المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصحفي الذي أنشأ حزبا شيوعيا ثم تحول إلى الفكر الإسلامي



حازم
01-18-2007, 01:25 AM
نشرت جريدة الميثاق الإسلامي في عددها (996) تحقيقا صحفيا مع الكاتب المشهور محمد جلال كشك.

في بيروت على موعد سابق التقيت بالكاتب الإسلامي المجاهد الأستاذ: محمد جلال كشك. وعلى امتداد ما يقارب الثلاث الساعات كنت أناقشه وأستمع إليه وهو يتحدث بانطلاق وسلاسة حديث الإنسان المدرك لقضيته, العامل لها, المتفاني في عمله.

الأستاذ جلال كشك مثال حي لشاب يعيش آلام وطنه الصغير مصر, ووطنه الكبير العلم الإسلامي, فقد جعله تفاعله الدائم مع الأحداث السياسية التي مر بها الوطن العربي يبحث عن المنقذ, عن الفكر الذي يبني الأمة, ويواجه بها تحديات العصر.. ولعل أولى تحديات عصرنا التي تصفع العالم العربي والإسلامي بعنف هي إسرائيل. وفي بحثه عن الفكر القائد اعتنق الشيوعية عام 1946م, وعمره آنذاك 17سنة. وكان من مؤسسي الحزب الشيوعي المصري (تعاليم الراية).

والحديث عن الحزب الشيوعي المصري يقودنا بالضرورة إلى توضيح هام, وهو أنه لم يكن في مصر حزب شيوعي واحد, أو حزبان باعتبار التقسيم الدولي بقيادة الحركة الشيوعية بين موسكو وبكين, كلا, كان في مصر ما يقارب العشرين حزبا شيوعيا: منهم (تنظيم الراية) الذي شارك في تأسيسه الأستاذ جلال, ومنها (الحركة الديمقراطية للتحرير الوطني), ومنها (الحركة الديمقراطية الشعبية- د. ش-), ومنها (أسكرا), ومنها (المنظمة الشيوعية المصرية) .. الخ.

وبعد خمس سنوات من الانتظام في الحركة الشيوعية المصرية اعتزل الأستاذ جلال الحزب الشيوعي عام 1950م على أثر خلاف حول الكفاح المسلح في القتال والموقف من حكومة الوفد.

يقول الأستاذ جلال: "هنالك فترة مرّ بها كل ماركسي في أطوار تخليه الرسمي عن العمل في الحزب, يقول فيها: إن الماركسية فلسفة عظيمة ...إلا أن الماركسين العرب انحرفوا عنها, وهذا في الواقع بسبب فساد الماركسية نفسها".

وعاش الأستاذ بين عدم الانتماء حتى عام 1958م حيث تبيّن له بصورة واضحة (خيانة الشيوعين للفكر العربي حينما عارضوا الوحدة العربية).

وفي عام 1962م كتب سلسلة مقالات بعنوان ( خلافنا مع الشيوعين ) .. فردت البرافدا لأول مرة تهاجم صحفيا مصريا باسمه وقالت: "إنّ استمرار جلال كشك في الصحافة المصرية يسيء للاتحاد السوفيتي", فأخرج من حقل الصحافة عام 1964م إلى عام 1967م, حيث قضى ثلاث سنوات حرم فيها حق العمل - أي عمل -, ثم أعيد للعمل في مؤسسة (أخبار اليوم).

والأستاذ جلال كشك كاتب إسلامي غزير الإنتاج, فله الآن 13 مؤلفا إسلاميا, وخمس كتب كتبها في المرحلة الشيوعية "ولا أحب ذكرها الآن" كما يقول, والجدير بالذكر أن أحد كتبه الشيوعية (الجبهة الشعبية) كان يدرس في مناهج الأحزاب الشيوعية المصرية للأعضاء المنتظمين.

والأستاذ جلال متزوج وله ثلاث أولاد : أحمد وخالد وعمر, ويقيم وأسرته الآن بيروت في هجرة لا يدري هل تطول أم تقصر.


ماذا بقي للماركسية :

قلت للأستاذ جلال كشك: نعرف أنك كنت شيوعيا ثم انتقلت للفكر الإسلامي .. فما هي أسباب ذلك؟ وكيف حدث اعتناقك للشيوعية؟ .. وكيف عدلت عن ذلك؟.

