المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل حقا تسقط الحتمية في عالم الكوانتم ؟



mostafa nasr
11-30-2015, 12:55 AM
بسم الله والحمد لله وبعد ...
ظلت الفيزياء الكلاسيكية = فيزياء نيوتن هي العلم الذي به نستطيع تفسير الكثير من الظواهر الطبيعية ، والتنبؤ الدقيق بالكثير من الأحداث الكونية ، حتى ظن بعض العلماء أنهم وصلوا لكل شيء يتعلق بالفيزياء ولا يوجد جديد لاكتشافه 1 ، رغم وجود بعض المشاكل التي استعصت على الفيزياء الكلاسيكية كإشعاع الجسم الأسود مثلا وظاهرة التأثير الكهروضوئي و غيرهما ، والتي كانت سببا رئيسيا في اندلاع ثورة علمية جديدة ة في بداية القرن العشرين ، وظهور فرع جديد من الفيزياء ، وإن شئت قل فيزياء جديدة = فيزياء الكوانتم ، وذلك لحل مجموعة من المشاكل التي واجهت الفيزياء الكلاسيكية ، وقد أيدت التجارب فيزياء الكوانتم في تفسيراتها وقوانينها الجديدة .. فقد عملت فيزياء الكوانتم على وصف سلوك الجسيمات الذرية ، الأمر الذي جعلها تبدو غريبة ومختلفة في قوانينها ، مما جعل كثير من العلماء يرفضونها وكان أبرز هؤلاء آينشتان الذي وصفها بالسحر الأسود ، رغم أنه كان أحد أعمدة هذه الثورة في البداية ، بل إنه أخذ جائزة نوبل في أحد الأشياء الرئيسية التي قامت عليها فيزياء الكوانتم وهو اكتشافه قانون التأثير الكهروضوئي2 .. ! كل ذلك أمر طبيعي لأن سلوك الجسيمات لابد وأن يختلف عن سلوك العالم العيني أو الماكروسكوبي .. لكن الأمر الذي يهمنا في هذا الموضوع هو التفسيرات التي لحقت بتلك القوانين ، وبسلوك الجسيمات وحركتها .. فلقد اختلف العلماء في تفسير حركة الجسيمات وسلوكها ، حيث قام كل عالم أو فريق من العلماء بتفسير الأمر حسب ما يراه هو أو حسب ما يتبين له أنه صحيح ، وهذا أيضا شيء طبيعي ، لكن الأمر الذي ليس بطبيعي هو (1- أن يدّعي أحدهم أن تفسيره هو الأكمل و الأفضل .. 2- أو أن يتبنى أناس تفسير بعينه ويقوموا بإنزاله إنزال القانون ) ولم يقم دليل علمي تجربيب أو رصدي واحد يؤيد أيا منهم .. !
وبهذا ظهر لدينا أربع تفسيرات لهذه الاحتمالية في عالم الكوانتم وليس هناك دليل علمي تجريبي أو رصدي يقول بصحة أحدها لكن هناك نسب وترجيحات وهذه التفسيرات هي :
1- تفسير نيلز بور وفيرنر هيزنبج = تفسير كوبنهاكن: ويعتبر أن عملية القياس هي التعبير الأدق عن الحقيقة ، حيث يأخذ الالكترون جميع الاحتمالات لكن في حالة الرصد يبقى على حالة واحدة فقط منها وعندها تنهار الدالة الموجية ... فوجود الاشياء مرتبط بملاحظتنا له 3.... وهو التفسير الأكثر شهرة نظرا لتدعيمه بالتجربة = قطة شرودنجر ( وهي ليست تجربة حقيقية بل ذهنية تخيلية ) .. واعترض آينشتاين على هذا التفسير ورفضه قولا واحدا مشيرا أن " الله لا يلعب النرد " وقام بوضع تفسير آخر يوضح عن وجهة نظره وهو :
2- تفسير آينشتاين ـ بورن : يعتبر الكوانتم ذي طبيعة إحصائية وأنه لا ينطبق إلا على شبكة من الجسيمات وليس الجسيم المفرد ، وأينشتاين يعتقد أن العالم محكوماً بقوانين صارمة حتمية لا يمكن خرقها أبداً 4....
3- تفسير بوم David Bohm : و يقول بوجود متغيرات خفية تتحكم في بنية العالم ليظهر أمامنا بصفته الإحتمالية على حين أنه في حقيقته حتمي 5 ...

4- تفسير إفريت Hugh Everett : ومعروف تفسيره المبني على القول بأننا لا نعيش في كون واحد ولكن اكوان متعددة وفي كل من هذه الاكوان المتعددة توجد قيم مختلفة للأشياء، بالتالي فإن الاحتمالية الكوانتية هي نتيجة طبيعية للتقلب الحادث بين هذه الاكوان 6... ظل هذا التفسير فترة كبيرة متروك ولم يُلتفت له إلا في الآونة الأخيرة نظرا لتصاعد التصميم الذكي أو الضبط الدقيق للكون ...

تركيزنا سيكون على 1 و 3 لأنهما هما الأشهر والأكثر قبولا وتأثيرا في الأوساط العلمية ...
فهيا بنا نستعرض الآراء والمواقف العلمية حولهما وبالاخص في الآونة الأخيرة :
أولا : تفسير كوبنهاجن وهو تفسير مبني على طابع المحلية loclity = حيث يكون وجود الراصد عامل أساسي ورئيسي في تفسير حركة وسلوك الجسيمات وهو الاكثر قبولا في البداية والمأخوذ به لدى العلماء .. ولهذا التفسير عدة مميزات بالنسبة للمؤمنين وهي :
1- اثبات القيومية لله تعالى .. حيث لابد أن تتدخل العناية الإلهية في كل آن وإلا لانهار العالم الذري وبناء عليه انهار الكون .
2- التأثير القياسي على الموجودات دون الذرية = ما يعني أن الراصد هو تقريبا من يعطي معنى للوجود .. وبالتالي فنحن أصل وعامل رئيس في هذا الكون .
3- تبرير المعجزات والسلطان الالهي حول كل شيء ، فكل شيء محتمل وبالتالي المعجزات هي شيء احتمالي جوازي .
4- مفهوم الاحتمالية ينفي مفهوم الجبرية = حرية الارادة
لكن على الجانب الآخر هذا التفسير عليه مؤاخذات وعيوب وهي :
1- ثبوت القيومية أو تبرير المعجزات يكون على المستوى الذري ! لكن وماذا عن العالم الماكروسكوبي ؟ فلا يصح أن اختزل ذلك في جانب دون آخر .
2- الله عز وجل خلق الكون بقوانين ثابتة تعمل بها الاشياء وكل مستوى له قوانينه التي يختص بها دون غيره وبالتالي فاعتبار أن القياس = تغيير في سلوك المادة = احتمالية أن يغير الانسان من طبيعة الوجود متى امتلك القوة العلمية والتكنولوجية على ذلك .
3- يستطيع الملحد أن يجد مدخل من خلاله لنفي السببية .
......
ثانيا : تفسير ديفيد بوم وهو مبني على طابع اللامحلية non loclity = وجود متغيرات خفية وده السبب الرئيسي تقريبا في رفضه أول الأمر ( مع أنه لا يوجد أي دليل علمي واحد يقول بخطأ هذا التفسير ) بالطبع لا يمكن إعتبار نظريات المتغيرات الخفية نظريات علمية ولهذا لم يستطع اقناع الفيزيائيين بهذا-أظن أننا نعلم الفيزيائيين جيدا ورفضهم لأي افتراض خفي أو غيبي مع إنهم عملوا ذلك في التفسير الربع بالأعلى .. !
*تفسير بوم فائدته وميزته أنه يجعل السببية قائمة في ميكانيكا الكم كما هي في العالم الماكرو . بينما تفسير كوبنهاجن بيقول بنفي الحتمية ، وكثير من الملاحدة بيستغله للقول بنفي السببية ما دام انتفت الحتمية .. وهو غير مبرر بالطبع .

والآن دعونا نحاكم هذين التفسيرين علميا و تعالوا نشوف آراء العلماء في هذا :
:
1-يقوم تفسير كوبنهاجن على أساس قطة شرودنجر التجربة الذهنية .. لكن حقيقة الأمر أن قطة شرودنجر هي مجرد احتمالية بالنسبة للراصد وليس بالنسبة للحالة التي ستكون عليها القطة ، فالقطة على مستوى الواقع إما حية 100 % وإما ميتة 100 % أما نسبة الاحتمالية وتراكب الدالة الموجية وكونها حية وميتة بنسبة 50% لكل منهما فهذا بالنسبة للراصد ، فلو استطاع الراصد أن يصغر حجمه إلى حجم فوتون مثلا وقام بالنظر لها فهو سيعرف حالتها دون حاجة إلى احتمالات . .فعالم الكم الذي يظن البعض أنه عالم مخترق تحكمه العشوائية هو عالم محكوم منضبط بضوابط ومحكوم بقوانين يستحيل عليه مخالفتها ،ولذا يقول العالم روجر بنروز الرياضياتي الشهير واصفا العالم الكمومي قائلا : " مما يقوله الناس عن ميكانيكا الكم أنها غامضة وغير محددة ولا يمكن التنبؤ بها ، لكن ذلك ليس صحيحا ، ومادام الأمر متعلقا بالمستوى الكمي ، نقول إن ميكانيكا الكم محددة ودقيقة ، وتتضمن ميكانيكا الكم – في صورتها الأكثر شيوعا – استخدام معادلة تسمى معادلة شرودنجر التي تحكم سلوك الحالة الفيزيائية لمنظومة كمية – تسمى حالتها الكمية – وهذه معادلة محددة 7.

