المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرجو التأمل معي في هذا الاشكال



ali yassar
08-10-2014, 07:53 PM
ملاحظة: السؤال ليس عن سبب وجود تشوهات خلقية أو ما شابه لمن قرأ بتأن، فهذه مجرد أمثلة تمهيدا لسؤالي في خاتمة المشاركة.
نصادف في القرآن بعض الآيات التي يمكن أن يُفهم منها أن الله يحرص على أن يقوم بأعماله كخالق خير قيام، مثلا الآية القائلة "صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي#أَتْقَنَ#كُلَّ شَيْءٍ" أو الآية "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ#تَقْوِيمٍ" أو الآية #"فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" لكن بالتأمل في أنفسنا وفي الكون يمكن ملاحظة مجموعة من الظواهر تثبت وجود نقائص في الخلق الالهي، مثلا بالنسبة للشخص السليم، مجرى الطعام ومجرى الهواء واحد، وهو ما قد يتسبب في حالات موت بسبب الغصة، في حين كان ممكنا أن يكون لكل من الطعام والهواء مجرى خاص به. دون الحديث عن التشوهات الخَلْقية بالنسبة للأشخاص غير الأصحاء. كذلك الانفجارات والاصطدامات في الكون، من الأمثلة التي يمكن ذكرها بهذا الصدد.
طبعا المؤمن لا يشك في القدرة المطلقة وفي الحكمة المطلقة لله، فهو عنده قادر على كل شيء، وكل أفعاله من ورائها حكمة وإن خفيت عنا لقصور مداركنا، وبالتالي لا ينبغي الانطلاق من التشوهات الخلقية مثلا لنعت خلق الله بأنه "تصميم غبي"، لأن الله بقدرته كان قادرا على جعل الأطفال المشوهين، مثلا، أطفالا أصحاء، فالأمر من ورائه حكمة -كما تقدم- لكن في المقابل يمكننا الادعاء بأننا نعرف على الأقل حكمة محددة من وجود مظاهر القصور والنقص التي نراها في المخلوقات؛ فببساطة من صفات الله الكمال، وكماله يستوجب نقص ما سواه، لذلك "لا يمكن" لله (؟؟) أن يطلق العنان لقدراته المطلقة في الخلق إن هو أراد التفرد بصفة الكمال، وإلا لكانت النتيجة أن يخلق الله كائنات توازيه في الكمال.
سؤالي هنا: ما دام الخلق الالهي لا يجسد القدرة المطلقة والاتقان المطلق لله، فهل عندما يصف المؤمن الله بالقدرة المطلقة وبالاتقان هل يفعل ذلك فقط إيمانا منه بأن الله من الواجب أن يتصف بهذه الصفات، وليس انطلاقا من تأمله في المخلوقات كما هو مُفترض؟

أبو جعفر المنصور
08-10-2014, 08:53 PM
يا علي ( إن كان هذا اسمك حقاً )

إما أن تأتي بجديد وإلا فليس من المفيد تكرار كلام تم الرد عليه ألف مرة

إتقان الخلق أمر مشاهد ويقر به حتى الملحد ضمناً ويفسره بانتخاب طبيعي

كونك لم تفهم بعض الأمور لا يعني هذا أنها لا حكمة فيها كما حصل مع العديد من الأعضاء الضامرة مثلاً

الله عز وجل تكلم في القرآن عن الأعمى وعن الأصم وأرجع ذلك لإرادته وحكمته

ولولا ما أظهره من النقص في بعض البشر لما عرف الاتقان في بقيتهم فافهم هذا جيداً

فالأمر لم يحصل رغماً عنه حتى لا يصير معطلاً للقدرة ولما قال ( صنع الله الذي أتقن كل شيء صنعه ) كان يتكلم عن الجنس وإخراج بعض الأفراد لحكمة ظاهرة لمن أراد أن يفهمها لا ينافي عمومه ، وهناك صفة الحكمة التي تقتضي وجود بعض الاختبارات للبشر وبعض الابتلاءات

وإلا من أين عرفت التشوه إلا ما قارنت بالبنية السليمة المعقدة الدالة على خالقها

وتكلم في القرآن عن الزلازل والكسوف وغيرها وأرجع ذلك لتخويف البشر ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً )

فالأصل في البشر سلامة البنية ، وما سواها شذوذ وجعل الشذوذ هو القاعدة التي يحاكم إليها هي معضلة الفكر الإلحادي

مسألة التشوهات وبعض الأمور التي لا تفهم الحكمة منها لبعض البشر شاهدها الناسعبر آلاف السنين لم يفكر أحد منهم أن في هذا نفي للخالق إذ أن التشوه إذت كان نفياً للخالق فعدمه إثبات له وهو الأصل في الخلق

بحث الحكمة نهايته لا تكون إثبات الخالق أو عدمه وإنما إثبات الحكمة أو عدمها ، والملحد كمن سبه شخص فقتله ردة الفعل غير متناسبة وهكذا هو البحث في الحكمة

ولننظر في مثال مخرج الطعام والهواء واحد

الملايين يومياً يموتون بالغصة أليس كذلك ؟!

فإن قلت : لا قلنا لك هذه بحد ذاتها معجزة ودلالة على ضعف الإنسان وأن هناك من يرعاه وأن الموت منه قريب ولهذا نحن نحمد الله بعد الطعام أن سهل دخوله وذهب للمجرى الصحيح ولا إرادة لنا في ذلك

وأما الانفجارات والاصطدامات في الكون

كل يوم يمتليء العالم بالزلازل والبراكين بسبب هذه الانفجارات ويموت الملايين أليس كذلك ؟

فإن قلت : لا ، فها أنا أخبرك أن هذا دليل حفظ الله عز وجل للبشر إذ لو تغيرت الثوابت الكونية بأدنى نسبة لاضمحلت الحياة ، ولو كانت الشمس أقرب بقليل من الأرض لاحترقت الأرض

لماذا تشاهد هذا وإنما شاهدت فقط ما أردت أن تشاهده ؟

وأترك المجال لأجوبة الأخوة المختصين بالرد على مثل هذه الأمور فأذكر أن هناك مقالات

أبو جعفر المنصور
08-10-2014, 09:21 PM
وهنا موضوعان طويلان عريضان في هذه المسألة حتى لا نعيد السناريو القديم بكل حيثياته

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?15747-%C7%E1%CD%DF%E3%C9-%E3%E4-%CE%E1%DE-%C7%E1%E3%D4%E6%F8%E5/page3

وهنا أيضاً : http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?55277-%D4%C8%E5%C9-%E6%CC%E6%CF-%C7%D8%DD%C7%E1-%E3%D4%E6%E5%ED%E4-%CF-%E5%ED%CB%E3-%D8%E1%DA%CA

