المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنت تسأل...والدكتور حسام الدين حامد يجيب



مجرّد إنسان
10-04-2017, 09:29 AM
أسئلة مبثوثة في غير هذا المنتدى...أجاب عنها الدكتور حسام الدين حامد أحد أعمدة المنتدى...وفي أجوبته الكثير من الفوائد...أحببت تقييدها هنا ليستفيد منها السائلون...وبالله التوفيق

مجرّد إنسان
10-04-2017, 09:30 AM
س:سيد حسام..بعد تجربة الدوام القصيرة في قسم ال psychiatryتبادر الى ذهني التساؤل عن حكمة الله في إذهاب عقل أحدهم وتغييبه عن الواقعة ودفعه الى فعل كل ما هو لا منطقي والكثير منهم يصل لحد الأذيّة لنفسه ولمن حوله...هل ترى تفسيراً لذلك،لطفاً!


ج:هل جربت الحكم على لوحة فنية لم تكتمل، أو جربت كتابة مراجعة لقصة دون أن تتم قراءتها؟!

هل تستطيع الحكم على إجابتي على سؤالك من هذه المقدمة؟!

الشر والفساد الذي في الأرض لا يمكن أن تفهمه إلا من خلال موضعه النسبي من الخير والصلاح في الدنيا، ثم استيعاب موضع الدنيا من الآخرة، واستحضار وظيفة الدنيا بالنسبة للثواب والعقاب في الآخرة،

عندئذٍ فقط تكتمل نظرتك للأمر.

متى يحدث الارتباك والغلط؟!

عندما ننسى الآخرة ثم نترك العصور الفائتة من عمر الدنيا ثم نغمض عن سائر الأحياء في هذا العصر ثم نختار شخصًا واحدًا فلا نكتفي حتى نغفل معظم حياة هذا الشخص ونسلط الضوء على لحظات معينة في حياته ونحن لا نعرف الكثير عن ماضيه ولا نعرف شيئًا عن مستقبله

أي اجتزاء هذا الذي من خلاله نطمع أن نعرف الغاية من الموضوع كاملًا؟!!

الشعور التلقائي بالشفقة والتعاطف شيء والحكم العقلاني بغياب الحكمة شيء آخر، والأول لا يتنافى مع الثاني، بل الأول ثمرة للثاني

لولا المرض لم تكن أنت لتختار مهنة الطب وتعمل لتخفف عن المرضى وتساعدهم ويملأ قلبك الشفقة والتعاطف تجاههم وغير ذلك مما تحياه الآن

أما الثاني -وهو الحكمة- فلن تستطيع إدراكها إلا باستحضار أن الدنيا زائلة وأنها دار ابتلاء واختبار وأن الآخرة هي دار الجزاء والخلود وأنّه لولا وجود المرض عمومًا لما كملت معرفة الصحة والشفقة والصبر والطب وغير ذلك من المعاني الكثيرة التي كانت لتغيب عنا دون وجود المرض في دنيانا!

نتفق جميعًا أنه ليس من الحكمة أن نحكم على لوحة لم تكتمل ولا قصة لم تنتهِ ولا جوابٍ لم نُتم قراءته!!

كذلك ليس من الحكمة أن ننفي الحكمة لأن الشفقة التي ملأت القلب أذهلته عن استحضار سائر اللوحة ونهاية القصة وتمام الجواب!

مجرّد إنسان
10-04-2017, 09:34 AM
س:أنا في حياتي كل ماتحصل مشكلة معايا اقول ان الجاي احلى وخير وهتتعدل وكنت بتفائل بس كل شوية بيحصل العكس لغاية مابطلت خالص ان اتفائل او اتوقع الاحسن مش متوقعة غير الاسوأ وشايفة كل اللي جاي ظلام وإن كل اللي حواليا ماشية الامور معاهم تمام إلا أنا، أنا مخنوقة بسبب كدة ومش عارفة أغير نظرتي واتوقع الافضل.


ج:"يقضي بعضهم كامل حياته في انتظار أن يبدأها"

كلمة طريفة مخيفة تلخص طريقة تعامل كثيرين مع الحياة

بعضنا ينتظر اللحظة التي تبدأ فيها حياة خالية من المشكلات والقرارات المصيرية ويبدأ فيها تحصيل الثمرة والاستمتاع

هو ينتظر اللحظة التي ينتهي فيها من الدكتوراة ويسافر ويبدأ في التمتع

وهي تنتظر اللحظة التي تتزوج فيها من فتى الأحلام الثري بعد أن أنهت كلية القمة وتبدأ في التمتع!!

الحياة لا تكون هكذا خصوصًا مع أولئك الذين يفكرون بهذه الطريقة!

تعودي أن تتعايشي مع الحياة بمشكلاتها ومتطلباتها وإخفاقاتها وطموحك فيها

تمتعي بها على علاتها واقبليها على عوجها ما لم يكن للتقويم سبيل

استمتعي بالطريق كما تستمعي بلحظة الوصول

ليست كل المشكلات قابلة للحل، وليس هناك لحظة يكون ما بعدها خاليا من المنغصات

تخلصي من الأفكار الخيالية التي تبثها في النفوس تهويلات التنمية البشرية ورسائل الأفلام والمسلسلات الخفية وقصص مواقع التواصل الاجتماعي المنتقاة بعناية!

لا تنظري إلى غيرك

اللي أموره ماشية تمام أنت لا ترين منها إلا الظاهر، لا تعرفين ما الذي يحدث معه حتى تصير الأمور تمام، ثم لا تدرين هل كل الأمور تمام أم هناك ما ينغص حياته كعلاقة أبيه بأمه مثلا أو مرض ابنه أو غير ذلك، ثم لا تدرين هل الأمور فعلا تمام أم هو الذي يتظاهر بكونها كذلك أو أنت التي يهيّأ لك أنها كذلك بسبب الضغوطات عليك!!

عيشي حياتك بعيدًا عن المفاهيم الخيالية لأنك -هكذا- تركضين بأقصى سرعة خلف سراب

وستدركين ذلك في لحظة اصطدام أشفق عليك منها!

مجرّد إنسان
10-04-2017, 09:40 AM
س:هل يجب الايمان بان كل الكوارث الطبيعية تقع عقابا لأهل مدينة ما؟ أنا أرى صراحة ان الكوارث الطبيعية نتيجة طبيعية للظروف وتاثيرات تغير المناخ التي تكون في الكرة الارضية..؟


ج:لا يجب ذلك..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم"، قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله! كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياته"

فهذا جيشٌ يغزو الكعبة نزل بهم الخسف، فكان هذا الخسف لقومٍ عقوبةً أماتتهم فيبعثون فيعذبون، وقومٍ آخرين -معهم- أماتتهم فبعثوا بنيةٍ أخرى فكان أمرهم إلى الله، هل هناك أشد من جيشٍ يغزو الكعبة وصحبته!!؟

ومع ذلك فلم تكن كارثة الخسف بهم برهانًا على عقوبة كل من خسف به!

ثم تأمل أن السيدة عائشة عليها الرضوان بادرت بالسؤال عمن ليس فيهم، رغم أن السياق في خسف بجيشٍ يغزو الكعبة

ثم تأمل كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم أجابها ولم ينهرها أنّه يحدثها في شأنٍ وهي تحدثه في شأنٍ آخر، أو يعنّفها أن العاطفة لا موضع لها هنا!

هذا ونحن نتحدث عن جيشٍ يغزو الكعبة!!

فإن رأيت مدينةً يصيبها كارثةً طبيعية، فلا عليك أن يكون في قلبك تجاهها مشاعر شتى، أسفٌ على الأطفال والصغار ومن كنت تتمنى موته بعد إسلامه، وفرحٌ بمهلك الفسدة والظالمين، وحزنٌ لموت الصالحين، واتعاظٌ بموت الفجأة والموت الجماعي، وإن غلب شيءٌ من هذا على ما سواه لطبعٍ فيك وفي شخصيتك فاحذر أن تلوم من غلب عنده شأنٌ آخر!

"الموت كاس وكل الناس شاربه" فهو في حق الصالحين نقلةٌ لدار الثواب وفي حق الطالحين نقلةٌ لدار العقاب وكل يبعث بعمله ونيته!

أما كون الكوارث الطبيعية نتيجة تأثيرات وتغيرات فهذا لا ينافي كون تلك الكوارث عقوبة أو عظة أو آية أو ما شابه، فالله تعالى إذا يقدر الأمر بأسبابه كما يشاء، ولا مانع في الطريقة العلمية التجريبية من وجود عدة مستويات لتفسير حدث معين أو عدة زوايا Explanatory Pluralism وانظر في تفصيل ذلك وأمثلته وبيان عدم وقوع التعارض بين الدين والعلم الطبيعي به كتاب الإلحاد وثوقية التوهم صفحة 188 فما بعدها

يوسف محمود
10-06-2017, 05:28 PM
فكرة ممتازة........اكمل بارك الله فيك

يوسف محمود
10-06-2017, 05:50 PM
و لو هنا فى اسئله نفس الطراز .....س و ج هنا فى التوحيد للدكتور حسام

يا ريت لو تجمعها هنا بردو

مجرّد إنسان
10-08-2017, 08:52 AM
س:لو سمحت حضرتك .. كنت عاوزه ارد ع صاحبة البوست بشكل مقنع دا البوست باختصار 👇 ع فرض شخص عاش ٢٠ سنه ف معصيه لله ثم مات .. ماذا سيكون مصيره ؟ ولو شخص تاني عاش ٢٠ سنه ف معصيه ثم تاب وعاش ٣٠ سنه ومات .. ماذا سيكون مصيره ؟ أين العداله ؟ أليس من المفترض أن يكون زمن الاختبار واحد للجميع ؟!

