المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تمهل قبل أن تقرأ فى التفاسير.



abou3esa
07-01-2006, 08:14 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
إن الذى يقدم على تفسير كلام الله أو يريد أن يعرف مراد الله من كلام الله عليه أن يدرس أصول التقسير
أريد أن اقدم نبذة بسيطة يسيرة عن مواضيع من اصول التفسير
الاشياء التى يجب على كل مسلم معرفتها حتى يفهم كلام الله على مراده بل وانا لا اتصور مسلما يهمه امر دينه لا يسمع عن مثل هذه الامور ** من اهمها:
1- مراتب التفسير 2- الناسخ والمنسوخ 3-المحكم والمتشابه
1-مراتب التفسير : كيف يفسر كلام الله ؟ اولا يفسر القران بالقران وهى اعلى مرتبة من التفسير ومن اشهر الكتب فى هذا كتاب ايضاح القران لمحمد امين الشنقيطى
ثانيا ان يفسر القران بما صح من السنة ثالثا ان يفسر القران باجماع اهل العلم على تفسير اية ما
ولكى يتضح الكلام اضرب امثلة على الانواع الثلاثة
قال الله " {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }الحجر99 فالمقصود باليقين هنا الموت لا كما يعتقد بعض الطرق من الصوفية هى درجة ايمانية (ولذالك تجد بعض مشايخ الطرق لا يصلى ولا يعبد الله فان سئلت عن ذالك قالوا للك هو عبد الله حتى اتاه اليقين) والذى يوضح لك ان المقصود هو الموت قول الله ({37} كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ{38} إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ{39} فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ{40} عَنِ الْمُجْرِمِينَ{41} مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ{42} قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ{43} وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ{44} وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ{45} وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ{46} حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ{47 **** يعنى حتى اتانا الموت (فهل يا شيخ الطريقة اصحاب النار وصلوا الى الدرجة الايمانية التى وصلت اليها فادخلهم الله النار ** وهل النبى محمد لم يصل لهذه الدرجة قبل موته . فقد ثبت عنه انه ما ترك صلاة واحدة قبل موته بل كان يغشى عليه فان استيقظ صلى وذات مرة صلى قاعدا لانه صلى الله عليه وسلم لم يقدر على الوقوف)
وفال الله تعالى"الحمد لله رب العالمين" ما المقصود هنا بالعالمين ؟؟فسرتها قوله تعالى"قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ{23} قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ{24
وكذالك "صراط الذين انعمت عليهم"من هم المنعم عليهم؟؟ يبينهم الله فى قوله" {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }النساء69
ومثال على النوع الثانى ان الصحابة لما نزل قول الله" {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }الأنعام82 شق عليهم ذالك فذهبوا الى النبى وقالوا من منا لا يظلم نفسه فقال لهم النبى ليس الامر كما تظنون الم تسمعوا قول الرجل الصالح إن الشرك لظلم عظيم ففسر النبى الظلم فى هذا الاية بأن المقصود به الشرك
*وانظر كيف التبس معنى الاية على من نزل القران بلغتهم فماذا فعلوا ذهبوا الى النبى لكى يبن لهم المقصود من الاية*فالرجوع الى سنته بعد موته واجب كرجوع الصحابة اليه فى حياته
وقد قال الله" وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44
واما عن اجماع اهل العلم فالاجماع حجة لا يجوز ان نخالفها لان النبى قال "لا تجتمع امتى على ضلالة"اخرجه الترمذى وقال البزدوى"الاجماع حجة قطعية عند الائمة الاربعة وجمهور الاصوليين"
وهذه المراتب الثلاثة هى التى يجب علينا ان نقطع بتفسير الاية وفقا لهذا المراتب
وبقى هنا مرتبة وهى ان لم يوجد آية تفسر آية عامة ولم ياتى حديث يخصص تللك الاية ولم تجتمع كلمة العلماء على تفسير معين واختلف العلماء فعلينا اولا ان ننظر هل هذا الخلاف متعارض ام من الممكن ان تشمل الاية جميع هذه الاقوال مثلا قول الله" وثيابك فطهر"فقال بعض اهل العلم المقصود منها ان ينظف ثيابه فتكون جميلة معطرة الى اخره وقال بعضهم وثيابك فطهر تعنى ان لا تسمح لثيابك ان تنزل تحت الكعبين وقال بعضهم يقصد بها فقلبك فطهر وكانت تقول العرب عن القلب ثوب فقال ابن القيم والاية تشمل هذا كله لانه لا تعارض بين التفاسير وان قرات فى تفسير ابن جرير ستجد من هذا النوع كثير جدا
واخر نقطة فى هذه الجزئية وهى ان نعلم ان العصمة فقط لكلام الله وكلام رسول الله وما اجمعت عليه الامة ام ان اجتهد صحابى معين او مفسر معين بتفسير اية فتفسيره انما هو جهد بشرى يحتمل الصواب او الخطأ فمثلا لو فسر مفسر معين كالامام ابن جرير مثلا آية معينة ثم تبن باليقين خطأهذا التفسير عن طريق التقنية العلمية الحديثة(اقول مثلاااا)فهل يكون هناك اشكال؟؟؟؟؟ بالطبع لا * لانه لم يقل احد من المسلمين ان تفسير عالم معين لاية باجتهاده حسب فهمه انه تفسير معصوم
فانظر مثلا الى الايات التى ظهر اعجازها كمثلا " {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }الذاريات47
قال جلال الدين السيوطى " - (والسماء بنيناها بأيد) بقوة (وإنا لموسعون) قادرون يقال آد الرجل يئيد قوي وأوسع الرجل صار ذا سعة وقوة
فهو اجتهد وفسرها بما تحمل الاية من المعنى اللغوى ثم ظهر الان اعجازها وهى ان اتساع السماء وصل اليه العلماء كحقيقة علمية
ونحن نقبل التفسير العلمى للقران لقول الله" ﴿سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾(فصلت:53)
كما قال تعالى﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ87وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ88﴾(ص:87-88).
وقال ابن جرير الطبري، بعد ذكر الأقوال المتعددة، في تفسير الحين الذي ذكرته الآية : و أولى الأقوال في ذلك بالصواب ، أن يقال : أن الله أعلم المشركين بهذا القرآن أنهم يعلمون نبأه بعد حين ، من غير حد منه لذلك الحين بحد ، ولا حد عند العرب للحين لا يجاوز ولا يقصر عنه، فإذا كان ذلك كذلك، فلا قول فيه أصح من أن يطلق، كما أطلقه الله، من غير حصر ذلك على وقت دون وقت
وإن شاء الله أتكلم فى المشاركة الاتية عن الناسخ والمنسوخ

