ادم
12-10-2014, 01:28 PM
عرضت لي فكرة مناقشة نظرية التطور وآلياتها من جهة المنطق – المنطق فقط – وبشكل بسيط بدون الدخول في تفاصيل وتفنيدها علميا.
حسناً، دعونا نفترض صحة نظرية التطور بآلياتها (الطفرات العشوائية و الانتقاء الطبيعي)، ولنناقش الاليتين من زوايا مختلفة، و ما يستوجبه الاقرار بصحة الاليتين و بالتالي الاقرار بصحة النظرية، ولكن اسمحوا لي قبل ذلك بمناقشة نقطة في غاية الاهمية، وهي نشأة الخلية الأولى.
تعتمد النظرية على فكرة ان الخلية الاولى قد تكونت وسط "الحساء البدائي" على كوكب الأرض في ظل ظروف من الحرارة واشعة الشمس والصواعق (البرق) و اعتمادا على احتواء هذا الحساء على الكربون وثاني اكسيد الكربون والامونيا والكبريت وعناصر اخرى، فقد تكونت مركبات عضوية (بفعل الصدفة) ثم اتحدت مع بعضها (ايضا صدفة) لتكون rna ثم dna (يا محاسن الصدف) وأصبح لدينا الخلية الاولى القادرة على اجراء عملياتها الحيوية والقادرة ايضا على الانقسام لتكوين نسخ اخرى. حسنا، لو اردنا مناقشة هذا الهراء لوجدنا انه يحمل ما يكفي من الافتراضات الوهمية فضلا عن الافتراضات المستحيلة، ولكن دعونا نسلم بصحة هذا الامر وان الصدفة (او مجموعة من الصدف المتتالية) قد حققت ذلك فعلا، (مع العلم أن احتمال تكوين جزيء بروتين مكون من 500 حمض أميني هو واحد فقط من رقم مكون من رقم 1 وأمامه 950 صفراً، وهو رقم يفوق إدراك العقل البشري) ولكن كما قلنا دعونا نتعامى عن ذلك ونسلم بصحة هذه الفرضية.
قام احدهم بطرح فكرة أن بناء الخلية إنما هو أكثر تعقيدا من بناء مدينة متكاملة المرافق ذات وحدات سكنية وشوارع منتظمة فضلا عن الكباري والانفاق، لذلك فإن احتمالية ان تنشأ مثل هذه المدينة بفعل مجموعة من الصدف المتتالية هو احتمال اعلى، او دعونا حتى نقول انه مساوي لاحتمال تكون الخلية الاولى من خلال مجموعة من الصدف المتتالية، حسنا لنكن " أقل تشددا "، و لنسأل عن اي صدفة (او مجموعة من الصدف) التي تركت لنا اثارا "بسيطة" في الطبيعة، ولنضرب أمثلة لنوضح ذلك، فمثلا نحتاج لمجموعة من الصدف أقل بكثير جدا جدا لتكوين منزل بسيط من الحجارة به باب ونافذة مغطاة بالزجاج، وبداخله مثلا كرسي واحد (من الحجارة او الخشب أو المعدن، أو كما تحب الصدفة)، تصور لو انك تتجول في صحراء ثم وجدت مثل هذا المنزل البسيط، هل يمكنني اقناعك انه قد تكوَن بفعل الرياح والامطار والعواصف؟ ثم انه طبقا لمبدأ الصدف الكثيرة التي ادى بعضها لظهور الخلية الحية فإن تكون مثل هذا المنزل وغيره من الاشياء المشابهة عن طريق الصدفة إنما هو امر حتمي الحدوث، أي انني عندما اسير في الارض لابد ان أجد الكثير من التصاميم البسيطة والمعقدة بفعل الصدفة، لابد أن يكون هذا أمر طبيعي، وهو ما ليس موجودا بالفعل ! ! !
