المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تركيا الإسلامية .. هل تخاف من الإسلام ؟



حازم
05-09-2007, 03:36 PM
بقلم : وحى

http://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/2404/photos/3004.pol.p1.n100.jpg

طفلة تحمل صورة الهالك كمال أتاتورك خلال مسيرة المعارضة للمرشح الإسلامي للرئاسة عبدالله جول في إسطنبول



هذه الصورة حملتها إلينا إحدى الصحف المحلية التي ترفع لواء الليبرالية وتنافح عنها


ولذا وجدت من واجباتها إظهار هذه الطفلة البريئة في صفحتها الأولى ..!


وكأنها تريد أن تقول :


حتى أنا يا رجب طيب اردوغان .. يا عبد الله جول .. يا حزب التنمية والعدالة سأتدخل لحماية العلمانية بتركيا !


وهنا تقوم وسائل الإعلام بما يسمى صياغة الواقع لنا كجمهور متلقي سواءً كان واقعا سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا !


ويقصد بالواقع ذلك الجزء المعروض لنا فقط وكأنه هو الطبيعي وهو الواقعي بينما الحقيقة خلاف ذلك


فالشعب التركي مسلم ويحب الإسلام ولا يريد إلا الإسلام خاصة بعد الصفعات المتوالية والإهانات المدوية من الاتحاد الأوروبي لتركيا
ولو لم يكن الإسلام هو اختيار الشعب التركي لما تدخل الجيش لإبطال الديمقراطية !


هذه الصورة النمطية التي أطلق مفهومها ( والتر ليبمان ) تصلح أساساً لكل عمليات التأثير التي يستهدف بها الإعلام ذهن الإنسان .. أي إنسان ..


والصورة الذهنية أو ذلك التصور المحدود أو الانطباع الذي يحتفظ به الإنسان في ذهنه


عن إنسان أو بلد أو شيء ما .. هذا التصور يختزل تفاصيل كثيرة غائبة في مشهد واحد ..


ووسائل الإعلام بهذا توظف ( مفهوم الصورة الذهنية ) لتصيغ واقعاً غير أصلي وغير واقعي .


باختصار : الحقيقة ليست دائما ما يتم عرضه على الجمهور ، بل هي ذلك الشيء الذي لا يتم عرضه ..


كما أن أكثرنا تأثراً بهذه الصورة النمطية واندفاعا وراءها هو الذي لا ينوّع مصادر معلوماته ، ومن أهم المعلومات المؤثرة اليوم في الرأي العام الأخبار ..


.

فخر الدين المناظر
05-09-2007, 04:25 PM
حسب آخر إحصائية قامت بها إحدى الجرائد الغربية وجدوا أن ثلثي نساء تركيا يرتدين الحجاب والحمد لله رب العالمين ...

ولا توجد مصداقية في الإنتخابات ،، مثلها مثل كل البلدان الإسلامية ،، دائما تزوير وغش ،، وجمهرة العلمانيين لن يتركوا مرشحا ذو مرجعية إسلامية أن يفوز بالإنتخابات ولو ان أغلبية الشعب يريده كرئيس ،، وقد يتدخل الجيش للإطاحة به في هذه الحالة ...

فهؤلاء هم زنادقة الأتراك منذ عهد أتاتورك الذي ألغى الخلافة الإسلامية ،، وحتى في عهد حكم الأتراك للمسلمين في عهد العثمانيين حينما حكموا كل الدول الإسلامية إلا المغرب .... فالعثمانيون كان لهم دور في تأخر الدول الإسلامية وتقهقرها...

جزاك الله خيرا أخي حازم.

ناصر التوحيد
05-09-2007, 11:57 PM
انضوى المغرب العربي كله تحت حكم الدولة العثمانية ..وكان قاعدة انطلاق اسد البحر المتوسط البطل العثماني خير الدين برباروسا ضد كل اساطيل الكفار الاوروبيين الذين حاولوا غزو بلاد المسلمين من اسبان وبرتغال وطليان وغيرهم . وكان سبب ضم المغرب للدولة العثمانية هو استمرار الاعتاداءات الاوروبية على المغرب لمحاولة استعماره , وعندها تم ضم المغرب تحت لواء الدولة العثمانية وبالتالي تمت حمايته من هذه الاعتداءات الاوروبية
ولولا ضم الدولة العثمانية لاقاليم العرب لكانت قد استعمرت من قبل الغرب الحاقد منذ 500 سنة وليس منذ 100 سنة ..
فالدولة العثمانية كانت ترهب دول اوروبا .. حتى تقربت اليها بعض دولها مثل فرنسا والمانيا .. وكان اشد اعدائها روسيا وبريطانيا ..
لذلك صدق من قال بان الدولة العثمانية دولة مفترى عليها ..فيجب اعادة كتابة التاريخ الصحيح خاصة فيما يتعلق بهذه الدولة الاسلامية التي حافظت على حماية دين الاسلام واهله ..الى ان تكالبت عليها الدول وطعنها اعداء الداخل والخارج وخاصة من قبل يهود تركيا - الدونمة - وعلى راسهم الدونمي مصطفى كمال اتاتورك الذي الغى الخلافة والسلطنة واعلن الجمهورية التركية العلمانية والغى الكتابة بالحروف العربية وجعل الحروف اللاتينية مكانها .. وبلاويه كثيرة جدا .. عليه من الله ما يستحق .. وكذلك اثارة دول البلقان واليونان عليها حتى حققوا استقلالهم عنها بل واثارة العرب عليها وطعنها العرب من الخلف بحجة دعوة القومية العربية النتنة التي جعلوها مكان الرابطة الاسلامية
وللعلم فان مجلة الأحكام العدلية عملت في عهد الدولة العثمانية وهي تقنين لاحكام المعاملات في الاسلام
ولا ننسى العمران الرائع الذي وصل القمة في عهد الخلفاء العثمانيين
مآثر العثمانيين اكثر من ان تحصى .. فلهذا تكالب عليها الكفار وحاولوا تزييف التاريخ والطعن فيها وفي خلفائها حتى استطاعوا الاقضاء عليها بعد الحرب العالمية الاولى بواسطة هذا المدعو اتاتورك وباقي اعضاء الجمعية الماسونية وجماعة تركيا الفتاة وجزب الاتحاد التركي العميل للماسونية والغرب

فخر الدين المناظر
05-10-2007, 01:15 AM
انضوى المغرب العربي كله تحت حكم الدولة العثمانية

المغرب الأقصى لم يخضع للدولة العثمانية لأنه في ذلك الوقت كانت قائمة فيه الدولة السعدية وكانت تتوفر على جيش قوي لم ينهزم أمام العثمانيين.

والدولة العثمانية كانت لها سلبيات وإيجابيات من إيجابياتها أنها أخرت الإستعمار ... وقد كان لأحد المؤرخين المسلمين المغاربة بحث يتحدث في هذا الشأن وقد استفاض فيه ووثقه...

