عُبَيّدُ الّلهِ
08-07-2014, 03:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المأمون الأمين وعلى اله وصحبه والتابعين وبعد
فقد كان هناك من يتكلم فى حديث الصورة وبعضهم من المنتسبين لأهل السنة والجماعة وهذا العلامة بن عثيمين رحمه الله تعالى كعادته يشفى الصدور فيقول فى شرح السفارينية
فإن قال قائل : إنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته ) [1] ، وهذا يدل على أن وجه أدم مماثل لوجه الله وأنتم تقولون إن لله وجهاً لا يماثل أوجه المخلوقين فما هو الجواب عن هذا الحديث ؟
الجواب : قلنا : هذا الحديث من الأحاديث المتشابهة فمن كان من قلبه زيغ اتبعه وجعله مناقضاً للقرآن ، وضرب القرآن بعضه ببعض ، وقال : هذا القرآن يقول : { ليس كمثله شيء } ، وهذا الحديث يقول : إن الله خلق آدم على صورته ، فأيهما نصدق ؟ فيتبع المتشابه .
وأما الراسخون في العلم فيفتح الله عليهم ويعرفون وجه الجمع بين النصوص ،
ويقولون في الجواب عن هذا الحديث :
1 - إن معنى قوله : ( خلق الله آدم على صورته ) : أي على الصورة التي اختارها سبحانه وتعالى وخلقها في أحسن صورة ،
فتكون إضافة الصورة إلى الله إضافة خلق وتشريف ،
كقوله : ناقة الله ، وبيوت الله ، ومساجد الله ، وما أشبه ذلك ،
وهذا وارد في القرآن ولا يمتنع على الله عز وجل ،
2 - الوجه الثاني : أن نقول : ( على صورته ) : أي على صورة الله التي هي صفته ،
ولا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلاً للشيء [2] ،
والدليل على هذا : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر [3] ،
ومعلومٌ أنها ليست على صورة القمر من كل وجه ، فليس في القمر عين ولا أنف ولا فم ، ومن دخل الجنة فهو له عين وأنف وفم ، فهذا يدل على أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلاً للشيء ،
فصار قولنا : ( إن الله خلق آدم على صورته ) ، لا ينافي قولنا : إننا نثبت لله وجهاً لا يماثل أوجه المخلوقين ،
س : هذه الصفة هل هي معنوية ؟
الجواب : ليست معنوية ولكنها موافقة لمسمى هو منا أبعاض وأجزاء ، فالوجه بالنسبة لنا بعض منا لكن بالنسبة لله لا نقول : إنه بعض ،
لأن البعض في اللغة : ( ما جاز انفكاكه عن أصله وانفصاله عنه ) [4] ،
ومثل هذا في صفات الله لا يمكن [5] ،
[1] - أخرجه البخاري ( 5873 ) دون قوله ( إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه ) وأخرجه مسلم ( 2612 ) وانظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا الحديث في مجموع الفتاوى ( 4 / 183 ) وبيان تلبيس الجهمية ( 1 / 615 ) ،
[2] - كتاب الصفات للدارقطني تحقيق فضيلة الشيخ علي ناصر فقيهي ص 57 – 63 – 64 وكتاب السنة لعبدالله بن الإمام أحمد ( 1 / 268 ) ( 2 / 479 – 480 – 490 ) وكتاب السنة لابن أبي عاصم ( 1 / 229 – 230 ) وكتاب التوحيد لابن خزيمة ( 1 / 81 – 94 ) وكتاب الشريعة للآجري ص 314- 315 وكتاب التوحيد لابن مندة ( 1 / 222 ) وكتاب الأسماء والصفات للبيهقي ( 2 / 60 ) وشرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ عبدالله الغنيمان ( 2 / 29 – 38 ، 61 – 65 ، 67 - 98 ) وشرح صحيح مسلم للنووي ( 16 / 402 – 404 ) وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص 199 وسير أعلام النبلاء للذهبي ( 14 / 374 ) وكتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة ص 357 – 358 ،
[3] - أخرجه البخاري ( 3074 ) ومسلم ( 2834 ) ،
[4] - المحكم لابن سيده ( 1 / 256 ) وانظر بيان تلبيس الجهمية ( 1 / 46 – 49 ) ( 2 / 90 ) ،
[5] - بيان تلبيس الجهمية ( 1 / 48 ) ،
فقد كان هناك من يتكلم فى حديث الصورة وبعضهم من المنتسبين لأهل السنة والجماعة وهذا العلامة بن عثيمين رحمه الله تعالى كعادته يشفى الصدور فيقول فى شرح السفارينية
فإن قال قائل : إنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته ) [1] ، وهذا يدل على أن وجه أدم مماثل لوجه الله وأنتم تقولون إن لله وجهاً لا يماثل أوجه المخلوقين فما هو الجواب عن هذا الحديث ؟
الجواب : قلنا : هذا الحديث من الأحاديث المتشابهة فمن كان من قلبه زيغ اتبعه وجعله مناقضاً للقرآن ، وضرب القرآن بعضه ببعض ، وقال : هذا القرآن يقول : { ليس كمثله شيء } ، وهذا الحديث يقول : إن الله خلق آدم على صورته ، فأيهما نصدق ؟ فيتبع المتشابه .
