المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال17: هل يُسَبِح الله نفسه ويحمد نفسه ؟



عماد
01-16-2005, 02:54 PM
سؤال17: هل يُسَبِح الله نفسه ويحمد نفسه ؟
جواب17: نعم ، ألم تقرأ قوله سبحانه "فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء" ، ألم تقرأ أوائل سور الحديد، التغابن،...؟ فلو لم يسبح نفسه لكان فاقداً لما يستحقه من التسبيح ، إذ أن تسبيح المخلوقات حادث وناقص ، إذ كل عقل محدود، إذ العاجز لا يستطيع أن يقوم بكل حق القوي القادر والمحدود لا يستطيع أن يوفي اللامحدود حقه , فكلمات الله التامات مشتملة على تسبيح الولي الحميد جل وعلا.أتدري ما تسبيح الخلائق لله وله المثل الأعلى ؟ كما يمر الغمام من فوق الجبل، فالجبل ثابت و الغمام متحرك. فالمخلوق خلق حادث، ثم وصل إلى حال المعرفة والتسبيح ، وتسبيحه منقطع من العبد بالموت. فأنت إذ تُسَبِّح الله تكون في حال التسبيح والحال يزول والمُسَبَّح المُعَظَّم لا يزول ولا أول له ولا آخِر. فأنت إذا نظرت إلى البدر لم تزد في البدر شيئاً ، والبدر أقدم منك وهو على حاله قبل وبعد أن نظرت إليه ، إنما حصل لك أنت العلم به. وأنت إذ تعظم الله إنما حصل لك أنت المعرفة والتنعم بالمعرفة والتلذذ بالاعتراف بجلال الله وكرمه وجميل صفاته القديمة العليا ، وصرت تقول بلسانك مترجماً عما حلّ في نفسك : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ... إلى غير ذلك من التقديس، فالمعرفة والاعتراف جديد عليك أما الله سبحانه وتعالى فهو على ما عليه كان في الأزل لم يتغير ولم يزده تسبيح الخلائق ولم ينقصه تمردهم، وإليك مثال آخر ولله المثل الأعلى. عندما تطلع عليك الشمس أنت تشعر بنورها وحرارتها فَتُسَرُّ بذلك، أما الشمس فإنها متصفة بالنور والحرارة قبل أن تطلع عليك. والآن أدلك على عظيم هيمنة الله على خلقه. تعلم أن الله سبحانه خلق السماوات والأرض والعرش والماء، قال سبحانه : "الله خالق كل شيء وهو على كل شيءٍ وكيل" والماء شيء والعرش شيء. وفي هذا تتجلى عظمة الله تعالى، وأنا إذ أُعظم الله في عظيم صنعه أُعظمه في دقيق صنعه أيضاً. سبحانه تتجلى عظمته سبحانه في عظيم صنعه ودقيق صنعه ، قال تعالى : "وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين" فانظر كيف جعل الذرة مقياس الوجود ولها أجزاء وانقسامات بقدر مالها أضعاف حتى قامت الأرض والسماوات، فدورة الإلكترونات حول النواة تشبه تماماً دورة المجموعة الشمسية حول الشمس ثم إن المجموعة الشمسية جزء من المجرة وقد أثبت العلم اكتشاف عشرات الآلاف من المجرات وكلها في قبة السماء الدنيا ، قال سبحانه : "ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين"، ولقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم"أن السماء الدنيا في الثانية كحلقة في فلاة والثانية في الثالثة كذلك..." إلى السماء السابعة والسماوات السبع في العرش كذلك ، من هنا تعلم سعة العرش وأن الجنة والنار والسماوات والأرض كلها ضمن العرش، فالسماوات كلها في العرش كحلقة في فلاة والجنة وإن كانت "عرضها السماوات والأرض" كما في سورة آل عمران، فالعرش العظيم لا يضيق بها كما لا تضيق فلاةٌ بخاتمين أو سوارين، أما النار فإنها ضمن منطقة السماء الدنيا، قال سبحانه : "لا تُفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سَمّ الخياط".