المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استفسار بخصوص الايمان و السعادة



محمد إبراهيم أبوزيد
09-19-2014, 04:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لدي سؤال بخصوص الايمان و السعادة فقد قرات في العديد من المواقع ان الايمان و ممارسة الشعائر الدينية سبب في راحة النفس و الشعور بالسعادة لكن هل الايمان هنا بمعنى الايمان بالله عن طريق الاسلام او من اي ديانة اخرى بشرط الايمان بوجود الله
و شكرا......

أبو جعفر المنصور
09-19-2014, 04:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لدي سؤال بخصوص الايمان و السعادة فقد قرات في العديد من المواقع ان الايمان و ممارسة الشعائر الدينية سبب في راحة النفس و الشعور بالسعادة لكن هل الايمان هنا بمعنى الايمان بالله عن طريق الاسلام او من اي ديانة اخرى بشرط الايمان بوجود الله
و شكرا......

لما خلق الله الإنسان أودع فيه محبة العبودية واللجوء للإله وكلما كان الإنسان أقرب من هذا المعنى كان أقرب للراحة

ولهذا عبد كثير من البشر غير الله استشفاعاً لله أو استقلالاً وقد يحصل لهم نوع من الإشباع في هذا الباب يجدون له درجة من الراحة

كالإنسان الجائع يجد شيئاً من الشبع حتى في الطعام الفاسد إذا استمكن منه الجوع

غير أن الذي يجده أهل التوحيد الحق من الراحة والاطمئنان هو أضعاف أضعاف ما يكون عند أصحاب الأديان الباطلة

قال تعالى : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى فلنحيينه حياة طيبة )

وكلما ازداد علم المرء ويقينه كلما زاد ذلك معه فإذا قوي توكله وإنابته وعلم أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن المصيبة خير إذا صبر وأوجد لكل طاعة شكراً ، وعفا عن كل من آذاه رجاء ثواب الله عز وجل وداوم على الطاعة

كان الحال يشبه حال من يقول ( نحن في سعادة لو علمها أبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف )

قال ابن القيم في زاد المعاد (4/192) :" وَأَمَّا الصَّلَاةُ، فَشَأْنُهَا فِي تَفْرِيحِ الْقَلْبِ وَتَقْوِيتِهِ، وَشَرْحِهِ وَابْتِهَاجِهِ وَلَذَّتِهِ أَكْبَرُ شَأْنٍ، وَفِيهَا مِنَ اتِّصَالِ الْقَلْبِ وَالرُّوحِ بِاللَّهِ، وَقُرْبِهِ وَالتَّنَعُّمِ بِذِكْرِهِ، وَالِابْتِهَاجِ بِمُنَاجَاتِهِ، وَالْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَاسْتِعْمَالِ جَمِيعِ الْبَدَنِ وَقُوَاهُ وَآلَاتِهِ فِي عُبُودِيَّتِهِ، وَإِعْطَاءِ كُلِّ عُضْوٍ حَظَّهُ مِنْهَا، وَاشْتِغَالِهِ عَنِ التَّعَلُّقِ بِالْخَلْقِ وَمُلَابَسَتِهِمْ وَمُحَاوَرَاتِهِمْ، وَانْجِذَابِ قُوَى قَلْبِهِ وَجَوَارِحِهِ إِلَى رَبِّهِ وَفَاطِرِهِ، وَرَاحَتِهِ مِنْ عَدُوِّهِ حَالَةَ الصَّلَاةِ مَا صَارَتْ بِهِ مِنْ أَكْبَرِ الْأَدْوِيَةِ وَالْمُفَرِّحَاتِ وَالْأَغْذِيَةِ الَّتِي لَا تُلَائِمُ إِلَّا الْقُلُوبَ الصَّحِيحَةَ. وَأَمَّا الْقُلُوبُ الْعَلِيلَةُ، فَهِيَ كَالْأَبْدَانِ لَا تُنَاسِبُهَا إِلَّا الْأَغْذِيَةُ الْفَاضِلَةُ.
فَالصَّلَاةُ مِنْ أَكْبَرِ الْعَوْنِ عَلَى تَحْصِيلِ مَصَالِحِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَدَفْعِ مَفَاسِدِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَهِيَ مَنْهَاةٌ عَنِ الْإِثْمِ، وَدَافِعَةٌ لِأَدْوَاءِ الْقُلُوبِ، وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الْجَسَدِ، وَمُنَوِّرَةٌ لِلْقَلْبِ، وَمُبَيِّضَةٌ لِلْوَجْهِ، وَمُنَشِّطَةٌ لِلْجَوَارِحِ وَالنَّفْسِ، وَجَالِبَةٌ لِلرِّزْقِ، وَدَافِعَةٌ لِلظُّلْمِ، وَنَاصِرَةٌ لِلْمَظْلُومِ، وَقَامِعَةٌ لِأَخْلَاطِ الشَّهَوَاتِ، وَحَافِظَةٌ لِلنِّعْمَةِ، وَدَافِعَةٌ لِلنِّقْمَةِ، وَمُنْزِلَةٌ لِلرَّحْمَةِ، وَكَاشِفَةٌ لِلْغُمَّةِ، وَنَافِعَةٌ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ أَوْجَاعِ الْبَطْنِ.
وَقَدْ رَوَى ابْنُ مَاجَهْ فِي " سُنَنِهِ " مِنْ حَدِيثِ مجاهد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ( «رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا نَائِمٌ أَشْكُو مِنْ وَجَعِ بَطْنِي فَقَالَ لِي: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشِكَمَتْ دَرْدْ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " قُمْ فَصَلِّ فَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ شِفَاءً» ) .
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي قَالَ ذَلِكَ لمجاهد، وَهُوَ أَشْبَهُ. وَمَعْنَى هَذِهِ اللَّفْظَةِ بِالْفَارِسِيِّ: أَيُوجِعُكَ بَطْنُكَ؟ .
فَإِنْ لَمْ يَنْشَرِحْ صَدْرُ زِنْدِيقِ الْأَطِبَّاءِ بِهَذَا الْعِلَاجِ، فَيُخَاطَبَ بِصِنَاعَةِ الطِّبِّ، وَيُقَالَ لَهُ الصَّلَاةُ رِيَاضَةُ النَّفْسِ وَالْبَدَنِ جَمِيعًا، إِذْ كَانَتْ تَشْتَمِلُ عَلَى حَرَكَاتٍ وَأَوْضَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ: مِنَ الِانْتِصَابِ، وَالرُّكُوعِ، وَالسُّجُودِ، وَالتَّوَرُّكِ، وَالِانْتِقَالَاتِ، وَغَيْرِهَا، مِنَ الْأَوْضَاعِ الَّتِي يَتَحَرَّكُ مَعَهَا أَكْثَرُ الْمَفَاصِلِ، وَيَنْغَمِزُ مَعَهَا أَكْثَرُ الْأَعْضَاءِ الْبَاطِنَةِ كَالْمَعِدَةِ وَالْأَمْعَاءِ وَسَائِرِ آلَاتِ النَّفْسِ وَالْغِذَاءِ فَمَا يُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ فِي هَذِهِ الْحَرَكَاتِ تَقْوِيَةٌ وَتَحْلِيلٌ لِلْمَوَادِّ وَلَا سِيَّمَا بِوَاسِطَةِ قُوَّةِ النَّفْسِ، وَانْشِرَاحِهَا فِي الصَّلَاةِ، فَتَقْوَى الطَّبِيعَةُ، فَيَنْدَفِعُ الْأَلَمُ، وَلَكِنْ دَاءُ الزَّنْدَقَةِ وَالْإِعْرَاضِ عَمَّا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، وَالتَّعَوُّضِ عَنْهُ بِالْإِلْحَادِ دَاءٌ لَيْسَ لَهُ دَوَاءٌ، إِلَّا نَارٌ تَلَظَّى لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى.
وَأَمَّا تَأْثِيرُ الْجِهَادِ فِي دَفْعِ الْهَمِّ وَالْغَمِّ فَأَمْرٌ مَعْلُومٌ بِالْوِجْدَانِ، فَإِنَّ النَّفْسَ مَتَى تَرَكَتْ صَائِلَ الْبَاطِلِ وَصَوْلَتَهُ وَاسْتِيلَاءَهُ اشْتَدَّ هَمُّهَا، وَغَمُّهَا، وَكَرْبُهَا، وَخَوْفُهَا، فَإِذَا جَاهَدَتْهُ لِلَّهِ أَبْدَلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْهَمَّ وَالْحُزْنَ فَرَحًا وَنَشَاطًا وَقُوَّةً كَمَا قَالَ تَعَالَى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ - وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} [التوبة: 14 - 15] [التَّوْبَةِ: 14، 15] فَلَا شَيْءَ أَذْهَبُ لِجَوَى الْقَلْبِ وَغَمِّهِ وَهَمِّهِ وَحُزْنِهِ مِنَ الْجِهَادِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ"

وانتشار الأمراض النفسية بانتشار المادية أمر ظاهر جداً ، وثقافة الترفيه المفرط عجزت عن تحقيق السعادة غير الآنية لكثير من البشر ، وكثير من المنتسبين للإسلام الفرق بينه وبين الكافر التلفظ بالشهادتين وبعض الشعائر وتراه غارقاً في الذنوب فيجد لذلك الضنك وهذا من رحمة الله تنبيهاً له على تغيير حاله وبعضهم يذهب إلى ما هو أبعد من ذاك جهلاً وعلواً والله المستعان

محمد إبراهيم أبوزيد
09-19-2014, 05:20 PM
بارك الله فيك اخي الكريم و زادك من العلم و التقوي اشكرك على ردك الجميل الشافي