الهـــدار
07-01-2006, 09:50 PM
أسأل الله أن يجعل مشاركتك الطيبة فى ميزان حسناتك. وأبغى تدوين ملاحظة سريعة.

إن المسلمين لم يضعوا مراتب التفسير من باب التحكم ولا التشهى، وإنما وضعوها مستندين إلى العقل والعلم.

1 - فإنه معلوم أن أعلى تفسير لأى نص بإطلاق هو ذلك التفسير الذى يجود به النص نفسه فى موضع آخر. والمبتدئ من أهل الأدب يعلم ذلك تمام العلم. ولا يؤثر هنا هل هذا النص بشرى أم لا. فلا يستطيع معارضة هذه القاعدة مسلم ولا كافر.

2 - ثم إن سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أولى بعد ذلك بتفسير القرآن. لأن وحى الله إلى النبى فى غير القرآن أولى بتفسير وحى الله فى القرآن. وبالنسبة لغير المسلمين فلا يستطيعون معارضة ذلك. لأنه معلوم - بعد تفسير النص لنفسه - أن تفسير صاحب النص لنصه فى نص آخر أولى وأفضل؛ إذ صاحب النص أدرى بما فيه. ولذلك كان أفضل الشروح على متن ما هو ذلك الشرح الذى يكتبه مؤلف المتن؛ لأنه أدرى بما كان يقصده فى المتن. فلا يستطيع معارضة هذه المرتبة أيضا مسلم ولا كافر بحمد لله.

3 - وأما ما أجمع عليه علماء المسلمين، فمن المستحيل أن يتكلم النبى عليه الصلاة والسلام بتفسير لآية ويتبنى أهل العلم تفسيرًا آخر ويجمعون عليه أجيالا بعد أجيال. لأن العقل يحيل ذلك، إذ ليس ذلك من طبيعة الأمور إطلاقـًا. والمحتمل أن يدلى النبى عليه الصلاة والسلام بتفسير يتبناه من سمعه ولا يتبناه من لم يسمعه ويجتهد برأى آخر، فيصل الأمر إلينا بلا إجماع واضح من أهل العلم. وهذه الحال لها أسلوب التعامل الخاص بها. أما أن يفسر النبى عليه الصلاة والسلام آية بعينها ثم يتبنى العلماء - وبالتالى باقى الأمة بالتبعية - تفسيرًا آخر فلا يتصور وقوع ذلك عقلا على الإطلاق. ما من عقل يتصور وقوع ذلك لا عقل مسلم ولا عقل كافر، ولله الحمد والمنة.

فهذا مستند العقل والعلم لمراتب التفسير عند المسلمين على الإجمال. أردت تبيين أن قواعد المسلمين فى التفسير - وغيره - التى أجمع عليها العلماء لا يستطيع مناطحتهم فيها مسلم ولا كافر بفضل الله تعالى. ومن تأمل فى قواعدهم فى مصطلح الحديث وقواعدهم فى أصول الفقه وغير ذلك من القواعد التى أجمع عليها أهل العلم لم يجد لها معارضـًا من العقل الصحيح. وهذا بخلاف أن الشرع نفسه دل على تلك القواعد التى أجمعوا عليها، فالشرع الصريح والعقل الصحيح لا تعارض بينهما بحال.

أردت تبيين هذا لأن أكثر السذج من غير المسلمين يتهجمون على تفسير كتاب الله بالتحكم والتشهى. فإذا شرح لهم المسلمون القواعد الصحيحة للتعامل مع النصوص هاج السذج والجهلاء متهمين المسلمين بأنهم يؤلفون قواعد من باب التحكم ما لها من أساس لمجرد الهروب من الهجمات. وهذا من سذاجة السذج وجهل الجهلاء. فإن ما أجمع عليه علماء المسلمين من قواعد للتعامل مع النصوص لا يستطيع معارضتها مسلم ولا كافر بفضل الله عز وجل.

د. هشام عزمي
07-02-2006, 12:42 AM
بارك الله فيكما وجزاكما كل خير .

تسجيل متابعة .

abou3esa
07-02-2006, 02:09 AM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جزاك الله اخى الهدار على هذه الاضافة الطيبة.
ولكن أخى اسمح لى أن او ضح أمر مهم جدا ، ، أنى لما أتحدث للمسلمين عن جزيئة من جزيئات العلم لا يجب على ان أهتم بأفتراء المفترين ، حيث يقولون هولاء السذج كما ذكرت أننا نضع أصولا وفقا لاهوائنا. فهذا الكلام أنا ابطلته حينما تعرضت لذكر دليل من المشرع نفسه على وجوب الاخذ بهذه المراتب الثلاثة.. إنى لما ذكرت مراتب التفسير وكان من اولها أن يفسر القران بكلام الله لم احتاج الى ذكر دليل فانه من العبث أن يعترض معترض على ذالك ،كما تفضلت حضرتك
ولما تكلمت على التفسير بالسنة ذكرت دليلا على وجوب التفسير بالسنة وهو قول الله تعالى وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44
ولما ذكرت حجية الاجماع ذكرت حديث النبى"لا تجتمع امتى على ضلالة".
ومن هنا يظهر بطلان دعوتهم على أننا الذين وضعنا هذه الاصول وفقا لاهوائنا ، فإن العلماء الذين وضعوها ،أنما وضعوها وفقا لاستقراءهم أدلة الكتاب والسنة..
فاذا غير المسلمين ليس لهم حقا اصلا أن يتكلموا فى مثل هذه الجزيئات ، بل التحادث والمناقشة معهم لها مقام اخر وموضع متباين عن هذا الموضوع ،الا وهو موضع اثبات نبوة النبى عن طريق دلائل النبوة الكثيرة التى من اهمها القران باعجازاته القصصية والبلاغية واللغوية والغيبة والعلمية وغيرها.
وأخير اشكرك أخى الهدار على الاضافة ، وشكرا د\هشام عزمى على مشاركتك وجزاك الله خير

abou3esa
07-02-2006, 02:13 AM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
لقد ذكرت فى المشاركة السابقة اصلا مهم وهو مراتب تفسير القران،
واريد ان أتكلم الان عن الناسخ والمنسوخ ولكن أحاول ان اتحدث عنه ببساطة
اولا : ما معنى النسخ لغة واصطلاحا؟
النسْخ في اللغة الإزالة... وفي اصطلاح أهل الإسلام:: بيان مدة انتهاء الحكم العملى . وعرفه ابن قدامة بقوله"رفع الحكم الثابت بخطاب متقدم متاخر عنه.
اذا يظهر من التعريف ان النسخ انما يقع فى الاحكام ...
والنسخ لايطرأ على القصص ولا على الأمور القطعية العقلية مثل أن صانع العالم موجود، ولا على الأمور الحسية مثل ضوء النهار وظلمة الليل، ولا على الأدعية، ولا على الأحكام التي تكون واجبة نظراً إلى ذاتها مثل آمنوا ولا تشركوا، ولا على الأحكام المؤبَّدة مثل {ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً} ولا على الأحكام المؤقتة قبل وقتها المعين مثل {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي اللّه بأمره}..
ثانيا :علم الله بالناسخ والمنسوخ من ألازل
إن الله تعالى حين ينزل حكما ينسخ به حكما كان قد شرعه من قبل ، لم يظهر له امرا خفيا عليه من قبل ،ولا نشأ له رأى جديد كان قد يجهله تعالى الله عن هذا علوا كبيرا ...فهو سبحانه كان يعلم الناسخ والمنسوخ من الأزل من قبل أن يشرعهما لعباده ... قال الله"
{وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ }الأنعام80
ولكنه جلت حكمته ،علم أن النقلة التى يعانيها المسلمون الاوائل ليست بالامر الهين،فشرع لهم من الأحكام الموقوتة ما يتناسب مع الوقت الموقت ،حتى اذا انتهى هذا الوضع ، وتمت هذه النقلة ، واستقرت الامور ، كان من الحكمة استبدال الاحكام الموقتة بأحكام أخرى دائمة.
فالناسخ والمنسوخ كانا معلوميين لله تعالى من الازل وإن ظهر لنا فى الامر جديد...
وهذا كأن تأمر خادمك الذي تعلم حاله لخدمة من الخدمات ويكون في نيتك أنه يكون على هذه الخدمة إلى سنة مثلاً، وبعد السنة يكون على خدمة أخرى لكن ما أظهرت عزمك ونيتك عليه، فإذا مضت المدة وعينته على خدمة أخرى فهذا بحسب الظاهر عند الخادم أن هذا الامر منك جديد، وكذا عند غيره الذي ما أخبرته عن نيتك تغييره وأما في الحقيقة عندك فليس بتغيير...
فكما أن في تبديل المواسم مثل الربيع والصيف والخريف والشتاء، وكذا في تبديل الليل والنهار وتبديل حالات الناس مثل الفقر والغنى والصحة والمرض وغيرها حكما، ومصالح للّه تعالى سواء ظهرت لنا أو لم تظهر فكذلك في نسخ الأحكام حكم ومصالح له نظرا الى حال المكلفين والزمان والمكان، ألا ترى أن الطبيب الحاذق يبدل الأدوية والأغذية بملاحظة حالات المريض وغيرها على حسب المصلحة التي يراها، ولا يحمل أحد فعله على العبث والسفاهة والجهل، فكيف يظن عاقل هذه الأمور في الحكيم المطلق العالم بالأشياء بالعلم القديم الأزلي الأبدي...
وهنا بقى ان نعرف الاتى:
1- انه لا يجوز لأحد أن يقدم على تفسير كتاب الله تعالى الا بعد أن يعرف فيه الناسخ والمنسوخ ..هكذا قال العلماء كما حكى ذالك السيوطى وغيره.
بل واشترط الاصوليين فيمن يتعرض لاستنباط الاحكام من الكتاب والسنة أن يكون عالما بالناسخ والمنسوخ لئلا يجعل الحكم المنسوخ حكما محكما ،والحكم المحكم حجما منسوخا...
وفى المشاركة القادمة إن شاء الله تعالى اتكلم "عن اثبات النسخ فى التوراة والانجيل التى بين ايدينا اليوم"

أبومجاهدالعبيدي
07-02-2006, 11:54 PM
الموضوع مع ما فيه من الفوائد إلا أنه مكتوب بلغة ضعيفة ، والأخطاء الإملائية فيه كثيرة . كما أنه يفتقد إلى مقومات البحث العلمي المعتمد على التوثيق والدقة في ذكر المعلومات.

كما أن قول : ( العصمة لكتاب الله ) ليس سديداً ؛ لأن العصمة تكون لمن يحتاج إلى عصمة ، وهم الرسل . أما الله عز وجل وكتابه فلا يقال ذلك في حقهما. بل يقال : الكمال لله ولكتابه ، والعصمة لرسوله صلى الله عليه وسلم.

وفق الله الكاتب لما يحب ويرضى ، وزادني وإياه علماً وتقى ................

abou3esa
07-03-2006, 09:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخى على هذا التوجيه الطيب ، وأنا أوافقك على أن قولى " العصمة لكتاب الله " ليس سديدا ، لأنى كنت فى صدد الكلام عن عصمة الخطأ ، فكان الحرى بى أن أبدل هذه الجملة بما يناسب منزلة كتاب الله ... ولكن لو كان الكلام فى صدد ثبوت القران لصح منى أن أقول " أن الله عصم كتابه من التحريف والتبديل " . هذا هو الأمر الأول.
وأما قولك "أن الموضوع كتب بلغة ضعيفة جدا " ، فهذا حق ، وأنا لما كتبته ما تعمدت أن أحافظ على قواعد اللغة ، و حاولت أن أقلل من استخدامى للضمائر ، أحيانا من الأفضل فى موضع معين أن استخدم ضمير منفصل إذا كان يعود على كلمة قريبة ولم يطل الفصل ، وما كنت افعل ذالك ،لأنى أردت أن أكتب هذا الموضوع بطريقة شبه شبا بية كما يقولون ، بالأضافة إلى أنى لست متمكنا فى اللغة أصلا ..
وأما عن الأخطاء الإملائية فى الموضوع ، فهذا بسبب عدم اهتمامى بالكتابة على لوحة المفاتيح ، فبعدما انتهيت من كتابته أعتمدته دون أن أراجعه.
وأما عن قولك " أن الموضوع يفتقد إلى مقومات البحث العلمي المعتمد على التوثيق والدقة في ذكر المعلومات" فمسألة التوثيق مسألة نسبية تختلف بإختلاف الفئة الموجه لها الكلام ، فأنا لم اكتب الموضوع لطالب العلم القادر على فهم كلام العلماء من كتبهم ، فأنا لم أصل للدرجة التى أخاطب بها هؤلاء ..
ولكن الموضوع لم يكن خاليا من ذكر دليل فى كل جزيئة ذكرتها ، هو العمدة فى بابه عند من كتب فى الأصول..
وتلبية لتوجيهك الطيب ها أنا سأوثق الموضوع بذكر بعض أقوال العلماء بما يناسب المقام . والله المستعان .
إنى ذكرت من مراتب تفسير القرآن : أن يفسر القرآن بالقرآن وأن يفسر القرآن بالسنة ، وفى ذالك قال ابن تيمية فى مقدمة أصول التفسير : " إن أصح الطرق فى تفسير القرآن:
أ- أن يُفسر القرآن بالقرآن ، فما أُجمل في مكان فإنه قد فسر فى موضع آخر ، وما اختصر من مكان فقد بسط فى موضع آخر.
ب- فإن أعياك ذلك فعليك بالسنَّة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له " . انتهى كلا مه
ثم ذكر ابن تيمية طرق أخرى سنذكرها فى موضعها.
وذكر فى أول المقدمة فصل بعنوان "فى أن النبى بين لأصحابه معانى القرآن "
فقال فى أوله " [ يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم بيَّن لأصحابه معاني القرآن كما بيَّن لهم ألفاظه، فقوله تعالى { لتبين للناس ما نزل إليهم } يتناول هذا و هذا ] . انتهى كلامه
وقصد ابن تيمة بهذا أن النبى بين كل معانى القرآن وألفاظه والمسألة خلافية ، ولكن من العبث أن يقال إن وجد منقول صحيح عن معصوم ( وهو النبى صلى الله عليه وسلم ) : أن لا يعمل به .
وقال ابن عثيمين فى رسالته فى أصول التفسير :