ناصر التوحيد
05-10-2007, 12:47 PM
أدرك السلطان محمد الفاتح خطورة مركز إيطاليا الكاثوليكي، ودوره بالتحريض ضد المسلمين، فقرر غزوها، وأرسل حملة بحرية بقياد الصدر الأعظم كديك أحمد باشا في 26 تموز يوليو سنة 1480م، ففتح قلعة أوترانتو في جنوب إيطاليا، وصارت مركز لواء ـ سنجق عثماني، وبدأت المفاوضات لاستسلام نابولي قبل وصول الغزوة الهمايونية السادسة والعشرين في الربيع المقبل، ولكن نابولي لم تستسلم صلحاً، فغادر السلطان محمد الفاتح إسلامبول في 25 نيسان/ إبريل سنة 1481م، واتخذ من مرج السلطان "سلطان جايري" في منطقة أُسْكُدار الآسيوية البحرية قاعدة لتجهيز حملة إيطاليا.
وفاة السلطان الفاتح
رتبت البندقية خمس عشرة محاولة لاغتيال السلطان محمد الفاتح، ولكنها لم تنجح، ولذلك لجأت إلى الحيل السرية، فأرسلت الطبيب اليهودي البُندقي المدعو يعقوب باشا Maestro Lacopo فادعى الإسلام ظاهراً، وأسرّ اليهودية باطناً، ونظراً لسلامة طوية المسلمين فقد ترقى ذلك اليهودي حتى صار الطبيب الخاص للسلطان محمد الفاتح، وحينما كان يستعد للحملة السادسة والعشرين شعرت البندقية بخطر فظيع، فاتصلت سرًّا بالطبيب الخاص المدعو يعقوب باشا ووعدته بمكافأة مالية مقدارها عشرون مليون دولار بأسعار زماننا، فدسّ السمّ للسلطان الفاتح، فتوفي في 3 أيار/ مايو سنة 1481م، ودُفن السلطان في قبره الخاص جنوب محراب جامع الفاتح في إسطنبول، وافتضح سرُّ الطبيب الخائن فتقاسمته سيوف الجنود، ولم يقبض ثمن خيانته من جمهورية البندقية.
ووصل نبأ وفاة النسر الكبير إلى أوروبا فأمر البابا بدق نواقيس الكنائس ابتهاجا مدة ثلاثة أيام، بعد كل هذه الفتوحات لم يستطع الاوروبيون التمكن من الامير محمد الفاتح الا بالخدعة بعد خمسة عشر محاولة اغتيال فاشلة فأرسلوا بطبيب يبطن اليهودية ويظهر الاسلام فقدم للامير السم فاستشهد السطان محمد الفاتح رضي الله عنه ي 4 ربيع الأول 886 هـ/3 مايو 1481م عن ثلاث وخمسين عاما، وأما ذلك الطبيب فقد قطع إربا بين سيوف الجنود .وحكم ثلاثين عاما وحوالي الشهرين ونصف الشهر، وترك دولة تبلغ مساحتها 000ر214ر2 كيلو مترا، منها في الأناضول 000ر511 كليو مترا، والباقي يقع في أوربا، وكانت حدود دولته الشمالية تبدأ من جنوب موسكو، وكان البحر الأسود في عهده عبارة عن بحيرة عثمانية، توفي رجمه الله في أُسكُدار في معسكره وبين جنوده، وكان ينوي - كما يقول بعض المؤرخين - أن يفتح روما، وكانت استعدادته البحرية توحي بذلك. إذ كان قد أعد في هذه السنة إعداداً قوياً لحملة لا يعرف اتجاهها لأنه كان شديد الحرص على عدم كشف مخططاته العسكرية حتى لأقرب وأعز قواده. وقد قال في هذا الصدد عندما سئل مرة: »لو عرفته شعرة من لحيتي لقلعتها.« . وهذه السرّية العسكرية التامة، مع الإيمان الصادق، كانت سر نجاحه في كثير من حملاته وفتوحه
وعلى الصعيد القانوني وضع الفاتح وعلماء سلطنته دستور السلطنة المسمى: دستور الفاتح "فاتح قانون نامه سي" وخلف مكتبة حافلة بروائع المخطوطات المتنوعة وفيها ما أمر بترجمته من اللغات الأعجمية إلى اللغة العربية، وكتب عنه المؤرخ جيوفاني ماريا فيليلفو قصيدة من أطول القصائد التي كتبت عنه وتقع في 4706 أبيات
رحمه الله فقد كان سلطانا ورعا ومجاهدا تقيا..
--
ومن تاريخ هذه الدولة وخلغائها :
784هـ) تأخر الصرب والبلغار فى دفع الجزية؛ فتوجهت إليهم الجيوش العثمانية، وفتحت صربيا فى جنوبى يوغسلافيا، وحاصرت "صوفيا"عاصمة بلغاريا وفتحتها، وفتحت مدينة سلانيك اليونانية .
(791هـ) هاجم الصرب القوات العثمانية جنوب صربيا عام (718هـ) وكان العثمانيون منشغلين بقتال دولة القرمان فى الأناضول، ولما فرغوا توجههوا إلى الصرب وقاتلوهم قرب إقليم كوسوفو جنوبى يوغسلافيا وانهزم الصربيون ووقع ملكهم لازارا أسيرًا . واستشهد السلطان سليم الأول في المعركة وتولى بعده ابنه بايزيد "الصاعقة" لأنه كان كثير الجهاد ينتقل من أوربا إلى الأناضول، ثم يعود مسرعًا إلى أوربا.
(794هـ) اتجه بايزيد إلى القسطنطينية وحاصرها، ثم تركها.
- (798هـ) أعد ملوك أوربا حملة صليبية جديدة على الدولة العثمانية، وقامت الحملة بمحاصرة مدينة "نيكوبلى" فى شمال بلغاريا، ووصل جيش السلطان بايزيد، وانتصر العثمانيون، وأسروا دوق بورغونيا، وعددًا آخر من الأمراء.
10 جمادى الأولى (857هـ) فتح السلطان محمد الفاتح القسطنطينية ، وأمن الناس على أنفسهم وأموالهم، وسمح للنصارى بإقامة شعائرهم الدينية دون معارضة.
(863هـ) فتح محمد الفاتح بلاد الموره، وجزر بحر إيجة قرب مضيق الدردنيل. وامتنع أمير البوسنة على دفع الخراج، فسار إليه السلطان وانتصر عليه، وضم البوسنة للدولة ,وحاول ملك المجر مساعدة أمير البوسنة، ولكنه هُزم، وأسلم أهل البوسنة .
(878هـ) عزم محمد الفاتح على دخول بلاد القرم، ودفع التتار سكان القرم الجزية للدولة .
(920هـ) فتح السلطان سليم الأول القلاع فى أذربيجان، وقام بحرب شاملة ضد الدولة الصفوية فى إيران.
(922هـ) انتصر العثمانيون على المماليك فى معركة مرج دابق شمال غربى مدينة حلب .
(923هـ) انتصر العثمانيون على المماليك فى معركة الريدانية ودخل السلطان سليم القاهرة وانتهت دولة المماليك.
- (928هـ) أرسل السلطان سليمان القانونى إلى ملك المجر رسولا يطالبه بدفع الجزية؛ فقتل الملك الرسول؛ فجمع السلطان جيشه وسار لقتال ملك المجر وهزم المجريين ودخل مدينة بلغراد.
