المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرية التطور... عنزة ولو طارت



أحمد عبدالله.
08-16-2014, 09:53 PM
عنزة ولو طارت
هل سمعت يوما عن عنزة تطير؟
لم يعد الأمر مستبعدا أن تسمع عن هذا الكائن في إحدى الورقات العلمية المروجة لنظرية داروين. فقد سمعنا عن هذه المخلوقات الوهمية ما يغني عن ضرب الأمثلة هنا.
غير أن هذا المثل يصور لنا نظرية داروين بشكل دقيق، فما قصته؟
يحكى أن رجلين كانا يتشاجران حول جسم أسود يقع في الطرف الآخر من الوادي: الأول يقول إنه غراب ليقول الثاني إنها عنزة. وما هي إلا لحظات حتى طار الجسم في الجو. فبلغ عناد الثاني و مكابرته أن قال: " نعم! هذه عنزة ولو طارت"
ولو واجهت المعناد بسؤالك:
لكن العنزة ليس لها أجنحة لتطير. سيقول الهيليكوبتر تطير دون أجنحة. وهكذا دائما سيجد جوابا، ينطلق من رأيه ليفتش عن البراهين، مهما كان البرهان.
فلنكن أكثر علمية. إنه ما يعرف بالFalsifiability

http://en.wikipedia.org/wiki/Falsifiability

يعكف أنصار الداروينية على المدافعة عن نظريتهم بكل ما أوتوا من قوة. المشكلة أنهم يجدون دائما التبريرات، نقطة البداية عندهم أن النظرية مقدسة صحيحة ثم يبحثون عن ادلة تسندها. هذا ما سنلاحظه في تعاطيهم مع واحدة من أخطر التهديدات لنظريتهم.

وعليه , علم التشريح المقارن compared anatomy يعد من أهم فروع نظرية التطور. فهو إن شئت يلخص التشابه الرهيب بين الكائنات الحية ما يجعلك تتنبأ بتاريخ تطوري للكائنات.
ولعل أبرز الأمثلة المقدمة في هذا المجال هو مثل الأطراف كما في الصورة. 2318
itc.gsw.edu (http://ri.search.yahoo.com/_ylt=AwrB8qB6pe9TFWkAAOGjzbkF;_ylu=X3oDMTBtdXBkbHJ yBHNlYwNmcC1hdHRyaWIEc2xrA3J1cmw-/RV=2/RE=1408243194/RO=11/RU=http%3a%2f%2fitc.gsw.edu%2ffaculty%2fbcarter%2f histgeol%2fpaleo2%2fhomol1.htm/RK=0/RS=6z4MiA7tABJl_ir4pft1xq4OexE-)

غير أن علم التشريح المقارن تمثال جامد لا حركة فيه. لا بد من لمسة أخرى حتى تدب فيه الحركة. لا بد من رسم خط تطوري يربط تاريخ عضو ما من لدن نشأته وحتى صورته الأخيرة أو بالأحرى صوره الاخيرة. لأن التشابه الشديد لا يدل بذاته على تطور، فقد يقول أحد المؤمنين بالخلق أن التشابه دليل على أن الخالق واحد. هناك طريقة واحدة للفصل بين الفريقين، أقصد بين الفريق القائل أن التشابه يدل على التطور (بما في ذلك التشابه في الجينوم) والفريق القائل بالخلق. يمكن الفصل بينهما عبر إمكانية رسم شجرة للتطور.
نعم لأول وهلة قد يبدو الجسم الغريب الأسود مشوشا ، قد تحتار.لكنه متى طار قضي الأمر الذي حوله يتشاجران.
فلنضرب مثلا للتبسيط:
النظرية المقبولة حتى الآن في الوسط العلمي هي أن الحياة بدأت بالماء ثم انتقلت إلى البر، أقصد السمك فالزواحف ثم الطيور.
إذا لا بد من ان الاعضاء المختلفة سلكت ذات المسلك في التطور. لا يمكن لعضو ما ان يكون موجودا لدى الاسماك والطيور دون الزواحف, لأن الزواحف هي صلة الوصل بينهما. هذا للتبسيط والقضية معقدة اكثر.
كمثال يمكننا ان نجد هذا المسلك: الف- الف- باء اي العضو الف تطور الى العضو باء عند الانتقال من الزواحف الى الطيور كالريش. مثال آخر: الف- باء-باء اي العضو الف تطور الى العضو باء عند الانتقال من الاسماك الى الزواحف وبقي موجودا عند الطيور كالاطراف. اما المسلك الف-باء-الف فهو يناقض قصة التطور المرسومة ويجعلها مهددة في السقوط لأنه يرسم قصة تطور اخرى.

