المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلخيص ؛ إلى كل فتاة تؤمن بالله .



شريف المنشاوى
11-08-2006, 04:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى كل فتاة تؤمن بالله :
للحق دائما شارة يعرف بها ، يتبينها كل مخلص فى طلبه ، صادق فى الاتجاه الى فهمه ،
وللباطل دائما ميعة و التواء يتبينهما كل ذى نظر و فهم ، مهما جاء مكتسيا به من أقنعة الحق و الرشاد .
الحق يناجى العقل دائما ،
أما الباطل فإنما يحاول أن يتسلل خفية منه إلى رغائب النفس !..
و الحق يتعامل مع الناس بالادلة و البراهين الحرة ،
أما الباطل فيستعين للوصول الى نفوس الناس بالكاريكاتير الساخر او التشويه الكاذب او الصور المستبشعة !..
و الحق قد يأتى ثقيلا فى وطأته على النفس ، و لكنه يتسم فى مقابل ذلك بالترفع عن أى غرض خفى أو حاجة مستكنة ،
أما الباطل فقد يكون خفيفا فى وطأته على النفس ، و لكنه يستبطن فى مقابل ذلك غرضا خفيا يستهدف إليه بكيد و خداع
و أثقل ما فى الباطل أن صاحبه يصطنع له من البراهين ما يعلم أنه ليس إلا مصانعة و تلبيسا ، فهو لا يفتأ يصانع فى الكلام و يشقق له المذاهب و الأشكال ، طمعا فى أن يصدق الناس ظاهر ما يقول و يذهلوا عن باطن ما يهدف إليه .
إذن تابعينا - يرحمك الله - فى هذا الموضوع لنستبين معا أين الحق و أين هو الباطل فيما سيأتى ان شاء الله
و للحديث بقية....

شريف المنشاوى
11-08-2006, 08:04 PM
أعنى بالفتاة التى تؤمن بالله تلك التى أيقنت بوجوده إلها واحدا لا شريك له فى ذاته و صفاته و أيقنت أنه النافع فلا نافع سواه و أنه الضار إذا شاء فلا ضار سواه . إليه مرجع الناس كلهم فى يوم عظيم لا ريب فيه يكشف فيه الحجاب عن كل غيب مستور و حقيقة خافية يوم الحسرة و الندامة لمن كان قد اغتر بدنياه و فرط فى جنب الله .. و يوم الغبطة و السعادة لمن كان قد فهم الدنيا على حقيقتها فاتخذ منها عونا لسلوك السبيل الى مرضاة الله .

فلا جرم أنى لا أعنى بها تلك التى سمعت بالله و لم تفهم عنه شيئا و ورثت الإيمان شعارا على اللسان و لم تستيقن مضمونها عقيدة فى الجنان . قد يتكرر اسم الله على لسانها فى اليوم عشرين مرة لكنها لا تتنبه لسلطانه و بالغ سطوته فى الشهر او العام مرة واحدة .
إذا ذكرت به أو فكرت فيه لم تعلم عنه شيئا سوى انه - كما يقولون - حقيقة خفية كبرى كالذى كانوا يسمونه الأثير لا يدرون عنه شيئا سوى انه سر خفى من اسرار هذا الوجود فلو كان لإيمانها بالأثير من سلطان على سلوكها و لون حياتها لكان لإيمانها بالله عليها مثل هذا السلطان
مثل هذا الإيمان لا يسمى إيمانا الا على سبيل المشاكلة و المجاز و مثل هذا الإيمان لا يورث القلب أية خشية و لا يقود صاحبه الى أى إتجاه و لا شأن له بتقويم شئ من مظاهر الحياة و السلوك و مثل هذا الإيمان الرخيص منثور بكثرة فى مجتمعات أوروبا و فى ربوع أمريكا و تراه يسير جنبا الى جنب مع ما تفور به تلك المجتمعات من الفساد الخلقى و التعقد النفسى و الاستغراق المطلق فى سكرة الحية المادية الجانحة !
فأنا إنما أتجه الى كل فتاة آمنت بالله إيمانا إراديا حرا منبثقا عن رضاها القلبى و شعورها النفسى و يقينى أن مجتمعنا يفيض بكثير ممن يتمتعن بهذا الإيمان .

أتجه الى كل فتاة تؤمن فى قرارة قلبها هذا الإيمان لأقول لها :

إن أمر وجودنا فى هذه الحياة جد و أخطر من الجد !... فلا يحجبنك عن تصور عاقبتها أى لون من ألوان مغرياتها و لا ينسينك هوانها كثرة ما ترين من المتعلقين بها و لا تنسى أن الناس إنا يجتازون الى الله فى هذه الدنيا بساعة امتحان سواء علموا ذلك أم جهلوا و ربما طالت هذه الساعة أم قصرت و لكنها على كل حال ليست أكثر من ساعة .
و إذا كان الاجتياز بهذه الساعة الامتحانية قدرا مشتركا بين الرجال و النساء على السواء فإن المرأة تمتاز عن الرجل بحمل عبء آخر شديد الخطورة فى الدنيا و عظيم الأثر فى العقبى !
فالمرأة بالإضافة الى كونها تشترك مع الرجل فى إجتياز هذه الساعة الامتحانية تعتبر مادة من أهم موادها الامتحانية ذاتها !..
ذلك لأن الشهوات على إختلافها هى المنزلق الامتحانى الذى بسط الله به وجه هذه الدنيا . و إنما المرأة - بتقرير الله تعالى و صريح بيانه - أول نوع من انواع هذه الشهوات ، أو ليس هو القائل :

زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14)

فقد عد الله النساء فى أول مراتب الشهوات التى وضعها زينة و ابتلاء فى طريق الناس و لولا أنها تفوق سائرها فى الخطورة و الأهمية لما جعل مرتبتها فى الذِّكر قبلهن جميعا .

