المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل السبحة بدعة وضلالة وفي النار فاعلها ؟



عماد
01-17-2005, 01:50 PM
سؤال28: هل السبحة بدعة وضلالة وفي النار فاعلها علما بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى بعض نسائه تعد التسابيح بالحصى فلم ينكر عليها وإن كان دلها على أربع كلمات تقولهن ثلاث مرات تعدل ما سبَّحت من قبل الفجر إلى الضحى وهي:" سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته" لكنه لم ينكر عليها كما أنكر على عائشة رضي الله عنها عندما وضعت النمرقة المرجلة على الكوة فأخذها واجتذبها بيده الشريفة ولم يلق النوى الذي كانت تسبح به زوجته الثانية فلو ثقبت تلك الحبات من النوى ونظمتها بخيط أكون مستحقا للنار كأني زدت في صلاة الصبح ركعة ثالثة , وهل لو استبدلت نوى التمر بنوى الزيتون أكون مستحقا للنار كأني نسخت سورة الأنعام من المصحف ووضعت بدلها معلقة امرئ القيس ؟
جواب28: هوّن عليك فأنت حصرت الموضوع في السبحة , والسبحة لها أصل في الشرع كما ذكرت , وكنت يوما جالسا مع والدي رحمه الله وكان أحيانا يضع السبحة في عنقه وهو شيخ كبير وأحسبه من الذين أوتوا العلم والإيمان ولا نزكي على الله أحدا, وكان يترحم على ابن تيميه والغزالي وجميع علماء الأمة يجلهم ويقدر جهودهم وسهرهم في خدمة دين الله سبحانه وتعالى وكان له صديق يميل ميلا شديدا إلى ابن تيميه رحمه الله , وكان ينكر السبحة ويعتبرها بدعة ثم دخل عليه صديقه مستبشرا وقال: لقد قرأت لابن تيميه أن السبحة لها أصل في الشرع لكن لا ينبغي أن توضع في العنق خوفا من الرياء, فقال والدي رحمه الله: سمعنا وأطعنا ونزع السبحة عن عنقه. فانظر إلى أدب العلماء الذين يريدون بعلمهم وجه الله لا تعصب ولا جدال, بل نزع السبحة وقال : سمعنا وأطعنا , وكيف لا يسمع لعالم يخشى على المسلمين من الرياء وهو محبط للعمل إن قصد, وطالما لم يحمل رسول الله صلى عليه وسلم السبحة بيده فأنا لا أحملها وإن كان لها أصل في الشرع. و اعلم بأن الله سبحانه وتعالى أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" فلا ينبغي أن نزيد في دين الله قدر سمسمة فالزيادة في الدين إثم , قال الله تبارك وتعالى : "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله" فلا تقبل الزيادة في ديننا أبدا لكن البدعة نوعان : بدعة في الدين كعبادة القبور وكسائها بالقماش فهذا ضلالة وفي النار , وبدعة في الوسائل كتنظيم صفوف طلاب العلم ومراحل الدراسة وإعطاء الشهادات وطباعة المصحف بالمطابع بعد أن كانت تنسخ باليد فهذا ابتداع في الوسائل لا إثم فيه, قد أجمعت الأمة على جوازه, والله تبارك وتعالى اعلم .... الشيخ محمد علي سلمان القضاة رحمه الله

أبو عبد الرحمن
01-18-2005, 12:20 PM
جزاك الله خيراً