وهذا مؤيد للتطور في أول وهلة. سنعتمد سيناريو اسماك زواحف طيور.
فلنأخذ طريقة التنفس: خياشيم - رئتان- رئتان
فلنأخذ عدد غرف القلب: 2-3-4
فلنأخذ وجود الأطراف: بدون أطراف- وجود أطراف- وجود أطراف
فلنأخذ جهاز الحرارة: دم بارد- دم بارد - دم حار
وهكذا. لا بد أن تلاحظ خطا واحدا يتجه من الأسماك إلى الطيور مرورا بالزواحف.
يعني لو كان جهاز الحرارة كمثال عند الأسماك والطيور يعمل كدم بارد و عند الزواحف كدم حار لقلت أن الشجرة تصبح بحسب هذا المعيار: سمك فطيور ثم زواحف وهذا تناقض مع الأشجار الأخرى وبالتالي يشكك في صحة هذا الترتيب الزماني.

لكن المفاجأة الكبرى هي أن الأشجار المختلفة بالفعل متضاربة لأبعد حدود، بل فوق المتوقع.
هذا الخرق لا تخلو منه عائلة.
النظرية بالفعل تعاني من مشكلة.

1- فإن كانت الطيور تختص بالطيران تجد الطائر في عالم الأسماك (أسماك طائرة) والزواحف (pterosaurs) والثديات (الخفاش)
2- وإن كانت الثديات تختص بالتوليد لا وضع البيوض تجد أنواعا من القروش والعقارب وحتى الدود والأفاعي عندها التوليد لا البيوض
3- وإن كانت الأسماك تختص بالسباحة تجد أنواعا من الثديات (الحيتان والدلافين) والطيور (البط وقدميها) والزواحف تتقن السباحة

للحق فإن كمية الخروق كبيرة جدا جدا جدا تجعل من شجرات التطور مجرد وهم.
أنظر القائمة هنا لتعلم حجم الخروق. وهذه قائمة واحدة ونحن نكتشف المزيد والمزيد.
http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_examples_of_convergent_evolution

لكنها عنزة ولو طارت. لكنها النظرية المقدسة المعصومة التي نجد لها حلولا بشكل دائم.
لقد قالوا أن الأعضاء يمكن أن تتطور مرتين بشكل مستقل مكونين نظرية ال- convergent evolution . تخيل نظام التوليد مثلا مع ال-placenta تطور أكثر من مرة!!!!!!!!!!!!!!
الطيران مع وجود عظم القص sternum وال- nail bone ووو كل هذا تطور مرتين عند الطيور والزواحف pterosaurs.
هذا ضرب من الجنون والمكابرة والعناد.

لست هنا عارضا للعضلات لكني ومنذ فترة كنت مأخوذا بفكرة ال- convergent . كنت اعتبرها أصعب نقطة في مواجهة التطور. لا بد من سيناريو آخر.
كنت اقرأ ورقة علمية عن ال- convergent في مسألة الأطراف. نعم الأطراف تحمل تصميما مشابها بيننا نحن البشر وبين الحشرات ولا يمكن جمعها في سلف مشترك.
وقتها والله يعلم أني لا اتكلم إلا صدقا لمعت في رأسي نظرية جديدة تحاول أن تحل المشكلة. ومن عاد إلى مواضيعي في المنتدى يعلم أني كنت في مقام المتسائل الذي يدور حول هذه النظرية الجديدة وكفى بذلك صدقا على كلامي.
فليراجع مواضيعي عن ال- atavism وال-synteny وغير ذلك.