وتأمل في مشاركة محمد الباحث بالخصوص

ali yassar
08-10-2014, 11:04 PM
بالنسبة للروابط التي وضعتها فهي لا علاقة لها بسؤالي، لأن الإشكال المناقش فيها هو: لماذا يوجد أطفال مشوهون؟ وأنا لا أطرح السؤال نفسه هنا.
في النهاية أنت للأسف لم تجب على سؤالي الذي كان في نهاية المشاركة، وعوضا عن ذلك استغرقت في الرد على أشياء أنا لم أخالفك فيها ابتداء بل سلمت لك بها. قولك لي مثلا " كونك لم تفهم بعض الأمور لا يعني هذا أنها لا حكمة فيها"، علما أن نصف المنشور سلمت فيه للمؤمن بوجود حكمة خفية وراء ما يمكن اعتباره جوانب قصور في الخلق، وافترضت أن الله كان قادرا على تجنبها لأنه القدير، لكنه جعلها جزء من الخلق لحكمة قد نعلمها أو لا نعلمها، لقد قلت هذا الكلام بشكل واضح، ونبهت في ملاحظة سبقت المنشور أن سؤالي لا علاقة له بهذا الموضوع، ورغم ذلك سقطتَ فيما حذرتُ منه.
لقد كان سؤالي (الذي أراه بسيطا) كالتالي: عندما تصف الله بأنه متقن، وبأنه ذو قدرة مطلقة، فهل تقول هذا انطلاقا من إيمانك"فقط" بأن الله يتوجب فيه حضور هذه الصفات باعتباره الله؟ أم تقول ذلك انطلاقا من مشاهدتك للخلق؟ إذا كان الاحتمال الثاني؛ أي انطلاقا من مشاهدتك الخلق، فهل ما تشاهده في الخلق -حصرا- يسمح فعلا بوصف الله بالإتقان وبالقدرة المطلقة؟ علما أن هناك ظواهر تنفي ذلك -ذكرت بعضها- صحيح قد تعلل وجودها بحكمة ما، ولن أختلف معك في هذا، لكنها تظل شاهدة على عدم الإتقان. هذا هو سؤالي.
بعد توضيح السؤال أريد فقط لفت انتباهك إلى بعض المسائل مع أنها ليست موضوعنا، قلت أن: "إتقان الخلق أمر مشاهد ويقر به حتى الملحد ضمناً ويفسره بانتخاب طبيعي".
لكن ما أعلمه حسب معرفتي المتواضعة بما يقوله كثير من الملاحدة هو على عكس ما قلت، فالملاحدة لا يصفون الخلق بالإتقان، ولا يقرون بذلك، ولا أعلم من أين جئت بهذا الكلام، بل هم يسمون التصميم الذكي بالتصميم الغبي، والمثال الذي أعطيته عن مجرى الهواء والطعام يوضح ذلك، فهم يرون أن من الإتقان في خلق الانسان جعل مجريين للطعام والهواء وليس واحدا كما فعل الله، بل قد يرون أن الحاجة للتنفس والطعام أصلا ليس لها محل، مادام كان ممكنا لله أن يجعل الجسم قادرا على الاشتغال فقط بالطاقة الشمسية، فهو القادر على كل شيء، ويمكن أن تستقرئ افتراضات الملاحدة هذه حتى تصل إلى نقطة يقولون فيها أن إتقان الله للخلق يستوجب خلقه لكائنات تضاهيه في الكمال، سوى ذلك فهو قصور عن درجة الإتقان الكامل، فهذا ما يقوله الملاحدة وليس كما قلت أنت. ثانيا الملحد التطوري عندما يتكلم عن الانتخاب الطبيعي فهو لا يفسر به إتقان الخلق كما قلتَ، بل بالعكس، قول التطوري بالانتخاب الطبيعي هوعنده دليل على وجود إما اخطاء في الخلق (طفرات مضرة مثلا قد تكون لاسباب وراثية وليس لها علاقة بما كسبت أيدي الناس فلا يتم انتخابها) أو للمساعدة على التأقلم في بيئة جديدة، ومن مبادئهم الراسخة ان الطبيعة تقوم بأخطاء وتفعل أشياء غبية فهي عندهم أشبه بـ "صانع ساعات أعمى" كما وصفها ريتشارد داوكنز، فكيف تنسب إليهم القول بإتقان الخلق؟

ali yassar
08-10-2014, 11:07 PM
المرجو فقط التركيز على سؤالي في نهاية المنشور وعدم التسرع في الاجابة على اسئلة لم اطرحها

أبو جعفر المنصور
08-10-2014, 11:25 PM
في الواقع لا يمكنك أن تجد اطراداً فكرياً عند الملحد

كلمة التصميم الغبي يطلقونها على بعض الأعضاء التي لا يفهمون الحكمة منها ، ويعترف المنصفون منهم بوجود تصميم ذكي في عامة الأعضاء ولكنهم يرجعون الأمر إلى التطور والانتقاء الطبيعي الذي كان ينتقي الصفات الجيدة ويترك السيئة

ونظرية التطور جاءت لتفسر سبب وصول الخلق إلى هذا التعقيد وهذا الإتقان خصوصاً في البشر بعيداً عن تدخل إلهي

الواقع أنني أراك ذهبت من الكلام عن الحكمة إلى الكلام على القدرة

نحن نؤمن بالقدرة لأن الله عز وجل أخبرنا في كتابه المعجز أنه على كل شيء قدير ثم استدل على قدرته بأمور كثيرة

إشكاليتنا في مسألة القدرة تكمن من البعثيين ( منكري البعث ) وأما الملاحدة فالإشكال معهم في أصل وجود الرب

وقد استدل الله عز وجل على قدرته على البعث بعدة أمور

أولها كونه خلق من العدم وإعادة الخلق أهون من الخلق من العدم

وكونه يحيي الأرض بعد موتها بالمطر كنموذج ملهم حول البعث

قال الله تعالى : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

وهناك أمور أخرى تجد الكلام عليها مبسوطاً في الصواعق المرسلة لابن القيم

ويبدو انك لم تفهم ( دوكنز ) حين قال ( صانع الساعات الأعمى ) هو يتكلم عن (صانع ساعات ) يصنع ساعة كما ينبغي وتعمل كما ينبغي ولكن يرد الإشكال أنه غير هادف وهو يرمز بذلك للعشوائية في عملية التطور

ونظرية الأكوان المتعددة إنما جاءت لتفسير الاتساق في الكون ووجود الثوابت الكونية غير قابلة التبديل فهذا إقرار ضمني بصحة هذا

والكلام على عشوائية الطفرات يخرجها من حيز النظرية العلمية القابلة للأخذ والرد ( وشرح هذا يطول )

قدرة الله عز وجل المطلقة ظاهرة في عموم الخلق أنت فقط تركز على الاستثناء الذي استثني لحكمة ( كتعريف الأصحاء نعمة الله عليهم ) وهو فيه من مظاهر القدرة الشيء الوفير لمن تأمل

( ونأخذهم بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون ) وهذا يشمل ما يصيب الابن أو النفس من أمراض على كل الأصعدة

فالمرض الطاريء أو الأصيل هو صنعة إلهية ( أتقنها ) لتؤدي وظيفتها

الله هو خالق الأمراض يا صاح

وقد أشرت إلى هذا في مشاركتي المنصرمة

وتأمل ما كتبه الأخوة سابقاً فإنه مفيد فقط تأمل وتأمل أيضاً في قصة موسى والخضر وكيف كان البناء القائم شراً على القوم الذين لم يكرموهم وكيف كانت السفينة المخروقة ( وهذا تشوه ) نعمة على أهلها

ali yassar
08-11-2014, 12:41 AM
قلتَ: "الواقع أنني أراك ذهبت من الكلام عن الحكمة إلى الكلام على القدرة"
-كان واضحا أن منشوري هو عن الإتقان والقدرة المطلقة لله، وليس عن الحكمة، ولم أذهب من فكرة الى اخرى، فالمنشور كتبته مرة واحدة، انت من اجابني عن الحكمة حتى نبهتك انها ليس موضوعي، علما اني نوهت في بداية الموضوع ان السؤال ليس عن الحكمة.
قلت: "ونظرية التطور جاءت لتفسر سبب وصول الخلق إلى هذا التعقيد وهذا الإتقان خصوصاً في البشر بعيداً عن تدخل إلهي"
- الاتقان ليس مرتبطا بالتعقيد او البساطة في حد ذاتيهما، بل بالكفاءة في العمل، مثال مرور الطعام والهواء من مجرى واحد يبرز التعقيد، لكن لا يبرز الاتقان، فالإتقان يتطلب أن يمر الطعام والهواء من مجريين اثنين وليس واحد، انت عللت هذا بوجود حكمة، انا قلت لك لا بأس، هناك حكمة، لكن هذا لا ينفي غياب الإتقان (وان كان لحكمة). في حال ما اعتبرت ان الاتقان والتعبير العملي عن القدرة المطلقة يتعارض مع الحكمة، فهذا شأنك، لكن سؤالي كان واضحا، وهذا المثال الذي ذكرته ليس من جنس الاستثناء، أو أني أركز على الاستثناءات، لان كل البشر تركيبهم هكذا، مجرى واحد للطعام والشراب.
قلت: "يبدو انك لم تفهم ( دوكنز ) حين قال ( صانع الساعات الأعمى ) هو يتكلم عن (صانع ساعات ) يصنع ساعة كما ينبغي وتعمل كما ينبغي
-داوكنز لم يقل هذا في كتابه، فهو ايضا يؤمن ان الطبيعة لا تعمل بشكل جيد، والتعقيد عنده ليس بالضرورة دليل الاتقان، ابسط مثال هو زرافة كان قد شارك في تشريحها داوكنز نفسه، فاعتبر ان من التصميم الغبي ان ينزل عصب الحنجرة من الدماغ الى القلب ثم يرجع الى الحنجرة، فهو اذن لا يؤمن بوجود اتقان في الطبيعة كما تنسب ذلك له وللملاحدة.

