المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوثني



عماد
01-26-2005, 04:40 PM
الوثني
الوثني هو الذي يعبد من دون الله شيئا من مخلوقاته بشرا كان أو حجرا أو غير ذلك , وتتميز المعتقدات الوثنية بالتعددية أي ان اهل هذه الديانات يعتقدون بوجود اله للشر وآخر للخير وآخر للنور وآخر للحرب ... الخ , وفي البداية توهم الانسان القوة المسيطرة عليه في بعض المخلوقات كالشمس والبحر والنار وغير ذلك . وقد ناقش القرآن هؤلاء نقاشا علميا فلفت النظر اولا الى ان توهم القدرة على كل شيء فيما لا يملك شيئا ضلال في التفكير فقد قال الله عز وجل : ( هل يسمعونكم اذ تدعون او ينفعونكم او يضرون ) سورة الشعراء / 72،73 , كما لفت النظر الى ان آثار القدرة والحكمة والتدبير والعلم التي تتصف بها ظواهر الكون لا بد لمن أوجدها من أن يتصف بالقدرة والكمال المطلق فأين هي صفات الكمال والقدرة والهيمنة التي تتصف بها هذه المعبودات , ثم قرر القرآن أن الذين يعبدون غير الكامل الصفات سبحانه انما يدفعهم لذلك التقليد الأعمى لأن ادنى إعمال للعقل يسوق العاقل الى نفي الايمان بالوهية اصنام واوثان تحتاج الى من يدبر شأنها , فهي بذلك شريكة لكل المخلوقات في الحدوث والافتقار والنقص والمحدودية , قال الله تبارك وتعـــالى : ( ما كان حجتهم إلا أن قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمّة وإنا على آثارهم مقتدون ) سورة الزخرف / 23 , وهذا هو التقليد الأعمى بعينه.
ونلفت النظر هنا الى ان المعتقدات الوثنية بعد ارسال الرسل دخلت في حيز الشرك , فمثلا لم يكن الكفار من قريش على ايمان بربوبية الله والوهيته وقدرته بل كانوا يتوهمون هذه الصفات في اصنامهم فلما جوبهوا بالحجج العقلية القرآنية اضطروا الى التسليم المراوغ بوجود اله قادر عليم حكيم ثم قالوا : انما نعبد هذه الأصنام لتقربنا الى ذلك الاله الكامل , وقد كذب القرآن ادعاءهم هذا, قال الله تعالى : ( ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) سورة الزمر/3 , فجواب القرآن كما نرى هو تكذيبهم لأن الذي يؤمن بالشريك لله لا يمكن ان يكون موحدا له في ربوبيته بنفس الوقت بل هي وثنية مطلقة دلت كل الشواهد الكونية على بطلانها, ومن كانت عقيدته باطلة فهو من أصحاب النار وبئس المصير.