المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان هل اقتبس محمد عليه السلام قصة الجنين من اليونانيين ؟



ابن سلامة القادري
08-18-2014, 04:07 AM
باسم الله الرحمن الرحيم

يقول صاحب الظلال : ''ما كان لهذا الكائنِ الصغير الحجم، المحدود القوة، القصير الأَجَل، المحدود المعرفة، ما كان له أن ينال شيئًا من هذه الكرامة لولا تلك اللطيفة الربانية الكريمة (النفخة العُلْويّة التي جعلت منه إنسانًا) وإلا فمَن هو؟ إنه ذلك الخلق الصغير الضئيل الهزيل الذي يحيا على هذا الكوكب الأرضي مع ملايين الأنواع والأجناس من الأحياء، وما الكوكب الأرضي إلا تابعٌ صغير من توابعِ أحدِ النجوم، ومن هذه النجوم ملايين الملايين في ذلك الفضاء الذي لا يدري إلا الله مداه... فماذا يبلغ هذا الإنسان لتسجدَ له ملائكة الرحمن إلا بهذا السر اللطيف العظيم؟! إنه بهذا السر كريم كريم، فإذا تخلَّى عنه أو اعتصم منه ارتدَّ إلى أصله الزهيد من طين''. (1)

هل اقتبس محمد عليه السلام قصة الجنين من اليونانيين ؟

قد يبدو هذا العنوان غريبا على من عرف شخص النبي صلى الله عليه و سلم و درس حياته و سيرته و ألمّ بجانب لا بأس به من أقواله و أعماله و أخلاقه العظيمة التي شملت كل مناحي الحياة بأسلوب معتدل راق و جد مهذب و تدل كالشمس في وضح النهار على صدق هذا النبي الكريم، غريبا على من عرف طبيعة العرب و مزاياهم، هؤلاء القوم الذين ولد فيهم و نشأ بينهم و لم يأخذ من الخصائص أكثر مما أخذوا غير ما هداه الله إليه بعد ضلال و اختصه به دون العالم أجمع. لكن بالفعل ذلك ما يفتريه ملاحدة هذا الزمان حتى إنهم تفردوا به عن كل من سبقهم : أن محمد الرجل الأمي تعلم علوما غريبة عن العرب و لم يشتغلوا بها و لا عهد لهم بها .. بل اكتشف من خلالها – و بعد التخصص فيها كما قد يظنون - ما يوافق حقائق العلم بل آخر اكتشافاته المخبرية و المجهرية !

نسألهم إذن : هل اقتبس محمد صلى الله عليه و سلم قصة الجنين كلها أم بعضها أم ماذا ؟
نسألهم : و كيف توصل بمعلومات محددة لها فجأة من دون عشرات المعلومات المختلفة أو المناقضة التي راجت في ذلك العصر ثم بعد سرية تامة من تلقيها و غيرها بالمئات جمعها في أروع كتاب و بأسلوب أدبي غير معهود و دون أن يفتضح – حاشاه- بعد ادعائه للنبوة في سن الأربعين و لو بإعلان شخص وحيد عن معلومة واحدة ينسبها إليه دونه ، هذا مع علمنا بأنه كان لا يقرأ كتبا، فإن كان كاذبا مدعيا كما يقولون لا بد أن ينقل عن أشخاص بعينهم ؟؟؟؟؟

هنا أنقل ما جاء على أحد المواقع الإلحادية المتخصصة في نثر الشبهات حول الإسلام و باسم العلم – و هو مصدر معتمد لدى المدونات الإلحادية- و لنرى ماذا لديهم كحجة على الإسلام :
------------
الاعجاز والطب النبوي
مصادر تكوين الجنين في التراث الاسلامي
من أكثر الآيات المثيرة للجدل بين مؤيدي الاعجاز العلمي في القرآن و رافضيه , الآية التي تتحدث عن مراحل تكون الانسان و هو في رحم أمه :
اقتباس:

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ 12 ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ 13 ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ 14 سورة المؤمنون

-الطبيب الأغريقي أبقراط: قسم نشوء الجنين في كتاباته الى اربعة أطوار :
أ- النطفه geniture : تنتج من كل الجسم لكلا الابويين.( Section 8,صفحه 132).
ب- تجلط دم الام : البذره(الجنين) تحتوى في غلاف,,,,,,ثم تنمو بسبب نزول دم الام الى الرحم,عندما تحبل المرأه ينقطع الطمث.( Section 14, صفحه 326).
ج - اللحم: مع تجلط دم الأم ,يبدأ اللحم بالتشكل مع السره (Section 14 , صفحه 326).
د- العظام: تنمو العظام بصلابه,,,,ثم تنشر أفرعها كالشجره..( Section 17 , صفحه 328)

ولقد جاء وصف مشابه لما جاءت به الايات اعلاه لدى الطبيب اليوناني كلاود غاليين، وهو أشهر الاطباء بعد أبقراط، وقد عاش في القرن الثاني قبل الميلاد، في كتابه:
claude galien أو Galieni de Semine: Corpus Medicorum :Graecorum: Galieni de Semine,section I:9:1-10 pp. 92-95, 101

وملخصه :
أ‌- المني المختلط geniture : الماده التي ينشأ منها الجنين ليست فقط دم الحيض,(كما قال أرسطو),بل دم الحيض أضافة لكلا المنيين.( في كتابه De Semine ,صفحه 50).
ب‌- تملأ بالدم ,,,والقلب والدماغ والكبد لكنها لاتزال غير مشكله (unshaped) .
ج- المرحله الثالثه قد جائت وهنا الطبيعه ستجعل اللحم ينمو فوق وحول العظام.
د- المرحله النهائيه ,وهنا تكون الاطراف جميعها قد تمايزت..(جالن op.cit92 -95)..
----------

انتهى النقل

و كما لاحظنا هنا في مصدر الشبهة و الافتراء هذا :