ج:لا أعرف ما سيكون مصير هذا ولا ذاك!!

الذي أعرفه أن الله حكيم عليم قدير سميع بصير قريب، لا يظلم الناس شيئًا، ولا يعزب عنه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، وسيحاسب هذا وذاك ويقضي فيهم بقضائه العادل ويغفر لمن يشاء ويعفو، حتى ينصرف أحدهم إلى الجنة يغمره الفضل أو إلى النار يُلجمه العدل كما قال الحسن البصري "دخل أهل النارِ النارَ وإنّ الله عز وجل لمحمودٌ في صدورهم، ما وجدوا على الله من حجة ولا سبيل!"

ما ينبغي لابن آدم أن يشغل قلبه وفكره بأحكامٍ أخروية لا يشرك الله فيها أحد، ولو تركت لك الحكومة في رجلٍ عاش خمس دقائق عُرض عليه الإسلام فيها ثم تردد ثم همّ بالشهادة ثم مات قبل النطق لما عرفت كيف تحكم في هذه الدقائق الخمسة! فكيف بك تجرؤ أن تتحمل الحكم في سنين عددًا يتخللها آلاف الآلاف من أعمال القلوب والجوارح؟!

كثيرٌ من هؤلاء ينادون دومًا بترك الحكم على الناس في الدنيا بزعم أنّ الأمور معقدة جدّا حد أن الحكم فيها عسيرٌ بل مستحيل، رغم أنّ الحكم يكون على فعلٍ ظاهر ولا يستلزم الحكم بغيًا أو ظلمًا، فما بال هؤلاء أنفسهم يصرون على وضع هذه المعادلات ليتطوع أحدنا بالحكم الأخروي ثم يجد نفسه مطالبًا بالتسويغ وسرد المبررات!

ليس من المفترض أن يكون الزمن واحدا لتتحقق العدالة! وأنا لا أعرف مصير هذا ولا ذاك! والله الموعد!

مجرّد إنسان
10-08-2017, 09:49 AM
س: بنتي 5 سنين ، سالتنى مرة ربنا خلقنا ليه قولتلها عشان نعبده ونطيعه وندخل الجنة ، بعد كام اسبوع قالتلى وليه ربنا عاوز حد يعبده ؟ مش عاوزة ارتجل ، فى حاحة ممكن تفهمها او مصادر ادور فيها
ج:لو قلت له "يريد أن نعبده لنكون مؤدبين طيبين محبوبين كما أريد منك أن تسمع كلامي لتكون مؤدبا" سترضيه هذه الإجابة .. وعموما لا تحاولي الدخول في تفاصيل كثيرة في هذا السن، عليك فقط بالخطوط العريضة للعقيدة والاهتمام بالأخلاق الحسنة، ولا تتوقعي أن الطفل ينتظر إجابات فلسفية عميقة، كل الذي يحتاجه إجابة بسيطة واضحة يفهمها ليس أكثر.. ولا تتركيه بأسئلة معلقة دون إجابة لأن هذا مع الوقت سيترك أثرًا سيئًا في ذاكرته ونفسه وفكره!

مجرّد إنسان
10-08-2017, 11:30 AM
س: عايز اعرف الكتب المهمة في الرد على الشبهات المثارة حول الدين اي شبهة خاصة بالدين يطرحها العلمانيون اوالملاحدة او غيرهم انا لا اتحدث عن كتاب او كتابين ارجوك عايز اعرف كل الكتب الممكنة والحلقات في هذا المجال وهل ان كان هناك قسم معين للدراسة في اي كلية او موقع يؤهل لذلك

ج:

ما تطلبه في الحقيقة -مع أسفي- ليس إلا سراب، الشبهات ليست علمًا مستقلا يحاط به وتستطيع استيعاب مصادره، وليس في وسعك -ولا وسعي- أن تحيط علمًا بكافة الشبهات والجواب عليها، وهذا الذي تسعى إليه قد سبقك إليه كثيرون -ممن لم يتدرج في بناء نفسه علميا بطريقة منهجية- في بداية اصطدامهم بالشبهات، فإن كانت الشبهات هي نتاج اشتباه الحق بالباطل في بعض النقاط، فكيف يميّزها من لا يدري الحق الخالص ولا الباطل المحض في سائر النقاط؟!

وفّر جهدك إلى تحصيل المعارف بطريقة منهجية، وخلّص نفسك من الانقياد للهوى في حكمك على الأشياء، واعمل على تزكية نفسك بالطاعات والقربات، ولا تكن بطّالًا فارغًا من عملٍ ينفعك وينفع الناس... عندئذٍ ستجد نفسك -من قلة الفراغ- لا تستوقفك إلى أقل الشبهات على النقيض من حالك أوان الفراغ فقد كنت تستعظم كل شبهة، ثم ستجد يسرًا في البحث والحكم من واقع المعرفة المنهجية وطرد الأهواء، ثم ستجد ثباتًا يؤهلك لتأجيل مسألة أو اثنتين لا تجد لهما جوابًا حتى تستكمل آلة الجواب بمعونة التزكية بالطاعات.

قلتُ قبل ذلك مما يناسب استدعاؤه هنا: من المواقف الحرجة الثقيلة على نفس الجرّاح لحظات حدوث نزف أثناء الجراحة، كلٌّ بحسب تخصصه معرّض لحدوث هذا النزف أثناء عمله، ويحتاج التعامل مع الموقف عدة أمور من أهمها بالنسبة للجراح رباطة جأشه وألا يفقد أعصابه (وهو أمرٌ خارج عن مجرد العلم، كالحاجة للجدل والذكاء والثبات في رد الشبهات).. ومن الجمل المتداولة في وصف هذا الموقف -موقف النزف- أنّ النزف لو حدث والجراح وحده هو الذي يعرف اسم الوعاء الدموي النازف فالأمر عادي، أما لو كان اسم الوعاء النازف يعرفه الجرّاح وطبيب التخدير فالأمر جد، أما لو كان اسم الوعاء النازف يعرفه الجرّاح وطبيب التخدير والتمريض فالأمر خطير، أما لو كان التمريض يعرف اسم الوعاء الدموي النازف والجرّاح لا يعرفه فهذا معناه أنّ المريض قد مات! (الجهل بالأساسيات يعني عدم أهلية الطبيب، وكذلك بعض الردود على الشبهات تستشف منها عدم أهلية من يرد)!

بسّ! لكن مفيش حاجة في الجراحة اسمها جرّاح تخصصه نزف، الجرّاح يكون له تخصصه التام الذي يتقنه ويدرسه بعد إلمامه بأساسيات الطب عموما، كجراح القلب والصدر أو الأورام أو ما شابه، ثمّ يكون النزف أمرًا طارئًا يضطر للتعامل معه، ولو تعرض لموقفٍ لا يستطيع فيه التعامل مع النزف يمكنه استدعاء جرّاح أمهر منه يتعامل مع الموقف! (النزيف أمرٌ عارض وليس هو الأصل ولا يصح أن يكون تخصصًا في الواقع، وكذلك الشبهات)!

مجرّد إنسان
10-09-2017, 09:47 AM
س:ماذا لم تكن حياتنا اخيار لنا من البداية، انا مثلا إنسان ضعيف و خطاء، اقع كثيرا في الذنوب، مهما تبت رجعت للذنوب حتى كرهت حياتي كلها، و دائما أقول يا ربي فرضت علي حياة لم اردها، فلو خيرت من البداية لما اخترت الحياة، لأنها صعبة و انا لا اقدر على حمل الأمانة،هل في هذا كفر و الحاد؟

ج:صدقني يا أخي لو كان عرض عليك الاختيار كنت ستختار الحياة، تصور أنّه قيل لك أمامك فرصة أن تعيش وتمكث في الدنيا تسعى وتجرّب وتنجح وتفشل وتتزوج وتنجب وتنتج ويصير لك أقارب ومعارف وأصدقاء وستتعرض لبعض الابتلاءات والاختبارات في أثناء ذلك أو تكون عدمًا لا ولم ولن تكون شيئًا مذكورا، هل تتوقع أن الإنسان الضعيف الخطّاء كان سيختار العدم؟!! بالطبع لا!