فعندما نسير في الارض لا نجد الا طبقتين من التصاميم احداهم صماء: كالصحاري والبحار والهواء والجبال والاخرى تصاميم في أعلى درجات التعقيد وهي الكائنات الحية ( واقصد بالكائنات الحية بداية من الخلية الحية ومرورا بالنبات والحيوان ووصولا الى الانسان).
الاعجب والأغرب هو أن الانسان قد نزل على القمر وارسل مركبات الى كواكب مجاورة في المجموعة الشمسية، واستكشف الكثير من الاجرام القريبة والبعيدة بالتليسكوبات، ولم يجد على اي من الكواكب او الاجرام السماوية اي شيء من قبيل هذا التصميم البسيط.
والان لا يسعنا الا ان نقول انه بافتراض صحة اليات التطور ومطابقتها بالواقع الذي نعيشه فإن الاحتمال الوحيد المتاح هو أن الصدفة قد "أرادت" أن تقوم بأعمال بعينها، وامتنعت عن أعمال اخرى قد تكون أبسط وأسهل.
إنها : إرادة الصدفة
والأن لنتحدث بقليل من المنطق عن الطفرات العشوائية.
تُعرَّف الطفرات على أنها قَطعٌ أو استبدالٌ يحدث في dna الذي يحمل كل المعلومات الوراثية، ويحدث نتيجة تأثيرات خارجية مثل الإشعاع أو التفاعلات الكيميائية. وتعتبر كل طفرة صُدفة.
حسنا، اليس من المنطق ان نسأل – على سبيل المثال - لماذا أكتفت الصدفة بنوعين متكاملين من البشر (الرجل والمرأة) فقط، ولم تكن من الكرم ان تمنحنا عدة أنواع من البشر كما في الكثير من الحيوانات والنباتات، كما أن هذه الصدفة لم تمنحنا كائنات أخرى ناطقة ولها ذكاء الانسان ولكنها تسير على اربع، او تطير بجناحين ؟ ؟ ؟
(
ومن العلماء الثقات (الذين تحدثوا بصراحة عن هذا الموضوع) عالم الحيوان الفرنسي الشهير بيير غراسيه، الرئيس الأسبق لأكاديمية العلوم الفرنسية. وبالرغم من كون غراسيه ماديّاً، فهو يقر بأن النظرية الدارونية غير قادرة على تفسير نشأة الحياة، ويقول عن منطق الصدفة الذي هو أساس الدارونية ما يلي:
إن الاعتقاد بظهور طفرات في الوقت المناسب لتوفير ما يحتاج إليه الحيوان والنبات هو من الصعوبة بمكان. غير أن الدارونية تذهب إلى أبعد من ذلك: لا بد أن يتعرض نبات أو حيوان ما إلى آلاف وآلاف من الطفرات المفيدة حتى يكتمل؛ أي لا بد أن تصير المعجزات أحداثاً عادية جدا وأن تقع أحداث هي أبعد ما تكون عن الحدوث، فلا قانون يمنع التخيل، ولكن يجب ألاّ يتورط العلم في هذا .
ويلخص غراسيه مفهوم الصدفة لدى حماة التطور بما يلي: الصدفة جعلت من نفسها إلهاً يُعبَد خفية تحت غطاء الإلحاد .
إن الفساد الفكري والمنطقي لدى حماة التطور ما هو إلا ثمرة اتخاذهم مفهوم الصدفة إلهاً. والله يخبرنا في القرآن عن الذين يعبدون من دون الله مخلوقات أخرى أنهم فاقدون للقدرة على التمييز العقلي فيقول:
لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا، أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ، أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (الأعراف 179).
) كتاب خديعة التطور، صفحة 148
وأخيرا دعونا نتحدث قليلا عن الانتخاب الطبيعي بقليل من المنطق والتفكير السليم.