أما المفاجأة التي صعقتني صعقة حياتي هي موضوع الأخت طالبة علم وتقوى عن ال- evo -devo وتجده هنا:
اضغط هنا (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?57012-Evo-devo-%C3%CD%CF%CB-%C7%E1%E4%D9%D1%ED%C7%CA-%C7%E1%CF%C7%D1%E6%ED%E4%ED%C9-%E3%DD%C7%E5%ED%E3-%C8%ED%E6%E1%E6%CC%ED%C9-%CB%E6%D1%ED%C9!-quot-%C2%CE%D1-%C7%E1%E3%DA%C7%DE%E1-quot)
المفاجئ أن الأوراق العلمية تتحدث 100% عن ذات السيناريو الذي توقعته في رأسي. إنه نسف للداروينية الحديثة. وهنا لنا وقفات قبل التتمة:
1- كل منا يستطيع إذا أن يضع سيناريو ويفبرك. فعن أي علم نتحدث؟
2- على فرض أن النظرية الجديدة صحيحة. ليس موضوعنا الآن. لكن الداروينية الحديثة تبين بطلانها بشكل كبير أي أننا خدعنا لعقود وعقود! ونحن نتكلم باسم العلم!!!! فهل من معتبر!!!! الداروينية الحديثة تقوم على عوامل مهما جدا. الطفرات mutations والإنتخاب الطبيعي natural selection والوقت.
القنبلة هي أن النظرية القادمة تقضي على عنصرين بشكل تام.
فما القصة؟ سأضرب مثلا مبسطا.
هناك مهندس ألف ومهندس باء ومهندس جيم.
كل واحد معه ذات العناصر: حجارة بناء وإسمنت وطلاء
لو تركت كل واحد يعمل بشكل منفصل لحصلنا على 3 ابنية مختلفة.
.
كذلك الجينات. الداروينية الحديثة كانت تركز عليها وتعتبرها كل شيء. ثم تبين من خلال أحدث الدراسات أنها مجرد عناصر البناء وتحتاج إلى مهندس. انها الجينات الكنترول ومجمل ال-epigenetics . وداعا لعصر ال- genetics واهلا بالعصر الجديد!
أنت تستطيع إذا أن ترى أعضاء مشتركة دون الحاجة إلى سلف مشترك!!!!!
كمثال العين. يقولون أنها تطورت مرات كثيرة من خلال ال- convergent . أما الآن فلم يعد هناك الحاجة للقول بذلك.
قد توجد عينا لدى كائن بلا عين فقط إن ادخلت إلى جينومه المهندس المطلوب. فالعناصر أي الجينات موجودة. ولكن ماذا تفعل جينات العين لدى كائن لا عيون لها؟
القضية بسيطة. قلنا أن الجينات مجرد حجارة بناء. فهي موجودة لديه لبناء اعضائه الأخرى تحت امرة مهندسين عدة كل يهندس عضوه الخاص.
لذلك لا نستغرب بعدها إمكانية وجود أسنان لدى الطيور، ليس لأنها تحمل جينات الأسنان من سلفها من الزواحف ولكن لوجود المهندس المطلوب وهكذا.
إذا التطور لم يعد يحتاج لمليارات السنين اي عامل الوقت يكفي فقط إدراج المهندس، وهذا ينسف العقيدة التراكمية لدى النيوداروينية خاصة عنصري الطفرات والوقت.
وكما ركزت الأخت طالبة علم وتقوى على أن النظرية الجديدة تحل واحدة من أعقد نقاط التطور أي الإنفجار الكمبري، فهي برايي المتواضع تحل مشكلة أخرى أكبر من أختها وهو تناقض الأشجار والأعضاء ال- analogous .

ولكن... الجميل أننا نستطيع نسف الشبهات الحديثة حول هذه النظرية القادمة ببضع أسطر:
1- صحيح أن الجينات مجرد حجرات. لكن وجود الحجارة مهم لتكوين البناء. أي أن الدراونة بحاجة إلى النيوداروينية بجزء منها وهي باطلة قد بينا بطلانها في هذا الموضوع
اضغط هنا (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?52256-%E1%DE%CF-%D8%E1%DE%CA-%E4%D9%D1%ED%C9-%C7%E1%CA%D8%E6%D1-%C8%C7%E1%CB%E1%C7%CB%C9)
2- النظرية المستحدثة حلت مشكلة ال- convergent على صعيد المورفولجيا لكن الجنون بتبني ال- convergent مستمر على الصعيد الجزيئي molecular.
3- وهي الأهم. لا زال العلم طفلا في مهده في شأن ال- epigenetics يعني رسم سيناريو للتطور من خلاله ضرب من الخيال حتى الآن. لا نعرف عنه إلا القليل القليل فلا يمكن رسم أي قصة. أي أن التطور حاليا بغير سيناريو إنه عار تماما. فكيف يمكن للملحدين الآن أن يتبنوه؟ كيف؟ ماذا لو اتتنا الكشوفات الحديثة لتبين أن أنصار نظرية الخلق هم على حق؟ إنه الرجم بالغيب بعينه! إنه الظن!