المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تقل " لم أعبدك شوقا إلى جنتك، ولا خوفا من نارك " !!



حسام الدين حامد
01-26-2005, 10:03 PM
هل يجوز أن يقال: (ما عبدته خوفا من ناره، ولا حبا لجنته، فأكون كالأجير السوء، بل عبدته حبا له، وشوقا إليه)؟ أو يقال: (تعظيم الأمر والنهي، لا خوفا من العقوبة. ولا طلبا للمثوبة..)؟!

إن غاية ما يمكن أن يعتذر به لمن قال هذه العبارات وأمثالها أنهم أرادوا الخير - وهو هنا الاجتهاد في الإخلاص لله تعالى، والتجرد من شوائب حظوظ النفس غير المشروعة، ولكنهم بالغوا في ذلك مبالغة أنستهم ما دلت عليه هذه النصوص، فأدخلوا حظوظ النفس المشروعة التي تعبدها الله بها ، في حظوظها غير المشروعة ، وهذا اجتهاد أخطئوا فيه ، نسأل الله أن يغفر لهم خطأهم، ويثيبهم على اجتهادهم.

لكن ذلك لا يسوِّغ لمن اطلع على النصوص المرغبة في الجنة المرهبة من النار أن يقلدهم فيما ذهبوا إليه فالحق أحق أن يتبع، وكل واحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.

تعليق العلماء على هذه العبارات

قال ابن تيمية، رحمه الله: (ومن قال من هؤلاء: لم أعبدك شوقا إلى جنتك، ولا خوفا من نارك، فهو يظن أن الجنة اسم لما يتمتع فيه بالمخلوقات، والنار اسم لما لا عذاب فيه إلا ألم المخلوقات، وهذا قصور وتقصير منهم، في فهم مسمى الجنة، بل كل ما أعده الله لأوليائه فهو من الجنة، والنظر إليه هو من الجنة، ولهذا كان أفضل الخلق يسأل الله الجنة، ويستعيذ به من النار، ولما سأل بعض أصحابه عما يقول في صلاته، قال: (إني أسأل الله الجنة، وأعوذ بالله من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ،فقال: (حولها ندندن)) [مجموع الفتاوى (10/240)]

وقال في موضع آخر: (وقد علم بالاضطرار أن طلب الجنة من الله، والاستعاذة به من النار، هو من أعظم الأدعية المشروعة لجميع المرسلين والنبيين والشهداء والصالحين، وأن ذلك لا يخرج عن كونه واجبا، أو مستحبا، وطريق أولياء الله التي يسلكونها، لا تخرج عن فعل واجبات ومستحبات، إذ ما سوى ذلك محرم أو مكروه أو مباح، لا منفعة فيه في الدين). [نفس المرجع (10/714)]

وقال ابن القيم، رحمه الله-معلقا على قول الهروي رحمه الله: (الرجاء أضعف منازل المريدين...)-: (شيخ الإسلام حبيب إلينا، والحق أحب إلينا منه، وكل من عدا المعصوم، صلى الله عليه وسلم، فمأخوذ من قوله ومتروك، ونحن نحمل كلامه على أحسن محا مله، ثم نبين ما فيه.)، وبعد أن جمل كلامه على أحسن محا مله، قال: (فأما قوله: الرجاء أضعف منازل المريدين، فليس كذلك، بل هو من أجل منازلهم وأعلاها وأشرفها، وعليه وعلى الحب والخوف مدار السير إلى الله، وقد مدح الله تعالى أهله، وأثنى عليهم). فقال: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}. الأحزاب: 21.

وفي الحديث الصحيح الإلهي، عن النبي صلى الله عليه وسلم-فيما يروي عن ربه عز وجل-: (يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك، ولا أبالي ..)-إلى أن قال-: (وبالجملة فالرجاء ضروري للمريد السالك، والعارف لو فارقه لحظة لتلف أو كاد، فإنه دائر بين ذنب يرجو غفرانه، وعيب يرجو إصلاحه، وعمل صالح يرجو قبوله، واستقامة يرجو حصولها ودوامها، وقرب من الله ومنزلة يرجو وصوله إليها، ولا ينفك أحد من السالكين عن هذه الأمور أو بعضها، فكيف يكون الرجاء من اضعف منازله وهذا حاله)؟!.. [مدارج السالكين باختصار شديد (2/37) وما بعدها]

وقال أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله- ردا على من زعم منافاة قصد الجزاء على الأعمال الصالحة للإخلاص-: (فلا يخلو أن يكون الحظ المطلوب دنيويا أو أخرويا، فإن كان أخرويا فقد أثبته الشرع، حسبما تقدم. وإذا ثبت شرعا، فطلبه من حيث أثبته صحيح، إذ لم يتعد ما حده الشارع، ولا أشرك مع الله في ذلك العمل غيره، ولا قصد مخالفته، إذ قد فهم من الشارع، حين رتب على الأعمال جزاء أنه قاصد لوقوع الجزاء على الأعمال، فصار العامل ليقع له الجزاء عاملا لله وحده على مقتضى العلم الشرعي. وذلك غير قادح في إخلاصه، لأنه علم أن العبادة المنجية والعمل الموصل ما قصد به وجه الله، لا ما قصد به غيره، لأنه عز وجل يقول: {إلا عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم} الصافات: 40-43.

