المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كَسْرُ هُبَلْ في الرَّدِّ عَلى مُعلِّم الجَبَلْ



أبو سلمى المغربي
08-18-2015, 12:34 AM
كَسْرُ هُبَلْ في الرَّدِّ عَلى مُعلِّم الجَبَلْ
محامي حِلف السيسي من جبال ورزازات.
http://im67.gulfup.com/oXvFka.jpg (http://www.gulfup.com/?pcRxIZ)

الحمد لله العزيز الجبار، المنتقم القهار، مذل الجبابرة والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه. اللهم إني أعوذ بك أن أقول زورا, أو أغشى فجورا, أو أكون بك مغرورا, أو أقول ما ليس لي به علم.

دونت هذا الرد في مقالة مستقلة نظرا لأن نافذة الردود على الفايسبوك لا تتسع له لطوله, وهو رد على الملقب بــ "معلم الجبل" وهو من رجال سلك التعليم في مدينة ورزازات المغربية يزعم من خلال ما يكتب أنه سني, يشاغب علي بردود خارج السياق كلما كتبت مقالا استنكرت فيه جرائم الحلف العلماني اليساري المتصهين بقيادة السيسي أو انتقدت أحد أبواقه, وأيضا لأن هذه العقلية تهيمن على شريحة واسعة ممن حاورت من قومنا من مختلف المشارب كما قال تعالى: "تشابهت قلوبهم" نشرت الرد هنا لأنشر رابطه على صفحاتهم.

لقد تأكد لي من خلال ردودك يا "معلم الجبل" أنك لم تقرأ المقالتين السابقتين بتدبر لتحرر موضع النزاع بيني وبينك, فترد على الإشكال المطروح فيهما مسألة مسألة - حتى لو لم توفق للصواب على الأقل تكون قد بذلت جهدا تُشكر عليه - لكنك للأسف لم تفعل, لذلك كنت تغرد خارج السرب, ولم ترد على أي إشكال طُرح فيهما, فصدق فيك قول الإمام السراج البلقيني في محاسن الاصطلاح "لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض " ولأن أسئلتك تأتي دائما خارج سياق الموضوع على سبيل التعنت والجدل الممقوت كذلك جاءتك ردودي السابقة كما قال ابن تيمية:"من سألني مستفيدا حققت له ومن سألني متعنتا ناقضته فلا يلبث أن ينقطع فأكفى مؤنته"

واعلم أن الرجلين من أهل السنة قد يختلفان, وقد يكون السبب أن الأول لديه تأصيل شرعي والثاني يفتقد ذلك ولا يبذل جهدا في تحصيله، وأن الأول صادق في طلب الحق, والثاني كاذب لا يهمه الحق، وبسبب أن الأول ينطلق من الدليل, والثاني ينطلق من العصبية والهوى تارة ومما ألفه وتشربه من سموم فرنكوفونية يسارية التي شابت مناهج التعليم عبر مسيرته التعليمية, والتي انتهت به إلى ازدواجية ومسخ عجيب في التفكير, فتجده تارة سنيا يساريا!!! وتارة صوفيا علمانيا!!! وتارة سنيا في الفقه متصهينا في الفكر والولاء!! ومهما حاول الشخص أن يخفي ذلك فإن فلتات اللسان بين السطور وتناقضات صاحبه في المعيار الذي يدعيه تفضحه وتعريه.

فإن كنت جادا فأصل نفسك علميا يا معلم الجبل، واصدق وتخلص من ازدواجية الشخصية والتناقض في المعيار, واسأل الله التوفيق .... بعدها قد يوفقك الله لمعرفة الحق في النازلة والواقعة. فحتى وإن اختلفت أنا مثلا مع نصرانيا في أصل الملته لا يجوز لي أن أظلمه أو أن أفتري عليه أو أحرض عليه ظلما, كما قال النبي «ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة» فكيف بالمسلم, وهذا هو المحور الذي تدور عليه المقالتان السابقتان, الأمر الذي لم تتفطن إليه يا معلم الجبل رغم أنك من رجال سلك التعليم, فجاءت ردودك أشبه بمشاغبات سفهاء العلمانية واليسار المغاربي الذين حاورناهم في غرفهم وفي غرفة شيخنا الإدريسي منذ سنين, رغم أنني فهمت من بعض ما كتبت أنك مسلم سني!!!

واعلم أن مواقفي السابقة التي دونتها أملاها علي ديني وضميري, أنا لست إخوانيا ولكنهم إخواني من الشعب المصري, حتى وإن اختلفت معهم واطلعت على بعض أخطاءهم, في المقابل أيضا اطلعت على جرائم الحلف العلماني اليساري بقيادة السفاح المتصهين السيسي. من السهل يا معلم الجبل أن تقوم بعملية النسخ واللصق للتُهم والبهتان دون بينة نقلا من مصادر الخصوم, اعلم أنك باللصق تلصق البهتان على ظهرك أيضا, فيبقى ملازما لك وتأتي يوم القيامة تحمله على ظهرك مع وزرك, وقد يهوي بك في مكان سحيق. فاحذر يا معلم الجبل دعوة المظلومين فإنها تهلك حرثك, وتخرب بيتك, وتشقي سعادتك, راجع ما قلت لك عندما تهدأ قليلا وتضع رأسك على الوسادة ليلا, فإن لم تصدقني فإن عواقب الأيام ستخبرك, يكفيكَ ولاءك القلبي للمجرمين مهلكةً, فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من أحب قوما فهو منهم وأن المرء مع من أحب ومحبة أعداء الله من أعظم ما يكون خطرا على المسلم, فانتظر عواقب ما حذرتك في مقبل الأيام إن لم تقلع, واحذر دعوة المظلوم الذي تفتري عليه أن تصيبك بمثل عاقبة المفتري الذي اتهم سعدا زورا وبهتانا فأصابته دعوة سعد لما دعا عليه قائلا: (اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِبًا فَأَطِلْ عُمْرَهُ وشدِّد فَقْرَهُ وَاعْرِضْ عَلَيْهِ الْفِتَنَ) فاستجاب الله دعاءه فرآه بعد ذلك ابن عمير قد سَقَطَا حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ وقَد افْتَقَرَ وَافْتُتِنَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا, فسأله كَيْفَ أَنْتَ أَبَا سَعْدَةَ؟ فقال: شَيْخٌ كبير مفتون أُجيبت في دعوة سعد.
واعلم أن الحوار له أسس وشروط لكي يكون مثمرا, حتى لا تلتبس الأمور، ولا تختلط الأوراق، ولا يكون الحوار جدلا بيزنطيا من هذه الأمور:
1. تحديد المواقع أو الهويات لكل من الطرفين المتحاورين، من أول الأمر، وأين يقف كل منهما؟
2. تحديد المفاهيم الرئيسة في الحوار.
3. تحديد المعايير التي يجب أن يرجع إليها عند الخلاف.
4. تحرير موضع النزاع بين الفريقين، بحيث يعرف المتفق عليه، والمختلف فيه.

ورغم أن الموضوع كان يدور في المقالتين السابقتين عن الحرب التي يقودها الحلف العلماني اليساري المتصهين في مصر بقيادة السيسي ومن معه من كبار رجال الجيش المصري ولا اقصد كل الجيش المصري إنما فقط من شارك في الجريمة كنت تتهرب بطرح أسئلة, الآن بالرغم من ذلك سأجيبك هنا على بعض كا طرحت فأقول باختصار:

المسلم لا يشهد بزاهة قضاء الدولة إلا عندما لا يُظلم عند هذا القضاء أحد, فلا يخدعه لا شعار الخلافة الإسلامية, ولا شعار الدولة المدينة, ولا شعار العدالة الاجتماعية, إلا يكون شاهد زور مثلكم, عندما يكون القضاء على قاعدة " لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" حينها نشهد لقضاء الدولة بالنزاهة قال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمِ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمِ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَإِنِّي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا.

وقال ابن تيمية: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة؛ ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة. ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والإسلام. لذلك تجد دول الغرب بما عندها من عدل نسبي في مساحة كبير من تطبيق القوانين دون تمييز بين رئيس ومواطن عادي, بل حتى الغريب في كثير من الحالات ينصفونه فينال حقه في المحاكم. وهذا سر تفوق حفنة من اليهود في الكيان الصهيوني في مجالات شتى, فالمحاسبة والمحاكمات شملت حتى بطلهم القومي الهالك السفاح شارون وابنه وغيره من الرؤساء, إنهم على الأقل حافظوا على قِوام الدولة, وأقاموا نسبة من العدل بينهم ليدوم ملكمهم إلى أجل, رغم أنهم ظالمون لغيرهم.

فلو صبر المسلم المهضوم الحقوق في وطنه والمغلوب على أمره على ظلم الدولة وظلم القضاء درءا لمفاسد أكبر لكانت له حجته وعذره, لكن عندما يشهد الزور مع قضاء دولته ويساند أكابر مجرميها, ويتحول إلى جلاد بيده أو بلسانه ويردد الشائعات التي ينشرونها ضد ضحاياهم ويساهم بالتحريض عليهم, هنا يُحرَم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث: (يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَنْ يَرِدَ عَلَيَّ الْحَوْضَ وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ)

أما سؤالك لي عن مفهوم "الإمامة الكبرى" و "الأمير المتغلب" ومفهم "الخوارج" فأنتم توظفون هذه المصطلحات الشرعية دون ضابط ودون قيد شرعي فقط بما يخدم أهواءكم كما يفعل من يجمع بين النقيضين من العلمانيين وأهل اليسار, فيجتزؤون مصطلحات ومفاهيم شرعية ويظفونها فقط متى شاءوا وكيفما شاءوا, فيضعونها في غير سياقها, مع أنهم يكفرون بفقه السياسة الشرعية من أصله.
طيب افترض أن طائفة من المسلمين دفعها ظلم واستفزاز وتَصَهْيُن المستبد لأن تنازعه - وهؤلاء أصناف ليسوا سواء- فإن اختلفت أنا مع منهجهم واستعجالهم وحرقهم للمراحل فلن أكون طرفا في النزاع إلى جانب السفاح الذي استفزهم وأشعل نار الفتنة, إلا أن يكون هو في عدله ورده للمظالم مثل عمر بن عبد العزيز: فقد سُئل الإمام مالك بن أنس عن مثل هذه الحالة فقال:" إن كان الإمام مثل عمر بن عبد العزيز (في عدله) وجب على الناس الذَّبُ عنه، والقتال معه، وأما غيره فلا؛ دعه وما يُراد منه ينتقم الله من الظالم بظالم، ثم ينتقم من كليهما". انتهى كلام مالك بن أنس, فالله عادل سبحانه ينتقم من كل طرف على قدر الظلم الذي ارتكبه.

لكن هذه العقلية المتناقضة بما جرعوها من سموم الحقد باتت تطالب في مصر بإعدام ومسح من يخالفهم في الولاء لسيدهم المتصهين, بينما يرفعون شعار الوطن يتسع للجميع فلا مانع عندهم أن يخالفهم المواطن الملحد في وجود الله, والمواطن النصراني في وحدانية الله, والمواطن اليهودي في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم, لكن الأغلبية من المسلمين الذين يستنكرون ظلم الحلف العلماني اليساري المتصهين بقيادة السيسي فؤلاء يجب أن يُعدموا وأن يُنفوا ويُمسحوا من الأرض, فهذا هو النفاق بلحمه وشحمه وعظمه والعياذ بالله.
والأدلة على ما أقول متوفرة مكتوبة وصوتا وصورة وعلى صفحات الفايسبوك لعدد من هذه الأصناف وإن اختلفت مشاربها, أنا لا أستغرب عندما يصدر هذا من ملحد يساري متطرف, أو قبطي شعوبي حاقد, أومن علماني تشرب سموم المستشرقين, إنما أستغرب عندما يصدر هذا الخذلان وهذا النفاق ممن يدعي أنه مسلم سني. إن بعض رموز الإخوان أو بعض رموز الشعب المصري المسلم قد أخطأوا في التقدير أو التدبير فإن الحلف اليساري والعلماني المتصهين بقيادة السيسي فقد أجرموا وأفسدوا في الإرض بعد إصلاحها فما لكم كيف تحكمون فهل يستحقون أحكام الإعدام والإبادة والمصادرة بالجملة لأملاكهم وأموالهم وتلفيق التهم بالجملة. في الختام أقول (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه, والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

أبو سلمى المعربي