المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الى الاخوة المسلمين هل الانسان مخير ام مسير



zazay
04-16-2007, 06:41 PM
السلام عليكم
انا مسلم لكنى أحيانا تراودننى اسئلة اعجز عن الاجابة عنها هل نحن مخيرين ام مسيرين

أولا لو كنا مخيرين فى حياتنا فنحن نتحمل اخطائتا لكن فى القرآن نجد آية تقول " ..ان الله يهدى من يشاء و يضل من يشاء"
و أيضا " انك لا تهدى من تحب و لكن الله يهدى من يشاء".

تانيا لو كنا مسيرين فلمادا يعاقبنا الله و لمادا يحاسبنا فادا اعتبرنا مبدأ التسيير فالله حكم على ابو لهب بالكفر و هو مازال حيا فلو آمن ابو لهب لكان هناك تناقض في القرآن..

ارجو من الاخوه الأفاضل تقبلى بسعة روح و عدم السب فانا باحت عن حقيقة لو وجدتها ارتاح قلبي و ضميري

zazay
04-16-2007, 08:34 PM
و لا رد لمادا هل السؤال صعب ام مادا

ناصر الشريعة
04-16-2007, 11:18 PM
الآية هي : { إنك لا تهدي من أحببت } وليس من تحب كما كتبت لعجلتك .

فدع عنك العجلة في الكتابة وفي طلب الإجابة فهذا من أدب السؤال إن أردت الاستفادة!

أما الجواب فهو بإيجاز :
أن الله سبحانه وتعالى شاء أن يكون للعبد مشيئة وإرادة وقدرة على الاختيار والفعل ، وعلم الله كل ذلك وكتبه وخلقه .
ثم أن الله عز وجل هدى العبد إلى طريق الخير والشر هداية دلالة وإرشاد .
فمن استجاب لهذه الهداية رزقه الله هداية أخرى وهي هداية التوفيق لعمل الخير ، ومن أعرض عن هداية الدلالة والإرشاد لم يرزق هداية التوفيق للعمل الصالح .

وعلى هذا ، فهداية الدلالة والإرشاد شاملة للمؤمن والكافر ، فمن استجاب لها بإرادته واختياره الذي أعطاه الله إياه رزق هداية التوفيق والعمل الصالح .

وما ذكرته عن أبي لهب يؤكد على صدق القرآن ولا إشكال فيه .

اسلام الصالح
04-17-2007, 02:20 AM
السلام عليكم
انا مسلم لكنى أحيانا تراودننى اسئلة اعجز عن الاجابة عنها هل نحن مخيرين ام مسيرين

أولا لو كنا مخيرين فى حياتنا فنحن نتحمل اخطائتا لكن فى القرآن نجد آية تقول " ..ان الله يهدى من يشاء و يضل من يشاء"
و أيضا " انك لا تهدى من تحب و لكن الله يهدى من يشاء".

تانيا لو كنا مسيرين فلمادا يعاقبنا الله و لمادا يحاسبنا فادا اعتبرنا مبدأ التسيير فالله حكم على ابو لهب بالكفر و هو مازال حيا فلو آمن ابو لهب لكان هناك تناقض في القرآن..

ارجو من الاخوه الأفاضل تقبلى بسعة روح و عدم السب فانا باحت عن حقيقة لو وجدتها ارتاح قلبي و ضميري

""""ان الله يهدى من يشاء و يضل من يشاء" """""
من يشاء ---> الانسان

ان اراد الانسان الهدايه فالله سبحانه وتعالى يجيبه بالهدايه.
وان اراد الانسان الضلال سواء بالكفر او اى شىء اخر فالله سبحاته وتعالى يجيبه بالضلال...

"""انك لا تهدى من تحب و لكن الله يهدى من يشاء"""
اما ابى لهب..
فهو انسان ضال ومضل ..
فجملة """ فلو آمن ابو لهب""""
اذا امن ابو لهب او ان شئت فقل ان اراد ابو لهب الهدايه لكان الله مجيب لهدايته..
اذا ما الاشكال؟؟

ناصر التوحيد
04-17-2007, 02:48 AM
الإنسان مخير أم مسير
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
السؤال: هل الإنسان مخير أم مسير؟
الجواب: الذي يجب أن نعلمه أن السؤال إذا كان خطأً؛ فهذا لا نجيب عليه إجابة مباشرة؛ لكن نبين خطأ السؤال.
وهذا مثلما سأل بعضهم فقال: يقول الملحدون الغربيون: إذا كان الله على كل شيء قدير فهل يقدر أن يخلق مثل نفسه؟ تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وأيضاً السؤال هنا خطأ؛ فلا نجيب عليه إجابة مباشرة، ولكن نبين خطأ السؤال؛ فمن الخطأ أن يقال: إن الإنسان مخير أو يقال: إنه مسير؛ بل من الخطأ أن يُسأل هذا السؤال، فمن الخطأ أن تسأل فتقول: الإنسان مخير أو مسير؟ وتتوقع أن يجيبك المجيب بأن يقول: مسير، أو يقول: مخير؛ فلو أجابك وقال: مسير، لقلت: إذا كان مسيراً فكيف يحاسبه الله عز وجل، وهناك أمور هو مخير فيها، وإذا قال لك: هو مخير، قلت له: كيف مخير ولم يأت إلى هذه الدنيا بإرادته، ولم يفعل الأفعال التي يشاء، فهو يشاء أحياناً أموراً كثيرة ولا تقع، وأحياناً لا يشاء الأشياء وتقع، فكيف تقول: إنه مخير، ففي مثل هذه الحالة نعرف أن السؤال نفسه خطأ.