(929هـ) فتح سليمان القانونى جزيرة رودس في البحر المتوسط، وكانت هذه الجزيرة تمامًا مثل جزيرة قبرص وكريت، مصدر إزعاج دائم للدولة العثمانية والسواحل الشامية والمصرية، ذلك لأن كرسي البابوية، جعل هذه الجزر وقفًا على جماعة فرسان المعبد وفرسان القديس يوحنا الصليبية، لتكون قواعد انطلاق للإغارة على بلاد المسلمين وكانت جزيرة رودس بالأخص حصنًا حصينًا لفرسان القديس يوحنا، الذين كانوا يقطعون طريق الحجيج العثماني. فقرر السلطان سليمان القانوني فتح هذه الجزيرة العنيدة، وأعد حملة كبيرة قادها بنفسه، وقام بعد معارك عنيفة وآلاف الشهداء بفتح هذه الجزيرة، وطرد فرسان القديس يوحنا منها، فانتقلوا إلى جزيرة مالطة التي أعطاها لهم الإمبراطور شارلكان الإسباني.
(939هـ) ضمت الدولة العثمانية شبه جزيرة القرم إليها .
(943هـ) انتصر العثمانيون على النمسا .
(954هـ) عقدت معاهدة بين الخليفة والنمسا، تدفع النمسا بموجبها جزية سنوية لقاء ما بقى تحت يدها من المجر.
(944هـ) استولت الدولة العثمانية على عدن ومسقط وهرمز، وأصبحت اليمن ولاية عثمانية.
(958/957هـ) انتصرت الجيوش العثمانية على النمسا فى عدة مواقع.
(971هـ) حاصر العثمانيون جزيرة مالطة أربعة أشهر، ولم يفتحوها.
(978هـ) فتحت جزيرة قبرص، التي كانت تتبع البندقية.
(991هـ) فتح العثمانيون بلاد الداغستان فى القوقاز.
(1005هـ) هزمت الجيوش العثمانية جيوش المجر والنمسا فى موقعة "كرزت".
--
من عام ( 1027هـ - 1171هـ) منيت الدولة العثمانية بهزائم من الدول الأوروبية ؛ بسبب التحالف العسكري الاوروبي ضدها وظهور المسالة الشرقية التي عملت على وقف التوغل العثماني في اوروبا .
(1182هـ) اعتدى القوزاق الروسى على بعض نقاط الحدود مع الدولة العثمانية؛ فقامت إحدى الفرق العثمانية على بعض الأراضى الروسية؛ فخربت عددًا من الضياع.
(1183هـ) احتل الروس إقليمى الأفلاق والبغدان.
(1185هـ) نجحت روسيا فى احتلال بلاد القرم وفصلها عن الدولة العثمانية.
(1200هـ) أعلنت النمسا الحرب على الدولة العثمانية، وحاول إمبراطور النمسا احتلال بلغراد لكنه فشل وهُزم .
( 1213هـ) دخل الفرنسيون مصر بقيادة نابليون بونابرت، وبدأت الدولة العثمانية تستعد لقتال الفرنسيين.
( 1216هـ) دخل العثمانيون مصر، واضطر الفرنسيون للانسحاب منها.
(1239هـ) بدأت الجيوش التابعة للعثمانيين بقيادة إبراهيم بن محمد على باشا الإبحار إلى بلاد اليونان.
(1240هـ) استطاع إبراهيم باشا فتح مدينة "نافارين" اليونانية.
(1241هـ) دخل العثمانيون أثينا .
- (1242هـ) تحالفت الدول الأوربية، وكونت حملة صليبية ضخمة أحاطت بأسطول إبراهيم باشا وأجبرته على الانسحاب من اليونان بعد أن دُمر أكثر أسطوله وقُتل عدد كبير من جيشه.
(1245هـ) بدأت فرنسا فى احتلال الجزائر ولقيت مقاومة عنيفة من الأمير عبد القادر الجزائرى ولكنه استسلم فى عام (1263هـ).
( 1247هـ) تمكن إبراهيم باشا من الاستيلاء على عدد من المدن الشامية، وسير الخليفة العثمانى له جيشًا بقيادة رشيد باشا ولكنه هُزم .
( 1248هـ) اتفقت الدولة العثمانية ومحمد على باشا على توقيع معاهدة "كوتاهية".
- (1293هـ) بدأت تظهر بعض الجمعيات والمؤسسات التى كان يسيطر عليها اليهود بشكل أو بآخر، وتدعو إلى التعصب القومى ومنها جمعية "تركيا الفتاة"، وجمعية "الاتحاد والترقى"، وعملت على إسقاط الخلافة الإسلامية والدعوة إلى القومية التركية. - بينما كانت الدول الأوربية تشجع الثورة والتمرد على الدولة العثمانية فى الولايات التابعة لها، فقامت ثورة الصرب والجبل الأسود، وثورة البلغار. - وبذل السلطان عبد الحميد2 محاولات كثيرة لاتحاد وتماسك الدولة .
(1294هـ) تجددت المعارك مع روسيا القيصرية فى بلاد اليونان، وانتصرت روسيا فى مواقع، وهُزمت فى مواقع أخرى.
(1295هـ) توقف القتال بين روسيا والدولة العثمانية وعقدت معاهدة سان استيفانوس وسلخت من الدولة العثمانية بعض أملاكها في اوروبا واسيا .
- ( 1295هـ) عقد مؤتمر فى برلين دعت إليه النمسا وحضرته بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وفي هذا المؤتمر حصلت روسيا والنمسا وبريطانيا على أجزاء كبيرة من الدولة العثمانية، فأعطيت البوسنة والهرسك للنمسا، وبلغاريا وبسارابيا إلى روسيا، وازدادت أطماع الدول الأوربية فى أملاك الدولة العثمانية، فطمعت فرنسا فى الجزائر وتونس، وطمعت إنجلترا فى مصر التى احتلتها بالفعل عام 1299هـ، وبعد تمزق الدولة فى الخارج بدأ التمزق الداخلى عن طريق بعض الجمعيات والمؤسسات التى تدعمها أوربا ومنها جمعية الاتحاد والترقى التى يسيطر عليها يهود الدونمة.ولقبتها اوروبا بالرجل المريض .
(1328هـ) تم عزل السلطان عبد الحميد الثانى بضغط من جمعية الاتحاد والترقى، ووولوا أخوه محمد رشاد "محمد الخامس"، وصار الاتحاديون حكام البلاد الفعليين , وفى هذا العام احتلت إيطاليا ليبيا.
(1330هـ) أعلن الجبل الأسود الحرب على الدولة العثمانية، وتحالف مع صربيا وبلغاريا واليونان، وتمكنوا من إحراز النصر على الدولة العثمانية التى فقدت معظم أراضيها فى أوربا.
(1334هـ) وبدأ مصطفى كمال أتاتورك يظهر على الساحة بعد أن رقى إلى رتبة لواء أو باشا، وفى عهد السلطان وحيد الدين عُين مفتشًا للجيوش فى إستانبول .
- (1337هـ) ألغى مصطفى كمال السلطنة, وجرد الخليفة من السلطات السياسية كافة، ثم أعلن إلغاء الخلافة الاسلامية رسميًا عام (1337هـ/1924م) وطرد الخليفة من البلاد , وأعلن دولة تركيا العلمانية. وبذلك أصبح المسلمون حتى الآن بلا دولة خلافة تجمعهم، فأصاب الأمة الإسلامية الشتات والتمزق والفتن، وتكالب عليها الأعداء من كل جانب.

