المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الديمقراطية اسم لا حقيقة له



شريف المنشاوى
09-11-2006, 05:05 PM
الديمقراطية اسم لا حقيقة له

لم تجد الديمقراطية في تاريخها كله رواجاً مثلما وجدت في عصرنا هذا؛ لقد كان معظم المفكرين الغربيين منذ عهد اليونان كثيري النقد لها، بل ورفضها، حتى إن أحد الفلاسفة البريطانيين المعاصرين ليقول: إذا حكمنا على الديمقراطية حكماً ديمقراطياً بعدد من معها وعدد من ضدها من المفكرين لكانت هي الخاسرة(1).

أما في عصرنا فإن الدعاية الواسعة لها أعمت كثيراً من الناس ـ ولا سيما في بلادنا ـ عن عيوبها التي يعرفها منظروها الغربيون. بل إن المفتونين بها المروجين لها صاروا يصورونها كالبلسم الشافي لكل مشكلات المجتمع السياسية وغير السياسية. لذلك رأيت أن أشارك في تصحيح هذه الصورة الكاذبة ابتداء بهذا المقال الذي أرجو أن يكون فاتحة لكتاب كامل عن مشكلات الديمقراطية والبدائل الإسلامية.

أول ما يؤخذ على الديمقراطية كونها اسماً لا حقيقة له؛ أعني أنه إذا وصف لك نظام سياسي بأنه دكتاتوري أو ديني مثلاً تصورت ما المقصود بهذا الوصف، وكانت صورتك الذهنية هذه مطابقة للواقع الذي يوصف بهذا الوصف. ولكن ليس كذلك الامر بالنسبة للديمقراطية؛ إذ إن الديمقراطية كما يدل عليها اسمها، وكما يعرفها كبار منظريها وساستها هي حكم الشعب. لكن الصورة الواقعية لما يسمى بالديمقراطية ـ مهما كانت حسناتها أو سيئاتها ـ ليست هي حكم الشعب:

أولاً: لأن مفهوم الشعب نفسه مفهوم غامض كما يرى بعض كبار منظري الديمقراطية. استمع إلى الأستاذ (روبرت دال) الذي ربما كان صاحب أشمل بحث أمريكي عن الديمقراطية، وهو الذي وُصف في غلاف كتابه هذا الذي ننقل عنه بأنه «من أبرز منظري زماننا السياسيين» وأنه نال على هذا الكتاب جائزتين كبيرتين:

«إن دعاة الديمقراطية ـ بما في ذلك الفلاسفة السياسيون ـ يتميزون بكونهم يفترضون مقدماً أن هنالك شعباً موجوداً فعلاً. إنهم يعدون وجوده واقعاً صنعه التاريخ. لكن هذه الواقعية أمر مشكوك فيه، كما كان مشكوكاً فيه في الولايات المتحدة عام 1861م، عندما حسم الأمر بالعنف لا بالرضى ولا بالإجماع. إن الافتراض بأن هنالك شعباً موجوداً، وما يبنى على هذا الافتراض من لوازم تصير جزءاً من النظرية الديمقراطية الخيالية»(2).

ثانياً: لأن الشعب لم يكن في يوم من الأيام ولن يكون حاكماً؛ ذلك أمر متعذر. وإليك بعض شهادات أهلها على ذلك:

إن الديمقراطية المثالية هي ما يسمى بالديمقراطية المباشرة التي يقال إنها كانت تمارس في أثينا، أول دولة ديمقراطية نشأت في القرن الخامس قبل الميلاد. تسمى بالمباشرة؛ لأن «الشعب» كان يجتمع في العام أربعين مرة ليناقش كل القضايا السياسية المهمة مناقشة مباشرة ويصدر فيها قراراته. لكنها مع ذلك لم تكن حكم الشعب:

1 - لأن الذين أسسوا النظام الديمقراطي كانوا فئة قليلة من الناس هم الذين قرروا من الذي يستحق أن يدخل في مسمى الشعب الحاكم ومن الذي لا يستحق، فاستثنوا النساء، والرقيق، وكل من كان من أصل غير أثيني مهما طال مكثه فيها؛ وعليه فلم يكن الذين لهم حق المشاركة السياسية إلا نسبة ضئيلة من المواطنين(3).