أبو جعفر المنصور
08-11-2014, 01:04 AM
قلتَ: "الواقع أنني أراك ذهبت من الكلام عن الحكمة إلى الكلام على القدرة"
-كان واضحا أن منشوري هو عن الإتقان والقدرة المطلقة لله، وليس عن الحكمة، ولم أذهب من فكرة الى اخرى، فالمنشور كتبته مرة واحدة، انت من اجابني عن الحكمة حتى نبهتك انها ليس موضوعي، علما اني نوهت في بداية الموضوع ان السؤال ليس عن الحكمة.
قلت: "ونظرية التطور جاءت لتفسر سبب وصول الخلق إلى هذا التعقيد وهذا الإتقان خصوصاً في البشر بعيداً عن تدخل إلهي"
- الاتقان ليس مرتبطا بالتعقيد او البساطة في حد ذاتيهما، بل بالكفاءة في العمل، مثال مرور الطعام والهواء من مجرى واحد يبرز التعقيد، لكن لا يبرز الاتقان، فالإتقان يتطلب أن يمر الطعام والهواء من مجريين اثنين وليس واحد، انت عللت هذا بوجود حكمة، انا قلت لك لا بأس، هناك حكمة، لكن هذا لا ينفي غياب الإتقان (وان كان لحكمة). في حال ما اعتبرت ان الاتقان والتعبير العملي عن القدرة المطلقة يتعارض مع الحكمة، فهذا شأنك، لكن سؤالي كان واضحا، وهذا المثال الذي ذكرته ليس من جنس الاستثناء، أو أني أركز على الاستثناءات، لان كل البشر تركيبهم هكذا، مجرى واحد للطعام والشراب.
قلت: "يبدو انك لم تفهم ( دوكنز ) حين قال ( صانع الساعات الأعمى ) هو يتكلم عن (صانع ساعات ) يصنع ساعة كما ينبغي وتعمل كما ينبغي
-داوكنز لم يقل هذا في كتابه، فهو ايضا يؤمن ان الطبيعة لا تعمل بشكل جيد، والتعقيد عنده ليس بالضرورة دليل الاتقان، ابسط مثال هو زرافة كان قد شارك في تشريحها داوكنز نفسه، فاعتبر ان من التصميم الغبي ان ينزل عصب الحنجرة من الدماغ الى القلب ثم يرجع الى الحنجرة، فهو اذن لا يؤمن بوجود اتقان في الطبيعة كما تنسب ذلك له وللملاحدة.

ما ذكرته من أمر الزرافة أعلمه جيداً وقد رد عليه القائلون بالتصميم الذكي وفي ذلك المقطع اعترفوا بوجود تصميم ذكي في بعض المواطن دون الأخرى وهذا ما شرحته لك ابتداءً

ومسألة تقطيع المشاركة وانتقاء الكلام خارجاً عن سياقه أسلوب لا ينفع في التباحث

مسألة الإتقان في الصنع ليس كما تشاء أنت حين ترتبط الحكمة بالمصنوع فإن الإتقان أن يكون مناسباً للحكمة وليس لما يقترحه عقلك المشبع بداء الاعتراض

قد أخبرتك ابتداءً أن القوم متناقضون دوكنز نفسه قال بأنه كان مؤمناً ودافع إيمانه أنه رأى أن المصنوع لا بد له من صانع حتى تعلم نظرية التطور

تناقضهم ليس حجةً علي لولا ذلك الاعتراف الضمني لما جاءت فكرة الأكوان المتعددة ولما جاءت فكرة الطفرات العشوائية الخلاقة والانتخاب الطبيعي

جهلهم بوظائف الأعضاء الضامرة كان ينبغي أن يعلمهم شيئاً من التواضع

وفعلاً أنتم تنظرون للشذوذ المتخيل

وقد لاحظ الناس في قرون متقدمة الجمال والاتقان في خلقة الآدمي

قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة :" فصل ثم تأمل حكمته في الاعضاء التي خلقت فيك آحادا ومثنى وثلاث
ورباع وما في ذلك من الحكم البالغة فالراس واللسان والانف والذكر خلق كل منهما واحدا فقط إذلا مصلحة في كونه اكثر من ذلك الا ترى انه لو اضيف الى الراس راس آخر لاثقلا بدنه من غير حاجة اليه لان جميع الحواس التي يحتاج اليها مجتمعة في رأس واحد ثم ان الانسان كان ينقسم براسه قسمين فإن تكلم من احدهما وسمع به وابصر وشم وذاق بقي الاخر معطلا لا أرب فيه وإن تكلم وابصر وسمع بهما معا كلاما واحدا وسمعا واحدا وبصرا واحدا كان الاخر فضله لا فائدة فيه وإن اختلف إدراكهما اختلفت عليه احواله وإدراكاته وكذلك لو كان له لسانان في فم واحد فإن تكلم بهما كلاما واحدا كان احدهما ضائعا وان تكلم باحدهما دون الاخر فكذلك وان تكلم بهما معا كلامين مختلفين خلط على السامع ولم يدر باي الكلامين يأخذ وكذلك لو كان له هنوان وفمان لكان مع قبح الخلقة احدهما فضلة لا منفعة فيه وهذا بخلاف الاعضاء التي خلقت مثنى كالعينين والاذنين والشفتين واليدين والرجلين والساقين والفخذين والوركين والثديين فإن الحكمة فيها ظاهرة والمصلحة بينه والجمال والزينة عليها بادية فلو كان الانسان بعين واحدة لكان مشوه الخلقة ناقصها وكذلك الحاجبان وأما اليدان والرجلان والساقان والفخذان فتعددهما ضروري للانسان لا تتم مصلحته الا بذلك الا ترى من قطعت احدى يديه او رجليه كيف تبقى حاله وعجزه فلو ان النجار والخياط والحداد والخباز والبناء واصحاب الصنائع التي لا تتأتى الا باليدين شلت يد احدهما لتعطلت عليه صنعته فاقتضت الحكمة ان اعطى من هذا الضرب من الجوارح والاعضاء اثنين اثني وكذلك اعطى شفتين لانه لا تكمل مصلحته إلا بهما وفيهما ضروب عديدة من المنافع ومن الكلام والذوق وغطاء الفم والجمال والزينة والقبلة وغير ذلك وأما الاعضاء الثلاثة فهي جوانب انفه وحيطانه وقد ذكرنا حكمة ذلك فيما تقدم واما الاعضاء الرباعية فالكعاب الاربعة التي هي مجمع القدمين والممسكة لهما وبهما قوة القدمين وحركتهما وفيهما منافع الساقين وكذلك اجفان العينين فيها من الحكم والمنافع انها غطاء للعينين ووقاية لهما وجمال وزينة وغير ذلك من الحكم فاقتضت الحكمة البالغة ان جعلت الاعضاء على ما هي عليه من العدد والشكل والهيئة فلو زادت او نقصت لكان نقصا في الخلقة ولهذا يوجد في النوع الانساني من زائد في الخلقة وناقص منها ما يدل على حكمة الرب تعالى وأنه لو شاء لجعل خلقه كلهم هكذا وليعلم الكامل الخلقة تمام النعمة عليه وانه خلق خلقا سويا معتدلا لم يزد في خلقه مالا يحتاج اليه ولم ينقص منه ما يحتاج اليه كما يراه في غيره فهو اجدر ان لم يزداد شكرا وحمدا لربه ويعلم ان ذلك ليس من صنع الطبيعة وإنما ذلك صنع الله الذي اتقن كل شيء خلقه وانه يخلق ما يشاء "