الانتخاب الطبيعي هو الآلية التي يتم من خلالها التخلص من العناصر غير القادرة على التكيف – حسنا – اليس من المنطق انه على مدار ملايين السنين ومن خلال صدف الطفرات العشوائية أن يكون هناك كائنات غير الموجودة حاليا لم تستطع التكيف ؟ ؟ ؟ اذا اين الحفريات الكثيرة جدا جدا لهذه الكائنات ؟ ؟ ؟
ولكن السؤال الأهم هو أنه من المنطق أن يكون هناك مراحل تطورية وأشكال مختلفة للكائنات الموجودة حاليا ولم تكن عرضة للانقراض أي أنها كانت تستطيع التكيف ؟ ؟ ؟ مثلا : انسان تحتوي يده على 6 أو 7 أو 8 أو . . . أصابع، أو انسان له 4 أو 6 أيادي، أو حصان يمتلك جناحين ويستطيع الطيران، واذا اطلقنا لخيالنا العنان فسوف نجد الكثير من الاشكال والتصاميم التي حتما ظهرت خلال عملية التطور من خلال الطفرات العشوائية وقد قضى عليها عدم تكيفها (لا ندري لماذا) طبقا لآلية الانتخاب الطبيعي.
ببساطة : من المنطق أن تنشأ الملايين من المراحل الانتقالية ويكون من بينها الامثلة التي ذكرناها، ومن المنطق ايضا أن تستمر ولا يقضى عليها الانتخاب الطبيعي لأنها قادرة على التكيف (ربما بنسبة أعلى من الكائنات التى استطاعت الاستمرار). إذا ما الحل ؟ ؟ ؟ كيف يمكن الجمع بين هذه المتناقضات ؟ ؟ ؟
أعتقد أنه يوجد سبيل واحد لذلك، وهو أن نقر بأن الصدفة قد ارادت ظهور انواع وتصاميم بعينها وامتنعت عن إنشاء الانواع والتصاميم الاخرى ! ! !
إنها : إرادة الصدفة
والأن نلخص ما سبق:
* قد أرادت الصدفة تكوين بناء غاية في التعقيد كالخلية الأولى، ولم تريد أن تترك لنا تصاميم بسيطة - أو على الأقل ابسط من التصاميم المعقدة التي قاممت ببنائها - لإثبات ان الصدفة تصنع غالبية الاشكال المتاحة بشكل عشوائي.
* قد أرادت الصدفة ظهور تصاميم بعينها دون ان ترغب بظهور كائنات ذات تصاميم متعددة، على اعتبار أن الصدفة تأتي بالكثير من التصاميم المتاحة بشكل عشوائي.
* قد أرادت الصدفة انشاء تصاميم بعينها قادرة على التكيف مع الوسط المحيط وامتنعت عن انشاء تصاميم أخرى قد تكون أكثر قدرة على التكيف.
إذا : نشأة الحياة على كوكب الأرض حدثت بفعل إرادة الصدفة، وبما أن كل فعل تم يلزمه الى جانب الارادة قدرة، فإن هذه النشأة والتطور كان بفعل قدرة الصدفة الى جانب إرادتها، ولأن التصاميم الناتجة تتسم بالدقة الشديدة والمبهرة لذلك وجب اضافة صفة الحكمة لهذه الصدفة.
حسنا، لدينا الان صدفة لها ارادة وتمتلك القدرة وتتسم بالحكمة . . . . . .
نصل الان لنقطة لطالما وصل اليها الكثيرون، وهي أن التطوريين إنما ينسبون الخلق الى خالق ذو إرادة وقدرة وحكمة ويسمونه " الصدفة " وهم في هذا الامر لا يختلفون كثيرا عن الذين عبدوا الاصنام والذين يعبدون البقر والكثيرون ممن يعبدون آلهة غير ذات صفة، ليس لها تكاليف أو تعاليم إلا ما يخترعونه هم لأنفسهم وينسبونها لهذه الآلهة.
بينما ننسب نحن الخلق الى خالق ذو إرادة وقدرة وحكمة هو الله سبحانه وتعالى.
الامر في غاية البساطة : هم يقولون ان الخالق هو الصدفة (التي يجب ان ننسب لها الارادة والقدرة والحكمة) ونحن نقول أن الخالق هو الله سبحانه وتعالى بإرادته وقدرته وحكمته. هل يحتاج الامر الى الكثير من التفكير المنطقي لنتبين الصواب ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
حسناً، دعونا نفترض صحة نظرية التطور بآلياتها (الطفرات العشوائية و الانتقاء الطبيعي)، ولنناقش الاليتين من زوايا مختلفة، و ما يستوجبه الاقرار بصحة الاليتين و بالتالي الاقرار بصحة النظرية، ولكن اسمحوا لي قبل ذلك بمناقشة نقطة في غاية الاهمية، وهي نشأة الخلية الأولى.
تعتمد النظرية على فكرة ان الخلية الاولى قد تكونت وسط "الحساء البدائي" على كوكب الأرض في ظل ظروف من الحرارة واشعة الشمس والصواعق (البرق) و اعتمادا على احتواء هذا الحساء على الكربون وثاني اكسيد الكربون والامونيا والكبريت وعناصر اخرى، فقد تكونت مركبات عضوية (بفعل الصدفة) ثم اتحدت مع بعضها (ايضا صدفة) لتكون rna ثم dna (يا محاسن الصدف) وأصبح لدينا الخلية الاولى القادرة على اجراء عملياتها الحيوية والقادرة ايضا على الانقسام لتكوين نسخ اخرى. حسنا، لو اردنا مناقشة هذا الهراء لوجدنا انه يحمل ما يكفي من الافتراضات الوهمية فضلا عن الافتراضات المستحيلة، ولكن دعونا نسلم بصحة هذا الامر وان الصدفة (او مجموعة من الصدف المتتالية) قد حققت ذلك فعلا، (مع العلم أن احتمال تكوين جزيء بروتين مكون من 500 حمض أميني هو واحد فقط من رقم مكون من رقم 1 وأمامه 950 صفراً، وهو رقم يفوق إدراك العقل البشري) ولكن كما قلنا دعونا نتعامى عن ذلك ونسلم بصحة هذه الفرضية.
قام احدهم بطرح فكرة أن بناء الخلية إنما هو أكثر تعقيدا من بناء مدينة متكاملة المرافق ذات وحدات سكنية وشوارع منتظمة فضلا عن الكباري والانفاق، لذلك فإن احتمالية ان تنشأ مثل هذه المدينة بفعل مجموعة من الصدف المتتالية هو احتمال اعلى، او دعونا حتى نقول انه مساوي لاحتمال تكون الخلية الاولى من خلال مجموعة من الصدف المتتالية، حسنا لنكن " أقل تشددا "، و لنسأل عن اي صدفة (او مجموعة من الصدف) التي تركت لنا اثارا "بسيطة" في الطبيعة، ولنضرب أمثلة لنوضح ذلك، فمثلا نحتاج لمجموعة من الصدف أقل بكثير جدا جدا لتكوين منزل بسيط من الحجارة به باب ونافذة مغطاة بالزجاج، وبداخله مثلا كرسي واحد (من الحجارة او الخشب أو المعدن، أو كما تحب الصدفة)، تصور لو انك تتجول في صحراء ثم وجدت مثل هذا المنزل البسيط، هل يمكنني اقناعك انه قد تكوَن بفعل الرياح والامطار والعواصف؟ ثم انه طبقا لمبدأ الصدف الكثيرة التي ادى بعضها لظهور الخلية الحية فإن تكون مثل هذا المنزل وغيره من الاشياء المشابهة عن طريق الصدفة إنما هو امر حتمي الحدوث، أي انني عندما اسير في الارض لابد ان أجد الكثير من التصاميم البسيطة والمعقدة بفعل الصدفة، لابد أن يكون هذا أمر طبيعي، وهو ما ليس موجودا بالفعل ! ! !
فعندما نسير في الارض لا نجد الا طبقتين من التصاميم احداهم صماء: كالصحاري والبحار والهواء والجبال والاخرى تصاميم في أعلى درجات التعقيد وهي الكائنات الحية ( واقصد بالكائنات الحية بداية من الخلية الحية ومرورا بالنبات والحيوان ووصولا الى الانسان).
الاعجب والأغرب هو أن الانسان قد نزل على القمر وارسل مركبات الى كواكب مجاورة في المجموعة الشمسية، واستكشف الكثير من الاجرام القريبة والبعيدة بالتليسكوبات، ولم يجد على اي من الكواكب او الاجرام السماوية اي شيء من قبيل هذا التصميم البسيط.
والان لا يسعنا الا ان نقول انه بافتراض صحة اليات التطور ومطابقتها بالواقع الذي نعيشه فإن الاحتمال الوحيد المتاح هو أن الصدفة قد "أرادت" أن تقوم بأعمال بعينها، وامتنعت عن أعمال اخرى قد تكون أبسط وأسهل.
إنها : إرادة الصدفة
والأن لنتحدث بقليل من المنطق عن الطفرات العشوائية.
تُعرَّف الطفرات على أنها قَطعٌ أو استبدالٌ يحدث في dna الذي يحمل كل المعلومات الوراثية، ويحدث نتيجة تأثيرات خارجية مثل الإشعاع أو التفاعلات الكيميائية. وتعتبر كل طفرة صُدفة.
حسنا، اليس من المنطق ان نسأل – على سبيل المثال - لماذا أكتفت الصدفة بنوعين متكاملين من البشر (الرجل والمرأة) فقط، ولم تكن من الكرم ان تمنحنا عدة أنواع من البشر كما في الكثير من الحيوانات والنباتات، كما أن هذه الصدفة لم تمنحنا كائنات أخرى ناطقة ولها ذكاء الانسان ولكنها تسير على اربع، او تطير بجناحين ؟ ؟ ؟
(
ومن العلماء الثقات (الذين تحدثوا بصراحة عن هذا الموضوع) عالم الحيوان الفرنسي الشهير بيير غراسيه، الرئيس الأسبق لأكاديمية العلوم الفرنسية. وبالرغم من كون غراسيه ماديّاً، فهو يقر بأن النظرية الدارونية غير قادرة على تفسير نشأة الحياة، ويقول عن منطق الصدفة الذي هو أساس الدارونية ما يلي:
إن الاعتقاد بظهور طفرات في الوقت المناسب لتوفير ما يحتاج إليه الحيوان والنبات هو من الصعوبة بمكان. غير أن الدارونية تذهب إلى أبعد من ذلك: لا بد أن يتعرض نبات أو حيوان ما إلى آلاف وآلاف من الطفرات المفيدة حتى يكتمل؛ أي لا بد أن تصير المعجزات أحداثاً عادية جدا وأن تقع أحداث هي أبعد ما تكون عن الحدوث، فلا قانون يمنع التخيل، ولكن يجب ألاّ يتورط العلم في هذا .
ويلخص غراسيه مفهوم الصدفة لدى حماة التطور بما يلي: الصدفة جعلت من نفسها إلهاً يُعبَد خفية تحت غطاء الإلحاد .
إن الفساد الفكري والمنطقي لدى حماة التطور ما هو إلا ثمرة اتخاذهم مفهوم الصدفة إلهاً. والله يخبرنا في القرآن عن الذين يعبدون من دون الله مخلوقات أخرى أنهم فاقدون للقدرة على التمييز العقلي فيقول:
لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا، أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ، أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (الأعراف 179).
) كتاب خديعة التطور، صفحة 148
وأخيرا دعونا نتحدث قليلا عن الانتخاب الطبيعي بقليل من المنطق والتفكير السليم.