2 - كان يكفي لاعتبار الاجتماع منعقداً أن يحضره ستة آلاف مما يقدر بست وثلاثين ألف عضو، أي إن القرارات المتخذة فيه لم تكن قرارات تلك الفئة كلها التي أعطيت حق الحكم.

3 - كانت مدة الاجتماع لا تتجاوز عشر ساعات؛ فلم يكن بإمكان الناس جميعاً أن يشاركوا في المداولات، وإنما كان الذي يستأثر بالكلام بعض قادتهم، وكانت البقية تابعة لهم.

لما بعثت الديمقراطية مرة ثانية في القرن الثامن عشر في أوروبا كان من المتعذر أن تكون ديمقراطية مثل ديقراطية أثينا بسبب الازدياد الكبير في عدد السكان، وصعوبة اجتماعهم. ولكن بدلاً من أن يقال إن الديمقراطية بمعنى حكم الشعب غير ممكنة الآن، فلنبحث عن نظام حكم آخر يتناسب مع واقعنا. تحايل بعضهم فسمى ديمقراطية أثينا بالديمقراطية المباشرة، واقترح أن تكون الديمقراطية الحديثة ديمقراطية غير مباشرة، أو ديمقراطية تمثيلية، أي ديمقراطية يختار فيها الشعب فئة قليلة منه تكون ممثلة له وحاكمة باسمه. كان هذا التحايل ضرورياً؛ لأنه كانت هنالك أزمة سيادة: من هو الجدير بأن يكون السيد الآمر الناهي الذي لا معقِّب لحكمه؟ كانت هذه السيادة للملوك، وكانوا يعدون هذا الحق حقاً إلهياً أعطاهموه الله تعالى؛ لأن الناس كانوا قبل ذلك مؤمنين يعتقدون أن مثل هذه السيادة لا تكون إلا لله أو لمن أعطاها الله له. لكن الناس لم يعودوا يؤمنون بهذا بعد الثورة الفكرية الكبيرة التي حدثت في قرنهم الثامن عشر، والتي كانت في مجملها دعوة للانسلاخ من حكم الدين في كل مجال من مجالات الحياة. لم يكن هنالك من بديل لحكم الله أو لحق الملوك المقدس في الحكم، إلا أن يقال إن الحكم للشعب كله؛ فهو صاحب الكلمة الأخيرة فيما ينبغي أن يكون أو لا يكون. لكن الديمقراطية التمثيلية أو النيابية كانت بالضرورة أبعد من الديمقراطية المباشرة عن أن تكون حكماً للشعب؛ وذلك:

1 - لأن الحكم له معنيان: حكم تشريعي، وحكم تنفيذي. فبأي معنى يَحْكُم الشعب؟ لا يمكن أن يَحْكُم بالمعنى الثاني؛ لأن الشعب لا يمكن أن يكون كله رأس دولة أو مجلس وزراء أو قائد جيش، وكان الفيلسوف الفرنسي روسو أول من سخر من الديمقراطية بمعنى الحكم التنفيذي، فقال:

إذا أخذنا العبارة ـ يعني كلمة الديمقراطية ـ بمعناها الدقيق؛ فإنه لم تكن هنالك قطُّ ديمقراطية حقيقية، ولن تكون. إنه من المخالف للنظام الطبيعي أن تكون الأغلبية حاكمة والأقلية محكومة. إنه لا يتصور أن يكون الشعب مجتمعاً دائماً لقضاء وقته في تصريف الشؤون العامة. ومن الواضح أنه لا يمكن أن يكون لجاناً لهذا الغرض إلا بتغيير شكل النظام الإداري(4).

2 - لم يبق إذن إلا الحكم بمعنى التشريع؛ لكن الشعب ليس هو المشرِّع في الديمقراطية النيابية، وإنما هو الذي ينتخب من يشرع. ومرة أخرى نستمع إلى روسو ساخراً من هذا:

إن الأمة الإنجليزية تعتبر نفسها حرة؛ لكنها مخطئة خطأ فادحاً؛ إنها حرة إبَّان فترة انتخابات أعضاء البرلمان؛ وبمجرد أن ينتخبوا؛ فإن العبودية تسيطر عليها، فلا تكون شيئاً. وكيفية استفادتها من لحظات الحرية القصيرة التي تستمتع بها تدل حقاً على أنها تستحق أن تفقدها(5).

