المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الايمان ، الالحاد و الحروب



دام علاء العماد
11-02-2014, 03:36 AM
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين و على آله و صحبه أجمعين ثم أما بعد

بارك الله فيكم يا إخوتي على ما تقدمونه في هذا المنتدى الكبير ، لقد إستفدنا منكم جزاكم الله عنا خير الجزاء
أنا بصدد الدخول في حوار مع شخص يدعي أن الديانات هي السبب الرئيسي في وجود الحروب ، و أنا على يقين بأن الادعاء باطل بدليل أن أشرس الحروب التي عرفها تاريخ البشرية (الحرب العالمية الأولى و الثانية) قادتها ملحدون ، و لكن بسبب ضيق الوقت أرجو أن يتكرم أحد الاخوة و يضع الحقائق الموثقة من أجل إثبات بطلان هذا الادعاء ، بارك الله فيكم و نفع بكم و وفقكم لما فيه الخير و الصلاح.

( محمد الباحث )
11-02-2014, 10:10 AM
http://antishobhat.blogspot.com/2012/10/blog-post_6768.html

الدكتور قواسمية
11-02-2014, 11:49 AM
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين و على آله و صحبه أجمعين ثم أما بعد
بارك الله فيكم يا إخوتي على ما تقدمونه في هذا المنتدى الكبير ، لقد إستفدنا منكم جزاكم الله عنا خير الجزاء
أنا بصدد الدخول في حوار مع شخص يدعي أن الديانات هي السبب الرئيسي في وجود الحروب ، و أنا على يقين بأن الادعاء باطل بدليل أن أشرس الحروب التي عرفها تاريخ البشرية (الحرب العالمية الأولى و الثانية) قادتها ملحدون ، و لكن بسبب ضيق الوقت أرجو أن يتكرم أحد الاخوة و يضع الحقائق الموثقة من أجل إثبات بطلان هذا الادعاء ، بارك الله فيكم و نفع بكم و وفقكم لما فيه الخير و الصلاح.
ولماذا تضيع وقتك الثمين بمناقشات لا طائل منها ....
الكافر حاقد على الدين يريد التملص من قيوده الأخلاقية لذلك سيلتمس ويختلق الأعذار وأنت بدل أن تقرأ القرآن أو تشاهدا برنامجا مفيدا تضيع وقتك فتحاوره وتسليه ليشبع غريزته في الجدل والباطل
اذا كنت من هواة تضييع الوقت بالجدال فاني اذن انبهك الى خطأ منطقي وقعت فيه في النقاش وهو أن البينة على من ادعى وهو صاحب دعوى لذلك هو الملزم بتقديم وثائق ثبوتية علمية تجسد مسحا للحروب التي وقعت خلال قرنين أو ثلاثة تظهر بشكل واضح انها كانت لأسباب دينية .
هذا الغباء في النقاش هو الذي جعل دائما صاحب الباطل يظرط ظرطة والمسلم هو من يبحث ويوثق لتفنيدها
العنه كما لعن أصحاب السبت واعطيه عنوان نادي للعراة .

أبو جعفر المنصور
11-02-2014, 04:02 PM
يعني لا يوجد أناس يقتتلون على المال ولا على الموارد الطبيعية ولا حباً في السلطة ولا عصبية قبلية ولا غيرها من الأسباب

هذا اتهام بلا بينة ومخالفة لضروريات الحس

وقد تكلمت على هذا الموضوع في خواطري حول الإلحاد حيث قلت :" فمن ألطف ما يقع للمرء عند النظر في الفكر الإلحادي أن باب الحجة عليهم ليس محصوراً في النص بل هو واسع جداً فكل شيء ممكن أن يصير حجة ، وكثيراً ما نسمعهم يتحدثون عن حروب المتدينين طارحين الإلحاد كحل لإيقاف هذه الحروب ، ولإخواننا المشتغلين بالرد عليهم ردود عديدة من أقواها وأفلجها ذكر جرائم الملحدين