و إذاً فالمرأة فى حياة الإنسان أخطر ابتلاء دنيوى على الإطلاق .

و نستكمل إن شاء الله بذكر سر ذلك ، و للحديث بقية

شريف المنشاوى
11-09-2006, 01:05 PM
و سر ذلك أن جميع الآثام التى حظرها الله تعالى على عباده ليس بينها و بين الإنسان أى انسجام فطرى . فالظلم بأنواعه المختلفة محرم ، و يعين الإنسان على تجنبه أن الفطرة الانسانية تشمئز منه ، و شرب الخمر محرم و يهون من أمر تحريمها أن الفطرة الانسانية الأصيلة تعافها ، و كذلك السرقة و الغش و الغيبة و النميمة و بقية المحرمات ، كلها لا تتفق مع مقتضيات الفطرة الإنسانية السليمة و لا يجنح الى شئ منها إلا من ابتلى بشذوذ أو انحراف فى طبيعته و فطرته لسبب من الأسباب التى قد تطرأ فى حياة الإنسان .
و إنما يستثنى من هذا العموم شئ واحد فقط و هو الغريزة الجنسية فى كل من الرجل و المرأة ، فهى على الرغم من كونها تدفع الى ارتكاب محظور يعد فى ذروة المحاظير الشرعية - ما لم ينضبط بحدود و قيود معينة - تعتبر من أخص مستلزمات الفطرة الإنسانية و أهم متطلباتها و لا سبيل لأى إنسان ( ما دام إنسانا طبيعيا لا شذوذ فيه ) إلى أن ينفك عنها أو يسمو فوقها .
و من خلال هذه المقارنة تستطيعين أن تدركى بأن الشهوة الجنسية فى الإنسان أخطر ابتلاء دينى فى حياته . إذ فى الوقت الذى تقف الفطرة الإنسانية فيه عونا على تطبيق حكم الله بالنسبة لمختلف المعاصى و الآثام و المنكرات ، فإنها تقف بالنسبة للشهوة الجنسية مثيرة لها ، أو عاجزة - فى أحسن الأحوال - عن أن تكبح لجامها أو تقلل شيئا من هياجها .
و بناء على ذلك فإن العلاج الإسلامى بالنسبة لسائر المعاصى يكمن فى مزيد من الإبتعاد عنها و الاستعلاء فوقها . أما بالنسبة لأمر الجنس خاصة فقد كان العلاج هو الارتواء منه و إمتاع الغريزة به و لكن ضمن حدود مرسومة معينة لا يتجاوزها .

فهذا معنى قولنا : إن المرأة أخطر مادة امتحانية فى حياة الرجل على الإطلاق .

و ربما تقولين : و لماذا لا يعتبر الرجل أيضا أخطر مادة إمتحانية فى حياة المرأة ؟ ما دام الشعور الجنسى شائعا بينهما ، و بذلك يتساوى عبء كل من الرجل و المرأة و تتكافأ مهامهما ؟!
و الجواب : أن الفاطر الحكيم جل جلاله أقام فطرة المرأة على أسس نفسية جعلت منها مطلوبة أكثر من أن تكون طالبة ، فهى مهما استشعرت إلحاحا غريزيا فى كيانها تظل ميالة - بدافع من عوامل نفسية أصيلة لديها - الى أن تتحصن بمركز الانتظار و الاستعلاء و ان تفرض على الرجل ظروفا و أسبابا تجعله يلح فى طلبها و السعى وراءها ، و بذلك تكون المراة فتنة للرجل أكثر من أن يكون الرجل فتنة لها .
و قد قرر رسول الله (ص) هذه الحقيقة بإختصار فى قوله : " ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء " متفق عليه
و للحديث بقية إن شاء الله .:):

حازم
01-19-2007, 08:05 PM
بقية الموضوع :



و إذ قد فرغتُ من إيضاح الحقيقة الآنف ذكرها لكِ ، فلتعلمى أن أمر هذه الفتنة التى ابتلى بها الرجل - تشديدا و تهوينا - عائد إليك .
فالمرأة تستطيع إذا شاءت ان تجعل من شأن نفسها بلاءً صاعقاً للرجل لا يكاد يجد سبيلا للنجاة منه . و تستطيع أن تجعل من شأن نفسها عوناً له على السير فى طريق السلامة و النجاة .
و كم من أمة كانت ذات شأن و سلطان بين سائر الأمم فتضائل شأنها ثم تهاوى سلطانها بما شاع بينها من الإباحية و التفسخ الأخلاقى . و لم يكن عامل ذلك كله إلا المرأة ! .. و ما قصة إنمحاق الدولة الرومانية و المزدكية و الحضارة الهندية عن الناس ببعيد .
و من هنا كان أخطر الوظائف الإسلامية التى كلف الله بها المرأة أن تغمد سلاح فتنتها أمام الرجل ما استطاعت إلى ذلك سبيلا حتى لا يقعوا فى رهق من أمر هذا البلاء أو الامتحان .

و قد تم الإجتماع على أن المراة لا تحرز رضا الله تعالى عنها بعمل من الأعمال الصالحة كما تحرزه بالسعى فى سبيلٍ يعين الرجل على الإستقامة الخلقية و ضبط نوازعه الشهوانية ، و لا تتسبب لغضب الله تعالى عليها بعمل من الأعمال المحرمة كما تتسبب إلى ذلك بالسعى فى سبيل أن تثير فى الرجل نوازعه الشهوانية و تقصيه عن أسباب الإستقامة و العفة الخلقية .
و ما كان أكثر أهل النار النساء - بإخبار النبى - فى الحديث الصحيح إلا لجملة عوامل من أهمها أنهن لا يتقين الله تعالى فى هذه الوظيفة الخطيرة التى أناطها الله تعالى بهن .
و أنت تعلمين أيتها الأخت المؤمنة بالله تعالى أن أهم ما يخيف الغرب - بشطريه الأوروبى و الأمريكى - من المسلمين إنما هو إسلامهم !..
فلقد علم قادته نتيجة دراسات موضوعية مستوعبة أن النهضة الأوروبية لم تشرق فى حياتها إلا يوم غربت فاعلية الإسلام و قوته من حياة المسلمين .
فلولا ما ساد العالم الإسلامى من ظلام الابتعاد عن منهج الإسلام لما أشرق فى العالم الأوروبى ضياء شئ من المعارف و العلوم و لما أمكنته الفرصة من الإستفادة من ذلك .
و نتيجة لهذا اليقين المستقر فى أعماقهم فإنهم لا يسعون للمحافظة على مكاسب نهضتهم هذه بوسيلة أهم و أخطر من العمل الدائب بكل الوسائل الممكنة على أن يظل المسلمون بعيدين عن إسلامهم تائهين عن تاريخهم و مصدر أمجادهم و على أن يشغلوا عن جوهر الإسلام و حكمه بكل ما يصلح أن يكون تعويضاً لهم عن ذلك .
و للحديث بقية ان شاء الله

حازم
01-19-2007, 08:06 PM
نستكمل.........
بدايةً - فتاتى - ما أظنك بحاجة إلى دليل يكشف لك عن صدق هذه الحقيقة التى ذكرتها لك فى مداخلتى السابقة ، فقد باتت همسات القادة و المفكرين الغربيين حول ذلك مسموعة فى كل بيئة و محيط بل لقد تحولت - لحسن الحظ - إلى صرخات عالية مسموعة يستطيع أن يسمعها من كانت له أقل مشاركة فى الثقافة المعاصرة .
و مع ذلك :
فلعل من الخير أن أذكرك بنموذج من الهمس الذى أنقلب أخيراً إلى صوت واضح مسموع يتبينه كل متبصر بطبيعة العصر الذى يعيش فيه .
إليك هذه المقاطع من كتاب ( إلى أين يتجه الإسلام ) الذى أشترك فى تأليفه جماعة من المستشرقين المختلفى الأجناس ، و أشرف على جمعه و تأليف بحوثه و التقديم لها و التعليق عليها المستشرق الإنجليزى و أحد مستشارى وزارة الخارجية الإنجليزية (أ.ر.جيب ) .
يقرر جيب فى المقدمة الخطيرة التى كتبها لهذا الكتاب - و هى طويلة يبلغ مائة صفحة - أن العوامل الاقليمية المختلفة لم تستطع أن تؤثر فى وحدة الحضارة الإسلامية أو تنال منها على تعاقب الأزمان و تباين الأصقاع مما جعل العالم الإسلامى كتلة سياسية خطيرة و جعل منه عالماً مترامى الأطراف يحيط باوروبا إحاطة محكمة تعزلها عن العالم .
ثم يشرح كيف أن الغرب قد نجح فى كسر هذا الطوق و تفتيت الحضارة الإسلامية و القضاء على وحدتها ، و يقول فى أعقاب ذلك : ( و هكذا فإن الموازين الدينية و التعاليم الأخلاقية فى الإسلام آخذة فى التحول و أن هذا التحول يتجه نحو تقريبه من الموازين الغربية فى الأخلاق التى هى فى الوقت نفسه متمثلة فى التعاليم الأخلاقية للكنيسة المسيحية ) .
و يقرر جيب بعد ذلك أن النشاط التعليمى و الثقافى عن طريق المدارس العصرية و الصحافة قد ترك فى المسلمين - من غير وعى منهم - أثراً جعلهم يبدون فى مظهرهم العام لادينيين إلى حدٍ بعيد . ثم يعفب على ذلك بقوله : ( و ذلك خاصة هو اللب المثمر فى كل ما تركته محاولات الغرب لحمل العالم الإسلامى على حضارته من آثار ) .
ثم إن جيب يجزم بعد ذلك مغتبطاً بأن ( العالم الإسلامى سيصبح خلال فترة قصيرة لا دينيا فى كل مظاهر حياته ما لم يطرأ على الأمور عوامل ليست فى الحسبان ) .
و لكنه يعود فيظهر فزعه من إحتمال ظهور دفع إسلامى جديد يبطل مفعول هذه الثمرات الغربية كلها فيقول :
( لكن الحركات الإسلامية تتطور عادة بسرعة مذهلة تدعو إلى الدهشة . فهى تنفجر إنفجاراً مفاجئاً قبل أن يتبين المراقبون من أمارتها ما يدعوهم إلى الإسترابة فى أمرها . فالحركات الإسلامية لا ينقصها إلا وجود الزعامة ، لا ينقصها إلا ظهور " صلاح الدين " جديد ) .
و للحديث بقية إن شاء الله....