---
وماذا بالنسبة للمغرب ؟؟

اتجه الإسبان بعد سقوط الأندلس في أيديهم إلى شمال إفريقيا، متطلعين إلى بسط أيديهم على تلك المناطق، فاحتلوا "المرسى" الكبير في غرب الجزائر سنة (911هـ = 1505م)، واستولوا على مدن: مليلة، والجزائر، وبجاية، وطرابلس، ووهران، وغيرها من المدن الساحلية، وكان ذلك خطرًا داهمًا هدد المسلمين في شمال إفريقيا، ولم تكن هناك قوى منظمة يمكنها دفع هؤلاء الغزاة الجدد.
وأثار هذا الخطر عددًا من البحارة المسلمين من سكان تلك المناطق، فتحركت في نفوسهم نوازع الجهاد والغيرة على بيضة الإسلام، وكانوا قد خدموا من قبل في الأسطول العثماني، فتكونت لديهم خبرة جيدة بالبحر وبفنون القتال، فتعاهدوا على مواجهة الغزاة الجدد، واتخذوا من جزيرة "جربة"، التونسية مركزًا للقيام بعملياتهم الحربية في البحر المتوسط، وكان يقوم على هذه العمليات الأخَوَان "عروج" و"خير الدين بارباروسا".
وقد أثمرت سياسة هؤلاء البحارة في مهاجمة سفن الإسبان، فتوقفوا عن مهاجمة الثغور الإسلامية، وأحجمت الدول الأوروبية التي كانت تنوي انتهاج هذه السياسة. وتوج الأخوان جهودهما باستعادة ميناء "بجاية" الجزائري من الإسبان سنة (921 هـ = 1515م) ونقل عروج قاعدة عملياته البحرية إلى ميناء "حيجل" الجزائري؛ ليتمكن من توجيه ضربات موجعة للإسبان.
استطاع عروج أن يقيم حكومة قوية في الجزائر، وأن يطرد الإسبان من السواحل التي احتلوها، ويوسع من نطاق دولته حتى بلغت "تلمسان" , وامتلكوا بشمال أفريقية مدن جيجلي والجزائر وشرشيل وتنس وتلمسان وبجاية , وصاروا حكاماً عليها . وفي هذه الأثناء اتصل بالسلطان العثماني "سليم الأول"، وأعلن طاعته وولاءه للدولة العثمانية، غير أن إسبانيا هالها ما يفعله "عروج" ورجاله، ورأت في ذلك خطرًا يهدد سياستها التوسعية، ويقضي على أحلامها ما لم تنهض لقمع هذه الدولة الفتية، فأعدت حملة عظيمة بلغت خمسة عشر ألف مقاتل، ثم اتحد الاسبان مع التلمسانيين بقصد الإيقاع بالبارباروسيين وبعد أن حاصروهم ستة شهور بتلمسان حصاراً شديداً , تمكنت من التوغل في الجزائر ومحاصرة تلمسان، ووقع عروج أسيرًا في أيديهم، وقتلوه في (شعبان 924 هـ = أغسطس 1518م).
استشهد الأخوان المذكوران فبقى أخوهم خضر بعد ذلك صاحب المدن التي بقيت لهم من المدن المذكورة يحكمها مستقلاً فحاز هناك وبسواحل أوروبا شهرة عظيمة وذكراً مهيباً حتى كان الافرنج يخوفون أطفالهم بذكره .

وخلف "خير الدين بارباروسا" أخاه في جهاده ضد الإسبان ، ولم تكن قواته تكفي لمواجهة خطر الإسبان، ولم يكن خير الدين أقل حماسة وغَيْرة من أخيه، فاستنجد بالدولة العثمانية طالبًا العون منها والمدد، فلبّى السلطان "سليم الأول" طلبه، وبعث إليه قوة من سلاح المدفعية، وأمده بألفين من جنوده الإنكشارية الأشداء، ثم واصل السلطان "سليمان القانوني" هذه السياسة، ووقف خلف خير الدين يمده بالرجال والسلاح ,فواصل حركة الجهاد. وتابع عملياته البحرية حتى تمكن من طرد الإسبان من الجيوب التي أقاموها على ساحل الجزائر، وضمّ إلى دولته مناطق جديدة، وقادته رغبته الجامحة في مطاردة الإسبان إلى غزو السواحل الإسبانية، الأمر الذي أفزع الغزاة، وألقى الهلع في قلوبهم، ثم قام خير الدين بعمل من جلائل الأعمال؛ حيث أنقذ سبعين ألف مسلم أندلسي من قبضة الإسبان الذين كانوا يسومونهم سوء العذاب، فنقلهم في سنة (936هـ = 1529م) على سفنه إلى شمالي إفريقيا.

قام السلطان سليمان القانوني باستدعاء خير الدين بارباروسا إليه في إستانبول، وعهد إليه بإعادة تنظيم الأسطول، والإشراف على بناء عدد من سفنه، ثم وكل إليه مهمة ضم تونس إلى الدولة العثمانية، قبل أن يتمكن السلطان الإسباني "شارل الخامس" من الاستيلاء عليها، وكانت ذات أهمية كبيرة لموقعها المتوسط في السيطرة على الملاحة في حوض البحر المتوسط.
غادر خير الدين العاصمة العثمانية على رأس ثمانين سفينة وثمانية آلاف جندي، واتجه إلى تونس، ونجح في القضاء على الدولة الحفصية التي كانت تحكم تونس، وأعلن تبعيتها للدولة العثمانية سنة (941 هـ = 1534م).

أثار هذا النصر شارل الخامس وزاده حنقًا، ورأى فيه تهديدًا للمواصلات البحرية التي تربط بين إيطاليا وإسبانيا، وانتصارًا للإسلام، وتشجيعًا لمجاهدي شمال إفريقيا على مواصلة الهجوم على السواحل الإسبانية واستنقاذ المسلمين الأندلسيين؛ ولهذا تحرك على الفور، وقاد حملة جرارة على تونس، تمكنت من الاستيلاء عليها في السنة نفسها، ورد خير الدين على هذا الانتصار بغارة مفاجئة على جزر البليار في البحر المتوسط، فأسر ستة آلاف من الإسبان، وعاد بهم إلى قاعدته في الجزائر، ووصلت أنباء هذه الغارة إلى "روما" وسط احتفالات البابوية بانتزاع تونس من المسلمين , فنغصت عليهم احتفالهم الذي لم يكتمل .
أراد السلطان سليمان القانوني مكافأة خير الدين على جهوده وخدماته للإسلام، فعيّنه قائدًا عامًّا للأسطول العثماني، وجعل في منصبه بالجزائر ابنه "حسن باشا"، الذي واصل جهود أبيه في مهاجمة الإسبانيين في غرب البحر المتوسط.
وقاد "خير الدين بارباروسا" عدة حملات بحرية موفقة، كان من أشهرها فوزه العظيم في معركة "بروزة" بالبحر المتوسط.


حرب "بروزة" البحرية الشهيرة:

كانت معركة هائلة تداعت لها أوربا؛ استجابة لنداء البابا في روما، فتكوّن تحالف صليبي من 600 سفينة تحمل نحو ستين ألف جندي، ويقوده قائد بحري من أعظم قادة البحر في أوربا هو "أندريا دوريا"، وتألفت القوات العثمانية من 122 سفينة تحمل اثنين وعشرين ألف جندي، والتقى الأسطولان في بروزة في (4 من جمادى الأولى 945 هـ = 28 من سبتمبر 1538م)، وفاجأ "خير الدين" خصمه قبل أن يأخذ أهبته للقتال، فتفرقت سفنه من هول الصدمة، وهرب القائد الأوروبي من ميدان المعركة التي لم تستمر أكثر من خمس ساعات، تمكن في نهايتها خير الدين من حسم المعركة لصالحه.وقد أثار هذا النصرُ الفزعَ والهلعَ في أوربا، في الوقت الذي استقبل فيه السلطان سليمان القانوني أنباء النصر بفرحة غامرة، وأمر بإقامة الاحتفالات في جميع أنحاء دولته.
ولما كانت مناورة خير الدين هذه كدرس مفيد في علم الحرب البحري استعملها أمير الات الدولة الإنكليزية في محارباتهم البحرية كالأميرال رودني والأميرال جرفس سنت وينسنت والأميرال نيلسون وغيرهم فكانت كافلة لهم بالانتصارات العديدة والظفر في كل حروبهم البحرية وعقب هذا الانتصار أنعم السلطان سليمان على خير الدين باشا بلقب غازي.
ولما ارتدت باقي الأساطيل بالخيبة أراد قوادها أن لا يرجعوا إلى بلادهم إلا باكتساب نصر ولو جزئي يحط عنهم بعض ما لصق بهم من أدران العار , فعرجوا على قلعة نوه الواقعة في ساحل ولاية هرسك وحاصروها براً وبحراً ولم يتمكن أمير تلك الولاية المسمى يالي بك من تخليصها من الحصار فسلمت إليهم عنوة وقتلوا جميع حاميتها من المسلمين , ولما بلغ السلطان خبر ذلك أصدر الأوامر بالتجريد عليهم لردها من يدهم , فأسرع خسرو باشا والي الرومللي بجيشه وحاصرها في فصل الربيع ولما وصلت الدوننما مع القبودان باشا بحراً تمكنوا من استخلاصها 946 هـ ثم فتح قلعة تيرة من يد البنادقة واهتم جنرال البنادقة الذي بقلعة زاره بردها فعاد خائباً.