يرجع في تفسير القرآن إلى ما يأتي :
أ- كلام الله تعالى : فيفسر القرآن بالقرآن ، لأن الله تعالى هو الذي أنزله ، وهو أعلم بما أراد به . وذلك أمثلة منها :
1-قوله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (يونس:62)
فقد فسر أولياء الله بقوله في الآية التي تليها : (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) (يونس:63)
2- قوله تعالى : (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ) (الطارق:2) فقد فسر الطارق بقوله في الآية الثانية : (النَّجْمُ الثَّاقِبُ) (الطارق:3) .
3- قوله تعالى : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) (النازعـات:30) فقد فسر دحاها بقوله في الآيتين بعدها : (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا) (النازعـات:31)(وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) (النازعـات:32).
ب - كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيفسر القرآن بالسنة ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله تعالى، فهو أعلم الناس بمراد الله تعالى كلامه .
ولذلك أمثلة منها :
1- قوله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )(يونس: من الآية 26) ففسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة بالنظر إلى وجه الله تعالى ، فيما رواه ابن جرير وابن أبي حام صريحا من حديث أبي موسى وأبي بن كعب. ورواه جري صحيح مسلم " عن صهيب بن سنان عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث قال فيه : " فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل " ، ثم تلا هذه الآية ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (يونس:26)
2- قوله تعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ )(لأنفال: من الآية 60) فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي . رواه مسلم ، وغيره من حديث عقبة نب عامر رضي الله عنه .
واكتفى بذكر قول ابن تيمة وابن عثيمين فى سبيلين لتفسير القرآن وهما تفسير القرآن بالقرآن ، التفسير بما صح من السنة .
وفى المشاركة القادمة أتكلم عن أدلة حجية الأجماع وأقوال العلماء فى ذالك ، واتكلم أيضا عن إختلاف علماء التفسير أنواعه وأحكامه وأسبابه .

