المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كين ليفيجستون vs دانيل بايبس صدام الحضارات (إلاسلام)



خطاب أسد الدين
02-19-2015, 01:01 AM
صراع الحضارات: مناظرة بين عمدة لندن وكاتب أمريكي

عمدة لندن كين ليفيجستون وكاتب الامريكى دانيل بايبس

عقد في لندن مؤخر مؤتمر تحت عنوان "حوار عالمي أم صراع بين الحضارات". وافتتح المؤتمر بمناظرة بين عمدة لندن كين ليفيجستون المعروف بمواقفه المعارضة للحرب على العراق والمتعاطفة مع قضايا المسلمين والكاتب الأمريكي البارز دانيل بايبس المعروف بمواقفه القريبة من تيار المحافظين الجدد.

بي بي سي العربية حضرت الندوة ولخصت موقف كليهما. نرحب بتعليقاتكم على تلك الآراء.

____________________

دانيل بايبس - كاتب وأكاديمي أمريكي

ليس هناك صراع بين الحضارات، وإلا بماذا تفسر الصراع الموجود داخل الحضارة الواحدة مثل الإسلام كالقتال في دارفور أو الجزائر.
دانيل بايبس

أرى الصراع بين المجتمع المتحضر من ناحية و المجتمع البربري الذي يمثله الإسلام الراديكالي في الوقت الحالي، بعد أن كانت الفاشية تمثل الأخير من قبل.

والإسلام الراديكالي الذي أقصده هو تيار من ذلك الدين يسمح بالعمليات الانتحارية واضطهاد النساء وغير المسلمين.
اضغط هنا لقراءة المزيد من آراء دانيل بايبس

ومعالم هذا الاتجاه هي أربعة: أولا: السعي إلى الالتزام التام بالشريعة الإسلامية. ثانيا: تقسيم العالم إلى جانب أخلاقي وجانب غير أخلاقي و هو ما يحرض على الصراع بين الحضارات.

ثالثا: الطبيعة الشمولية لهذا النوع الذي يحول الإسلام إلى أيديولوجية تؤدي إلى رفض الحداثة والتحريض على الجهاد و الانتحار وكراهية المرأة. رابعا: التشجيع على الاتجاه الخيالي في التفكير والسعي إلى السيطرة على الدول و المواجهة العالمية مع الغرب.

علينا إذن أن نهزم هذا العدو المرعب، وهنا أحذر عمدة لندن من تجاهل هذا الإسلام الراديكالي في المدينة.

فمدينتك ودولتك صارت تمثل تهديدا لكل أنحاء العالم، حيث أن منفذي بعض العمليات الإرهابية حول العالم اتخذوا من لندن مقرا لهم.

علينا أن نتذكر ريتشارد ريد (المولود في لندن والذي تم محاكمته في الولايات المتحدة بعد اعترافه محاولة تفجير طائرة مدنية مستخدما متفجرات مخبأة في حذائه في 2001).

وعلينا أن نتذكر ما قاله الرئيس المصري حسني مبارك عندما أدان بريطانيا لأنها مصدر التهديد الأكبر (فيما يتعلق بخطر الإرهاب).
"أيديولوجية عدوانية"

قد يقول البعض أن سبب الإرهاب هو الاستعمار أو البطالة أو غيرهما. لكنه من وجهة نظري ناجم عن أيديولوجية عدوانية لا حل لها سوى هزيمتهما كما حدث في 1945 مع النازيين وفي 1990 مع السوفيت.

يجب أن نسعى أيضا إلى ضم الحلفاء من المعارضين الإيرانيين والأصوات الليبرالية في السعودية والإصلاحيين في باكستان و غيرهم إلى عالم المتحضرين.

علينا ألا نتحالف مع الإسلاميين، مثل يوسف القرضاوي

علينا ألا نتحالف مع الإسلاميين، مثل يوسف القرضاوي الذي يبرر ارتكاب أعمال انتحارية ويحرم المثلية الجنسية ويرجع زلزال تسونامي إلى أنها عقاب من القدر يستحقه ضحاياه.

بالنسبة لرأيي في الصراع في الشرق الأوسط، أرى أن الحل في استسلام الفلسطينيين والاستغناء عن حلمهم في القضاء على إسرائيل.

بالنسبة للعراق، كنت أؤيد الدخول إلى العراق وإسقاط صدام قبل الخروج منها بعد ذلك. لم نذهب إلى تلك الدولة بسبب الحصول على النفط لأن تلك الخطوة غير مجدية اقتصاديا.

لا يجب أن نلوم الولايات المتحدة و بريطانيا على كل ما يحدث حولنا.

_________________

كين ليفيجستون - عمدة لندن

لا أعتنق أي دين منذ بلوغي 11 عاما من العمر، إلا أنني أؤمن بإمكانية التعايش بين أصحاب الأديان والثقافات المختلفة ومنها الإسلام.
كين ليفيجستون

في بريطانيا، ليس لدينا مشكلة مع الإسلام، لأنني اعتقد أن هذا الدين لديه القدرة على التغير والتكيف من الداخل وعن طريق معتنقيه وليس بواسطة أفراد من خارجه.