وذكر الحقيقة الثابتة أن! 1,763 حربا موثقة: 93% لأسباب لادينية و7% لأسباب دينية

ولكنني عند نظرية أخرى وجواب آخر تماماً

فإن قلت : ما هي ؟

قلت لك : أنا أزعم أن الحرية المطلقة تفتك بالبشر أكثر من الحروب سواءً كانت ذات مقدمات دينية أو غير دينية

فإن قلت : كيف ذاك

أقول : دعنا نأخذ ظاهرتين فقط انتشرتا في العالم الغربي الذي يبهر القوم ولا يرون فيه إلا كل حسن

وهما ظاهرة الإجهاض ولنأخذ أمريكا فقط في العام هناك مليون حالة إجهاض بحسب التقارير المتخصصة ، ولنأخذ ظاهرة إدمان الخمر في العام الماضي مات مليونان ونصف جراء إدمان الخمر في كل العالم

فهذه ثلاثة ملايين ونصف وتذكر أنني لم أتحدث عن الإجهاض في كل العالم

ولم أتحدث عن أثر الخمر على السلوك وعلى العنف الأسري وعلى الحوادث المرورية فقط أتحدث عن قتلى إدمان الخمر

وهذا كله في عام واحد فقط

ولنأخذ مثالاً على حرب من أشهر الحروب العصرية الحديثة ، وهي حرب الثورة الليبية التي كانت بين جيشين وقد تدخل فيها الناتو وكانت في عامة معاركها في مناطق الأصل فيها أنها مأهولة واستخدمت فيها الأسلحة الحديثة ( غربية الصنع ) ، حصيلة القتلى في هذه الثورة من الطرفين على أقصى تقدير وقد دامت الحرب قرابة العام 50 ألفاً يعني لا يشكلون عشر من يقتلهم إدمان الخمر

أفرأيت لو كانت هذه البلاد التي ينتشر فيها الزنا الذي هو السبب للإجهاض مع كل مقدماته من تبرج واختلاط وخلوة ، وينتشر فيها الخمر ، أرأيت لو كان الإسلام يحكمها أرأيت لو كانت فتحت في معركة مات فيها ألف أو ألفان ألم يكن ذلك إذا ما قورن بحماية حياة الملايين فيما بعد هو المصلحة والخير

وكان يمكن أن نستغني عن القتال بعقد الجزية أو الهدنة مع بسط سلطان الشريعة ويسلم الأكثر من هذه البلدان كما حصل لشعوب كثيرة ، وللفائدة اليمن كانت يهودية ومصر والشام والحبشة وبلاد المغرب كانت نصرانية مع خلط من اليهود ، وبلاد فارس والعراق والبحرين كانت مجوسية وكلها صارت ذات أغلبية إسلامية في أقل من خمسين عاماً وبقي بقية من غير المسلمين للدلالة على أن البقية أسلموا طوعاً لا كرهاً ، ولو نظرت إلى أسبانياً فلن تجد مسلماً له أربعة أجداد مسلمين في أسبانيا وذلك بفضل محاكم التفتيش فتأمل الفرق

أرأيت لو كانت الدول الإسلامية على مر التاريخ غرقت في الخمر والرذيلة كغرق تلك المجتمعات أكان أعدادها الآن كما هي ؟

أرأيت مدمن الخمر والخمر يفتك في أعضائه ويريد أن يقلع فلا يستطيع أتراه كان يتمنى أن لو كان الدولة قد منعت هذا السم وأنه لم يعرفه في حياته قط ؟

كلام عاطفي ولكنه واقعي

وأنا هنا لم أتكلم عن القمار وعن الدعارة والأمراض الجنسية ولا عن التدخين ولا عن المخدرات ، التي حتى البلدان الإسلامية دخل إليها هذا من البلدان الغربية

وعند الكلام على التقدم والتخلف لا بد من أخذ هذه الأمور بالحسبان مع النظر في الأواصل الاجتماعية وألا ينظر في تقدم الآلة فقط أو تقدم الإنسان في بعض النواحي وتأخره في بعض آخر

والعجيب أنه مع كثرة كلام الملاحدة عن الحروب يثنون على العالم الغربي الذي تشكل الآلة العسكرية الفتاكة جزءً كبيراً من بنيته الصناعية والحضارية وهذا فيما أرى تناقض فإنك إن هاجمت الحروب فعليك أن تهاجم من طور الآلة حتى صارت قادرة على قتل الآلاف في لحظة واحدة ، خصوصاً وقد ثبت استخدامه في مناسبات عديدة

وبهذين المثالين فقط ! دون غيرها يتبين أن من الحرية ما قتل وأن الدعوة للتحرر من القيود الإسلامية أو الدينية ككل مع عدم وجود مرجعية إلحادية علمية ناضجة وعدم وجود مشروع إلحادي أخلاقي واضح هو فتح لباب القضاء على الذات باسم الحرية

خصوصاً مع حرب تعدد الزوجات

فيقول قائل : ما دخل تعدد الزوجات هنا

فيقال : الإحصائيات قاضية بأن عدد النساء في العالم يفوق عدد الرجال ومع حرب تعدد الزوجات تكون معظم أرحام النساء الصالحة للإيلاد معطلة ولا تستفيد منها البشرية شيئاً

فمع السكوت أو التساهل في التعامل مع الظواهر الفتاكة كإدمان الخمر والسعار الجنسي مع ما يصاحبه من الأمراض الجنسية القاتلة أو حالات الإجهاض الجنونية والتي تكون في الغالب لأن الجنين نتيجة لعلاقة جنسية عابرة لا يراد منها تشكيل ارتباط وثيق بين الطرفين ، ومع آلة الحرب الفتاكة والتي بسبب الجشع المادي صارت في يد المافيات والعصابات الكبيرة ( والتي يقل وجودها في العالم الإسلامي ) ، إذا أضفنا إلى هذا منع تعدد الزوجات بل محاربة الزواج ككل من طرف خفي نعلم أن هذا من حقيقته من وحي الشيطان الذي يريد إفناء الجنس البشري قدر المستطاع

قال الله تعالى : (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُون)

وهنا الملحد يحل حبوته ويحدثك عن بني قريظة

وأقول : قبل الكلام على أي تشريع أو أي حادثة لا بد أن يعلم أن هذا ناشيء عن تسلسل منطقي متكون من الإيمان بوجود الله ثم الإيمان بضرورة الوحي ثم الإيمان بصدق الوحي الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ثم التسليم للأحكام الشرعية الناشئة عن هذا التسلسل المنطقي لأن الله علمه غير محدود والبشر علمهم محدود

ثم النظر بعد ذلك إلى كون هذه التشريعات من باب تصرف المالك الحكيم في ملكه

قال إِيَاس بن مُعَاوِيَة مَا ناظرت بعقلي كُله إِلَّا الْقَدَرِيَّة قلت لَهُم مَا الظُّلم قَالُوا أَن تَأْخُذ مَا لَيْسَ لَك قلت فَللَّه كل شَيْء

وأمر الجهاد ينظر إليه المسلمون على أنه رحمة !

ولعل قائلاً : أتسخر كيف يكون رحمة ؟

فأقول : السطحية ملازمة لكم في كل الأحوال ، الله عز وجل قادر على إهلاك الخلق الآن وعدم إمهال الكافر بأي صورة من الصور ، وما الزلازل والفيضانات والبراكين إلا نموذج يسير عما يمكن أن يحصل ، وقد حصل للبشر في الزمن القديم ما خمن بعض منكري النبوات أنه اصتدام كوكب بالأرض ، وأما القائلون بالنبوات فيرون أنه من آثار عقوبة الأمم السابقة

إذا فهمت هذه الحقيقة فافهم أن الجهاد بالمعنى الإسلامي الذي يسبقه الدعوة ثم بعد يخير العدو بين الجزية والإسلام والقتال ، وإذا قبل بالجزية استمرت الدعوة معه وغيرها من التشريعات التي ليس هذا محل بسطها رحمة إذا ما قورن بالهلاك العام أو الحروب التي يقصد منها الإبادة العامة ويتم فيها حتى قتل الصبيان والنساء أو اغتصابهن

ومع ما ينتج عن هذا الجهاد من الخير العظيم فيما بعد كما شرحته في الخاطرة الأولى ، وقد رأيت طرفاً من آثار غياب الشريعة الإسلامية عن بعض المجتمعات في هذه الخاطرة

