المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفة مع آية وواقع أمة '' آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً ... ''



ابن سلامة القادري
05-26-2016, 11:23 AM
من يتدبر القرآن الكريم ناظرا إلى واقع الناس و ما آلت إليه أحوال أمة محمد صلى الله عليه و سلم يجد أوجه التطابق بين ما حكاه القرآن عن بني إسرائيل و آل فرعون قديما و بين ما تعيشه الأمة الإسلامية حديثا من ضعف و هوان و تفاوت ظاهر في المكانة العالمية و التمكين من كل وجه لأعدائها.

و لم تزل نظرة الناس التي حكاها القرآن بهذا الخصوص هي هي بحسب مبلغهم من العلم و الإيمان.

بحيث لا زال هناك من يعتقد أن التمكين و التفوق ماديا و ظاهريا هو علامة نصر حقيقي أو هو عنوان الحق و أن ما عليه الغرب المتحضر و المتفوق حاليا هو الهدى و الخير و الصواب بحجة أن الله مكّن لهم و غلّبهم علينا سياسيا و اقتصاديا و عسكريا و حضاريا و أما نحن فمتشرذمون متفرقون في الدين مَهينون في الدنيا لا تقوم لنا قائمة.
و المتأمل في القرآن يجد أن هذه كانت حالت اليهود أيضا زمنا طويلا قبل عهد موسى و بعده إلى أن بعث لهم الله يوشع ملكا فسار بهم إلى بيت المقدس فاتحين محررين .. مع مطالبة النبي لهم باتخاذ السبب في النصر و التمكين و إلا ظلوا على حالهم تائهين في أرض التيه.

منبهرين بما عند أعدائهم من جمال الحياة الدنيا و مجدها الزائف مفتونين بسوء حالهم و تقهقرهم و ذلتهم و فرقتهم في الأمر لا يوحدهم هدف و لا إمام و لا نظام.

و تجد أن منا من ينطق بتمجيد الغرب و يكاد يسبح بحمده و ينادي بتقليده و مشابهته من كل وجه و لو كان على حساب مبادئه و ثوابته و يطرح العلمانية كحل للنزاعات المذهبية و الطائفية أو لفرض مذهب بعينه كالتصوف على حساب المذاهب الجهادية أو لإحلال شرعة الكفر محل شرعة الإيمان باعتبارها متجاوَزة عنده أو لأنه لا يرى بأسا في الجمع بين الشّرعتين على تناقضهما و بعد ما بينهما جهلا أو ظلما، أو لّأنه بحق يستبطن كالمنافقين العداء لله و رسوله و لدينه و للمؤمنين و المسلمين فيود لو يكفر الناس كما كفر و يرتدوا عن دينهم.

و كل هذا لاغتراره بزينة الحياة الدنيا و أموالها كما اغتر أسلافهم من بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام أو قبله أو بعده.

و لو قرأ قصة يوسف عليه السلام و قصة قارون على سبيل المثال و تدبرهما لعلم أنه لا عبرة بالماديات الزائفة و إنما بحقائق الإيمان ومقاييس الإيمان و معايير الإيمان و عاقبة الإيمان حتى و إن لم تتحقق في هذه الحياة و تأجل ذلك إلى يوم قيام الناس لرب العالمين.

و خلاصة هذا المقال في آية عظيمة استوقفتني كثيرا و هي إخبار عن دعاء لنبي الله موسى عليه السلام :

قال الله تعالى :

وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ
قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ

فالحقيقة أن الله تعالى هو الذي آتى الغرب زينته و أمواله ، هكذا ينبغي أن نرى الأمر و نقيسه فلا نغتر ..

قال سيد قطب رحمه الله في تفسير الآية :
«رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالًا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا» ..
ينشأ عنها إضلال الناس عن سبيلك، إما بالإغراء الذي يحدثه مظهر النعمة في نفوس الآخرين. وإما بالقوة التي يمنحها المال لأصحابه فيجعلهم قادرين على إذلال الآخرين أو إغوائهم. ووجود النعمة في أيدي المفسدين لا شك يزعزع كثيراً من القلوب التي لا يبلغ من يقينها بالله أن تدرك أن هذه النعمة ابتلاء واختبار، وأنها كذلك ليست شيئاً ذا قيمة إلى جانب فضل الله في الدنيا والآخرة. وموسى يتحدث هنا عن الواقع المشهود في عامة الناس. ويطلب لوقف هذا الإضلال، ولتجريد القوة الباغية المضلة من وسائل البغي والإغراء، أن يطمس الله على هذه الأموال بتدميرها والذهاب بها، بحيث لا ينتفع بها أصحابها. أما دعاؤه بأن يشد الله على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم، فهو دعاء من يئس من صلاح هذه القلوب، ومن أن يكون لها توبة أو إنابة. دعاء بأن يزيدها الله قسوة واستغلاقاً حتى يأتيهم العذاب، وعندئذ لن يقبل منهم الإيمان لأن الإيمان عند حلول العذاب لا يقبل، ولا يدل على توبة حقيقية باختيار الإنسان.اهـ

memainzin
05-26-2016, 11:37 AM
قَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ
قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ
------------------
كان هذا هو دعاء النبيين الكريمين موسى وهارون عليهما السلام
استجاب الله لهما باستقامتهما وبعدم اتباعهم سبل الذين لايعلمون
وهى رسالة من الله للمستضعفين من المسلمين اليوم وغيرهم من المسلمين المتفرجين فى زماننا هذا وفى ايامنا هذه
ان استقيموا ولاتتبعوا سبل الكافرين اليوم (( قوم عاد الجدد ))
متى استقام المسلمون كلهم واجتمعوا ان لا يتبعوا سبل
((((((((((اهل الباطل والشرك والكفر وسفاكين الدماء
والمحرشين بين ابناء البلد الواحد )))))))))
واعتصموا بحبل الله وقوته سيكون لهم الغلبه والنصر والعزة للاسلام والمسلمين
اللهم اعن وقوى ولاة امورنا على الحق وبالحق
وكن لاهل الحق ياحق يا الله
واعز اللاسلام والمسلمين