المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاحالة الى الماضي والاحالة الى المستقبل تكتيك الحادي سقيم



محمد احمد السلامى
03-18-2016, 01:06 PM
من منا لم يحاور ملحد في قضية الايمان وتخلل الحوار أسأله كثير تنتهي عند الملحد بالاحالة للماضي ؟
الاحالة للماضي معناها ان يرسلك الملحد في خطوة رجعية الى التاريخ القديم ويزعم ان الاجابات وجدت هناك ولكننا بسبب الصعوبات لن نصل اليها ويظن انه اوقف نقطة البحث ههنا وكسب النقطة .
كذلك منهم من اذا تحاورت معه في قضية موجودة الان .وسألته عن سبب وجودها يحيلك للمستقبل ويقول لك ان الاجابة موجودة فى افاق المستقبل وهذا كافي ويظن ان حسم الجدل فى هذه النقطة ايضاً.
ماأريد ان أوضحه هو التالي :
لو ناقشنا نقطة مثل سبب وجود الغرائز لدى الكائنات ... كثيرا مايحيلك الملحد المناقش الى الماضي ويقول لك انه فى الماضي وبسبب ظروف معينه نشأت الغريزة وتطورت هكذا وهكذا .. وعندما تحشره فى الزاويه وتقول له اثبت ماتقول . يرد عليك بأن طلبك سخيف .. فكيف لمن يعيش فى الحاضر ان يثبت ماحدث فى الماضي ظاناً انه قد افحمك ورمى عبىء المسؤولية عن نفسه والبس الالحاد ثياب الاقناع .. الحقيقة ان الاحالة الى الماضي هي فشل فى اجابة اي سؤال فهي لا تجيب السؤال ولا تفعل شيء... وهي لاتلزم احدأ .. لانها لم تجب على شيء بالعكس فكل مافعلته هي رمت عبء الاجابة الى الماضي وكأنها هروب لا اكثر.
اذن يعترض الملحد ويقول : سؤالك عن ظواهر اليوم لايعني بالضروره ان الاجابة هي في ظروف الحاضر .. ولكن حدث فى الماضي فكيف لنا أن نأتي باجابات فى الحاضر تقنعك ؟ نرد عليه ونقول : اذا كانت الاجابات الصحيحة تعتقد انها موجودة فى الماضي .. اذن عليك الاعتراف بأن بعض القضايا بالنسبة لك ياملحد سوف تدخل في نطاق المستحيل .. أي انك لن تستطيع اثبات ماحدث فى الماضي بقطعيات وسوف تبدأ مرغمأ ام مختاراً باستخدام الفلسفة والاستنتاجات والتي تنكرها فى كثير من الاحيان على المؤمنين وهذا كافي لاستسلامك بأن تقول بكل تواضع ( انا مجرد مؤمن ولا املك علوية بحثية او معرفية او منطقية ).
الان : الاحالة الى المستقبل :
بعض الاسئلة ايضاً يجابه بالاجابة المعتاده : نحن لا نعرف ماسبب هذه الظاهره ولكن العلماء سوف يكتشفون اجابة لها فى المستقبل .. فقط يامؤمنين اريحوا انفسكم وضعوا حقيبتكم على الارض ولا تدعوا عدم وجود اجابات للاسئلة الغامضة ودعوا علماء الغرب يجيبوا عليها مستقبلاً.
مرة أخرى فشل فى اجابة السؤال ورمي عبء السؤال على مستقبل ظني لا قطعية فيه.
ماذا أضافت عبارة " سنجد الاجابة فى المستقبل " الى السؤال ؟
هل نحن نناقش المستقبل؟ أم نحن ابناء اليوم ؟ عجيب
قد يرد ملحد : ماذا عسانا أن نقول لك ؟ كثير من تلك الاسئلة طرحت فى الماضي ايضاً ووجد العلماء لها اجابات فى حاضرنا وحاضرنا هو مستقبل الاقوام السابقة ..
جميل ولكن هل بالضرورة سوف يجد علماء المستقبل اجابات لاسئلة الحاضر كما حدث قبل ذلك ؟ هل هناك قطع بذلك ؟ وما الدليل ؟
الملحد يجيب : طبعاً لا نملك دليل على التعميم هذا .. ولكن مجرد ترجيح فلسفي قائم على ربط الافكار والاستنتاجات .
ونحن نقول له : اذن وقعت فى الظن والفلسفة والايمان مثلك مثل المؤمنين ولا داعي لادعاء العلوية الفكرية او الدليلية او المنطقية مرة أخرى.