والكافر شخص يعيش في أرض الله ويأكل من الخيرات التي خلقها له ثم يسبه ، ولا بد أن يكون لها فعل ضريبة وتبعه على الأقل ضريبة النفس الذي يتنفسه ، ونفس الإنسان ملك لله عز وجل وهو من يحدد العدل في إخراجها أو إبقائها

ثم بعد ذلك تأتي فائدة الجهاد على أهل الإيمان وهي تمييز المؤمن القوي من المؤمن الضعيف والمنافق وظهور آيات الله وآثار أسمائه وصفاته ، وحصول الاختبار لأهل الإيمان ورفع درجاتهم إذا بذلوا أموالهم وأنفسهم في سبيل الله

قال الله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)

وقال الله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)

وقال الله تعالى : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)

وقال ابن كثير في تفسيره :" فإن قيل: فأيّ رحمة حصلت لمن كَفَر به؟ فالجواب ما رواه أبو جعفر بن جرير: حدثنا إسحاق بن شاهين، حدثنا إسحاق الأزرق، عن المسعودي، عن رجل يقال له: سعيد، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس في قوله: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } قال: من آمن بالله واليوم الآخر، كُتِبَ له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن بالله ورسوله عُوِفي مما أصاب الأمم من الخسف والقذف .
وهكذا رواه ابن أبي حاتم، من حديث المسعودي، عن أبي سعد -وهو سعيد بن المرزبان البقّال-عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره بنحوه، والله أعلم"

وأما بنو قريظة فقوم وقعوا على وثيقة دفاع مشترك مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم غدروا ونقضوها ولم يكتفوا بذلك حتى ألبوا المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم وكان يوم الأحزاب حيث اجتمع المشركون على المسلمين وأرادوا استئصال شأفتهم وسبي نسائهم وكل ذلك بفعل أيدي الغدر القريظية فلما انكفأ المشركون بآية باهرة ليس هذا محل بسطها ، هاجم الصحابة بني قريظة وكان الحكم أن يفعل بهم ما أرادوا أن يفعل بالمسلمين من سبي الذرية وقتل المقاتلة وهذا حكم عدل فيمن نقض المواثيق وغدر بالإضافة إلى جريمة كتمان صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة والتي اعترف بها عبد الله بن سلام وكعب الأحبار وغيرهم من علمائهم

وكان من أظهر منهم الإسلام يتركه النبي صلى الله عليه وسلم على عادته في كل من يقاتله مهما فعل بالمسلمين فإنه بمجرد إظهار إسلامه يعفو عنه كما فعل بوحشي قاتل عمه

فهذه حالة خاصة في ظرف استثنائي ، والحال العام من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعفو في حق نفسه

فقد عفا عن رجل أراد اغتياله

قال البخاري في صحيحه 2913 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنَا سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ وَأَبُو سَلَمَةَ أَنَّ جَابِرًا أَخْبَرَهُ ح و حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّهُ غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ ثُمَّ نَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ قُلْتُ اللَّهُ فَشَامَ السَّيْفَ فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ

وسراقة بن مالك أيضاً أراد اغتياله وعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم

وعفا عن ذي الخويصرة الذي طعن في أمانته ، وكان بعض الصحابة يريد قتله

وعفا عن حاطب بن أبي بلتعة الذي ثبت عليه أنه جس للمشركين ( يعني صار جاسوساً لهم ) وهذه في القوانين الوضعية الحديثة تسمى الخيانة العظمى وكثير منهم يعاقب عليها بالقتل

وهؤلاء بنو النضير أرادو اغتياله فأجلاهم ولم يقتلهم وسمح لهم بأخذ أزوادهم معهم واكتفى بتركهم للنخل

وعفا عن اليهودية التي وضعت له سماً في الطعام

قال البخاري في صحيحه 2617 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا فَجِيءَ بِهَا فَقِيلَ أَلَا نَقْتُلُهَا قَالَ لَا فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

