المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاسلاخ العربي



ابو مارية القرشي
01-17-2005, 06:43 PM
منقول
الإســــْـلاخ العربـــــــي !!ـ




فضيلة الشيخ حامد بن عبدالله العلـــــي حفظه الله واعلى قدره في الدنيا و الاخرة



اجتمعــت أمريكا مع زعماء المنطقة في سرداب مظــلم ، إلا من شموع يشع ضوؤها تارة ، ويخبو تارة ، وبعد أن تنهدت في حسرة ، وألقت إليهم بازدراء نظــرة ،،



قالــت ، وقــد أرســلت زفــرة :



لقد غدونا في ورطة كبيــرة جـــداً ، بسبب أن "الإرهاب" يزداد كلّما حاربناه ، واحتار في شأنه منـّا الحليـــم ، و"المتطرفون" يتكاثرون كالنار في الهشيم ، وجميع تدابيرنا للقضاء عليهم ، عادت إلينا في الصميم .



وقد تفكّرنـا فوصل بنا التفكيــر إلـــى حلّ أخيــر : وهو أننا نحن لسنا آمنين بسبب الفقر ، والقهر ، والفساد في بلادكم ، هذا الثالــوث الذي يُثــمر الإرهاب ، وأنتم أيتها الأنظمــة سبب الفقر ، والقهر ، والفساد ، فيجب أن تتغيروا أنتم حتى يذهب الفقر ، والقهر ، والفساد ، فيتلاشى الإرهاب ويرجــع إلينا الأمن الذي ذهب منـّا ، فلم ترجعه العساكر ، ولا الأموال ، ولا الجيوش ، ولا الرجال .



قالت الأنظمة : أنسيتم أنكم قد علّمتمونا ، أنّنــا إذا حاربنا الفقر ، والقهر ، و الفساد سنذهب نحن ، لأننا نحكم أصلا بالفقر ، فنجوّع شعوبنا لتبقى ذليلة لاهثة وراء لقمة العيش ،



ونقهرهم بالخوف والاستخبارات والجيــش ،



ونشتري ذمم من ترجع إليهم الشعوب من ذوي الجاه من العلماء ، والوجهاء ، والأعيان ، بالفساد ، فيضمنون لنا بقاء الشعوب تحت السيطرة كالجحش والجحيــش،



وإذا ذهبنا نحن سيأتي "الإرهابيون" ، وإذا جاء "الإرهابيون" ، سيهددون أمنكم ، وتغدو عقولكم في طيــش ، وشعوبكم في حيــش!



قالوا : فمن يحل لنا هذه المعادلة المغلقــة واللغز المحيــّر؟!



قالوا جميعاً : ومن غير إبليس معلمنا وقائدنـا



فأرسلوا إليه بالمكاء والتصــدية ، يرقصون ويزفنون ، حتى سمعوا دوي حضوره كعقارب تصيء ، مــع ركضات الشـر تروح وتجيء ..



فدخل عليهم وحياهم : ألا لعنة الله على جنودي ، فردوا التحية : وعليك لعنة الله الأبدية ..



وبعد أن حكوْا له الحكاية ، وأحاطوه بالرواية والدراية ،



قال أبو مرّة مقلّبا عينيه الحمراوين ، ينبعث منهما الشـرر بخبث ، كأنهمــا لسانا حيـة رقطاء :



الحلّ سهل جـدا ، ولكن سأجتمع معك يا أمريكا أولا لوحدك ، ثم مع هذه الأنظمة في اجتماع آخـــر .



قال إبليس لأمريكا : ما ظننت أنكم تجهلون ، كيف تحلّـون هذه العقــدة ، وتخرجون من هذه المعضلة ، وقد دربتكم سنيـن طويلة ، على إذلال الشعوب ، وصناعة الطواغيت ، فما بالكم ألا تعقلون ؟!



اسمعوا وعــوا :



تعلمون أن للتاريخ سننا خلقها ربُّ العالمين كما خلق السموات والأرض ، لا سبيل لأحد إلى تبديلهــا ، ومنها أن للدول "تاريخا لانتهاء الصلاحية" ،



وأنها متى بلغت أوج الظلم ، والطغيان ، والاستبداد ، وإذلال واحتـقار شعوبها ، وقصرت في الأخذ بأسباب القوة والتمكين ، وانشغل قادتها بالتوافه ، ورضوا بالتبعية لغيرهم ، أنهــا تتهاوى .



وهي كلما علت بطغيانها صعب عليها أن ترى ما وصلت إليه شعوبها من السخط كما تصغر الأشياء في عين الرائي المتصاعد في شــاهق ، وحينئذ فأشنع ما يكــون سقوطها ، أعلى ما تكون قــد بلغت في علوهــا واستكبارهــا .



قالت أمريكا : فهذا سيجري علينــا أيضا ؟!!



قال إبليس : نعم ،، ويحكم ، وهو وشيــك ، ولكن اسمعوني الآن ولا تقاطعوني ،، حتى أكمل كلامي ،، لعنة الله عليكم



قالوا : كلنا آذان صاغية ،،



قال إبليس : وإذا كانت هذه الأنظمة البائسة قد دنا تاريخ انتهاء صلاحيتها ، فخيرٌ لكم أن تعلنوا مبادرة مخادعة ، تلبّسون بها على الشعوب الثائــرة التي ستثور لا محالة ، مبادرة تحت شعار " الإصلاح " متساوقا مع شعار " محاربة الإرهاب " فهو يخدمكم لكي تظهروا في صورة المصلحين ، كما قال أسلافكم " إنما نحن مصلحون " . " ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون " ..