---
وماذا بالنسبة للمغرب ؟؟ ؟؟؟



3 صفر 964هـ ـ 8 يناير 1554م

ضم المغرب للدولة العثمانية

ذلك لأن المغرب الأقصى في ظل حكم الدولة السعدية صار حليفًا وثيقًا لإسبانيا والبرتغال، وندًا عنيدًا للدولة العثمانية، لذلك قرر السلطان العثماني «سليمان القانوني» ضم المغرب الأقصى ، ليكون الجميع جبهة واحدة ضد العدوان الصليبي الإسباني.

استغل العثمانيون وجود صارع على الحكم في الدولة السعدية بين «أبي حسون الوطاسي» و«محمد الشيخ» وتدخلوا لصالح أبي حسون، لأن محمد الشيخ كان مواليًا للإسبان، وقام «صالح الرايس» والي الجزائر بمعارك عنيفة مع السعديين، وفي النهاية سقطت مدينة فاس في 3 صفر 964هـ، وأعلن الباب العالي ضم المغرب إلى الدولة العثمانية، بيد أن هذا الضم لم يستمر طويلاً، حيث سرعان ما عاد المغرب تحت حكم السعديين بعد مقتل أبي حسون الوطاسي.

راجع: تاريخ الدولة السعدية، حرب الثلاثمائة سنة، جهود العثمانيين في إنقاذ الأندلس، عوامل نهوض وسقوط الأندلس

--
حكم بني وطاس

وجاء بعدهم بنو وطاس وقد احتل الاسبان على أيامهم الشواطىء المغربية (سبتة، القصر الصغير، أصيلا، طنجة، مليلية... وغيرها من ثغور السواحل) فتضايق المسلمون من هذا التوسع الصليبي، وخاصة عقب طرد المسلمين من من الأندلس، والتنكيل الذي لحق بهم، فانطلقت جموع المسلمين هاربة من محاكم التفتيش الاسبانية الصليبية باتجاه بلاد المغرب، فتأثر المسلمون كثيراً لما حل بأهل الأندلس، فسقطت أسهم بني وطاس.

حكم السعديين

اتجهت الأنظار نحو شيخ السعديين أبي عبد الله محمد القائم بأمر الله الذي كان يعلن دائماً عن أمله في إنقاذ المغرب واستعادة بلاد الأندلس، فالتفت الجموع حوله وتمت مبايعته عام 1509 م ـ 916 هـ. فأعلن الجهاد والتف حوله الناس فقضى على حكم بني وطاس، وقاتل البرتغاليين وانتصر عليهم وأخرجهم من الأراضي التي احتلوها لمدة 72 سنة، وبعد وفاته بويع ابنه أبو العباس الأعرج الذي سار على سياسة والده في منازلة الاسبان والبرتغاليين، فأحرز انتصارات بارزة. إلا أن عدة خلافات وقعت بينه وبين أخيه أبو عبد الله محمد الشيخ انتهت لمصلحة هذا الأخير الذي تولى قيادة الأمور في البلاد، فأكمل مسيرة الحرب ضد الوطاسيين والبرتغاليين والإسبان.
وعقب دخول العثمانيين للجزائر، ساءت العلاقات بين السعديين والعثمانيين خاصة أن الجزائر كانت تتبع للسعديين، وبعد أن لجأ أبو حسون الوطاسي إلى العثمانيين ولقي منهم كل ترحيب ودعم ليعيد الحرب على السعديين، وقد استطاع أبو حسون وجيشه العثماني من دخول فاس عام 1560 م، لكن ابا عبد الله الشيخ تمكن من استرجاعها وقتل أبو حسون الوطاسي وأسر الجيش العثماني مما زاد التوتر بين الدولتين. وفي بداية حكم أحمد المنصور السعدي (أشهر سلاطين الأسرة السعدية) توترت العلاقات مع العثمانيين ثم تم الصلح بينهما، فتفرغ المنصور أحمد لبلاده حيث عمل على توسيع رقعة بلاده فضم إليه مناطق غربي السودان واستفاد من خيراتها، إضافة إلى العديد من الإصلاحات التي قام بها في مختلف أنحاء دولته وبناء القصور والأبراج والحصون (قصر البديع في مراكش وبرج باب الفتوح في فاس) وبموت المنصور السعدي بدأ نجم دولة السعديين بالأفول، فقام ولداه يتنازعان ملك أبيهم فقامت بينهما حروب كثيرة ضربت معظم ما بناه المنصور، وفقد المغرب بسببها سلطانه على بلاد السودان إلى أن انقرضت هذه الدولة على أيدي الأسرة العلوية.

---

العثمانيون وتوحيد بلاد المغرب:
مفكرة الإسلام :
رغم أن ظهور نجم الدولة العثمانية يعود لسنة 700 هجرية, إلا أن هذه الدولة العظيمة لم تتجه ببصرها إلى ناحية المغرب الإسلامي إلا في عهد السلطان "سليمان القانوني", وذلك سنة 925 هجرية وذلك لانشغال الدولة في الجهاد ناحية الشمال بأوروبا، وناحية الشرق ضد روسيا وإيران والتتار، وكانت البداية إسقاط الدولة المملوكية بمصر، ومنها انطلق العثمانيون إلى بلاد المغرب في رحلة شاقة من أجل توحيد بلاد المغرب، والقضاء على الدول الضعيفة التابعة للصليبيين الإسبان والبرتغاليين، حتى إن حكام تلك الدول كانوا أشبه بولاة وعمال عند ملوك الصليبيين، وبالفعل استطاع العثمانيون بفضل الله وحده، ثم بجهود رجال عظام من عينة "خير الدين بربروسا" وأخيه "عروج" و"صالح الريس" و"قلج علي" و"حسن الطوشي" وغيرهم، أن يفتحوا بلاد المغرب من ليبيا إلى تونس، ثم الجزائر, وقضوا على الدول الخاضعة للصليبيين، وأزالوا كل المراكز والنقاط الاستعمارية التي أنشأها الإسبان والبرتغال على السواحل الإسلامية ببلاد المغرب الإسلامي، ولكن بقيت بلاد المغرب الأقصى تحت حكم الدولة السعدية، التي وقفت أمام الفتح الإسلامي العثماني بدعاوى باطلة مثل: العصبية، والقبلية، والوطنية إلى غير ذلك، ولكن السبب الحقيقي هو الحرص على السلطة وكرسي الحكم.

كان السبب الحقيقي وراء رفض الدولة السعدية الانضمام لسلطة العثمانيين هو سلطان الدولة السعدية في تلك الفترة واسمه "الغالب بالله"، وكان أهوج أحمق سفاكاً للدماء، قتل ثلاثة من إخوته لرفضهم البيعة لولده "محمد المتوكل" من بعده، ما جعل بقية إخوته يفرون منه خوفًا من القتل، ثم أضاف لجناياته السابقة جناية أشد منها شناعة ونذالة، وهى الغدر بمسلمي الأندلس الثائرين على اضطهاد الصليبيين الإسبان لهم سنة 976 هجرية، وذلك لأنه وعدهم بالعون والمساعدة، ثم أسلمهم لعدوهم وخذلهم، بل قام بأدهى من ذلك عندما أخبر الصليبيين الإسبان بتلك الثورة وتفاصيلها، وميعاد قيامها، ما أدى لإحباط تلك الثورة، وبقاء المسلمين تحت نير الصليبيين، وإنما قام هذا الخائن بتقديم كل هذه القرابين من دم وأرواح وعرض المسلمين من أجل ضمان مساعدة الدول الأوروبية الصليبية له في تحديه للدولة العثمانية.