بل المذهل أكثر من هذا كله عفوه عن مشركي قريش الذين قاموا بتعذيب أصحابه قبل الهجرة بل قتلوا بعضهم ، وقاطعوا بني هاشم من أجله ومن أشد ما يقع على المرء أن يرى أهله يؤذون من أجله ، ثم إنهم هجوه بالشعر ووصفوه بالمجنون وخططوا لاغتياله حتى هاجر وطاردوه في هجرته ثم لما آواه الأنصار هددوهم ثم بدأوهم بالقتال وفي يوم أحد شج رأس النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته ، وقتلوا في هذه الحروب العديد من أصحابه وصدوه عن المسجد الحرام وقتلوا عامر بن فهيرة وخبيب بن عدي بعد أن عطوهم الأمان بعد هذا كله وغيره كثير عفا عنهم في الفتح وقال ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) [ وهذه القصة احتج بها الإمام الشافعي وهي متلقاة بالقبول عند أهل السير وفي صحيح مسلم ما يؤيد صحتها من ذكر وصف الطلقاء ]

وقال ( من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن ) وقال ( قد أجرنا من أجرت يا أم هانيء )

ثم في غزوة حنين أعطى هؤلاء الذين عفا عنهم حصة الأسد من الغنائم تأليفاً لهم

والمواقف في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من هذا النوع كثيرة

قال البخاري في صحيحه 2125 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ حَدَّثَنَا هِلَالٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو ابنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ قَالَ أَجَلْ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا * تَابَعَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ هِلَالٍ وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ هِلَالٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ سَلَامٍ {غُلْفٌ} كُلُّ شَيْءٍ فِي غِلَافٍ سَيْفٌ أَغْلَفُ وَقَوْسٌ غَلْفَاءُ وَرَجُلٌ أَغْلَفُ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَخْتُونًا.

وقد تعلم منه الصحابة هذا الخلق

ال البخاري في صحيحه 4145 : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ:
قَالَ ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ عِنْدَ عَائِشَةَ
فَقَالَتْ لَا تَسُبَّهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَالَتْ عَائِشَةُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ قَالَ كَيْفَ بِنَسَبِي قَالَ لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنْ الْعَجِينِ

4146 - حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَعِنْدَهَا حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يُنْشِدُهَا شِعْرًا يُشَبِّبُ بِأَبْيَاتٍ لَهُ
وَقَالَ حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ
فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ لَكِنَّكَ لَسْتَ كَذَلِكَ
قَالَ مَسْرُوقٌ فَقُلْتُ لَهَا لِمَ تَأْذَنِينَ لَهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْكِ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } فَقَالَتْ وَأَيُّ عَذَابٍ أَشَدُّ مِنْ الْعَمَى
قَالَتْ لَهُ إِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ أَوْ يُهَاجِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أقول : حسان كان قد وقعت منه زلة في حادثة الإفك وتاب منها ، لذا كان عروة ابن أخت عائشة حاملاً عليه غير أن عائشة عفت عنه وأثنت عليه بدفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ أنه أهم عندها من نفسها

وقال البخاري في صحيحه 4642 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ وَكَانَ مِنْ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ يَا ابْنَ أَخِي هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الْأَمِيرِ فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ قَالَ سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ هِيْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ } وَإِنَّ هَذَا مِنْ الْجَاهِلِينَ وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ

فهذا رجل يصف عمر بأنه غير عادل والملك غير العادل لا يقبل أن يوصف بهذا في وجهه فكيف برجل كعمر ولكنه يعفو ويسكت تأدباً بأدب القرآن وقد كان يحكم امبراطورية ضخمة


فيترك الجاهل هذا كله ويتمسك بموقف يتطلبه الحزم والحفاظ على الدولة فإن المسلمين روعوا أيما ترويع بعدما حصل يوم الأحزاب فكان لا بد من فعل حازم عادل يرجع للدولة هيبتها ويكون عبرة لمن يعتبر

وهناك عدة مغالطات ترتكب عند الكلام على الحروب وهي

الخلط بين أتباع الديانات المختلفة وهذا لا يجوز فكل مسئول عن ملته

وعدم التفريق بين المعتدي والمعتدى عليه

وحصر أسباب الحروب بالأسباب الدينية ، وهذا لا يقوله حتى أقل الناس خبرة بأحوال الأمم فحرب البسوس مثلاً كانت من أكثر الحروب وحشية فيما شهدته الجاهلية وكان سببها الحقيقي غياب حكم القصاص وحلول منطق الثأر محله