ثم إنّه قد ورد عن الكثير من السابقين الأولين أقوال من مثل "ليت أمي لم تلدني" "ليتني كنت خضرة أكلتها البهائم" "ليتني كنت شعرةً في صدر امرئٍ مؤمن"، وورد عن سحرة فرعون قولهم لما أسلموا وخافوا الفتنة "ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين"، ومريم عليها السلام لما خشيت من فتنتها في نفسها وفتنة قومها في حملها من غير زوج قالت "يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيا"، ويوسف عليه السلام دعا ربه "توفني مسلما وألحقني بالصالحين"، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لابد متمنيًا فليقل اللهم أحيني ما دامت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي" أو كما قال.

ما أقصده أن رغبتك في الاختيار من البداية ليست هي الحل، لأنك كإنسان كنت ستختار الحياة، ألا ترى أحدنا لا يمتنع من الفعل إلا إذا جربه بنفسه وإن حذره الناس ونصحوه؟! فهل تتوقع أنه كان ليمتنع من الحياة وهو لم يجربها؟! وكذلك فالرغبة التي تغزوك في عدم الحياة لخوفك من الفتنة في دينك هي أمر عاديّ سبقك إليه من هم أفضل منك وليست من الكفر والإلحاد!

ولكن ما الفرق بينك وبين أولئك السابقين أخي الفاضل؟!
الفرق أنك تعلّق نفسك بضعفك فتقنط وتنسى رحمة الله وسعة فضله وعظيم وده، بينا هم كانوا يدركون ضعف أنفسهم مع ارتكانهم إلى فضل الله ورحمته ووده ولذلك كانوا يدعونه ويتعلقون ببابه، وهذا الفرق بين خوف العابد وخوف القانط..

"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"

وقال رجلٌ "يا رسول الله أحدنا يذنب الذنب"، قال "يكتب عليه"، قال الرجل "ثم يستغفر ويتوب"، قال الرسول "يُغفر له ويُتاب عليه"، قال الرجل "ثم يعود فيذنب"، قال "يكتب عليه"، قال "ثم يستغفر ويتوب"، قال النبي صلى الله عليه وسلم "يغفر له ويتاب عليه ولا يمل الله حتى تملوا"!

مجرّد إنسان
10-09-2017, 10:21 AM
س:كيف نستدل بعدم امكانية تعلم النبي صلى الله عليه و سلم القرآن من غيره لاستحالة اللقاء مع من يعلمه دون علم احد لكن معلوم كون النبي و الصحابة كانوا يجتمعون سرا لسنوات في دار الارقم و لم يعرف احد ؟

ج:القضية ليست في سرية الاجتماع من عدمه، القضية أنك تتكلم عن أرض العرب التي لم يظهر فيها نجمٌ يُعرف قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تتكلم عن رجلٍ أتى بما لم يأتِ به واحدٌ من العالمين جمعًا بين الأثر الديني والدنيوي، لتقول إن هذا المنتج الذي لم يُسبق مثله أتى من أرضٍ لم يسبق لها أن أنتجت شيئًا ذا بال بالتعليم السري، هذا خيال، هذا مثل أن ترى رجلًا برع في الفلك وقد نشأ في جماعةٍ من العميان فتقول إنّه تعلم منهم.. "وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ" .. ما ينبغي لهم، وما يستطيعون.. كذلك من يُقال فيه إنه علّم الرسول صلى الله عليه وسلم ..ما ينبغي له، وما يستطيع!

مجرّد إنسان
10-09-2017, 11:08 AM
انا محتاج حد يرد عليا انا مش حاسس بربنا مقتنع او مش مقتنع بوجوده انا مش قادر احبه انا شايف نفسي غبي و ما بعرفش افكر مجرد بردد كلام و ما بعرفش افرق بين الصح و الغلط لو بقرا لملحدين او متدينين ما بعرفش افرق بين ردودهم ممكن كل واحد شايف الموضوع من زاوية انا مش عارف احكم انا فاشل في حياتي كمان اعمل ايه؟

شوف يا حبيبي.. أهم حاجة توقف عن الانبهار!

مش مطلوب منك إنك تكون عارف فيزياء الكم ولا نظرية التطور ولا قوانين الثيرموديناميكا ولا فقه الأولويات ولا تاريخ الأديان ولا الأنثروبولوجي ولا فقه اللغة واللسانيات، مش معنى إن واحد حط كلمة أو كلمتين من دول في كلامه إنه صح أو إنك المفروض تجري وتدوّر وتحكم، مفيش حد في الدنيا بيعمل كده، وكثير كثير ممن يتكلم بهذه الكلمات لا يدري أكثر منها وغالبا هو ينقل عن غيره مع تعديلات يسيرة بحسب فهمه ..

س:أنت في مرحلة البناء، يعني المفروض إنك تكون بتبني معارفك بهدوء وبتدرج في الوقت الحالي، حافظ على إيمانك وصلاتك وسكينة نفسك، ولا تستعجل، اهتم بالأساسيات ومع الوقت ستكون لديك القدرة على الحكم، ولو أشكل عليك شيء ستكون عندك القدرة على البحث، ولو لم تصل لجواب بالبحث سيكون عندك رباطة جأش وقوة نفس تستطيع بها أن تحافظ على عقيدتك حتى تجد الجواب، كلنا عنده أمور مازال يبحث عن جوابها، وممكن يكون عندك مسائل مُشكلة عليك وتقرأ الإجابات عليها ولا تقتنع بها ثم تجد جوابها بعد عشر سنوات أو أكثر..

ج:حالك في المعرفة كحال طفل يحبو، ويرى اثنين في سباق للجري وينبهر بهما جدا، فيرى أنه عاجز فاشل، رغم أنه مش فاشل ولا حاجه ولكن دا عمره، مش بس كده، دا بيحاول إنه يعرف بنفسه مين في الاثنين دول سريع فعلا ومين بياخد منشطات .. الخلاصة لا تستعجل، حافظ على إيمانك وصلاتك، وركز على بناء نفسك معرفيا بعيدًا عن الشبهات والملحدين والردود عليهم .. ومع الوقت ستجد فرقًا يرضيك إن شاء الله!

مجرّد إنسان
10-09-2017, 11:37 AM
س:المرأة مخلوق جميل، وهي تحب أن تبدو جميلة. فلماذا إذن واجب عليها أن تخفي جمالها؟ إن كان الله لا يريد لهذا الجمال أن يظهر فلماذا خلقها هكذا؟ وإذا كان رأي الإسلام أن جمال المرأة يجب إخفاؤه، فهل من حق المسلمين تخطئة الفسلفات الأخرى التي ترى بأن جمال المرأة يجب إظهاره لإضفاء الجمال على الكون؟!

ج:الإشكال في النظر للمرأة على أنها مخلوق جميل فحسب، ثم على أنها لبنة لإضفاء الجمال على الكون ليس إلا، فكيف إن كانت غير جميلة؟! وكيف إن كانت مسنة أو ذهب جمالها بسببٍ من صروف المعاش؟! وكيف إن كانت فقيرة لا تستطيع أن تتزين لضيق اليد والوقت؟! وكيف إن كانت المرأة تريد أن تكون هي هي لا أن تكون شيئًا يضفي الجمال على الكون؟! هل تتحجب المرأة القبيحة وتخفي وجهها لتضفي الجمال على الكون؟! وأين موضع الحياء في المعادلة؟! وإن كان الجمهور من الفقهاء على جواز كشف المرأة لوجهها وكفيها فما هو الجمال الذي تقول إنه يجب عليها إخفاؤه؟!

وأصدقك أني لا أبالي بتلك الفلسفات الأخرى لأنها لن تعدم لسانًا ذليقًا يغري ويزيّن، بل ربما تكون امرأةٌ هي التي تنظّر لتلك الفلسفات، لا أبالي إلا بتجارب الناس والمجتمعات وهي كفيلة بإيقاظ الوسنان، أنا أرى وأدرك كل يومٍ أن هذا الدين هو الأمثل والأعلى، وسيظل عسيرًا أن يدرك ذلك من لا يخالط الناس وهمومهم ويكتفي بصورة المرأة في الرسم والإعلانات والروايات لا يرى فيها إلا "أيقونة" تروِّج وتحسِّن وتلعب في الحياة دور المقبّلات!

مجرّد إنسان
10-09-2017, 11:41 AM
س:واحد دكتور اجنبي بيكشف علي اهل بلدته كلها ببلاش ومجانا ومتبرع بالطب بتاعه كله ليهم.وواحد مسلم بيعمل عمليات لناس عارف انها هتموت علشان ياخد منهم فلوس ازاي الاجنبي الكافر يدخل النار والمسلم يدخل الجنة ف الاخر؟ هل ده عدل "وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا"

ج:سؤال عجيب حقيقة ..