حازم
01-19-2007, 08:07 PM
فماذا كان - عزيزتى - السلاح الأول الذى استعمله الغربيون لتفتيت الحضارة الإسلامية و تحويل الأخلاق الإسلامية عن وجهتها الإسلامية الأولى ؟
إن أمضى سلاح شهره الغرب لتحقيق هذه الغاية إنما هو : عنصر المرأة .فلقد علموا ما نعلمه نحن اليوم من أن الشبهات العقلية لا يمكنها أن تفعل فى عقول المسلمين عُشر ما يمكن أن تفعله فى نفوسهم الإثارات الجنسية ، و إذا كان لابد من شبه فكرية يطرحونها فلا مناص من أن يكون بين يدى ذلك و من خلفه دوافع أو آثار شهوانية تُجنَد له المرأة .
فمن أجل ذلك يقوم الغزو الفكرى للمسلمين - مهما تنوعت مصادره - على عنصر هام لا بديل عنه ، هو المرأة بكل ما يمكن أن يستغل فيها من عوامل الفتنة و التأثير و الإغراء ، و من أسباب الإقصاء بها عن رعاية النشء و الأسرة .
و ما أظن أنك بحاجة إلى عرض الأدلة المسهبة على هذه الحقيقة أيضاً . فقد باتت دلائل ذلك مكشوفة واضحة يعرفها و يتناقلها كل من كانت له مشاركة بسيطة فى ثقافة العصر و معرفة طبيعته .
و مع ذلك ،
فلأضع بين يديك هذا النموذج من كلام المبشر و المستشرق المعروف " جسب " :
( أن مدارس البنات فى البلاد العربية هى بؤبؤ عينى . لقد شعرت دائماً بأن مستقبلنا فى سورية إنما هو بتعليم بناتها و نسائها . لقد بدأ نشاطنا فى ذلك على ضعف ، و لكن هاهى ذى قد أثارت اليوم اهتماما شديداً فى أوساط الجمعيات التبشيرية )
و لا أظن أن أى إنسان وقاه الله من لوثة الجنون فى عقله يمكنه أن يتصور بأن مدارس البنات هى بؤبؤ عينى "جسب " لشدة ما يغار على مصلحة البلاد الإسلامية أو العربية و لشدة ما يهمه شأنها و يخلص فى حب الخير لها !.
لقد كانت بؤبؤ عينيه لأنه كان يدرك مدى ما للمرأة من أثر فى تقويم حياة الجيل أو إفسادها.
و إذاً فلابد من الإعتماد على مدارس البنات و السيطرة من هناك على تربيتهن و توجيه سلوكهن .
و لكن كيف اتخذ قادة الغزو الفكرى من عنصر المرأة سبيلاً لتحقيق الغاية التى كانوا و لا يزالون يستهدفونها ؟


