المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يرفع الله القضاء بالرضا / ما قل ودل



سيف الكلمة
07-15-2006, 03:28 PM
مما قل ودل من كلمات الشيخ الشعراوى رحمه الله
من كتاب الفضيلة و الرذيلة

استقبال قضاء الله

الحق سبحانه وتعالى هو الذي خلق الضر كما هو خالق النفع، والضر يلفت الانسان الى نعم الله تعالى في الدنيا فاذا ما رضي الانسان وصبر فان الله يرفع عنه الضر، فالضر لا يستمر على انسان الا اذا كان غير راض بقدر الله.

والحق سبحانه وتعالى لا يرفع قضاءه في خلقه الا بعد أن يرضى به الخلق، فالذي لا يقبل بقضاء الله في المصائب مثلا تستمر معه المصائب، أما الذي يريد أن يرفع الله عنه القضاء فليقل: رضيت بقضاء الله تعالى، ويحمد الله على كل ما أصابه.

والحق سبحانه وتعالى يعطينا نماذج على مثل هذا الأمر فها هو ذا الخليل ابراهيم عليه السلام يتلقى الأمر بذبح ابنه الوحيد اسماعيل عليه السلام، وهذا الأمر قد يراه غير المؤمن بقضاء الله شديد القسوة، وليس هذا فقط، بل على ابراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه بنفسه.. وهذا ارتقاء في الابتلاء، ولم يلتمس ابراهيم عذرا ليهرب من ابتلاء الله له، ولم يقل انها مجرد رؤيا وليست وحيا فقد جاء الأمر في رؤية أراها الله لابراهيم عليه السلام.

ولنتأمل عظمة الرضا في استقبال أوامر الله فيلهمه الحق أن يشرك ابنه اسماعيل في نيل ثواب الرضا فيقول له كما قصّ القرآن الكريم:
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ
{الصافات/102}
لقد بلغ اسماعيل ذروة السعي في مطالب الحياة مع أبيه، وجاء الأمر في المنام لابراهيم أن يذبح ابنه، وامتلأ قلب اسماعيل بالرضا بقضاء الله، ولم يقاوم، ولم يدخل في معركة جدلية بل قال:{ ياأبت افعل ما تؤمر} لقد أخذ اسماعيل عليه السلام أمر الله بقبول ورضا ولذلك يقول الحق سبحانه عنهما معا:
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ {الصافات/103} وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ {الصافات/104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {الصافات/105} إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ {الصافات/106} وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ {الصافات/107}

لقد اشترك الاثنان في قبول قضاء الله برضا، وأسلم كل منهما للأمر، أسلم ابراهيم كفاعل، وأسلم اسماعيل كمفعول به, ورأى الله تعالى صدق كل منهما في استقبال أمر الله، وهنا نادى الحق خليله ابراهيم عليه السلام لقد استجبت أنت واسماعيل الى قضائي وحسبكما هذا الامتثال، ولذلك يجيء اليك والى ابنك التخفيف.

اذن، فنحن البشر من نطيل على أنفسنا أمد القضاء بعدم قبولنا له، لكن لو سقط على انسان أمر بدون أن يكون له سبب فيه واستقبله من مجريه عليه وهو ربه بمقام الرضا فإن الحق سبحانه وتعالى سيرفع عنه القضاء،

فاذا رأيت انسانا طال عليه أمد القضاء
فاعلم أنه فاقد الرضا

د. هشام عزمي
07-15-2006, 06:26 PM
رحم الله الشيخ الشعراوي رحمة واسعة .

ومما قل ودل - وهو من جوامع الكلم - قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفس المعنى : (( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )) أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق من صحيحه .

وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن !

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الفرصة الأخيرة
07-15-2006, 07:00 PM
جزاكما الله خير الجزاء أخويَّ الحبيبين .. :emrose:

والحقيقة أن كل مصائب العالم تقريبًا تأتي من سخطهم وعدم رضاهم بالقضاء والقدر .. وكم تسبب السخط على القدر في انتحار العشرات ممن لا يؤمن بقضاء الله وقدره ..

وهناك كلام رائع جدا للإمام ابن القيم رحمه الله في منزلة ((الرضى)) من كتابه ((مدارج السالكين)) ومما قاله هناك:

