المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهمية الأمن والأمان في الاسلام



حسين شوشة
02-28-2018, 09:35 PM
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
==أهمية الأمن والأمان في الاسلام ==
قال تعالى (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)
وقال تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82){ الأنعام
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم}من بات آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها{ (ابن ماجة وحسنه الألباني)
=والكلام عن الامن يكون من عدة جوانب
أولا:- ما هو الأمن ؟؟؟
الأمن طمأنينة النفس وزوال الخوف، وهي نعمة لا تقدر بكنوز الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم}من بات آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها{ (ابن ماجة وحسنه الألباني). ومنه قوله تعالى }وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4){ من سورة قريش. ومنه الإيمان والأمانة , وضده الخوف . ووقع من أسمائه الحسنى المؤمن في قوله تعالى }هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23الحشر
ثانيا :أنواع الأمن
1- الأمن الفكري :ـ وهو الحفاظ على العقيدة السليمة الصحيحة الخالية من الزيغ والشبهات والتحريفات , والتي تؤدي إلى ارتباط المسلم بربه ارتباطا وثيقا , هذا هو أول الواجبات الأمنية التي يتحقق بها الوازع الديني المانع من كل الممارسات الخاطئة في تطبيق الشريعة الإسلامية وتعاليمها . إن الأمن على العقول لا يقل خطرا عن أمن الأرواح والممتلكات , فكما أن للأموال والممتلكات لصوصا يهتبلون الفرص لسرقتها ، فللعقول لصوصا محترفين خبثاء مخططين , يتربصون بالمسلمين الفرص لسرقة عقول شبابهم وبناتهم , ومن ثم دفعهم إلى وجهة التغريب والبعد عن دينهم وتراثهم وحضارتهم . فالأمن الفكري أصل تقوم عليه مرتكزات حياة المجتمع ومسيرته , فيجب على الأمة أن لا تنزلق في انحدارات التغريب والتبعية لدعوات هدامة باطلة .
2-الأمن الإجتماعي :ـ
لقدعظم الاسلام أمر الأمن الإجتماعي، ودعا الى المحافظة عليه بين الناس جميعا افرادا وجماعات، فعلى مستوى الفرد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أن يكون الجار سببا في فزع جاره وتخويفه، بل ازداد الأمر تحذيرا عندما نفى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عمن لا يجد جاره الأمن في جواره، فعن ابن شريح رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم }والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن»، قالوا: من يا رسول الله؟ قال: «الذي لا يأمن جاره بوائقه» (البخاري). ويعيش المسلم بالأمن الإجتماعي في عفو وصفح وتسامح وإحسان مع الآخرين، قال تعالى }خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين (199) { (الأعراف). الأمن الإقتصادي :ـ
الأمن الإقتصادي المتمثِّل في عدالة توزيع الثروة حتي لا يكون هناك غني متخم بالشبع وفقير مدقع لا يجد ما يسد به رمقه ، وما يستر به جسده فقال تعالي } كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ۚ(7) {الحشر.
3-الأمن السياسي :ـ
المتمثل في تحقيق العدالة السياسية ،وبه يحظى الجميع المسلم وغير المسلم بالأمن، فيتعامل معه المسلمون بالبر والقسط مادام لا يقاتلهم ولا يؤذيهم، قال تعالى}لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين (8){ (الممتحنة). وهذه القصة خير شاهد علي ما نقول اليهودي الذي سرق درع سيدنا عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه وهو خليفة، ولما رأى سيدنا عليّ الدرع عند اليهودي قال: هذا درعي ، فقال اليهودي: بل هو درعي!!فاحتكما إلي القاضي شريح ،فمَثُلَ الخليفة مع اليهودي أمام قاضي المسلمين، وقف في ساحة القضاء أمام شريح رحمه الله رحمة واسعة- ولما دخل عليّ مع اليهودي أمام شريح فنادي شريح على عليّ قائلاً: يا أبا الحسن، فغضب عليّ فظن شريح سوءً قال: ما الذي أغضبك؟ فقال عليّ: يا شريح أما وقد كنيتني أي ناديت عليَّ بكنيتي- وقلت يا أبا الحسن، فلقد كان من واجبك أن تُكَنِّيَ اليهودي هو الآخر. ما هذا الخلق؟! وما هذا الدين العظيم؟! وَمَثُلَ عليٌّ واليهودي أمام شريح، فنظر شريح إلى عليّ وقال: يا عليّ ما قضيتك؟ قال: الدرع درعي، ولم أبع ولم أهب، فنظر شريح إلى اليهودي فقال: ما تقول في كلام عليّ؟ فقال اليهودي: الدرع درعي وليس أمير المؤمنين عندي بكاذب!! فنظر شريح إلى عليّ وقال: هل عندك بَيِّنة؟ قال: لا، وكان شريح رائعًا بقدر ما كان أمير المؤمنين عظيمًا، وقضى شريح بالدرع لليهودي، وأخذ اليهودي الدرع وخرج ومضى غير قليل. ثم عاد مرة أخرى ليقف أمام عليّ وأمام القاضي وهو يقول: ما هذا الدين وما أروعه؟! أمير المؤمنين يقف أمامي خصمًا أمام قاضي من قضاة المسلمين، ويحكم القاضي بالدرع لي، والله … ليست هذه أخلاق بشر، إنما هي أخلاق أنبياء، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، فَسَعِدَ عليّ، وقال اليهودي: يا أمير المؤمنين الدرع درعك، فقد سقطت منك فأخذتها، فنظر عليّ مبتسمًا وقال: أما وقد شرح الله صدرك للإسلام فالدرع مني هدية لك، هذا الأمن والأمان لمن؟! لأبناء يهود تحت ظلال الإسلام الوارفة. نجد أن أنواع الأمن مرتبطة بعضها ببعض
==فوائد الأمن ==
في ظلال الأمن تُعمَر المساجدُ وتُقام الصلوات، وتُحفَظ الأعراض والأموال، وتُؤمَّن السبل، وتُطَبَّق شريعة الله، وتُنشَر الدعوة إلى الخير، في رحاب الأمن يسود الاطمئنان، ويعمُّ الخير والرخاء، وتستقيم حياة بني الإنسان، ويَسُود العلم وتستمرُّ عجلة التنمية، ويزدهر الإنتاج، ولو انفرط عقد الأمن ساعةً لرأيت كيف تعمُّ الفوضى، وتتعطَّل المصالح، ويكثر الهرج، ويحكم اللصوص وقطَّاع الطرق، وتأمَّل فيمَن حولك من البلاد ستجد الواقع ناطقًا وعلى هذه الحقيقة شاهدًا. إن أمرًا هذا شأنه، ونعمةً هذا أثرها، لجديرةٌ بأن نبذل في سبيلها كلَّ رخيص ونفيس، وأن تُستثمَرَ الطاقات وتُسخَّرَ الجهودُ والإمكانات في سبيل الحِفَاظ عليها وتعزيزها، ومن هنا لا بُدَّ أن ندرك أن نعمة الأمن لا تُوجَد إلا بوجود مقوِّماتها، ولا تدوم إلا بدوام أسبابها
==== وفي النهاية ندعو ((اللهم اجعل مصر بلد أمن وأمان الى يوم القيامة بل وسائر بلاد المسلمين ))[