والجواب بإختصار : أنهم ساروا إلى ذلك فى خط معاكس لكل ما قضى به الإسلام من حكم فى حق المرأة !.
فمما قضى به الإسلام فى حق المرأة أن تتمتع بالصيانة و الستر ، و أن لا تبدى شيئاً من مفاتنها أمام الرجال .
فكان سبيل هؤلاء هو العمل على إبعادها ما أمكن عن قيود الصيانة و الستر ، و دفعها ما أمكن إلى أن تبرز مفاتنها المختلفة فى سائر الأمكنة و الأسواق و المجتمعات . و استعانوا لتحقيق ذلك بكل منافق عليم اللسان ، مستعد لأن يبدل كلام الله تعالى و حكمه لقاء عَرَضٍ من الدنيا قليل .
و مما قضى به الإسلام ، أن لا تتبرج المرأة المسلمة كتبرجها الجاهلى المعروف ، و أن تقرَّ فى بيتها و تبذل قصارى جهدها فى سبيل إنشاء أسرة صالحة و تربية ذرية طيبة .
فكان سبيل هؤلاء هو العمل على أن لا تطيق المرأة قراراً فى بيتها و أن تحمل من أعباء الحياة و وظائفها المختلفة ما لا يدع لها مجالاً للنظر فى بيتها أو تربية أولادها . و أستعانوا لتحقيق ذلك بالتركيز على أضعف نقطة يعانى منها المسلمون أخطر عقدة مستحكمة . فلقد راحوا يروجون بأن سر تخلف المسلمين - و هو أهم ما يشغل بالهم - إنما هو عجزهم عن التصنيع ، و أن التصنيع لا ينهض إلا على أكثر قدر من الأيدى العاملة ، و إنما يكون ذلك بإشراك المرأة فى العمل كما راحوا يكررون و يعيدون على مسامع المسلمين بأن العالم الغربى إنما يتقدمهم بشئ واحد هو التنبه إلى هذه الحقيقة . فهم يستغلون سائر طاقتهم الإنسانية بدلاً مما يفعله المسلمون من إهدار نصفها ! .
و لقد انطلت هذه الحيلة التى باتت اليوم قديمة و مكشوفة على عقول طائفة كبيرة من ناشئة المسلمين و قادتهم حتى باتوا يتصورون حقاً بأن سر تخلف المسلمين إنما يكمن فى الحجاب الذى تسدله المرأة على وجهها أو تفيض منه على مفاتنها ، و أنه ليس بيننا و بين أن نلحق بركب المدنية الحديثة و نتساوى مع من حولنا من شعوب العالم الراقى إلا أن نضاعف أيدى الرجال العاملين بمثلها من أيدى النساء العاملات .
و لقد بات الحديث بعد ذلك عن حكم الإسلام فى لباس المرأة و عملها و تعلمها مثار استهجان أو محل استشكال بل بات ذلك دليلا عند هؤلاء الناس على أن الإسلام إنما يشد أهله إلى الوراء بدلا من أن يدفع بهم إلى التقدم و الصعود فى مدارج الرقى .
و زاد البلاء خطورة ما ظهر حول و خلف هؤلاء الناس من متلاعبين بنصوص الشريعة الإسلامية و أحكامها ابتغاء الحصول على مأرب دنيوى أو اتقاء خسارة مركز أو زعامة أو منصب ، و أنما نصوص الشريعة ألفاظ كألفاظ القوانين فكما أن المحامى الذى يطمع فى كسب مالى معين لا يعجزه شئ عن أن يؤول المواد القانونية و يتلاعب بألفاظها و دلالتها ، فكذلك العالم الذى لا يبالى بغضب الله تعالى و أليم عقابه لا يعجزه شئ عن أن يؤول نصوص الشريعة و يتلاعب بألفاظها و دلالتها .
و قد كان من نتيجة هذا البلاء أن ازداد سواد الشر الذى خطط له الغرب بواسطة من أضلَّتهم فتاوى هؤلاء المتلاعبين فانحرفوا عن المنهج الإلهى بنية حسنة و تاهوا عن الصراط السوى من وراء تقليدهم لهؤلاء الكبراء فقد ظنوا أنهم انما يدلونهم على صراط الله فإذا هم يقودونهم إلى مهاوى الشقاء الأبدى الأليم

و للحديث بقية إن شاء الله .

حازم
01-19-2007, 08:08 PM
و بعد :
فهذه هى المشكلة ،
لخصتها لك فى هذه المقدمة التى كان لابد منها ،
و القصد أن نتجه بعد ذلك إلى سبيل منطقى قريب لحلها .
و إنما السبيل المنطقى إلى ذلك أن نبين حكم الله تعالى فى لباس المرأة و عملها و تعلمها ،
نقياً عن زيادات المتزيدين ، صافياً عن شوائب المبدلين أو المتلاعبين .
و المفترض أننى إنما أخاطب هنا - كما قلت - كل فتاة تتمتع بإيمان صادق بالله . و من ثم فهى لا تبغى مزيداً على معرفة حكم الله عز و جل بدقة و يقين فى هذا الموضوع .
و مع ذلك :
فأنا إذا انتهينا من ذلك ، عرضنا لمختلف المشكلات و العوائق التى تُختَلق و تُوضع فى طريق تنفيذ هذا الحكم الإلهى الخطير .
هل هى حقاً مشكلات ؟
و هل حقاً يترتب على الأخذ بحكم الله فى هذا الأمر سد منيع بيننا و بين الإنطلاق صعداً فى مدارج التقدم و الرقى ؟
و لسوف نعالج الموضوع - بإذن الله - بتجرد خالص ، و تحرر كامل عن أى لون من ألوان العصبية ، حتى إذا تجلى لنا الحق لم يَحُل بيننا و بين الأخذ به أى مانع .
و لا ضير علينا ، بعد ان نعلم حكم الله تعالى ، من أن نتلمس نتائج تطبيق هذا الحكم من حيث كلا جانبى النفع و الضُّر .
فإن إكتشاف نتائج النفع فيه يزيد إيماننا يقيناً و يكسبنا العبرة المفيدة بالنسبة لسائر الأحكام الإلهية الأخرى ، كما أن اكتشاف
أى نتائج ضارة فيه - على فرض ذلك - يعطينا صلاحية النظر و الإجتهاد فى الأمر ، فإن حكم الله تعالى لا يمكن أن يتلبس به أى ضرر أو مفسدة حقيقية ، و من قواعدنا الشرعية الكبرى قول رسول الله : " لا ضرر و لا ضرار " .
و رجائى منك أيتها الأخت المؤمنة ان تتلقى ما أقوله لك بميزان من الوعى الفكرى السليم ، و النظر العقلى المتحرر عن
أى تبعية أو داعية من الدواعى الشهوانية - فإن الشهوة ما ينبغى لها أن تتحكم بناصية البحث - و بميزان من الرقابة الحية لإيمانك بالله عز و جل .
نسأل الله أن يقينا من شرور أنفسنا ، و أن يوفقنا لإستعمال عقولنا ، و أن يجنبنا مزالق الشياطين كلهم ، و أن يفتح بيننا و بين قومنا بالحق إنه خير الفاتحين .
و لنبدأ على خير رحلتنا بإذنه تعالى بدءأً من المداخلة القادمة ببيان حكم الإسلام