ولذا قال الله تعالى : ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ) ، أي أن القصاص يمنع من ذلك التسلسل الجاهلي في أمر الثأر والذي يؤدي لحروب متوالية وهذا أمر معروف مشاهد حتى في بعض البلدان المنتسبة للإسلام والله المستعان لما ابتعدت عن الشريعة وعادت للجاهلية التي لا يقبلها أي دين

وكذلك الحرب العالمية في نسختيها لم تكن لها مقدمات دينية

على أنه لو جاء شخص واستدل ببعض الأدلة على ممارسة معينة ، وخالفه قوم من أهل ملته وأقاموا الأدلة على غلطه لم يجز نسبة فعل هذا الرجل للملة

وهذا الظلم يمارسه القوم بشكل مستمر

ولو فرضنا أن عامة الحروب قام بها المتدينون أو المؤمنون بالخالق فسبب ذلك أن هؤلاء هم الناس !

بمعنى أن الملحدين شرذمة قليلون لم يكن لهم في التاريخ دولة أو كيان متماسك بل هي حالات فردية في غالبها لا تستمر في النسل بمعنى أنك لا تكاد تجد ملحداً له ستة أجداد أو خمسة في الإلحاد لأنه في الغالب ينشأ عن عقد نفسية لا تستمر ولا تورث للأجيال التي تليها

الذي أريد قوله أن الناس إذا خاضوا الحروب سواءً كانت مقدماتها دينية أو غيرها فإنهم في العادة لم يفرضه وضع الحرب من الخوف يستغيثون بالآلهة التي يعتقدون بها بل ترى أن لاعب كرة القدم اليوم يصلي ويدعو وهذه حالة معروفة في الناس وليس معناها أن الفعل مقدمته دينية بمعنى استسلام للنص أو فهم صحيح للنص

وليعلم أن الحروب غير الدينية في الغالب تكون ناشئة عن ثلاث أسباب رئيسية

الأول : الحرب على الملك

الثانية : الحرب العنصرية بين القبائل والأعراق المختلفة

الثالثة : على المال

وهذه الحروب في الإسلام يشملها اسم ( حرب الفتنة ) وقد نهي عن المسلم عن الدخول فيها بأي شكل من الأشكال

قال مسلم في صحيحه 4816- [54-...] وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ ، ثُمَّ مَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ، وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ ، يَغْضَبُ لِلْعَصَبَةِ ، وَيُقَاتِلُ لِلْعَصَبَةِ ، فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي ، وَمَنْ خَرَجَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أُمَّتِي ، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا ، لاَ يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا ، وَلاَ يَفِي بِذِي عَهْدِهَا ، فَلَيْسَ مِنِّي.

وجاء النهي حتى عن بيع السلاح في الفتنة

وقال أحمد في مسنده 21325 - حَدَّثَنَا مَرْحُومٌ، حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارًا وَأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ، وَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنْ أَصَابَ النَّاسَ جُوعٌ شَدِيدٌ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُومَ مِنْ فِرَاشِكَ إِلَى مَسْجِدِكَ، كَيْفَ تَصْنَعُ؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "تَعَفَّفْ "
قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنْ أَصَابَ النَّاسَ مَوْتٌ شَدِيدٌ يَكُونُ الْبَيْتُ فِيهِ بِالْعَبْدِ، يَعْنِي الْقَبْرَ، كَيْفَ تَصْنَعُ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "اصْبِرْ "
قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، يَعْنِي حَتَّى تَغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ مِنَ الدِّمَاءِ، كَيْفَ تَصْنَعُ؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ، وَأَغْلِقْ عَلَيْكَ بَابَكَ ". قَالَ: فَإِنْ لَمْ أُتْرَكْ؟ قَالَ: "فَأْتِ مَنْ أَنْتَ مِنْهُمْ، فَكُنْ فِيهِمْ " قَالَ: فَآخُذُ سِلَاحِي؟ قَالَ: "إِذَنْ تُشَارِكَهُمْ فِيمَا هُمْ فِيهِ، وَلَكِنْ إِنْ خَشِيتَ أَنْ يَرُوعَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ، فَأَلْقِ طَرَفَ رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ حَتَّى يَبُوءَ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ.

