المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيهما افضل العقل أم النقل؟؟



abou3esa
07-01-2006, 02:48 AM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أيهما افضل العقل أم النقل؟؟
ولكى اجاوب عن هذا السوال احتاج ان اذكر مباحث معينة:
1-فضل العقل:
قال ابن القيم فى فضل العقل:به عرف الله سبحانه وتعالى وأسماءه وصفات كماله ونعوت جلاله،وبه آمن المومنون بكتبه ورسله وبه عرفت آيات ربوبيته ووأدلة وحدانيته ......... وهو الذى تلمح العواقب فراقبها وعمل بمقتضى مصالحها وقاوم الهوى فرد جيشه مهزوما.. .انتهى كلامه (ولكنى اختصرت كلامه اختصارا شديدا)
وسئل الامام عبد الله بن المبارك : ما أفضل ما أعطى الرجل بعد الإسلام؟قال غزيرة عقل ، قيل فان لم يكن ؟قال :أدب حسن؟ قيل فإن لم يكن ؟ قال اخ صالح يستشره .. قيل :فإن لم يكن . قال:صمت طويل قيل :فان لم يكن ؟ قال :موت عاجل..
وذكر اقوال العلماء فى فضل العقل كثيرا جدا وهو شى معلوم لا يخفى على أحد...
2-كيف تعرف ان عقللك مستقيم؟؟
الجواب: انه حسب نوع المعرفة التى تشغل فكرى وتهتم بالكلام فيها.
فإن العاقل مثلا فى علم الهندسة من يتكلم بقواعد واصول علماء الهندسة.. وإن اراد وضع نظرية معينة فلابد ان يشرح وجهة نظره.. .وكذالك فى الطب ، فلو تخيلنا رجل خرج علينا وقال انا عالم فى الطب .ثم قال :إن القلب فى الشق اليمين لا اليسار.!!!!! سيقول الناس هذا مجنون... .اذا فى أى علم من العوم المادية يقاس عقلك حسب ابتكارك واختراعك او حسب فهمك الصحيح للنظريات الموضوعة..
والامر شبه قريب فى مجال العلم الشرعى الذى انا اقصده من كلامى هذا.
فالعاقل فى ميزان الشريعة هو الذى يفكر فى النص باصول وقواعد مستنبطة من القران والسنة .ولكن الامر يختلف بين العلوم المادية وعلوم الشريعة فى انه فى العلوم المادية من الممكن ان ياتى عالم لينقض نظرية عالم اخر... اما فى مجال الشريعة فان الشارع لا يجوز عليه الخطا ولا النسيان.. فالقران كلام الرحمن والحديث من كلام من عصمه الرحمن .
وليعلم كل واحد انه لا تعارض ابدا بين عقل صريح سليم مع نقل صحيح.
فلو تعارض عقلك مع نقل من الكتاب والسنة فاتهم عقلك ....واعلم ان من العلماء من فهمه بوجه صحيح فارجع اليه فسوف يحل لك ما استشكل عليك ويرفع عنك هذا التعارض وتتضح لك الامور.
اذا ايها الاخوة العقل والنقل لا يمكن ان يتعارضا ،فلذالك لا نحتاج الى تفضيل بينهما.والف ابن تيمة كتاب من ثمانية مجلدات واسماه "درء التعارض بين عقل صريح ونقل صحيح"
وهذا رد على من ينكرون كثير من السنة لانها لا توافق عقله مع انها فى اعلى درجة من الصحة ،والعيب فى عقله هو لا فى النص.
فلو تخيلنا رجل عرضت عليه مائة ، حديث ففهم منها تسعون ولم يفهم عشرة، فردها لانه لم يفهمها ،وعرضت هذه الاحاديث على رجل اخر ففهم سبعون ولم يفهم ثلاثون،، فردالثلاثون حديث لانه لم يفهمها ،،
وهكذا تضيع سنة النبى ويضيع جهود العلماء الذين افنوا اعمارهم لوضح اصول لقبول الاحاديث واختبار الرواة،، ويصبح الاصل فى قبول الاحاديث هو ما وافق عقلك فخذه وما لا يوافق فدعك منه!! حسبى الله ونعم الوكيل وانا لله وانا اليه راجعون.
ولو رجعوا الى شرح العلماء لوجدوا أن هذه الاحاديث توافق العقل المستقيم ،وهى لم تعارض عقولهم،،بل عارضت هواهم
وصدق الله اذ يقول" {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }القصص50
من لم يستجيب الى كلام الرسول فهو انما يتبع الهوى..