3 - لأن نواب الشعب ليسوا هم الشعب حتى لو كان اختياره لهم بالإجماع. ربما كان هذا معقولاً لو أن النواب يجتمعون للبت في قضية واحدة يعرف كل منهم رأي ممثليه فيها، أما والقضايا كثيرة ومعقدة وبحاجة إلى علم لا يتأتى لعامة الناس؛ فإن الحكم لا يكون حكم الشعب. نعم! إن كل نائب منهم يتجنب المشاركة في تشريع يعلم أن أكثر الناس في دائرته الانتخابية لا توافق عليه، وأنه إن شارك فيه فربما يفقد مقعده في الانتخابات التالية. لكن هذا قليل جداً من كثير.

4 - والمنتخبون لا يكونون في الواقع منتخبين بالإجماع الذي يقتضيه وصف الحكم بأنه حكم الشعب، وإنما ينتخبون بالأغلبية، والأغلبية ليست هي الكل، وما ترتضيه الأغلبية في دائرة معينة قد لا ترتضيه الأغلبيــة في دائــرة أخــرى، أو قد لا ترتضيه أغلبية الشعب لو كان انتخابه مباشراً، لكنه مع ذلك يعد ممثلاً للشعب وحاكماً باسمه.

5 - ثم إن الأغلبية لم تكن في بداية الديمقراطية هي أغلبية الشعب كله؛ فقد استثنوا منها النساء، واستثنوا بعض الفقراء، واستثنى الأمريكان الأرقَّاء، فلم يدخل النساء في مفهوم الشعب الحاكم الذي يحق له أن يصوِّت إلا في عام 1918م في بريطانيا، وعام 1920م في الولايات المتحدة، ولم يُعطَ السود هذا الحق إلا بتعديل للدستور الأمريكي في عام 1886م؛ ولكن حتى بعد شمول مفهوم الشعب الحاكم لكل المواطنين باستثناء الأطفال، ظلت بعض الفئات محرومة من حق المشاركة في الانتخابات. استمع إلى ما يقول هذا المؤلف الأمريكي في كتاب له حديث عن الديمقراطية: ملايين من الناس يبقون فاقدين حق التصويت كلياً أو جزئياً: مئات الألوف من المواطنين الذين يعيشون في واشنطن العاصمة، مليون ونصف مليون ممن ارتكبوا جنحاً وعوقبوا على ارتكابها؛ لكن ولاياتهم تحرمهم رغم ذلك من التصويت. عدة ملايين من الذين يعيشون في بورتوريكو وأقاليم فيدرالية أخرى، والملايين غير المحددة في أمريكا كلها الذين تضيع أوراق تصويتهم، أو تحسب خطأ، أو تحطم في كل انتخاب(6).

7 - وبما أن الانتخابات في أمريكا إنما يشارك فيها من سجل اسمه للمشاركة فيها قبل بدئها، وبما أن كثيراً من الناس لا يسجلون أسماءهم؛ فإن الأغلبية إنما تكون أغلبية من صوتوا ممن سجلوا ممن يحق لهم أن يصوتوا. وقد كانت هذه النسبة في انتخابات عام 2000م كالآتي كما جاء في تقرير حكومي رسمي:

من مجموع عدد الناس البالغ 203 مليون والذين كانت أعمارهم 18 عاماً أو أكثر، 186 مليوناً منهم مواطنون، سجل منهم للانتخابات 130، وصوَّت منهم 111، وعليه فقد كانت معدلات تصويت السكان الذين أعمارهم 18 عاماً أو أكثر 55% من مجموع السكان، و60% من المواطنين، 86% من المسجلين(7).

■ الديمقراطية الليبرالية:

هنالك أمر لا يتفطن إليه كثير من الناس هو أن الديمقراطية في البلاد الغربية ليست ديمقراطية خالصة مطلقة وإنما هي ديمقراطية مقيدة بالليبرالية. ما معنى هذا؟ الليبرالية نظرية سياسية فحواها أن المجتمع يتكون أساساً من أفراد ـ لا من طبقات ولا من أسر ولا من أي تجمعات أخرى. وبما أن الفرد هو أساس المجتمع، وبما أن له ـ بوصفه فرداً ـ حقوقاً أهمها حريته، فإنه لا يجوز للحكومة ولا لفئة من الشعب، بل ولا لأغلبية الشعب أن تتغول على حريته. ولذلك فإنهم يدعون إلى ما يسمونه بالحد الأدنى من الحكومة، أي إن الأساس هو أن يترك الأفراد أحراراً يختارون ما شاؤوا؛ فعلى الدولة أن لا تتدخل إلا تدخلاً اضطرارياً الغرض منه حفظ حقوق الأفراد التي قد يتغول عليها بعضهم. ويحذرون لذلك مما يسمونه بدكتاتورية الأغلبية. كنت أنوي الاستدلال على ذلك بكتابات عدد من الساسة والمنظرين الغربيين ولا سيما الأمريكيين منهم، لكن أغناني عن كل ذلك كلام وجدته لواحد منهم معروف اسمه (ليبمان) قال عنه مقدمو الكتاب الذي نشروا فيه مجموعة من مقالاته، والذي ننقل منه النصوص التالية: «إنه ربما كان أعظم مفكر سياسي أمريكي في القرن العشرين»(8) فإليك بعض ما قال مما نحن بصدده:

«يجب في رأيي أن نرفض القول بأن مبادئ الحرية والعدالة والحكم الصالح إنما تتمثل في حكم الأغلبية.

هنا يكمن أصل المسألة. لقد كان [الرئيس] واشنطن يعتقد أن الشعب يجب أن يحكم، لكنه لم يكن يعتقد أنه بسبب حكم الشعب تتحقق الحرية ويتحقق العدل والحكم الصالح. كان يعتقد أن الشعب ذا السيادة لا يؤتمن ـ كما لم يؤتمن الملك ذو السيادة الذي كان هو خلفاً له ـ على السلطة المطلقة.

إنه لم يخدع نفسه.... إنه لم يكن يؤمن بما صار الآن الأديولوجية الديمقراطية السائدة: أن كل ما رأت جماهير الناس أنها تريده فيجب أن يقبل على أنه الحقيقة.

لقد كان يعلم أنه لا ضمان من أن يتحول حكم الشعب إلى حكم قهري، تعسفي، فاسد، ظالم وغير حكيم. إن الشعب أيضاً يجب أن يكبح جماحه. إنه كغيره يجب أن يحاسب. إنهم كغيرهم يجب أن يعلموا. إنهم كغيرهم يجب أن يرفعوا فوق مستوى سلوكهم المعتاد»(9).

سيقول الديمقراطي الملتزم بمبدئه: لكنكم بهذا تضعون سلطة فوق سلطة الشعب؛ والمبدأ الديمقراطي هو أن السلطة للشعب، فلا أنت إذن يا ليبمان ولا واشنطن من قبلك بديمقراطيين. سيرد ليبمان بأنكم تحاجوننا بالديمقراطية الخالصة التي تؤمن بسيادة الشعب إيماناً مطلقاً، لكن الديمقراطية التي أتحدث عنها وأدعو إليها هي الديمقراطية الليبرالية التي تحد من هذه السلطة.

سيذهب بعض الليبراليين الذين جاؤوا من بعد واشنطن بعقود إلى أبعد مما ذهب إليه فيؤكدون أن الليبرالية عندهم هي الأساس، وأنه إذا حدث تعارض بينها وبين الديمقراطية فينبغي التضحية بهذه لا بتلك. فهذا هو المفكر الليبرالي هايك يقول بعد أن دافع عن الديمقراطية دفاعاً قوياً، وبعد أن بين ضرورة الليبرالية لها في كتاب له نال شهرة واسعة قبل خمسين عاماً:

لا أريد أن أجعل من الديمقراطية وثناً يُعبد؛ فربما يكون حقاً أن جيلنا يتحدث ويفكر أكثر مما يجب عن الديمقراطية، وأقل مما يجب عن القيم التي تخدمها.... إن الديمقراطية في جوهرها وسيلة. إنها أداة عملية لضمان الأمن الداخلي والحرية الشخصية. فليست هي بهذه المثابة معصومة ولا مضمونة. كما يجب أن لا ننسى أنه كثيراً ما تحقق قدر من الحرية الثقافية والروحية في ظل حكم مطلق أكثر مما تحقق في بعض الديمقراطيات»(10).

