المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسألة من مسائل الجاهلية - للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله



abou3esa
08-18-2006, 10:00 PM
قال الأمام العلم محمد بن عبد الوهاب - قدس الله روحه - :




مسألة من مسائل الجاهلية



هذه أمور خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عليه أهل الجاهلية الكتابيين والأميين، مما لا غنى للمسلم عن معرفتها.
فالضد يضر حسنَه الضدُ وبضدها تتبين الأشياءُ
فأهم ما فيها وأشدها خطراً عدم إيمان القلب بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن انضاف إلى ذلك استحسان ما عليه أهل الجاهلية تمت الخسارة كما قال تعالى: {والذين ءامنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون}.
[1] : أنهم يتعبدون بإشراك الصالحين في دعاء الله وعبادته، يريدون شفاعتهم عند الله، لظنهم أن الله يحب ذلك وأن الصالحين يحبونه، كما قال تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلآء شفعآؤنا عند الله} وقال تعالى: {والذين اتخذوا من دونه أولياء مانعبدهم إلا ليقربونآ إلى الله زلفى} وهذه أعظم مسألة خالفهم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى بالإخلاض، وأخبر أنه دين الله الذي أرسل به جميع الرسل، وأنه لا يُقبل من الأعمال إلا الخالص، وأخبر إن من فعل ما استحسنوا فقد حَرم الله عليه الجنة ومأواه النار.
وهذه هي المسألة التي تَفرق الناس لأجلها بين مسلم وكافر، وعندها وقعت العداوة، ولأجلها شرع الله الجهاد كما قال تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}.
[2] : أنهم متفرقون في دينهم، كما قال تعالى: {كل حزب بما لديهم فرحون}، وكذلك في دنياهم ويرون أن ذلك هو الصواب، فأتى بالاجتماع في الدين بقوله: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الصلاة ولا تتفرقوا فيه}، وقال تعالى {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ}، ونهانا عن مشابهتهم بقوله: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جآءهم البينات}، ونهانا عن التفرق في الدنيا يقوله: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}.
[3] : أن مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له فضيلة، والسمع والطاعة له ذل ومهانة، فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بالصبر على جور الولاة، وأمر بالسمع والطاعة لهم والنصيحة، وغلظ في ذلك وأبدى فيه وأعاد.
وهذه الثلاث هي التي جمع بينها فيما صح عنه في الصحيح أنه قال: "إن الله يرضى لكم ثلاثاً أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم" (أخرجه مسلم). ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها.
[4] : أن دينهم مبني على أصول أعظمها التقليد، فهو القاعدة الكبرى لجميع الكفار أولهم وآخرهم، كما قال تعالى: {وكذلك مآ أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوهآ إنا وجدنا ءاباءنا على أمة وإنا على ءاثرهم مقتدون} وقال تعالى: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه ءابآءنآ أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير}، فأتاهم بقوله: {قل إنمآ أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة}، وقوله: {اتبعوا مآ انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون}.
[5] : أن من أكبر قواعدهم الاغترار بالأكثر، ويحتجون به على صحة الشئ، ويستدلون على بطلان الشئ بغربته وقلة أهله، فأتاهم بضد ذلك وأوضحه في غير موضغ من القرآن.
[6] : الاحتجاج بالمتقدمين كقوله: {قال فما بال القرون الأولى}، {ما سمعنا بهذا فى ءابآءنا الأولين}.
[7] : الاستدلال بقوم أعطوا قوى في الأفهام والأعمال، وفي الملك والمال والجاه، فرد الله ذلك بقوله: {ولقد مكانهم فيمآ إن مكناهم فيه}، وقوله: {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به}، وقوله: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}.
[8] : الاستدلال على بطلان الشئ بأنه لم يتبعه إلا الضعفاء، كقوله: {أنؤمن لك واتبعك الأرذلون}، وقوله: {أهؤلآء من الله عليهم من بيننآ}، فرده الله بقوله: {أليس الله بأعلم بالشاكرين}.
[9] : الاقتداء بفسقة العلماء والعباد فأتى بقوله: {يا أيها الذين ءامونا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله}، وبقوله: {لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهوآء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل}.
[10] : الاستدلال على بطلان الدين بقلة أفهام أهله وعدم حفظهم كقولهم {بادي الرأي}.
[11] : الاستدلال بالقياس الفاسد كقولهم: {إن أنتم إلا بشر مثلنا}.
[12] : إنكار القياس الصحيح، والجامع لهذا وما قبله عدم فهم الجامع والفارق.
[13] : الغلو في العلماء الصالحين، كقوله: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق}.