فهذا السؤال لم يرد عند الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ولا عند السلف الصالح ؛ لأنهم قوم أعقل من أن تخطر عليهم هذه الأسئلة، وهذا السؤال إنما يرد في كتب الفلسفة عند المتفلسفين الذين يخوضون في قضايا عميقة ودقيقة ونظرية لا أساس لها في الشرع، ولا حتى في العقل الصريح.
فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قال وليس هناك أوضح من هذا القول ومن هذه العبارة: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الإنسان:30] فأثبت الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لنا مشيئة، ولكنها لا تكون إلا بعد مشيئة الله، ووفق ما أراد الله، فإذا عملنا عملاً من الأعمال باختيارنا؛ فإن الله عز وجل يكون قد أراده، وإذا أردنا أن نعمل عملاً من الأعمال، ولكن الله عز وجل لم يشأه؛ فإنه لا يكون ولا يقع مهما اجتهدنا في تحصيله.
ويقول لك أحدهم: أنا مخير وأنا حر، وأريد أن أعمل هذا العمل! ولكنه لا يقع ذلك -حتى في واقع الحياة- والقصص على هذا كثيرة جداً.
فمما ذكره بعض العلماء: أنه كان رجلان في طائرة -مسلم والآخر كافر- والرحلة كانت إلى لندن فقال الكافر للمسلم: كم تبقى من الوقت لنصل إلى لندن ؟ قال: تبقى ساعة إن شاء الله -قالها هكذا عادية مثل أي مسلم- فضحك الرجل وقال: لماذا تقول: إن شاء الله، فالطائرة ذاهبة والمطار موجود؟! بل قل: بعد ساعة ولا تقل: إن شاء الله، فقال له: لا. أنا مسلم، وأقول إن شاء الله؛ لأننا قد نشاء أشياء نسعى لها والأسباب متوفرة، ولا يقع ذلك فأبى الكافر أن يقتنع، فيقول الرجل المسلم: فقدر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أنه عندما وصلنا قريباً من لندن وإذا بالمطار مقفل؛ فهناك ضباب والهبوط ممنوع، ولا بد أن يكون الهبوط في باريس ، ولا أعرف كم تبعد باريس عن لندن فقلت له: كم بقي حتى نصل إلى باريس ، فقال: ساعة إن شاء الله؛ فهو لا يدري لعل باريس تكون مقفلة أيضاً .. فعرف أن هناك إلهاً فعلاً بعد أن قال: إن شاء الله .
فالقصد أن الإنسان مهما كابر ومهما قال: لا. كل الأسباب موجودة، وأنا أقدر فلماذا تقول لي: إن شاء الله؟! فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو الذي إذا شاء وقع ما شاء، لا ما خططت أنت.. وأحياناً لا تخطط لشيء فيحدث ويكون قد شاءه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لك.. وهكذا.
وبهذا نعرف قدرة الله وعظمته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأنه هو الذي يدبر الكون ويصرفه، ونعرف أن الإيمان بالقدر يولد الطمأنينة في نفس الإنسان: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216] فالإيمان بالقدر يعطي الإنسان طمأنينة، وراحة فلا يندم ولا يأسى على ما فاته، ولا يفرح بما أوتي كما أخبر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بذلك في كتابه.
فإذاً الإنسان له مشيئة وله اختيار؛ ولكنه اختيار محدود وفي حيز مشيئة الله له، ولا تكون مشيئة الإنسان ولا تنفذ إلا إذا شاء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ذلك.
فلو كان الإنسان مجبوراً بإطلاق؛ لكان مثل الحجر أو الشجر في مهب الريح.. وليس الإنسان كذلك، ولو كان مخيراً بإطلاق؛ لكان يفعل ما يشاء، دون أن يقع له أي عارض أو أي مانع إلا تحصيل الأسباب؛ لكننا إذا نظرنا فسنجد أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو خالق الأسباب، وأنه إذا شاء أبطل الأسباب وأبطل أفعالها. فهو سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الذي شاء وجعل المطر سبباً في إخراج الزروع: فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا [النمل:60] أنبتنا به أي: أن الله عز وجل جعل المطر والغيث سبباً في الإنبات، ولو شاء الله عز وجل لكان كما ورد في الحديث في آخر الزمان: {يصبح المطر قيظاً } كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الآخر: {ليس الجدب ألا تمطر السماء ولكن أن تمطر السماء ولا تنبت الأرض شيئاً }.
فهل لاحظتم كيف جعله الله سبباً؟ ولو شاء الله عز وجل لجرَّد هذا السبب من الفعل كما يشاء؛ وما الآيات والبراهين والبينات التي جعلها الله تبارك وتعالى للأنبياء إلا جزء من ذلك؛ فالنار عادة تحرق، وكل ما يقع في النار فإن النار تحرقه، وهذا أمر خلقه الله تعالى هكذا؛ لكنه لما شاء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أبقى الخليل عليه السلام فيها، قال تعالى: قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ [الأنبياء:69] فما أحرقته.
وكذلك ليس من الأسباب العادية المعروفة أن البحر بضربة العصا ينفلق حتى يكون كل فرق كالطود العظيم، ولا يمكن ذلك بالأسباب العادية؛ لكن الله جعله لموسى وقلب تلك العصا حيه، وهكذا...
فهذه إرادة الله، ومشيئته، فالإنسان له مشيئة لكنها ليست حرة، ومطلقة.

...................

حكم استخدام كلمة (لو) في الرد على القدر
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
السؤال: حصل لرجل حادث، فقال له رجل آخر: لو أنك لم تذهب، فهل يجوز هذا القول؟
الجواب: قوله: لو أنك لم تذهب لما وقع الحادث لا يجوز؛ لأن هذا ما قاله المنافقون: لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا [آل عمران:156] فرد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عليهم بقوله: قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ [آل عمران:154] أي: لو كان الإنسان في بيته، والله عز وجل كتب أنه يذبح هنا، فإنه يخرج إلى مضجعه ويضطجع ويذبح؛ فهذا شيء لا بد منه.
فأمر كتبه الله لا بد أن يقع، ولا يجوز الاعتراض بكلمة (لو) هذه؛ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في الحديث السابق: {استعن بالله واحرص على ما ينفعك ولا تعجز، وإن أصابك أمر فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان } وهذه لا يستخدمها المؤمن في القدر، في مثل هذا الموضع.
....................

