المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا إله ؟ فتخيل أسوء سيناريوهات لدمار الكون و الحياة و الإنسان !



ابن سلامة القادري
02-01-2016, 01:49 AM
طالما يتشدق الملحد بإنكار وجود الله الرب المدبر المتصرف في الكون بحكمة و مشيئة لا يسبقها شيء و علم لا يغيب عنه شيء.

و يؤمن بكون لا مدبر له ، و عوالم ناشئة في غاية التعقيد و الترابط لم ينشئها أحد ، و أحياء لم يحيها أحد ، تحيى بغير شيء و لغير شيء و تموت بغير شيء و لغير شيء.

و كله ثقة في أن الكون منظم متطور ، و يكاد يعدد لك نجاحات التطور ، يعني فاهم من تلقاء نفسه ، و كل جزئية فيه فاهمة إلى أين تذهب و كيف تلتقي مع الجزئية الأخرى دون أن يقع انشطار نووي مثلا و لا انفصام ذري ، أو تصادم خلوي تنقرض معه حياة كائن من الأحياء.

كله ثقة في أن الكون معتمد على نفسه ليس بحاجة إلى من يقيم أموره و يرتبها و يحسب لكل شيء فيه حسابه.

أما عن السيناريوهات المظلمة و الكارثية فهو لذلك لا يتخيلها لأنه يعيش بأمان أحلاما وردية حباه بها تطلعه إلى تطور يسير بالكون إلى و بالكائنات و بالإنسان سيرا حثيرا إلى ذروة الكمال و الجمال حيث يعيش جنة لا نعلم هل هي أخروية أم دنيوية فيها كل متطلبات النوع الإنساني حتى دون أن يطلب أو يسعى أو يفكر .. فالكل سيحققه التطور بناء على نجاحات التطور السابقة منذ 13 مليار سنة لم لا ؟؟؟ فالمستحيل عند الملاحدة ممكن بالضرورة إلا أن يكون تصورا بوجود خالق كون يدبر شؤونه على غير ما تمليه الصدف.

و في ظل شبح التصور الحقيقي المفروض أن يتصوره الملحد حول تلك السيناريوهات المفزعة لا بد أن يفترض عدة افتراضات لدمار الكون و اختلاله على نحو كارثي مهول لا يراعي وجود الإنسان المفكر الشاعر و لا الكائنات الضعيفة من حوله و التي لا حول لها و لا قوة عنده إلا بالصدفة و التطور الأعمى.

- فهناك ثقوب سوداء عملاقة تتربص بالأرض بل يمكنها ابتلاع المجموعة الشمسية بأكملها

- و هناك نجوم عملاقة جدا كنجم الجوزاء قد تنفجر بين حين و آخر انفجارا يصل مداه إلى أطراف المجرة

- قد يحدث انقلاب لمحور الأرض و مجالها المغناطيسي أو توقف مفاجئ أو انفلات عن جاذبية الشمس إلى جاذبية نجم أعظم و أشد حرارة

- و قد يطرأ زوال للجاذبية و انقلاب في قوانين الفيزياء بحيث ينكفئ الكون على نفسه

- هناك قشرة أرضية تطفو على الجحيم الأرضي الباطني الذي قد ينفجر بسبب الضغط في أي لحظة فيدمر الصفائح التكتونية و يسبب زلازل و نشاطات بركانية هائلة تأتي على الأخضر و اليابس و على الغلاف الجوي

- و هناك نيزك ضخم بحجم مدينة نيويورك أو مجموعة نيازك قد تأتي من الفضاء الكوني الحافل ببلايين الصخور و الكويكبات و تصطدم بالأرض فلا تترك عليها أحدا

- أما البحار فهي تهديد دائم و ما تسونامي المحيط الهادي و اليابان عنا ببعيد و قد يحدث الأسوء

- و قد تنقطع الأمطار و يحدث اختلال في توزيعها فلا تصب قطرة على أكثر اليابسة و تغور المياه الباطنية أكثر مما هي غائرة اليوم و تشح الأنهار و الوديان و هنا تكون حروب المياه كافية للقضاء على الحياة و الأحياء

- هناك كائنات حية مجهرية من فيروسات قد تكون أفتك من فيروس الإيدز و الفيروسات الوبائية مائة مرة تسبب طفرات و تشوهات جينية تطورية على المدى القريب أو البعيد ، لماذا يجب أن تكون الطفرات دائما إيجابية و تسير في جهة الأكمل و الأحسن للإنسان و الكائنات الحية ؟؟

- أو هناك كائنات مرئية مفترسة ربما يسعفها التطور المزعوم فتصبح أخطر من أخطر السفاحين على وجه الأرض و أفتك من كل الأوبئة و الأمراض التي عرفتها البشرية فتقضي على الملايير بدل الآلاف.

- و هناك الغازات المحيطة بالأرض التي قد تحل في أي ثانية محل الأوكسيجين الذي نتنشقه لسبب من الأسباب غير المتوقعة .. عاصفة شمسية مثلا تأتي على الغلاف الجوي

- قد يحدث الأسوء من كل الكوارث التي نعرفها و نعرف حدود خسائرها .. قد تعصف رياح لا قِبَل لأعتى المباني بها فضلا عن الأحياء .. تقتلع كل شيء على الأرض .. أو تأتي على الغابات، و هي رئة الأرض، بحرائق لا قِبل للبشر بمقاومتها

- قد نحترق و يحترق كل شيء في أقل من جزء من الثانية بازدياد درجات قليلة في الحرارة و قد نُشوى كما يُشوى الدجاج لأن الأرض لم تعد تدور مثلاً أو نتجمد حتى الموت.

ما الذي يضمن لنا البقاء و ليست هناك ضمانات من الطبيعة الصماء العمياء التي لا إرادة لها و لا عقل .. لماذا ستلتزم الطبيعة بقوانينها .. إن كان الإنسان هو الكائن العاقل و الوحيد الذي يعرف بحقيقة هذه القوانين و ضرورتها للحياة و البقاء و الاستمرار ؟ و لا حيلة لهذا الكائن العاقل الوحيد طبعا في حفظ قوانين الطبيعة .. بل ما نراه هو إفساده لها على الأرض بجهله و ظلمه.

و حيث لا ضمانات لِم لَم يحدث شيء قط فيه هلاك البشر و الكائنات و خراب الأرض و دمار الكون كله منذ نشأة الأرض -عدا ما يفترض من هلاك الديناصورات بسبب كويكب قبل 65 مليون سنة - ؟؟
هل سألت نفسك أيها الملحد المتوكل على الصدف و المفوض أمره إلى العبث ؟؟ لم لم يحدث شيء يسبب خسارة كبرى ؟

لأن الله هو الذي يحفظ السموات و الأرض و يكلأ الأحياء على ظهرها و يرزق كل دابة عليها .. و لولا وجوده و فضله و رحمته لما كان هناك شيء أصلا فلا تقلق.

لأن الله سخر لك ملائكة يتعقبونك منذ كنت حيوانا منويا لحفظك من الآفات إلا ما شاء الله ، كمال قال تعالى : (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) (11 - سورة الرعد)

لكن ذلك ما قد يحدث بذنوبنا أيضا للتكذيب و جحود نعم الله علينا و هي لا تحصى.

بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ اللَّـهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٣٨﴾ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا ﴿٣٩﴾ قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا ﴿٤٠﴾ إِنَّ اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴿٤١﴾ وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا ﴿٤٢﴾ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَحْوِيلًا ﴿٤٣﴾

سورة فاطر

ابن سلامة القادري
03-15-2016, 09:29 PM
للرفع