مجدي
07-01-2006, 10:51 AM
بارك الله فيك أخي . اذا رجعنا الى اصل الموضوع سنجد ترابط بين العقل والنقل :
فالعقل هو الطريق الى معرفة صحة النقل من خلال دراسة السند وتفحصه ثم دراسة المتن .
والعقل هو اساس الفهم الصحيح المستند على القواعد الصحيحة للفهم .
اما النقل فقبوله هو ناتج العمل العقلي . فاذا رددناه نقضنا عمل العقل .
اذا فثبوت النقل لا يجعله الا مؤيدا للعقل .
ولكن الخلط يحدث اذا اعتبر بعض الناس ان ما يعرفه هو العقل فيكون الخلل في الفهم !!

سبع البوادي
07-01-2006, 12:41 PM
جزاك الله خيرا على الطرح - موضوع شيق

abou3esa
07-01-2006, 08:05 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
شكرا اخى مجدى على هذا الكلم الطيبب ..
وجعلك الله اخى مجدى واخى سبع البوادى من أهل الجنة الذين هم أهل الجزاء بالخير..
والله إنى احب كل مسلم فى الله، فاللهم وحد كلمتنا وارضى عنا.

abou3esa
07-02-2006, 04:00 PM
فقد اتضح :
أن العقل هو هو الطريق لفهم المنقول فى القران والسنة. فالاجتهاد (العمل العقلى) يكون فى دراسة سند الحديث لاثبات صحة متن الحديث ( النقل ); فإن صح السند ، يكون الاحنهاد حيئذ فى استنباط الاحكام الدالة عليها المتن ( يعنى هل يفيد المتن تحريم شى أم اباحته أم فرضه أم استحبابه أم كراهيته وهذه هى الاحكام الشرعية الخمسة) .
واريد أن اتكلم حول موضوع العقل وعلاقته بالشرع اجمالا وبعدها ان شاء الله تعالى أتكلم عن مباحث مهمة تكلم فيها ابن تيمية فى كتابه" درء التعارض بين العقل الصريح والنقل الصحيح"..
ولكن اريد أن اوضح الان شى مهم "ما الفرق بين ما لايدركه العقل وبين ما لايصدقه العقل "
فقد قال بعض العلماء أن هناك أدلة معقولة وأدلة غير معقولة .
فاعلم بارك اله فيك أن هولاء العلماء لم يقصدوا بقولهم أدلة غير معقولة أنها تكون ضد العقل أو لا يصدقها العقل ، وهذا خطأ فى الفهم، إنما قصدوا أن علة هذا الحكم المسنتتج من هذا الدليل غير معلومة ، وانما هى علة تعبدية .
مثلا فى مسالة تقبيل الحجر الاسود ، ما فائدته ؟ ما العلة من تقبيلى للحجر ؟ ، نقول العلة غير معلومة ، ولكنا قفى نفس الوقت ليس تقبيل الحجر عبادة له فإن هذا هو الذى لا يصدقه ولا يقبله العقل ،كيف يعبد هذا الحجر الذى لا يضر ولا ينفع ، ولكن تقبيلى للحجر إنما هو طاعة لله الذى امرنا بذالك ، فالعلة تعبدية ...
ولذالك قال الفاروق عمر بن الخطاب مخاطبا الحجر " والله يا حجر إنى أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا إنى رايت رسول الله قبلك ما قبلتك ...
إن المتامل فى كلام عمر رضى اله عنه يعرف مدى علم الصحابة ومعرفتهم ، فهو رضى الله عنه فرق بين ما لايدركه العقل وبين ما لا يصدقه العقل ، فهو حمل تقبيله للحجر إلى ما لا يدركه العقل وهو العلة من تقبيلك للحجر ، ولكن فى نفس الوقت العقل يدرك ويقبل أن الله الخالق المالك له أوامر ونواهى يتعبدنا بها ولم يذكر لنا العلة من هذه الاوامر فعلى العبد أن يمتثل بالامر ويجتنب النهى .
ورفض فى كلامه بما تعلمه من سنتة نبيه ما لا يصدقه العقل ، أن يكون هذا التقبيل عبادة للحجر ، وهذا يظهر من كلامه " أنك حجر لا تضر ولا تنفع" ، فهذا ضد العقل ومن اجله ارسل الله الرسل لكى يبنوا للناس أنه لا معبود بحق الا الله الواحد الاحد..
وأن شاء الله فى المشاركة القادمة أتكلم عن عقائد النصارى وكيف هى من نوع ما لا يصدقه العقل ، بل ومن التشرع المسيحى- الذى وضعه لهم الرسول المزعزم بولس – ما لا يصدقه العقل بحال من الاحوال .