القضاء والقدر:

هو موضوع يبين إنحراف التفكير عن سواء السبيل عند بعض المسلمين , ذلك لأن ديننا أمرنا بالإيمان بالقضاء والقدر, فآمن الأوائل منا وشمروا عن ساعد العمل بما يرضى الله, حتى إذا وضعت الفتوحات أوزارها, واطلع الناس على ثقافة الشعوب الأخرى وفلسفتها, برزت التساؤلات عن القضاء والقدر بطريقة عجيبة وغير مسبوقة, ثم أدخلت هذه البحوث في وسائل العقيدة وما هي من العقيدة بل هي من أفكار الباحثين والدارسين, وشأنها شأن الكم الكبير من المسائل والبحوث المنسوبة للعقيدة وهي منها براء ولاتعدو كونها معبرة عن أفكار أصحابها ومن تابعهم وليست ملزمة لكل المسلمين.

الآيات والأحاديث تحدثت عن القضاء والقدر في إطار الحديث عن صفات الله وقدرته وعلمه, فتحولت المسألة عند المتكلمين عن فعل العبد هل هو مخير أم مسير؟

ولو تتبعث القرآن والحديث لوجدت أن معنى كلمة " القضاء" وكذلك " القدر" أنها من الألفاظ المشتركة التي تحتمل عدة معان..وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا ذكر القدر فأمسكوا" يعني إذا ذكر علم الله وتقديره للأشياء فلا تخوضوا في ذلك لأنكم ستخوضوا فيما لاطاقة لكم به.

إنحرف مسار القضاء والقدر من مسألة إيمانية بقدرة الله وعلمه الى الخوض هل الإنسان مخير أم مسير وبناء عليه أثير البحث في مسالة الثواب والعقاب. فالموضوع ذو شعبتين:

شعبة شرعية وهي الإيمان بالقضاء والقدر على أنهما علم الله وقدرته التي تتجلى في خلقه دون الخوض في التفاصيل.
وشعبة عقلية وهي البحث في التخيير والتسيير والعقاب والثواب. فمن هذه الناحية نجد أن الإنسان يعيش في دائرتين وليس في دائرة واحدة:
فالدائرة الأولى يسيطر الإنسان فيها وتقع في نطاق تصرفاته وفيها تحصل أفعاله التي يقوم بها بإختياره وعلامة ذلك أنه يملك الفعل أو الكف عنه, وعلى هذه الأفعال يكون الحساب ومن ثم الثواب والعقاب.
الدائرة الثانية: تسيطر على الإنسان وتقع فيها الأفعال التي لادخل للإنسان فيها سواء صدرت منه أو عليه كان ينزلق إنسان فيقع على آخر فنقول هذا قضاء وقدر إذ لا إرادة للإنسان في الإنزلاق ولا إرادة للإنسان أخيه عليك. وكذلك كونك تتنفس الهواء فهذا فعل مسير فيه بقضاء الله وقدره.

إلى هذا الحد لا مشكلة في التفكير, وإنما ينشأ الخلل من خلط المفاهيم عندما يكون العمل إراديا للإنسان فإذا حدث منه مكروه نسبوه للقضاء والقدر تهربا من المسؤولية أو ركونا لعدم أخذ الأسباب وعدم توخي الحيطة والحذر الممكنين ومن هنا فالمسلم مسؤول عن كل فعل يفعله يحدث من جراءه الضرر بالآخرين طالما أنه مقصر في الحيطة والحذر وعليه يقع العزم. إن التهرب من تقصير الإنسان في عمله مرفوض بقوله تعالى" قل هو من عند أنفسكم".

والخلاصة أن العقل يحكم بأن الإنسان ليس مخيرا على الدوام في كل شيء وليس مسيرا على الدوام في كل شيء والقلب مؤمن بأن الله سيطر على كل شيء ولايعجزه شيء وهو عليم بكل شيء وانه لايظلم أحدا.

لقد شاءت حكمة البارئ عز وجل أن يمنح الإنسان مساحة محدودة من الإختيار وزوده بقدرة محدودة لفعل ذلك وجعل له مدة محدودة يعيشها ووهبه العقل وأنزل إليه الشريعة وقال له آمن بي وافعل ما يرضيني ولك مني العون والثواب.
فإن أبيت فسيلحقك مني العقاب...فكيف يتيه فكر الإنسان ويتصور أنه أصبح مخيرا دائما أو مسيرا دائما. ولو نظر الإنسان الى مساحته المحدودة لعلم أنه لا سيطرة له على شروق الشمس ولاتعاقب الشتاء والصيف ولا إختلاف الليل والنهار فتواضع أيها المخلوق ولو نظر الى قدرته المحدودة وكيف ان موسم العمل فيها قصير لأن الطفولة ضعف وعجز ثم المراهقة طيش وتقلب ثم الشباب اندفاع وحماس...ثم الكهولة حيث يتوفر العقل وتقل القدرة ثم الشيخوخة وهي ضعف وعجز وحكمة, فالأولى اغتنام العمر المحدود في العمل بما يرضي الله وإلا تضيعه في جدل لاطائل من ورائه ولا أمامه فحسبنا أن نؤمن بعلم الله وقدرته وحكمته وسيطرته على مخلوقاته وان نشمر ساعد العمل.

أمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره ونسالك اللهم إيمانا يصلح للعرض عليك, ويقينا نقف به في القيامة بين يديك, وعلما نفقه به أوامرك ونواهيك وفهما نعلم به نناجيك

ناصر التوحيد
04-17-2007, 02:57 AM
وأنقل إجابة شيخنا الفاضل العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ..

س5 : هل الإنسان مسير أو مخير؟

ج5 : الإنسان مسير وميسر ومخير ، فهو مسير وميسر بحسب ما مضى من قدر الله ، فإن الله قدر الأقدار وقضى ما يكون في العالم قبل أن يخلق السماء والأرض بخمسين ألف سنة ، قدر كل شيء سبحانه وتعالى ، وسبق علمه بكل شيء ، كما قال عز وجل : إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
وقال سبحانه : مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا وقال عز وجل في كتابه العظيم : مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فالأمور كلها قد سبق بها علم الله وقضاؤه سبحانه وتعالى ، وكل مسير وميسر لما خلق له ، كما قال سبحانه : الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وقال سبحانه : فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء أخرجه مسلم في صحيحه .