■ موقفنا من النظم التي تسمى بالديمقراطية:

النظم السياسية التي تسمى بالديمقراطية ليست هي إذن ديمقراطية بمعنى أن الحكم فيها للشعب، وإنما هي نظم سياسية مختلفة وإن كان بينها خصائص مهمة مشتركة. فمن الخطأ إذن تعريف الديمقراطية بأنها نظام الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو فرنسا أو غيرها من الدول الغربية. وعليه فإذا كان من حق هذه الدول أن تجتهد وتختار لنفسها ما تراه مناسباً لها من تفاصيل المؤسسات والقيم السياسية، مع أنها جميعاً تتسمى بالديمقراطية، أفلا يكون من حقنا أيضاً أن نختار من المبادئ والقيم السياسية ما نراه مناسباً لهويتنا وواقعنا ووسيلة أحسن لتحقيق أهدافنا، سواء كان فيه ما يشابه النظم الديمقراطية أو يخالفهأ؟ بلى! بل إن هذا لهو المسلك الطبيعي لكل أمة تقضي بعقلها وتحترم نفسها وتعتز بهويتها وأصالتها.

وعليه فإذا أرادت دولة من دولنا أن تختار لنفسها نظاماً تراه معبراً عن هويتها ومناسباً لعصرها، فيجب أن تبدأ بتقرير المبادئ والقيم التي تريد للدولة أن تلتزم بها، ثم تبحث بعد ذلك عن المؤسسات المناسبة لعصرها وظروفها التي يمكن أن تحمل تلك القيم وتعبر عنها. يمكنها مثلاً أن تقول إنها تريد لدولتها أن تتميز بخصائص منها اختيار الأمة لحاكمها، وسيادة حكم القانون، وحرية الرأي، وأن يكون كل هذا في نطاق ما تؤمن به من منهج في الحياة لا يلزم أن يكون مماثلاً لمناهج الحياة الغربية. فإذا كانت أمة مسلمة جعلت كل ذلك في نطاق هدي الكتاب والسنة، وأضافت إليه أموراً مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمحافظة على الدين والدفاع عنه، وهكذا. إنه لا يلزم من موافقة الديمقراطية الليبرالية الغربية في بعض الجزئيات أن يأخذ الموافق سائر ما فيها، أو أن يتبنى فلسفتها، أو يتسمى باسمها. ثم إن ما في الديمقراطية من حسنات ليس خاصاً بها ولا مرتبطاً بها، بل يمكن أن تخلو هي منه كما يمكن أن يوجد في غيرها، بل قد وجد الكثير منه حتى في حياة جاهليتنا العربية! لكن المجال الآن ليس مجال التوسع في هذا الأمر.


--------------------------------------------------------------------------------

(*) رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة.

(1) Ross Harrison, Democracy, Routledge, London and New York, 1995, p.3.

(2) Robert A. Dahl, Democracy and its Critics, Yale University Press, 1989, pp. 3-4.

(3) Ibid p. 17.

(4) العقد الاجتماعي، الكتاب الثالث، الفصل الرابع، ص 239.

(5) المصدر نفسه، الفصل 15، ص 266.

(6) Jamin B. Raskin, Overruling Democracy, Routeledge, 2003, p.9.

(7) Source: U.S. census bureau.

(8) Clinton Rossiter & James Lane, editors, The Essential Lippman: A Political Philosophy for Liberal Democracy, Harvard University Press, 1982, p. xi.

(9) Ibid pp. 4-5.

(10) F.A. Hayek, The Road to Serfdom, University of Chicago Press, 1994, p.

78.
.....................
منقول

mol7ed
09-14-2006, 03:38 AM
اكتفى ان اقتبس عنوان موضوعك ..


الديمقراطية اسم لا حقيقة له

عند العرب والمسلمين اوفقك تمام !