اسلام الصالح
07-02-2006, 04:54 PM
بارك الله فيك اخى الحبيب

وايضا شيخ الاسلام تكلم عن موافقه المعقول للمنقول فى كتابه موافقه صريح المعقول والمنقول

مجدي
07-02-2006, 05:28 PM
بارك الله فيك اخى الحبيب

وايضا شيخ الاسلام تكلم عن موافقه المعقول للمنقول فى كتابه موافقه صريح المعقول والمنقول
نعم في كتاب شيخ الاسلام عن درء تعارض صحيح المنقول وصريح المعقول
اذا فشرط عدم التعارض نهائيا هو صحة النقل وان يكون المعقول صريحا .

مجدي
07-10-2006, 10:00 AM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
شكرا اخى مجدى على هذا الكلم الطيبب ..
وجعلك الله اخى مجدى واخى سبع البوادى من أهل الجنة الذين هم أهل الجزاء بالخير..
والله إنى احب كل مسلم فى الله، فاللهم وحد كلمتنا وارضى عنا. بارك الله فيك أخي ..

أحبك الذي أحببتنا فيه

العاصمي
07-27-2006, 11:16 PM
- السلام على الجميع
ان من يعيش في زماننا هذا و يرى اين بلغ العلم و اين سيبلغ لابد ان يسلم بأسبقية النقل على العقل فاذا كان الذي عاش قبل قرنا من زمننا هذا يستحيل ان يبلغ خياله ما بلغه العلم الحقيقي الان فهذا يدل دلالة قاطعة ان العقل قاصر جدا جدا جدا فلا يستطيع احد بعقله ان يحيط بقطرة من بحر العلم فكيف له ان يحكم عقله في كلام الله العارف بكل شيئ او كلام رسوله ص الذي هو وحي يوحى.

abou3esa
07-28-2006, 02:59 PM
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية : أيهما أفضل العلم أو العقل؟

أيما أفضل‏:‏ العلم، أو العقل ‏؟‏
فأجاب‏:‏
إن أريد بالعلم علم الله تعالى الذي أنزله الله تعالى، وهو الكتاب، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 61‏]‏، فهذا أفضل من عقل الإنسان؛ لأن هذا صفة الخالق والعقل صفة المخلوق، وصفة الخالق أفضل من صفة المخلوق‏.‏
وإن أريد بالعقل أن يعقل العبد أمره ونهيه، فيفعل ما أمر به ويترك ما نهى عنه، فهذا العقل يدخل صاحبه به الجنة، وهو أفضل من العلم، الذي لا يدخل صاحبه به الجنة، كمن يعلم ولا يعمل‏.‏
وإن أريد العقل الغريزة التي جعلها الله في العبد التي ينال بها العلم والعمل، فالذي يحصل به أفضل ؛ لأن العلم هو المقصود به، وغريزة العقل وسيلة إليه، والمقاصد أفضل من وسائلها‏.‏
وإن أريد بالعقل العلوم التي تحصل بالغريزة ،فهذه من العلم فلا يقال‏:‏ أيما أفضل‏:‏ العلم أوالعقل، ولكن يقال‏:‏ أيما أفضل هذا العلم أو هذا العلم، فالعلوم بعضها أفضل من بعض، فالعلم بالله أفضل من العلم بخلقه؛ ولهذا كانت آية الكرسي أفضل آية في القرآن؛ لأنها صفة الله تعالى‏.‏ وكانت ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ‏}‏‏[‏سورة الإخلاص‏]‏ تعدل ثلث القرآن؛ لأن القرآن ثلاثة أثلاث‏:‏ ثلث توحيد، وثلث قصص، وثلث أمر ونهي، وثلث التوحيد أفضل من غيره‏.‏
والجواب في هذه المسألة ـ مسألة العلم والعقل ـ لابد فيه من التفصيل؛ لأن كل واحد من الاسمين يحتمل معان كثيرة، فلا يجوز إطلاق الجواب بلا تفصيل؛ ولهذا أكثر النزاع فيها لمن لم يفصل، ومن فصل الجواب فقد أصاب، والله أعلم‏