المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثمن إنكار علم الله المطلق



عبد الواحد
09-18-2006, 07:31 AM
لست منكر للسنة وليست السنة هى سنتكم أنتم فقط تصنفونها على حسب هواكم بالصحيح والضعيف والموضوع نعم سنتك ليست هي سنتنا وصفات الله عندك لا علاقة لها بقرآننا. ولأنك لم تقدم أي منهج علمي تصحح به الأحاديث يكفينا أن نعرض منهجك المتلون المتناقض في تصحيح ما هو أعظم من الأحاديث. إذا كنت ترمي بأقوال متناقضة فيما بينها ومناقضة للنقل والعقل في نعت صفات الله .. فمن الطبيعي ان تفعل نفس الشيء في الحديث.


ثمن إنكار علم الله المطلق
قال الزميل ابن المصري أن الله اصطنع موسى لنفسه واصطنع الطفل الثاني ليكون صالحاً, وبهذه البساطة يهدم كل قوله السابق والذي بسببه أثار زوبعة في فنجان. وبهذا نستهل سلسلة التناقضات:
التناقض الأول :
1- الزميل قال من قبل أن الله ظالم إذا اصطنع أطفالاً للجنة دون غيرهم.
2- لكنه غير رأيه عند الحاجة فقال (الطفل صناعة ربانية فلابد أن ينشأ كما أراد الله)

التناقض الثاني :
1- قال أن الله يجهل حقيقة الأطفال لعدم وجود نفس متكونة (هذا تعبيره)
2- ثم ناقض نفسه وقال الله استنتج ما سيفعل الطفل لو كبر لأنه "واد شيطان" (دائماً حسب تعبيره)

التناقض الثالث:
1- يناقش هنا الزميل الخيرية بين العبد الذي كبر وبن الطفل الذي مات صغيراً. (في قصة الخضر)
2- لكنه في موضوع خيرية النبي (ص) يحاول القول انه لا توجد مقارنة بين البالغ والطفل عند الله.

التناقض الرابع :
1- الزميل يقول أن الله جاهل بعمل بشر غير موجودين
2- وهذا مناقض لقوله تعالى (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)

التناقض الخامس:
1- قال الزميل أن الله قتل الطفل لمجرد الشك فيه فقال (ربما كان سيرهق والديه). "ربما" : مجرد ظن.
2- وهذا مناقض لقوله تعالى ( إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا )

تناقضات لا تنتهي ... بعضها فوق بعض والبقية آتية...

إذاً مما سبق نفهم من الزميل أن الله يحكم في ملكه بالباطل, لان (الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) والحق هو ضد الباطل.
الزميل يدعي أن الله يظن ويقول "ربما" ويقضى بالموت على عبده بالباطل.
الزميل حاله كحال من قال الله فيهم : (طَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ )

أساليب الهروب من السؤال :
أطال الزميل في وصف الطفل الثاني وصلاحه رغم انه يعلم جيداً أن الخلاف ليس عن علم الله بالطفل الثاني.
حين نقارن بين عبدين لا يكفي أن تعلم طرف واحد وتشك بالثاني لان (الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)

وكعادة الذين يتطاولون على الله لو قرأت كلامهم تجدهم أجهل الناس بأبسط قواعد العقل.
مختصر كلام الزميل هو التالي (الله علم يقيناً مَن الأتقى لكنه لم يكن متيقناً من تقوى الأول ) !
وهذا لا يقوله عاقل لان المقارنة والتفضيل بين اليقين والمحتمل - التفضيل نفسه - يفتقد إلى اليقين ويدخل في دائرة الظن.
إذاً المقارنة حتى تصبح يقين لابد أن تكون كل أطرافه يقين, هذا ليس رأي يقبل النقد بل قانون رياضي وإياك أن تتفلسف فيما تجهل.

لم لا تستقر على رأي؟
1- هل الطفل الذي مات له نفس متكونة كما قلتَ سابقاً أم ليس له نفس متكونة كما قلتَ لاحقاً؟ وما هو مرجع الشرعي
2- هل الله علم يقيناً ان الطفل سيفجُر أم ظن فقط وقال (ربـما) ؟
3- هل التفضيل بين الطفلين هو عن يقين أم عن ظن؟
4- هل سعادتك تختلف مع القاعدة الرياضية التي تقول (المقارنة تصبح ظن إذا كان على الأقل طرف من أضلاع المقارنة ظن)


وأمامك خيارين :
1- لو قلت أن الله فضل بين الطفلين عن ظن, بذلك تدعي أن الله يقضي في ملكه بالباطل وليس بالحق لان (الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)
2- لو قلت أن تفضيل الله بين الطفلين هو يقين إذاً لابد أن تقبل أن الله كان متيقناً مما سيفعله الطفل الأول الذي لم يكبر قط.