امروءالقيس
09-14-2006, 10:35 AM
خطا مع احترامي لمن يرى صحة العنوان ! فهي موجودة ويمارسونها بكل شفافية واحترام للقانون الوضعي !
الديمقراطية المزعومة جاءت نتاج حروب طاحنة بين الغرب وصناع احداثه الدامية واتت لكي تحقن الدماء ويتوحدون ضد عدوهم الاخر:
( الاسلام ) .

انسان
09-14-2006, 12:04 PM
العيب ليس في فكرة الديموقراطية بل في كيفية تطبيقها وهذه هي مشكلة جميع الشرائع

مجدي
09-14-2006, 08:03 PM
العيب ليس في فكرة الديموقراطية بل في كيفية تطبيقها وهذه هي مشكلة جميع الشرائع
بل العيب في الدمقراطية لان الاخلاق والحياة العامة ستكون عرضة للتغير واذا تغيرت الاخلاق لا يبقى اخلاق اذ الاخلاق أخذت مصداقيتها من الثبات لركائزها الاساسية .
خلاصة الدمقراطية ان طبقت في احسن وجوهها انها رأي الاغلبية .
فحسب دمقراطية قوم لوط عليه السلام تصبح المثلية امرا مباحا ويستغرب الفطرة بين الناس كما يحدث الان باسم الدمقراطية في اوروبا .

هذا فقط مثال .
الامر الأهم ان الدمقراطية تساوي بين العالم والجاهل وبين العاقل والمعتوه فكل واحد منهم له صوت ويقال بالمثل :
: ماذا سينفعك عقلك . ان كان ربعك ( قومك )مجانين
والدمقراطية هي عكس الاستقرار الذي ينبغي ان يكون لتسن الدساتير .
فالدساتير يجب ان يكون الجمود هو اساسها والليونة في فروعها الا ان الدمقراطية تغير الاصل !! فيصبح الممنوع مسموح تبعا لتغير الاصل لا لتغير النظرة للفرع .


ثم ان الدمقراطية الموجودة الان هي اسمية فقط لانها اصبحت دمقراطية من الباطن !!!!

انسان
09-17-2006, 11:19 PM
الزميل مجدي كيف تغير الديموقراطيه الأخلاق أرجو التوضيح ؟وماالذي يجعل الأخلاق الكانت سائده قبل التغير المدعى هي الصحيحه؟بمعنى لما لاتكون الأخلاق المتغيره متغيره نحو الأفضل؟ تحياتي

مجدي
09-18-2006, 10:35 AM
الزميل مجدي كيف تغير الديموقراطيه الأخلاق أرجو التوضيح ؟وماالذي يجعل الأخلاق الكانت سائده قبل التغير المدعى هي الصحيحه؟بمعنى لما لاتكون الأخلاق المتغيره متغيره نحو الأفضل؟ تحياتي
الاخلاق قما أخبرتك أخذت مصداقيتها من الثبات . لان الناس يتفقوا عليها بشكل عام ولا يعتد فيها للشاذ عن ذلك .
وكلما اتسعت الشعوب في الاتفاق على الاخلاق كلما أخذ مصداقيته . فمثلا : كل الشعوب تعرف ان السرقة او الاغتصاب او القتل بلا سبب كلها اعمال لا أخلاقية ولا يختلف أحد على ذلك . اين تنبع المشكلة ؟
المشكلة تنبع اذا اصبحت هذه الاخلاق لا ينظر لها بعين الاعتبار تحت اسم الحرية الشخصية . ومعروف ان لا دولة تعتبر بالحرية الشخصية المطلقة وانما تنبع الحرية الشخصية من قوة ابراء قانونية تبيح ذلك . في أغلب الدول القوانين تراعي في تشريعاتها الاخلاق العامة للناس وتضعها في سلم اولوياتها . ولكن اذا اقر القانون مثلا حرية الجنسية خارج نطاق الاسرة تحت مسمى الدمقراطية والحرية الشخصية فان الدمقراطية الغت هذا الاعتبار للأخلاق الذي يعتبر هذا العمل غير مرغوب .
اذا أصبحت الأخلاق لا قيمة لها عند المجتمع واصبحت تابعة وليست اصلا في التشريع .
ومن المعروف ان الاخلاق قسمين الاول فطري يعرف الانسان به طبيعة من خلال حياته فانك ان حدثت لصا محترفا هل انت سعيد بما تقوم به ؟ او قل له ما رأيك لو وفرت لك الاموال التي تسرقها بطريقة أخرى فانك ستجد انه ينظر للسرقة بنظرة سلبية وهذا امر معروف , اذ ان الناس لا يقبلوا بالسرقة المجردة .
المشكلة ان الدمقراطية تعطي هؤلاء قوة قانونية للجريمة وليس فقط للأخلاق .
ففي الولايات المتحدة الامريكية كانت تخصم الرشاوي التي تدفع لافراد خارج الولايات المتحدة من اجمالي الدخل الخاضع للضريبة بشكل مصاريف . ومعروف ان هذه الرشاوي لو ثبت ان حصلت داخل الولايات المتحدة لعوقب فاعلها بالسجن .
اذا فالذي ابرء الراشي من الجريمة هو القانون الدمقراطي التي وضع من اجل مصلحة الاقتصاد الامريكي .
ومن امثلة ما يخص حياتنا اليومية تحديد ما يمكن ان يتدخل رجل الأمن في الحالات اللاأخلاقية فهل ترى ان كان انسان يرى انه يحق له التصرف امام الناس بطريقة معينة يمكنه فعل ذلك ان لم يكن متاحا له قانونيا ؟
لان الدمقراطية لا تلتزم بحدود معينة في تدخلها وجعل سلطة الناس سلطة مطلقة فان القوانين ستكون وفقا للأغلبية ومن هنا يمكنك ان تعرف الى أي جيحيم يقاد الناس تحت الاسم اللامع.

