المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا لو عاش دارون حتى زماننا ؟؟



manhalr78
11-29-2014, 03:26 PM
ماذا سيقول داروين لو عاش حتى زماننا ؟؟
لو شاء الله تعالى أن يحيي داروين إلى زماننا هذا وأدخل في سبات على مدى سنوات طوال ، وأفاق فجأة في هذا العصر، تخيلوا ماذا سيقول بعد هذا :
مرحباً بكم ، إسمي تشارلز داروين دخلت في غيبوبة طويلة وبعد هذه الفترة صحوت من غيبوبتي ، أرى نفسي في زمن يقدرونني أكثر من زمني بكثير ! أرى ملايين الناس متبعون لي ، لم أكن أتخيل ذلك ! وأشعر بالذنب حيالها ، آسف من قول الحقيقة ، فأنا على خطأ.
نظراً لما قدمه العلم على مدى 155 عاماً من تاريخ تأليف كتابي أصل الأنواع
أعلن التخلي عن كتابي (أصل الأنواع) وأبرأ إلى (خالق هذه الأنواع ) من كل ماجاء فيه نظراً لما يلي:
1- كان المفهوم في زمن كتابي أن الكنيسة تطارد كل ماهو علمي ويخالف رأيها ، لقد تولدت ردة فعل كبيرة لدينا ، لقد كان ملايين الناس ينتظرون بفارغ الصبر أن أطلع عليهم بفكرة كالنظرية التي تبنيتها (للأسف أعتقد الآن أنها خاطئة).
2- على قدر قوة العلم وسحره ، كان لدينا سخرية واستسهال لمكتشفاته ، ماهو المحرك البخاري ؟ هو قوة تنشأ عن ضغط البخار. الإبريق الذي يغلي فيه الماء يدفع الغطاء خارجا بقوة البخار! بعد عقود لاحقة ، مم تتكون ذاكرة الكمبيوتر ؟؟ من منطق رياضي بسيط يعتمد مبدأ الصفر والواحد ، نستطيع أن نشبهها بالطبيعة التي وصفناها بالذكية وكأنك صففت كؤوساً منها الفارغ والمليء على مبدأ واحد للمليء وصفر للفارغ وبكل بساطة على مبدأ التباديل ينشأ التشفير المطلوب لكل ترتيب رمز لحرف ما ، باختصار كنا نتوقع أن أساسيات العلم بسيطة بهذه الدرجة، ومن ثم فخلايا جسم الكائن الحي أيضاً كل مافي الأمر هي عبارة عن غشاء رقيق من مادة كيميائية ما يحيط بسائل شبيه بالماء تنحل فيها بعض المواد الكيماوية وربما تنشأ هذه الخلايا بوجود مادة غذائية ورطوبة في خرقة قذرة وضوء شمس، إلا أن العالم باستور خيب توقعات علماء عصرنا بهذا الشأن. المهم فما هو المعقد في جسم الإنسان إذا كان هو عبارة عن بعض المواد الكيميائية المنحلة في ماء ؟ هكذا كنا نتصور جسم الإنسان
3- لقد وجدت تشابهاً كبيراً بين الكائنات الحية وأردت تفسيراً علمياً بعيدا عما تصفه الكنيسة للناس فما كان من تفسير سوى تطورها من البسيط إلى المعقد بتلك التوقعات العلمية المبنية على تبسيط مكونات كل شيء.
4- كنت أتوقع أن التطور يحدث بهذه البساطة ، أنا وأنت نتنافس على الطعام فتطول يد أولادي ثم أحفادي عبر الزمن لتصل إلى الثمار العالية، الموضوع يكمن في أنني تزوجت من فتاة طويلة اليدين ويداي أيضاً طويلتان ، فابني بالطبع يداه طويلتان ! أما أنت وزوجتك فتنجبان طفلاً قصير اليدين وقصير القامة أصلاً طفلك لن يعيش طويلاً ! ولن يجد فرصة أصلاً ليتزوج وينجب وسينقرض من هم قصار اليدين عبر الزمن.
آسف !! كنت أتوقع أن الموضوع بهذه البساطة ! وأن الدب الذي يسبح مع آلاف السنين يتم اصطفاء أحفاده حتى يتحور شكله إلى حوت ويسبح بسهولة أكبر. وأن الأوراق تحول إلى أشواك في الصحاري بفعل الإصطفاء وهذا التحول لا محدود ويتخذ مساراً منتظماً تقريباً مع الزمن
إلا أن الاكتشافات العلمية مع الزمن أثبتت لي خطأ كلامي كلية ، عذراً لا أريد أن أورطكم في نظريتي التي أراها خطأ تماماً اعذروني ! أنا لا أعترف على نظرية التطور الحديثة المعنية بالطفرة فتفسيرها للتطور أضعف من تفسيري بألف مرة !! طبعاً تفسيري جاء وفق معطياتي العلمية في زمني وأنا أنفي نظريتي الآن لأن المعطيات العلمية تغيرت حيال ذلك.
