المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم التفاؤل والتشاؤم في الاسلام



مجد الاسلام
07-04-2006, 03:48 PM
كثيرا ما يتفاءل الانسان بشيء وكثيرا ما يتشاءم من شيء , فهل لذلك اصل في الشريعة الغراء؟ وما حكمه شرعا؟


ان شعور الانسان بالتفاؤل والبشر عند سماعه الكلمة الطيبة , اورؤية الشيء الحسن, وشعوره بالتشاؤم والانقباض عند سماع الكلمة المستكرهة او رؤية الشيء القبيح امر فطرت عليه النفوس البشرية كما يشير اليه الحديث:((ثلاثة لا يسلم منهن احد: الطيرة والظن والحسد))(والطيرة بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن التشاؤم), والناس في ذلك متفاوتون, فمنهم من ينمو هذا الشعور في نفسه ويقوى بالاعتياد وشدة الانتباه ودقة الملاحظة, حتى لا يكاد يفارقه بكل شئونه, ومنهم من يقل احساسه به ويضعف شعوره حتى يكاد يتلاشى وفيما بين ذلك درجات ومراتب.


فاذا اعتمد الانسان في شئونه على التفاؤل والتشاؤم بحيث يجعل لهما سلطانا على نفسه فقد اوى الى وهم وركن الى سراب وضل السبيل , فان الاقدام على الشيء او الاحجام عنه انما يكون بالعزم والتصميم والتوكل على الله تعالى.


وعن عكرمة قال: كنت عند ابن عباس فمر طائر فصاح , فقال رجل: خير خير . فقال ابن عباس : ما عند هذا خير ولا شر.وقد كانوا في الجاهلية يعتمدون في امورهم على الطير. فاذا خرج احدهم لامر فان راى الطير طار يمنة تيمن به واستمر بقصده, وان راه طار يسره تشاءم به ورجع ويسمون ما طار يمنة السائح وما طار يسرة البارح.

لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى ولا زاجرات الطير ما الله صانع

وكانوا يتشاءمون بنعيب الغراب وصوت البومة ومرور الظباء سموا كل ذلك تطيرا حيث كان اصله زجر الطير وازعاجه.


وقد نهى الشارع عته فقال ( ص ) :((الطيرة شرك)) كانهم اشركوا مع الله غيره. اذا اعتقدوا ان السنوح يجلب الخير والبروح يجلب الشر. وقال ( ص ) :((لا طيرة)) وقال :((من تكهن اورده عن سفرة تطير فليس منا )) وذلك ان اعتقد ان الذي راه من حال الطير يوجب ما ظنه من خير او شر ولم يضف التدبير و التقدير الى الله تعالى وقال ( ص ) :((ثلاثة لا يسلم منهن احد : الطيرة والظن والحسد فاذا تطيرت فلا ترجع واذا حسدت فلا تبغ واذا ظننت فلا تحقق)) وعن ابي هريرة :radia: ((اذا تطيرتم فامضوا وعلى الله فتوكلوا)).

فالمنهي عنه في التطير ان يكون باعثا على الاحجام والادب في ذلك ان يمضي الانسان في سبيله ثقة بالله وتوكلا عليه.
اما الفأل فقد كان يعجب رسول الله ( ص ) قال الحليمي: وانما كان ( ص ) يعجبه الفال الحسن لان التشاؤم سوء ظن بالله لغير سبب محقق والتفاؤل حسن ظن بالله والمؤمن مامور بحسن الظن بالله على كل حال.
انتهى.

المصدر

كتاب فتاوى شرعية وبحوث اسلامية


حسنين محمد مخلوف

مجدي
07-04-2006, 04:00 PM
بارك الله فيك :
قال القحطاني :
لا تستمع قول الضوارب بالحصا **** والزاجرين الطير بالطيران
فالفرقتان كذوبتان على القضا ****** وبعلم غيب الله جاهلتان

مجد الاسلام
07-04-2006, 04:04 PM
واياكم يا مجدي وشكرا لمرورك الكريم