خيارين لا ثالثة لهما : إما أن تتطاول على الله وتدعي انه يحكم في ملكه بالباطل أو تقبل أن الله يحكم في ملكه بالحق الذي يعلمه يقيناً وإن لم يقع قط ون لم يكبر الطفل قط.

-------


ملخص التناقضات
ما هو الثمن الذي دفعه الزميل حتى ينتصر لباطله؟ أفضل طريقة هو عرض أقواله بالترتيب والتي ينقض بعضها بعضاً:
الثمن 1 : مناقضة العقل
في الأول أخترع الزميل قاعدة لم يقلها عاقل ولا مجنون من قبل, فقال (العلم الذي لا يُبنى على حيثيات زمانية ومكانية هو وهـم وليس علم)
ولو قبل العالم هذا القول لما تعلم الرياضيات لأنه حسب فلسفة الزميل ذلك العلم هو وهم. وسرعان ما سيتراجع عن هذا القول لاحقاً.

الثمن 2 : مناقضة القرآن الذي يثبت أن الله يعلم بحدث غير واقع.
· (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ)
· ( قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ )
· ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ )
· ( لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ )
· ( قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا )
· (بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)
· ( قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا )
· ( قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا )
· الخ...
كل هذا العلم في رأي الزميل هو وهم لأنه بدون حيثيات زمانية ومكانية.
وبعد أن انتبه إلى شطط قانونه العجيب تراجع عنه لكنه جاء بشرط جديد.

الثمن 3 : من عند هواه أضاف الزميل شرطاً يحصر علم الله.
اشترط أن يكون الشخص بالغاً حتى يتمكن الله من استنتاج ما سيفعله في واقع لم يحدث. وادعى من محض خياله (أن الله يجهل حقيقة الأطفال لعدم وجود نفس متكونة) . ثم ناقض هذا الشرط فيما يلي:

الثمن 4 : الشرط الجديد مناقض للقرآن أيضاً
قال تعالى : ( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا )
وجد الزميل نفسه في مأزق إذ ان شرطه الجديد انهار لان الغلام لم يبلغ سن التكليف. فأسقط الشرط السابق أو نسيه:

الثمن 5 : مناقضة الزميل لشرطه الذي وضعه بنفسه
بعد أن قال أن الله يجهل حقيقة الطفل, الآن قال انه علم حقيقة الطفل لأنه( واد شيطان) حسب تعبيره.
طبعاً لستُ بصدد مناقشة المستوى العلمي لكلام الزميل بل فقط أعرض سلسلة السفسطات التي تناقض بعضها.

الثمن 6 : (تراجع آخر عن التراجع السابقة الذي سبقه تراجع آخر)
بغض النظر عن طرق الاستدلال, الزميل لاحظ لو توقف عند هذا الحد سيضطر أن يقبل علم الله بالأطفال الذين لم يمتحنوا قط. ولأنه يقاتل من اجل نسب الجهل لله والعياذ بالله, تراجع في هذه أيضاً فقال أن الله ليس متيقناً من فجور الطفل الذي أمر بقتله بل قال (ربما).

الثمن 7 : الإدعاء أن الله يقضي في ملكه بالباطل
بما أن الزميل ادعى أن الله ليس له يقين بما سيفعله الطفل بل فقط شك قوي, هذا يعني أنه يتهم خالقه انه يتصرف دون حق.
فالله يقول ( إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ) مهما يكن ذلك الظن قوياً فهو لا يغني من الحق شياً.
ومن يقضي بسبب ظنه فقد قضى بالباطل.

الثمن 8 : مناقضة أخرى للقرآن
قال الله : الأحقاف {3} مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ
إذاً الأجل المسمى الذي كتبه الله على الطفل في قصة الخضر هو قضاء بالحق.
والزميل يقول هو قضاء بسبب الظن الذي لا يغني من الحق شياً.

الثمن 9 : وصف الزميل خالقه بأنه يقارن بين شخصين دون العلم بكليهما:
قال الله ( فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا)
والقاعدة تقول المقارنة تصبح ظناً إذا كان على الأقل طرف من أضلاع المقارنة ظن.
والزميل يقول إن الله قارن بين طفلين رغم انه "يشك" في حقيقة الطفل الأول. (دائماً حسب كلامه)
إذاً (خَيْرًا مِنْهُ ) في فهمه تعني (ربـمــا خير منه)

الثمن 10 : مراوغة أخرى فاشلة قادت إلى تناقض آخر مع القرآن
حاول الزميل أن يغير من شرطه مرة أخرى فقال أن الله لا يعلم ما سيفعله العبد الذي لم يخلق قط.
وهذا مناقض لقوله تعالى (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)

الثمن 11 : مناقضة القرآن في مسألة علم الله بكل ما خلق.
الله يقول (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) والزميل يقول الله يجهل بعض ما خلق من أطفال.