نعود إلى موضوع الذرة ,لقد اصبح موضوع الذرة حقيقة علمية , فالإلكترونات تدور حول النواة بشكل بيضوي , فإذا كانت في منطقة قريبة من النواة أسرعت حتى لا تجتذبها النواة , وإذا وصلت إلى نقطة البعد عن النواة خففت السرعة حتى لا تخرج عن المدار وهي مع ذلك تدور بسرعة الضوء وهي جماد ولا عقل لها فمن الذي يجعلها تخفف السرعة وتسرع حسب المصلحة . سبحان الله سبحان الله. و يظهر لي من معنى الآية "ولا اصغر من ذلك" أن للإلكترون أجزاء ولحبات النواة أجزاء أيضا وجزؤها له أجزاء إلى ما لا يعلمه إلا الله. وبما أن الإنسان اكبر من ذرة فهو إلى مجموع الكون اقرب منه إلى اصغر جزء في الكون وهو تفسير قول القائل : وتزعم انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر, من هنا تعرف أن الإنسان عندما يسجد لله سبحانه وتعالى يسجد لله سبحانه فيه عوالم وسماوات وارضين وشموس وأقمار وكواكب و أفلاك. وإذا عصى الله سبحانه يكون قد تمرد على الله سبحانه فيه عوالم ,فاعرف قدرك واتق الله . وأزيدك علما بهيمنة الله تعالى على خلقه وكيف تتجلى عظمته فيما يدق عن الإنسان علمه : عندما تلسع البعوضة إنسانا يصاب بالملاريا وذلك أن البعوضة كانت مصابة بجرثومة الملاريا , فالإنسان يرى البعوضة أما البعوضة فلا ترى جرثومة الملاريا لصغرها. فالنسبة بين البعوضة والجرثومة أبعد مما بين الإنسان والبعوضة والنسبة ما بين الجرثومة والفايرس كذلك وهذا الفايرس حيوان ذكي محتال ,فسبحان الذي ألهمه ... انظر وتأمل في مدى هيمنة الله على خلقه جل جلاله ولا اله غيره .اذكر ما قلته لك انك بهذا المفهوم عندما تسجد لله سبحانه يكون قد سجد لله فيك عوالم , وعندما تعصي الله سبحانه يكون قد تمرد فيك عوالم. وأزيدك على ذلك علما بهيمنة الله على خلقه جلت قدرته وتمت إحاطته واستوى سلطانه. يقول سبحانه وتعالى : "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم" انظر وتأمل جيدا هذه الضمائر على من تعود ؟ قالوا ذلك في عالم الأرواح وقالوا عالم الذر, ويظهر لي والله اعلم أنه سبحانه أخذ من كل واحد ذريته ,أخذ الابن من ظهر أبيه وابن الابن من ظهر الابن وهكذا إلى آخر مولود قدر الله خلقه في الأزل , أخذه من ظهر أبيه وأبيه من ظهر جده وجده من ظهر أبي جده ... وإليك الدليل من الحديث ومن الواقع المشاهد. هذا رجل يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيقول : "يا رسول الله , إن لي أولادا بيضا وبينهم ولد أسود فمن أين هذا ؟ يجيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل لك من ابل ؟ قال: بلى, قال : ما لونها ؟ قال: حمر, قال : هل فيها أسود ؟ قال: نعم ,قال : من أين هذا؟ قال : نزعه عرق, فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : و هذا نزعه عرق" وهذا ما يسميه العلماء اليوم بعلم الوراثة. وهكذا سرى هذا المخلوق من ظهر إلى ظهر مئات الأجيال ثم جاء دور ظهوره فظهر حيث أن عادة العرب أن يجعلوا فحل الإبل فيها كل واحد له قطيع ورثه عن أبيه عن جده عن جد جده لا يشاركه فيها فحلا آخر. وقصة أبي زيد الهلالي معروفة : كان أسود اللون فاتهمت أمه ثم تبينت براءتها بقوة ولدها الذي استطاع أن يأسر أباه في المبارزة وكانت جدة جدته زنجية وكان أبوه فارس فرسان العرب واسمه رزق الدريدي. وقصة أخرى حدثت عندنا : كان يعشعش عصفور اسمه الدوري أسود اللون وبعد ستين سنة تقريبا رأيت دوريا أسوداً كالغراب يلازم دارنا ويعشعش في تلك المنطقة والدوري طير يلازم الدور , والدوري في كل سنة ينتج فراخا جديدة , فانظر إلى هيمنة الله سبحانه على ما في الأصلاب , وأزيدك بيانا : لو صورنا حائطا بصورة تعادل واحد من ألف جزء من مساحة الحائط فان جزيئات الحائط كلها منطبعة في تلك الصورة تظهر أمام المكبر, ولو وضعنا الصورة ذاتها على الجدار ذاته فإنها تكون قد شكلت جزءًا من الحائط وهكذا لو فعلنا ذلك ألف مرة ثم