2- أما عن قطة شرودنجر :
فلو كانت القطة التى فى التجربة الذهنية تتصرف وفقاً للنظرية الكمية فإنها يجب أن تكون فى حالات عدة فى وقت واحد (و هو ما يُعرف بحالات التراكب) : إما حية أو ميتة .... و التفسير الأشهر للفيزيائيين الذى يُفسر لماذا لا نرى مثل هذا التراكب (أى أننا نرى حالة واحدة فقط للقطة و ليست حالات متراكبة) هو التفاعل مع البيئة المحيطة للنظام الكمى .. فبمجرد تفاعل النظام الكمى مع جسيم شارد أو مجال مجاور فإنها تنهار احدى حالات التراكب و يأخذ النظام حالة واحدة و هى التى نراها فى حياتنا اليومية .

ولكن وفقاً لدراسة حديثة من باحثين فى جامعة فيينا فإنه حتى و إن قمنا بعزل النظام الكمى عن مثل هذه التفاعلات مع البيئة المحيطة بحيث يحتفظ بحالات التراكب و يكون فى حالة تراكب كمى فإنه سوف ينهار أيضاً الى حالة واحدة على الأقل على سطح الأرض .8

يقول إيجور بيكوفيسكى (Igor Pikovski) ==> " فى مكان ما فى الفضاء بين النجوم فإن القطة يُمكنها أن تحتفظ بالترابط الكمومى (تحتفظ بحالات التراكب) و لكن على الأرض أو بجانب أى كوكب آخر فإن الأمل فى ذلك ضعيف "
فإنه وفقاً لكلام إيجور فإنه يؤكد على أن هذا الإنهيار يحدث بسبب الجاذبية .
فكرة بيكوفيسكى و زملاؤوه تم وضعها فى ورقة بحثية نُشرت فى مجلة الطبيعة (Nature) فى 15 يونيو و هذه الورقة الى الآن تُعتبر حجة رياضية . و لكن ما زال علماء الفيزياء التجريبية يأملوا على أن يختبروا اذا ما كانت الجاذبية تؤدى الى انهيار احدى حالات التراكب (ما يُسمى بالتراكب الكمى) أم لا 9.

3-يُعد روجر بنروز أحد أكبر الرافضين لمبدأ كوبنهاجن حتى أشار في أحد كتبه عن هذا المبدأ بأن ليس له معنى على الإطلاق 10(makes (absolutely no sense

4-كذلك عالم الفيزياء الهولندي جيرارت هوفت وهو حاصل على نوبل في الفيزياء نتيجة ابحاث له في ميكانيكا الكم نجده غير راضي عن مبدأ المحلية الخاص بكوبنهاجن وينتصر لمبدأ الحتمية الكوانتي 11 ، هذا بتاريخ (Submitted on 24 Aug 2009) كما موجود بالمصدر .

5-ورقة بحثية في مارس 2013 تشتمل على احصائية حول قبول تفسيرات الكوانتم
سنجد تفسير كوبنهاجن حاصل على 4 % وتفسير بوم حاصل على 17% طبعا النسبة الاكبر فضلوا عدم اختيار اي تفسير مطروح ونسبة 17% فضلوا الجانب العلمي كما هو موضح بالصورة التالية 12 :
2574
6-ورقة بحثية تشتمل على احصائية ايضا بتاريخ June 18, 2013 يعني بعد الاولى بحوالي خمس شهور
نلاقي اختيار تفسير كوبنهاجن = مبدأ الاحتمالية يصل الى 4% بينما تفسير بوم = مبدأ الحتمية يصل الى 63% وذلك كما هو موضح بالصورة التالية 13 :
2575
من السابق نجد أننا لسنا مجبرين على قبول تفسير كوبنهاجن أو قبول الاحتمالية في عالم الكوانتم ... وأن القول بسقوط السببية أو حتى الحتمية في العالم الكمومي ليس عليه دليل علمي واحد تجريبي أو رصدي يدعمه . فما هي إلا مجرد تفسيرات .. !
وأختم موضوعي بقول يستيفن واينبرج :
معظم الفيزيائيين يستخدمون ميكانيكا الكوانتم كل يوم في حياتهم العملية ، دون حاجة للقلق بشأن المشكلة الأساسية المتمثلة في تفسيرها14 ....
Most physicists use quantum mechanics every day in their working lives without needing to worry about the fundamental problem of its interpretation.
لكنك ستجد ملحد عربي ترك هؤلاء العلماء ، وأتى بتفسيرجديد لها مدعيا هدمها السببية والحتمية.. ! ، مع أنه لا يملك دليل علمي واحد فقط يدعم مقولته هذه .
.....
هذا والله اعلم .