[14] : أن كل ما تقدم مبني على قاعدة وهي النفي والإثبات، فيتبعون الهوى والظن ويُعرضون عما جاءت به الرسل.
[15] : اعتذارهم عن اتباع ما آتاهم الله بعدم الفهم كقولهم: {قلوبنا غلف}، {يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول}، فأكذبهم الله وبين أن ذلك بسبب الطبع على قلوبهم، وأن الطبع بسبب كفرهم.
[16] : اعتياضهم عما أتاهم من الله بكتب السحر، كما ذكر الله ذلك في قوله: {ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله ورآء ظهورهم كأنهم لا يعلمون (*) واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ومآ}.
[17] : نسبةُ باطلهم إلى الأنبياء كقوله: {وما كفر سليمان}، وقوله: {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً}.
[18] : تناقضهم في الانتساب، ينتسبون إلى إبراهيم مع إظهارهم ترك اتباعه.
[19] : قدحهم في بعض الصالحين بفعل بعض المنتسبين إليهم، كقدح اليهود في عيسى، وقدح اليهود والنصارى في محمد صلى الله عليه وسلم.
[20] : اعتقادهم في مخاريق السحرة وأمثالهم أنها من كرامات الصالحين، ونسبته إلى الأنبياء كما نسبوه لسليمان عليه السلام.
[21] : تعبدهم بالمُكَاءِ والتَصِديةِ. (1).
[22] : أنهم اتخذوا دينهم لهواً ولعباً.
[23] : أن الحياة الدنيا غرتهم، فظنوا أن عطاء الله منها يدل على رضاه كقولهم: {نحن أكثر أموالا وأولاداً وما نحن بمعذبين}.
[24] : ترك الدخول في الحق إذا سبقهم إليه الضعفاء تكبراً وأنفة، فأنزل الله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم}. الآيـات.
[25] : الاستدلال على بطلانه بسبق الضعفاء، كقوله: {لو كان خيراً ما سبقونا إليه}.
[26] : تحريف كتاب الله من بعد ما عقلوه وهم يعلمون.
[27] : تصنيف الكتب الباطلة ونسبتها إلى الله، كقوله: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله} الآية.
[28] : أنهم لا يقبلون من الحق إلا الذي مع طائفتهم، كقوله: {قالوا نؤمن بمآ انزل علينا}.
[29] : أنهم مع ذلك لا يعلمون بما تقوله طائفتهم، كما نبه الله تعالى عليه بقوله: {قل فَلِمَ تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين}.
[30] : وهي من عجائب آيات الله، أنهم لما تركوا وصية الله بالاجتماع، وارتكبوا ما نهى الله عنه من الإفتراق، صار كل حزب بما لديهم فرحين.
[31] : وهي من أعجب الآيات أيضاً، معاداتهم الدين الذي انتسبوا إليه غاية العداوة، ومحبتهم دين الكفار الذين عادوهم وعادوا نبيهم وفئتهم غاية المحبة، كما فعلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاهم بدين موسى عليه السلام، واتبعوا كتب السحرة، وهي من دين آل فرعون.
[32] : كفرهم بالحق إذا كان مع من لا يهوونه، كما قال تعالى: {وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ}.
[33] : إنكارهم ما أقروا أنه من دينهم، كما فعلوا في حج البيت، فقال تعالى: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سَفِهَ نفسه}.
[34] : أن كل فرقة تدعي أنها الناجية، فأكذبهم الله بقوله: {هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}، ثم بين الصواب بقوله: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن}.
[35] : التعبد بكشف العورات كقوله: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليهآ ابآءنآ والله أمرنا بها},
[36] : التعبد بتحريم الحلال، كما تعبدوا بالشرك.
[37] : التعبد باتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله.
[37] : الإلحاد في الصفات، كقوله تعالى: {ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون}
[39] : الإلحاد في الأسماء، كقوله: {وهم يكفرون بالرحمن}.
[40] : التعطيل، كقول آل فرعون.
[41] : نسبة النقائص إليه سبحانه، كالولد والحاجة والتعب، مع تنزيه رهبانهم عن بعض ذلك.
[42] : الشرك في الملك، كقول المجوس.
[43] : جحود القدر.
[44] : الاحتجاج على الله به.
[45] : معارضة شرع الله بقدره.
[46] : مسبة الدهر، كقولهم: {وما يهلكنا إلا الدهر}.
[47] : إضافة نعم الله إلى غيره، كقوله: {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها}.
[48] : الكفر بآيات الله.
[49] :جحد بعضها.
[50] : قولهم: {ما أنزل الله على بشرمن شئ}.
[51] : قولهم في القرآن: {إن هذآ إلا قول البشر}.
[52] : القدح في حكمة الله تعالى.
[53] : إعمال الحيل الظاهرة والباطنة في دفع ماجاءت به الرسل كقوله تعالى: {ومكروا ومكر الله}، وقوله: {وقالت طآئفة من أهل الكتاب امنوا وجه النهار واكفروا اخره}.
[54] : الإقرار بالحق ليتواصلوا به إلى دفعه كما قال في الآية (2).
[55] : التعصب للمذهب، كقوله تعالى: {لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم}.
[56] : تسمية اتباع الإسلام شركاً، كما ذكره في قوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله} الآيتين.
[57] : تحريف الكلم عن مواضعه (3).
[58] : لي الألسنة بالكتاب (4).
[59] : تلقيب أهل الهدى بالصباة والحشوية.