وأما الراسخون في العلم فيفتح الله عليهم ويعرفون وجه الجمع بين النصوص ،
ويقولون في الجواب عن هذا الحديث :
1 - إن معنى قوله : ( خلق الله آدم على صورته ) : أي على الصورة التي اختارها سبحانه وتعالى وخلقها في أحسن صورة ،
فتكون إضافة الصورة إلى الله إضافة خلق وتشريف ،
كقوله : ناقة الله ، وبيوت الله ، ومساجد الله ، وما أشبه ذلك ،
وهذا وارد في القرآن ولا يمتنع على الله عز وجل ،
2 - الوجه الثاني : أن نقول : ( على صورته ) : أي على صورة الله التي هي صفته ،
ولا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلاً للشيء [2] ،
والدليل على هذا : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر [3] ،
ومعلومٌ أنها ليست على صورة القمر من كل وجه ، فليس في القمر عين ولا أنف ولا فم ، ومن دخل الجنة فهو له عين وأنف وفم ، فهذا يدل على أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلاً للشيء ،
فصار قولنا : ( إن الله خلق آدم على صورته ) ، لا ينافي قولنا : إننا نثبت لله وجهاً لا يماثل أوجه المخلوقين ،
س : هذه الصفة هل هي معنوية ؟
الجواب : ليست معنوية ولكنها موافقة لمسمى هو منا أبعاض وأجزاء ، فالوجه بالنسبة لنا بعض منا لكن بالنسبة لله لا نقول : إنه بعض ،
لأن البعض في اللغة : ( ما جاز انفكاكه عن أصله وانفصاله عنه ) [4] ،
ومثل هذا في صفات الله لا يمكن [5] ،
[1] - أخرجه البخاري ( 5873 ) دون قوله ( إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه ) وأخرجه مسلم ( 2612 ) وانظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا الحديث في مجموع الفتاوى ( 4 / 183 ) وبيان تلبيس الجهمية ( 1 / 615 ) ،
[2] - كتاب الصفات للدارقطني تحقيق فضيلة الشيخ علي ناصر فقيهي ص 57 – 63 – 64 وكتاب السنة لعبدالله بن الإمام أحمد ( 1 / 268 ) ( 2 / 479 – 480 – 490 ) وكتاب السنة لابن أبي عاصم ( 1 / 229 – 230 ) وكتاب التوحيد لابن خزيمة ( 1 / 81 – 94 ) وكتاب الشريعة للآجري ص 314- 315 وكتاب التوحيد لابن مندة ( 1 / 222 ) وكتاب الأسماء والصفات للبيهقي ( 2 / 60 ) وشرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ عبدالله الغنيمان ( 2 / 29 – 38 ، 61 – 65 ، 67 - 98 ) وشرح صحيح مسلم للنووي ( 16 / 402 – 404 ) وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص 199 وسير أعلام النبلاء للذهبي ( 14 / 374 ) وكتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة ص 357 – 358 ،
[3] - أخرجه البخاري ( 3074 ) ومسلم ( 2834 ) ،
[4] - المحكم لابن سيده ( 1 / 256 ) وانظر بيان تلبيس الجهمية ( 1 / 46 – 49 ) ( 2 / 90 ) ،
[5] - بيان تلبيس الجهمية ( 1 / 48 ) ،