لم يسبق لا أبقراط و لا غاليان و لا غيرهما أن أتى على ذكر المراحل الجنينية كما هي بأسمائها و أوصافها و حدودها الزمنية في القرآن الكريم إلا في حدود المرحلة الأولى : النطفة، فلا وجود لمصطلح العلقة و لا المضغة و لا ذكر للتوقيت الدقيق بطيئا من النطفة إلى العلقة و سريعا من العلقة إلى المضغة و لا لمرحلة تخلق العظام أولا قبل اللحم بطريق الكسو أيضا و هو وصف أدق من أي وصف كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله ... و ما يهمنا هنا ابتداء هو مصطلحا علقة ثم مضغة الذين هما وصف أدق كما سيأتي بيانه أيضا لما تصير إليه النطفة لاحقا أو لنقل الإنسان في أولى مراحل خلقه من التعلق ببطانة الرحم و لشكله و صفته لأنه بالفعل يكون علقة ثم مضغة بما تعنيه هاتان الكلمتان حرفيا و بدقة متناهية. ما يشهد بأن القرآن الكريم أنزله العليم الذي يعلم السر و أخفى إذ أتى بوصف لا يمكن أن يحيط به بشرإذ هو أدق بكثير من وصف أبقراط و جالينوس و غيرهما و حتى الكتاب المقدس عند النصارى كما سنذكر :

التحقيق العلمي للنص القرآني :

تتجلى المعاني التي وردت في النص القرآني فيما توصل إليه العلم الحديث عن هذه المرحلة وفيما يلي بيان موجز لها. تلتصق النطفة التامة التكوين - والتي تسمى في هذه المرحلة المتكيسة الجرثومية ( BLASTOCYST) - بجدار الرحم في اليوم السادس في بداية طور الحرث (الانغراس) (IMPLANTATION) حتى تنزرع تماماً. وتستغرق هذه العملية أكثر من أسبوع حتى تلتصق النطفة بالمشيمة البدائية بواسطة ساق موصلة تصبح فيما بعد الحبل السري. وفي أثناء عملية الحرث تفقد النطفة شكلها لتتهيأ لأخذ شكل جديد هو: العلقة، الذي يبدأ بتعلق الجنين بالمشيمة، ووصف القرآن الكريم هذا التعلق بالعلقة.



ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ . ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً

http://im74.gulfup.com/sqLZLJ.jpg (http://www.gulfup.com/?JrMyb4)

طور الإنتقال البطيء للجنين من مرحلة النطفة بعد أن تلتصق بجدار الرحم وفق القرآن بصيغة ثم التي توحي بالبطء الزمني
''الفترة الزمنية التي يستغرقها التحول من نطفة إلى علقة فإن الجنين خلال مرحلة الانغراس أو الحرث يتحول من مرحلة النطفة ببطء، إذ يستغرق نحو أسبوع منذ بداية الحرث (اليوم السادس) إلى مرحلة العلقة، حتى يبدأ في التعلق ( اليوم الرابع عشر أو اليوم الخامس عشر ) ويستغرق بدء نمو الحبل الظهرى حوالي عشرة أيام (اليوم السادس عشر) حتى يتخذ الجنين مظهر العلقة. والدلالات الواردة في الآيات المذكورة فيما يتعلق بالفترة التي تتحول فيها النطفة إلى علقة تأتى من حرف العطف (ثم) الذي يدل على انقضاء فترة زمنية حتى يتحقق التحول إلى الطور الجديد. ''


وهذا يتفق مع المعنى ( التعلق بالشئ ) الذي يعتبر احد مدلولات ( كلمة علقة ). أما إذا اخذنا المعنى الحرفي للعلقة ( دودة عالقة ) فإننا نجد أن الجنين يفقد شكله المستدير ويستطيل حتى يأخذ شكل الدودة. ثم يبدأ في التغذي من دماء الأم، مثلما تفعل الدودة العالقة؛ إذ تتغذى من دماء الكائنات الأخرى، ويحاط الجنين بمائع مخاطي تماما، مثلما تحاط الدودة بالماء. ويبين اللفظ القرآني ( علقة ) هذا المعنى بوضوح طبقاً لمظهر وملامح الجنين في هذه المرحلة.

وطبقاً لمعنى ( دم جامد أو غليظ ) للفظ العلقة، نجد أن المظهر الخارجي للجنين وأكياسه يتشابه مع الدم المتخثر الجامد الغليظ، لأن القلب الأولي وكيس المشيمة ومجموعة الأوعية الدموية القلبية تظهر في هذه المرحلة. وتكون الدماء محبوسة في الأوعية الدموية - حتى وإن كان سائلا - ولايبدأ الدم في الدوران حتى نهاية الأسبوع الثالث، وبهذا يأخذ الجنين مظهر الدم الجامد أو الغليظ مع كونه دماً رطباً.
أما الفترة الزمنية التي يستغرقها التحول من نطفة إلى علقة فإن الجنين خلال مرحلة الانغراس أو الحرث يتحول من مرحلة النطفة ببطء، إذ يستغرق نحو أسبوع منذ بداية الحرث (اليوم السادس) إلى مرحلة العلقة، حتى يبدأ في التعلق ( اليوم الرابع عشر أو اليوم الخامس عشر ) ويستغرق بدء نمو الحبل الظهرى حوالي عشرة أيام (اليوم السادس عشر) حتى يتخذ الجنين مظهر العلقة. والدلالات الواردة في الآيات المذكورة فيما يتعلق بالفترة التي تتحول فيها النطفة إلى علقة تأتى من حرف العطف (ثم) الذي يدل على انقضاء فترة زمنية حتى يتحقق التحول إلى الطور الجديد. وهكذا فإن التعبير القرآني (علقة) يعتبر وصفاً متكاملا دقيقاً عن الطور الأول من المرحلة الثانية لنمو الجنين، ويشتمل على الملامح الأساسية الخارجية والداخلية. ويتسع اسم ( علقة ) فيشمل وصف الهيئة العامة للجنين كدودة عالقة كما يشمل الأحداث الداخلية كتكون الدماء والأوعية المقفلة. كما يدل لفظ علقة على تعلق الجنين بالمشيمة. وبالإضافة إلى ذلك فقد أظهر القرآن الكريم التحول البطئ من النطفة إلى العلقة باستعمال حرف العطف ( ثم ).