ثم تصنعون أنتم ـ في خضم الزخم الإعلامي الذي تصنعونه بالمكــر الذي ربّيتكم عليه ، لتركبوا موجة السخط الشعبي ، ومطالبة الشعوب بالإصلاح ـ تصنعــون بدائل موالية لكم ، ترفع نفس شعار محاربة : الفقر ، والقهر ، والفساد ،



وأمدُّوا هذه البدائل ، بما يلزم لكي ينجحوا في استقطاب الشعوب ـ كما تمدون أبو مازن وعلاوي وغيرهمــا ، فالأمثلة لاتخفاكــم ، لينجحوا باسم الديمقراطية ويحققوا ما تشتهون ـ وبذلك تضمنون أن يكون التغيير القادم يحقق أطماعكم ، تحت ستار الإصلاح هذه المرّة ، كما كان تحت ستار مقاومة الإستعمار في المرّة الماضية ، حتى أوصلتم أولياءكم إلى سدة الحكم فقطفوا ثمرة كفاح الشعــوب .



ولاتنسوا أن تحرصوا أشد الحرص فــي هذه الحملة على تمرير أهدافـي العليـا :



تخريب التوحيد دين الله تعالى ، تحت ستار الدعوة إلى التسامح الدينـي ،



وإفساد الفضيلة تحت ستار الدعوة إلى الحرية ،



وتمزيق الأمة المحمديّة المجاهــدة تحت ستار الدعوة إلى الوطنية ،



قالت أمريكا : لا ندري ما نصنع بدونك يا قائدنا ، ما أعظم تلبيسك ، وأشد مكرك وتدليسك .



قال إبليس : ألا تروْن أني سميت إبليس ، لشدة تلبيسي الحق بالباطل ، والآن امضوا فيما أمرتكم به ألا لعنة الله عليكم جميـــــعا .



ثم اجتمع إبليس بالأنظمة ، فبادروا إليه شاكين باكين ، ألا ترى ما وصل بنا من الحال يا معلم الأجيال.



قال إبليس : لا بأس عليكم لا تخافوا ، إني جــار لكم اليوم ، فاسمعوا وعوا



قالوا : كلنا آذان صاغية أيها الداعية ، فأخرجــنا من هذه الداهية .



قال إبليس : استمرا في إشاعة الفقر في شعوبكم ، وأذيقوهم مزيدا من مرارة القهر ، وانشروا فيهم الفساد ، اسلخوهم سلخا ، واشدخوهم شدخــا.



قالوا متعجبين : ولكن كيف ، وقــد باتوا علينا ساخطين ، حتى تجرؤوا فلم تعد تنفع وسائل القمع الماضية ، وكلّما زيــد عليهم في العذاب ، زادوا صلابة وثباتا على جادة الصواب ،



فقال إبليس في نفسه ولم يُبدها لهـم : لعنة الله عليكم جميـعا، إنما أريد أن أسقطكم ، فقد استُهْلِكْتم ، ولم يعد غباؤكم ، وتخلفكم ، قادرا على المضي بكم قدما ، في خطة المرحلة القادمة



ثم رفع صوته قائلا : لا عليكم ، سوف تذعن شعوبهــم في النهاية ، ولكن أوصيكم بطائفتين تعينكم على إذلال شعوبكم ، فركّـزوا عليها :



طائفة الزنادقة والمتحللّين من الفضائل ، فهذه لم تزل عونا لنا على هدم الدين والأخلاق ، فأدخلوهم في الشعوب ، ليحطّموا فيهم كل عقيدة تحملهم على التضحية ، وكل شيم الرجال التي تدفعهم إلى الرقي في سماء الحضارة ، وليطبّلـوا ، ويزمروا ، ويهلّلوا ، لمشاريع إصلاح مزيفة ينتفعون هم بها لوحدهم ، دون الشعوب المسحوقة ، أظهروهم في الإعلام ، وأكرموهم بالعطايا والمناصب غاية الإكرام.



وطائفة علماء السوء ، الذين يخدرون الشعوب باسم الدين ، فيجعلون تطلعهم إلى عزّهم وحريتهم ،جريمةً لا تغتفر ، تصير بهم إلى سقر ،



ثم يحملونهم على أن يؤمنوا إيمانا جازما لا يتزعزع أنّ ما هم فيه من مصائب بسببهم هم ، فهم يستحقونه ، قدر مضى عليهم بما كسبت أيديهــم ، وطريق الخلاص منه أن يسمعوا ويطيعوا لكم ، فكلّما زاد انبطاحهم ، قرب فرجهم وانشراحهم ، وبذلك تتحول طاقة التحرير ، إلى غاية التغرير ، ويبقون تحتكم كالحميــر .



وبهذا أحكم أبليس من كيده وتلبيسه ، وظن أنه سينجح في خطته ، في أن يذيق أولياءه سمه من كأسـه، ويذيقهم الخزي في الدنيا ، والعذاب في الآخــرة .



ثم فجأة ، وبينما هم في ذلك السرداب ،



إذا جلجلت صرخات التكبير ، فاهتزت بها أرجاء الأرض تحمل صيحات التبشير



ولاحت في الأفق رايات الجهــاد برّاقة ، باسقات عاليات ، بالحــق سبـّـاقة ،



فأشرقت بها شمس الحرية تتلألأ ، تُبهــر الأنظــار بالأنوار ، تحيط بها جنود التوحيد الأبرار ، وتحفها الملائكة الأطهـــار ،،



ولاذت خفافيش الظلام من ظلَمة الحكام ، وأتباعهم من الزنادقة والطغام ، فرارا إلى كهوفها البائسة ، تُولول وَلولة اللئـام .



وأما إبليس الرجيــم :



"وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ "