المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرأة فى الإسلام..!



محمد القليط
10-12-2015, 09:59 PM
لقد رفع الاسلام شأن المرأة بعد أن كانت عارا و شؤما فى الجاهلية، و قد أخبرنا الحق تعالى عن تلك المأساة فى تلك الحقبة المظلمة، فقال جل شأنه: "و اذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا و هو كظيم" (النحل : 58)
و رفع عنها واجبات حمّلها على كاهل الرجل، فجعله قائم على أمرها، مفروضٌ عليه الانفاق عليها، كأن يطعمها و يسكنها و يكسوها، مقابل أن ترعى بيته و تربى أبناءه و تضفى جو المودة و السكينة فى بيته و بيتها..
فلقد حدد الحق مهمة الرجال فى القيام على أمر النساء فى قوله تعالى:
"الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم" (النساء:34)
يقول الشيخ الشعراوى:
"إذا قيل أن فلاناً قائماً على أمر فلان ، فما معنى ذلك ؟
هذا يوحي بأن هناك شخصاً جالس ، والآخر قائم فمعنى قوامون على النساء .... أنهم مكلفون برعايتهن والسعي من أجلهن وخدمتهن ، إلى كل ما تفرض القوامة من تكليفات؛ إذاً فالقوامة تكليف للرجل"
و تأكيدا لواجب النفقة الذى هو حق للمرأة، قال تعالى:"و على المولود له رزقهن و كسوتهن بالمعروف" 0البقرة:233)
و تأكيدا لحقها فى السكنى: "أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم و لا تضاروهن لتضيقوا عليهن" (الطلاق:6)
ثم يتعجب أولو السذاجة من أن الميراث: للذكر مثل حظ الأنثيين، و قد رأينا الواجبات المادية الكثيرة الملقاة على كاهل الذكور، فكيف سيؤدى هذه الواجبات بدون هذه الزيادة ؟!
فلقد أوجب الاسلام نفقة المرأة على الرجل طالما كانت تحت ولايته، زوجة كانت أو بنتا أو أمًّا أو أختا، و ليست هذه مجرد تعاليم بل واجب تشريعى و قانونى يجبر القاضى الاسلامى الرجل على أدائه.
و على الرغم من ذلك فقد أوجب الاسلام على الأب فى حياته أن يساوى بين الذكور و الاناث فى الهبة و العطية مهما بلغت، فقال صلى الله عليه و سلم:
"سووا بين أبناءكم فى العطايا، و لو كنت مفضلا أحد لفضلت النساء" (رواه سعيد بن منصور والبيهقي، وقال الحافظ ابن حجر إسناده حسن)
أما حقوقها الغير مادية، فيأمر الحق تعالى الأزواج قائلا جل من قال:"و عاشروهن بالمعروف"(النساء : 19)
و أمر صلى الله عليه و سلم الرجال قائلا: "اتقوا الله فى النساء" (رواه مسلم)
و قال:"استوصوا بالنساء خيرا" (البخارى)
بل الأكثر من ذلك أن الاسلام قد أزال عن المرأة واجبات دينية فرضها على الرجل، ففى فترة حيضها التى تقدر بستة أيام تنقص أو تزيد، ليس عليها فيهن صلاة و لاصيام، ثم لتقضى صيامها و لا تقضى صلاتها، أى أنها قد تعيش خمس عمرها أو أكثر بلا صلاة!!
أما ذا تحدثنا عن حقوق المرأة كأم فحدث و لا حرج عن عظمة الاسلام!
قال تعالى:
"وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا" (الأحقاف:15)
و لقد جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ .قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ (البخارى و مسلم)ه
أما عن حقوقها كبنت، فقد حرم الله على الرجل النار إن أولاها برعايته حتى تكبر و تتزوج، فقال صلى الله عليه و سلم:
" مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ ، وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
إن المراة فى الاسلام لها قيمة عظيمة، فهى جزء من أسرة تعد بمثابة شركة تقوم على التخصص و تقسيم العمل، بما يناسب طبيعة كل فرد فيها، فالرجل قوى البنية ذكى العقل، يعمل و يكدح ليؤدى واجبات هو مكلف بها، و المرأة تمكث فى البيت موقرة ترعى زوجها، و تربى أبناءها، و تضفى السكينة فى بيتها، بما أعطاها الله من عاطفة جياشة، مستمدة من طبيعتها..
لذا كُلف الرجل من الأعمال ما هو اقدر عليه، و كُلفت المرأة من الأعمال ما هى أقدر عليه، فى نطاق أسرة تكون نواة مجتمع متماسك لا مجتمع مفكك كالمجتمع الغربى!!
فإلأسرة فى المجتمع الغربى تقوم فيها المرأة بنفس دور الرجل، رغم أن طبيعتهما اقتضت التخصص، فاذا أراد الزوجان تربية أبنائهما استقدما مربية امرأة!!.. فالتربية و الرعاية تحتاج امرأة، و قد تنحت ما من طبيعتها أداء تلك المهمة، لتحل محلها امرأة أخرى لا يمكن أن تعطى الأبناء بديلا عن حنان الأم التى تتميز فى الاسلام عن الأب قدر ثلاثة أضعاف!
و اذا بلغت الفتاة الثامنة عشر تطرد من الأسرة لكي تتلقفها طواحين الحياة الصاخبة الشاقة، باحثة عن عمل، أما إذا رغبت في البقاء في المنزل فإنها تدفع لوالديها إيجار غرفتها وثمن طعامها وغسيل ملابسها !
تلك هى نبذة بسيطة عن قيمة المرأة و حقوقها فى الاسلام.

و الله المستعان..