حازم
01-19-2007, 08:09 PM
نعود فنستكمل :
تحقيق العلماء فى الوجه ذاته :
إن محل بحث و نظر العلماء فيما بينهم ، إنما كان فى أمر الوجه نفسه .
و قد انقسم العلماء فى ذلك إلى فريقين :
فأما الفريق الأول :
فقد فسر ما ظهر من الزينة فى الآية المذكورة ، بزينة الثوب و أطراف الأعضاء و ما قد يبدو معها كالخاتم و نحوه ..
فبقى الوجه و الكفان داخلين فى عامة ما يحظر كشفه ،
و عليه :
فلا يجوز للمرأة أن تكشف حتى وجهها و كفيها أمام غير من استثناهم الله تعالى من أصناف الأقارب و من يلوذ بهم .
و يستدل أصحاب هذا التفسير و هم الحنابلة و بعض الشافعية على ما ذهبوا إليه بالأدلة التالية :
1 - قول الله تعالى :
{ و إذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب } .
و الآية و إن كانت نزلت فى حق نساء النبى (ص) ، إلا أن الحكم ليست له أى خصوصية بهن و العلة فيه موجودة فى جميع النساء ، فالفرق بينهن و بين سائر النساء فى ذلك ساقط عن الإعتبار أو أن الحكم شامل لجميع النساء عن طريق القياس الجلى ، و هو ما يسمى أيضا بقياس الأولى .
2 - ما رواه البخارى عن عائشة رضى الله عنها فى باب ما يلبس المحرم من الثياب : " لا تلثم المرأة و لا تتبرقع و لا تلبس ثوباً بورس و لا زعفران " .
و مثله ما رواه مالك فى الموطأ عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول : لا تنتقب المرأة المحرمة و لا تلبس القفازين .
إذن :
فما معنى نهى المرأة المحرمة ، عن أن تتبرقع أو تنتقب أثناء الإحرام بالحج ، لو لم تكن فى عامة أحوالها الأخرى مبرقعة ؟ .
3 - ما رواه البخارى أيضاً عن ابن عباس أن النبى (ص) أردف الفضل بن العباس يوم النحر خلفه - و فيه قصة الخثعمية التى وقفت تسأل رسول الله (ص) - فطفق الفضل ينظر إليها ، فأخذ النبى (ص) بذقن الفضل فحول وجهه عنها .
قالوا : فلولا أن وجهها عورة لا يجوز نظر الرجل الأجنبى إليه ، لما فعل رسول الله (ص) ذلك بالفضل ، أما المرأة ذاتها فقد كان عذرها فى كشفه أنها كانت محرمة بالحج .
4 - ما رواه مسلم عن عقبة بن عامر أن رسول الله (ص) قال : " إياكم و الدخول على النساء " فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله .. أفرأيت الحمو ؟ قال : " الحمو الموت " . و الحمو أخو الزوج و ما أشبه من أقاربه .
فلولا أن المرأة بمجموعها عورة بالنسبة للأجانب من الرجال ، لما أطلق النبى (ص) النهى عن دخولهم عليهن ، إذ النهى يشمل مختلف ما عليه المرأة من حالات ، ما دامت بادية الوجه كما هو شأن كل امرأة فى بيتها . و لقد انسحب الحكم كما ترين حتى على أخى الزوج فلا يجوز له هو الآخر أن يدخل على امرأة أخيه .
و لو كان الوجه غير عورة لاستثنى - تسهيلاً للأحماء - أن تكون المرأة ساترة لما عدا الوجه و الكفين من أجزاء جسمها .
5 - ما أخرجه عبد الرزاق فى مصنفه و غيره عن أم سلمة رضى الله عنها قالت : لما نزلت آية الحجاب خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان لسترهن وجوههن بفضول أكسيتهن ، و إلا لم يتأت تشبيههن بها .
6 - ما أخرجه مسلم و غيره عن أنس بن مالك أن أم سليم صنعت حَيْسَاً ( نوع من الحلوى ) و أرسلت به إلى رسول الله (ص) بمناسبة زواجه من زينب بنت جحش ، فدعا رسول الله (ص) أصحابه و جلسوا يأكلون و يتحدثون و رسول الله (ص) جالس ، و زوجته مولية وجهها إلى الحائط إلى أن خرجوا .
و الحديث واضح الدلالة على المطلوب . لا يقال : إن هذا قد يكون حكما خاصا بزوجات النبى (ص) . لأن الفرق بين زوجاته (ص) و سائر النساء المسلمات ، فيما يتعلق بالحجاب ، إنما هو فرق زمنى فقط ذلك أن مشروعية الحجاب تمت فى حق نسائه (ص) أولاً ، ثم إنهاعمت سائر النساء بعد حين .
و إذا كان وجوه نساء النبى (ص) عورة بالنسبة للأجانب من الرجال - و هن أمهاتهم كما تعلمين - فلأن يكون ذلك من بقية النساء عورة أيضا من باب أولى .
7 - ما رواه ابن هشام عن ابن اسحاق فى سبب إجلاء النبى (ص) ليهود بنى قينقاع عن المدينة ، من أن امرأة من العرب قدمت بِجَلَبٍ لها ( ما يجلب إلى السوق للبيع ) فباعته فى سوق بنى قينقاع ، و جلست إلى صائغ بها ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها ( يذكرنى ذلك بأمر وزير بريطانيا السابق جاك سترو من رغبته الملحة فى كشف وجه المرأة المسلمة بحجج ساقطة فالكفر ملة واحدة و حقده واحد فى كلا الامرين ) ،
فأبت المرأة . فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت المرأة تكشف بعض جسمها فضحكوا منها ، فصاحت ، فوثب رجل من المسلمين فقتله ( قلت فى نفسى : كانوا رجالاً ، حسبنا الله و نعم الوكيل . ) ... إلى لآخر القصة .
فلولا أن الحجاب الشرعى سابغ للوجه ، لم يكن أى دافع إلى أن تسير هذه المرأة فى الطريق ساترة وجهها ، و لولا أنها قد فعلت ذلك تديناً لما وجد اليهود ما يدفعهم إلى مغايظة شعورها الدينى بذلك .
ــــــــــــــــــــــــــــ
و للحديث بقية إن شاء الله .