كنت أتوقع أن الاصطفاء يحسن الصفات مع الزمن إلا أن نظرية مندل في الوراثة أثبتت لي أن الأمور منظمة في الجسم بطريقة رائعة وليس كما كنت أتوقع ! وعلى هذا التنظيم في الجسم فتفسير التطور بين الكائنات محال. النظرية التي تعتمد الطفرة يفترض من ورائها وجود ملايين الأعضاء المشوهة للجسم والتي بدون فائدة ، الداروينية الحديثة اتبرأ منها تماماً ، عفواً لا أريد أن تلصقوها بإسمي ، فأنا عندما اطلعت عليها رفضتها تماماً .
غير ذلك ، بعدما توصلت معطيات العلم إلى تركيب الخلية ووظائف كل صنف من الخلايا في الجسم ، تبين الموضوع لي أنه ليس شيئاً سهلاً أن تحتاج إلى شيء ليصير لوحده بعد ملايين السنين أو أن يحدث بالتحول ! الموضوع أعقد من ذلك بكثير ! اعذروني فمعطيات العلم في زمني لم تكن توضح كل هذه الأمور!
كيف لخلايا متخصصة في أمر ما أن تحدث ؟ بالطفرة ثم الاصطفاء ؟؟ كفوا عن الهراء ! قلت لكم أن الداروينية الحديثة أرفضها تماماً ! بتفسيري المقدم في (أصل الأنواع) ؟ لا يمكن لهذه التفاصيل أن تحدث هكذا!
لا يمكن تكوين خلية عصبية مثلاً (لم تكن موجودة في الكائنات البدائية) من التحورات والاصطفاء الذي كنت أصفه لكم في كتابي ، كنت أحاول تفسير تحول العرق إلى لبن في الثدييات بطريقة ما ، ولكن لم يخطر ببالي ظهور مجتمع كامل من الخلايا يقوم كل منهم بوظيفته ولم يخطر ببالي هكذا تفاصيل : الهيموجلوبين في الخلايا الحمراء ، الجهاز المناعي ، قنوات الصوديوم والبوتاسيوم في الخلايا العصبية ، النواقل العصبية في المشابك!
كيف للاصطفاء أن ينشىء قنوات الصوديوم والبوتاسيوم والمشابك العصبية في خلية لكائن حي ليس له جهاز عصبي سيتطور إلى كائن حي بجهاز عصبي ؟ هل الاصطفاء سيفعل كل ذلك ؟؟ طبعاً لا ! ولكن الطفرات ستفعل ذلك ؟؟ أم ستخلق الطفرات كائنات بخلايا لا قيمة لها فيها قنوات صوديوم وبدون قنوات بوتاسيوم ؟؟
كل هذه التفاصيل أن تنشأ من الاصطفاء ، مثلها مثل أن تعمل الكباب المشوي من الخبز والبطاطس بدون استخدام اللحم وفاقد الشيء لا يعطيه. لنقل الصراحة ، أكثر ماكان يؤرقني في نظريتي هو وجود أعضاء جديدة مفيدة جداً في الكائنات الحية ، فهذا لم أجد له تفسيراً مقنعاً بالاصطفاء ، أما الطفرة فقلت للمرة الألف أنها ليست مقنعة.
ماذا علي أن أفعل لا أدري ، كل ما علي قوله أنني أعلن التخلي عن نظريتي في النشوء والإرتقاء والتطور وأعلن التخلي عن كتابي أصل الأنواع ومالحقه من كتب متعلقة بهذا الموضوع . وأعتذر للشعوب التي تأثرت بأفكاري الصبيانية فيما يتعلق بالتطور، أعتذر عن تأريق بلايين الناس بالهراء الذي كنت أقوله وللشعوب التي عانت من الحروب نتيجة حماقات نظريتي ، أعتذر لكل النساء أن صارت سلعة رخيصة في السوق لا يأبه لجمالها أحد فهي رخيصة ومتاحة ومباحة في ظل نظريتي الصبيانية ، إنني أبكي بمرارة نتيجة ما رأيته من مفعول لنظريتي في كل الشعوب. لم أكن أتوقع هذا ، ربما ألوم العلماء الذين أعطوني معلومات خاطئة في زمني وألوم العلماء الذين شجعوني على طرح نظريتي بعد تردد كبير في طرحها ، وأكبر اللوم هو على العلماء من بعدي الذين روجوا لنظريتي .
أقدم إعتذاري راجياً خالق هذه الكائنات أن يسامحني وإني أشهد أن لا إله إلا الله.