فمن المفترض في رأيك أن يشكر من؟

هل الطبيب الأجنبي الذي هو في نعمة العقل والتصدر وعدم الحاجة هو المطالب أن يشكر الإله على نعمته عليه؟ هل المريض الذي يحسن إليه الطبيب الأجنبي هو المطالب أن يشكر نعمة الطبيب عليه؟ أم أنك ترى أن الله هو الذي ينبغي أن يشكر للطبيب حسن استعماله لفضله عليه؟

المتبادر إلى الذهن أنك حين ترى مشهد الطبيب الأجنبي الكافر بالله ترى أنّه في نعمة من الله وإمهال، وأنه هو الذي يجب عليه أن يشكر الله، وأن المرضى الذين يعالجهم يقومون بشكره، فيكون الإشكال عندك في موقف الطبيب الأجنبي لا في حكم الله فيه..

يا أخي الفاضل إن كنت أنتَ وأنت مسلم لا ترى في صلاتك وزكاتك وحجك وبرك للناس إلا أنها أداء للواجب عليك تجاه ربك، وأن دخولك الجنة ليس إلا فضلًا من الله تعالى، هذا قاله رسولنا صلى الله عليه وسلم نفسه في الحديث المشهور، فكيف ترى أن أعمال غير المسلم يستحق عليها الثواب عند الله؟! ثمّ إن كان الكافر نفسه لا ينتظر هذا الثواب فلماذا تكون ملكيا أكثر من الملك؟!

ثمّ لماذا اختزال المشهد في أفضل ما في الأجنبي الكافر وأسوإ ما في المسلم؟ هل يمكننا أن نسأل مثلًا لماذا هو كافر؟! هل وصلته الحجة فردها وتكبر؟ هل يمكن أن نعكّر على نقاوة مشهد الكافر بشيءٍ من أسباب رفضه للإيمان كأن يكون معاندًا غير مكترثٍ برضا الإله مغرورًا لا يرى إلا نفسه ومجده الشخصي ويحسب أن هذا هو الصنيع الحسن؟! ثم يأتي مسلمٌ من دولة أخرى يريد من الإله أن يكافئ هذا الكافر به؟!

دعك من هذه الاختزالات أخي الفاضل.. وإن شئت شيئًا تختزل فيه عقيدتك في هذه الأمور فاعلم أن الله عدل حكيم وأن أفعال الناس القلبية والبدنية أكبر من أن يحيط بها عقلك وهي ليست شيئًا قابلا للاختزال في كلمات ولا صفحات، فإن علمت ذلك فالله أعلم بحال هذا الكافر وهل بلغته الحجة أم لا، وأعلم بسبب رده لها، وأعلم بنيته من فعله الخيرات، وعدل في جزائه في الدنيا والآخرة، واعلم -يسر الله لك- أنه لن يدخل أحد الجنة بعمله ولكن بفضل من الله ورحمة، وما العمل إلا سبب عسى أن يرضى به ربنا، واعلم أن الله لن يترك أهل الكبائر وآكلي حقوق العباد، والقصاص يومئذ شديد، وغمسة واحدة في النار يزول معها نعيم أهل الدنيا كله فلا تستهن بعذاب الله ولو كان مؤقتا ..

أي أنك في حاجة إلى أن تزيد من ثقتك في علم الله وعدله ورحمته، وتقلل من استهانتك بعذاب الله المؤقت، وتقلل من اختزالك لأعمال الكافر في الخير، وتزيد من قيمة الإيمان بالله في ميزان تقويمك للمسلم والكافر..

وفقك الله..

مجرّد إنسان
10-10-2017, 08:55 AM
مسألة مهمة:

طرح الصدفة كخيار لتكون الخلية الأولى مثلًا قد يكون احتمالا مهملا في غاية الضعف، فهنا سيقول لك ولكنه يبقى احتمالا موجودا مهما كان ضعيفا ومع وجود الزمن يمكن أن يزيد الاحتمال، فسيكون غاية الحوار أن يكون كلامه محتملا احتمالا ضعيفا واهيا.. مع أن الحقيقة أن كلامه ليس محتملا احتمالا ضعيفًا ولا واهيا وهو غير ممكن أصلًا .. لأن الصدفة ليست فاعلًا ولا محدِثًا حتى ينسب إليها الفعل، فسواء أكان وجود الخلية الأولى صدفويا أو لا فلابد من مرجح لحدوث هذا، ولابد من موجد لمكونات الخلية، هذه أمور قطعية لا يدخلها الاحتمال.. فترك هذه القطعيات لأجل الاحتمالات هو تطويل للحجة بل ضعف للحجة من القطع إلى مجرد الاحتمال... وأكرر أن لغة الاحتمالات هذه تنفع في مقامات معينة ولكنها لا تصلح مع كل أحد، مثلها مثل رهان باسكال والذي يمثله قول المعري:
قال المنجِّم والطبيب كلاهما ... لا تُحشَر الأجساد قلت إليكما!
إن صحَّ قولُكما فلستُ بخاسرٍ ... أو صحَّ قولي فالخسارُ عليكما!

فهذا يصلح لتحريك الرهبة في النفوس وإثارتها للنظر والبحث، ولكن لا يصلح حجة في مقام المناظرة، ولا يصلح أن يُبنى عليه الإيمان!

مجرّد إنسان
10-10-2017, 08:59 AM
س:مرحبا دكتور .انا الي دكتور في الجامعة يحدثنا بأمور غريبة عن الدين والحياة بحيث يقول إن الدين الإسلامي غير كامل ونحن الوحيدين الذين نحدد ما المناسب لنا وما الصحيح وهو يا دكتور مسلم لكنه يقرأ في المسيحية والمذهب الشيعي ويقول لنا اننا يجب أن نقرأ فيها ونأخذ الذي يناسبنا. الآن يا دكتور هل كلامه صحيح

ج:تخيل أن هناك فتاة تريد أن تأكل من مطعم معين مع صديقاتها، هذا المطعم في منطقة يكثر فيها البلطجية الذين يؤذون المارة ويتحرشون بالبنات، أمها تعرض عليها أن تأكل في البيت وأنها ستعد لها طعامًا ومكانًا جيدًا لن تجد أفضل منه .. فالخيارات المتاحة أمامنا:
- إنها تروح تاكل في المطعم بشرط إنها تاخد معها من يحميها "أخوها الكبير مثلا مع اليكتريك ظريف"
- لو مفيش حماية ممكنة معاها فتأكل في البيت الطعام الذي ستعده لها أمها في هذا المكان ..
الخيار التالت إنها تروح حتى لو مفيش معاها حماية خيار متهور خصوصًا لو في مكان مفيش فيه قانون، فهي المسؤولة عن اللي هيحصل لها في الوقت ده!

طيب ما جايز المطعم في أكل كويس ويستاهل .. يبقى قدامنا حل من الاتنين ملوش تالت:
- إما إن حد مش خايف من أذية البلطجية وقادر على حماية نفسه يروح يجيب لنا الأكل من المطعم ..
- أو إننا نروح ومعانا الحماية السابقة من رجلٍ يحمي أو الكتريك يصعق!

طيب إمتي نقرر إن إحنا منروحش المطعم أصلا حتى من غير ما نشوف خدمته أو نجرب أكله..
- لو جالنا واحد نثق في رأيه أكل في المطعم ده قبل كده وقال إن المطعم مش كويس ومفيش فيه حاجة تستاهل.. يبقى نروح ليه؟!!
- أو إننا يكون عندنا اقتناع بأكل الأم لدرجة إننا نجزم إن مفيش أحسن منه..

أظن الكلام اللي فات ده عادي ومقبول ومفيش فيه مشكلة .. طيب .. أهو حضرتك والزملاء هم الراغبون في الأكل، والإسلام هو بيتكم، والمذاهب الأخرى هي المطعم، والوساوس والضلالات والزيغ والشبهات هي البلطجية، والسلاح والحماية هي العلم والثبات النفسي ..

فنذهب للقراءة في المذاهب الأخرى بشرط أن يكون عندنا من سلاح العلم والثبات النفسي ما يحمينا مما سنقابله من الأخطاء والضلالات والشبهات، فإن لم يكن معنا هذه الحماية فمقتضى الحكمة عدم تعريض النفس للخطر.

ونحن لا ننكر أن يكون في المذاهب الأخرى فوائد أو طعاما طيبا، وإلا لم يكن له أتباع فأكيد فيه خيرٌ ما، فإن أردنا الحصول على هذا الخير فيمكن عن طريق نقل أحد المتسلحين بالعلم هذه الفوائد فحسب، أو عن طريق الصبر حتى نتسلح نحن بالعلم ثم نذهب للاطلاع على هذه المذاهب..

وقد نصل لمرحلة من الاستغناء عن التطلع للمذاهب والملل الأخرى حتى ولو لم نكن قد اطلعنا عليها في حالين: أن ينقل لنا من نثق فيه من المتسلحين بالعلم أنها لا خير فيها يستحق النظر فيها، أو أن نصل لدرجة من اليقين التام بالإسلام بحيث نعرف أن كل خيرٍ ففي الإسلام أصله.. وليست صحة الأبدان بأولى بالحفظ من صحة الأديان..