طور المضغة :


ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً

http://im74.gulfup.com/aqDAul.jpg (http://www.gulfup.com/?P9uLbV)

يكون الجنين في اليومين 23-24 في نهاية مرحلة العلقة ثم يتحول إلى مرحلة المضغة في اليومين 25-26 ويكون هذا التحول سريعاً جداً، ويبدأ الجنين خلال آخر يوم أو يومين من مرحلة العلقة اتخاذ بعض خصائص المضغة، فتأخذ الفلقات ( Somites) في الظهور لتصبح معلماً بارزاً لهذا الطور. (2)


البروفيسور كيث مور :

''البروفيسور "كيث ل. مور" أحد كبار العلماء في العالم في مجال (التشريح وعلم الأجنة). طلب منه أن يكون مستشاراً علمياً لإبداء رأيه من الجانب العلمي حول بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتعلقة بمجال تخصصه. هذا الأستاذ مؤلف لكتاب (The Developing Human) (أطوار خلق الإنسان) وهذا الكتاب مترجم بثمان لغات: الروسية، واليابانية، والألمانية، والصينية، والإيطالية، والبرتغالية، والإنجليزية، واليوغوسلافية.
يقول الشيخ الزنداني :

عندما شاهد البروفيسور كيث مور العلقة التي توجد في البرك وقارن بينها وبين الجنين في مرحلة العلقة وجد تشابها كبيراً بين الاثنين ثم قال بعد ذلك: إن الجنين في مرحلة العلقة يشبه هذه العلقة تماماً. وتبنى هذه القضية وجاء بعد ذلك بصورة لهذه العلقة التي تعيش في البرك ووضعها بجوار صورة أخرى للجنين وجمع بينهما في شكل توضيحي وعرصه على الأطباء في عدد من المؤتمرات.
وبين البروفيسور كيث مور أيضاً أن الجنين في مرحلة العلقة يكون معلقاً في رحم أمه. وكذلك فإن العلقة في لغة العرب تعني الدم المتجمد. وقد ذكر البروفيسور كيث مور أن الجنين في مرحلة العلقة تكون الدماء فيه محبوسة في العروق الدموية قبل أن تتم الدورة بين الجنين وبين المشيمة فيظهر شكل الجنين كشكل الدم المتجمد.
وهكذا تشمل كلمة (العلقة) جميع أوصاف الجنين فمن أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بهذا؟.
ثم تحدث البروفيسور كيث مور عن المضغة. وجاء بقطعة من الطين الصلصال ومضغها بفمه ثم جاء بصورة من جنين وقارن بين الاثنين وقال: إن الجنين يشبه المضغة.
ولقد نشرت بعض الصحف الكندية كثيراً من تصريحات البروفيسور كيث مور. وأخيراً قدم كيث مور ثلاث حلقات في التلفزيون الكندي عن التوافق بين ما ذكره القرآن قبل 1400 عام وما كشف عنه العلم في هذا الزمان.
وعلى أثر ذلك وجه له هذا السؤال: يا أستاذ مور معنى ذلك أنك تؤمن بأن القرآن كلام الله؟
فأجاب: لم أجد صعوبة في قبول هذا. فقيل له: كيف تؤمن بمحمد وأنت تؤمن بالمسيح؟ فأجاب: أعتقد أنهما من مدرسة واحدة. (3)

الشاهد عندنا :

من خلال الصور كما رأينا و من خلال شهادة البروفيسور كيث مور نقول :

أين اليونان و الإغريق و الروم و الفرس و كل أطباء العالم في عهد النبي صلى الله عليه و سلم بل بعده بقرون عدة من هذا الوصف الدقيق لطورين حساسين و دقيقين من أطوار الجنين بعد أن كان نطفة ؟؟

مراحل الجنين في الكتاب المقدس عند النصارى :

لنأتي على وصف النصارى لادعائهم بأن محمدا صلى الله عليه و سلم لطالما اقتبس منهم، لكنهم رأوا هذه المرة تحديدا بانه اقتبس من غيرهم .. و هل سيقولون هذه المرة و بعد هذا البيان يا لمحاسن الصدف خاصة بعدما علموا و سيعلمون في كل مرة دقة الوصف القرآني ؟؟؟

جاء في سفر أيوب الإصحاح 10 من كتاب النصارى المقدس :

8 يداك كونتاني وصنعتاني كلي جميعا.افتبتلعني. 9 اذكر انك جبلتني كالطين.افتعيدني الى التراب. 10 الم تصبني كاللبن وخثرتني كالجبن. 11 كسوتني جلدا ولحما فنسجتني بعظام وعصب. 12 منحتني حياة ورحمة وحفظت عنايتك روحي.

هذا هو النص الوحيد تقريبا و الذي يستدل به النصارى من الكتاب المقدس لديهم على مراحل خلق الجنين، و هو نفس النص الذي حرّفه القمص زكريا بطرس ليدعي وجود العلقة في الكتاب المقدس !

و هذا النص كما في الترجمات الحقيقية هنا :
http://www.eld3wah.net/html/armooshiya/3alaqa.htm

لم يذكر مرحلتي العلقة و المضغة .. تماما كما لم يأت ذكر هذا الإسم مطلقا عند أبقراط و جالينوس و غيرهما.