ومن أصول الإيمان الستة : الإيمان بالقدر خيره وشره ، فالإنسان ميسر ومسير من هذه الحيثية لما خلق له على ما مضى من قدر الله ، لا يخرج عن قدر الله ، كما قال سبحانه : هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وهو مخير أيضا من جهة ما أعطاه الله من العقل والإرادة والمشيئة ، فكل إنسان له عقل إلا أن يسلب كالمجانين ، ولكن الأصل هو العقل ، فمن كان عنده العقل فهو مخير يستطيع أن يعمل الخير والشر ، قال تعالى : لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وقال جل وعلا : تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ
فللعباد إرادة ، ولهم مشيئة ، وهم فاعلون حقيقة ، كما قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وقال سبحانه : إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وقال تعالى : إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ فالعبد له فعل وله صنع وله عمل ، والله سبحانه هو خالقه ، وقال عز وجل : فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وقال سبحانه : لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ فكل إنسان له مشيئة ، وله إرادة ، وله عمل ، وله صنع ، وله اختيار ولهذا كلف ، فهو مأمور بطاعة الله ورسوله ، وبترك ما نهى الله عنه ورسوله ، مأمور بفعل الواجبات ، وترك المحرمات ، مأمور بأن يعدل مع إخوانه ولا يظلم ، فهو مأمور بهذه الأشياء ، وله قدرة ، وله اختيار ، وله إرادة فهو المصلي ، وهو الصائم ، وهو الزاني ، وهو السارق ، وهكذا في جميع الأفعال؟ هو الآكل ، وهو الشارب . فهو مسئول عن جميع هذه الأشياء لأن له اختيارا وله مشيئة ، فهو مخير من هذه الحيثية . لأن الله أعطاه عقلا وإرادة ومشيئة وفعلا ، فهو ميسر ومخير ، مسير من جهة ما مضى من قدر الله ، فعليه أن يراعي القدر فيقول : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ إذا أصابه شيء مما يكره ، ويقول : قدر الله وما شاء فعل ، يتعزى بقدر الله ، وعليه أن يجاهد نفسه ويحاسبها بأداء ما أوجب الله ، وبترك ما حرم الله ، بأداء الأمانة ، وبأداء الحقوق ، وبالنصح لكل مسلم ، فهو ميسر من جهة قدر الله ، ومخير من جهة ما أعطاه الله من العقل والمشيئة والإرادة والاختيار ، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار فقال بعض الصحابة رضي الله عنهم ففيم العمل يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم تلا عليه الصلاة والسلام قوله تعالى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وكلها تدل على ما ذكرنا .
والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين

..........................

مسيّر أم مخيّر ؟

تجيب اللجنة الدائمة بفتوى رقم 4513 على السؤال:
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله و صحبه... وبعد: الإنسان مخير ومسير، أما كونه مخيراً فلأن الله سبحانه أعطاه عقلاً وسمعاً وبصراً وإرادة فهو يعرف بذلك الخير من الشر، والنافع من الضار ويختار ما يناسبه، وبذلك تعلقت به التكاليف من الأمر والنهي واستحق الثواب على طاعة الله ورسوله والعقاب على معصية الله ورسوله، وأما كونه مسيراً فلأنه لا يخرج بأفعاله وأقواله عن قدر الله ومشيئته كما قال سبحانه: { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } الحديد 22 وقال سبحانه { لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ <28> وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } التكوير 28 وقال سبحانه { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} يونس 22 .
وفي الباب آيات كثيرة وأحاديث صحيحة كلها تدل على ما ذكرنا لمن تأمل الكتاب والسنة. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

ناصر التوحيد
04-17-2007, 03:10 AM
هل الإنسان مخير أم مسير

فتوى للشيخ ابن عثيمين

السؤال: هذا مستمع للبرنامج من الرياض يقول فضيلة الشيخ سؤالي هو أنه وقع بيني وبين أخي خلافٌ عقائدي حيث قلت له إن الإنسان مسير وليس مخير فقال هذا ليس بصحيح بل الإنسان مسير ومخير أيضاً وطال الجدال فما هو القول الفصل في هذه المسألة وجزيتم خيرا؟
الجواب
الشيخ: القول الفصل في هذه المسألة أن الإنسان مخير وأن له اختياراً كما يريد كما قال الله تعالى (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفِ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون) وقال عز وجل (لمن شاء منكم أن يستقيم) وهذا أمرٌ معلوم بالضرورة فأنت الآن عندما قدمت لنا هذا الكتاب هل قدمته على وجه الإكراه وأنك تشعر بأن أحداً أكرهك على تقديمه أو أنك قدمته على سبيل الاختيار فأخذت الورقة وكتبت وأرسلت الخطاب أو أرسلت الكتاب لا شك في أن هذا هو الواقع ولكننا نقول كل ما نقوم به من الأفعال فإنه مكتوبٌ عند الله عز وجل معلومٌ عنده أما بالنسبة لنا فإننا لا نعلم ما كتب عند الله إلا بعد أن يقع ولكننا مأمورون بأن نسعى إلى فعل الخير وأن نهرب عن فعل الشر وليس في هذا إشكالٌ أبداً نجد الطلبة يتجهون إلى الكلية مثلاً أو إلى الجامعة فمنهم من يختار كلية الشريعة ومنهم من يختار كليه أصول الدين ومنهم من يختار كلية السنة ومنهم من يختار كلية اللغة ومنهم من يختار كلية الطب المهم أن كلاً منهم يختار شيئاً ولا يرى أن أحداً يكرهه على هذا الاختيار كيف نقول مسير ومخير لو كان الإنسان مجبراً على عمله لفاتت الحكمة من الشرائع ولكان تعذيب الإنسان على معصيته ظلماً والله عز وجل منزهٌ عن الظلم بلا شك فالإنسان يفعل باختياره بلا شك لكن إذا فعل فإنه يجب عليه أن يؤمن بأن هذا الشيء مقدر عليه من قبل لكنه لم يعلم بأنه مقدر إلا بعد وقوعه ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار) قالوا يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب قال (اعملوا) فأثبت لهم عملاً مراداً فكلٌ مسيرٌ لما خلق له أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ قوله تعالى (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى) فالصواب مع أخيك أن الإنسان مسيرٌ مخير ومعنى مخير أن له الاختيار فيما يفعل ويذر لكن هذا الذي اختاره أمرٌ مكتوبٌ عند الله وهو لا يعلم ما كتبه الله عليه إلا بعد أن يقع فيعرف أن هذا مكتوب وإذا ترك الشيء علم أنه ليس بمكتوب نعم.