ومن يترك الجمال الموجود في الطبيعة مع كون كل مخلوق قد هيء له كيف يعيش وكيف يحصل قوته يجعل مشاهدة بعض الأمور التي يركز عليها الملحد لإشباع نظرته المرضية أمراً بعيداً عن العلم والموضوعية

وأما قولك بأن سؤالك كان من البداية عن إتقان الخلق

فارجع إلى موضوعك وانظر ما كتبته عن الحكمة لا يمكن الفصل بين صفات الله عز وجل

كنت قد أسديت لك العديد من النصائح في مناسبات متعددة ، ولعل هذه تكون نصيحتي الأخيرة قبل مغادرة المنتدى مع علمي أن قليلاً من الناس من ينتصح

السفسطة وصناعة التشكيك واجتزاء الكلام لا يمكن أن تبني شيئاً ولا أن تكسبك احترام محاورك

قد ذكرتني طريقتك برافضي ناقشته قديماً والله المستعان

ali yassar
08-11-2014, 01:31 AM
أستاذ ابو جعفر، ذكرت لك مثال عصب الحنجرة كما وضحه داوكنز لاوضح لك ان داوكنز لا يرى إتقانا في الخلق عكس ما نسبت اليه ولغيره من الملاحدة، كان هذا مرادي، أما صحة أو عدم صحة كلامه فهذا موضوع آخر، ليس هو ما أطرحه هنا. لا اعرف ان كانت هذا الفكرة واضحة ام لا؟
سأعطيك مثالا آخر بسيطا، لكن هذه المرة على نحو مختلف حتى تركز على سؤالي أكثر؛ تركيب عظام الإنسان يسمح لها أن تكون على درجة من الصلابة، لكن ليس كثيرا جدا، إذ تُكسر أحيانا بسبب الوقوع فقط، طبعا كان بإمكان الله -وهو القادر على كل شيء- أن يجعل تركيب عظامنا من مواد أشد قوة، لكنه لم يفعل لحكمة لن أناقشك فيها، لكن الواضح أن الله تعمد عدم استخدام كل إمكانياته كخالق قادر على كل شيء في عملية خلق العظام، والنتيجة عظام أقل كفاءة مقارنة بما يمكن أن نتصوره. والحال هذه، إذا قلت أن الله متقن وقادر على كل شيء، هل هذا القول ناتج عن إيمانك بأن الله ينبغي أن تتوفر فيه هذه الصفات؟ أم نتاج تأملك في خلق تعلم أنه من الممكن تصور ما هو أفضل منه وأحسن إتقانا؟
في النهاية كل ما أطلبه منك -إذا قررت افادتي بمشاركاتك- أن تجيب على ما اطرح من اسئلة، اما ماذا اطرح، وكيف اطرح، فهو شيء شخصي، ولا احتاج فيه لنصائح أحد، تماما كما لا اتدخل في طريقة تعبيرك.

ابن سلامة القادري
08-11-2014, 02:01 AM
سؤالي هنا: ما دام الخلق الالهي لا يجسد القدرة المطلقة والاتقان المطلق لله، فهل عندما يصف المؤمن الله بالقدرة المطلقة وبالاتقان هل يفعل ذلك فقط إيمانا منه بأن الله من الواجب أن يتصف بهذه الصفات، وليس انطلاقا من تأمله في المخلوقات كما هو مُفترض؟

من قال لك إن الخلق الإلهي لا يجسد القدرة المطلقة لله تعالى ؟

طيب الله تعالى تحدى العلمين بخلق ذبابة فقال : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) [الحج: 73].

لماذا لم نرى استجابة للتحدي ؟ و على أحقر مخلوقات الله ؟

أنظر فقط إلى عين الذبابة لترى تناهي التعقيد .. تعقيد رقمي :

http://www.kaheel7.com/modules.php?name=News&file=article&sid=1246

ثم تقول إن خلق الله لا يدل على قدرة مطلقة .. هذا سوى الحديث عما توصل إليه العلم في علوم الطب و الانسان و الفلك و الفيزياء و الذرة و عوالم لا تحصى من الحيوان و الطيور و الأسماك و الحشرات و الخلايا و البكتيريا و الفيروسات و النباتات و كيف تتصرف هذه الكائنات على درجات متفاوتة من الوعي و التعقيد بحسب ما ألهمها الله من قدرات و مواهب و وظائف كل بحسب خلقته ....

و ما أعطيته أنت مثلا على وجود نقص في خلق الله هو بحد ذاته من أعظم الدلائل على قدرة الله معجزة و بالغة الإتقان : مجرى الطعام ومجرى الهواء واحد.

يقول الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني :

نعمة المريء والبلعوم ولسان المزمار

بعد اللسان في رأس الرقبة توجد (ماسورتان): ماسورة اسمها (المريء) وهو الذي يدخل منه الطعام، وماسورة ثانية اسمها البلعوم، وهي التي يسمونها (القصبة الهوائية) وهي التي يدخل منها الهواء.
وهاتان الماسورتان يقف بينهما جندي نسميه باللسان العامي (الطراعة)، واسمها في الطب: (لسان المزمار).
ومهمته: إذا أتى طعام يفتح مجرى الأكل ويسد مجرى الهواء، وإذا أتى هواء يسد مجرى الطعام ويفتح مجرى الهواء، ولا يسمح بمرور الاثنين في وقت واحد -عسكري مضبوط- وأحياناً يصدر من الدماغ أمر لهذا العسكري بالسماح بدخول هواء ودخول طعام، يعني: شخص يأكل ويتكلم ماذا يحصل عنده؟ يحصل الشرقة، وهي أن العسكري هذا لم يعد يعرف ينفذ أمر من، فهناك هواء يريد أن يدخل ويخرج؛ لكي يتكلم الشخص، وطعام يريد أن يدخل، فتدخل حبة رز في ماسورة الهواء وليس هو بمجرى لها، ولو دخلت هذه واستقرت في الداخل ماذا يحصل؟ يحصل الموت، لا يوجد دواء إلا أن يموت الإنسان مباشرة، حيث إنه لا تستطيع هذه القصبة الهوائية أن تتحمل حبة رز تدخل، فإذا دخلت الحبة هل يموت الإنسان بسبب هذه الغلطة؟ لا.
فالله عز وجل رحيم بهذا الإنسان، فتصدر أوامر من العقل إلى الرئة بوجود جسم غريب دخل عليكم اطردوه، فرأساً يبدأ الإنسان يسعل كثيراً، وهذه هي عملية طرد لهذا الجسم الغريب ولهذه الحبة من هذا المجرى فتخرج، فإذا خرجت قال: الحمد الله ذهبت الشرقة.
هذه نعمة يا أخي! لو عطل الله منك لسان المزمار أو خرب ماذا تعمل؟ يا أخي! كلك آيات من آيات الله: { وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ } [الذاريات:21] أفلا تتفكر من الذي أعطاك هذه الإمكانات وهذه القدرات إلا الله الذي لا إله إلا هو.
المريء نسميه باللسان العامي (القرط) يعني الغضروف، وهي مفتوحة باستمرار، فهي مجرى الهواء لماذا؟ لأن الإنسان يحتاج إلى الهواء باستمرار، فجعلت هذه الماسورة مفتوحة وأنت قائم أو نائم، وأنت ماشٍ أو جالس، في أي وقت مفتوحة والهواء شغال.
وبعد ذلك في المنام ركب الله هاتين الرئتين وركب لها عضلات لا إرادية تشتغل بغير إرادة منك، عضلة الرئة باستمرار تضخ الهواء، لو أن الله جعل عضلة الرئة إرادية بحيث من أراد الحياة يشغل رئته، والذي لا يريد الحياة يوقف، فما رأيكم: هل يشتغل شخص بشيء غير رئته؟ كل منا يريد ألا يقبض؛ لأنه إذا أوقف الرئة مات، لكن جعل الله هذه الرئة تتحرك بالهواء وأنت راقد، والهواء يطلع وذاك ينزل، لا إله إلا الله ما أعظم نعم الله علينا! أما العضلة الثانية لمجرى المريء الخاص بالطعام فماسورة مجوفة ذات عضلات تسمح بنزول الشيء ولا تسمح بخروجه، إذا دخل فيها شيء تنقبض إلى تحت بحيث لا تبقى لقمة في حلقك، بمجرد أن ترميها تقوم العضلة تضغط على تلك وتضغط تضغط إلى أن تستقر في بطنك، ولولا وجود هذه العضلة لاحتاج كل منا إلى أن يدفع كل لقمة ويدخل وراءها سيخاً كيما ينزلها، لكن من وقت ما تبلعها ما الذي يوصلها إلى المعدة؟ هذا فم المعدة مسافة (30سم)، فما الذي يدخل اللقمة إلى هنا؟ أو تشرب على كل لقمة ماء، لكن يمكن أن تكون اللقمة كبيرة، من الذي يمشي لك هذه اللقمة؟ لقد كفاك الله هذه المئونة، وجعل العضلة هذه بمجرد ما تنزل بها الحبة تنقبض إلى تحت لكي تعصرها إلى أن تنزلها وتنفتح بعدها، لكن هذه العضلة لا تسمح بخروج شيء، وهذه العضلة النازلة مفتوحة، لكن لا تسمح بخروج الطعام؛ بدليل أنك إذا قمت بالانتكاس أو مارست حركة من حركات الرياضيين أنه يحصل الانتكاس والمعدة تتشقلب، لكن هل سمعنا أن واحداً انتكس على رأسه ونزل من بطنه إلى الماسورة شيء؟ لم ينزل شيء، لماذا؟ لأن الماسورة هذه إذا انتكس الواحد لا تسمح بنزول شيء، إلا في حالة واحدة وهي حالة الاستفراغ فإذا امتلأت المعدة، وأحس الإنسان بضيق، فالله عز وجل يعطيه قدرة على أنه ينقر حلقه، ونقر الحلق هذا هو عملية تهييج لهذا البلعوم أن هناك طعاماً زائداً دعه يتخلص منه، فيعود الشخص (أع، أع) حتى يخرجه، أو يكون الإنسان مريضاً، فهذه نعمة أيها الإخوة! من نعم الله عليك أيها الإنسان.انتهى