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم جفف يتابيع الفتنة

فأمر بالسمع والطاعة في المنشط والمكره لولي الأمر المسلم قطعاً لدابر الطمع في الملك والتقاتل عليه

ونهى عن الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب والعصبية الجاهلية وعن كل ما يثير العداوة والبغضاء بين المسلمين

وحرمة أخذ مال المسلم بغير حق معلومة

وإنني لأتعجب من شخص يرجع نسبه إلى البدو ( كشأني ) ثم يتحدث عن الحروب الدينية تقليداً لبعض الغربيين الذين لا يعرفون عن الشرق كبير شيء فمعلوم أننا معاشر البدو قبل قرابة المائة كنا في اقتتال دائم منشؤه العصبية وكان قطع الطريق مهنة الشرفاء والصانع الذي يصنع بيده محتقر ولا يزوج ومعظم ألقاب القبائل العامة سببها أداؤهم في الحروب ، ثم جاءت دعوة المجدد محمد بن عبد الوهاب في شبه الجزيرة وأقامت دولة كانت سبباً لحلول الأمن والأمان وزوال كثير من الجاهليات الأعرابية

بل نهي المرء في قتاله الإسلامي أن تكون نيته تشبه نية أصحاب الأطماع

قال البخاري في صحيحه 2810 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

ويعني أن الآخرين ليسوا في سبيل الله ولا يثابون

وقد قال الله تعالى : (وَإِنْ طائفتان مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)

ولو نظرنا إلى ظاهرة عصرية تنتشر في الغرب وهي ظاهرة العصابات المنظمة ، وما يسمى ب( المافيات ) تلك الظاهرة التي ألهب انتشارها مخيلة الكثير من الكتاب السينمائيين ، والتي في تراكم نتائجها ما يقارب نتائج الحروب أو يفوقها ولا شك أن هذه الظاهرة بعيدة كل البعد عن التدين بل لا يمكن أن تجتمع مع التدين الصحيح

ويضحكني كلام بعض القوم عن تقدم السويد بسبب الإلحاد ، ويا ليت شعري ما يصنع الصليب على علمها إذن ، وهي أيضاً سجلت أكبر معدلات اغتصاب في أوروبا ويبدو أن هذا من بركات الإلحاد والحرية !

وقد ذكرت أمر الصليب على العلم لأشير أن أوروبا في كثير من أهلها لا زالت متمسكة بنصرانيتها ولكن بطريقة عجيبة إذ أن تدينهم محصور بالأعياد وطريقة الزواج المخترعة التي لا وجود لها في كتبهم المقدسة ، والإيمان بالخرافة وترك أحسن ما في دين النصارى من الحث العام على الأخلاق والعفة

وأخيراً أذكر حديثاً لطيفاً كلم فيه النبي صلى الله عليه وسلم بعض المسلمين بالحجة العقلية وضرب المثل في تحريم الخمر