الثمن 12 : نفي صفة الغنى عن الله.
قال الزميل أن الله يحتاج إلى تجربة ما خلق حتى يعلم ما كان سيجهل لو لم يجربه, وهذا مناقض لصفة الغنى إذا يرى أن صفة العلم عند الله فقيرة وتحتاج إلى تجربة.

الثمن 13 : نفي صفة الكمال عند الله.
الزميل يرى أن صفة العلم عند الله ناقصة تقبل الزيادة. يرى أن علم الله سيكون اكبر إن شاء خلق ضعف ذرية آدم وعلمه سيكون أقل إذا شاء أن يخلق نصف الذرية.
وهذه مناقضة للنقل لان من شروط الالوهية الكمال المطلق في الذات والصفات. أما مناقضة العقل فهو الثمن التالي المُستوجب دفع:

الثمن 14 : مناقضة العقل في وصف نقصان علم الله
اخترع الزميل قانوناً جديداً يقول (الله يعلم فقط الغيب الذي شاءه لكنه يجهل ما لم يشأ. )
وهذا كلام لا يقوله عاقل, لان المشيئة لابد أن يسبقها علم.

الثمن 15 : مناقضة قوله ( رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ )
الله اختار بين ما شاء وقوعه وبين ما لم يشأ وقوعه. والاختيار لا يكون دون العلم بالهدف المتروك.
أما الزميل يقول أن الله يجهل ما لم يشأ, وبالتالي يناقض الآية وينفي اختيار الله لما خلق.

الثمن 16 : الحد من مشيئة الله
بما أن الزميل حصر علم الله في ما خلق فقط هذا يعني أن مشيئته أيضاً محصورة في ذلك الخلق وانه عاجز أن يشاء شيء آخر . لماذا؟ لان المشيئة تنتهي حيث انتهى العلم ولان العاقل لا يشاء ما يجهله.

الثمن 17 : الخوض في ذات الله
حاول الزميل شرح كيفية علم الله لما خلق, فذهب يحدد ما يعلمه الله وما يجهله, وهذا خوض في ذات الله بأن خاض في صفاته.
ومتى سمعت أحد يتحدث عن موانع تحد من علم الله, هذا يعني انه افترض ضمنا معرفته بكيفية علم الله,
فتارة يتخيل علم الله بالبشر كعلم الطبيب النفسي بمرضاه وتارة يتخيل علم الله كعلم المهندس الذي يستنتج من تجربة.
ثم أدعى - تطاولاً- أن تلك الكيفية -التي تخيلها - هي قاصرة تحدها الموانع التي حددها - أيضاً من خياله-.

الطامة أن الزميل غير تلك الشروط والموانع أكثر من خمسة مرات وكل مرة يناقض النقل والعقل.
يقول الله جاهل لهذا السبب ويذكر شرطاً من عند هواه
فيكتشف خطأه فيغيره ويقول الله جاهل لهذا السبب ويذكر شرطاً آخر
فيكتشف خطأه فيغيره ويقول الله جاهل لهذا السبب ويذكر شرطاً ثالثاً
...
وهكذا إلى أن يهده الله.

ناصر الشريعة
09-24-2006, 12:03 AM
جزاك الله خيرا .

ابن المصري هذا ينطبق عليه ما وصف به نفسه حين قال عن نفسه أنه " نصف عاقل " و " نصف متعلم " . فماذا ينتظر العاقل من "نصف العاقل" ، والمتعلم من "نصف المتعلم "

ابن المصري هذا يصف الله بالجهل بكل ما يستقبل من أفعال عباده ، ولكنه بدل أن يقول إن الله يجهل ، يقول إن الله لا يعلم . ويظن بذلك أن الناس أغبياء مثله ونصف عقلاء فتروج عليهم مصيبته ورقاعته .

يا ابن المصري لقد دخل عليك شهر رمضان ، فارجع إلى بيوت الله ومساجد الله وتعلم العلم من أهله قبل أن يزول جميع ما بقي لديك من نصف العقل. وإن كنت أظنه قد زال حقا .

عبد الواحد
09-26-2006, 07:59 PM
جزاك الله خيرا .وجزاك الله خيراً أخي الحبيب