مجرّد إنسان
10-10-2017, 09:18 AM
س:شيخ كيف أرد على من ينكر معجزات النبي محمد عليه الصلاة والسلام بسبب مبدأ السببية والعلة ويقول ان للكون قوانين وضعها الله ولا يمكن ان تخترق وقرأت مثل هذا الكلام لابن رشد

ج:ليس هناك تضاد بين المعجزات ومبدأ السببية، المعجزات فكرتها أصلًا أن الحادث له مُحدِث خارج عن إطار ما نعتاده في الطبيعة سواءً أكان ذلك الحدوث بفعل الإله أو بأن يجريه الرب على يد نبيه -وهذه مسألة فيها جدل شهير، يعني المعجزات فكرتها أن الحادث المعجز له محدِث وليست تنفي السببية أصلا.

ولا يمكن أن يكون كلام ابن رشد رحمه الله كما فهمته، ابن رشد ينفي دلالة خرق العادة على تصديق الرب للنبي، ويرد على علماء الكلام في استدلالهم ويحاول نقضه مفرقا بين نوعين من الإمكان العقلي، ولهم رد على كلامه، لكن هذا لا يعني أن ابن رشد يرى تناقضا بين خرق العادة والسببية أو يرى عدم إمكان خرق العادة.

الذي يقوله المعترض -فعلا- هو أن خرق العادة يفضي إلى فتح باب الدعاوى الفاسدة وضياع العلم، وقد أحسن الرازي رحمه الله الرد على ذلك بأنه ليس هناك طائفة إلا وهي تقول بخرق العادة، حتى العلماء الطبيعيون أنفسهم لا يمكن أن يقولوا بأن القوانين الطبيعية مستمرة على وضعها هذا منذ القدم، يقول الفيزيائي النوبلي الملحد ستيفين واينبرغ "وليس من الممكن فحسب أن يكون ما نعتبره كظروفٍ بدئيةٍ اعتباطيةٍ قابلًا لأن يُستنتج في نهاية الأمر من قوانينَ عالميةِ الشمول، بل وعلى العكس من ذلك قد يتبين في النهاية أن المبادئ التي نعتبرها اليوم قوانين عالمية هي طوارئ تاريخية" فالقول بإمكان تغير العادة والقوانين لا يسلم منه أحد مهما كان..

فخرق العادة لا ينفي السببية، وهو كذلك لا يساوي المستحيل، وإنما هو في إطار الممكن العقلي.. وهذا فرق بين الإسلام وغيره، أن الإسلام قد تجد فيه محارات العقول ولكنك لا تجد فيه محالات العقول كما يقول ابن تيمية رحمه الله، فالخلود والعقل والروح هذه من محارات العقول، يحار عقلك فيها ولا يستطيع الجزم بها، ولكن القول بالتثليث مثلًا وأن الواحد والواحد والواحد هم واحد كما عند النصارى هذا من المستحيل العقلي.. فخارق العادة ليس مستحيلًا وإن حار فيه عقلك، ولا ينفي السببية بل الاستدلال به في حال المعجزة على تصديق النبوة قائم على السببية أصلًا كما سبق بيانه.

مجرّد إنسان
10-10-2017, 09:21 AM
دلني فضلا على كتب مناسبة لدعوة ملحد غربي

the only way out للشيخ عبد الله الشهري

مجرّد إنسان
10-10-2017, 09:24 AM
س:هل يصح القول بأن الأدلة على وجود الله ظنية ولكنها بمجموعها قد تفيد اليقين؟

ج:لا، والقول بهذا يأتي من سوء تصور معنى اليقين، أو من إسقاط القائل تجاربه الشخصية على الموضوع، لكنّ واحدًا من أدلة وجود الله تعالى تنعكس مقدماته في كافة الموجودات لمن وعاها لهي كافية في استشعاء يقينٍ لا يزول إلا أن يُشك في وجود الموجودات نفسها!

مجرّد إنسان
10-10-2017, 09:25 AM
السؤال* هو: أنني ناقشت ملحدا، فبينت له أن من أدلة وجود الله دليل العلة و المعلول (و تعرف تفصيل الدليل)، لكنه رد علي بقانون هايزنبرغ أ اللاحتمية و مبدأ الريبة، فما رأيك؟

السببية من البدائه والضرورات العقلية، والبديهي هو إذا تصور طرفاه جزم العقل بالنسبة بينهما، يعني تصوّرك لـ "الحادث" وتصورك "السبب" لابد أن يؤدي بك إلى أن تجزم وتذعن بأن لكل حادث سببًا، دون أن يفتقر ذلك إلى استدلال، ولا يمكن أن يتصور أن يكون هناك ما سينقض هذه البديهة، لأن البدائه لا تقوم على الاستقراء حتى يُقال إننا اكتشفنا أو سنكتشف ما ينقض هذا الاستقراء.

اجتماع النقيضين محال، تصورك لاجتماع النقيضين وتصورك للمحال يجعلك تذعن بالتصديق، هذا أمر متعلق بالوجود نفسه، فلو أخبرتك مثلا أن هيجل أو الغزالي أو غيرهما يرى أن اجتماع النقيضين ليس محالا، فلن يؤثر ذلك في تصديقك ولا في ممارساتك اليومية القائمة على استحالة اجتماع النقيضين، فالبديهة ليست مبنية على الاستقراء، وليس من شرطها ألا تعرض لها الشبهة، ولا يمكنك إقامة الدليل عليها ولا يمكنك نقضها..
هذا المقال سيفيدك أيضًا في نقاشك:
http://www.braheen.com/mag/0th/29-the-causality

طيب نأتي لمبدأ عدم اليقين، يقول هايزنبرغ "تشير قاعدة عدم اليقين إلى درجة عدم التعيين في المعرفة المتاحة حاليٍّا للقيم المتزامنة للكميات العديدة التي تعالج بها نظرية الكم"، بمعنى أنك كلما تحريت الدقة في قياس صفةٍ معينةٍ في مجال فيزياء الكم، قلَّت الدقة في وصف صفةٍ أخرى مصاحبة للصفة الأولى، فعندما تصف بدقة موضع Position جسيمٍ ما، فإنّ الظروف التي هيأتها لتحقيق هذا الوصف لا تمكنك من وصف زخم الحركة Momentum لهذا الجسيم، ويرى أن عملية الملاحظة نفسها تؤثر على النتائج فيقول "إن كل تجربة ستحطم المعلومة التي حصل عليها بالتجارب السابقة" ويرى أن الفصل بين الراصد والمرصود غير مسلّم في مجال الكم.

بما أنك تناقش ملحدً فأرجو أن يكون الكلام واضحًا لك، وأغلب ظني أن الملحد لا يعرف ما المقصود بمبدأ عدم اليقين ولو سألته لانكشف لك جهله كالعادة، المهم .. هذا الكلام مبني على تصور معين لطبيعة الضوء، وهو خلافي بين المختصين في فيزياء الكم أنفسهم وكلام هايزنبرغ أو تفسير كوبنهاجن مضاد بغيره من التفسيرات والتنظيرات واقرأ كتاب ديفيد بوم causality and chance in modern physics خصوصًا الفصل الرابع alternative interpretations of the quantum theory

فوق ذلك فهو كما ترى ليس فيه ما يجعلنا نعممه خارج رصد العمليات الحادثة في مجال الكوانتم، كما أن فيه شقا فلسفيا متعلقا بقصور أدواتنا ولغتنا، وهذا الشق الفلسفي يمكن الرد عليه فلسفيا بسهولة، فمن قال إن السببية قابلة للنقض بمبدأ عدم اليقين أو غيره؟! هل سنجعل مبدأ هايزنبرغ "سببا" لإبطال قانون السببية، أليس هذا من أوضح التناقض؟! وهل يصمد شيء للرد على قانون السببية الذي تقوم عليها معاملاتنا وحياتنا وكل أبحاثنا العلمية بما فيها من رصد وتوقع وتحكم وغير ذلك مما هو قائم على السببية ولا معنى لافتراضه ووجوده وتحققه إلا في ظلها؟! وهل الملحد على استعداد للطعن في قانون السببية في حياته الشخصية فيفترض مثلًا أن ماله ضاع بلا سبب أو أنه أصيب بالمرض بلا مسبب، أم أن مبدأ هايزنبرغ مقتصر فقط على قضية وجود الله - وينسى أساسًا أو لا يعرف مجال تطبيقه في فيزياء الكم- وهو فيما عدا ذلك منسجم تماما مع قانون السببية في حياته ومعاملاته؟!

وقبل أن أختم فأنوه أن الطريقة الفلسفية للاستدلال بهذا القانون قديمة، تراها في المدرسة الذرية في الفلسفة اليونانية وقد رد عليها فلسفيا كثيرون .. أما ختاما فأرجو ألا تناقش أحدا من الملحدين إلا أن تكون في حاجة ملحة لذلك بحيث لا يقوم بها غيرك، وأن تكون مؤهلاً تعرف حجتك وما سيردده خصمك خصوصا إن كان مشتهرًا، وفقني الله وإياك!

مجرّد إنسان
10-10-2017, 09:31 AM
هل الإنسان يعقل بقلبه الذي هو مضخة الدم أم بدماغه أم بروحه؟

هو المشكلة في شيئين .. في افتراض أن الشرع والعلم التجريبي ينبغي أن يكون له جواب في كل سؤال..
يعني مثلا ما قول الشرع في الديناصورات وفي وصول الإنسان لسطح القمر؟! لا يوجد!
طيب ما قول العلم التجريبي في وجود الإله؟! لا يوجد هذا خارج مباحثه!

فبالنسبة لسؤال حضرتك: أنت تبحث عن جواب العلم التجريبي مثلا .. طيب ، سنقوم بعمل تصميم لدراسة هذا السؤال البحثي، نبدأ بالتعريفات، ما هو العقل وما هو القلب وما الدماغ وما الروح .. تعريف القلب والدماغ سهل، ما هو العقل؟! طيب بعض الفلاسفة قالوا إنه لا يعرف، هم قلة نعم ولكن كيف سنرد عليهم، ثم لو اخترنا أنه يعرف لمناسبة العمل البحثي فكيف سنعرفه؟! سنقول مثلا "القدر على تمييز الحق من الباطل والانسياق للحق" .. كفر الجحود مثلا يعني أن الكافر يعرف الحق من الباطل ولكنه وصف بأنه لا يعقل لأنه لم ينسق للحق .. طيب ما هو الحق وما هو الباطل؟!! طيب ما هي الروح؟!! كيف ستجيب حضرتك هذه الأسئلة بالعلم التجريبي!!

المشكلة الثانية ولعلك لاحظتها في التعرض للنقطة الأولى هي خلط الاستعمال الشرعي لمدلول العقل بوظائف إدراكية كالذاكرة واتخاذ القرارات وما شابه، فالكفار كفر الجحود يسمعون ويبصرون ويفهمون ويميزون الحق من الباطل ويتخذون قرارات في قضية الإيمان ولكنهم وصفوا أنهم لا يعقلون في قضية الإيمان! فالخلط بين العقل في لسان الشرع ووظائف الدماغ منشأ آخر للخلل بخلاف افتراض أن كل القضايا لها إجابات في الشرع أو في العلم التجريبي ..

مجرّد إنسان
10-10-2017, 09:38 AM
كنت في تكوين بفرنسا وطرح علي الذي استقبلني (ملحد ) هذا السؤال : لماذا لا تأكل لحم الخنزير وأنت ترى ، انظر ، أنه مطبوع عليه من منظمات موثوقة تراقبه ، وتؤكد ان لا ضرر فيه .الجواب شرعي معروف ، علميا هل من جواب ؟

الجواب الشرعي هو الجواب، بالعلم التجريبي لا يوجد جواب..

إذا أراد مناقشتك فليناقش في الأصول لا من خلال منشورات وزارة الصحة فتلك حيدة عن طريقة النقاش الصحيح! فكونك تمتنع عن بعض الطعام امتثالا لدينك هذا أمرٌ لا ينبغي أن يعد قضية يُلتمس لها الحجج من مواقع الإعجاز العلمي، هو امتثالك نفسه حجة، كما يمتنع المؤمنون بتناسخ الأرواح من زرع الأعضاء من الموتى، وكما يمتنع شهود يهوه من نقل الدم في حالة الحوادث، ويحترم الأطباء ذلك ويطوّرون العلاجات للتكيف مع هذه المعتقدات، فمن باب أولى أن يكون امتثالك في نظرك أمرًا محل احترام، ويكون من يهوّن من شأنه باحثًا عن علة "علمية" -كذلك الملحد- قد أوتي من قلة الذوق وصفاقة الوجه ما يتدخل به في خصوصية الناس وما يستدعي الحزم في الرد لا البحث عن جواب مقنع احترامًا لتطفله ... وأحسب ألّو كان ضيفه نباتيا لا يأكل اللحم لما خطر له أن يحاققه ويريه أن اللحم مطبوع عليه أنه موثوق مراقب!! أنت تؤمن بإله ورسول ودين ثبت لك عقلا صوابه فمن جهة عقلية يلزمك الاتباع،

مجرّد إنسان
10-15-2017, 11:41 AM
س:قرأت لأحدهم عن حديث أن النساء أكثر أهل النار كلاما أن الرجال على مدار التاريخ هم الأشهر في الفساد و الكفر و محاربة الأنبياء، كيف تفهم الحديث؟ أرجو الرد

ج:الذي يقول ذلك رجلٌ جاهل ظنّ أنّه بفهمه معاني المفردات قد صار أعلم بالمراد في الحديث، وفي الحديث "اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء" ورغم ذلك لم يحسم الحديث النزاع في مسألة أيهما أفضل عند الله: الفقير أم الغني؟!

يقول ابن تيمية رحمه الله في مسألة التفضيل بين الغني الشاكر والفقير الصابر: "وفي المسألة [قول ثالث] وهو الصواب أنه ليس هذا أفضل من هذا مطلقاً، ولا هذا أفضل من هذا مطلقاً بل أفضلهما أتقاهما،. كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، وقال عمر بن الخطاب: الغنى والفقر مطيتان، لا أبالى أيتهما ركبت، وقد قال تعالى: {إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا} "

قال ابن الجوزي رحمه الله في التعليق على مسألة المفاضلة بين الغني والفقير "وكشف الغطاء في هذا إنما يراد لغيره ولا يراد لعينه"، من يقصر فهمه يعتقد أن الكلام هنا يقتضي مذمة النساء، والحديث:
- لا يمنع أن تكون النساء أكثر أهل الجنة كذلك وقد استنبطه بعض أهل العلم من حديث آخر.
- لا يمنع أن تكون النساء أكثر أهل النار قبل الشفاعة والتطهير ولذلك حضهن الرسول صلى الله عليه وسلم على الصدقة.
- لا يمنع أن يكون الرجال أكثر أهل النار بعد خروج عصاة الموحدين.

فليس في الحديث ما يفيد تفضيل جنس الرجال على جنس النساء عند الله تعالى أو يوم الحساب، والله يقول "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".. والقوامة والعقل والكمال الواردة في نصوص أخرى لا تنسحب على الأفضلية المطلقة عند الله تعالى، فقد قال تعالى "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، ولو كان الحديث يفيد ذلك لكان حاسمًا للنزاع في أفضلية الفقر مطلقًا ولم يحسمه لأن الكشف هناك مراد لغيره عند من يفقه!

ولنتخيل أن عندنا دفعة في كلية الطب عبارة عن 500 طالب، 300 نجحوا وفيهم 200 طالبة و100 طالب، و200 رسبوا وفيهم 150 طالبة و50 طالب، وأغلب الراسبات بينهم وبين درجة النجاح شيء يسير بينما الراسبون أكثرهم في القاع، فأتيتُ بعد النتيجة في السنة الأولى وقلت "أيها الطالبات ذاكرن فالرسوب فيكن كثير، وبقليل من المذاكرة ستنجحن السنة القادمة إن شاء الله"!! فأتى أحدهم ممن لا يعرف تعداد الطلبة ولا نسبة النجاح والرسوب في كل منهم واستنتج أن معنى كلامي أن الطلبة أفضل من الطالبات!! فأي جهل هذا!؟

هذا المعترض على الحديث يصح اعتراضه بتعداد من يعرفهم من الكفار لو كان عنده التالي:
- عدد المكلفين على مدار التاريخ وإلى قيام الساعة
- عدد أهل الجنة ونسبة النساء فيهم ونسبة الرجال فيهم
- عدد أهل النار ونسبة النساء فيهم ونسبة الرجال فيهم قبل خروج عصاة الموحدين
- عدد أهل النار ونسبة النساء فيهم ونسبة الرجال فيهم بعد خروج عصاة الموحدين

على أنّه حتى في هذه الحالة سيكون اعتراضه على الناحية العددية وليس على قضية تفضيل النساء أو الرجال عند الله لأن النص لا يحسمها أصلًا .. وأرجو عدم الانسياق لمن يدغدغون العواطف بالمزيد من الكلام العاطفي لأنهم هم أنفسهم يعانون اضطرابًا يتمنون لو وفقوا لمن يحتويهم ويشرح لهم حتى تهدأ أنفسهم ويطمئنون لدينهم ولكنهم يتظاهرون بالصلابة ليس إلا ..

مجرّد إنسان
10-15-2017, 11:44 AM
س:ليش الملحدين ومن شابههم من أهل الضلال هم من المثقفين والقراء والمطلعين

ج:لا تنبهر بأحد، معظم من تحسبهم مثقفين -إلخ ..- تحسبهم كذلك لقصور اطلاعك أنت فحسب، مش معنى إنه كتب كلمتين عن التطور والكوانتم واقتبس جملتين من كارل ساغان ونقل فكرتين عن فرج فودة أو القصيمي أو معروف الرصافي يبقى مثقف .. دي كلها حركات بهلوانية لو صبرت على نفسك حتى تتعلم لعلمت كم هم في غاية السطحية!