...........................

السؤال:
هذا السائل من السودان يقول فضيلة الشيخ ورد لفظ الهدى في القرآن الكريم كثيراً مثلاً في قوله تعالى (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا) والأسئلة هل الإنسان مخير أم مسير وهل للإنسان إرادة أن يكون طيباً أو خبيثاً أرجو بهذا توجيه مأجورين؟

الجواب

الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين هذا السؤال هامٌ جداً وذلك لأنه سأل عن الهداية المذكورة في قوله تعالى (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً) وسأل هل الإنسان مخير أو مسير وهل له إرادة أن يفعل أو لا يفعل والجواب على الأول أن الهداية المذكورة في القرآن تنقسم إلى قسمين هداية دلالة وبيان وهداية توفيق وإرشاد فأما الهداية الأولى فهي مثل الآية التي ساقها السائل وهي قوله تعالى (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا) يعني إنا بينا للإنسان السبيل والطريق سواءٌ كان شاكراً أو كان كفوراً فالكل بين له الحق لكن من الناس من منّ الله عليه فشكر والتزم بالحق ومن الناس من كان على خلاف ذلك ومن أمثلة الهداية التي يراد بها الدلالة قوله تبارك وتعالى عن نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم (وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم) الشورى اية 52 أي لتدل إلى الصراط المستقيم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين وعلم أمته الصراط المستقيم وترك أمته على محجةٍ بيضاء ليلها كنهارها أما النوع الثاني من الهداية فهو هداية التوفيق والإرشاد ومن أمثلتها قوله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) فالمراد بهذه الهداية هداية التوفيق فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يملك أن يهدي أحداً هداية توفيق يوفقه بها إلى الإيمان والعمل الصالح وهذه الآية نزلت في شأن أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الهدى ولكن لم يوفق لذلك فأنزل الله هذه الآية تسليةً لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) وقد يراد بالهداية الهدايتان جميعاً أي هداية العلم والبيان وهداية التوفيق والإرشاد ومن ذلك قوله تبارك وتعالى في سورة الفاتحة (اهدنا الصراط المستقيم) فإن هذه الآية تشمل هداية العلم والبيان وهداية التوفيق والإرشاد والقارئ إذا قال اهدنا الصراط المستقيم يريد بذلك المعنين جميعاً يريد أن يعلمه الله عز وجل ويريد أن يوفقه الله تعالى لسلوك الحق هذا هو الجواب عن الجزء الأول في سؤاله

أما الجزء الثاني وهو هل الإنسان مسير أو مخير وهل له إرادة أو ليس له إرادة فنقول الإنسان مخير إن شاء آمن وإن شاء كفر بمعنى أن له الاختيار وإن كان ليس سواءً لا يستوي الكفر والإيمان لكن له اختيار أن يختار الإيمان أو أن يختار الكفر وهذا أمرٌ مشاهدٌ معلوم فليس أحدٌ أجبر الكافر على أن يكفر وليس أحدٌ أجبر المؤمن على أن يؤمن بل الكافر كفر باختياره والمؤمن آمن باختياره كما أن الإنسان يخرج من بيته باختياره ويرجع إليه باختياره وكما أن الإنسان يدخل المدرسة الفلانية باختياره ويدخل الجامعة الفلانية باختياره وكما أن الإنسان يسافر باختياره إلى مكة أو إلى المدينة أو ما أشبه ذلك وهذا أمرٌ لا إشكال فيه ولا جدال فيه ولا يمكن أن يجادل فيه إلا مكابر نعم هناك أشياء لا يمكن أن تكون باختيار الإنسان كحوادث تحدث للإنسان من انقلاب سيارة أو صدم أو سقوط بيتٍ عليه أو احتراق أو ما أشبه هذا هذا لا شك أن لا اختيار للإنسان فيه بل هو قضاءٌ وقدر ممن له الأمر ولهذا عاقب الله سبحانه وتعالى الكافرين على كفرهم لأنهم كفروا باختيارهم ولو كان بغير اختيارٍ منهم ما عوقبوا لا ترى أن الإنسان إذا أكره على الفعل ولو كان كفراً أو على القول ولو كان كفراً فإنه لا يعاقب عليه لأنه بغير اختيارٍ منه ألا ترى أن النائم قد يتكلم وهو نائم بالكفر وقد يرى نفسه ساجداً لصنم وهو نائم ولا يؤاخذ بهذا لأن ذلك بغير اختياره فالشيء الذي لا اختيار للإنسان فيه لا يعاقب عليه فإذا عاقب الله الإنسان على فعله السيئ دل ذلك على أنه عوقب بحقٍ وعدل لأنه فعل السيئ باختياره وأما توهم بعض الناس أن الإنسان مسير لا مخير من كون الله سبحانه وتعالى قد قضى ما أراد في علمه الأزلي بأن هذا الإنسان من أهل الشقاء وهذا الإنسان من أهل السعادة فإن هذا لا حجة فيه وذلك لأن الإنسان ليس عنده علمٌ بما قدر الله سبحانه وتعالى إذ أن هذا سرٌ مكتوم لا يعلمه الخلق فلا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غداً وهو حين يقدم على المخالفة بترك الواجب أو فعل المحرم يقدم على غير أساس وعلى غير علم لأنه لا يعلم ماذا كتب عليه إلا إذا وقع منه فعلاً فالإنسان الذي يصلي لا يعلم أن الله كتب له أن يصلي إلا إذا صلى والإنسان السارق لا يعلم أن الله كتب عليه أن يسرق إلا إذا سرق وهو لم يجبر على السرقة ولم يجبر المصلي على الصلاة بل صلى باختياره والسارق سرق باختياره ولما حدث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بأنه ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا يا رسول الله ألا ندع العمل ونتكل قال لا اعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له فأمر بالعمل والعمل اختياري وليس اضطرارياً ولا إجبارياً فإذا كان يقول عليه الصلاة والسلام اعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له نقول للإنسان اعمل يا أخي صالح اعمل صالحاً حتى يتبين أنك ميسر لعمل أهل السعادة وكلٌ بلا شك إن شاء عمل عملاً صالحاً وإن شاء عمل عملاً سيئاً ولا يجوز للإنسان أن يحتج بالقدر على الشرع فيعصي الله ويقول هذا أمرٌ مكتوب علي يترك الصلاة مع الجماعة ويقول هذا أمر مكتوب علي يشرب الخمر ويقول هذا أمر كتب علي يطلق نظره في النساء الأجنبيات ويقول هذا أمرٌ مكتوبٌ علي ما الذي أعلمك أنه مكتوبٌ عليك فعملته أنت لم تعلم أنه كتب إلا بعد أن تعمل لماذا لم تقدر أن الله كتبك من أهل السعادة فتعمل بعمل أهل السعادة وأما قول السائل هل للإنسان إرادة نقول نعم له إرادة بلا شك قال الله تبارك وتعالى (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) وقال تعالى (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن) وقال تعالى (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب) والآيات في هذا معروفة وكذلك الأحاديث معروفة في أن الإنسان يعمل باختيار وإرادة ولهذا إذا وقع العمل الذي فيه المخالفة من غير إرادة ولا اختيار عفي عنه قال الله تعالى (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) فقال الله قد فعلت وقال تعالى (وليس عليكم جناحٌ فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم) وهذا أمرٌ ولله الحمد ظاهر ولا إشكال فيه إلا على سبيل المنازعة والمخاصمة والمنازعة والمخاصمة منهيٌ عنهما إذا لم يكن المقصود بذلك الوصول على الحق وقد خرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذات يوم على أصحابه وهم يتنازعون في القدر فتأثر من ذلك عليه الصلاة والسلام لأن هذا النزاع لا يؤدي إلى شيء إلا إلى خصومة وتطاول كلام وغير ذلك وإلا فالأمر واضح ولله الحمد.

ناصر التوحيد
04-17-2007, 03:34 AM
هل أنت مخير أم مسير؟

أقول لفلان: لمَ لا تصلي؟..يقول: الله يهدينا..!!
تقول لفلانة: لمَ لا ترتدي الحجاب؟..تقول: عندما يريد الله..أتحجب..!!
تقول لأخرى: لم لا تطيعي الله؟..تقول: الله لم يرد لي الهداية بعد..!!
وغيرها الكثير من الأقوال والافتراءات على الله سبحانه وتعالى..

من هذا المنطلق بحثت عن مفهوم إرادة الإنسان وهل هو مخير أم مسير فوجدت ما يلي..أرجو أن ينفع به المسلمين والمسلمات..ولا تنسوني من دعوة في ظهر الغيب..

هل الإنسان مخير أم مسير؟؟

لو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب، ولو أجبرهم على المعصية لبطل العقاب، لو أن الله أجبرنا على أفعالنا بطل الثواب والعقاب، وبطلت الجنة والنار، وبطل حمل الأمانة، وبطلت التكاليف, إن الله أمر عباده تخييراً، ونهاهم تحذيراً، وكلف يسيراً، ولم يكلف عسيراً، وأعطى على القليل كثيراً.

مما يؤكد أن الإنسان مخيراً:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/0EflO311071602.gif
(الإسراء)

العاجلة : الأولى، محظوراً : ممنوعا عن أحد، أنت مخير ، اختر ما شئت ، اختر الدنيا، أو اختر الآخرة ، اختر أن تستقيم أو أن لا تستقيم، أن تصدق أو أن تكذب، أن تحسن أو أن تسيء، أن تخلص أو أن تخون ، أنت مخير ، لذلك الاختيار يثمن عملك ، وحينما تلغي الاختيار تقع في عقيدة زائغة مفسدة ضارة، تسهم في شلل العالم الإسلامي، ما الذي يشل قدرات المسلمين؟ اعتقادهم أن الله أجبرهم على أعمالهم.

لو أن الله أراد إجبار عباده على شيء ما لما أجبرهم إلا على الهدى و الدليل:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/xAs7MW11071604.gif
(السجدة: من الآية 13)

أي لو شئنا أن نلغي اختياركم، لو شئنا أن نبدل هويتكم، لو شئنا أن نلغي التكليف، لو شئنا أن نلغي حمل الأمانة، لو شئنا أن تكونوا كبقية المخلوقات مسيرين لما أجبرناكم إلا على الهدى.

في اللحظة التي تتوهم أنك مسير في كل شيء تكون عقيدتك قد زاغت، لأنك عندئذ تتهم الله في عدله، يقول الله عز وجل:
http://www.lakii.com/img/all/Nov05/AYu0aG11071604.gif
(الكهف: من الآية 29)

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/TA6fhr11071605.gif
(الإنسان)

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/kKuSgv11071606.gif

(الأنعام)

يجب أن تعتقد أنك مخير فيما كلفت.

لما جيء بشارب خمر إلى سيدنا عمر قال: أقيموا عليه الحد، قال: والله يا أمير المؤمنين إن الله قدر علي ذلك، قال: أقيموا عليه الحد مرتين؛ مرة لأنه شرب الخمر، ومرة لأنه افترى على الله.

أيها الإخوة والأخوات: أنت مخير، وعملك محاسب عليه، ولا شأن له بالقضاء والقدر، القضاء والقدر لا يعفيك من المسؤولية
الإنسان مخير، فإن شاء الهداية فطريق الهداية واضح، إن شاء الهداية فطريق الهداية ميسر، وواضح، بل إن هناك طرقًا إلى الله لا تعد ولا تحصى، فالطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق.
إن تفكرت في خلق السماوات والأرض فهو طريق إلى الله، إن تلوت القرآن، وتدبرته فهو طريق إلى الله، إن ذكرت الله فهو طريق إلى الله، إن أصغيت إلى صوت الفطرة فهو طريق إلى الله.
إذاً:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/153ixD11071607.gif
[ سورة الإنسان : الآية 29]

لكن مشيئة الرب لا تعني الجبر، بل تعني أنها مشيئة فحص واختبار، نحن في بلادنا إذا قدم الطالب امتحان الشهادة الثانوية جاء بالحد الأدنى من العلامات مئة وخمسة، قدم طلباً إلى كلية الطب، مستحيل، كلية الطب تفحص هذا الاختيار، هل قدم العلامات المناسبة لهذا الاختصاص؟ أنت لك أن تشاء ما شئت، لكن كل مشيئة لها ثمن ، فمشيئة الله عز وجل أن تفحص مشيئتك ، وأن تفحص الثمن الذي أعد لها هل قدمته ؟ ألا يقل الله عز وجل:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/oBIWGW11071608.gif
[ سورة الإسراء : الآية 19]


فمن السذاجة والغباء أن تطلب مكانة علية دون أن تدفع الثمن، فإذا ربطت مشيئة العبد بمشيئة الرب، فالمعنى أن مشيئتك مشيئة إرادة واختيار، لكن مشيئة الله مشيئة فحص واختبار، إذاً الله عز وجل رسم طريقاً إلى الإيمان، رسم طريقاً إلى الجنان، رسم طريقاً إلى الآخرة، ما لم تسلك هذا الطريق لن تستطيع أن تصل، كذلك الدولة، ولله المثل الأعلى رسمت طريقاً إلى أن تكون طبيباً، أما أن تقرأ مجلات طبية فقط، و تضع إعلاناً، وتقول: الدكتور فلان تحاسب حساباً عسيراً، أنت بهذه الطريقة لن تسلك الطريق التي رسمت للمواطن كي يكون طبيباً.


وهذا جانب اعتقادي سلوكي، فإما أن تعد للعدو كل ما تستطيع، وهذا جانب عملي، فهذا طريق النصر، وإما أن تقف على المنبر، و تقول: يا رب، انصرنا على أعدائنا، اللهم دمرهم، اللهم اجعل كيدهم في تدميرهم، اللهم شتت شملهم، اللهم أرنا قدرتك بهم، ونحن لسنا مؤمنين إيماناً يحملنا على طاعته، ولم نعد لهم الإعداد الكافي، فالقضية في الدين قضية مقننة، كل شيء له طريق، إن سلكته حققت النتائج، وإن لم تسلكه فمهما رفعت الصوت، ومهما أحدثت ضجيجاً، ومهما توسلت إنك تخالف منهج الله عز وجل.

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/AYu0aG11071604.gif
[ سورة الكهف: الآية 29]


الآن ماذا يريد الناس ؟ يريد أن يصل إلى الله، وهو مقيم على كل شهواته التي لا ترضي الله، لكن الشيء الخفيف يأتي به هذا لا يقدم ولا يؤخر، لذلك مهما حاول، ومهما رفع صوته بالدعاء، ومهما توسل، ما لم تسلك الطريق التي رسمت لك كي تكون مؤمناً لن تصل إلى ما تريد، هذا هو الربط، ليس ربط جبر، لكن مشيئتك مشيئة إرادة واختيار، ومشيئة الله مشيئة فحص واختبار.

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/vC8rKx11071609.gif
[ سورة الإنسان ]

في ظاهر الآية:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/iNBIW211071610.gif

[ سورة الإنسان : الآية 31]

لكن لو تابعتها:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/Vslm1x11071610.gif

[ سورة الإنسان : الآية 31]

إذاً من هم الذين شاء لهم أن يرحمهم ؟ إنهم غير الظالمين ، لذلك قال تعالى :

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/AZvatU11071613.gif
[ سورة الأنعام ]

لكن:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/FdJ2cu11071613.gif

[ سورة الأنعام: الآية 82]

من هنا نكتشف حقيقة أن الأمة الكافرة العادلة تنتصر على الأمة المؤمنة الظالمة. ما دام قد لابس الإيمانَ ظلمٌ فالله عز وجل في حل من كل وعوده للمؤمنين هذه آية.

الآية الثانية:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/AYu0aG11071604.gif
[ سورة الكهف: الآية 29]

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/YW6f3I11071615.gif
[ سورة الإنسان: الآية 30]

هناك ربط بمعنى آخر، هذا الربط ربط فضل، كيف ؟ الإنسان أعطي حرية الاختيار، وبهذه الحرية لو أحسن استخدامها لفاق الملائكة المقربين، والمؤمن أعلى مستوى في المخلوقات، والدليل:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/GBmwaY11071615.gif

[ سورة البينة: الآية 7]

على الإطلاق، المؤمن مرتبته أعلى من الملائكة، والكافر مرتبته أدنى من الحيوان:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/GBmwaY11071615.gif

[ سورة البينة : الآية 6]

في آخر الآية:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/7c07IO11071616.gif

[ سورة البينة: الآية 6]


فلو أن إنساناً استخدم حرية الاختيار استخداماً صحيحاً فأصبح في مكان عالٍ عند الله فوق الملائكة، قال:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/YW6f3I11071615.gif

[ سورة الإنسان: الآية 30]

أي : لولا أن الله شاء لكم أن تشاءوا، لولا أن الله منحكم حرية الاختيار لما نلتم هذه المراتب العلية ، فمشيئة العبد هنا قد ربطت بمشيئة الرب ربط فضل .

فرضاً أب عنده عشرة أولاده، عنده معملاً, خيّرهم بين أن يبقى أحدهم في البلد، ويعمل في المعمل، وله بيت، و مكتبة، و راتب قدره خمسون ألفاً، أما الذي يقبل أن يسافر ليأتي باختصاص عال جداً، يكتب له المعمل كله، فقال أحد أولاده: أنا، إن سافر، ودرس، وجاء بالشهادة له المعمل كله، ودخل المعمل، أما لو لم يأت بالشهادة فليس له مكان في المعمل لصار متسولاً، لأن الأب أعطى تلك الحرية لأبنائه جميعاً، وأحدهم قبلها، وسافر، وعاد، وقد تملك المعمل كله ماذا نقول له ؟ لولا أن أباك قد عرض عليك هذا العرض، وأنت قبلته، وكنت أهلاً له لما كنت في هذه المكانة، وذاك الدخل الكبير.


إذاً الآية الثانية:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/AYu0aG11071604.gif
[ سورة الكهف: الآية 29]

فيها ربط فضل لا ربط جبر، أنا أريد في تلك الحالتين أن أنفي أن يتوهم الإنسان أن مشيئة العبد قد ربطت بمشيئة الرب ربط جبر، لو جبر انتهى الدين.

لكن أيها الإخوة الكرام، لابد من توضيح حقيقة، أن في القرآن آيات محكمات، وفي القرآن آيات متشابهات، فالمتشابهات تشبه الاختيار من جهة، والجبر من جهة ثانية، فأية آية في كتاب الله يشم منها رائحة الجبر فهذه تحمل على المحكمات، الآيات المتشابهات مهما كثرت تحمل على الآيات المحكمات مهما قلت، بالضبط، هذه قاعدة أصولية، إذ قال الله عز وجل:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/8PPuiA11071625.gif
[ سورة النحل: 93]

هذه الآية يجب أن تحمل على قوله تعالى:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/AYu0aG11071604.gif
[ سورة الكهف: 29]

أي: هذا الإضلال الجزائي المبني على ضلال اختياري، قال تعالى:

http://www.lakii.com/img/all/Nov05/BMjBLh11071625.gif
[ سورة الصف: 5]

طالب في الجامعة ما داوم، ولا قدم امتحاناً، و لا اشترى كتباً، وما استجاب لعشر إنذارات لإدارة الجامعة، بعد كل هذه المحاولات اليائسة في إقناعه أن يعود للدراسة، ولنيل الشهادات صدر قرار بترقين قيده، هذا القرار تجسيد لرغبته، زاغوا فأزاغ الله قلوبهم، اختاروا الضلال فأضلهم الله بحسب اختيارهم، الآيات التي يشم منها رائحة الجبر مهما كثرت تحمل على الآيات المحكمة التي تؤكد أن الإنسان مخير.

والخلاصة أن الإنسان ليس مخيرا على الدوام في كل شيء وليس مسيرا على الدوام في كل شيء والقلب مؤمن بأن الله سيطر على كل شيء ولا يعجزه شيء وهو عليم بكل شيء وأنه لا يظلم أحدا.

لقد شاءت حكمة البارئ عز وجل أن يمنح الإنسان مساحة محدودة من الاختيار وزوده بقدرة محدودة لفعل ذلك وجعل له مدة محدودة يعيشها ووهبه العقل وأنزل إليه الشريعة وقال له آمن بي وافعل ما يرضيني ولك مني العون والثواب.

فإن أبيت فسيلحقك مني العقاب...فكيف يتيه فكر الإنسان ويتصور أنه أصبح مخيرا دائما أو مسيرا دائما. ولو نظر الإنسان إلى مساحته المحدودة لعلم أنه لا سيطرة له على شروق الشمس ولا تعاقب الشتاء والصيف ولا اختلاف الليل والنهار..


فتواضع أيها المخلوق ولو نظرت إلى قدرتك المحدودة وكيف أن موسم العمل فيها قصير لأن الطفولة ضعف وعجز ثم المراهقة طيش وتقلب ثم الشباب اندفاع وحماس...ثم الكهولة حيث يتوفر العقل وتقل القدرة ثم الشيخوخة وهي ضعف وعجز وحكمة, فالأولى اغتنام العمر المحدود في العمل بما يرضي الله وألا تضيعه في جدل لا طائل من ورائه ولا أمامه فحسبنا أن نؤمن بعلم الله وقدرته وحكمته وسيطرته على مخلوقاته وان نشمر ساعد العمل.
وتأمل ما يقوله الدكتور/ عبد الحليم محمود رحمه الله:
مسألة القدر ، أو الجبر والاختيار ، أو أفعال العباد تلاقى رسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ إثارتها والجدال فيها.ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم راضيا مرضيا، وهو لا يسمح بأن تثار هذه المسألة. ولذلك لما جاء رجل إلى سيدنا على بن أبي طالب يقول: يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر. قال: طريق دقيق. لا تمش فيه. قال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن القدر. قال: بحر عميق. لا تخض فيه. قال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن القدر. قال: سر خفي لله لا تفشه. ويقول الإمام علي رضي الله عنه: " إن الله أمر تخييرا، ونهى تحذيرا، وكلف تيسيرا، ولم يعص مغلوبا، ولم يرسل الرسل إلى خلقه عبثا ، ولم يخلق السموات والأرض باطلا ، ذلك ظن الذين كفروا ، فويل للذين كفروا من النار" .
ويقول الإمام جعفر الصادق رحمه الله : "إن الله تعالى أراد بنا شيئا ، وأراد منا شيئا ، فما أراده بنا طواه عنا، وما أراده منا أظهره لنا ، فما بالنا نشتغل بما أراده بنا عما أراده منا ".

خلاصة القول

أن نؤمن بأن الإنسان يكسب الخير والشر باختياره ومشيئته, ولكنه لا يوقع الخير إلا بتوفيق من الله وعون, ولا يوقع الشر جبراً عن الله, ولكنه في إطار إذنه ومشيئته (كل نفسٍ بما كسبت رهينة) [المدثر 38].

آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره ونسألك اللهم إيمانا يصلح للعرض عليك, ويقينا نقف به في القيامة بين يديك, وعلما نفقه به أوامرك ونواهيك..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

zazay
04-17-2007, 05:39 AM
شكرا أخى ناصر التوحيد على كل هده الأجابات و بارك الله فيك و فى أمثالك

السعيد شويل
07-28-2007, 04:34 AM
أخى الفاضل

****
السلام عليكم ورحمة الله

*****
( التقدير مصدر والتكليف مظهر والكل مقدر والمقدر ميسر لما قدر له )

******

علي المهاجر
08-04-2007, 12:26 AM
يا اخي الكريم هذا سؤال بسيط فان الانسان مخير وليس مسير واما المقصود من ايه انك لا تهدي من احببت فهذه الاية نزلت على النبي عندما حاول اقناع ابي طالب على قول الشهادتين فان الله اذا احب انسان فتح عقله و قلبه و يشرح صدره للايمان اما الاخرين فيدعهم يفعلون ما يريدون فاما ان يسلمو او يكفرو و الله اعلم