فإذا كان قد رتب الجزاء على العمل المخلص-ومعنى كونه مخلصا لا يشرك معه في العبادة غيره-فهذا قد عمل على وفق ذلك، وطلَبُ الحظ ليس بشرك، إذ لا يعبد الحظ نفسه، وإنما يعبد من بيده بذل الحظ المطلوب، وهو الله تعالى، لكن لو أشرك مع الله من ظن بيده بذل حظ ما من العباد، فهذا هو الذي أشرك، حيث جعل مع الله غيره في ذلك الطلب بذلك العمل. والله لا يقبل عملا فيه شرك. وليست مسألتنا من هذا. فقد ظهر أن قصد الحظ الأخروي، في العبادة لا ينافي الإخلاص فيها، بل إذا كان العبد عالما بأنه لا يوصله إلى حظه من الآخرة إلا الله تعالى، فذلك باعث له على الإخلاص قوي، لعلمه أن غيره لا يملك ذلك..) [الموافقات (2/215) وما بعدها]

{ منقول بتصرف (http://saaid.net/Doat/ahdal/00025.htm) }

أبو عبد الرحمن
01-27-2005, 09:47 AM
جزاك الله خيرا اخى حسام وقال العلماء للعبادة شرطان وثلاثة اركان فالشرطان تجريد النيه لله تبارك وتعالى وتجريد الاتباع للنبى صلى الله عليه وسلم والاركان الخوف والرجاء والمحبه وقيل المؤمن يسير الى الله بجناحين الخوف والرجاء ويحمل بينهما قلب مفعم بحبه 0 فلا يمكن الطير الا بالثلاثة معا وكذلك لايصح ان يكون الجناح الايمن جناح عصفور والجناح الايسر جناح نسر فلن يستقيم الطير فلا بد ان يتساوى الحوف والرجاء وقيل فى الشباب يفضل ان يكوت الخوف اقوى وفى الكير او عند الاحتضار يكون الرجاء اقوى 0 وضلت يعض فرق المسلمين بالمغالاة فى ركن من الاركان وترك الباقى فالصوفية ضلوا من باب المحية والمرجئة ضلوا من باب الرجاء والخوارج ضلوا من باب الخوف

حسام الدين حامد
01-27-2005, 10:31 PM
جزاك الله خيرًا ، و رفع قدرك ، و نفعنا بعلمك ، و سلمك من كل سوء .

ابوالمنذر
02-13-2005, 05:52 PM
جزاكم الله خيرا ، واجزل مثويتكم
وقد وجدت هذا السؤال واجابته فى موقع الاسلام اليوم ، لعل الله ينفع به فى ذات الموضوع او قريب منه والله الموفق

القول فيمن يعبد الله بالحب وحده

أجاب عليه:د. محمد بن عبد الرحمن أبو سيف الجهني

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي هو: ما رأيكم في من يقول أنني لا أعبد الله خوفاً من ناره, أو أنال جنته, وإنما عبدت الله محبة في وجهه الكريم؟.


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله وحده لا شريك له، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
لا تكون عبادة لله إلا بخوف وطمع، قاله الله في كتابه حين أمر عابديه بهما في مواضع: "وادعوه خوفاً وطمعاً" [الأعراف:56]، "واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة" [الأنعام:63]، وامتدحهما في عابديه: "تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً" [السجدة:16] "إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً" [الأنبياء: 90]، فلا تخلو عبادة الله من الرغب والرهب، ومن الخوف والطمع، والرغب لا يكون إلا في رضا الله وثوابه، والرهب لا يكون إلا من غضب الله وعقابه، ومن ادعى أنه لا يرغب في ثواب الله ولا يرهب عقابه لم تصدق منه دعوى عبوديته لله إلا أن يدعي أنه مستغن عن ثواب الله وآمن من عقابه، فتكون عبوديته تفضلاً منه على رب لا يملك أن يعاقبه ولا حاجة به لثوابه، فلا يكون هذا رباً ولا ذاك عابداً على الحقيقة، بل هما ندّان متساويان، وتفضّل أحدهما على الآخر بمحبته له، ومن ذا يكون مؤمناً ثم يقول ذلك؟!
وفي هذه الدعوى من الباطل أيضاً: الإعراض عن دعوة الله عباده إلى السعي إلى الجنة والاستخفاف بها، "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض" [آل عمران :133]، "سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض" [الحديد:21]، وفيها الإعراض عن دعوة الله عباده إلى اتقاء النار والاستخفاف بها: "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً" [التحريم:6]، "فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة" [البقرة:24]، ومثل هذه الدعاوى شطحات تنفسخ عند وجود الحقائق، فإذا أشرف مدعي هذه الدعوى على النار علم كذب دعواه. نسأل الله السلامة من الضلال.