في الحقيقة كثيرا ما أسأل هذا السؤال, وإن كنت أعتقد أن السؤال الجدير بالبحث الآن هو: لماذا يبقى الإنسان ماركسيا بعد أن فقدت الماركسية كل مبرراتها؟ فقد اعتنقت الماركسية في الأربعينيات للبحث عن حل لمشاكل مجتمعنا, وكان من المفروض أن تقود الأحزاب الشيوعية الثورة العربية في المغرب العربي ضد الاستعمار الفرنسي, وفي الشرق ضد الاستعمار البريطاني, ثم ضد الصهيونية التي تركزت فيها كل متناقضات الإمبريالية العالمية, ولكن الذي حدث أنّ حربنا ضد إسرائيل, والحرب الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي في المغرب, لم تقم فقط خارج نطاق الأحزاب الشيوعية بل وضد هذه الأحزاب.

الأحزاب الشيوعية في المغرب العربي رفضت الثورة ضد فرنسا, والأدلة على ذلك واضحة في تاريخ الحزب الشيوعي الفرنسي, وفي مذكرات بن بركة عن الحزب الشيوعي المغربي.

وفي الشرق العربي قاتلت وشنق بعض قادتها دفاعاً عن حق إسرائيل في البقاء. فقد أصدر مثلا الشيوعيون العراقيون عام 1953م بيانا نشرته جريدة (القاعدة) الناطقة باسم الشيوعيين العراقيين كتبت الجريدة:

"إن الشعب العراقي يرفض بإباء أن يحارب الشعب الإسرائيلي الشقيق", وأضافت "..لا مصلحة في الحرب للكادحين العرب واليهود بل للبرجوازية العربية العفنة", نلاحظ أنها لم تساو حتى في الرجعيات بل نصت على البرجوازية العربية.

والحزب الشيوعي المصري وصف حرب فلسطين بأنها "دبرها الاستعمار وإرادتها الرجعية" كما جاء في تقرير الرفيق (خالد)!.

ويواصل الأستاذ جلال يقول: "وفي اعتقادي أن هناك سببا ذاتيا لخيانة الشيوعية العربية وهو خضوعهم في المغرب العربي لتوجيهات الحزب الشيوعي الفرنسي الذي كان يصوّت في الجمعية الوطنية الفرنسية على ميزانية الحرب ضد الجزائر, ويوجه الأحزاب الشيوعية في المغرب العربي ضد الثورة البرجوازية بزعم أن الحركة التقدمية عليها أن تنتظر الثورة البروليتارية في فرنسا.

وفي المشرق العربي كان زعماء الأحزاب الشيوعية كلهم يهود, مثلا (الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني) كان يتزعمها هنري كورييل وهو يهودي, و (الديمقراطية الشعبية) كان يرأسها يوسف درويش وريمون دويك وهما يهوديان, و(أسكرا) يرأسها إيللى شيورتز وهو يهودي, و(المنظمة الشيوعية المصرية – م.ش.م -) ترأسها أوديت وزوجها سلمون وهما يهوديان, المحرر وسكرتير الحزب الشيوعي العراقي عام 1947م السيد شلمون دلال يهودي, وسكرتير الحزب الشيوعي السوري اللبناني قبل انتخاب خالد بكداش جكوب تيير يهودي, وبعد انتخاب خالد بكداش أرسلوا فرج الله الحلولتل أبييب لتنظيم العمل واستخدموا نخمان ليفنسكي مستشار للحزب.

كان من البلاهة - إذن - أن نتوقع من هؤلاء اليهود أن يقودوا حربا ضد إسرائيل, بل وكان وجودهم وكفاحهم جزء من المخطط الصهيوني لإقامة إسرائيل, هذا هو السبب الذاتي لإفلاس الماركسية في الوطن العربي.

لكن هناك سبب موضوعي وهو: إفلاس الماركسية كنظرية عالمية.

ونلاحظ أنه منذ انتصار ثورة الصين لم تقم ثورة واحدة بقيادة حزب شيوعي, بل إن الثورات الناجحة كلها كانت ضد الحزب الشيوعي. وأرجوا من الشباب المتحمسين الذين يصرخون باسم جيفارا أن يقرأوا مذكراته ليعرفوا إن كان يقاتل ضد الحزب الشيوعي البوليفي ..


