المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليقين متعلق بالفطرة و الفطرة ابتداء كل شيء من لا شيء



ابن سلامة القادري
10-02-2014, 12:52 AM
قال الله تعالى : قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (10)

من تاهت عنه الدلائل يجدها في نفسه في تكوينه في ارتباطه بالأسمى و بالكمال .. و في اعتقاده بوجود الحق الذي لا بد منه و في إيمانه بأن كل شيء ابتدأ بغير قصد للإبتداء و تخلَّقَ بغير قصد سبق التخلق .. و كان محكم الخلق منذ لحظته الأولى و إلى أن ينتهي دوره و وجوده في هذا الكون و في هذه الحياة و إلا لوجدنا اضطرابا و اختلافا عظيما .. كما قال تعالى في كتابه : وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا.

فكل هذه العلوم المبثوثة في الكون و المسطورة بعد ذلك في كتب المختصين بالآلاف بعد مسار طويل للإنسانية و جهد جهيد من التعلم و البحث و الدراسة و التعمق. كلها مودعة في الخلق الذي ابتدأ من عدم مع ما يحتويه من جهل مطلق و عجز تام .. و أما الصدف الخرقاء فهي أخت الجهل و العجز لا تأتي بخير و لا تدرء شرا.

و من الفطرة التي فطرها الله هذه الإستعدادات الشعورية المترابطة و المتكاملة و الميولات و الغرائز التي تولد مع الإنسان و غيره من الكائنات الحية لتستقيم شؤونه على هذه الأرض كما أراد الله و ليس كما أراد هواه.

قال الله تعالى : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ.