المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يتسائل الملحد: لماذا تولد أطفال مُشوهة؟



elserdap
01-09-2015, 12:34 AM
يتسائل الملحد: لماذا تولد أطفال مُشوهة؟
الرد:
الحديث عن الشر-تشوه الأطفال- دليل على وجود الخير-الأطفال الأصحاء-، فلماذا أيها الملحد تتجاهل معضلة الخير -الأطفال الأصحاء- مع أنها الأغلب والأحكم والأعم والأشمل؟
ثم لو كان إلحادك صحيحًا لما استوعبت وجود أطفال مشوهين ولا معاقين، لأننا لو كنّا أبناء هذا العالم فلن يبدو فيه شر ولا خير، ولن تعرف معنى الخطأ ولا الخلل وهذا ما يقرره بالحرف، ريتشارد داوكينز Richard Dawkins–عرّاب الملحدين في العالم- حين يقول: "الكون في حقيقته بلا تصميم، بلا غاية، بلا شر ولا خير، لا شيء سوى قسوة عمياء لا مبالية."
The universe we observe has precisely the properties we should expect if there is, at bottom no design, no purpose, no evil and no good, nothing but blind, pitiless indifference.
River out of Eden, p.131-132

فإذا كانت قسوة عمياء غير مبالية -كما تقولون- فكيف أنت أيها الملحد تبالي بالخير أو بالشر-الأطفال المشوهين-؟
إن مبالاتك بالخير والشر وتساؤلك عن وجود أطفال مشوهين هو أكبر دليل على سخافة التصور الإلحادي للوجود، وأنكم تكذبون على أنفسكم فقط للتبشير بالدجل الإلحادي!
ثم إن وجود التشوه يُسقط الإلحاد رياضيًا لو كنت تعي! فلو كانت قضية وجود الإنسان في هذا العالم محض صدفة وعبث وتطور، فلن ينشأ إنسان واحد معافي بالصدفة بل ولا كائن أقل تطورًا بل ولا ميكروب بل ولا حتى عضية خلية بل ولا إنزيم واحد، فلو تحول الكون بأكمله إلى برميل من الأحماض الأمينية وأمضى هذا البرميل مليارات عمر الكون فلن يُنتج إنزيم واحد متخصص فضلاً عن آلاف الإنزيمات والبروتينات المتخصصة التي توجد في أدنى الكائنات الحية وأبسطها على الإطلاق، وهذا ما يعترف به الملحد العنيد فريد هويل Sir Fred Hoyle حين يقرر أن فرصة الحصول على فقط مجموعة الإنزيمات لأبسط خلية حية تصل إلى 10 أس 40,000 مع أن عدد الذرات في الكون كله لا تتجاوز 10 أس80.
بل مجرد افتراض أن البرنامج المنظم للخلية الحية، يمكن أن يظهر بالمصادفة في الحساء البدئي لبيئة الأرض الأولى، من الواضح أنه نوع من الهراء على أعلى مستوى ممكن.
the chance of obtaining the required set of enzymes for even the simplest living cell without panspermia was one in 1040,000. Since the number of atoms in the known universe is infinitesimally tiny by comparison 1080.
Sir Fredrick Hoyle and Chandra Wickramasinghe, Evolution from Space (New York: Simon & Schuster, 1984), p. 148.

وهذا نفس ما توصل إليه اللاديني فرانسيس كريك Crick, Francis في كتابه: "الحياة نفسها نشأتها وطبيعتها Life Itself: Its Origin and Nature"، حين قرّر أن نشأة بروتين واحد وظيفي بسيط بالصدفة هو ضرب من الاستحالة يكاد يفوق 10 أس 260 مع أن عدد ذرات الكون ككل لا تتجاوز 10 أس 80، هذا في بروتين وظيفي بسيط مع أن أدنى الكائنات به آلاف البروتينات، وفي النهاية يعترف فرانسيس كريك قائلاً: "كرجل منصف، ومُسلح بالعلم المتاح لنا الآن، أستطيع أن أُقرر بشيءٍ من المنطق، أن نشأة الحياة معجزة."
"If a particular amino acid sequence was selected by chance, how rare an event would this be?
"This is an easy exercise in combinatorials. Suppose the chain is about two hundred amino acids long; this is, if anything rather less than the average length of proteins of all types. Since we have just twenty possibilities at each place, the number of possibilities is twenty multiplied by itself some two hundred times. This is conveniently written 20200 and is approximately equal to 10260, that is, a one followed by 260 zeros.
"An honest man, armed with all the knowledge available to us now, could only state that in some sense, the origin of life appears at the moment to be almost a miracle, so many are the conditions which would have had to have been satisfied to get it going." p. 88

فإذا كنت أيها الملحد صادقًا مع نفسك في طرحك للشبهة فودِّع إلحادك قبل طرحها!
وبعد أن تترك إلحادك دعني أُجيبك من منظور ديني عن سبب الشر والتشوه. فالشر موجود لأنك في عالم اختباري تكليفي توجد فيه بعض الغوامض التي لا تستوعبها لكن تكِل علمها إلى الله وهذا هو التصرف الحكيم المُطالب به؛ يقول الله تعالى {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} ﴿٧﴾ سورة آل عمران.
فأنت تجد المحكم وهو الأصح والأشمل والأعم وتجد المتشابه في صورة بسيطة خاصة جدًا، والمطلوب منك أن تكِل علم هذا المتشابه إلى الله لأن حكمتك ليست كُلية وربما يفتح الله عليك بالجهد العلمي المادي والجهد الإيماني الروحي فتطلع على شيءٍ من الحكمة! {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب} ﴿٢٦٩﴾ سورة البقرة.
يقول ديكارت في كتابه التأملات" ليس لدي أدنى سبب يجعلني أتذمر من أن الله لم يمنحني قدرة أعظم على الفهم، أو أنه لم يهبني نورًا طبيعيًا أكثر مما وهب، فمن الطبيعي أن تظل هناك أشياء غير مفهومة بالنسبة لفهم محدود، ومن الطبيعي أن يظل الفهم المخلوق محدودًا، عوضًا عن هذا، يتوجب علي أن أشكر له أنه لم يجعلني مدينًا له بقدر كرمه عليّ، بدلاً من أن أظن به أنه أخفق في إعطائي، أو أنه أخذ مني تلك الأشياء التي لم يعطني إياها في الأصل."
Descartes, R., Meditations and Other Metaohysical Writings, p.49.

ثم صدقني أيها الملحد! لا فرق بين الذي يموت في سن المائة بضيق الشرايين التاجية، والذي يولد مشوهاً. فالعبرة لا تقاس بمعامل واحد في مسألة متشابكة كالإنسان، فربما المشوه يجد الوقت ليتدبر ويرتقي، وابن المائة سنة يرتع في الملذات ويسقط في الدركات، لذا التبسيط واختزال المعاملات في معامل واحد أسلوب غير مقبول منطقياً وغير مقبول دينياً، ولكنه الحجة الوحيدة للملحد وبدون هذا الأُسلوب لن تستقيم له شبهة.
ثم إن التشوه من منظور آخر هو أكبر دليل على وجود الكمال فلولا الكمـال لما تصورنـا التشوه، ولولا استقرار الكمال في الفِطر لما أدركنا معنى الخلل، وكل هذه مفاهيم لا تنتمي إلى هذا العالم المادي اللامعياري في شيء!
والتشوه في أصله كما نعرف جميعاً هو خلل طاريء في ترتيب بعض القواعد النيتروجينية -ربما قاعدة واحدة من أصل 3مليار قاعدة في نواة الخلية-، ويأتي هذا بسبب أخطاء الإنسان كتلوث البيئة ووسائل منع الحمل، والمواد الحافظة والعقاقير .

لكن في الحقيقة العدالة الإلهية كما يقول الأستاذ العقاد : " لا تحيط بها النظرة الواحدة إلى حالة واحدة، ولا مناص من التعميم والإحاطة بحالات كثيرة قبل استيعاب وجوه العدل فى تصريف الإرادة الإلهية . إن البقعة السوداء قد تكون فى الصورة كلها لوناً من ألوانها التى لا غنى عنها، أو التى تضيف إلى جمال الصورة ولا يتحقق لها جمال بغيرها، ونحن فى حياتنا القريبة قد نبكى لحادث يعجبنا ثم نعود فنضحك أو نغتبط بما كسبناه منه بعد فواته ."

ثم لو كان الله موجوداً فما المـانع أن تكون له حكمـة في تدبير الامور، بل أليس هذا هو الأليـق به سُبحـانه؟
فما أبعد أحكامه سبحانه وتعالى عن الفحص، وطُرقه عن الاستقصاء.

وقد جلَّى الله الحِكمة من أفعال الخضر لسيدنا موسى مع أنها أفعال تُعد ظاهرياً مُنكرة وغير مستساغة، لكنها تكتنف على خيرٍ عظيم، وقصة موسى والخضر لم تأت في القرآن من باب السرد والحكايا لكن من باب التدبر والإخبات والإقرار بقصور النفس البشرية وحكمها المُتعجل.
ولا يجوز لملحد أن يحتجَّ في باب الحِكمة الإلهية بشيء، لأن الملحد بداهةً ليس كُلي العلم، ولا يعرف ما في غدٍ حتى يُقرر ويعطي نظرة شمولية لمسألة لم يستوعبها.
ذكر الأصبهاني : أن نبياً من أنبياء بني اسرائيل كان يجلس بالقرب من بئر ماء، فجاء فارس ليشرب وهو خارج من البئر سقطت حافظة نقوده ولم يلتفت إليها.. فجاء راعي غنم يرِد الماء فوجد حافظة النقود فوضعها في جيبه، ثم جاء شيخٌ كبير ليشرب من البئر ثم جلس على حافة البئر يلتقط أنفاسه فعاد الفارس باحثاً عن ماله فلم يجده فاتهم فيه الشيخ الكبير فقتله .فقال النبي: يارب ضُرِبت عنق الرجل ولم يأخذ المال، وإنما الذي أخذ المال الراعي... فجَّلِّ – فأظهر – لي الحكمة! فأوحى الله إليه أن والد الفارس أخذ هذا المال من والد الراعي فرردت المال إلى الوارث، وإن هذا الشيخ قتل والد الفارس فاقتصصت منه!

الخلاصة : حُكم الملحد على الأمور التي تخفى فيها الحِكمة قـاصر بقصور الطبيعة البشرية نفسهـا، وبقصور نظرتهـا الإدراكية، فالإستيعـاب الشمولي، والحُكم الكُلي، ليس مجال النفس البشرية ولا يقع في نطاق قدرتهـا القاصرة، وبالتالي فلا يحق للملحد أن يتحدث في باب الحِكمة الإلهية بشيء.
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ [آل عمران : 7]

ابن سلامة القادري
01-09-2015, 01:35 AM
بارك الله فيكم دكتورنا،
لو يعلم الملحد فقط أن القيمة الحقيقية لا تكمن في الأشياء المادية و العرضية و لكن في جوهر الروح و العمل المكتسب فيما أفاء الله به أو بما يصيب به العبد من ضر. و بما أن الملحد مادي صرف فلن يعي هذه الحقيقة.
و لو يعلم الملحد أيضا أن الخير غير المكتسب قد يترتب عليه شر مكتسب و أن الشر غير المكتسب قد يترتب عليه خير مكتسب بحيث لا يبقى هنالك معنى أو عبرة لا في ذات الخير و لا في ذات الشر و لكن فيما يكتسبه العبد. و بما أن الملحد آني المصلحة مستعجل حصول الشهوات فهو لن يرى الفرق.

kafak
01-09-2015, 01:44 AM
اذا كنتم تؤمنون بأن تشويه الأطفال هو من عمل الله وهو حالة اختبارية مؤقتة على الارض فلماذا تحاولون من معالجة هؤلاء الاطفال وحين تعجزون ترسلونهم لبلاد الكفر كزرع اذرع وسيقان وغيرها من النواقص التي ولد بها الطفل لماذا لاتتركوهم وقولوا لاطفالكم الله خلقكم هكذا وتحمل اختبار الله يابني ولاحاجة لعلاجك آنذاك لاحظ ردة فعل طفلك ؟ مع تحياتي لكم

ابن سلامة القادري
01-09-2015, 01:52 AM
اذا كنتم تؤمنون بأن تشويه الأطفال هو من عمل الله وهو حالة اختبارية مؤقتة على الارض فلماذا تحاولون من معالجة هؤلاء الاطفال وحين تعجزون ترسلونهم لبلاد الكفر كزرع اذرع وسيقان وغيرها من النواقص التي ولد بها الطفل لماذا لاتتركوهم وقولوا لاطفالكم الله خلقكم هكذا وتحمل اختبار الله يابني ولاحاجة لعلاجك آنذاك لاحظ ردة فعل طفلك ؟ مع تحياتي لكم


لو يعلم الملحد فقط أن القيمة الحقيقية لا تكمن في الأشياء المادية و العرضية و لكن في جوهر الروح و العمل المكتسب فيما أفاء الله به أو بما يصيب به العبد من ضر. و بما أن الملحد مادي صرف فلن يعي هذه الحقيقة.

لو قرأت هذه و تحديدا ما تحته سطر ما دام له علاقة مباشرة بكلامك و مع القليل من التركيز ستجد الجواب.
هو اختبار لكن هو فقط لأجل الاختبار ؟
لماذا الشرائع إذن ؟ لماذا الوصايا ؟ لماذا أمر الله بالتداوي ؟ لماذا أنشأ المسلمون مستشفيات قبل أن ينشئها الغرب بقرون ؟ أم أنك تريد أن تجعل واقع المسلمين الآن حكما على الإسلام ؟
الفكرة التي أريد إيصالها إليك باختصار هو أن الله تعالى خلق الخير و خلق الشر ليس للإبقاء عليهما على حالهما بل لينظر كيف نعمل فيهما : هل سننمي الخير و نطوره ؟ هل سندفع الشر عن أنفسنا و عن الآخرين ؟
و العبرة كما أشرنا هي فيما نكتسبه بإزاء هذا الإختبار .. في النتائج .. في طريقة تعاملنا مع الواقع. واضح ؟

أبو جعفر المنصور
01-09-2015, 02:59 AM
كل الأمراض الله أمر بالتداوي منها عملاً بالأسباب فالأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل

( يا عباد الله تداووا ولا تداووا بمحرم )

وكذلك الفقر الإنسان يخلق فقير ويجوز له طلب الكفاية

ويكون ضالاً ويجب عليه طلب الهداية

فإن قيل : أليس الفقر والمرض والكفر من أقدار الله

فيقال : وكذلك العلاج والهداية وطلب الرزق من أقدار الله

فأحوال البشر متغيرة وكلها من قدر الله

ولا أدري أي ملة تبيح ترك الأخذ بالأسباب وتراه قدحاً في الرب

فطلب العلاج هو مما أمر به الله ولا ينفع العلاج إلا بتقدير الله

وهذا يشبه السارق الذي سرق فجاء عمر ليقطع يده ( فقال إنما سرقت بقدر الله ) فقال له عمر ( ونحن نقطعها بقدر الله )

وحين كانت أرض فيها طاعون فقال بعض الناس في الفرار منها ( نفر من قدر الله ) فقال عمر ( نفر من قدر الله إلى قدر الله )

elserdap
01-09-2015, 11:27 PM
اذا كنتم تؤمنون بأن تشويه الأطفال هو من عمل الله وهو حالة اختبارية مؤقتة على الارض فلماذا تحاولون من معالجة هؤلاء الاطفال وحين تعجزون ترسلونهم لبلاد الكفر كزرع اذرع وسيقان وغيرها من النواقص التي ولد بها الطفل لماذا لاتتركوهم وقولوا لاطفالكم الله خلقكم هكذا وتحمل اختبار الله يابني ولاحاجة لعلاجك آنذاك لاحظ ردة فعل طفلك ؟ مع تحياتي لكم
ندفع قدر الله بقدر الله!
انتهت الإجابة

لكن أنت قفزت على المطلوب لا أكثر، فهل أنت تؤمن بوجود الشر في العالم؟
هل تؤمن بأن الشر أفضل من الخير؟
هل تؤمن بمعنى كلمة "أفضل" هنا؟
حين تؤمن بهذه الأمور فلم يعد للإلحاد ولا للاأدرية وجود!
لذا ففي شبهة الملحد تسمم إلحاده