على سبيل المثال، أظهر استطلاع الرأي أجرته لجنة الفرص المتساوية في بريطانيا أن 90 في المئة من آباء لفتيات عمرهن 16 عاما (من أصل باكستاني أو بنجلاديشي) يريدون لبناتهن العمل قبل الزواج.

في هذا السياق تأتي مقابلتي مع الشيخ يوسف القرضاوي (الذي أثارت زيارته لندن منذ عامين ضجة إعلامية واسعة). فالقرضاوي يعد أقوى جهة ممثلة لتحديث الإسلام. ورغم أنني اختلف معه في بعض النقاط، لكنني اعتبره المستقبل الذي سيبدو عليه الإسلام.

عليكم أن تدركوا أنكم عندما تدخلون في مواجهة إناس تتقاتلون معهم ليس أمامكم إلا خياران: إما الانتصار عليهم أو التفاوض للوصول إلى تسوية معهم. وهو ما حدث بالفعل مع الجيش الجمهوري الأيرلندي. فمنذ 1983 عارضت الحكومة البريطانية الحوار مع الجيش الأيرلندي قبل أن تبدأه عام 1992.
اضغط هنا لقراءة تفاصيل مناظرة بين ليفيجستون و بايبس

هناك بعض المتطرفين المسلمين في لندن، لكن أعدادهم قليلة وليس لهم وزن تماما مثل اليمين المتطرف هنا.

على العكس، يمثل هذا التيار اليميني المتطرف أعضاء في الإدارة الأمريكية التي يحوطها مجموعة من مراكز الأبحاث والأكاديميين الذين يحرضون باتجاه صراع الحضارات.
لندن كنموذج

اعتقد أن التعايش بين الأديان والحضارات المختلفة مبني على الاختيار، بمعنى أن كلا منا يعيش حياته ويمارس عاداته دون أن يلحق الضرر بالآخرين - سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو بريطانيين أو فرنسيين.

فاهتمامات الناس في أي مكان واحدة: تحسين مستوى المعيشة والشعور بالأمن والرغبة في التعايش.

وهنا تأتي لندن كخير مثال على ذلك. فسكان العاصمة البريطانية يتحدثون 300 لغة مختلفة و 65 في المئة منهم ولدوا خارج بريطانيا و 20 في المئة منهم أبناء زواج مختلط.

يعيش سكان لندن جوا من "التسامح"

يعيش سكان لندن جوا من "التسامح"، حيث انخفضت الهجمات ذات الدوافع العنصرية والدينية إلى أقل من 40 في المئة خلال الست سنوات الأخيرة. كما يتقابل قادة الأقليات الدينية في العاصمة مع السياسيين باستمرار للتوصل إلى صيغ هذا التعايش الثقافي.

لكن ذلك التعايش يتم وفق احترام القانون ودون هيمنة ثقافة واحدة على الأخرى حسبما يرى دانيل بايبس.

على الجانب الأخر، لندن تعد أكثر مدن أوروبا نجاحا من الناحية الاقتصادية. فكثير من أصحاب الأعمال يفضلون العاصمة البريطانية بسبب هذا التنوع بالإضافة إلى الأمان.

أعتقد أن القدرة على التعايش الثقافي والحضاري تتضاد مع الرغبة في سيطرة ثقافة أو قوة اقتصادية واحدة على بقية الثقافات والقوى حول العالم.

كما أننا نتحمل بعضا من المسؤولية في عدم القدرة على التعايش. حيث حارب القوميون العرب إلى جانب الولايات المتحدة وانجلترا، لكننا خذلناهم في المقابل ووضعنا حكومات عميلة على كرسي الحكم في الدول العربية. لقد بلغ السيل الزبى بتدخلنا في شؤون الآخرين طوال تلك الفترة.

أشير أيضا إلى الدور الذي لعبه الغرب في تشجيع ظهور المتطرفين. على سبيل المثال، كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تدفع نصف مليار جنيه إسترليني سنويا لتأييد هؤلاء المتطرفين في أفغانستان في الثمانينات.

المشكلة في العراق أدت إلى ظهور المتطرفين

كما أن المشكلة في العراق أدت إلى ظهور المتطرفين. قد يكون من الجنون أن تعتقد أن أسعار البترول ستنخفض مع غزو العراق. الأشخاص الموجودون في البيت الأبيض مجانين بالفعل.

أما عن القول إن سياستنا الخارجية يجب أن تؤيد هؤلاء الذين يعتنقون نفس قيمنا، لا يوجد أساس مشرف يمكن أن نبني عليه ذلك. فتاريخ تأييدنا للديكتاتوريين في الهند وزئير كفيل بالرد على ذلك.

بالنسبة للصراع في الشرق الأوسط، من حق إسرائيل أن تكون موجودة، لكن ليس من حق اليهود أن يعيشوا على أرض نزح منها من يعيشون كلاجئين الآن.

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_6283000/6283503.stm