قال مسلم في صحيحه 26- [26-18] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْ لَقِيَ الْوَفْدَ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ ، قَالَ سَعِيدٌ : وَذَكَرَ قَتَادَةُ أَبَا نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، فِي حَدِيثِهِ هَذَا : أَنَّ أُنَاسًا مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : يَا نَبِيَّ اللهِ ، إِنَّا حَيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ ، وَلاَ نَقْدِرُ عَلَيْكَ إِلاَّ فِي أَشْهُرِ الْحُرُمِ ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نَأْمُرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا ، وَنَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ إِذَا نَحْنُ أَخَذْنَا بِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ : اعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ ، وَآتُوا الزَّكَاةَ ، وَصُومُوا رَمَضَانَ ، وَأَعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ الْغَنَائِمِ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ : عَنِ الدُّبَّاءِ ، وَالْحَنْتَمِ ، وَالْمُزَفَّتِ ، وَالنَّقِيرِ قَالُوا : يَا نَبِيَّ اللهِ ، مَا عِلْمُكَ بِالنَّقِيرِ ؟ قَالَ : بَلَى ، جِذْعٌ تَنْقُرُونَهُ ، فَتَقْذِفُونَ فِيهِ مِنَ الْقُطَيْعَاءِ ، قَالَ سَعِيدٌ : أَوْ قَالَ : مِنَ التَّمْرِ ، ثُمَّ تَصُبُّونَ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى إِذَا سَكَنَ غَلَيَانُهُ شَرِبْتُمُوهُ ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَكُمْ ، أَوْ إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَضْرِبُ ابْنَ عَمِّهِ بِالسَّيْفِ قَالَ : وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ أَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ كَذَلِكَ قَالَ ، وَكُنْتُ أَخْبَؤُهَا حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : فَفِيمَ نَشْرَبُ يَا رَسُولَ اللهِ ، ؟ قَالَ : فِي أَسْقِيَةِ الأَدَمِ الَّتِي يُلاَثُ عَلَى أَفْوَاهِهَا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ أَرْضَنَا كَثِيرَةُ الْجِرْذَانِ ، وَلاَ تَبْقَى بِهَا أَسْقِيَةُ الأَدَمِ ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَإِنْ أَكَلَتْهَا الْجِرْذَانُ ، وَإِنْ أَكَلَتْهَا الْجِرْذَانُ ، وَإِنْ أَكَلَتْهَا الْجِرْذَانُ قَالَ : وَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ : إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ : الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ.

الشاهد قوله (ثُمَّ تَصُبُّونَ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى إِذَا سَكَنَ غَلَيَانُهُ شَرِبْتُمُوهُ حَتَّى إِنَّ أَحَدَكُمْ ، أَوْ إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَضْرِبُ ابْنَ عَمِّهِ بِالسَّيْفِ)"

دام علاء العماد
11-02-2014, 09:18 PM
ولماذا تضيع وقتك الثمين بمناقشات لا طائل منها ....
الكافر حاقد على الدين يريد التملص من قيوده الأخلاقية لذلك سيلتمس ويختلق الأعذار وأنت بدل أن تقرأ القرآن أو تشاهدا برنامجا مفيدا تضيع وقتك فتحاوره وتسليه ليشبع غريزته في الجدل والباطل
بارك الله فيك يا أخي الكريم ، الشخص الذي سأحاوره مسلم يتبنى الفكر العلماني ، و الذي أعتقده أنه متأثر ببعض الشبهات فقط و الأمل في رجوعه إلى جادة الصواب كبير.


اذا كنت من هواة تضييع الوقت بالجدال فاني اذن انبهك الى خطأ منطقي وقعت فيه في النقاش وهو أن البينة على من ادعى وهو صاحب دعوى لذلك هو الملزم بتقديم وثائق ثبوتية علمية تجسد مسحا للحروب التي وقعت خلال قرنين أو ثلاثة تظهر بشكل واضح انها كانت لأسباب دينية
أكيد يا أخي الكريم فصاحب الدعوى يجب أن يثبتها و إلا فدعواه باطلة ، المصادر التي طلبتها لا محالة سأستخدمها في مرحلة ما من مراحل الحوار و لكن هذا لا يعني أنني سأتركه يلقى الدعاوى و أركض أنا باحثا عن أدلة تنقضها، بل إن إدعاءه هذا أوقعه في تناقض فلو سلمنا له جدلا أن الدين هو سبب الحروب فما النتيجة التي يمكن أن يصل إليها؟ ( و هو مسلم) ، بارك الله فيك على التنبيه.

دام علاء العماد
11-02-2014, 09:27 PM
أخي محمد الباحث بارك الله فيك لقد أعنتنا و أفدتنا جزاك الله خيرا و وفقك لما فيه الخير و الصلاح
أخي أبو جعفر المنصور وجدت في ردك حقا ظاهرا ، و فكرا باهرا ، لا حرمنا الله من أمثالك أنت و أخي محمد الباحث و أخي الدكتور قواسمية