فالتعقيد كما ترى بل منتهى التعقيد في التركيب على هيئة متداخلة و وظائف متعددة للعضو الواحد و نحن نعلم أن هذا المجرى ليس هو العضو الوحيد في الجسم الذي له وظائف متعددة سبحان الله، بل كلما كانت للعضو وظائف أكثر كلما كان أعقد و أحكم، و لذلك لم يزل الدماغ هو أعقد هذه الاعضاء تركيبا و أحكمها وظائفاً.

خذ لك مثالا آخر : الكبد
- يقوم الكبد بعملية تنظيف الأطعمة التي يتناولها الإنسان من السموم المتعددة التي يسهل عليها اختراق ما يتناوله .

- الكبد يعمل على امتصاص الأملاح المعدنية والفيتامينات والحديد ، ويقوم بتخزينها إلى أن يحتاجها الجسم .

- يقوم الكبد أيضاً بتخزين السكر اللازم للحصول على طاقة الجسم ، وتنظيمه في الدم .

- الكبد يعمل على تحليل المركبات التي يصعب فهمها و تكثر تعقيداتها .

- البروتينات التي يحتاجها الجسم لبناء الجسم وأنسجته ونموه أيضاً تتخزن في الكبد .

- الكبد يقوم بالدفاع عن الجسم ضد الجراثيم والميكروبات التي تهاجمه .

- كما أن من أهم وظائف هو عمل الكبد على إفراز العصارة المسؤولة عن هضم وامتصاص الطعام ويقوم بنقلها إلى الأمعاء .

و لنعد إلى الشرقة و لأسألك : كم واحد مات بالشرقة و أنت تحدثت عنها كأنها هي الأصل في هذا النظام العجيب و المركب الذي عليه جسمك -مع أن هذا أمر عارض يحدث لا ننكر حدوثه- ؟

و ما سبب الشرقة أصلا حتى تضع التهمة على هذا النظام المحكم ؟

الشرقة - من موقع طبي -

هذا عرض يحدث لمعظم الناس احيانآ ، ولكنه قد يستمر فترة طويلة ويسبب ازعاجآ للمريض ، إلا أنه ففي معظم الاحيان لا تكون هناك خطورة على الحياة .
إن الحنجرة تعمل كصمام أمان لمنع دخول الاكل والشرب أو أي أجسام غريبة إلى القصبة الهوائية ، وهي مزودة بصمامات تعمل على اغلاق الحنجرة أثناء البلع ، وعند اللزوم يمكن الكح لطرد ما يكون قد لا مس سطح الحنجرة أو دخل فيها من الطعام .
وتحدث الشرقة عند محاولة الكلام أو البلع بسرعة ، وتصاحبها كحة عنيفة وصعوبة في التنفس عندما تغلق الحنجرة ، وينصح الشخص في هذه الحالة بشرب الماء ، ويفضل أن تتنفس ببطء حتى يتم طرد ما يكون قد دخل في الحنجرة وتسبب في حدوث الشرقه .
ولتجنب حدوث هذا الامر ، ينصح بالتوقف عن الكلام أثناء الاكل ، ومضغ الطعام جيدآ وببطء ، وعدم الشرب بسرعة خصوصآ في الاطفال حيث تكون الافعال العصبية المنعكسة غير منتظمة .
وفي كبار السن قد تحدث الشرقة بسبب ضعف التغذية العصبية للحنجرة ، ويتأخر بناء على ذلك غلق الحنجرة .

كذلك يؤدي ضعف الاسنان إلى بلع مضغة كبيرة ، فتحدث الشرقة .

ماذا استفدت ؟ هذه الآداب التي يجب الأخذ بها لتجنب الشرقة هي من السّنّة أصلا و خذها كأصول تقيس عليها للنجاح في حياتك في أي مجال لو شئت، فالله تعالى الذي خلق فسوّى .. قدّر فهدى.

أما كإجابة مباشرة على سؤالك :


فهل عندما يصف المؤمن الله بالقدرة المطلقة وبالاتقان هل يفعل ذلك فقط إيمانا منه بأن الله من الواجب أن يتصف بهذه الصفات، وليس انطلاقا من تأمله في المخلوقات كما هو مُفترض؟

فأقول :

عندما يصف المؤمن الله بالقدرة المطلقة وبالاتقان فهو يفعل ذلك للأمرين معا :
- إيمانا منه بأن الله من الواجب أن يتصف بهذه الصفات،
- و انطلاقا من تأمله في المخلوقات كما هو مُفترض و لكنك لا تفعله للأسف.
- و أضف إلى ذلك أن آيات قدرة الله قد لا تظهر لك إلا مع العلم و النظر بمجموع ما أودعه الله من آيات حكمته في الخلائق كمنظومات متداخلة و متناسقة و متتالية و مركبة، و بالنظر إلى هذه المنظومات الكونية و الطبيعية على أنها متكاملة مع النقص الظاهر فيها لأعيينا كما قلت أنت نفسك فلا تعارض بين الأمرين : الحكمة المطلقة و القدرة المطلقة.

عَرَبِيّة
08-11-2014, 02:45 AM
بدأ زميلنا الملحد بالحديث عن الأطفال المشوهين ( وهو لا يقصد الحديث عن الحكمة ).
ثُم انتقل إلى الإدّعاء بوجود قصور في المخلوقات ( ولم يعطنا أمثله عنها فضلاً على أنَّ جمهور العقلاء والعلماء متفقين على أنَّ هذا الكوْن بمخلوقاته في أفضل وأحسن صوره الممكنة ).
ثُم انتقل للحديث عن خلق الإله لآلهه مثله ( يعني لا تصير الجملة فاعلٌ يفعلُ مفعولاً إنما فاعلٌ يفعلُ فاعلٌ!! بمعنى: يصبح حال الأمر مِن خالقٌ يخلقُ مخلوقًا إلى خالقٌ يخلقُ خالقٌ!! فانظر لهذا الإنهيار وهذا التضارب).
ثمَّ توصَّل إلى إستنتاج من الصعب جدًا معرفة طريقة الوصول إليه مع إفتقار وغياب كامل لأي روابط للمقدمات الثلاثة بإنتقالاتها الموجودة أعلاه. ماهازا يا رقُل؟! :|

ali yassar
08-11-2014, 03:33 AM
ابن سلامة، عربية، أشكر لكما تفاعلكما مع الموضوع. وسأكون شاكرا أكثر لو تأملتما في كلامي هذا لعل غرضي من السؤال يتضح أكثر. سأقدم مثالا آخر بسيطا حتى يُفهم سؤالي على حقيقته، إذا ذهبت لمحل نجار وتأملت عملا رديئا قام به ستحكم على مهارته بالضعف، لكنه سيجيبك معترضا بأن إنتاجه هذا معروض بثمن بخس، أما مهارته الفائقة فيجعلها في منتوجات أخرى تباع بأثمان غالية، وسيعرض عليك هذا النجار أعظم إبداعاته كدليل على مهارته، إذا سألته هل هذا أفضل ما صنعت؟ سيجيبك بنعم. في حالة الله، لا يمكن ان نقول ان خلق الانسان يعبر بشكل صادق عن إتقان الله وقدرته المطلقة، لأنه يمكن ان نتصور خلقا للانسان افضل مما هو موجود حاليا، وسبق وأعطيت مثالا بتركيب العظام، هي فعلا صلبة، لكنها قد تُكسر فقط بسبب زلة قدم، فكان بإمكان الله -وهو القادر على كل شيء- أن يجعل تركيب العظام بشكل يجعلها أكثر صلابة، لكنه لم يفعل لحكمة، وبالتالي نستنتج أن خلق الانسان الحالي ليس تجسيدا لإتقان الله وقدرته المطلقة (مع التسليم بقدرة الله على خلق ما هو افضل لكنه لم يفعل لسبب ما). بعض علماء البيولوجيا يتكلمون عن الثورة الجينومية التي ستغير مفهوم الانسان نتيجة تعديله جينيا لجعله افضل، مما يعني ضمنا ان هناك ما ينبغي تعديله وتحسينه، فكيف يكون ما هو أدنى في الخلق (وإنْ بمشيئة الله) تعبيرا عن قدرة الهية مطلقة، كأنكم تقولون: هذا اقصى ما يستطيع الله فعله، فإن لم يكن اقصى ما يستطيع فعله، تاكد ان الخلق الانساني تعبير عن قدرة قد نصفها بالعظيمة ولكن ليس مطلقة. فإن صح ما تقدم كان وصف المؤمن لله بالقدرة المطلقة هو من قبيل إيمانه بأن الله ينبغي ان يكون ذا قدرة مطلقة وليس كنتيجة لتأمله في المخلوقات، التي يمكن دائما أن نتصورها على هيئة أفضل (كان ممكنا لله أن يخلقها عليها لكنه لم يفعل لحكمة).

عَرَبِيّة
08-11-2014, 03:57 AM
ليس الإشكال في أمثلتك حتّى تُبسّط أو تُصعّب؛ المشكلة في تخبط أفكارك وتفكك طرحك وقفزات استنتاجك.
ولو كان لي أن أمثِّل كلامك برسِم لكانت حلقاتًا بيضاوية متشابكة تشكل في شكلها النهائي شكل إعصار، هذا ما يحدث في دماغك يا زميل، لا ترتيب ولا وضوح ولا طريقة. بل حيص بيص. مع أنّ هذه الحلقات إن رُتِّبت لشكلت سلسلة نسطيع العروج على حلقاتها واحدة واحدة ونحل الإشكالات عندك على التوالي.

كمثال على كلامي من خلال مداخلتك، قُلتك في منتصف كلامك

فكان بإمكان الله -وهو القادر على كل شيء- أن يجعل تركيب العظام بشكل يجعلها أكثر صلابة، لكنه لم يفعل لحكمة،
ثُم ختمت بـ

فإن صح ما تقدم كان وصف المؤمن لله بالقدرة المطلقة هو من قبيل إيمانه بأن الله ينبغي ان يكون ذا قدرة مطلقة وليس كنتيجة لتأمله في المخلوقات، التي يمكن دائما أن نتصورها على هيئة أفضل (كان ممكنا لله أن يخلقها عليها لكنه لم يفعل لحكمة).
طيب وبعدين؟؟ كيف يستقيم أن تكون المقدمة والإستتناج نفس الشيء؟ لسان حال مقالك يقول: وفُسّر الماءُ بعدَ الجهدِ بالماءِ!!.

عَرَبِيّة
08-11-2014, 04:09 AM
من يُعاني غبش في الرؤية يذهب إلى طبيب عيون، ومن ثم يخضع لإختبار، وعليْه بعدها أن يعترف أنه بحاجة إلى نظَّارة، ثُمَّ له أن يختار بأن يعيش أبدًا بهذا الغبش وقد يصيرُ إلى عمًى وفقدان بصر أو يقبل بالنظارة ويعيش بنور بصره ورؤية واضحة.

وأنتَ يا زميل قد قدمتَ أهلاً وسهلاً إلى منتدى التوحيد، وإختبارك هذا الشريط ومعاناتك واضحة، وعليْك أن تعترف أنَّك بحاجةٍ إلى الحق، ولك أن تختار بيْن الجدال العقيم والسفسطة والإعراض وبيْن صدقِك في السعي وخضوعك للحق واتبَّاعه الذي سيظهر لكَ بإذنِ الله لا محالة.

خَيَارُكَ مِلْكُكَ، فقرِّر.

ali yassar
08-11-2014, 04:09 AM
شكرا لتفاعلك عربية وارحب باي رد اخر

د. هشام عزمي
08-11-2014, 04:51 AM
سؤالك وجيه يا زميل علي ، وقد أجابك عليه الأخوة بالفعل ، لكن أحيانًا يكون وجه الرد غير واضح للسائل ..
والخلاصة أنه ليس المقصود بالإتقان في الخلق هو أن تكون جلودنا مقاومة للنار ولا يخترقها الرصاص ، أو أن تكون أبصارنا حادة تخترق الجدران ، كما ضربت أنت مثال النجار الذي يصنع لك باب القبو أو (البدروم) ، فلن يصنعه مرصعًا بالألماس والياقوت والمرجان ومحلى بالذهب والفضة .. بل الإتقان هو أن يكون الشيئ على الصورة التي يقوم فيها بوظيفته ليحقق الغاية من وجوده على أكمل وجه ، هذا ما نجده في خلق الإنسان وأجهزته الحيوية وأعضائه .. أما خلق الأعمى والأبكم والمريض ، فهو لنفس الفكرة ، فالله تعالى خلق لخلقه حكمة وغاية معينة ، ثم كان العمى أو البكم أو المرض سبيلاً لتحقيق هذه الغاية التي قد تخفى علينا وقد لا تخفى ، وقد يخفى علينا وجه منها ويظهر غيره .. والله أعلم .

المدافع عن الاسلام
08-11-2014, 05:24 AM
جواب اخواننا واضح لكن صعب عليك فهمه لكن وضحه استاذنا د. هشام عزمي
ببساطة الانسان يجب عليه ان يقوم بالغرض الذي خلق لاجله و ان لم يتم هذا فهنا يفتح الباب للتشكيك في الاتقان و بما انه يستطيع فهذا عين اتقان الله تعالى للانسان ... و لماذا تركز على الانسان فقط؟؟ اما ترى كل حيوان ملائم لبيئته و يفعل ما خلق له باتقان؟؟...
اما عن مثال الاصابة بالغصة اما ترى ان في ذلك اتقان عظيما؟؟ فلو كان ممران للنفس و الاكل لقيل لماذا لم يجمعا؟؟ و لشغل ذلك مساحة اكبر اليس كذلك؟؟ :thumbup: كما انه توجيه لاداب الطعام ههه

مستفيد..
08-11-2014, 01:24 PM
بحكم متابعتي لموضوعات الزميل علي لاحضت أن الإشكاليات المطروحة من جهته تركتز على المغالطة في تعريف المصطلحات ثم البناء عليها..في موضوعه السابق مثلا عرَّف لنا العدم تعريفا مشوها ثم بنى إشكاله على ذاك التعريف فوصل إلى نتيجة مشوّهة بدورها ثم أراد إلزامنا بها..نفس الشيء أو لنقل نفس الخطأ في هذا الموضوع -والذي نرجو أن يكون عن غير قصد منه-..فالزميل لم ينطلق من التعريف السليم للتصميم الكامل والذي يعرّفه جميع العقلاء بأنه هو التصميم الذي يُؤدي غاية المُصمّم على أكمل وجه..بينما الزميل عرّف التصميم الكامل بمعزل عن غاية المصمم وهو تعريف مبتور غير عقلاني لأنك لا يمكن أن تتحدث عن الكمال والإتقان إلا بالعودة للمصمم ذاته وماذا أراد من وراء التصميم هل يُؤدي الغاية المرجوة منه مائة بالمائة أم لا..وبالطبع من ينطلق من هكذا مقدمات خاطئة محال أن يصل إلى نتائج صحيحة..

ابن سلامة القادري
08-11-2014, 02:27 PM
لا يمكن ان نقول ان خلق الانسان يعبر بشكل صادق عن إتقان الله وقدرته المطلقة، لأنه يمكن ان نتصور خلقا للانسان افضل مما هو موجود حاليا، وسبق وأعطيت مثالا بتركيب العظام، هي فعلا صلبة، لكنها قد تُكسر فقط بسبب زلة قدم، فكان بإمكان الله -وهو القادر على كل شيء- أن يجعل تركيب العظام بشكل يجعلها أكثر صلابة، لكنه لم يفعل لحكمة، وبالتالي نستنتج أن خلق الانسان الحالي ليس تجسيدا لإتقان الله وقدرته المطلقة...


حسنا يا علي مثالك هذا جيد من حيث الإفصاح تماما عن فكرتك .. و إن كانت إجابتنا لن تنئى عما أجبنا به سابقا ..

سترى أنك مهما أتيت به كمثال لن تتحقق فيه الصورة المثالية للقدرة الإلهية المطلقة كما نتصورها نحن .. لأن مدار القدرة على الحكمة و ليس العكس.

و كما سبق القول دائما : العبرة في تفصيل الكلام و تمحيص الأدلة بدقة سواء منها ما يدعم الإيمان أو ما يحاول نقضه.

تريد أن يخلق الله تعالى خلقا متينا على الأرض كخلق الملائكة في السماء لا يتعرضون لأذى و لا يعانون نقصا أو ألماً .. خلقاً مثاليا كخلق أهل الجنة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون شباب دائم و صحة لا يعقبها مرض و أجساد متينة لا يختمرها ضعف أو إجهاد أو اعتلال .. تريد مثلا أن يكون البشر على هذه الهيئة من الكمال و التمام و حتى باقي الكائنات لم لا حتى يتسنى لنا أن نؤمن بقدرة الله المطلقة ..

لكنك لم تنتبه لشيء و هو أن النقص الذي تتحدث عنه هو من جهة تحقق كمال النعمة المنشود الذي لن يتحقق إلا بشروطه التي ليست على الأرض و ليس جهة الإتقان و الإحكام المتناسب مع شروط الأرض و مادة الأرض .. فبما أن مادة الإنسان من مادة الأرض و خُلقت على أرض نعلم جميعا خصائصها فلا يجب أن تكون صلبة و لا سائلة بل مرنة بل متوسطة الصلابة و السيولة .. و العظم الذي ينكسر لا بد له من أن ينكسر لأن منشئه من خلايا متحولة متجددة بتجدد المواد التي يتناولها الكائن الحي من خلال طعامه و شرابه خلايا يتخللها أكسيجين و مواد لبناء الجسم بل العظام نفسها مصانع للخلايا التي وظيفتها بناء الجسم .. و لو تصورنا أن العظم بصلابة الحديد أو الفولاد فهذا لا يتفق مع هذا التحول و التجدد المفترض و العمليات المطلوبة للبناء كما سنبين ..

لو كانت العظام صلبة للغاية فلن تكون مادتها حينئذ من خلايا هي مصانع للبروتين و مواد لبناء الجسم و على درجة عالية من النظام والدقة والكفاءة والتواصل والتدبير و هذه في حد ذاته معجزة دالة على كمال القدرة و نعني بالذات معجزة صناعة البروتين. درجة عالية من النظام والدقة والكفاءة والتواصل والتدبير كما هي أعضاء الجسم بصفة عامة .. و لو سألت عن صلابة العظام فستجد أن عظام الجمجمة و من ضمنها عظام الفكّين قد حظيت من الصلابة ما لم تحظ به باقي العظام و هنا تتجلى الحكمة كاملة تامة .. فهي ليست كعظام الطائر مثلا لأنها من المفترض أن تحمي أهم أعضاء الجسم أهمية للإنسان و كذا حساسية و مرونة و هي الدماغ و العينان و الأذنان و توفر لها و لعامة الجسم إمكانية لأهم ما يلزم للبناء و الحياة .. و لا ننسى دور الفكّين و هو في الطليعة أي مضغ الطعام جيدا و هو غذاء الجسم كله !!!
تتجلى الحكمة أيضا و تمام القدرة في الآن نفسه في أن مرونة العظام و صلابتها النسبية اقتضاه تكوينها المتوافق مع بنية الجسم، فهل تعلم أن :
- العظام مسامية و تتخللها ثقوب و فتحات تسمح بمرور الدم والأعصاب.
- 50% منها يتكون من الماء
- تتكون كريات الدم بشكل أساسي في نخاع العظام (مخ العظام) وهو النسيج اللين الموجود داخل العظام. حيث يقوم مخ العظام بصنع هذه الكريات وصبها في الدم فيصب الأعداد التالية :
. مليون ونصف كرية حمراء في الثانية الواحدة
. خمسة ملاين صفيحة دموية في الثانية الواحدة
. مائة وعشرون ألف كرية دم بيضاء
- تحتوي العظام على المخزون الذي يحتاجه الجسم من الكالسيوم و المواد الدهنية و الفوسفور
- العظام مرنة و مُعدّة بذلك لحمل الأوزان و تحمل الضربات القوية و هذا يتطلب مرونة مثل مرونة البلاستيك خاصة أن محيط العظام من لحم و شحم و جلد.
- العظام لديها إمكانية الإلتئام كاللحم و الجلد بعد الكسر أو التشقق.

يقول العلماء : يتكون الهيكل العظمي للإنسان من عدد كبير من العظام والمفاصل، وتمتاز العظام بالكثير من الخصائص والميزات الفريدة والمعجزة، مثل الصلابة والقوة والمتانة والخفة والمرونة، كما أنها مجوفة في تركيبها وذات ثقوب كثيرة متشعبة ومرتبطة مع بعضها البعض، تجعلها صلبة وخفيفة في الوقت نفسه، ولكل عظمة من هذه العظام شكل وسمك وبعد خاص، وتساعد هذه الخصائص على تحمل وزن الجسم وحمايته، كما تساعد الشخص على تحريك أطرافه في جميع الاتجاهات، وفي أداء الحركات والأنشطة المختلفة بكل سهولة ويسر.