abou3esa
07-04-2006, 03:04 AM
وأما الأجماع فهو حجة عند جمهور العلماء والأدلة الدالة على حجية الأجماع كثيرة جدًا وهى بمجموعها تفيد اليقين فى حجية الإجماع .
فهناك حديثٌ مرفوع نُص فيه على حجية الإجماع .
وهو ما أخرجه الترمذى فى جامعه بسنده عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله لا يجمع أمتي أو قال أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة ويد الله مع الجماعة ومن شذ شذ إلى النار.
قال الألبانى : صحيح دون "ومن شذ " .
وقال الحافظ فى التلخيص: قوله وأمته معصومة لا تجتمع على الضلالة. هذا في حديث مشهور له طرق كثيرة لا يخلو واحد منها من مقال. منها لأبي داود عن أبي مالك الأشعري مرفوعاً: "إن الله أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيكم لتهلكوا جميعاً، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وأن لا يجتمعوا على ضلالة"، وفي إسناده انقطاع. وللترمذي والحاكم عن ابن عمر مرفوعاً: "لا تجتمع هذه الأمة على ضلال أبداً". وفيه سليمان بن سفيان المدني وهو ضعيف: وأخرج الحاكم له شواهد ويمكن الاستدلال له بحديث معاوية مرفوعاً: لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله، أخرجه الشيخان ووجه الاستدلال منه أن بوجود هذه الطائفة القائمة بالحق إلى يوم القيامة لا يحصل الاجتماع على الضلالة. وقال ابن أبي شيبة أخبرنا أبو أسامة عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن يسير بن عمرو قال: شيعنا ابن مسعود حين خرج فنزل في طريق القادسية فدخل بستاناً فقضى حاجته، ثم توضأ ومسح على جوربيه ثم خرج وإن لحيته ليقطر منها الماء، فقلنا له عهد إلينا فإن الناس قد وقعوا في الفتن، ولا ندري هل نلقاك أم لا، قال: اتقوا الله واصبراوا حتى يستريح بر، أو يستراح من فاجر، وعليكم بالجماعة فإن الله لا يجمع أمة محمد على ضلالة. إسناده صحيح ومثله لا يقال من قبل الرأي. وله طريق أخرى عنده عن يزيد بن هارون عن التيمي عن نعيم بن أبي هند: أن أبا مسعود خرج من الكوفة فقال عليكم بالجماعة فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلال انتهى. وروى الدارمي عن عمرو بن قيس مرفوعاً: "نحن الاَخرون ونحن السابقون يوم القيامة" الحديث. وفي آخره: "وإن الله وعدني في أمتي وأجارهم من ثلاث: لا يعمهم بسنة، ولا يستأصلهم عدو، ولا يجمعهم على ضلالة" وروى أحمد في مسنده عن أبي ذر مرفوعاً: أنه قال اثنان خير من واحد وثلاث خير من اثنين وأربعة خير من ثلاثة، فعليكم بالجماعة فإن الله عز وجل لن يجمع أمتي إلا على هدى. انتهى كلام الحافظ .
فبعدما ذكرنا حديث نص على حجية الإجماع ،فأعلم أن هناك أدلة كثيرة جدا فى الباب يستدل منها على حجية الإجماع ، أذكر قليل منها .
من هذه الأدلة ما ذكره الحافظ ابن حجر فى كلامه السابق حيث قال "
ويمكن الاستدلال له بحديث معاوية مرفوعاً: لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله، أخرجه الشيخان،
ووجه الاستدلال منه أن بوجود هذه الطائفة القائمة بالحق إلى يوم القيامة لا يحصل الاجتماع على الضلالة " ...
وقد صح عن عبد الله بن مسعود أنه قال : إن الله لا يجمع أمة محمد على الضلالة. وقال ابن حجر ومثله لا يقال من قبل الرأى .
وقد استدل بقول الله تعالى " {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }البقرة143
على حجية الإجماع .
قال القرطبى عند التعرض لتفسير هذه الاية " فيه دليل على صحة الإجماع ووجوب الحكم به، لأنهم إذا كانوا عدولا شهدوا على الناس. فكل عصر شهيد على من بعده، فقول الصحابة حجة وشاهد على التابعين، وقول التابعين على من بعدهم. وإذ جعلت الأمة شهداء فقد وجب قبول قولهم. ولا معنى لقول من قال: أريد به جميع الأمة، لأنه حينئذ لا يثبت مجمع عليه إلى قيام الساعة. وبيان هذا في كتب أصول الفقه.‏"
كما استدل ايضا بقول الله " {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء115
فقال القرطبى " قال العلماء في قوله تعالى: "ومن يشاقق الرسول "دليل على صحة القول بالإجماع " .
وكما قلت الأدلة فى هذا المبحث كثيرة جداَ .
فهذه بعض الأدلة على وجوب العمل بمراتب التفسير الثلاثة الأولى التى ذكرتها فى أول مشاركة ( أن يفسر القرآن بالقرآن أو بما صح من السنة أو بالإجماع ) وقلت يجب علينا أن نقطع بتفسير الأية وفقا لهذه المراتب .
ويقول ابن تيمة فى كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 19، صفحة 5." وذلك أن الحق الذى لا باطل فيه هو ما جاءت به الرسل عن الله وذلك فى حقنا ويعرف بالكتاب والسنة والإجماع وأما ما لم تجىء به الرسل عن الله أو جاءت به ولكن ليس لنا طريق موصلة الى العلم به ففيه الحق والباطل فلهذا كانت الحجة الواجبة الإتباع للكتاب والسنة والإجماع فان هذا حق لا باطل فيه واجب الإتباع لا يجوز تركه بحال عام الوجوب لا يجوز ترك شىء مما دلت عليه هذه الأصول وليس لأحد الخروج عن شىء مما دلت عليه . "

أبومجاهدالعبيدي
07-04-2006, 05:24 AM
الأخ الكريم : ردك السابق دليل على أدبك الرفيع ، وهو مثال يحتذى في تقبل النقد البناء .

والفرق واضح بين بداية كتابتك لهذا الموضوع ، وبين التعليقين الأخيرين اللذين حرصتَ فيهما على التوثيق والتأصيل ، مع الحرص على سلامة الكتابة وحسن الصياغة.

ولا شك أخي الكريم أن تعويد النفس على إتقان العمل من المهمات التي ينبغي أن نحرص عليها جميعاً . وصدق من قال : "إن الله يحب إذا عمل أحكم عملاً أن يتقنه".