مجرّد إنسان
10-15-2017, 11:54 AM
س:ما الحجة على فلاسفة الهندوس والمانوية النباتيون, فهم يربطون حجتهم بالأخلاق المدنية, فيزعمون أنه لا يجوز ذبح الحيوان وسلبه روحه؟

ج:
اعزمه على الغدا :)
على فكرة بنيامين فرانكلين كان نباتيا فترة، وبعدين ترك ذلك لأنه اتعزم عند ناس على غدوة سمك فقرر ترك النباتية :)
الرد عليهم يصلح من وجوه عديدة، منها:

- أنهم يحاولون التشغيب على أية محاولة لرصد فائدة لأكل اللحوم، لتصير النظرة المادية لها سلبية من باب قيام الأخلاق على المنفعة، فيقولون إن التذاذ الإنسان مثلًا لا ينهض أمام حياة حيوان، فمن جهة يمكن رد ذلك أن قصر ذلك على مجرد الالتذاذ تلبيس لأن المنفعة تتعدى للنمو الصحي والتوازن البيئي والمنفعة الاقتصادية، ومن جهة يمكن إلزامهم أن التذاذ إنسان لا ينهض أمام حياة نبات ولا يتصور لو كانت هناك قوة حيوية في النبات أنّها تحب أن تنتهي، ومن جهة يمكن إلزامهم بالمعيار الذي حكموا به بين لذة إنسان وحياة حيوان مع الاختلاف في الجنس، ومن جهة يمكن رفض مبدأ المنفعة أصلًا.. ومن جهة فلسفة الأخلاق يمكن توليد عدة ردود مشابهة!

- أنهم يفرقون بين الإنسان والحيوان عند الأذى، فلا يقيمون للكلب العقور محاكمة مثلًا، ولا يطالبون بإخضاع الحيوانات المفترسة للتجربة أو أن نعطيها فرصة لتثبت نفسها في المجتمع، فهذه التفرقة في مقام الأذى تلزمهم بطرد التفرقة في مقام الانتفاع، إلا إن كانوا يقولون إن الحيوان مكلّف يعي ما يفعل، وهذا هو نفس ما يردون به على من يقول إن الطبيعة مبنية على الافتراس بأنّهم يقولون إن الحيوان لا يعي ما يفعل بخلاف الإنسان، فنفس حجتهم هذه هي حجة عليهم في مقام التعامل مع الحيوانات وقت الأذى، فالتفرقة تلزمهم!

- أنّهم يفترضون أن مجرد شعور الحيوان بالألم مستلزم للوعي الذاتي، وهذا لا يلزم والتجارب الفسيولوجية تبين أن هذا الوعي غير موجود لدى كثير من الحيوانات، فمبعث التسوية بين الإنسان والحيوان من كل وجه غير صحيح، والتسوية في غطار الشعور بالألم مسلّمة ولذا وردت النصوص الشرعية بإحسان الذبح وإراحة الذبيحة إضافة لنصوص منع الترويع بعامة..

- أنّ مجرد تفرقتهم بين الحيوان ومنتجاته كاللبن والبيض وما شابه عند بعضهم، أو التفرقة بين الحيوان والنبات عند من يمنع أكل منتجات الحيوان منهم، مجرد التفرقة ليس لها مبتنى إلا عدم علمنا أن النبات يشعر ويطلب الحياة، وعدم العلم لا يعني علم العدم.

بس نصيحة سيبك من الكلام دا واعزمه على الغدا :)

مجرّد إنسان
10-18-2017, 09:50 AM
هل نظرية التطور خطأ محض كلها أم فيها جزء صواب؟

رجلٌ اغتصب امرأةً ثم حملت فأنجبت فأجبره أهلها على الزواج منها ونسبوا الولد له
ورجلٌ أحب امرأةً فتقدّم بخطبتها فرضيه أبوها ورضيته ثم تزوجا وأنجبت ولدًا نُسب له

وجه التشابه بين الحالين أنّ الولد نُسِب للوالد .. ولكن شتّان بين المقدمات! هذا الصواب الذي في نظرية التطور هو في قدر نسبة الولد لوالده لكن المشكلة في المقدمات، المشكلة بالأساس في الفلسفة التي قامت عليها النظرية، يعني إذا قلتُ لك الطبيعة لا تُفسر إلا بالطبيعة، هل يصح بعد هذه المقدمة الاتفاق على شيء؟!

مجرّد إنسان
10-18-2017, 09:52 AM
س:لماذا ينتهي كثير ممن يبحثون عن الله إلى تكافؤ الأدلة ؟

ج:ليس صحيحًا أن هذا ما وصل إليه كثيرون، القلة التي تقول بتكافؤ الأدلة يأسرهم وهم الحياد، يحسبون أنّهم بقولهم هذا محايدون وبالتالي لا يلزمهم الرد على أدلة أي من الطرفين، ويحسبون أنّهم بذلك نبلاء يتميزون بالإنصاف والموضوعية في أشد الموضوعات حساسية، ويحسبون أنّهم بعيدون عن الدوجمائية والتعصب وأسر الأيدلوجية.. الحياد له بريق يأسرهم لكنه لمع السراب، وسل أحدهم: ما الدليل الذي قام على نفي وجود الله أصالة حتي تدعي أنه كافأ الأدلة على وجوده؟!

مجرّد إنسان
10-18-2017, 10:00 AM
س:سألني احد الاصدقاء "تخيّل لو قيل لك أنّ أحد الأنبياء ظهر في الصين والدليل على صدق نبوة هذا الرجل الصيني هو كتاب مُعجز باللغة الصينية, ويطلب منك قراءته ليتحداك ببلاغة الكتاب في اللغة الصينية. فكيف سوف تكون ردّة فعلك وتفكيرك ؟؟؟!!!". كيف نرد على هذا النوع من الطرح

ج:أنا قام عندي الدليل على ختم النبوة فالبحث بعد ما قام الدليل يعد كفرا بما أؤمن به، أما غيري من اليهود والنصارى وغيرهم فليس عندهم دليل على ختم النبوة مع جوازها عقلا على مر الزمان وبالتالي لو جاء نبي من أية منطقة وبلغهم خبره فعليهم البحث، ثم أضف لذلك أن اليهود والنصارى عندهم بشارة بنبي يأتي فهذا يزيد تأكيد مطالبتهم بالبحث لو سمعوا بمن يدعي النبوة.

تخيل أن لك والدا مثلا على فراش الموت وأخبرك أن لك أخا في الغربة وسيعود، ثم بعد وفاته سمعت أن في البلد رجلا يدعي أنه أخوك ويبحث عنك... ألا يكون من البر والإحسان أن تبحث عنه أنت ولو وجدته يتكلم بلسان غير لسانك ستتصرف?!

ثم تخيل أن لك والدا أخبرك على فراش الموت أنه لا إخوة لك وأوصاك بإخوتك خيرا، ثم سمعت أن في البلد رجلا يدعي أنه أخوك، أليس مجرد بحثك في شأنه بنية المعرفة من قلة برك بأبيك وضعف تصديقك له?!

الذي يحدث أن الناس يخلطون بين الموقف الأول والثاني، بين من عنده بشارة بنبي يأتي وليس عنده ما يمنع من ظهور نبي وبين من يعتقد بختم النبوة..

مجرّد إنسان
10-18-2017, 10:30 AM
ما هو العقل المقصود في القرآن الذي هو مدار الفلاح نفعنا الله بعلمكم

هذا السؤال وما يشبهه عن تعريف العقل..

أي بحث علمي تجريبي عن محل العقل لابد أن ينطلق من تعريف العقل أولًا، فلنفرض أنّك عرّفت العقل أنّه العمليات العصبية أو أنّه الذاكرة ثم أتيت لتقول إنّ محله المخ أو الفص الأمامي مثلًا، فهل هذا الكلام سيمثل شبهة إذا كنتَ ترى أن تعريف العقل في لسان الشرع غير هذا التعريف؟! بالتأكيد لا .. يعني أولًا تعريف العقل ثم ثانيا البحث عن محله ثم ثالثا إعلان ذلك، إذا كنت تخالف في "أولًا" فهذا يعني أن "ثالثًا" لا تهمك..

"أبو جهل" كان رجلًا يتمتع بعينين ولسان وسمع ودماغ وهكذا .. يسمع الكلام ويحلله ويخطط وبنفّذ، لكنه رغم ذلك وُصف أنّه لا يعقل! فمثل هذا يمنع من التصور أن العقل هو عبارة عن العمليات العصبية في الدماع وحسب، طيب لو أنتَ مثلًا قلتَ إنّ العقل هو نور أو لطيفة يدرك بها المرء الحق من الباطل والنافع من الضار، مثلًا أعني، لو قلتُ لك إن العقل غريزة ربانية أو هو البصيرة أو هو قوة نفسية، هل هذا التعريف يمكن البحث عنه تجريبيا!؟ هل ترى أن "البصيرة" يمكن أن يُستدل على موطنها بالعلم التجريبي؟! هل يمكن أن تستدل على موطن "لطيفة نورانية" بالعلم الطبيعي؟! بالتأكيد لا! ولذلك فأنا أود لو يدلني أحد على بحث علمي تجريبي يقول إنه قد توصل إلى محل العقل في جسم الإنسان؟!