الانتخاب الطبيعي هو الآلية التي يتم من خلالها التخلص من العناصر غير القادرة على التكيف – حسنا – اليس من المنطق انه على مدار ملايين السنين ومن خلال صدف الطفرات العشوائية أن يكون هناك كائنات غير الموجودة حاليا لم تستطع التكيف ؟ ؟ ؟ اذا اين الحفريات الكثيرة جدا جدا لهذه الكائنات ؟ ؟ ؟
ولكن السؤال الأهم هو أنه من المنطق أن يكون هناك مراحل تطورية وأشكال مختلفة للكائنات الموجودة حاليا ولم تكن عرضة للانقراض أي أنها كانت تستطيع التكيف ؟ ؟ ؟ مثلا : انسان تحتوي يده على 6 أو 7 أو 8 أو . . . أصابع، أو انسان له 4 أو 6 أيادي، أو حصان يمتلك جناحين ويستطيع الطيران، واذا اطلقنا لخيالنا العنان فسوف نجد الكثير من الاشكال والتصاميم التي حتما ظهرت خلال عملية التطور من خلال الطفرات العشوائية وقد قضى عليها عدم تكيفها (لا ندري لماذا) طبقا لآلية الانتخاب الطبيعي.
ببساطة : من المنطق أن تنشأ الملايين من المراحل الانتقالية ويكون من بينها الامثلة التي ذكرناها، ومن المنطق ايضا أن تستمر ولا يقضى عليها الانتخاب الطبيعي لأنها قادرة على التكيف (ربما بنسبة أعلى من الكائنات التى استطاعت الاستمرار). إذا ما الحل ؟ ؟ ؟ كيف يمكن الجمع بين هذه المتناقضات ؟ ؟ ؟
أعتقد أنه يوجد سبيل واحد لذلك، وهو أن نقر بأن الصدفة قد ارادت ظهور انواع وتصاميم بعينها وامتنعت عن إنشاء الانواع والتصاميم الاخرى ! ! !
إنها : إرادة الصدفة
والأن نلخص ما سبق:
* قد أرادت الصدفة تكوين بناء غاية في التعقيد كالخلية الأولى، ولم تريد أن تترك لنا تصاميم بسيطة - أو على الأقل ابسط من التصاميم المعقدة التي قاممت ببنائها - لإثبات ان الصدفة تصنع غالبية الاشكال المتاحة بشكل عشوائي.
* قد أرادت الصدفة ظهور تصاميم بعينها دون ان ترغب بظهور كائنات ذات تصاميم متعددة، على اعتبار أن الصدفة تأتي بالكثير من التصاميم المتاحة بشكل عشوائي.
* قد أرادت الصدفة انشاء تصاميم بعينها قادرة على التكيف مع الوسط المحيط وامتنعت عن انشاء تصاميم أخرى قد تكون أكثر قدرة على التكيف.
إذا : نشأة الحياة على كوكب الأرض حدثت بفعل إرادة الصدفة، وبما أن كل فعل تم يلزمه الى جانب الارادة قدرة، فإن هذه النشأة والتطور كان بفعل قدرة الصدفة الى جانب إرادتها، ولأن التصاميم الناتجة تتسم بالدقة الشديدة والمبهرة لذلك وجب اضافة صفة الحكمة لهذه الصدفة.
حسنا، لدينا الان صدفة لها ارادة وتمتلك القدرة وتتسم بالحكمة . . . . . .
نصل الان لنقطة لطالما وصل اليها الكثيرون، وهي أن التطوريين إنما ينسبون الخلق الى خالق ذو إرادة وقدرة وحكمة ويسمونه " الصدفة " وهم في هذا الامر لا يختلفون كثيرا عن الذين عبدوا الاصنام والذين يعبدون البقر والكثيرون ممن يعبدون آلهة غير ذات صفة، ليس لها تكاليف أو تعاليم إلا ما يخترعونه هم لأنفسهم وينسبونها لهذه الآلهة.
بينما ننسب نحن الخلق الى خالق ذو إرادة وقدرة وحكمة هو الله سبحانه وتعالى.
الامر في غاية البساطة : هم يقولون ان الخالق هو الصدفة (التي يجب ان ننسب لها الارادة والقدرة والحكمة) ونحن نقول أن الخالق هو الله سبحانه وتعالى بإرادته وقدرته وحكمته. هل يحتاج الامر الى الكثير من التفكير المنطقي لنتبين الصواب ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