ولي عودة للتعليق على بعض ما أوردته في بحثك هذا ، وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.

abou3esa
07-04-2006, 08:05 AM
د. محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني : جزاك الله خيرا .
ولما لا أقبل توجيهك لى مادام من الحق ، فقد تعلمنا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن لا نرد الحق ، فقد صح عنه أنه قال " الكبر بطر الحق وغمط الناس " رواه مسلم .
ونرجع إلى موضوعنا الأصلى .
أولا اريد أن أوضح أنى أقصد بحجية الأجماع ، أنه لو انعقد إجماع أهل العلم فى عصر كان حجة على من أتى بعدهم . وفى هذا قال الشيرازى فى كتابه اللُمع " اما هذه الأمة فإجماع علماء كل عصر منهم حجة على العصر الذي بعدهم " ذكره فى باب "ما يصح من الإجماع وما لا يصح ومن يعتبر قوله ومن لا يعتبر".
إذا لم نجدالتفسير فى القرآن ولا في السنَّة ولم يجمعوا الصحابة على قول واحدا ، فهناك أحتمالات ، وهذه الأحتمالات موجودة فى كتب أهل العم ولكن متفرقة :
1- أن يكون خلافهم خلاف تنوع لا أختلاف تضاد ، ( بحيث الآية تستوعب كل الأقوال ) . وبهذا يكون الأجماع مازال منعقدا والحجة قائمة .
2- أن يكون خلافهم خلاف تضاد ( لا يمكن الجمع بين الأ قوال ) ، وبسبب أختلاف الصحابة أختلفت أقوال التابعين بحيث كل منهم ترجح عنده قول من أقوال الصحابة ، فهنا نلجأ الى الترجيح بين الأقوال ، بما يوافق الكتاب والسنة .
3- أختلف الصحابة على عدة أقوال، ثم أنعقد الأجماع بعد عصرهم على قول من هذه الأ قوال ، فهنا يكون الأجماع حجة ، ويكون القول الصواب من أقوال الصحابة هو ما أجتمعت عليه الأمة لما بيناه من حجية الإجماع .
4- لم ينقل بسند صحيح الإ قول أحد الصحابة ولم يعرف مخالف له ، ولم ينعقد الإجماع فى من آتوا بعدهم ، فهنا أختلفت اقوال العلماء ، ولكن لو ثبت أن هذا القول أو هذا التفسير زاع وانتشر بين الصحابة ولم يعلم له مخالف فهذا ما يسمى بالإجماع السكوتى ، واما إن لم ينتشر هذا القول بين الصحابة ، فالنزاع كبير بين أهل العلم فى حجية هذا القول ، ومن أراد أن يراجع هذه المسألة فليرجع الى كتاب إعلام الموقعين لابن القيم ، فقد ذكر أكثر من أربعين دليلا فى اثبات حجية الصحابى وذكر أنه قول الجمهور .
ولكان إن رجعت الى الأدلة ستجد أنها دالة صرحة على حجية قول أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ، لقول النبى "فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلا لة" أخرجه الترمذى برقم (2676) وقال حديث حسن صحيح وصححه الألبانى .وهناك أدلة أخرى ذكرها ابن القيم
وقد أنعقد إجماع أهل السنة والجماعة على أن خلافة الأئمة الأربعة أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ، أنها الخلافة الراشدة..
وبقى هنا أن أذكر صنفان من خلاف التنوع الذى ذكرهما ابن تيمة فى مقدمة أصول التفسير حيث قال " الخلاف بين السلف فى التفسير قليل وخلافهم فى الأحكام أكثر من خلافهم فى التفسير وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع الى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.
خلاف التنوع صنفان: أحدهما أن يعبر كل واحد منهما - أي من المختلفين - عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى فى المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى... كما قيل فى اسم السيف الصارم( بمعنى القاطع ) والمهند( بالنسبةإلى صناعته في الهند )، وذلك مثل أسماء الله الحسنى وأسماء رسوله صلى الله عليه وسلم وأسماء القرآن.فان أسماء الله كلها تدل على مسمى واحد فليس دعاؤه باسم من أسمائه الحسنى مضادا
لدعائه باسم آخر بل الامر كما قال تعالى : { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } ...
الصنف الثانى : أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه
المستمع على النوع... مثل سائل أعجمى سأل عن مسمى لفظ الخبز فأرى رغيفا وقيل له هذا فالاشارة الى نوع هذا لا الى هذا الرغيف وحده. ) انتهى كلام ابن تيمية .