1- بول ديفيز و جوليان براون . الأوتار الفائقة ، نظرية كل شيء . ترجمة د.أدهم السمان - ص11
2- http://www.nobelprize.org/nobel_prizes/physics/laureates/1921/
3- https://www.aip.org/history/heisenberg/p09.htm
4-http://arxiv.org/pdf/quant-ph/0510180
5-http://arxiv.org/pdf/quant-ph/0610046
6-Everett, H., III (1957) \The theory of the universal wave function." Pages 1{140 of
DeWitt and Graham (1973).
7-روجر بنروز- فيزياء العقل البشري والعالم من منظورين- ص 27.
8-http://www.nature.com/news/2011/050411/full/news.2011.210.html
9-http://www.scientificamerican.com/article/gravity-kills-schroedinger-s-cat/?WT.mc_id=SA_SPC_20150625
10 -William Lane Craig and J. P. Moreland, eds. The Blackwell Companion to Natural Theology (Chichester, U.K.; Malden, MA : Wiley-Blackwell, 2009), p.183
11- http://arxiv.org/abs/0908.3408
12-http://arxiv.org/pdf/1303.2719v1.pdf
13-http://arxiv.org/pdf/1306.4646v2.pdf
14-Steven Weinberg .Dreams of a final theory . A Division of Random House, Inc. New York . p84

mrkira
12-01-2015, 12:30 PM
جزاك الله خيرا أخي مصطفى في هذا الموضوع. تأصيل ثمين في مواضيع فيزياء الكم.
توجد نظرية حديثة أيضا لها علاقة بفيزياء الكم وهي نظرية الإرادة الحرة لجون كونواي وسيمون كوكين. وسؤالي هو في أي قسم تندرج هذه النظرية؟ هذه بعض المصادر للنظرية: https://en.m.wikipedia.org/wiki/Free_will_theorem
https://youtu.be/7ZqUEAACfyk
https://youtu.be/TMp30Q8OGOE
وربما هذا الفيديو لميشو كاكو قد يكون ذي علاقة: https://youtu.be/lFLR5vNKiSw

أبو عمر النفيس
12-01-2015, 08:00 PM
لو تمعنّا في التفسيرات الأربعة سنجد أنّها جميعا تقرّ بمبدأ السببيّة و بالتّالي الحتميّة ، و لكن من حيث لا تدري :-
1- تفسير كوبنهاكن يعتبر الرصد هو سبب وقوع أحد الاحتمالات .. و بالتالي حتما سيقع ذلك الإحتمال إن تحقّق ذلك الرصد !
2- تفسير آيشتاين يعتبر القانون هو سبب وقوع أحد الاحتمالات .. و بالتالي حتما سيقع ذلك الاحتمال إن تحقّق ذلك القانون !
3- تفسير بوم يعتبر المتغيّر الخفيّ هو سبب وقوع أحد الاحتمالات .. و بالتالي حتما سيقع ذلك الاحتمال إن تحقّق ذلك المتغيّر الخفيّ !
4- تفسير ايفريت يعتبر تقلّب الأكوان هو سبب وقوع أحد الاحتمالات ... و بالتالي حتما سيقع ذلك الاحتمال إن تقلّب الكون بذلك التقلّب !

و عليه ، فجميع التفسيرات تدور حول فكرة أنّه حتما سيقع " ب " إذا تحقّق قبله " أ " ...
فلا زالت هناك فكرة السابق و اللاحق ... و هي الفكرة الأساسيّة للسببيّة ، و هي وجود سابق و لاحق أو وجود متزامنين ، بحيث يكون الثّاني نتيجة لوجود الأوّل ....

محمد موافى
12-21-2015, 07:42 PM
تركيزنا سيكون على 1 و 3 لأنهما هما الأشهر والأكثر قبولا وتأثيرا في الأوساط العلمية ... بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر د / مصطفى نصر على طرح الموضوع ولى مدخلة عسى أن تكون صوابا
فى مقال للدكتور الطيب بو عزة بعنوان فى نقد التوظيف الالحادى لمعطيات العلم
لكن هل ثمة حقا إمكانية علمية للجزم بهذا التصور؟

هل يملك الفيزيائي المشتغل في حقل الذرة أدوات منهجية تسمح له بالقطع اليقيني الجازم في شأن هذا المجال الوجودي الدقيق الذي يشتغل فيه؟