الماركسية خدمة لمصالح روسيا :

إن الماركسية قد تحولت إلى سياسة تخدم المصالح القومية للاتحاد السوفياتي, ومن ثم أصبح على الثوريين أن يفتشوا على الحل خارجها.. فكانت الخطوة الثانية وهي الاعتزاز بالقومية.. قوميتنا التي تتعرض لخطر الإبادة الصهيونية. فكان الالتفات إلى التراث والتاريخ والتعرف على الينابيع الثورية في الإسلام.. وفي اعتقادي أن نسبة كبيرة ممن يعتنقون الماركسية إنما يرجع ذلك إلى جهلهم بالإسلام.

أين موقف الشيوعيين الثوري من الاستعمار الصهيوني لبلادنا؟

أين كتائبهم المسلحة؟ ما موقفهم من المشروع السوفياتي الذي يطالب بحدود آمنة وقوات دولية تضمن هذه الحدود.. أي الاعتراف ببقاء إسرائيل, وتصفية الحركة الفدائية؟

كنا نتوقع أن يكون الشيوعيون عند خط النار ضد إسرائيل ولوبوصفها قاعدة للأمبريالية الإمريكية.. ولكن العكس هوما نراه.

الحزب الشيوعي الأردني يرفض رسميا الكفاح المسلح ضد إسرائيل.

الحزب الشيوعي العراقي يشن الحرب في مؤخرة الجيش العراقي..

إن الشيوعية قد انحازت وبصفة نهائية في العالم العربي إلى المعسكر المعادي للثورة العربية.

لو أن الشيوعيين عارضوا المشروع السوفياتي الآن لاستطعنا أن نحصل على تدعيم أكبر من (صديقنا) الاتحاد السوفياتي ..

إني أسألك: ما هي الثورية إن لم تكن الحرب ضد إسرائيل الآن؟ وهل الذي يرفض الحرب ضد إسرائيل ويؤيد الرقص التوقيعي في الجامعة تقدمي؟ أم الشيخ الذي يستشهد في سيناء والجولان والضفة الغربية حتى لوكان يبقي امرأته في الحجاب ؟

إن التقدمية هي موقف من حركة التاريخ .. وفي اعتقادي أن الصراع ضد الغزو الصهيوني يجب أن يكون الآن الخط الفاصل الذي تنقسم فيه كل القوى في الوطن العربي .

hamidi
01-19-2007, 08:16 PM
بارك اله فيك على هدا النقل المفيد وجزاك الله خيرا......
:ANSmile:

حازم
03-29-2008, 10:06 AM
تبذة عن محمد جلال كشك كتبها الاخ متعلم
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5571

الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ..

سألني بعض الأحبة عن "محمد جلال كشك" رحمه الله .. فهذا ما عندي ..


ليس لدي ترجمة دقيقة للكاتب السياسي « جلال كشك » رحمه الله ، على الرغم من أني قرأت كثيرًا من مؤلفاته . الذي أعلمه أنه توفي في التسعينات عن عمر فاق الستين ، واسمه كاملاً « محمد جلال كشك » . وكنت أتابع بشغف مقالاته - قبل وفاته - في الصحف لا سيما في « الأهرام » .

مصري هو .. تربو مؤلفاته على الثلاثين ، وتنوعت مادتها بين السياسة والتاريخ والفكر والدين .

أشهر مؤلفاته : « ثورة يوليو الأمريكية » ، و « كلمتي للمغفلين » . وهما في مجاله الذي اشتهر به : السياسة . وأشهر مؤلفاته التاريخية : « ودخلت الخيل الأزهر » . وأشهر مؤلفاته الفكرية : « الماركسية والغزو الفكري » . وأشهر مؤلفاته الدينية : « خواطر مسلم في المسألة الجنسية » .

وهذا رابط عنه في « ويكيبيديا » :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%...%83%D8%B4%D9%83 (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%AC%D9%84%D8%A7%D9%84_ %D9%83%D8%B4%D9%83)

وهذا موقع له أقامه أحد محبيه :
http://keshk.tadwen.net/


تميزت مؤلفاته بعدة سمات : منها : السهولة لا سيما في مؤلفاته المتأخرة ، وكثرة التعبيرات القريبة من العامية المصرية ، أو هي « عامية مفصَّحة » ، قد لا يتذوق أكثرها غير المصريين .

ومنها : الذكاء ، لا سيما في حواشيه ، التي يحتفظ لها بالنصيب الأكبر من الإمتاع الذي يدخره للقارئ . وقفشاته الذكية - في المتن والحواشي - أكبر سبب لإمتاع قارئه .

ومنها : سعة الاطلاع ، التي تظهر في نقده لأشهر الآراء في مسألته التي يعالجها ، وفي كثرة الاقتباسات التي يستشهد بها . مع تنوع اطلاعه بين المراجع العربية والأجنبية . كما أن له اطلاعًا كبيرًا على الأمور الداخلية والمستترة لمخالفيه ، سواء الاجتماعية منها والفردية .

ومنها : المشاغبة ! .. فمؤلفاته تثير الجدل بشدة ، وهذا يرجع غالبًا - والله أعلم - إلى صراحته الشديدة في عرض أفكاره ، وإلى تعبيراته القوية المبالغة أحيانًا ، ونقده اللماح ، وسخريته اللاذعة التي يدعمها اطلاعه المرعب على أوضاع مخالفيه الداخلية كما أسلفنا .

وبالجملة فمؤلفاته من النوع الذي قد يثير رضاك أو سخطك ، لكنك لا تفكر لحظة أن تتجاهله .

أما عن عقيدته ، فقد اعتنق الشيوعية بقوة في مبدأ حياته ، ثم هجرها إلى غير عقيدة واضحة ، متجهًا إلى الصبغة الإسلامية دومًا ، التي ظهرت واضحة في آخر مراحله .

في كتبه خير كثير ، لا بأس بأن يحصله طالب العلم الذي استكمل أدواته . وليس في مؤلفاته الثوابت الإسلامية كاملة ، لكن فيها بعضها ، واقترب من البعض الآخر كثيرًا أو قليلاً ، وفاته البعض ، غفر الله لنا وله .

كان « جلال كشك » يمثل « الفكر المعارض » ، وكان ماهرًا في السباحة ضد التيار كما يُقال . ونتج عن ذلك تصادمه مع رءوس « الفكر الشائع » ، أولهم بالطبع « محمد حسنين هيكل » الكاتب السياسي المعروف . وإذا رأيت مَن يظهر إعجابه بكتابات « هيكل » فاعلم أنه لم يقرأ بعد كتابًا « لكشك » في نقده !

« الطريق إلى بيت المقدس » كتاب في ثلاثة أجزاء للدكتور المتخصص في التاريخ الشيخ / جمال عبد الهادي . ولا يكاد يجد أبناء الصحوة اليوم كتابًا شاملاً في « القضية الفلسطينية » إلا هذا الكتاب . الذي يهمنا هنا هو أن د/ جمال - حفظه الله - قد استند كثيرًا في أحد أجزائه إلى كتابات « كشك » رحمه الله مصرحًا بالعزو .

أما فضح « كشك » للعلمانيين واليساريين ، فحدث ولا حرج ! .. يدعمه في ذلك أنه كان منهم ، وكان له معرفة عميقة بدواخل أمورهم ، واستمرت هذه المعرفة بعد هجره لمذاهبهم .

إن كان أحد مؤهلاً لقراءة مؤلفات « كشك » ، فأنصحه أن يبدأ بـ « ودخلت الخيل الأزهر » ردًا على لويس عوض ، ويثني بـ « ألا في الفتنة سقطوا » . وهذا الثاني مهم للمهتمين بمجالنا ، لأنه يتحدث عما عُرف « بالمسألة القبطية » أو « الطائفية » ، ويتحدث عن « التنصير » . وأهميته تنبع ابتداء من الحقائق والوقائع التي يمكن تحصيلها من هذا الكتاب ، أما التحليل فيقل أهمية ، مع كثرة ملاحظاته الذكية الصحيحة ، لكن غاب عنه بعض أركان التصور الإسلامي الصافي .

نأتي الآن إلى كتابه « خواطر مسلم في المسألة الجنسية » الذي لا يعرف النصارى غيره من مؤلفات « كشك » رحمه الله ، لأنه قال فيه ما يحبون سماعه ، غفر الله لنا وله .

ولا يعلم النصارى عن مشاكل الكتاب - بل عن مادته - إلا أنه جوّز عمل قوم لوط ضمن نعيم الجنة .

ودعوى « جلال كشك » رحمه الله لم تكن لتبلغ كل هذه الأهمية عند النصارى ، لكن الذي بلغها تلك المنزلة هو اشتراك لقبه مع لقب خطيب عصره الشيخ « عبد الحميد كشك » رحمه الله .