فتبارك الله أحسن الخالقين، القائل في كتابه الكريم: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) سورة الذاريات: آية 21

و حتى عندما أراد العلماء تعويض خسارة عظمية فهم لم يفكروا أبدا بإنشاء عظام بديلة بمتانة الحديد و الفولاذ كما افترضت أنت كبديل مثالي، فالعظام الصناعية هي عبارة عن محاكاة و محاكاة غير مثالية أيضا للعظام الربانية خاصة لما تتم زراعتها مكانها لأداء وظيفة العظام الربانية و يتم تصنيعها من الخشب النادر. ذلك أن العظام الربانية تشبه في تركيبتها هيكل الشجر و قد توصل علماء ايطاليون من مركز أبحاث جامعة فلورنسا إلى اكتشاف طريقة لصناعة العظام من خشب بعض الأشجار بحيث يُصنع العظم الصناعي من خشب الشجر بعد تعريضه للحرارة ومعالجته ببعض المواد الكيميائية، والنتيجة عظم يشبه العظم الطبيعي ولكن لا روح فيه! حسب مجلة كيمياء المواد Journal of Materials Chemistry

و نعود للقول : تبارك الله أحسن الخالقين .. الذي خلق الخلق في غاية التناسب و هنا تتجلى الحكمة المثالية و القدرة المطلقة.

أبو جعفر المنصور
08-11-2014, 03:27 PM
هنا تنبيه حول مسألة ( هل يستطيع الخالق أن يخلق إلهاً مثله )؟!

يظهر التنبيه في بيان أن الوجود وجودان وجود مادي ووجود ذهني ( يعني في الخيال )

وهناك وجود يخرج عن هذين تماماً وهو الممتنع لذاته

كقولك ( هل يمكن أن تغتسل بالماء دون أن يغسلك الماء )

فهذا ليس له وجود مادي أو ذهني لعسورة تصوره في الذهن لذا هو ليس شيئاً فليس في قوله تعالى ( وهو على كل شيء قدير )

وقولهم ( هل يقدر أن يخلق إلها مثله ) من هذا القبيل من قبيل الممتنع لذاته الذي يتكون من مقدمتين إحداهما تنقض الأخرى ولهذا لا يمكن أن توجد النتيجة

فالخالق لا يكون مخلوقاً

هذا بخلاف قولك ( هل يقدر الله أن يخلق فيلاً يطير ) فهذا ممكن ولا يتكون من مقدمتين إحداهما تنقض الأخرى

وفي أمر البعث بين رب العالمين إمكانه عن طريق ما يسمى بقياس الأولى وهو أن من خلق من العدم أهون عليه أن يعيد المخلوق إذا فني

والإمكان في القدرة أحسن ما يستدل عليه وجود نظير لهذا المذكور أو وجود ما هو دونه

وبين أنه بكل شيء عليم وعلم ما تنقص الأرض منهم

وبين ضرورة قيام الساعة من الناحية العقلية ليأخذ كل ظالم جزاءه ويفوز المجتهد بالثواب ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون )

( محمد الباحث )
08-11-2014, 04:24 PM
هذا السؤال يجب ان تجيبه قبل ان تنكر التصميم
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?33858-%CF%DD%CA%D1%ED&p=2925739#post2925739
دكتور هشام اجابك علي جزئية الاتقان برد ابرز هذا المقال ببساطه
التصميم الذكي لا يعني التصميم الخارق. (http://antishobhat.blogspot.com/2014/07/blog-post_3.html)

أبو جعفر المنصور
08-12-2014, 09:52 PM
وهنا فائدة في كلام ابن القيم في الحكمة من تفاوت الخلق في بعض المواطن

قال ابن القيم في شفاء العليل :" والله سبحانه له الخلق والأمر فالخلق فعله والأمر قوله ومتعلقه أفعال عباده وهو سبحانه قد يأمر عبده ويريد من نفسه أن يعين عبده على فعل ما أمره لتحصل حكمته ومحبته من ذلك المأمور به وقد يأمره ولا يريد من نفسه إعانته على فعل المأمور لما له من الحكمة الثابتة في هذا الأمر وهذا الترك يأمره لئلا يكون له عليه حجة ولئلا يقول ما جاءني من نذير ولو أمرتني لبادرت إلى طاعتك ولم يرد من نفسه إعانته لأن محله غير قابل لهذه النعمة والحكمة التامة تقتضي أن لا توضع النعم عند غير أهلها وأن تمنع من أهلها قال تعالى: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} وقال: {لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} وقال: {لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ} ولا يقال فهلا سوى بين خلقه في جعلهم كلهم أهلا لذلك فإن هذا ممكن له ولا أن يقال فهلا سوى بين صورهم وأشكالهم وأعمارهم وأرزاقهم ومعاشهم وهذا وإن كان ممكنا فالذي وقع من التفاوت بينهم هو مقتضى حكمته البالغة وملكه التام وربوبيته فاقتضت حكمته أن سوى بينهم في الأمر وفاوت بينهم في الإعانة عليه كما فاوت بينهم في العلوم والقدر والغنى والحسن والفصاحة وغير ذلك والتخصيصات الواقعة في ملكه لا تناقض حكمته بل هي من أدل شيء على كمال حكمته ولولاها لم يظهر فضله ومنه قال تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} فضلا من الله ونعمة والله عليم بمن يصلح لهذه النعمة حكيم في وضعها عند أهلها ومنعها غير أهلها وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} وقالت الرسل لقومهم: {نْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} وقال تعالى: {وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} الآية وفي حديث مثل المؤمنين واليهود والنصارى قال تعالى لأهل الكتاب هل ظلمتكم من حقكم من شيء قالوا لا قال فهو فضلي أوتيه من أشاء وقال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً} أي يعلم أين يضع فضله ومن يصلح له ممن لا يصلح بل يمنعه غير أهله ولا يضعه عند غير أهله وهذا كثير في القرآن يذكر أن تخصيصه هو فضله ورحمته فلو ساوى بين الخلائق لم يعرف قدر فضله ونعمته ورحمته فهذا بعض ما في تخصيصه من الحكمة وفي كتاب الزهد للإمام أحمد: "أن موسى قال يا رب هلا سويت بين عبادك قال إني أحببت أن أشكر" فمواضع التحصل ومواقع الفصل التي يقدح بها نفاة الحكمة هي من أدل شيء على كمال حكمته سبحانه ووضعه للفضل مواضعه وجعله عند أهله الذين هم أحق به وأولى من غيرهم وهو الذي جعلهم كذلك بحكمته وعلمه وعزته وملكه فتبارك الله رب العالمين وأحكم الحاكمين ولا يجب بل لا يمكن المشاركة في حكمته بل ما حصل للخلائق كلهم من العلم بها كنقرة عصفور في البحر المحيط وأي نقص في دوام حكمته شيئا بعد شيء"

رمضان مطاوع
08-13-2014, 08:52 AM
بحكم متابعتي لموضوعات الزميل علي لاحضت أن الإشكاليات المطروحة من جهته تركتز على المغالطة في تعريف المصطلحات ثم البناء عليها..
.
فعلا - بارك الله فيك أخونا الفاضل ( مستفيد )
فإن مشكلاته الحقيقية تكمن في عدم تعريفه المصطلحات التعريف السليم - فمثلا :
تعريف العدم : هو غياب الوجود فقط - وليس الغياب المطلق للوجود - كما عرفه سابقا

وتعريف الإتقان : هو أن يكون الشيء على الصورة التي ينبغي أن يكون عليها ليقوم فيها بوظيفته ليحقق الغاية من وجوده على أكمل وجه
وليس كما يعرفه الآن في موضوعه

وجزاكم الله خيرا جميع الأخوة الكرام على ردودكم القيمة