elserdap
06-08-2007, 02:45 AM
للحضارة عصرها الحجري وعصرها الذري أما الثقافة فليس فيها تطور من هذا القبيل من وجهة النظر الحضارية يعتبر العصر الحجري الحديث متقدما عن العصر الحجري القديم بينما من وجهة نظر الثقافة فإن العصر الحجري الحديث يعتبر انتكاسة *ورسوم الكهوف والطقوس المنقولة عن تلك الفترة هي مؤشرات ذلك
الثقافة في استقلال عن الزمن .. بينما الحضارة تتقدم بتقدم الزمن
يقول ماركس :- التاريخ لا يمشي على رأسه . وهذا صحيح بالنسبة للحضارة لكن الامر يختلف بالنسبة للثقافة فالتوحيد وعبادة إله واحد ( وهو أعلى مراحل التقدم الثقافي ) كان سابقا على التعدد وصناعة الآلهة وهذا ما يقول به مؤلفون امثال لانج وباسكال وشميث وبروس وكوبرز وغيرهم **
كانت أمريكا عند اكتشافها متخلفة من خمسة إلى ستة آلاف سنة عن العالم القديم لم تكن في ذلك الوقت قد لحقت بالعصر الحديدي .. لكن هذا المقياس الزمني لا يمكن تطبيقه على الفن الأمريكي فالتقدم الثقافي الذي عاشته حضارة المايا كان مبهرا ولا نستطيع فك ألغازه إلى الآن ويقول أحد المعلقين على صور معبد البونامباك هذا الفن الجاد الرقيق الذي اتسع مجاله التعبيري من البساطة المدهشة إلى الأسلوب الباروكي الحافل بزخرفته قد بقي سرا إلى اليوم ***
فالثقافة مستقلة عن الزمن بل إنها دائما تتوقف ثم تبدأ من جديد وهذا تفسير ما قاله الفلاسفة أن :- الفلسفة بعد أفلاطون لم تحقق أي تقدم على الإطلاق ..
كَتَبَ أرسطو ثلاث كتب علمية ( في الطبيعيات .. في السماوات .. في الأرض ) هذه الكتب الثلاثة لا توجد اليوم فيها جملة واحدة صحيحة علميا .. بينما كتابات الأنبياء الاخلاقية لا تزال صالحة إلى اليوم
الحضارة تنتمي إلى عصرها فقط بينما الثقافة تنتمي إلى كل العصور
الأنبياء ومُعلمي البشرية اتفقوا دون اجتماع على خط ثقافي أخلاقي روحي واحد أراح المحاكم من آلاف القضايا لكن اللغز الأكبر انهم جميعا لم يكونوا علماء إن حقائق الثقافة تخفى على الحكماء والمتعلمين ولكنها تنكشف للبسطاء
إن المبادىء والتعاليم التي تلقاها موسى من آدون ( السيد أو الإله بالعبريه وأدوناي متكررة كثيرا بالكتاب المقدس ) هي نفسها المبادىء والتعاليم التي تلقاها إخناتون من آتون ( ولم تكن الشمس إلا رمزا له ولو كان يعبد الشمس لما قاومه كهنة المعابد الفرعونية ) هي نفسها المبادىء والتعاليم التي تلقاها المعلمين اليونان من أدونيس ( حرف السين يُضاف في اليونانية على الإسم العَلم )
إن الثقافة تبحث في الإنسان بينما الحضارة تبحث في الأرض
يوجد إلحاد حضاري وإلحاد علمي .. لكن لا يوجد إلحاد ثقافي فالإلحاد المُجرد لا يوجد فيه حتى الفن وإذا كان الواقع يشير إلى وجود فنانين ملحدين اسميا فإن هذه ظاهرة نادرة جدا ويمكن ارجاعها إلى تناقض في الإنسان نفسه حيث ترجع إلى الاستقلال النسبي للمنطق الواعي عن العفوية وهو استجابة نوعية للضغوط التي تتنازع الملحد بين الأرض والسماء لكنها جاءت في صورة فن لا في صورة خضوع لله ولذا أنا أقول ان ملاحدة الإنترنت الذين يهتمون بالفن هم لا يفهمون الإلحاد المجرد ولو فهموه للعنوا الفن أو لعنوا الإلحاد**** لذا فملاحدة الانترنت هم أغرار متطاولون لا كفرة مرتدون ( وإن كنا نتفق أنهم لو ماتوا على ما هم عليه الآن وقد قامت عليهم الحجة فإن مصيرهم نار جهنم خالدين فيها أبدا )
بينما يقف موسى وهارون في جانب يقف السامري وعجله في جانب آخر .. وبينما يقف المسيح وإنجيله في جانب يقف بولس وكنيسته في جانب آخر .. وبالجملة بينما تقف الثقافة في جانب يقف الإلحاد المُجرد في جانب آخر
في المؤسسة الثقافية العقوبة بالإعدام والقصاص لها ما يبررها بل وتتفق مع الكرامة الإنسانية للمجرم - على حد تعبير هيجل - بينما في المؤسسة الحضارية فإن العقوبة القاسية تعني فك جزء من المجتمع وإلقاؤه بلا عودة وبالتالي فهي قاسية .. في الحالة الأولى نجد تفسير إنساني بينما في الحالة الثانية نجد تفسير آلي لا إنساني تُذكرنا الحالة الأُلى بالتمهيد السماوي والحياة الأخرى بينما تذكرنا الحالة الثانية بدارون .. في الحالة الأولى الجريمة هي انتهاك لنظام أخلاقي ولحرمة الإنسان وقداسته وبهذا نستطيع أن نفهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال ( كسر عظم الميت ككسر عظم الحي ) فهنا رفع لقيمة الإنسان باعتباره إنسان بينما في الحالة الثانية الأمر لا يعدو مجرد تعامل مع آلات وتروس او قل حيوانات مهما فدحت جرائمها فيمكن تبريرها لأن هذا هو وطنها الوحيد ولا حياة أخرى لها المؤسسة الثقافية تتعامل مع الإنسان بينما المؤسسة الحضارية تتعامل مع اللاإنسان ..