والنوع الثاني من الاخلاق هي اخلاق متعلقة بعادات وتقاليد او اخلاق تتصل بالالتزام بدين معين و هذه الاخلاق لا قيمة لها في ميزان الدمقراطية المطلقة بل قد يمنع الالتزام بها كما حدث في فرنسا وكما يحدث في العديد من البلاد بمنع الصلاة في الاماكن العامة فان كانت الدمقراطية لا تعترف بالاخلاق العامة التي اتفق عليها البشر فكيف ستعترف بالاخلاق التي تنبع من التربية ؟ بالطبع ينتج عن ذلك اشاعة الشذوذ الجنسي بشكل علني وقد يستنكر المجتمع الدعوات للشاذين بالاعتراف بهم ولكن مجرد اعلانهم مرات سيتقبل المجتمع ذكر اسمهم ويجد ان المشكلة اصبحت عامة ومن ثم قد يعترف بهم تحت اسم الحرية الشخصية كما في معظم دول اوروبا بل ان منظمة العفوا الدولية وضعت قسما خاصا لحماية الشذاذ . ليس من اجل حمايتهم من عقوبة ولكن حمايتهم لممارسة شذوذهم والاعلان عنه !!!!!
ومن الاخطار التي تهدد المجتمعات ايجاد التشريعات التي تنهي المسؤولية الاخلاقية في الاسر كمسؤولية الاب عن زوجته وابنائه ومسؤلية الابناء عن ابائهم حال كبرهم وهذه الامور اخذت تنتشر في المجتمعات بشكل نسبي ومتوازي مع التشريعات .

ولهذا لن يصبح للأخلاق قيمة في هذه المجتمعات بل سيصبح للدولة خلقا مشوها يرى ان الاعتراض على الشذاذ هو اللاأخلاقي لا الاعلان عن الشذوذ .
والامر واضح في العديد من الدول في العالم ومعروف في تشريعاتهم والان لعلك تعرف ان مشروعا للمثلية سيطرح في امريكا تحت اسم الليبرالية والحرية الشخصية وهو من البرامج الانتخابية للحزب الرئيسي المعارض الذي يحتمل فوزه في الانتخابات القادمة . ومن ثم اذا اقر في الولايات المتحدة فما هي الا بضع سنوات حتى تربط المساعدات للدول الفقيرة بالاصلاحات وحقوق الانسان بثوبها الجديد .