على درب الخيانة:

ظل سلطان السعديين "الغالب بالله" على خيانته للمسلمين، وعمالته لصليبيي أوروبا عامة وإسبانيا والبرتغال خاصة، وصمد أمام محاولات الدولة العثمانية لتوحيد بلاد المغرب الإسلامي كلها، حتى هلك غير مأسوف عليه سنة 981 هجرية، وقد ارتاحت منه البلاد والعباد، ولكن خلفه ولده "أبو عبد الله محمد المتوكل على الله"، وكان صنو أبيه وعلى نفس منهجه وسار خلفه على درب الخيانة، فعمل على التقرب والتزلف لأعداء الإسلام من صليبيي أوروبا، ليضمن مساعدتهم له ضد الدولة العثمانية، فعقد اتفاقية تجارية مفتوحة مع الإنجليز، ووقع معاهدة دفاع مشترك مع الإسبان والبرتغاليين.

(ونحن نرى لوقتنا الحاضر أن أولى خطوات التمهيد للعدوان على بلاد الإسلام هو توقيع أمثال هذه المعاهدات والاتفاقيات التي تتيح بموجبها الفرصة لأعداء الإسلام بالتدخل في شئون المسلمين، وفرض شروط الذلة والصغار عليهم، كما يحدث الآن من سعي دولة الكفر والعدوان أمريكا من إجبار الدول الإسلامية العربية من التوقيع على اتفاقية اقتصادية حرة مع أمريكا بموجبها يتم ربط كل مقدرات واقتصاديات تلك الدول بالاقتصاد الأمريكي والبقية معروفة).

كانت بلاد المغرب الأقصى ذات موقع استراتيجي مهم جداً، فهي منتهى الحدود الغربية للعالم الإسلامي، وثغر مهم أمام أعداء الإسلام في الشمال، لذلك اهتم العثمانيون بفتحها وضمها لأملاكهم لتأمين حدود الدولة الإسلامية، وتخفيف الضغط الصليبي الرهيب على مسلمي الأندلس، فعمل العثمانيون على إزاحة الخائن ابن الخائن "محمد المتوكل" المتحالف مع أعداء الإسلام، وذلك عن طريق تشجيع عمه الأمير "عبد الملك السعدي" الذي سبق أن فر من بطش أخيه "الغالب بالله"، وقد جاءت الفرصة مناسبة لذلك عندما انشغل ملك إسبانيا الصليبي "فيليب الثاني" – وهو أكبر حليف للخائن "محمد المتوكل" - بأحداث ثورة الأراضي المنخفضة بأوروبا الغربية وخروجه للقتال مع بابا روما ملك فرنسا، فأعد العثمانيون جيشاً قوامه خمسة آلاف مقاتل بأحدث الأسلحة وقاده الأمير "عبد الملك"، واستطاع الانتصار على ابن أخيه "محمد المتوكل" الذي فرّ هاربًا من المغرب، والتجأ إلى ملك البرتغال المشهور "سبيستيان".

كان الأمير "عبد الملك السعدي" ذا همة وإرادة حديدية وملكات قيادية بارزة، فعمل على إصلاح بلاد المغرب، فنظم التجارة وجدد الأسطول، وأسس الجيش على أحدث النظم، وفرض احترامه على أهل عصره، حتى الأوروبيين احترموه وأجلّوه، وقال عنه معاصروه: [كان "عبد الملك" فكره نيراً بطبيعته، وكان يحسن اللغات الإسبانية والإيطالية والأرمينية والروسية، وكان شاعراً مجيداً للشعر, باختصار فإن معارفه لو كانت عند أمير من أمرائنا لقلنا: إن هذا أكثر مما يلزم بالنسبة إلى نبيل، فأحرى بملك، والفضل ما شهدت به الأعداء].

الخائن والحاقد:

بعدما رأى الخائن المخلوع "محمد المتوكل" ما حل به من هزيمة وفقدان ملكه، وضياع مملكته وطرد من البلاد، فهام على وجهه، ثم استقر في النهاية على رأي شيطاني، وهو الاستعانة بألد أعداء الإسلام وقتها وهو ملك البرتغال "سبيستيان" وعقد معه معاهدة خبيثة يلتزم فيها "سبستيان" بمساعدة المخلوع "محمد المتوكل" على استعادة سلطانه المفقود، وطرد عمه "عبد الملك" من بلاد المغرب في حين يلتزم فيها "محمد المتوكل" بالتنازل عن جميع سواحل المغرب للصليبيين البرتغاليين، وقطعاً وجد "سبستيان" في ذلك الفرصة التي لا تعوّض، فوافق فوراً على هذه المعاهدة الشيطانية، وانتقل المخلوع "محمد المتوكل" للإقامة بطنجة انتظاراً للإمدادات الصليبية القادمة من البرتغال.

وكان الأمير "سبستيان" البرتغالي يضطرم بشخصية حاقدة وعقلية استعمارية في آن واحد، فلقد وافق على هذه الصفقة الشريرة لسببين مهمين وهما:

- أراد "سبستيان" أن يمحو العار الذي لحق بالبرتغاليين على يد المغاربة الذين وجهوا لهم ضربات موجوعة ينسحبون من مدن "أسفي/ أزمور/ أصيلاً" وغيرها، وذلك في زمان أبيه "يوحنا الثالث" سنة 960 هجرية.

أراد "سبيستان بن يوحنا" أن يخوض حربًا مقدسة ضد المسلمين الكفار؛ حتى يعلو شأنه بين ملوك أوروبا، خاصة بعد أن زاد غروره بما حققه البرتغاليون من اكتشافات جغرافية جديدة أراد أن يستفيد منها من أجل تطويق العالم الإسلامي.

الخدعة الفاشلة:

وصلت أخبار مخطط الخيانة "لعبد الملك السعدي" وحلفائه العثمانيين، فاستعدوا لقتال المعتدين, وأرسل السلطان العثماني "سليم الثاني" فريقاً عسكرياً كاملاً لمساعدة "عبد الملك" في الدفاع عن بيضة الإسلام، ودوّت صيحة الجهاد المقدس في جنبات المغرب الأقصى، أن اقصدوا وادي المخازن للجهاد في سبيل الله، وتقاطر المسلمون من أنحاء المغرب للاشتراك في الدفاع عن حوزة الإسلام.

وهنا حاول الخائن المخلوع "محمد المتوكل" أن يخترق هذا التلاحم الإيماني، فكتب إلى أهل المغرب كتاباً يحاول فيه خداعهم، وكان مما قال فيه: [إني ما استنصرت بأهل العدوة "ولم يسميهم صليبيين للخداع" حتى عدمت النصرة من المسلمين، وقد قال العلماء: إنه يجوز للإنسان أن يستعين على من غصبه حقاً ما أمكنه، ثم ختم كتابه بتهديدهم قائلاً: فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله]، فكيف كان رد أهل المغرب عليه؟!

قام "عبد الملك السعدي" بإحالة رسالة الخائن إلى علماء المغرب حتى يردوا عليها، فقاموا بالرد عليها رداً باهراً مؤيداً بالأدلة والبراهين التي دحضت أباطيله، وفضحت زروه وبهتانه، وخيانته للإسلام والمسلمين، وهكذا يكون دور العلماء الربانيين في مواجهة شبهات المبطلين، وأكاذيب المروجين لأعداء الإسلام، وما أحوج أمتنا لمثل هذا الدور في أيامنا هذه التي كثرت فيها شبهات أعداء الإسلام.

معركة الملوك الثلاثة:

أقبل "سبستيان" البرتغالي بجيش صليبي جرار يقدر بمائة وخمسة وعشرين ألفاً، منهم عشرون ألفاً من الإسبان، وثلاثة آلاف من ألمانيا وسبعة آلاف إيطالي، والباقي من البرتغاليين والأرمن ومعهم أربعون مدفعاً، وفى المقابل كان جيش المسلمين يقدر بأربعين ألفاً، ومعهم أربعة وثلاثون مدفعاً، ومعنوياتهم عالية جداً يقودهم "عبد الملك السعدي" ومعه أخوه "أحمد" الملقب "بالذهبي"، وقد قسم "عبد الملك" الجيش، فجعل المدفعية في المقدمة، ثم صفوف الرماة, وعلى الجانبين الرماة الفرسان، ثم جعل قوة احتياطية كبيرة من الفرسان للتدخل في الوقت المناسب.