لنرى إلى أي حد ستصمد كذبة الاقتباس :

طيب، نأتي إلى صلب الشبهة و الافتراء،و هو دعوى اقتباس النبي صلى الله عليه و سلم و هو النبي الأمي الذي لم يقرأ و لم يكتب و لا أُثر عليه أنه تعلم علوما لا من الشرق و لا من الغرب و لا اشتهر بذلك خاصة بعد اشتهاره بتحدي النبوة و إعجاز القرآن من كل وجه غريب و فريد، و هذه وحدها تكفي إذ لو أنه تعلم علما واحدا لكان سببا في ريبة المشركين و لتلقفوا شبهة ذلك و بلغوا بها الآفاق :

أقول :

** الملاحدة يدَّعون عادة كما المستشرقين القدماء أن النبي محمد صلى الله عليه و سلم كان يقتبس من اليهود و النصارى من كتبهم المحرفة .. و ذلك و يا للعجب بشكل انتقائي انتقادي تصحيحي عالم، مخالف بذلك لكثير مما يعتقدونه كما لا يخفى. و لم يزل في ذلك متحريا للصدق مصيبا كبد الحقيقة بفضح تحريفاتهم و بيان خرافاتهم و الرد عليها بما يوافق العقل و الفطرة و المنطق السليم.
** قالوا اقتبس عدد مفاصل جسم الإنسان (360) من الصينيين حيث لا نجد هذا العدد إلا في كتبهم. و ليس في الطب الهندي و لا اليوناني و لا الفرعوني و لا الفارسي بما يوحي أن هذه المعلومة كانت شائعة. و قد أصاب بذلك أيضا كبد الحقيقة
** و هنا أيضا في الكتاب الذي جاء به و قال إنه من عند الله احتوى على كثير من الحقائق العلمية و منها ما نحن الآن بصدده : إطلاق اسم العلقة و المضغة على مرحلتين هامتين من مراحل خلق الجنين و تطابق ذلك مع ما اكتشفه العلم الحديث. فأخذوا معنى من معاني أحد الإسمين و هو العلقة و قالوا اقتبسه عن اليونانيين. لا بأس : أصاب في هذا أيضا كبد الحقيقة !!!

أضف إلى ذلك زعمهم بأن محمدا صلى الله عليه و سلم اقتبس من ورقة بن نوفل و مرة من سلمان الفارسى و مرة من الحارث بن كلدة ... و العجيب أن هؤلاء أسلموا و سايروا محمدا على دعواه النبوة على غير صلة بينه و بينهم لا دينا و لا ثقافة و لا عرقا، و هذا بدل أن يقول أحد منهم بأن محمدا اقتبس منهم فيحصل له كامل الشرف بين العرب في التأسيس للدعوى العريضة بعرض السموات و الأرض !!!!

أقول : في كل ذلك أصاب كبد المنطق و الحقيقة و المفترض أن يثبتوا العكس و يكفي ذلك في دحض دعوى النبوة إن أمكنهم ... ثم ما أغرب أن يقولوا في كل مرة : اقتبس اقتبس، و هذا وحده دليل كذبهم، لأنه ما كان ليقتبس مئات المعلومات في الخفاء من كل نوع دون أن يدري أحد بمصدرها و ذلك عن أشخاص و أمم لا صلة له بها لا جغرافيا و لا ثقافيا .. و الأهم من ذلك أنه في كل ما يدعون أنه اقتبسه يكون قد أصاب كبد الحقيقة !!!!!

الآن ليس هذا فحسب، فمحمد عليه السلام لم يكتفي باقتباس تلك الأشياء –حسب زعمهم- بل زاد عليها تفاصيل كثيييييرة و أدق بكثيييييييييير مما جاء في كل المصادر التي سبقته أو عاصرته و في كل ذلك لم يزل يصيب .. كبد .. الحقيقة.

و في موضوع الجنين الذي نحن بصدده سنبين إلى أي حد ستصمد هذه الكذبة كذبة الاقتباس :


1- يقولون محمد صلى الله عليه و سلم اقتبس – و بأعجوبة طبعا- نظرية أبقراط و جالينوس التي لم تكن سائدة أصلا و لم يقتبس من كتب اليهود و النصارى المقدسة و هي أقرب إليه و لا النظرية التي كانت سائدة إلى حد بعيد آنذاك و هي :
نظرية أرسطو طاليس من أن الجنين يتولد من دم الحيض, وكان علماء المسلمين يرفضون فكرة أن الجنين يتولد من دم الحيض , مستندين إلى قوله تعالى : ﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى﴾[القيامة :37] والأحاديث النبوية.

2- تمر النطفة خلال تكونها بما يلي :
- الماء الدافق: يخرج ماء الرجل متدفقاً, ويشير إلى ذلك قوله تعالى:﴿ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ ﴾ [الطارق :5-6], فأسند القرآن التدفق للماء نفسه مما يشير أن للماء قوة تدفق ذاتية, وأثبت العلم أن من شرط الإخصاب أن تكون منويات الرجل حيوية ومتدفقة ومتحركة, وماء المرأة يخرج متدفقاً, ولابد أن تكون البييضة حيوية متدفقة متحركة حتى يتم الإخصاب. وبما أن لفظ نطفة يأتي بمعنى الكمية القليلة من السائل, فإن هذا المصطلح يغطي ويصف تلك الكميات من السوائل التي تخرج متدفقة لدى كل من الذكر والأنثى .
- السلالة: يأتي لفظ سلالة في اللغة بمعانٍ منها: انتزاع الشيء وإخراجه في رفق(6). ويعني أيضاً: السمكة الطويلة(7).ويشير القرآن الكريم إلى ذلك كله في قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ﴾[السجدة: 8]

Zygote- 3- ويشير الحديث النبوي إلى أن الإخصاب لا يحدث من كل ماء الذكر ,يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : «ما من كل الماء يكون الولد»(أخرجه مسلم ) فمن ملايين المنويات لا يلقح البييضة إلا منوي واحد, والوصف النبوي حدد ذلك بدقة .

4- النطفة الأمشاج: معنى (نطفة أمشاج): أي قطرة مختلطة من مائين, وتعرف علمياً بالزيجوت, ويشير القرآن الكريم إلى ذلك بقوله تعالى:﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً﴾ [الإنسان: 2], وكلمة نطفة اسم مفرد, وكلمة أمشاج صفة في صيغة جمع, وقواعد اللغة العربية تجعل الصفة تابعة للموصوف في الإفراد والتثنية والجمع, مما جعل المفسرين يقولون: النطفة مفردة لكنها في معنى الجمع. فكلمة (أمشاج) من الناحية العلمية دقيقة جداً, وهي صفة جمع تصف كلمة نطفة المفردة التي هي عبارة عن كائن واحد يتكون من أخلاط متعددة تحمل صفات الأسلاف والأحفاد لكل جنين. نتاج تكوين النطفة الأمشاج: أ ـ الخلق: وهو البداية الحقيقية لوجود الكائن الإنساني, فالمنوي يوجد فيه (23) حاملاً وراثياً, كما يوجد في البييضة(23) حاملاً وراثياً, فاختلاطهما يشكل خلية بداخلها (46) حاملاً وراثياً, فتخلق أول خلية إنسانية . ب ـ التقدير (البرمجة الجينية): بعد ساعات من تخلق أول خلية إنسانية تبدأ عملية التقدير, فتتحدد فيها الصفات التي ستظهر على الجنين في المستقبل, والصفات التي ستظهر في الأجيال القادمة, وهكذا يتم تقدير أوصاف الجنين وتحديدها, وقد أشار القرآن الكريم إلى هاتين العمليتين المتعاقبتين(الخلق والتقدير) في قوله تعالى: ﴿ قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ﴾ [عبس: 17-19] ج ـ تحديد الجنس: ويتضمن التقدير الذي يحدث في النطفة الأمشاج تحديد الذكورة والأنوثة, وإلى هذا تشير الآية: قال تعالى :﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى﴾ [النجم:45-46], فإذا كان المنوي الذي نجح في تلقيح البييضة يحمل الكروموسوم (y) كانت النتيجة ذكراً, وإذا كان ذلك المنوي يحمل الكروموسوم(x) كانت النتيجة أنثى .

5- الحرث: في نهاية مرحلة النطفة الأمشاج ينغرس كيس الجرثومة في بطانة الرحم بما يشبه انغراس البذرة في التربة في عملية حرث الأرض, وإلى هذا تشير الآية في قوله تعالى:﴿ نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ [البقرة:223], وبهذا الانغراس يبدأ طور الحرث, وذلك في اليوم السادس من عمر النطفة, وقد استخدم القرآن مصطلح (حرث) وهو أكثر مناسبة من مصطلح(انغراس) الذي يستخدمه علماء الأجنة.وطور الحرث هو آخر طور في مرحلة النطفة, وبنهايته تنتقل النطفة إلى مرحلة العلقة في اليوم الخامس عشر .

6- وصف الرحم بأنه (( القرار المكين )): وصف الله تعالى المكان الذي تستقر فيه النطفة بوصفين جامعين معبرين, فقال تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ﴾ [ المؤمنون:13] , فكلمة (قرار) في اللغة تعني : استقر واستراح , فهذه الكلمة تشير إلى العلاقة بين الجنين والرحم, فالرحم مكان لاستقرار الجنين, ومعروف أن من طبيعة الجسم طرد أي جسم خارجي, لكن الرحم يؤوي الجنين ويغذيه, ويوفر له أسباب الاستقرار. وكلمة (مكين) تعني مثبت بقوة , وهي تشير إلى العلاقة بين الرحم وجسم الأم , فالرحم يقع في وسط الجسم وهو محاط بالعظام والأربطة والعضلات التي تثبته بقوة في الجسم, فهو موقع مثالي لتخلق الجنين ونموه. فهذان اللفظان جامعان ومعبران عن كل المعاني السابقة .

7- مرحلة التخلق البشري: وتمتد هذه المرحلة من الأسبوع الثالث إلى نهاية الأسبوع الثامن, وتتألف من أربعة أطوار: العلقة والمضغة والعظام واللحم.طور العلقة : وردت كلمة علقة في اللغة بالمعاني التالية: أ‌- علقة مشتقة من (علق) وهو: الالتصاق والتعلق بشيء ما . ب‌- العلقة: دودة في الماء تمتص الدماء, وتعيش في البرك, وتتغذى على دماء الحيوانات التي تلتصق بها. ج- العلق: الدم عامة والشديد الحمرة أو الغليظ أو الجامد, وتطلق أيضاً على الدم الرطب. وسنلاحظ كيف تتجلى كل هذه المعاني للعلقة فيما توصل إليه العلم الحديث. فبعد عملية الحرث تبدأ عملية تعلق الجنين بالمشيمة وذلك حوالي اليوم الخامس عشر, وهذا يتفق مع المعنى الأول للعلقة وهو (التعلق بالشيء), ويأخذ الجنين في هذا الطور شكل الدودة, ويبدأ في التغذي من دماء الأم مثلما تفعل الدودة العالقة إذ تتغذى على دماء الحيوانات, ويحاط الجنين بمائع مخاطي تماماً مثلما تحاط الدودة بالماء, وهذا يتطابق مع المعنى الثاني من معاني العلقة في اللغة, وتكون الدماء محبوسة في الأوعية الدموية حتى وإن كان الدم سائلاً, ولا يبدأ الدم في الدوران حتى نهاية الأسبوع الثالث, وبهذا يأخذ الجنين مظهر الدم الجامد أو الغليظ مع كونه رطباً, وهذا ينطبق مع المعنى الثالث من معاني العلقة, فاشتملت كلمة علقة على الملامح الأساسية الخارجية والداخلية لهذا الطور. طور المضغة : يكون الجنين في اليومين 23- 24 في نهاية مرحلة العلقة, ثم يتحول إلى مرحلة المضغة في اليومين 25- 26 , ويكون هذا التحول سريعاً جداً, وتأخذ الفلقات في الظهور لتصبح معلماً بارزاً لهذا الطور,

8- يصف القرآن الكريم هذا التحول السريع للجنين من طور العلقة إلى المضغة باستخدام حرف العطف(ف) الذي يفيد التتابع السريع للأحداث. معنى كلمة مضغة: من معاني مضغة في اللغة: أ – شيء لاكته الأسنان. ب- تقول العرب: مضغ الأمور, وتعني صغارها. ج- ذكر عدد من المفسرين أن المضغة في حجم ما يمكن مضغه. وقد أوضح علم الأجنة الحديث مدى الدقة في التعبير عن هذا الطور بلفظ (مضغة) لعدة أمور: 1– ظهور الفلقات في هذا الطور يعطي مظهراً يشبه مظهر طبع الأسنان في المادة الممضوغة, وتبدو وهي تتغير باستمرار مثلما تتغير آثار طبع الأسنان في شكل مادة تمضغ حين لوكها . 2- تتغير أوضاع الجنين نتيجة تحولات في مركز ثقله مع تكون أنسجة جديدة, ويشبه ذلك تغير وضع وشكل المادة حينما تلوكها الأسنان . 3 – وكما تستدير المادة الممضوغة قبل أن تبلع, فإن ظهر الجنين ينحني ويصبح مقوساً شبه مستدير مثل حرف (C) . 4-ويكون طول الجنين حوالي (1) سم في نهاية هذه المرحلة, وذلك مطابق للوجه الثاني من معاني كلمة مضغة (وهو الشيء الصغير من المادة) وهذا المعنى ينطبق على حجم الجنين الصغير؛ لأن جميع أجهزة الإنسان تتخلق في مرحلة المضغة, فيكون أصغر حجم لإنسان تخلقت جميع أجزائه . وينطبق المعنى الثالث الذي ذكره المفسرون للمضغة (في حجم ما يمكن مضغه) على حجم الجنين, ففي نهاية الطور يكون طول الجنين (1) سم, وهذا تقريباً أصغر حجم لمادة يمكن أن تلوكها الأسنان. ووجد العلماء أن الفلقات سرعان ما تتمايز إلى خلايا تتطور إلى أعضاء مختلفة, وبعض هذه الأعضاء والأجهزة تتكون في مرحلة المضغة, والبعض الآخر في مراحل لاحقة, وإلى هذه المعنى تشير الآية الكريمة: ﴿ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَة ﴾[الحج: 5] . طور العظام : مع بداية الأسبوع السابع يبدأ الهيكل العظمي الغضروفي في الانتشار في الجسم كله، فيأخذ الجنين شكل الهيكل العظمي وتكَوُّن العظام هو أبرز تكوين في هذا الطور حيث يتم الانتقال من شكل المضغة الذي لا ترى فيه ملامح الصورة الآدمية إلى بداية شكل الهيكل العظمي في فترة زمنية وجيزة، وهذا الهيكل العظمي هو الذي يعطي الجنين مظهره الآدمي.

9- مصطلح العظام الذي أطلقه القرآن الكريم على هذا الطور هو المصطلح الذي يعبر عن هذه المرحلة من حياة الحُمَيل تعبيراً دقيقاً يشمل المظهر الخارجي، وهو أهم تغيير في البناء الداخلي وما يصاحبه من علاقات جديدة بين أجزاء الجسم واستواء في مظهر الحُمَيل ويتميز بوضوح عن طور المضغة الذي قبله، قال تعالى: ﴿فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا ﴾ [المؤمنون: 14].

10- طور الكساء باللحم : يتميز هذا الطور بانتشار العضلات حول العظام وإحاطتها بها كما يحيط الكساء بلابسه.وبتمام كساء العظام بالعضلات تبدأ الصورة الآدمية بالاعتدال، فترتبط أجزاء الجسم بعلاقات أكثر تناسقاً، وبعد تمام تكوين العضلات يمكن للجنين أن يبدأ بالتحرك. تبدأ مرحلة كساء العظام باللحم في نهاية الأسبوع السابع وتستمر إلى نهاية الأسبوع الثامن، وتأتي عقب طور العظام كما بين ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًاً ﴾ [المؤمنون: 14].ويعتبر هذا الطور الذي ينتهي بنهاية الأسبوع الثامن نهاية مرحلة التخلق، كما اصطلح علماء الأجنة على اعتبار نهاية الأسبوع الثامن نهاية لمرحلة الحُمَيل (EMBRYO) ثم تأتي بعدها مرحلة الجنين (FETUS)

الرد على شبهة (كساء العظلم باللحم)- مراحل تكون الجنين :

http://www.ebnmaryam.com/vb/t25226.html

11- مرحلة النشأة، كما جاء في قوله تعالى: ﴿فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14]. مرحلة النشأة : كلمة (نشأة) مشتقة من الفعل (نشأ) ومن معانيها: 1- بدأ. 2- نما. 3- ارتفع, ربا . يبدأ هذا الطور بعد مرحلة الكساء باللحم، أي من الأسبوع التاسع، ويستغرق فترة زمنية يدل عليها استعمال حرف العطف (ثم) الذي يدل على فاصل زمني بين الكساء باللحم والنشأة خلقاً آخر، قال تعالى: ﴿فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴾ [المؤمنون: 14]. وإذا كانت فترة النشأة تبدأ من الأسبوع التاسع, فإن المعاني السابقة للنشأة لا تبدأ في الوضوح إلا فيما بعد, كما أن نمو الأعضاء يظهر في الأسبوع الحادي عشر, وتستمر مرحلة النشأة حتى نهاية الحمل, أي الأسبوع الثامن والثلاثين. وفي خلال هذه المرحلة تتم عدة عمليات هامة في نمو الجنين تندرج بجلاء تحت الوصفين الذين جاءا في قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ﴾[المؤمنون: 14] ويمكن بيانهما فيما يلي: أ- النشأة: ويتضح بجلاء في سرعة معدل النمو من الأسبوع التاسع مقارنة بما قبله من المراحل. ب- خلقاً آخر: هذا الوصف يتزامن مع الأول ويدل على أن الحُمَيل قد تحول في مرحلة النشأة إلى خلق آخر. * ففي الفترة ما بين الأسبوعين التاسع والثاني عشر تبدأ أحجام كل من الرأس والجسم والأطراف في التوازن والاعتدال, وتتخذ ملامح الوجه المقاييس البشرية المألوفة, وهذا داخل في قوله تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ﴾ [الانفطار:7-8] , وتدل الآية على التسوية والتعديل, فالتسوية تكون في طور العظام, وأما التعديل فقد بينته الآية التي تليها: ﴿ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ﴾ . * وفي الأسبوع الثاني عشر يتحدد جنس الجنين بظهور الأعضاء التناسلية الخارجية, وهي آخر مراحل تحديد الجنس

12- عقب هذه المرحلة يتم نفخ الروح؛ طبقاً لما دلت عليه نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة ويمكن التعرف على نفخ الروح بمشاهدة ظاهرة النوم واليقظة في الجنين التي تدل نصوص قرآنية ونبوية عديدة على ارتباطها بالروح, يقول الله تعالى: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الزمر: 42] ويقول الله تعالى : ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[الأنعام:60]. وكان رسول الله r يقول عند استيقاظه: «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور». وعلى هذا يمكننا أن نعتبر ظاهرة النوم دليلاً على نفخ الروح في الجنين ودليلاً على وجودها . وتمتد هذه المرحلة(مرحلة النشأة خلقاً آخر) من الأسبوع التاسع إلى أن يدخل الجنين مرحلة القابلية للحياة خارج الرحم. (4)

-------------

المراجع :

(1) في ظلال القرآن – سيد قطب
(2) موقع الإعجاز (بتصرف طفيف) :
http://www.eajaz.org/index.php/component/content/article/60-Second-Issue/224-Description-human-embryogenesis-sometimes-leech-embryo
(3) نفس الموقع (بتصرف طفيف) :
http://www.eajaz.org/arabic/index.php?option=com_content&view=article&id=604&catid=87:2008-07-26-12-52-05
(4) موقع نوبل لترجمة معاني القرآن الكريم (بتصرف)
http://www.noble.tv/ar/node/2997

فيزيائي رحاب صبري
08-18-2014, 05:51 AM
جزاكم لله خيرا . .
يمارون في أمية النبي صلى الله عليه و سلم . .
رغم أدلة الوحي و العقل و التاريخ على أميته . .

و لو ذهب أحدهم معهم مذهب التصديق . .

يريدون منه أن يصدق أن النبي تعلم العبرانية و اليونانية . .

و درس الطب . . و التاريخ . . و اليهودية . . و المسيحية . .

و لو وضعنا هذا التصور ( الخرافي بداهة ) في معطيات بيئة لا تتوفر فيها مواد الطباعة و لا العلم و لا المواد العلمية و لا القادرين على تعلم هذه لمواد فضلا عن تعليمها . . لما صلح قرن من الزمان ليجمع فيه أحد هذه المعارف و يتقنها ثم يهضمها و ينتج منها كتابا لا يقارن بإحكام و إعجاز القرآن .

فسبحان الله . . فعلا الملحد شخص خرافي يتمسح في العقل و العلم

ابن سلامة القادري
08-23-2014, 11:29 PM
أستاذنا الفاضل، حقا .. تصنيف كتاب ديني علمي طبي بيئي نفسي تربوي اجتماعي قصصي اقتصادي سياسي عسكري تاريخي كوني ... بلا تناقض فيه و لا تردد يسبق الكتابة أو يتخللها و لا مراجعة تعقبها و كل ذلك بأروع أسلوب و على لسان نبي أمي .. و ي ت ح د ّ ى به العالم !!!

إن لم يكن نبيا فمن يكون ؟

ابن سلامة القادري
12-02-2015, 04:55 PM
''حيرونا اعداء الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
يزعمون انه تعلم اليهودية والنصرانية واليونانية والرومانية،والفارسية و درس الطب و التاريخ .و بلغ الغاية فى دراسة كتبهم حتى المخفية منها سبحان الله !
كأنما كانت لديه صلى الله عليه وسلم مكتبة عامرة بكتب القدماء وكان يجيد القراءة بالعبرية واليونانية والفارسية والهيروغليفية حتى يقتبس من هذه الكتب كيف يشاء
لو وضعنا هذا التصور الخرافي بداهة في معطيات بيئة لا تتوفر فيها مواد الطباعة و لا العلم و لا المواد العلمية و لا القادرين على تعلم هذه لمواد فضلا عن تعليمها لما صلح قرن من الزمان ليجمع فيه أحد هذه المعارف و يتقنها ثم يهضمها و ينتج منها كتابا لا يقارن بإحكام و إعجاز القرآن .
الملحد شخص خرافي يتمسح في العقل و العلم''

ورينا نفسك
https://www.facebook.com/WrynaNfsk/?fref=nf

الدكتور قواسمية
12-02-2015, 06:12 PM
ههههههه ......بالبداهة السريعة ترى أن المصطلحات التي تصف تخلق الجنين في القرآن فريدة من نوعها ولم يسبق لها مثيل في كتب المسيحية أو اليونانيين
وهاته المصطلحات مثل
نطفة أمشاج
علقة
مضغة مخلقة
مضغة غير مخلقة
نشأة أخرى
لا وجود لها البتة في أي كتاب قبل القرآن الكريم
والأهم لماذا لم ينقل الأخطاء الفادحة في كتب جالينوس و أبو قراط التي يكفي وجود واحد منها فقط لنقض القرآن الكريم مثل "نظرية الجنين القزم" و تشكل الجنين من دم الحيض ......الخ

ابن سلامة القادري
12-02-2015, 06:43 PM
الرسول عليه صلاة الله و سلامه إنما بُعث في العرب أو ظهر فيهم، و محتوى أشعار العرب معلوم فكلها كانت تتحدث عن المألوف للعربي في البادية من صحراء و إبل و خيام و خيول ... و لا يذهب إلى أبعد مما يراه أو ما تنطوي عليه أحاسيسه تجاه الحبيبة أو فخرا أو رثاء أو هجاء و هكذا كان سائر كلام العرب .. إذن فلِكي يدّعي رجل في مقام محمد النبوة ما حاجته إلى كل هذه التفاصيل الدقيقة و المستعصية إلا على الباحث الذي أفنى عمره في البحث - إن وجد إليها سبيلا - أقول ما حاجته لذكر تفاصيل مثلها و غيرها كثير في القرآن ليثبت للعرب البدو نبوة زائفة و قد كان يكفي أن يعجزهم بأسلوبه الذي عقمت ألسنهم عن معارضته و لو بآية من مثله ؟

جزاك الله خيرا دكتورنا الحبيب على ملاحظتك الموفقة

عُبَيّدُ الّلهِ
12-03-2015, 06:07 PM
بارك الله فيك اخى الكريم،بحث ممتاز،ونضيف لهؤلاء الملاحدة الجهلاء:
من أين توهمتم أن التنزيل الإسلامى يقول بدخول الدم الأنثوى فى عملية التخليق الجنينية؟
نقرء من تفسير الطبرى لأية الإنسان"النطفة الأمشاج":

واختلف أهل التأويل في معنى الأمشاج الذي عنى بها في هذا الموضع، فقال بعضهم: هو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كريب وأبو هشام الرفاعي قالا: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن الأصبهاني، عن عكرِمة { أمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ } قال: ماء الرجل وماء المرأة يمشج أحدهما بالآخر.