abou3esa
07-04-2006, 04:40 PM
..قال الاخ الهدار فى المشاركة الثانية من الموضوع ما نصه "
3 - وأما ما أجمع عليه علماء المسلمين، فمن المستحيل أن يتكلم النبى عليه الصلاة والسلام بتفسير لآية ويتبنى أهل العلم تفسيرًا آخر ويجمعون عليه أجيالا بعد أجيال. لأن العقل يحيل ذلك، إذ ليس ذلك من طبيعة الأمور إطلاقـًا. والمحتمل أن يدلى النبى عليه الصلاة والسلام بتفسير يتبناه من سمعه ولا يتبناه من لم يسمعه ويجتهد برأى آخر، فيصل الأمر إلينا بلا إجماع واضح من أهل العلم. وهذه الحال لها أسلوب التعامل الخاص بها. أما أن يفسر النبى عليه الصلاة والسلام آية بعينها ثم يتبنى العلماء - وبالتالى باقى الأمة بالتبعية - تفسيرًا آخر فلا يتصور وقوع ذلك عقلا على الإطلاق. ما من عقل يتصور وقوع ذلك لا عقل مسلم ولا عقل كافر، ولله الحمد والمنة." انتى كلامه




فإثبات الدليل العقلى على حجية الإجماع بهذا الطريقة فيه نظر ، فأبدى رأى وأنتظر ردك أخى الحبيب ،
فلا يمنع إجتماع أمة ما على الضلال عقلا ، فقد يحتمل أن ينتشر الضلال فى عصر أمة من الأمم ، بسب انتشار علماء السوء الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ، حتى يطبقوا على باطلهم لأسباب كثيرة تمنعهم من قبول الحق ،
ويسلكون كل سبيل فى التخلص من أهل الحق أما بالتعذيب أو القتل أو السجن .
والدليل على هذا اجتماع النصارى على عبادة الصلبان وعلى التثليث وغيرها من العقائد الفاسدة ، وعلى تكذيب نبوة النبى محمد وغيرها من الأمور التى تيقن بالعقل والنقل بطلانها .
وأما عندى والله أعلم الدلالة العقلية على حجية الأجماع ، لها مسلك أخر ،يبدأ بأقامة الدليل العقلى أن للكون إله مدبر خالق رازق مالك ، وإقامة الدليل العقلى على ثبوت نبوة محمد بالدلائل الساطعة وأنه المبلغ عن ربه وأنه لاينطق عن الهوى ، وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة لا تجتمع على دلالة .
إذا الدليل العقلى فى هذا المبحث هو إقامة الدليل من الكتاب والسنة على حجية الإجماع .
وأنصح أخوانى أن لا يتعطل بما يلقى عليه من شبهات ، فعن نفسى أنا لما أقرأ فى السيرة ، أقرأ فى سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم حتى أتعلم منها ، لا اقرأ فيها لكى اثبت أنه نبى ، فثبوت نبوة سيدنا محمد له كتبه تتناول موضوعاتها هذا بالتفصيل ، وكذا فى سائر علوم الدين ، فأنا تيقن عندى صدق نبوئة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بدلائل كثيرة جدا ، الواحد منها يكفى أن يؤمن على مثله البشر .
وهكذا ينبغى أن يسلك هذا الأسلوب فى باقية العلوم الشرعية ، والله أعلم .
وباقى لى أن اقول كما ذكرت آنفا : إن الاصول التى وضعها العلماء لم يضعوها من قبل الرأى ، وإنما وضعت بإستقراءهم الأدلة الشرعية .
ولهذا قال ابن القيم فى مقد مة كتاب زاد المعاد ما نصه " فمن أنشأ أقوالا وأسس قواعد بحسب فهمه وتأويله ، لم يجب على الأمة اتباعها ولا التحاكم إاليها حتى تُعرض على على ما جاء به الرسول ، فإن طابقته ووافقته ، وشهد لها بالصحة ، قُبلت حينئذ ،وإن خالفته ، وجب ردُها واطراحُها ، فإن لم يتبن فيها أحد الأمرين ، جعلت موقوفة ، وكان أحسن أحوالها أن يجوز الحكم والإفتاء بها وتركه (أى يجوز الافتاء بها ويجوز تركها ) ، وأما أنه يجب ويتعين فكلا ، ولما ." انتهى كلامه ..
ما أجمل كلام ابن القيم !.
وأنا ٍانتظر رأى قارىء هذا الموضوع بصدر رحب ، الدين النصحية .

abou3esa
07-09-2006, 07:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بعدما تكلمت عن مراتب التفسير التى ذكرُتها فى أول مشاركة ، بقى فيها أن أتكلم عن ما أشرتُ اليه فى أخر المشاركة وهو الكلام عن الإعجاز العلمى ...
لأن الكلام عن الإعجاز العلمى كثر فيه الجدل والمراء ، وهذا كالعادة بسبب خلط الأمور فى بعدها ، وعدم تنظيم فى الحوار ...
ولذالك فتحتُ موضوعا جديدا فى هذا المنتدى عن الـتأصيل العلمى فى القرآن والسنة . فى قسم الحوار عن اللإسلام ..
ولست أول من تكلم عن هذا فى هذا المنتدى الطيب ، بل هناك موضوع أكثر فائدة حول الأعجاز العلمى .
وها هى بعض الروابط :

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=5555