: قوانين الفيزياء والعوامل الشخصية .
والخيار الذي وضعه أمامنا هو خيار خاطيء بين كيانين مختلفين .
إذ خلَطَ هوكنج بين مستويين من التفاسير: العامل والقانون.
الإله تفسير للكون، ولكن ليس من نفس نوع التفسير الذي تعطيه قوانين الفيزياء.
فرضا، وحتى نجعل الأمور أوضح لنقم بتبديل الكون بمحرّك طيارة الجيت، ومن ثم طلب منا أحدهم بتقديم شرح للمحرك.
هل نعتمد في شرحنا على ذكر العامل الشخصي والذي قام باختراعها "السير فرانك ويتل"؟!، أم هل نتبع هوكنج ونرفض العامل الشخصي ونقوم بشرح محرّك طائرة الجيت عن طريق القول أنه نتج بشكل طبيعي عن طريق قونين الفيزياء ؟!.

يبتع ..

فارس حسن
02-11-2015, 11:00 PM
وفقك الله اخي محمود ووفق الاخ ابو البراء على هذا المجهود العظيم

محمود المغيربي
03-07-2015, 01:29 PM
الله يبارك فيك يا أخي فارس، ممتنّ لكم ولـ لطفكم

محمود المغيربي
03-07-2015, 01:31 PM
الترجمة


إنه لمن الهراء أن تسأل الناس بأن يختاروا بين فرانك ويتل Frank Whittle والعلم كتفسير لمحرك الجيت، فلا يصح السؤال بـ أيّ منهما / أو، إنه من الواضح أننا نحتاج لكلا المستويين لإعطاء تفسير كامل ، وأيضاً من الواضح جداً أن التفسير العلمي لا يتعارض ولا يتنافس مع تفسير العامل فهما يتممان بعضهما البعض.
والشيء مثله يقع مع تفسير الكون: فالإله لا يتعارض ولا يتنافس مع قوانين الفيزياء كتفسير .
بل الإله في الحقيقة هو الأرضية في كل التفسير ، وذلك في سياق أنه السبب الاول لوجود الكون الذي تشتغل عليه قوانين الفيزياء.
ولذا فإن جعل الناس يختارون بين الإله والعلم يعتبر خطأ منطقياً، وأيضاً من غير الحكمة جعل الناس يختارون بين العلم والإله، لأن بعض الناس سيختارون الإله، وبالتالي قد يُتهم هوكنج بجعل الناس يبتعدون عن العلم!.
لم يقع السير إسحاق نيوتن الذي كان يجلس على نفس الكرسي اللوكسياني بجامعة كامبردج في خطأ هوكنج وهو الخلط بين كيانين مختلفين عندما اكتشف قانونه للجاذبية،
فلم يقل نيوتن:"الآن لدينا قانون الجاذبية، لم يعد لنا حاجة للإله"، الذي قام به نيوتن هو تأليف كتاب Principia Mathematica ، أشهر كتاب في تاريخ العلم، والذي يبيّن فيه أمله بإقناع الرجل العاقل للإيمان بالإله.
قوانين الفيزياء تشرح كيف يشتغل محرك الجيت، لكنها لا تشرح كيف جاء إلى الوجود في البداية، إذ أنه من الواضح جداً أن قوانين الفيزياء ليس بمقدورها خلق محرّك الجيت لوحدها، إذ أنّ تلك المهمة تحتاج لذكاء، خيال والإبداع العلمي لفرانك ويتل Frank Whittle .
وبالطبع، فحتى قوانين الفيزياء بالإضافة إلى فرانك ويتل لم يكونا كافيين لإنتاج محرك الجيت، إذ يجب أن يكون هنالك مواد يمكن لـ ويتل أن يستعملها، المادة قد تكون شيئا متواضعاً، لكن قوانين الفيزياء لا يمكنها أن تخلقها.

يتبع ..

فريد محمد
03-09-2015, 05:07 AM
السلام عليكم
ستيفن هوكينغ في احد اللقاءات انكر وجود الخالق وقال هو لا يؤمن بوجود الله

في لقاء اخر وعندما سؤل هل تؤمن بالخالق
قال : قد يكون الخالق موجود ولكن لا شئن له بالكون .

سبحان الله , الملحدون بقرارة انفسهم يؤمنون بوجود الله ولكنهم يعاندون لان البديل عن الالحاد هو الايمان بالخالق وهذا معناه تكاليف واوامر ونواهي لا يريدونها

محمود المغيربي
06-05-2015, 12:33 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ترجمة اليوم ترد على هذا الكلام بعون الله !! ^^

محمود المغيربي
06-05-2015, 12:36 PM
الترجمة

أرسطو منذ أكثر من ألف سنة مضت فكّر بطريقة عظيمة حيال هذه القضايا ، إذ تحدّث عن أربعة أسباب مختلفة يمكننا بعقلانية ترجمتها بشكل غير رسمي إلى "مستويات التفسير".
وبالتفكير في محرك الجيت فإن أول ما لدينا هو السبب المادي— المادة الخام التي من خلالها تم صناعة محرك الجيت. ثم السبب الشكلي أو الصوري— المفهوم، الخطة، النظرية وبرنامج العمل الذي تصوّره السير فرانك ويتل والذي عمل عليه. ثم بعدها لدينا السبب الذاتي الفعّال وهو السير فرانك ويتل نفسه الذي قام بالعمل. رابعاً لدينا السبب النهائي— الغرض الأساسي والذي من أجله تمّ تصوّر وصناعة محرك الجيت: لتقوية نوع معين من الطائرات لغرض زيادة السرعة أكثر مما كانت من ذي قبل .

ويمكننا استعمال مثال محرك الجيت لإيضاح إشكال آخر .
العلم, وتبعا للعديد من العلماء فإنه يركز بالضرورة على السبب المادي. إنه يسأل أسئلة "كيف": كيف يعمل محرك الجيت؟ ويسأل أيضاً أسئلة "لماذا" بخصوص الوظيفة: لماذا يوجد هذا الأنبوب هنا؟ ولكنه لا يسأل أسئلة "لماذا" بخصوص الغرض والغاية: لماذا تمّ صناعة محرك الجيت؟ والمهم هنا أن نعرف أن السير فرانك ويتل غير موجود في الحُسبان العلمي.
ويجدر هنا القول بأن لابالاس قال أن الحُسبان العلمي "لا يحتاج لفرضيات"*.
وبشكل واضح ومن جهة أخرى سيكون مدعاة للسخرية أن نستنتج من هذا أن فرانك ويتل لم يكن موجودا. فـ فرانك ويتل هو الإجابة عن سؤال: لماذا وجد محرك الجيت في البداية؟
ولا زال هذا بالضبط ما يفعله العديد من العلماء (وغيرهم) مع الإله. إنهم يعيّنون عن طريق هذه السلسلة من الأسئلة التي يسمح العلم بسؤالها بهذه الطريقة أن الإله مُستبعد منذ البداية ثم بعدها يدّعون أن وجود الإله غير ضروري، أو أنه غير موجود.
إنهم يفشلون من معرفة أن علمهم لا يجيب على أسئلة لماذا يوجد شيء بدلا من لاشيء، لسبب بسيط أن علمهم لا يجيب على هذا السؤال.
ويفشلون أيضاً في رؤية أن افتراضهم ورؤيتهم الإلحادية للعالم هي التي تستبعد الإله وليس العلم.


يتبع ...