حدثنا أبو هشام، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن ابن الأصبهاني، عن عكرِمة قال: ماء الرجل وماء المرأة يختلطان.

قال: ثنا أبو أُسامة، قال: ثنا زكريا، عن عطية، عن ابن عباس، قال: ماء المرأة وماء الرجل يمشجان.

قال: ثنا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن السديّ، عمن حدّثه، عن ابن عباس، قال: ماء المرأة وماء الرجل يختلطان.

قال: ثنا عبد الله، قال: أخبرنا أبو جعفر، عن الربيع بن أنس، قال: إذا اجتمع ماء الرجل وماء المرأة فهو أمشاج.

قال: ثنا أبو أُسامة، قال: ثنا المبارك، عن الحسن، قال: مُشج ماء المرأة مع ماء الرجل.

قال: ثنا عبيد الله، قال: أخبرنا عثمان بن الأسود، عن مجاهد، قال: خلق الله الولد من ماء الرجل وماء المرأة، وقد قال الله:
{ يا أيُّها النَّاسُ إنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وأنْثَى }


قال: ثنا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، قال: خلق من تارات ماء الرجل وماء المرأة.

وقال آخرون: إنما عُني بذلك: إنا خلقنا الإنسان من نطفة ألوان ينتقل إليها، يكون نطفة، ثم يصير علقة، ثم مضغة، ثم عظماً، ثم كسي لحماً. ذكر من قال ذلك:
والكلام السابق له شاهد من كلام النبى صلى الله عليه وسلم فى رده على أسئلة عبد الله بن سلام،فعند البخارى ومسلم وباقى السنن:

بلَغ عبدَ اللهِ بنَ سَلامٍ مَقدَمُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ ، فأتاه فقال : إني سائِلُك عن ثلاثٍ لا يَعلَمُهنَّ إلا نبيٌّ : ما أولُ أشراطِ الساعةِ ، وما أولُ طعامٍ يأكلُه أهلُ الجنةِ ، ومن أيِّ شيءٍ يَنزِعُ الولدُ إلى أبيه ، ومن أيِّ شيءٍ يَنزِعُ إلى أخوالِه ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( خبَّرني بهنَّ آنفًا جِبريلُ ) . قال : فقال عبدُ اللهِ : ذاك عدوُّ اليهودِ منَ الملائكةِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أما أولُ أشراطِ الساعةِ فنارٌ تَحشُرُ الناسَ منَ المشرقِ إلى المغربِ ، وأما أولُ طعامٍ يأكلُه أهلُ الجنةِ فزيادةُ كبِدِ الحوتِ ، وأما الشَّبَهُ في الولَدِ : فإنَّ الرجلَ إذا غَشِي المرأةَ فسبَقها ماؤه كان الشَّبَهُ له ، وإذا سبَق ماؤها كان الشَّبَهُ لها ) . قال : أشهَدُ أنك رسولُ اللهِ ، ثم قال : يا رسولَ اللهِ ، إنَّ اليهودَ قومٌ بُهتٌ ، إن علِموا بإسلامي قبلَ أن تَسألَهم بَهَتوني عِندَك ، فجاءَتِ اليهودُ ودخَل عبدُ اللهِ البيتَ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أيُّ رجلٍ فيكم عبدُ اللهِ بنُ سَلامٍ ) . قالوا : أعلَمُنا ، وابنُ أعلَمِنا ، وأخيَرُنا ، وابنُ أخيَرِنا ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أفرأيتُم إن أسلَم عبدُ اللهِ ) . قالوا : أعاذه اللهُ من ذلك ، فخرَج عبدُ اللهِ إليهم فقال : أشهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأشهَدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ ، فقالوا : شرُّنا ، وابنُ شرِّنا ، ووقَعوا فيه .

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 3329 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | شرح الحديث
وأيضا فى حديث إحتلام المرأة عند مسلم:

أن امرأةً قالت لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : هل تغتَسِلُ المرأةُ إذا احتَلَمَتْ وأَبْصَرَتِ الماءَ ؟ فقال نعم . فقالت لها عائشةُ :- تربت يداك وأَلَّتْ- . قالت: فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دعِيها . وهل يكونُ الشَّبَهُ إلا مِن قِبَلِ ذلك؟ إذا علا ماؤُهَا ماءَ الرجلِ أَشْبَهَ الولدُ أَخْوَالَه ، وإذا علا ماءُ الرجلِ ماءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَه .

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 314 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح الحديث

ابن سلامة القادري
12-03-2015, 09:46 PM
جزاك الله خيرا أستاذنا الكريم عبيد الله على إضافتك القيّمة و على إثراء هذا البحث المتواضع.

عُبَيّدُ الّلهِ
12-04-2015, 12:15 AM
جزاك الله خيرا أستاذنا الكريم عبيد الله على إضافتك القيّمة و على إثراء هذا البحث المتواضع.
انا اخوك فى الله فقط اخى الكريم،بالمناسبة هذه الشبهات الواهية تكفل الدكتور موريس بوكاى بالرد عليها فى هذا الكتاب
http://www.kutubpdf.net/download.html?did=5855
وهو أقل شهرة من كتابه الأول ولكنه ممتاز،ويعيبه أنه يأخذ من القرأن دون السُنة ولكن لاغنى عنه لمن يريد فهم أيات خلق الإنسان فى القرأن الكريم