أميل إلى الاعتقاد بأن هذا التصور الذي يرجع الصدفة إلى الوجود يفتقر إلى الاستدلال الجازم، فهو مجرد افتراض. وهنا أستحضر جاك هارتونك أحد كبار المتخصصين في حساب الاحتمال، حيث يميز بين ما يسميه بالصدفة الموضوعية الهشة، والصدفة الموضوعية الصلبة ؛ فالأولى تتحصل بسبب ضعف أدوات المعرفة، أما الثانية فهي صدفة أنطلوجية حاصلة بسبب طبيعة الوجود ذاته الذي تنتفي منه السببية. وفي سياق بحثه في هذين النوعين من المداخل المنهجية الدارسة لإشكالية الصدفة في الوجود الطبيعي، ينتهي إلى أن الأمر غير قابل قطعا للبت والتوكيد. فلا يستطيع العلم أن يجزم بأن الصدفة ما هي إلا نتاج ضعف أدوات المعرفة، كما لا يستطيع الجزم بأنها راجعة إلى طبيعة الوجود ذاته ؛ بل كل ما هو ممكن هو اعتبار أحد الفرضين كمُسَلَّمة عقلية غير قابلة للبرهنة.
فبهذا نفهم ان العلم لم يثبت ولم ينفى النظرية وانه ماذال محل أجتهاد وعلى هذا لى رأى اجتهادى فى نقد التفسير رقم 1 و 3 لنظرية الكم
فى نقد التفسير رقم و1 أن أدوات القياس لها تأثير أن ثبات تأثير عوامل القياس من شأنه ثبات النتيجة مع تكرارها فى زات التجربة وهذا ما لايحدث و بالمثال يتضح المقال
- لو أن رجل أطلق عدد من الاسهم نحو هدف و هذا الهدف مكون من نقطة مركز و مجموعة دوائر محيطة بالمركز و يوجد رياح تؤثر على أتجاه السهم لو أفتراضنا أن هذه الرياح هى تأثير القياس على التجربة فعند أطلاق الرجل السهم نحو المركز وبتأثير الرياح (القياس) يسقط السهم فى الدائرة رقم 4 فبستمرار تأثير الرياح ( القياس ) وثباته فاذا أطلق الرجل سهم اخر نحو المركز و بتطبيق قانون الجاذبية فمن المتوقع أنه سيقع في الدائرة رقم 4 مثل السهم الأول فهم مشتركون فى التجربة و تأثير القياس وهذا ما لا يحدث ففى كل مرة لا يعلمون السبب الذى أدى الى تلك النتيجة .
نقد تفسير رقم 3 و هو القول بالمتغيرات الخفية 1- من الذى يغير المتغيرات الخفية السؤال بشكل اخر هل يوجد متغيرات للمتغيرات الخفية الى مالا نهاية
2- التغير يعنى الأحتمالية ولا يعنى الحتمية فهذا يعنى قبل الحدوث أحتمالى و بعد الحدوث حتمى
3- عند نقد العلماء لهذا التفسير قالوا أن العلم لا يعترف بالغيب
وأشكر الدكتور مصطفى على هذه المداخلة فهو متخصص فى الفزياء و ممكن أن يفدنا أكثر فى هذا الموضوع
فما كان من خطاء فمنى و من الشيطان و ما كان من صواب فمن الله وجميعنا نحن المؤمنون نعتقد أن الله خالق الكون و منظمه و بالعناية الألهية سواء أثبت ذلك العلم أو لا .

mostafa nasr
02-18-2016, 12:36 AM
بارك الله فيكم اخي، لكني لم أفهم سؤالك بخصوص القسم الذي تندرج تحته النظرية .

mostafa nasr
02-18-2016, 12:38 AM
لو تمعنّا في التفسيرات الأربعة سنجد أنّها جميعا تقرّ بمبدأ السببيّة و بالتّالي الحتميّة ، و لكن من حيث لا تدري :-
1- تفسير كوبنهاكن يعتبر الرصد هو سبب وقوع أحد الاحتمالات .. و بالتالي حتما سيقع ذلك الإحتمال إن تحقّق ذلك الرصد !
2- تفسير آيشتاين يعتبر القانون هو سبب وقوع أحد الاحتمالات .. و بالتالي حتما سيقع ذلك الاحتمال إن تحقّق ذلك القانون !
3- تفسير بوم يعتبر المتغيّر الخفيّ هو سبب وقوع أحد الاحتمالات .. و بالتالي حتما سيقع ذلك الاحتمال إن تحقّق ذلك المتغيّر الخفيّ !
4- تفسير ايفريت يعتبر تقلّب الأكوان هو سبب وقوع أحد الاحتمالات ... و بالتالي حتما سيقع ذلك الاحتمال إن تقلّب الكون بذلك التقلّب !

و عليه ، فجميع التفسيرات تدور حول فكرة أنّه حتما سيقع " ب " إذا تحقّق قبله " أ " ...
فلا زالت هناك فكرة السابق و اللاحق ... و هي الفكرة الأساسيّة للسببيّة ، و هي وجود سابق و لاحق أو وجود متزامنين ، بحيث يكون الثّاني نتيجة لوجود الأوّل ....

رائع أخي .

mostafa nasr
02-18-2016, 12:41 AM
بارك الله فيكم اخي على هذا الاثراء الطيب .

لكن هل ثمة حقا إمكانية علمية للجزم بهذا التصور؟
.
لا، كل هذه ما هي إلا تفسيرات، وليس هناك ما يجزم بأحد منها، حتى المجتمع العلمي نفسه منقسم بينها.

كريـم البرلسي
02-18-2016, 10:36 AM
2- أما عن قطة شرودنجر :
فلو كانت القطة التى فى التجربة الذهنية تتصرف وفقاً للنظرية الكمية فإنها يجب أن تكون فى حالات عدة فى وقت واحد (و هو ما يُعرف بحالات التراكب) : إما حية أو ميتة .... و التفسير الأشهر للفيزيائيين الذى يُفسر لماذا لا نرى مثل هذا التراكب (أى أننا نرى حالة واحدة فقط للقطة و ليست حالات متراكبة) هو التفاعل مع البيئة المحيطة للنظام الكمى .. فبمجرد تفاعل النظام الكمى مع جسيم شارد أو مجال مجاور فإنها تنهار احدى حالات التراكب و يأخذ النظام حالة واحدة و هى التى نراها فى حياتنا اليومية .