نزل الصليبيون عند منطقة القصر الكبير، وخاف أهلها من سطوة الأعداء عليهم، واستبطئوا وصول الجيش، وعزموا على الفرار خارج المدينة والتحصن بالجبال، ولكن قام أحد العباد المجاهدين وهو الشيخ "أبو المحاسن يوسف الفاسي" بتثبيت الناس حتى لا يهربوا، وخطب فيهم وحثهم على الثبات والجهاد في سبيل الله عز وجل، حتى قويت عزائمهم، وأصروا على البقاء والدفاع عن مدينتهم.

(وهذا يوضح أهمية وجود أمثال هذه العناصر المثبتة من العلماء والعباد الذين يقودون الناس أوقات الأزمات والشدائد).

كان الأمير "سبستيان" رجلاً مغروراً متعصباً لدينه ولرأيه، سريع الغضب شديد الحقد، وتلك صفات جعلته لا يستمع لآراء قادة جيوشه الذين أشاروا عليه بالتقدم لاحتلال مدن "تطوان" و"العرايش" و"القصر"، وأصر على البقاء في معسكره بمنطقة "القصر الكبير" انتظاراً لقدوم جيش المسلمين، وكان مما زاد في إصراره على البقاء انتظاراً لوصول المسلمين الرسالة الذكية التي استفز بها الأمير "عبد الملك السعدي" الأمير "سبستيان" عندما قال له فيها: [إن سطوتك قد ظهرت في خروجك من أرضك، وجوازك العدوة، ولكن لا يليق أن تهجم على السكان العزل، وتخرب المدن الخالية من المقاتلين، فإن ثبت مكانك حتى آتيك بالجنود والسلاح فأنت نصراني شجاع وإلا فأنت كلب بن كلب].

وفى صباح يوم الاثنين 30 جمادى الآخرة 986 هجرية، وقف الجيشان في يوم مشهود من أيام الإسلام عامة والمغرب خاصة، ووقف السلطان "عبد الملك السعدي" خطيباً في الناس مذكراً بوعد الله عز وجل للصادقين والمجاهدين بالنصر، وذكرهم بوجوب الثبات والانتظام، وذكرهم بحقيقة مهمة جداً عندما قال: [إن انتصرت الصليبية اليوم فلن تقوم للإسلام بعدها قائمة، وقرأ آيات الجهاد]، واشتاقت النفوس للشهادة، وفى المقابل لم يألُ القسس والرهبان في إثارة حماس جنودهم, مذكرين أن البابا قد أحلهم من أوزارهم وخطاياهم، وطهّر أرواحهم من الدنس، وأن كل من سيموت في هذه الحرب سيدخل الجنة بلا شك!

انطلقت عشرات الطلقات النارية من مدافع الفريقين إيذاناً ببدء المعركة، وكان السلطان "عبد الملك" قد قام بخطة محكمة استدرج بها "سبستيان" لموقع القتال، وعزله عن أسطوله الرابض بالبحر المتوسط بعدما قام بهدم القنطرة الموجودة على نهر وادي المخازن، وهذا الأمر أفقده ميزة الانسحاب المنتظم عند الهزيمة.

احتدم القتال في أرض المعركة، والبطل الكبير قائد المسلمين "عبد الملك السعدي" يخترق الصفوف كالسهم وهو يقاتل قتال الأسود، وهو رأس حربة المسلمين في القتال يمهد لهم السبيل والطريق لاختراق صفوف الصليبيين، هذا كله رغم مرضه الشديد الذي كان يعاني منه منذ أن خرج من مراكش للجهاد، وهذا الإقدام والمباشرة للقتال بنفسه جعل علته تزداد عليه بشدة، حتى حملوه مدنفاً إلى خيمته وهو في النزع الأخير، وقد أصر هذا البطل الشجاع أن يعطينا درساً في الحزم والشجاعة، حتى وهو يجود بروحه عندما فاضت روحه وهو واضع إصبعه على فمه إشارة لمن معه عند وفاته بألا يخبروا أحداً من الجنود بوفاته، حتى لا تنهار معنوياتهم أمام عدوهم، وتولى القيادة مكانه أخوه الأمير "أحمد المنصور".

قام البطل الجديد "أحمد المنصور" بقيادة الجيش، وقلبه مشحون بالغيظ والعزم على النصر، فصدم مؤخرة الجيش البرتغالي بمنتهى العنف، وأشعلوا النار في خيام معسكر الصليبيين، وانقضت كتيبة المجاهدين المتطوعين على فرق الرماة الصليبية، ففتكت بها فتكاً ذريعاً واضطرب الجيش الصليبي بشدة، وبدأوا في الفرار من أرض المعركة إلى قنطرة نهر وادي المخازن لركوب الأسطول والفرار، ولكنهم فوجئوا بتهدمها، فوقفوا مصعوقين مذهولين ماذا يفعلون، فإذا بكتائب فرسان المسلمين من خلفهم، فقفز معظم الجيش الصليبي في النهر هرباً من سيوف المسلمين، فغرق معظمهم في مياه النهر الهادرة التي أصبحت قبراً لهم، وكان على رأس من ابتلعتهم مياه النهر رمز الخيانة والغدر المخلوع "محمد المتوكل"، الذي لا تكفيه مياه الأنهار والمحيطات لتطهره من دنس خيانته، وخطيئته في حق دينه وأمته، أما الأمير "سبستيان" فقد نال جزاءه وقتل، وحوله ألوف تدافع عنه، واستمرت هذه المعركة أربع ساعات وثلث الساعة، وانتهت بفوز ساحق وباهر للإسلام وأهله، وقد مات في هذه المعركة ثلاثة ملوك، بطل مجاهد نحتسبه شهيداً وهو "عبد الملك السعدي"، وخائن مخلوع وهو "محمد المتوكل"، وصليبي حاقد وهو "سبستيان" ملك البرتغال.

أدت هذه المعركة الخالدة لتأمين حدود دولة الإسلام من ناحية الغرب، وسقط نجم نصارى البرتغال في عالم البحار، واضطربت دولتهم، وضعفت شوكتهم، يقول المؤرخ البرتغالي "لويس ماريه" واضعاً نتائج المعركة: [وهو العصر النحس بالغ النحوسة "هذا الوصف لا يجوز شرعاً" الذي انتهت فيه مدة الصولة والظفر والنجاح, وانتهت فيه أيام العناية من البرتغال، وانطفأ مصباحهم بين الأجناس، وزال رونقهم، وذهبت نخوتهم وقوتهم، وخلفها الفشل الذريع، وانقطع الرجاء، واضمحل الغنى والربح، وهو ذلك العصر الذي هلك فيه "سبستيان" في القصر الكبير في بلاد المغرب].

المصادر:

· تاريخ الدولة العثمانية/ موسوعة التاريخ الإسلامي/ وادي المخازن.

· عوامل نهوض وسقوط الدولة العثمانية/ أطلس تاريخ الإسلام.

----
في زمن الدولة السعدية (956-1022هـ/ 1549-1613م) والتي تزامن عصرها مع الحقبة الذهبية للخلافة العثمانية، والتي وصلت حدودها حتى تلمسان ووجدة. ولما كانت الدولة العثمانية في أوج قوتها واتساعها، فقد كان طبيعياً أن يكون لها نفوذٌ داخل المغرب، وأن يتسابق الطامعون في الحكم لخطب ودِّها والاستقواء بها أو الاستعانة بها في الشدائد.

فتحالفت الدولة العثمانية في البداية مع الدولة السعدية فـ:

« كان العثمانيون يدعمون السعديين، ويَحُثُّونهم على قتال الصليبيين، ويقدمون لهم المساعدات ويشجعونهم على العمل معاً لاستعادة الأندلس، وبتلك المساعدات تمكّن السعديون من دخول فاس عام 955 هـ/1548م[10] ».

إلا أن الأمور توترت بينهما، وأجّج الصليبيون نار الفتنة فهاجمت الدولة السعدية تلمسان الخاضعة لحكم الدولة العثمانية، فاضطر العثمانيون للرد:

« وبعد خمس سنوات من الاستعداد، تقدم العثمانيون من الشرق، وأعلنوا ضم المغرب الأقصى إلى الدولة العثمانية ووصلوا إلى فاس، وخُطب للخليفة العثماني على المنابر مرةً واحدة، وذلك عام 961 هـ/1554م[11] ».

وبعد دخول العثمانيين إلى فاس، نصّبوا أبا حسون، أحد أمراء الوطاسيين، عليها بضعة أشهر، لكن سرعان ما استرد المهدي، الأمير السعدي، عاصمة مُلكه.

وفي خضم الصراع بين أجنحة الحكم في الدولة السعدية، ومحاولاتهم الاستقواء بالقوى الدولية، تدخلت الدولة العثمانية مرات عديدة:

« وعندما التجأ الأميران السعدي عبد الملك (المعتصم) وأحمد (المنصور) إلى الخليفة العثماني يطلبان مساعدتهما في استعادة الملك من عمّهما المتعاون مع الصليبيين أمدّهما بجيش قوامه خمسة آلاف جندي، وتمكّنت هذه القوة من دخول فاس عام 982 هـ/1574م، وتنصيب عبد الملك (المعتصم) سلطاناً على المغرب، وقد انسحبت هذه القوة منذ استقرّ الأمر للسلطان عبد الملك».

« وبعد ظهور المنازعات بين الأسرة السعدية على الملك، أصبحت مسألة استعانتهم على بعضهم بالأسبان والبرتغاليين والعثمانيين أمراً واقعاً. فعبد الملك بن محمد المهدي طرد ابن أخيه المتوكل واستولى على مراكش سنة 984هـ/ 1576م بمعونة العثمانيين».

ولا يخفى على أحدٍ الدعم القوي الذي قدمته الدولة العثمانية للسعديين في معركة وادي المخازن (986هـ/ 1578م)، والذي لولاه لم يكن من المُتَـصوَّر عقلاً أن يستطيعوا هزيمة الأسبان والبرتغال أقوى دولتين استعماريتين في العالم آنذاك مجتمعين، والمؤيدتين مادياً ومعنوياً بكل أوروبا والكنيسة من خلفهما.

«وبلغ عدد ذلك الجيش (الصليبي) مائة وخمسة وعشرين ألف جندي، وبالمقابل فقد أمدت الدولة العثمانية المغرب بقوةٍ تضم ستة آلاف من الرماة، وثمانمائة فارس، ومعهم اثنا عشر مدفعاً إضافةً إلى ألفٍ من المُشاة، ... وانتهت هذه المعركة بهزيمة الصليبيين... واعتمد العثمانيون على إمكانية وقوفها (الدولة المغربية) في وجه الصليبيين فصرفوا النظر عن ضمِّها إلى دولتهم».

وعلى مرِّ التاريخ، لم يتورّع أهل المغرب في مبايعة شخصٍ قادم من الشام أو بلاد الحجاز أو تونس أو الجزائر ما دام مستوفياً لشروط البيعة مُتعهِّداً بتحكيم الشرع وجهاد العدو. وقد التفّ أهل المغرب حول العلويين، على الرغم من أن الأب الروحي لدعوتهم قد قدم من ينبع ببلاد الحجاز، التفوا حولهم بالأساس لأنهم تعهّدوا بالجهاد واسترداد الثغور من المحتلين الأسبان والبرتغال. فلما تنكّب السلطان إسماعيل عن هذا الهدف وتوجّه إلى مقاتلة ولاية الجزائر بدلاً من قتال الصليبيين، استاء المسلمون منه وحدثت الفوضى في كل مكان، في فاس والريف وتازة، وجاء شخصٌ يُدعى الخضر غيلان (حوالي سنة 1095 هـ/1684م) من الجزائر إلى تطوان فالتفّ حوله أهلها ويابعته أصيلا والقصر الكبير، وكان ينادي بالوحدة الإسلامية للوقوف في وجه النصارى ولكنه قُتل عندما هاجمه إسماعيل بقوات كثيفة[16].

بعدها اشتدت الحملة الاستعمارية الأورويبة على شمال إفريقيا وبدأ الضعف يدِبُّ في أوصال الدولة العثمانية، ومع ذلك فقد كانت العلاقة قائمةً بين شدةٍ وضعف:

« أما علاقة دولة الأشراف العلويين مع الدول العثمانية فكان يسودها التوتر أحياناً، والتعاون أحياناً أخرى ضد عدوتهما المشتركة أسبانيا. وكان السلاطين العثمانيون حريصين على أن يعترف لهم حكام مراكش بالسيادة الاسمية فقط، لكن هؤلاء كانوا يرون أنفسهم أحق بتلك الزعامة الروحية لانتمائهم إلى النسب الشريف، ومن ذلك تمسكهم بلقب أمير المؤمنين. وقد تحسنت العلاقات بين الطرفين في عهد السلطان محمد بن عبد الله الذي اتجه في سياسته إلى توثيق الروابط مع الدولة العثمانية والمشرق العربي الإسلامي».


---------------------
نعم ..اخي الفاضل د.فخر الدين المناظر
اذن , لم يستمر ضم الدولة العثمانية للمغرب العربي لفترة طويلة ..( وخاصة المغرب الأقصى )

فخر الدين المناظر
05-10-2007, 04:39 PM
بارك الله فيك أخي ناصر التوحيد عموما لن نختلف في الأمر ، خاصة وأني لست متخصصا بالتاريخ ،، ولم يكن عندي اطلاع كامل بالدول التي قامت بعد عهد العباسيين ... واقتصرت فقط على ما كنت قد درسته أثناء المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية حول العثمانيين والدولة السعدية والعلوية ...،، وصدقني قد اكتشفت فيما كتبته أخي الفاضل ما لم يكن في الحسبان والمقررات المدرسية لا تتطرق لمثل تلك التفاصيل فتبين لك السلاطين كأنهم حمائم... بل حتى الفترة القصيرة التي ضمت فيها الدولة العثمانية المغرب الأقصى لم يُذكر بتاتا ...

بوركت أخي الفاضل ...

قرآن الفجر
05-10-2007, 08:04 PM
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=352

muslimah
05-10-2007, 08:33 PM
علمانيو تركيا أضاعوها
فلا هي دولة تطبق الإسلام
ولا هي مقبولة عند الغرب بسبب نسبة المسلمين فيها
فغالبية الغرب يعارضون انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي رغم مزاعم الديمقراطية التي يدعونها
{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120

ATmaCA
05-11-2007, 06:26 PM
طبعاً الإعلام قوة مؤثرة .
ولاحظ يا من نقلت الموضوع ان العنوان مستفز ومناقض للكثير من الواقع فى تركيا .
أرجو أن نحسن اختيار ماننقل .

حازم
05-30-2007, 12:50 AM
اخى اتماكا لماذا الحدة فى الرد ؟ واين الاستفزاز فى العنوان او الموضوع مع ان صاحب الموضوع يؤكد ان تركيا دولة اسلامية وان من يدعى علمانيتها هو الاعلام الكاذب وهذا الكلام خلاف الواقع فاى نقطة بالضبط لا تعجبك فى هذا الكلام ؟