[60] : افتراء الكذب على الله.
[61] : التكذيب بالحق.
[62] : كونهم إذا غُلبوا بالحُجة فزعوا إلى الشكوى للملوك، كما قالوا: {اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض}.
[63] : رميهم إياهم بالفساد في الأرض كما في الآية.
[64] : رميهم إياهم بانتقاص دين الملك، كما قال تعالى: {ويذرك والِهَتَكَ} الآية، وكما قال تعالى: {إني أخاف أن يبدل دينكم}.
[65] : رمهيهم إياهم بانتقاص آلهة الملك في الآية.
[66] : رميهم إياهم بتبديل الدين، كما قال تعالى: {إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد}.
[67] : رميهم إياهم بانتقاص الملك كقولهم: {ويذرك والهتك}.
[68] : دعواهم العمل بما عندهم من الحق، كقولهم: {نؤمن بمآ أنزل علينا}، مع تركهم إياه.
[69] : الزيادة في العبادة، كفعلهم يوم عاشوراء.
[70] : نقصهم منها، كتركهم الوقوف بعرفات.
[71] : تركهم الواجب ورعاً.
[72] : تعبدهم بترك الطيبات من الرزق.
[73] : تعبدهم بترك زينة الله.
[74] : دعوتهم الناس إلى الضلال بغير علم.
[75] : دعوتهم إياهم إلى الكفر مع العلم.
[76] : المكر الكُبار، كفعل قوم نوح.
[77] : أن أئمتهم إما عالم فاجر وإما عابد جاهل، كما في قوله: {وقد كن فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون (*) وإذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون (*) أولا يعلمون أن الله علم ما يسرون وما يعلنون (*) ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا آماني وإن هم إلا يظنون}.
[78] : دعواهم أنهم أولياء الله من دون الناس.
[79] : دعواهم محبة الله مع تركهم شرعه، فطالبهم الله بقوله: {قل إن كنتم تحبون الله}.
[80] : تمنيهم الأماني الكاذبة، كقولهم: {لن تمسنا النار إلآ أياما معدودة}، وقولهم: {لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى}.
[81] : اتخاذ قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد.
[82] : اتخاذ آثار أنبياءهم مساجد كما ذُكر عن عمر (4).
[83] : اتخاذ السُرج على القبور.
[84] : اتخاذها أعياداً.
[85] : الذبح عند القبور.
[86] : التبرك بآثار المعظمين، كدار الندوة، وافتخار من كانت تحت يده بذلك، كما قيل لحكيم بن حزاك: بعثَ مَكرمَةَ قريش؟! فقال: ذهبت المكارم إلا التقوى (5).
[87] : الفخر بالأحساب.
[88] : الطعن في الأنساب.
[89] : الاستسقاء بالأنواء (6).
[90] : النياحة.
[91] : أن أجل فضائلهم البغي، فذكر الله فيه ما ذكر.
[92] : أن أجل فضائلهم الفخر، ولو بحق، فنهي عنه.
[93] : أن تعصب الإنسان لطائفته على الحق والباطل أمر لا بد منه عندهم فذكر الله فيه ما ذكر.
[94] : أن مِن دينهم أخذ الرجل بجريمة غيره، فأنزل الله: { ولا تزر وازرة وزر اخرى}.
[95] : تعيير الرجل بما في غيره فقال: "أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية" (متفق عليه) .
[96] : الافتخار بولاية البيت، فذمهم الله بقوله: {مستكبرين به سامرا تهجرون}.
[97] : الافتخار بكونهم ذرية الانبياء، فأتى الله بقوله: {تلك امة قد خلت لها ما كسبت}.
[98] : الافتخار بالصنائع، كفعل أهل الرحلتين على أهل الحرث.
[99] : عظمة الدنيا في قلوبهم، كقولهم: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}.
[100] : التحكم على الله، كما في الآية السابقة.
[101] : ازدراء الفقراء، فأتاهم بقوله: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}.
[102] : رميهم أتباع الرسل بعدم الإخلاص وطلب الدنيا، فأجابهم بقوله: {ما عليك من حسابهم من شئ} الآية وأمثالها.
[103] : الكفر بالملائكة.
[104] : الكفر بالرسل.
[105] : الكفر بالكتب.
[106] : الإعراض عما جاء عن الله.
[107] : الكفر باليوم الآخر.
[108] : التكذيب بلقاء الله.
[109] : التكذيب ببعض ما أخبرت به الرسل عن اليوم الآخر، كما في قوله: {أولئك الذين كفروا بـ ء ـايات ربهم ولقآئه}، ومنها التكذيب بقوله: {مالك يوم الدين}، وقوله: {لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة}، وقوله: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون}.
[110] : قتل الذين يأمرون بالقسط من الناس.
[111] : اٌيمان بالجبت والطاغوت.
[112]: تفضيل دين المشركين على دين المسلمين.
[113] : لبس الحق بالباطل.
[114] : كتمان الحق مع العلم به.
[115] : قاعدة الضلال، وهي القول على الله بلا علم.
[116] : التناقض الواضح لما كذبوا بالحق، كما قال تعالى: {بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج}.
[117] : الإيمان ببعض المنزل دون بعض.
[119] : التفريق بين الرسل.
[120] : دعواعم اتباع السلف مع التصريح بمخالفتهم.
[121]: صدهم عن سبيل الله من آمن به.
[122] : مودتهم الكفر والكافرين.
[123] و [124] و [125] و [127] و [128] : العيافة (7)، والطرق (8)، والطيرة (9)، والكهانة (10)، والتحاكم إلى الطاغوت، وكراهة التزويج بين العبدين (11).
والله أعلم
وصلى الله على محمد وعلى آل محمد وصحبه وسلم.

هــوامــش
(1) قال ابن عباس: كانت قريش تطوف عراة يصفقون ويصفرون فكان ذلك عبادة في ظنهم. قال ابن عمرو ومجاهد والسدي: المكاء الصفير، والتصدية: التصفيق.
(2) أي الآية السابقة.
(3) قال تعالى في سورة المائدة، الآية: 13 {يحرفون الكلم عن مواضعه} الآية.
(4) يشير الشيخ (رحمه الله) إلى ما أخرجه الطحاوي وابن وضاح وغيرهما كما في الاعتصام للشاطبي عن المعرور بن سويد الأسدي قال: وافيت الموسم مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فلما انصرفنا إلى المدينة انصرفت معهم فلما صلى بنا صلاة الغداة قرأ فيها: {ألم تر كيف فعل ربك} و {لإيلاف قريش} ثم رأى ناساً يذهبون فذهبا فقال: أين يذهب هؤلاء؟ قالوا: يأتون مسجداً هاهنا صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما هلك من كان قبلكم بهذا، يتبعون آثار أنبيائهم فاتخذوهم كنائس وبيعاً، من ادركته الصلاة في شئ من هذه المساجد التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فليصل فيها وإلا فلا يتعمدها.
(5) يشير الشيخ (رحمه الله) بهذا إلى ماذكره الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب عن مصعب قال: جاء الإسلام ودار الندوه بيد حكيم بن حزام، فباعها بعدما مات معاوية بمائة ألف درهم، فقال له ابن هبيرة: بعثت مكرمة قريش، فقال: ذهبت المكارم إلا التقوى.
(6) أي طلب السقيا من النجم، أو نسبة المطر إليه كقولهم: مطرنا بنوء كذا كما في الحديث المتفق عليه عن زيد بن خالد الجهني أخرجه البخاري رقم 844 ومسلم رقم 71. ومن اعتقد أن الكواكب فاعل مدبر منشئ للمطر كما كان أهل الجاهلية يفعلون لاشك في كفره، ويكره من قاله اعتباراً بالعبارة.
(7) العيافة: هي زجر الطير فإن طار يميناً تفاءلت، وإن طار شمالاً تشاءمت، وكذلك الاعتبار بأسمائها ومساقطها.
(8) هو نوع من التكهن بالحصى أو بالقطن والصوف وادعاء على الغيب.
(9) هي التشاؤم.
(10) الكهانة: إدعاء علم الغيب كالإخبار بما سيقع في الأرض مع الاستناد إلى سبب.
(11) لعل المراد ما كان عليه أهل الجاهلية من جعل الإماء تزني بأجر، فلذلك لا يزوجونها ويمنعون ذلك الزواج

abou3esa
08-21-2006, 11:59 PM
القواعد الأربع



بسم الله الرحمن الرحيم

أسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم أن يتولاّك في الدنيا والآخرة، وأن يجعلك مبارَكـًا أينما كنت، وأن يجعلك ممّن إذا أُعطيَ شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر، فإنّ هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.

اعلم أرشدك الله لطاعته: أن الحنيفيّة ملّة إبراهيم: أن تعبد الله مخلصـًا له الدين كما قال تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِِ﴾[الذاريات:56]. فإذا عرفت أنّ الله خلقك لعبادته فاعلم: أنّ العبادة لا تسمّى عبادة إلا مع التوحيد، كما أنّ الصلاة لا تسمّى صلاة إلى مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدتْ كالحدَث إذا دخل في الطهارة. فإذا عرفتَ أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار عرفتَ أنّ أهمّ ما عليك: معرفة ذلك، لعلّ الله أن يخلّصك من هذه الشَّبَكة، وهي الشرك بالله الذي قال الله فيه: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾[النساء:116], وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه.

القاعدة الأولى: أن تعلم أنّ الكفّار الذين قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُقِرُّون بأنّ الله تعالى هو الخالِق المدبِّر، وأنّ ذلك لم يُدْخِلْهم في الإسلام، والدليل: قوله تعالى ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾[يونس:31].

القاعدة الثانية: أنّهم يقولون: ما دعوناهم وتوجّهنا إليهم إلا لطلب القُرْبة والشفاعة، فدليل القُربة قوله تعالى ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾[الزمر:3].
ودليل الشفاعة قوله تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾[يونس:18]، والشفاعة شفاعتان: شفاعة منفيّة وشفاعة مثبَتة:
فالشفاعة المنفيّة ما كانت تٌطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلاّ الله، والدليل: قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ﴾[البقرة:254].
والشفاعة المثبَتة هي: التي تُطلب من الله، والشّافع مُكْرَمٌ بالشفاعة، والمشفوع له: من رضيَ اللهُ قوله وعمله بعد الإذن كما قال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾[البقرة:255].

القاعدة الثالثة: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ظهر على أُناسٍ متفرّقين في عباداتهم منهم مَن يعبُد الملائكة، ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين، ومنهم من يعبد الأحجار والأشجار، ومنهم مَن يعبد الشمس والقمر، وقاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يفرِّق بينهم، والدليل قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ﴾[البقرة:193].
ودليل الشمس والقمر قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ﴾[فصلت:37].
ودليل الملائكة قوله تعالى: ﴿وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا﴾[آل عمران:80].
ودليل الأنبياء قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾[المائدة:116].
ودليل الصالحين قوله تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ... ﴾الآية[الإسراء:57].
ودليل الأحجار والأشجار قوله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى(19)وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾[النجم:19-20].
وحديث أبي واقدٍ الليثي -رضي الله عنه- قال: خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى حُنين ونحنُ حدثاء عهدٍ بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله إجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط... الحديث.

القاعدة الرابعة: أنّ مشركي زماننا أغلظ شركـًا من الأوّلين، لأنّ الأوّلين يُشركون في الرخاء ويُخلصون في الشدّة، ومشركوا زماننا شركهم دائم؛ في الرخاء والشدّة. والدليل قوله تعالى: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