شريف المنشاوى
01-20-2007, 06:05 PM
بارك الله فيك اخى الحبيب حازم و جهدك مشكور
لكن نعمل ايه !!
وقوع السيرفر و فقد ما بذلناه أصابنى بالاحباط !!
عسى ان ننشط قريبا
و جزاك الله خيرا يا حبيب

امجاد
03-11-2007, 08:02 PM
شكرا لك شريف الموضوع رائع وطبعا الشكر موصول لحازم .. واكثر ما اعجبنى فى المقال تناول النقاب كفرض .. حيث اننا نشئنا على مفهوم ان النقاب فضل وليس فرض وان الحجاب الشرعى يسمح بكشف الوجه والكفين .. ربما تلك المعلومة جديدة على البعض وإلقاء الضوء عليها قد يفيد الكثير منا .. بارك الله فيكم جميعا وجزاكم خيرا

فخر الدين المناظر
03-13-2007, 04:04 AM
تحياتي للسادة الحنابلة ...


شكرا لك شريف الموضوع رائع وطبعا الشكر موصول لحازم .. واكثر ما اعجبنى فى المقال تناول النقاب كفرض .. حيث اننا نشئنا على مفهوم ان النقاب فضل وليس فرض وان الحجاب الشرعى يسمح بكشف الوجه والكفين .. ربما تلك المعلومة جديدة على البعض وإلقاء الضوء عليها قد يفيد الكثير منا .. بارك الله فيكم جميعا وجزاكم خيرا

بالرغم أني اخالفكم في موضوع فرضية النقاب بحكم مذهبي الفقهي ورجحان الأدلة عندي ،، إلا أنني لن أدخل في مناظرات فقهية ومناقشات للأدلة ،، لكي لا أُفسد رونق الموضوع الجميل ...

ولكن أرجوا من إخوتي الكرام تسليط الضوء على أدلة السادة المالكية والسادة الحنفية والشافعية الذين لا يقولون بفرضية النقاب ومناقشاتهم لأدلة الحنابلة أعلاه
واعلم رحمك الله أن إجماع ثلاث مذاهب فقهية على مسألة مُقدَّمٌ من ناحية الرجحان على قول أصحاب مذهب فقهي واحد

دمتم بخير

ناصر الشريعة
03-13-2007, 08:52 PM
الموضوع كما ترى ليس مقصورا على مذهب دون آخر ، وإنما هو نظر في الأدلة الشرعية ، فإيهامك أنه قول للحنابلة تفردوا به عن بقية المذاهب بعيد عن إدراك منحى المقال ومسلكه في عرض المسألة ، وربما لم تقصد هذا الإيهام إلا أنه يفهم من كلامك للأسف ، وتغطية وجه المرأة مشروع عند جميع المذاهب وفي كل مذهب من يوجبه ومن يستحبه ، ومنهجنا ليس هو التعلق بمذهب والترجيح بينها بالكثرة والقلة ، وإنما الأصل هو الاستفادة من المذاهب وغيرها في فهم الأدلة الشرعية ويكون الترجيح بين الأدلة ، ويستأنس بمن وافق الحق ولو لم يكن إلا واحدا فكيف إذا كان أكثر من ذلك .

أرجو أخي أن تترك تصنيف ما يكتبه الإخوة هنا على أنه حنبلية منهم ، فالأمر عندهم ليس كما تظن ، وإنما هو السنة والأدلة الشرعية سواءا وافقت المذهب الحنبلي أو خالفته ، وللمذاهب كلها التقدير والاحترام دون تعصب ولا تصنيف يفرق بين المسلمين بفرق ما أنزل الله به من سلطان.