انسان
09-18-2006, 10:37 PM
كلام جميل فعلا يازميل ولكنك عدت إلى خطأ التطبيق وندعوه خطأ نحن عامة الشرقين .ليس للديموقراطيه تشريعات ثابته لكل الشعوب وذلك لتباين عاداتهم وتقاليدهم . مثلا يازميلي العزيز الزنا انا أرى أنه أقبح الأفعال مطلا ولو كنت مشرعا لجعلت عقوبته القتل على أقل تقدير وأعتقد ان هذا هو رأي الأغلبيه الساحقه في مجتمعاتنا العربيه وذلك طبقا للأعراف التي تشكل جزء لا يتجزء منا .انتظر البقية...‏

انسان
09-19-2006, 07:59 PM
ولكن في الجهة المقابل يوجد شعوب أخرى لا ترى فيه عيبا أبدا هو بالنسبة لها ليس أكثر من شرب الماء . ويوجد أمثله كثيره لإختلافات عميقه جدا بين المجموعات البشريه من ناحية الأخلاق.بالتالي الدستور الذي يصنعه شعب ما يصلح له هو فقط.وفي الختام أريد أن أسألك سؤال مهم جدا في رأيي هل الأخلاق من صنع الشعب أي متفق ومجمع عليها أم أن هناك قانون يجبرهم على إتباع هذه الأخلاق

انسان
09-19-2006, 08:23 PM
ولكن في الجهة المقابله يوجد شعوب أخرى لا ترى فيه عيبا أبدا هو بالنسبة لها ليس أكثر من شرب الماء . ويوجد أمثله كثيره لإختلافات عميقه جدا بين المجموعات البشريه من ناحية الأخلاق.بالتالي الدستور الذي يصنعه شعب ما يصلح له هو فقط (هنا أقصد الدستور الذي أنشيء ديموقراطيا).وفي الختام (في الختام أنا شخصيا لا أرى أي ضرر من تغيير الشعب لأخلاقه وذلك نظرا لأنه هو الذي أوجدها في البدء

مجدي
09-19-2006, 08:36 PM
اذا هل تخبرني عن مجتمع لا يسمي الزنا فاحشة ؟

مجدي
09-19-2006, 08:46 PM
او بطريقة أخرى اي مجتمع يحل السرقة او قطع الطريق او القتل .
اعرف انك خلطت بين اصل الاخلاق وبين تبعات الاخلاق وارتباطها بالدين والتقاليد ...
راجع المداخلة الاخيرة التي شرحت لك هذا الامر .

انسان
09-20-2006, 02:03 PM
الزميل مجدي نعم الناس يتشابهون في بعض الأخلاق أنا معك ولكنهم يختلفون في أخرى. أما بالنسبة للزنا نعم هناك بعض القبائل الأفريقيه وهي قبائل كبيره لا يرونه فاحشه أبدا وقد سمعت هذا الكلام من بعض أفرادها شخصيا .(في الحقيقة أنا كنت مثلك لم أكن أعتقد أن هناك نفسا سوية تقبل بذالك) ولكن هذا ما وجدته.وإلا أرجو منك أن تعطيني سبب علمي قوي واحد يمنع الزنا ولن أعتبره مرتبط بأخلاق بل عاده ضاره يجب التخلص منها

مجدي
09-20-2006, 05:26 PM
بالنسبة لما ذكرته عن القبائل الافريقية فهو امر غير صحيح ومن أخبرك به اطلب منه التوثيق .
اما ما يتشابه بين الناس فهو اصل الاخلاق لانهم بشر.
وهذا المتفق عليه هو ما يناقش تحت بند الاخلاق .
الاخلاق التي تتبع دين او عرف انما تقاس بالمقياس الذي وضعت لأجله

انسان
09-21-2006, 12:30 PM
إذا لم تصدقني هذا من حقك في الحقيقه أنا لا أعرف مرجعا يجعلك تتأكد من صدق كلامي. ولكن إذا كنت تعرف واحدا من الإخوه السودانيين يمكنك أن تسأله عن عادات القبائل الأفريقيه التي تسكن جنوب السودان . في موضوع الديانه الجينيه ذكر أحد الزملاء أن هناك ديانه أفرادها يعتقدون أن الإنسان يجب أن يكون عاريا.ما رأيك؟