لكنّك لو عرّفتَ العقل بهذا التعريف –الغريزة والبصيرة و .. إلخ- يمكنك أن تستدل على أثره بمدى اتباع الإنسان للحق والصالح في حياته، يعني لو رأيت إنسانًا يعرف الصالح له وينتهجه فقلت إنّه عاقل فهذا أمرٌ مقبول، طيب رأيته يعرف ويميّز ويسلك الصواب في مجال ولا يسلكه في مجال آخر فيمكنك أن تقول "ما أعقله ... وليس في قلبه مثقال حبة من إيمان" يعني هو عاقل فيما سوى قضية الإيمان، طيب رأيت معرفته للمصلحة أقل من إنسان آخر فيمكنك أن تقول فلان أعقل أو أنقص عقلًا من علان.. وهكذا!

فالمسألة أولًا وآخرًا تعتمد على التعريف، وبالتالي فهي قضية فلسفية وليست تجريبية، وأنا لا أريد أن نتوه في التعريف الأمثل للعقل بقدر ما أريد أن يتضح أن منشأ الإشكال من التعريف، وأن مفهوم العقل في الوحي واستعمال الناس يختلف عن العمليات العصبية أو الذاكرة فحسب..

مجرّد إنسان
10-18-2017, 10:30 AM
س:هل فعلا عملية التعقل تكون في القلب العضوي و هل القرآن الكريم أشار إلى ذلك بشكل قطعي

ج:وهل الروح موجودة في الجسم أم لا..
هذه الأسئلة لا تجاب بالطريقة العلمية التجريبية إن كان هذا ما تعنيه، أي بحث علمي سيجري عن الروح أو العقل لابد أن يكون في الجزء الخاص ببيان طريقة البحث Methodology تعريف للروح والعقل، فما هو تعريف العقل بمعنى التعريف الذي يصلح لدراسته بطريقة تجريبية؟!

العقل ليس هو العمليات العصبية التي ينخدع البعض باختزال الأمر فيه، فالعقل له ارتباط بالمخ والعين والسمع، بالتأكيد لم يكن خفيا على أحد أن الرجل قد يفقد وعيه بضربة على رأسه ويظل قلبه ينبض ومع ذلك يغيب عن الوعي، وهذا لم يكن خافيًا على الصحابة الذين خوطبوا بالنصوص، فمن المعلوم -شرعًا- أن الكافر والمسلم يسمع ويرى ويدرك معنى الكلمات ثم هناك من يعقلها فيفلح وهناك من لا يعقلها فيتخلف عنه الفلاح، وقد ورد في وصف أذكياء المشركين أنهم لهم قلوب لا يعقلون به، وقد يكون الرجل عاقلًا في كل ما سوى قضايا الإيمان كما في الحديث الصحيح أن من أشراط الساعة أن يقال للرجل "ما أعقله وما أظرفه وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان".

فقضية موضع القلب والروح قضية فلسفية ليس للعلم التجريبي طريق لإثباتها أو نفيها، وطريقة استعمالها في الوحي وفي كلام الناس لا يمكن أن تكون صالحة للخضوع للتجارب هذا إن كان السؤال عن طريقة العلم التجريبي

أما من جهة الوحي فالنصوص قطعية في أن العقل محله القلب كما أن الإنسان ذو جسدٍ وروح

مجرّد إنسان
10-18-2017, 12:22 PM
س:السلام عليكم هل حد الرد ضد حرية العقيدة ؟

ج:وعليكم السلام ورحمة الله

نعم حد الردة ضد حرية العقيدة، كما أن حد الزنا ضد الحرية الجنسية، وحد السرقة ضد حرية التملك..
القضية المرجعية في الكلام عن حد الردة هي: هل يصلح أن يكون حفظ الدين من مقاصد التشريع الحسن؟!

ستجد قومًا يبيحون دمك أنت شخصيًا من أجل حماية الدولة أو الممتلكات أو من أجل أمان الطرق، ثم هم أنفسهم لا يرضون أن يستباح دمٌ حمايةً للدين.. فالقضية إذن ليست في استباحة الدم مقابل الحد من الحرية من أجل مصلحة أعلى، إنما القضية أنّهم يوافقون على المصالح العليا إن تعلقت بحفظ الدولة أو النفس أو المال ولكنهم لا يوافقون إن كانت المصلحة العليا في حفظ الدين.

جون رولز في تنظيره عن الليبرالية الحديثة اشترط الانطلاق من حجاب الجهالةveil of ignorance، بمعنى أنك لا تدري حين تضع القانون ما موضعك من الدولة حين تضع القانون، هل ستكون يهوديا أو مسيحيا أو مسلم؟! هل تكون ذكرًا أو أنثى؟! يرى رولز أن ذلك يساعد في خلق دولة تحررية تقل فيه الوصاية الأبوية للدولة جدا.. طيب يا رولز، ماذا لو كنتُ رافضًا أصلًا لحجاب الجهالة في تأسيس الدولة؟! هنا يقول رولز إنّ هؤلاء الرافضين لدولته ""غير عقلانيين ولا تحرريين ولا ديموقراطيين، ولذلك فلا يمكن أن تقنعهم بالحجة، وليس في وسعك إلا أن تقيّدهم بالقانون كلما اضطررت"

فلو وافق المرء على أن يكون الدين جديرًا بالحفظ مراعاة لمشاعر أتباعه وتقديرًا لدوره الاجتماعي والأخلاقي، فسيقى أن حفظ الدين تتنازعه ثلاث جهات جديرة بالحفظ: الدين والعقل والنفس، فنقول "الأصل في الإنسان أنّه حرٌّ في اختيار العقيدة التي يريدها، ولكن لا يحق له ترك عقيدةٍ إلى عقيدةٍ أخرى بغير دليل، ولا يحق له نقد معتقدٍ ما أو ديانةٍ ما إلا بالدليل وفي حدود الأدب، ومن انتقص من عقيدةٍ ما أو هاجمها بلا علمٍ ولا برهان فقد أخطأ واستحق بتعمده ذلك الفعل العقوبة." فلو وافق المخالف على ذلك بقي الكلام في درجة العقوبة المستحقة لنقض مقصد رئيس من مقاصد التشريع في الدولة الإسلام، لكن المشكلة أنّه لا يوافق أصلًا على اعتبار الدين مقصدًا لأن يُحفظ ويصان من النقد العبثي والتحولات المراهقة.

مجرّد إنسان
10-18-2017, 12:29 PM
س:عرفت من شويه صغيرين ان أختي اجنوستيك وعندها أكونت على تويتر بتكتب فيه ارائها وكده هي حاليا نايمه هاين عليا اروح اجبها من شعرها مشعارف أتصرف ازاى بجد اعرف ماما وبابا ولا اعمل اي ؟ هي عندها ١٧ سنه وانا عندي ١٦

ج:العنف هو التصرف الأسهل لكنه مش حل ونتيجته عكسية، وقد جعلته الشريعة آخر الدواء حين ينعدم الأمل في التوبة! الموضوع محتاج صبر وذكاء ونفس طويل وهدوء، من الطبعي في سنكم دا إن يكون فيه تغيرات وتقلبات فكرية وسلوكية، وإن العلاقات مع الأب والأم يكون فيها توتر ورغبة في الاستقلال، زمان كانت التغيرات دي محدودة في إطار معين زي السجاير والتأخر برة البيت والصوت العالي أو الانضمام لحزب سياسي أو جماعة دينية أو ما شابه، حاليا الموضوع بقى أوسع من كده بسبب الانفتاح على كل الآراء المتطرفة وإمكانية القراءة لمن يمثلها بسهولة! التغيرات دي غالبا بتفقد رونقها بعد كم سنة وغالبا بيكون فيه رغبة أكيدة في التخلص منها بعد عشر سنين بالكتير..رأيي إنك تعرف ماما الأول، وتخليها تقرأ كلامي دا، وتسيبها هي تتصرف .. وبالنسبة للأم حضرتك مطلوب منك تفضي نفسك خالص، وتقربي من بنتك كويس جدا بالتدريج، وتعرفي مين صاحباتها، وهل فيه حد من صاحباتها له نفس التوجه، ولو فيه صديقة مقربة عاقلة تعرفي منها هل هناك علاقات مع أصدقاء ذكور أو لا، وهل فيهم ملحد أو لاديني أو غيره.. لو وصلتم إن فيه صديقة أو صديق ملحد هو السبب في الموضوع دا ابعدوهم عنها، والدها يكلمه أو أخوها ... المهم الموضوع ميكونش فيه علاقة عاطفية أو صداقة هي اللي مساعده على التوجه اللي هي فيه دا..لو الموضوع مجرد توجه فكري ومفيش صداقة أو علاقة عاطفية هي السبب فيه، اقعدي معاها وافهمي منها ايه المشكلة، وليه هي اتغيرت كده، وعلى حسب اللي هتقوله لك هنتصرف، وعرفوني هنا وصلتم لإيه.. الموضوع عاوز صبر وحكمة وبلاش استعجال أو ضرب أو ما شابه