(ومن أعظم أسباب حصول الرضى : أن يلزم ما جعل الله رضاه فيه فإنه يوصله إلى مقام الرضى ولابد قيل ليحيى بن معاذ : متى يبلغ العبد إلى مقام الرضى فقال إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه فيقول : إن أعطيتني قبلت وإن منعتني رضيت وإن تركتني عبدت وإن دعوتني أجبت وقال الجنيد : الرضى هو صحة العلم الواصل إلى القلب فإذا باشر القلب حقيقة العلم أداه إلى الرضى
وليس الرضى والمحبة كالرجاء والخوف فإن الرضى والمحبة حالان من أحوال أهل الجنة لا يفارقان المتلبس بهما في الدنيا ولا في البرزخ ولا في الآخرة بخلاف الخوف والرجاء فإنهما يفارقان أهل الجنة بحصول ما كانوا يرجونه وأمنهم مما كانوا يخافونه وإن كان رجاؤهم لما ينالون من كرامته دائما لكنه ليس رجاء مشوبا بشك بل هو رجاء واثق بوعد صادق من حبيب قادر فهذا لون ورجاؤهم في الدنيا لون
وقال ابن عطاء : الرضى سكون القلب إلى قديم اختيار الله للعبد أنه اختار له الأفضل فيرضى به قلت : وهذا رضى بما منه وأما الرضى به : فأعلى من هذا وأفضل ففرق بين من هو راض بمحبوبه وبين من هو راض بما يناله من محبوبه من حظوظ نفسه والله أعلم
فصل وليس من شرط الرضى ألا يحس بالألم والمكاره بل ألا يعترض على
الحكم ولا يتسخطه ولهذا أشكل على بعض الناس الرضى بالمكروه وطعنوا فيه وقالوا : هذا ممتنع على الطبيعة وإنما هو الصبر وإلا فكيف يجتمع الرضى والكراهية وهما ضدان
والصواب : أنه لا تناقض بينهما وأن وجود التألم وكراهة النفس له لا ينافي الرضى كرضى المريض بشرب الدواء الكريه ورضى الصائم في اليوم الشديد الحر بما يناله من ألم الجوع والظمإ ورضى المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من ألم الجراح وغيرها
وطريق الرضى طريق مختصرة قريبة جدا موصلة إلى أجل غاية ولكن فيها مشقة ومع هذا فليست مشقتها بأصعب من مشقة طريق المجاهدة ولا فيها من العقبات والمفاوز ما فيها وإنما عقبتها همة عالية ونفس زكية وتوطين النفس على كل ما يرد عليها من الله
ويسهل ذلك على العبد : علمه بضعفه وعجزه ورحمته به وشفقته عليه وبره به فإذا شهد هذا وهذا ولم يطرح نفسه بين يديه ويرضى به وعنه وتنجذب دواعي حبه ورضاه كلها إليه : فنفسه نفس مطرودة عن الله بعيدة عنه ليست مؤهلة لقربه وموالاته أو نفس ممتحنة مبتلاة بأصناف البلايا والمحن
فطريق الرضى والمحبة : تسير العبد وهو مستلق على فراشه فيصبح أمام الركب بمراحل وثمرة الرضى : الفرح والسرور بالرب تبارك وتعالى
ورأيت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه فى المنام وكأني ذكرت له شيئامن أعمال القلب وأخذت في تعظيمه ومنفعته لا أذكره الآن فقال : أما أنا فطريقتي الفرح بالله والسرور به أو نحو هذا من العبارة
وهكذا كانت حاله في الحياة يبدو ذلك على ظاهره وينادي به عليه حاله ......
وقال ذو النون : ثلاثة من أعلام الرضى : ترك الاختيار قبل القضاء وفقدان المرارة بعد القضاء وهيجان الحب في حشو البلاء وقيل للحسين بن علي رضي الله عنهما : إن أبا ذر رضي الله عنه يقول : الفقر أحب إلي من الغنى والسقم أحب إلي من الصحة فقال : رحم الله أبا ذر أما أنا فأقول : من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن غير ما اختار الله له
وقال الفضيل بن عياض لبشر الحافي : الرضى أفضل من الزهد في الدنيا لأن الراضي لا يتمنى فوق منزلته
وسئل أبو عثمان عن قول النبي : أسألك الرضى بعد القضاء فقال : لأن الرضى قبل القضا عزم على الرضى والرضى بعد القضا هو الرضى وقيل : الرضى ارتفاع الجزع في أي حكم كان وقيل : رفع الاختيار وقيل : استقبال الأحكام بالفرح
وقيل سكون القلب تحت مجاري الأحكام وقيل : نظر القلب إلى قديم اختيار الله للعبد وهو ترك السخط وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى رضي الله عنهما : أما بعد فإن الخير كله في الرضى فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر وقال أبو علي الدقاق : الإنسان خزف وليس للخزف من الخطر ما يعارض فيه حكم الحق تعالى
وقال أبو عثمان الحيري : منذ أربعين سنة ما أقامني الله في حال فكرهته وما نقلني إلى غيره فسخطته والرضى ثلاثة أقسام : رضى العوام بما قسمه الله وأعطاه ورضى الخواص بما قدره وقضاه ورضى خواص الخواص به بدلا من كل ما سواه).

قلب معلق بالله
06-22-2012, 05:20 PM
بوركتم

ابنة الاسلام2
06-22-2012, 05:48 PM
جزاكم الله خيراً

ف-ع
06-27-2012, 04:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت الموضوع أكثر من مرة ولكن عفواً الأدلة ضد ماذكرت

قال صلى الله عليه وسلم :

يقول الله تعالى : من أذهبت حبيبتيه فصبر و احتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8140
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الجزاء الجنة وليس رفع البلاء

وأيضاً جزاء الصابرين بالدنيا بالآخرة لأدلة كثيرة لا تخفى عليك

ونحن أهل السنة كما تعلم لا نقبل إلا بدليل واضح بين

ولا أعلم صراحة أي دليل لا من القران الكريم ولا من السنة

وبخصوص إذا رأيت انسانا طال عليه أمد القضا فاعلم انه فقد الرضا فأقول :

العلامة ابن باز رحمه الله توفي وهو كفيف ونحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا

وكثير من العلماء

فهل معنى هذا أنهم فقدوا الرضا !!

أنتظر توضيحك

جزاك الله خيرا وبارك فيك

شمس فؤاد
06-27-2012, 05:04 PM
بارك الله فيك وجزاك كل خير عنا يسلمووووووووووووووووووووووو

شمس فؤاد
06-27-2012, 05:07 PM
بارك الله فيك وجزاك كل خير عنا يسلمووووووووووووووووووووووو