عدنا بتكبير الصورة ألف مرة تعود تلك الصورة الأولى تظهر وفيها كل جزيئات الحائط. فانظر بعين عقلك وتفكر في أصغر جزء خلقه الله، منه يتألف هذا العالم العظيم - جزء غير قابل للانقسام. لقد تقرر علميا أن المادة لا تفنى ولكن تتحول , ولكن سبقهم القرآن العظيم بألف وأربعمائة سنة إلى ذلك حيث يقول الله سبحانه : "إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا" فلا يزيلهما أحد طالما يحفظهما الله سبحانه من الزوال , فما أخذ علم الخلق من علم الخالق إلا كما يأخذ المخيط من البحر . هذه صورة بسيطة عن هيمنة الله سبحانه على الخلق، والقدر هو هيمنة الله تعالى على خلقه من جهة الأمر , قال سبحانه وتعالى :" ألا له الخلق والأمر" فالخلق هو الذوات أي ما تدركه حواسنا كالأجسام والألوان , وما لا تدركه كالملائكة والجن والروح. والأمر هو الأفعال والأحداث القائمة بالذوات. والقدر نوعان : نوع لم يختلف فيه الناس بأنه مسلم لله ليس للعبد فيه كسب كوجود الإنسان أسمر أو أبيض وكونه وجد في هذا الزمن ولم يوجد قبل هذا الزمن وما يقع على الإنسان من المصائب التي لا كسب له فيها ولا تفريط .
والنوع الثاني هو ما يقع من الإنسان باختياره , هذا هو موضع الجدل والنقاش , ولا احتاج إلى ذكر الخلافات السابقة والفرق الماضية . لكن نبدأ الحديث وتحليل الموضوع على ضوء الكتاب والسنة. قال الله تبارك وتعالى : "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" فهذا دليل على أن الله سبحانه هو خالق الأفعال كما يقتضيها أمر التكوين "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون" والتكوين يشمل الذوات والأفعال , فدلنا على علمه بأنه يعلم ما كان وما سيكون بأنه خالق ما كان و ما سيكون , ولو كان لغيره فعل أو إرادة تقع في قلب أو جولة فكر لما علمها أو لكان علمه بها ظنيا , ربما لا يتحقق ذلك الظن فكيف يعلم ما سيفعله غيره ويختاره غيره ؟ تعالى الله عن ذلك . وإليك الأدلة أيضا : قال سبحانه وتعالى : "فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين" .. إلى آخر الآية , إذا هو الذي سيخلقهم وهو الذي سيهديهم وهو الذي سيخلق في قلوبهم هذه الاختيارات . وأوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصاف أمته موجودة في التوراة والإنجيل قبل أن يخلقهم وهذا دليل على أن القرآن غير مخلوق بل هو قديم بقدم الله وعلمه سبحانه وتعالى . ثم انظر في كلام الله تعالى عما سيقوله أهل الجنة وأهل النار وأهل الموقف وهو لم يقع بعد . إذن فالله تعالى هو الذي سيلهمهم وينطقهم بكل ذلك وإلا لكان ذلك ظنيا قابلا للتخلف وحاشى لله سبحانه عن ذلك "ومن أصدق من الله قيلا" , لو كان الاختيار للمخلوق لما علم الله ما سيقوله هذا المخلوق وما سيفعله , لعله يختار غير ذلك أو يقول غير ما ذكره الله جل جلاله فهل يعقل ذلك وأنت ترى كما ذكرت لك كيف وصف الله سبحانه محمدا وأصحابه وكان ما ذكر ووصف. و كم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمور أنها ستقع وهي الآن تقع كما أخبر عليه الصلاة و السلام وكما أعلمه بذلك ربه جل جلاله , وقد ذكرت لك دورة الإلكترونات حول النواة وكيف تسرع تارة وتخفف السرعة تارة كما تقتضيه المصلحة , و هي جماد , فلولا أن الله الحكيم هو الذي خلقها ويسيرها لاختل نظامها لأنها لا تعقل المصلحة , وقد قال سبحانه : "و الشمس تجري لمستقر لها" إذا فهو يسيرها إلى مستقرها.......... الشيخ محمد علي سلمان القضاة رحمه الله

حماده بن خالد
08-28-2007, 12:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا يا اخ عماد
بجد هائل وراع هذه المعلومات