فاستغل القساوسة - جهلاً أو كيدًا - هذا الاشتراك أسوأ استغلال . وصاروا يرددون أن « الشيخ كشك » قال بجواز عمل قوم لوط ضمن نعيم الجنة . وقلدهم باقي النصارى في ترديد دعواهم ، على عادتهم في التقليد الأعمى ، حتى راجت هذه اللعبة على حذاق النصارى المجادلين .

وهذه المسألة من الغنائم الباردة للمسلم . فإذا ما وقع النصراني بترديد الدعوى الجاهلة ، فللمسلم أن يستغل الفرصة ، بتعليم النصراني وإرشاده إلى ترك التقليد الأعمى الذي يوقعه في مثل هذا الحرج . وسيحاول النصراني أن يتعدى هذه المسألة إلى غيرها ، لكن على المسلم ألا يتركه حتى يعتذر صراحة عما بدر منه من دعوى لا يملك دليلها .

وأما المسألة في نفسها ، فإن « محمد جلال كشك » رحمه الله ليس من أهل العلم بشريعة الإسلام ، ولا تخصص في واحد من علوم الشرع ، لا هو ادعى ذلك لنفسه ، ولا ادعاه أحد له . فكيف يُعاب على شرعة الإسلام بقول غير المتخصصين فيها ؟!

هذا .. وقد صرح « جلال كشك » نفسه في مقدمة كتابه بأنه ليس من أهل العلم ، ولا يملك أدوات الاجتهاد في الدين ، وأن كتابه لا يعدو مجرد « خواطر » كما أسماه .

قال رحمه الله : « حرصت عندما أصدرته، على أنْ أتحمّل مسئوليته كاملة، فسميته خواطر مسلم، وكما قلت في مقدّمة الطبعة الأولى، لم أنسبه لرأي الإسلام، ولا حتى إدّعيت الاجتهاد فيه... وإنما قلت هى خواطري كمسلم » .

وقال : « بقى أنْ نقول وقد تحدّثنا عن أجر المخطئ، أنني كنت بغرور الشباب وجهله، قد استشهدت بهذا الحديث في أوّل كتاب لي في الإسلاميات. فقلت في المقدّمة: حسبي أجر المجتهد المخطئ ..! وفاتني روعة التعبير الإسلامي ودقته إذ حدّد هذا الأجر "للمجتهد" ولم يقل "للمسلم إنْ فكّر أو شرّع فأخطأ أجر .."، بل قال "للمجتهد"، لأنَّ الاجتهاد هو عمل "المجتهد" ومن ثم فممارسته لعمله يستحق عليها المكافأة، شرط أن يكون " مجتهدًا " ... ومواصفات المجتهد معروفة، وحاشا لله أنْ ندعي توافرها فينا، فأنا لا أحسن إعراب آية في القرآن. فكيف أكون مجتهدًا، ولكنه غرور الشباب ونسأل الله المغفرة. كذلك كنت قد كتبت على أول كتاب عبارة " مفاهيم إسلامية "، ففرضت علي الإسلام آرائي أو مفاهيمي .. وقد تجنبت ذلك كله اليوم، فلست أزعم أنها رأي الإسلام في المسألة الجنسية! .. ولا أنها اجتهادات، فما أنا مجتهد، ولا هي مفاهيم إسلامية، إنما هي خواطر مسلم، تفكير مسلم بصوتٍ عالٍ، دعوة للتفكير .. مذكرات تحضيرية يستعين بها " المجتهد " إن شاء الله في تشريع الأحكام .. اعتبروها مجرّد أسئلة مطروحة عند أعتاب المجتهدين، والأئمة، والمنشغلين بالعمل الإسلامي» .

فلو كان الرجل عالمًا لما كان قوله العاري عن الدليل حجة على الإسلام ، فكيف والرجل يعترف بأنه ليس من أهل العلم بالشرع أصلاً !

ناصر التوحيد
03-29-2008, 11:53 PM
رحم الله الأستاذ محمد جلال كشك
فهو بحق احد أهم المؤرخين في هذا العصر
وأشهر مؤلفاته التاريخية : « ودخلت الخيل الأزهر » و « ثورة يوليو الأمريكية » و « السادات وأمريكا » .

ورحم الله الشيخ عبد الرحمن الجبرتي مؤرخ الديار المصرية وأشهر مؤلفاته : (مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس) و (عجائب الآثار في التراجم والأخبار).