ولكن وفقاً لدراسة حديثة من باحثين فى جامعة فيينا فإنه حتى و إن قمنا بعزل النظام الكمى عن مثل هذه التفاعلات مع البيئة المحيطة بحيث يحتفظ بحالات التراكب و يكون فى حالة تراكب كمى فإنه سوف ينهار أيضاً الى حالة واحدة على الأقل على سطح الأرض .8

يقول إيجور بيكوفيسكى (Igor Pikovski) ==> " فى مكان ما فى الفضاء بين النجوم فإن القطة يُمكنها أن تحتفظ بالترابط الكمومى (تحتفظ بحالات التراكب) و لكن على الأرض أو بجانب أى كوكب آخر فإن الأمل فى ذلك ضعيف "
فإنه وفقاً لكلام إيجور فإنه يؤكد على أن هذا الإنهيار يحدث بسبب الجاذبية .
فكرة بيكوفيسكى و زملاؤوه تم وضعها فى ورقة بحثية نُشرت فى مجلة الطبيعة (Nature) فى 15 يونيو و هذه الورقة الى الآن تُعتبر حجة رياضية . و لكن ما زال علماء الفيزياء التجريبية يأملوا على أن يختبروا اذا ما كانت الجاذبية تؤدى الى انهيار احدى حالات التراكب (ما يُسمى بالتراكب الكمى) أم لا 9.

3-يُعد روجر بنروز أحد أكبر الرافضين لمبدأ كوبنهاجن حتى أشار في أحد كتبه عن هذا المبدأ بأن ليس له معنى على الإطلاق 10(makes (absolutely no sense

4-كذلك عالم الفيزياء الهولندي جيرارت هوفت وهو حاصل على نوبل في الفيزياء نتيجة ابحاث له في ميكانيكا الكم نجده غير راضي عن مبدأ المحلية الخاص بكوبنهاجن وينتصر لمبدأ الحتمية الكوانتي 11 ، هذا بتاريخ (Submitted on 24 Aug 2009) كما موجود بالمصدر .

5-ورقة بحثية في مارس 2013 تشتمل على احصائية حول قبول تفسيرات الكوانتم
سنجد تفسير كوبنهاجن حاصل على 4 % وتفسير بوم حاصل على 17% طبعا النسبة الاكبر فضلوا عدم اختيار اي تفسير مطروح ونسبة 17% فضلوا الجانب العلمي كما هو موضح بالصورة التالية 12 :
2574
6-ورقة بحثية تشتمل على احصائية ايضا بتاريخ June 18, 2013 يعني بعد الاولى بحوالي خمس شهور
نلاقي اختيار تفسير كوبنهاجن = مبدأ الاحتمالية يصل الى 4% بينما تفسير بوم = مبدأ الحتمية يصل الى 63% وذلك كما هو موضح بالصورة التالية 13 :
2575
من السابق نجد أننا لسنا مجبرين على قبول تفسير كوبنهاجن أو قبول الاحتمالية في عالم الكوانتم ... وأن القول بسقوط السببية أو حتى الحتمية في العالم الكمومي ليس عليه دليل علمي واحد تجريبي أو رصدي يدعمه . فما هي إلا مجرد تفسيرات .. !
وأختم موضوعي بقول يستيفن واينبرج :
معظم الفيزيائيين يستخدمون ميكانيكا الكوانتم كل يوم في حياتهم العملية ، دون حاجة للقلق بشأن المشكلة الأساسية المتمثلة في تفسيرها14 ....
Most physicists use quantum mechanics every day in their working lives without needing to worry about the fundamental problem of its interpretation.
لكنك ستجد ملحد عربي ترك هؤلاء العلماء ، وأتى بتفسيرجديد لها مدعيا هدمها السببية والحتمية.. ! ، مع أنه لا يملك دليل علمي واحد فقط يدعم مقولته هذه .
.....
هذا والله اعلم .


راااااااااااااااائع

ففي المثل المعروف باسم "قطة شرودينغـر" الفوتون الواحد حسب الترابط الكمومى (ينطلق ولا ينطلق) في نفس الوقت.. و (يمر ولا يمر) من نفس المسار.. فـــ(يتسبب ولا يستتب) في تشغيل جهاز يكسر القارورة السم.. فــ(يموت القط ولا يموت)! فلماذا إذاً لا نرى نسختين للقط الميت والحي في نفس الوقت؟ لحل هذه المفارقة اقترح البعض أن "اللا تعيين الكوانتي" على مستوى الفوتون يمكنه أن ينسخ الكون بأكمله.. فيموت القط في كوننا ويحيا في آخر أو العكس.
ولن تجد أفضل من هذه النظرية للسخرية من العقل ومن قانون حفظ الطاقة. فالمنطق الذي ينفي استحالة الجمع بين المتناقضات لا يتغير بتغير الحجم! ومن يقبل فكرة (جمع الجزيء بين احتمالين متناقضين في كوننا).. عليه أن يقبل (الجمع بين النتائج المتناقضة في كوننا أيضاً) لا في أكوان موازية. وهذا ما قاله الرياضي والفزيائي roger penrose الذي تساءل لماذا لا نرى "اللا تعيين" على مستوى النتيجة أيضا؟ المفترض أن يبحث الشخص عن الخلل في تفسيره للظاهرة الكوانتية، لا أن يقدس تفسيره الذي يضطره الى تبني نظرية تقول بنسخ الجزيء الواحد للكون بأسره.. وكل هذا الهراء رفضه روجر بينروز الذي أكد بالنص أن "فيزياء الكم ليست علما صحيحا على كــل المستويات".

mostafa nasr
04-07-2016, 02:39 AM
إليكم يا أحباب تأكيدا لما هو بالأعلى : أحد أهم الأوراق البحثية التي نشرت مؤخرا في فبراير 2016 ( منذ شهر ونصف تقريبا)، وتعالج أحد القضايا الهامة والمتعلقة بميكانيكا الكم وتفسيراتها وسقوط السببية فيها كما ذكرنا بالأعلى: https://www.newscientist.com/article/2078251-quantum-weirdness-may-hide-an-orderly-reality-after-all/
والتي تؤكد تفسير بوم وتتنبأ بعودته وتراجع تفسير كوبنهاجن
تفسير بوم David Bohm : و يقول بوجود متغيرات خفية تتحكم في بنية العالم ليظهر أمامنا بصفته الإحتمالية على حين أنه في حقيقته حتمي.

محمد موافى
04-08-2016, 03:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الى الأن لم يحسم العلم حسما قاطعا لأحد التفسيرات و لكن التفسير الرسمى و الى أن يثبت العكس هو تفسير كوبنهاجن و على هذا ينبغى مناقشة هل التفسير هذا أو ذك يؤيد أو يعارض الدين
أولا أنا أستدل بنظرية الكم كأستدلال عملى لأدلة فلسفية بقيومية الله لنقد آلية الكون العلية http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?33439-%E1%E1%DA%E1%E3%C7%C1-%DD%DE%D8-%E5%E1-%E5%D0%E5-%C7%E1%C7%DD%DF%C7%D1-%CA%DA%CF-%E4%D9%D1%ED%C9-%E1%E4%DE%CF-%C7%E1%C7%E1%CD%C7%CF&highlight=%E4%D9%D1%ED%C9+%C7%E1%DF%E3
ثانيا هل نظرية الكم تثبت العشوائية وبالتالى الصدفة و تنكر الخلق ؟
يجيب على هذا السؤال الدكتور / محمد باسل الطائي ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ﻋﺮﺍﻗﻲ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻜﻤﻲ ﻭﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ . ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻤﻞ ﺣﺎﻟﻴًﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫًﺍ ﻟﻠﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺑـﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻴﺮﻣﻮﻙ ﺑﺎﻷﺭﺩﻥ
ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ﺍﻟﻜﻤﻮﻡ ﺗﻘﺮﻳﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺟﻮﺍﺯﻱ ﺇﺣﺘﻤﺎﻟﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺣﺘﻤﻲ . ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻳﻘﻴﻨﻴﺎً ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺼﻮﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﺎ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﺪﺭ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﻳﻘﻴﻦ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﺮﻳﻬﺎ . ﻭﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﻢ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻼﻳﻘﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﺭﻱ ، ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﻭﺍﻟﺠﺴﻴﻢ ، ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺎﺕ ﺗﺘﺼﺮﻑ ﻛﺄﻣﻮﺍﺝ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺗﺘﺼﺮﻑ ﻛﺠﺴﻴﻤﺎﺕ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ﺯﻟﺰﻝ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺤﺘﻤﻲ ﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ . ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺒﺮﺯ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺇﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺎً ﻭ ﻟﻴﺲ ﺣﺘﻤﻴﺎً ﻓﻤﻦ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﺇﺫﻥ ﺑﺎﻹﺣﺘﻤﺎﻝ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻓﻌﻞ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻨﻴﺔ ﺗﺮﻛﻴﺒﻴﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺎً ﻫﻤﺠﻴﺎً؟ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﺇﻫﺘﺰﺕ ﻟﻬﺎ ﻋﺮﻭﺵ ﻋﻘﻮﻝ ﻛﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻋﻘﻞ ﺃﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻧﻔﺴﻪ .. ﻣﻨﻘﻮﻝ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﻋﻦ ﺩ . ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﻭﺳﺌﻠﺖ ﺩ / ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﺳﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ عبر الماسنجر ﻫﻞ ﻣﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﻢ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻓﺔ ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﺰﺀً ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﻢ . ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻲ . ﻭﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ . ﻭﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﻨﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﺎﺻﻞ ﻟﺠﻬﻠﻨﺎ ﺑﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭ . ﻣﺜﻼ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻼﺧﻄﻲ ﻟﻠﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﻳﺼﻨﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﺼﺮﻑ ﻋﺸﻮﺍﺋﻲ .. ﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺣﺠﺔ ﻟﻠﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ﻓﻬﺬﺍ ﻭﺍﺭﺩ ﻷﻥ ﻛﻮﻧﺎً ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻣﺪﺑﺮ ﻫﻮ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺧﺎﻟﻖ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻤﺪﺑﺮ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ . ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ؟ ﺍﻛﺮﺭ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺑﻘﺪﺭ ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻤﺪﺑﺮ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ ... ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻋﻠﻢ و هذا فيديو له
https://www.youtube.com/watch?feature=youtu.be&v=Z-bcGftX5Ww&app=desktop
ثالثا نفى تفسير كوبنهاجن لفرضية الأكوان المتعددة
ﺍﻥ ﺍﻟﺒﺪﺍﻫﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺒﺄ ﺑﻬﺎ ﻓﻴﺰﻳﺎﺀ ﺍﻟﻜﻢ ﻫﻲ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﻣﺘﺄﺗﻴﺔ ﻋﻦ ﺟﻬﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﻟﻠﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺠﺴﻴﻢ ، ﺣﻴﺚ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻻ ﻧﻬﻤﻞ ﺍﻳﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻧﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺮﺻﺪ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺠﺴﻴﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﺃﻭ ﺑﻤﻼﺣﻈﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ ، ﻓﺎﻥ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ، ﻭﺍﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻼ ﺗﺄﻛﺪ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﺖ ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻗﺎﺋﻤﺔ ، ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺠﺴﻴﻢ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﺃﻥ ﺗﻨﻬﺎﺭ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺻﻔﺮﺍ ، ﺇﻥ ﺃﻱ ﻣﺮﺍﻗﺐ ﻟﻌﺠﻠﺔ ﺍﻟﺮﻭﻟﻴﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺩﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﺟﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺃﻳﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺮﺷﺢ ﻟﻠﺤﺪﻭﺙ ، ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻀﻊ ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮﻫﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﻮﺿﻊ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻜﺮﺓ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﻥ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﻭﺿﻊ ﻣﻌﻴﻦ ، ﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻥ ﺗﻨﻬﺎﺭ ﻛﻞ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻷﻧﻨﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ، ﻫﻞ ﻳﺠﺮﺅ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺧﻴﺎﻻ ، ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻟﺘﻌﺮﺿﺖ ﺍﻟﻜﺎﺯﻳﻨﻮﻫﺎﺕ ﻟﻺﻓﻼﺱ ، ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺮﻳﻦ ، ﻻﻥ ﻛﻞ ﻣﻘﺎﻣﺮ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺷﺤﺎ ﻟﻠﺤﺪﻭﺙ ﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ، ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻥ ﻓﺎﻳﻨﻤﺎﻥ ﻭﺍﻳﻔﺮﻳﺖ ﻗﺪ ﻓﻘﺪﺍ ﺻﻠﺘﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺿﻼ ﻭﺃﺿﻼ ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻫﻮﻛﻨﺞ ﻗﺪ ﺍﻧﺠﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﺑﻼ ﻣﺒﺮﺭﺍﺕ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﻘﻮﻝ ﻋﻦ مقال أ/ ﻣﺠﺪﻱ ﻣﻤﺪﻭﺡ يشرح فيه تفسير كوبنهاجن
رابعا نقد العلماء لفرضية الأكوان المتعددة
هذا رابط للأخ الحبيب أبو حب الله يرد فيه على فرضية الأكوان المتعددة بعنوان ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﺘﻴﻔﻦ ﻫﻮﻛﻴﻨﺞ : ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﻟﻪ http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54553-%C7%E1%D1%CF-%DA%E1%EC-%D3%CA%ED%DD%E4-%E5%E6%DF%ED%E4%CC-%C5%E4%DF%C7%D1-%E6%CC%E6%CF-%C7%E1%C5%E1%E5
وهذا فيديو للدكتور هيثم طلعت بعنوان ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﺍﻓﺔ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ - ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻭﻫﻢ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ
https://www.youtube.com/watch?v=zOCdEuXDGLc&feature=youtu.be&app=desktop
خامسا هل إذا ثبت خطأ تفسير كوبنهاجن و تم إثبات تفسير المتغيرات الخفية يعد قدحا على القيومية الأجابة لا !!!! لماذا لأن الذى يجب أن يقدح فيه هو قولى أنا ومن قال مثل قولى لأن هذا التفسير لم يكن التفسير الأوحد و لا الرسمي للأسلام لأثبات القيومية فيوجد القول بأن الله يقوم على الكون بالأسباب و يوجد قول الأشاعرة بأن الأسباب لا تؤثر بذاتها و ان الله يخلق التأثير ويوجد أدلة فلسفية وأدلة منطقية و أدلة أخرى لأثبات قيومية الله على الكون فما كان من خطأ فمنى و من الشيطان و ما كان من صواب فمن الله