ولهذا أشكر صاحب الموضوع وأرجو أن كان له إضافة أو غيره أن تكون فيما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما قاله أهل العلم من جميع المذاهب المعتبرة دون لمز لمذهب أو حصر لدين الله في مذهب ما .

مراقب 1
03-14-2007, 01:17 AM
القول ما قاله الأخ ناصر الشريعة ولا حاجة لمزيد شرح من بعده ، أرجو الاهتمام بأصل الموضوع وعدم الخروج عنه لمسائل جانبية .

فخر الدين المناظر
03-14-2007, 01:39 AM
فإيهامك أنه قول للحنابلة تفردوا به عن بقية المذاهب بعيد عن إدراك منحى المقال ومسلكه في عرض المسألة ،

لم اقصد إيهام أي احد أستاذي العزيز ،، وكل مطلع على كتب الفقه سوف يرى أن هناك من الشافعية أيضا من أوجبوا النقاب كما انه يوجد من الحنابلة من لم يقولوا بفرضيته ،، وإنما أخي الفاضل لم أقصد أقوال التلاميذ أوالمتأخرين ،، بل قصدت الروايات التي وصلتنا عن الأئمة الأربعة الأفذاذ وانفراد الإمام احمد بن حنبل عن الأئمة الثلاثة برأيه ... رضي الله عنهم أجمعين.


وتغطية وجه المرأة مشروع عند جميع المذاهب وفي كل مذهب من يوجبه ومن يستحبه ، ومنهجنا ليس هو التعلق بمذهب والترجيح بينها بالكثرة والقلة ، وإنما الأصل هو الاستفادة من المذاهب وغيرها في فهم الأدلة الشرعية ويكون الترجيح بين الأدلة ،ويكون الترجيح بين الأدلة

تغطية وجه المرأة مشروع عند جميع المذاهب لا ينكره إلا جاهل او جاحد استاذي الفاضل ،، ولكن رأيت صاحب المقال يركز على أقوال من يقول بفرضية النقاب دون الآخر ،، خاصة وأن الموضوع قد كُتب بتاريخ 01-19-2007
لهذا بادرت بالتنبيه إلى عدم إغفال الرأي الآخر ،، وأوافقك تماما أستاذي الفاضل على أن الأصل هو الاستفادة من المذاهب وغيرها في فهم الأدلة الشرعية ،، ولكن صاحب المقال اقتصر على قول واحد فقط...


أرجو أخي أن تترك تصنيف ما يكتبه الإخوة هنا على أنه حنبلية منهم ، فالأمر عندهم ليس كما تظن ، وإنما هو السنة والأدلة الشرعية سواءا وافقت المذهب الحنبلي أو خالفته ، وللمذاهب كلها التقدير والاحترام دون تعصب ولا تصنيف يفرق بين المسلمين بفرق ما أنزل الله به من سلطان.

لو كانت في الأصل الأدلة صريحة وراجحة وسهلة لا تحتاج إلى استنباطات أو أقوال لن نقع في الخلاف ،، ولرأيت المذاهب الأربعة متفقة ،، ولكن رجحان الأدلة في هذه المسألة يختلف من فقيه إلى آخر ومن عالم إلى عالم مثله
وليس من باب الأمانة العلمية ان أرجح قولا دون إبراز الخلاف ،، ولسنا نحن أفقه من مالك او الشافعي او أبو حنيفة او القاضي عياض حتى نقدم آراءنا عليهم أو نُغفل أقوالهم ...
وكل المذاهب الفقهية لها الإحترام والتقدير كما أسلفتَ أخي الفاضل... وليس منا من تعصب لرأي أو فرق بين المسلمين والعياذ بالله...


ولهذا أشكر صاحب الموضوع وأرجو أن كان له إضافة أو غيره أن تكون فيما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما قاله أهل العلم من جميع المذاهب المعتبرة دون لمز لمذهب أو حصر لدين الله في مذهب ما .

جزا الله خيرا صاحب الموضوع ،، ولكم تُعجبني فيك أخي ناصر قوة ملاحظتك وفراستك ،، وبُعد نظرك ،، وجملتك الأخيرة دليل على أنك فهمت ما يصبوا إليه مقال الأخ الفاضل سواء قصد هو ذلك أو لم يقصد...

دمتم بألف خير

شريف المنشاوى
03-14-2007, 02:12 AM
حسنا اخوانى
أشكر كل من :
الأخ حازم
الأخت امجاد
الأخ ناصر الشريعة
الأخ مراقب 1
الأخ د. فخر الدين المناظر
بعونه تعالى و بمشيئته سوف أبدأ بالكتابة فى موضوع" إيجاب النقاب" و لكن فى رابط آخر بعد حل مشكلة الدى اس ال ،
و لكن دعوا هذا الموضوع يمضى فى سياقه.
شكرا لكم جميعا و ستجدون ما يسركم.

تهاني
03-08-2008, 05:47 PM
جزاكم الله خيرا واحسنتم فيما كتبتم ...............ابعد الله عنا وعنكم وساوس اليشطان وحمانا

المراه فتنه للرجل وقد وفيتم وكفيتم ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,