العبيد كانوا سبب الرقي في المجتمعات الثقافية وعلى حد تعبير ماركس :- ( المجتمعات التي تملك العبيد كانت أرقى المجتمعات ثقافة ) بينما العبيد هم سبب المظاهرات والإحساس بالإضطهاد في المجتمعات الحضارية .. وبينما يُعامل المُغترب في مؤسسة ثقافية على أنه إبن سبيل يلزم وجوبا ضيافته وإكرامه يُعامل في مؤسسة حضارية كعبد يلزم استغلاله بأبسخ الأثمان ما أمكن والذين تخلصوا من العبودية للبشر صاروا عبيدا للتروس والمصانع إن عبودية المؤسسة الثقافية هي سيادة في المؤسسة الحضارية
وإننا لا نقصد بذلك القضاء على الحضارة فإننا لن نستطيع ذلك حتى لو تمنيناه من كل قلوبنا لكن فقط نريد أنسنة الحضارة نريد تثقيف الحضارة نريد حضارة ثقافية وثقافة حضارية نريد الحضاروثقافة التي نادي بها موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام
_____________
* ربما تلك كانت فترة تعدد الآلهة بعد موت آدم
** أندرو لانج
andrew lang : the making of religion (new york 1968 (
*** ولز
h.g. wels short history of the world ( new york 1946 )
والمدهش أن ماركس يقول كلاما عجيبا فهو يقول أن هذه القطع الفنية تمثل نماذج ومعايير لا يمكن الإرتقاء إليها وعلى ماركس ألا ينسى أن هذه الثقافة قد انتجها مجتمع يملك العبيد
**** فالفن هو ثمرة الصلة بين الروح والحقيقة ولا يبدع الإنسان إلا إذا توهجت هذه الصلة فالفن هو بديل المُقدس على الورق والرسوم الجصية ومن لا يعرف الرسم يمارس الفن في حياته الجوانية لذا نتفق أن الإلحاد المجرد يكفر بالفن ..
الثقافة في استقلال عن الزمن .. بينما الحضارة تتقدم بتقدم الزمن
يقول ماركس :- التاريخ لا يمشي على رأسه . وهذا صحيح بالنسبة للحضارة لكن الامر يختلف بالنسبة للثقافة فالتوحيد وعبادة إله واحد ( وهو أعلى مراحل التقدم الثقافي ) كان سابقا على التعدد وصناعة الآلهة وهذا ما يقول به مؤلفون امثال لانج وباسكال وشميث وبروس وكوبرز وغيرهم **
كانت أمريكا عند اكتشافها متخلفة من خمسة إلى ستة آلاف سنة عن العالم القديم لم تكن في ذلك الوقت قد لحقت بالعصر الحديدي .. لكن هذا المقياس الزمني لا يمكن تطبيقه على الفن الأمريكي فالتقدم الثقافي الذي عاشته حضارة المايا كان مبهرا ولا نستطيع فك ألغازه إلى الآن ويقول أحد المعلقين على صور معبد البونامباك هذا الفن الجاد الرقيق الذي اتسع مجاله التعبيري من البساطة المدهشة إلى الأسلوب الباروكي الحافل بزخرفته قد بقي سرا إلى اليوم ***
فالثقافة مستقلة عن الزمن بل إنها دائما تتوقف ثم تبدأ من جديد وهذا تفسير ما قاله الفلاسفة أن :- الفلسفة بعد أفلاطون لم تحقق أي تقدم على الإطلاق ..
كَتَبَ أرسطو ثلاث كتب علمية ( في الطبيعيات .. في السماوات .. في الأرض ) هذه الكتب الثلاثة لا توجد اليوم فيها جملة واحدة صحيحة علميا .. بينما كتابات الأنبياء الاخلاقية لا تزال صالحة إلى اليوم
الحضارة تنتمي إلى عصرها فقط بينما الثقافة تنتمي إلى كل العصور
الأنبياء ومُعلمي البشرية اتفقوا دون اجتماع على خط ثقافي أخلاقي روحي واحد أراح المحاكم من آلاف القضايا لكن اللغز الأكبر انهم جميعا لم يكونوا علماء إن حقائق الثقافة تخفى على الحكماء والمتعلمين ولكنها تنكشف للبسطاء
إن المبادىء والتعاليم التي تلقاها موسى من آدون ( السيد أو الإله بالعبريه وأدوناي متكررة كثيرا بالكتاب المقدس ) هي نفسها المبادىء والتعاليم التي تلقاها إخناتون من آتون ( ولم تكن الشمس إلا رمزا له ولو كان يعبد الشمس لما قاومه كهنة المعابد الفرعونية ) هي نفسها المبادىء والتعاليم التي تلقاها المعلمين اليونان من أدونيس ( حرف السين يُضاف في اليونانية على الإسم العَلم )
إن الثقافة تبحث في الإنسان بينما الحضارة تبحث في الأرض
يوجد إلحاد حضاري وإلحاد علمي .. لكن لا يوجد إلحاد ثقافي فالإلحاد المُجرد لا يوجد فيه حتى الفن وإذا كان الواقع يشير إلى وجود فنانين ملحدين اسميا فإن هذه ظاهرة نادرة جدا ويمكن ارجاعها إلى تناقض في الإنسان نفسه حيث ترجع إلى الاستقلال النسبي للمنطق الواعي عن العفوية وهو استجابة نوعية للضغوط التي تتنازع الملحد بين الأرض والسماء لكنها جاءت في صورة فن لا في صورة خضوع لله ولذا أنا أقول ان ملاحدة الإنترنت الذين يهتمون بالفن هم لا يفهمون الإلحاد المجرد ولو فهموه للعنوا الفن أو لعنوا الإلحاد**** لذا فملاحدة الانترنت هم أغرار متطاولون لا كفرة مرتدون ( وإن كنا نتفق أنهم لو ماتوا على ما هم عليه الآن وقد قامت عليهم الحجة فإن مصيرهم نار جهنم خالدين فيها أبدا )
بينما يقف موسى وهارون في جانب يقف السامري وعجله في جانب آخر .. وبينما يقف المسيح وإنجيله في جانب يقف بولس وكنيسته في جانب آخر .. وبالجملة بينما تقف الثقافة في جانب يقف الإلحاد المُجرد في جانب آخر
في المؤسسة الثقافية العقوبة بالإعدام والقصاص لها ما يبررها بل وتتفق مع الكرامة الإنسانية للمجرم - على حد تعبير هيجل - بينما في المؤسسة الحضارية فإن العقوبة القاسية تعني فك جزء من المجتمع وإلقاؤه بلا عودة وبالتالي فهي قاسية .. في الحالة الأولى نجد تفسير إنساني بينما في الحالة الثانية نجد تفسير آلي لا إنساني تُذكرنا الحالة الأُلى بالتمهيد السماوي والحياة الأخرى بينما تذكرنا الحالة الثانية بدارون .. في الحالة الأولى الجريمة هي انتهاك لنظام أخلاقي ولحرمة الإنسان وقداسته وبهذا نستطيع أن نفهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال ( كسر عظم الميت ككسر عظم الحي ) فهنا رفع لقيمة الإنسان باعتباره إنسان بينما في الحالة الثانية الأمر لا يعدو مجرد تعامل مع آلات وتروس او قل حيوانات مهما فدحت جرائمها فيمكن تبريرها لأن هذا هو وطنها الوحيد ولا حياة أخرى لها المؤسسة الثقافية تتعامل مع الإنسان بينما المؤسسة الحضارية تتعامل مع اللاإنسان ..
العبيد كانوا سبب الرقي في المجتمعات الثقافية وعلى حد تعبير ماركس :- ( المجتمعات التي تملك العبيد كانت أرقى المجتمعات ثقافة ) بينما العبيد هم سبب المظاهرات والإحساس بالإضطهاد في المجتمعات الحضارية .. وبينما يُعامل المُغترب في مؤسسة ثقافية على أنه إبن سبيل يلزم وجوبا ضيافته وإكرامه يُعامل في مؤسسة حضارية كعبد يلزم استغلاله بأبسخ الأثمان ما أمكن والذين تخلصوا من العبودية للبشر صاروا عبيدا للتروس والمصانع إن عبودية المؤسسة الثقافية هي سيادة في المؤسسة الحضارية
وإننا لا نقصد بذلك القضاء على الحضارة فإننا لن نستطيع ذلك حتى لو تمنيناه من كل قلوبنا لكن فقط نريد أنسنة الحضارة نريد تثقيف الحضارة نريد حضارة ثقافية وثقافة حضارية نريد الحضاروثقافة التي نادي بها موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام
_____________
* ربما تلك كانت فترة تعدد الآلهة بعد موت آدم
** أندرو لانج
andrew lang : the making of religion (new york 1968 (
*** ولز
h.g. wels short history of the world ( new york 1946 )
والمدهش أن ماركس يقول كلاما عجيبا فهو يقول أن هذه القطع الفنية تمثل نماذج ومعايير لا يمكن الإرتقاء إليها وعلى ماركس ألا ينسى أن هذه الثقافة قد انتجها مجتمع يملك العبيد
**** فالفن هو ثمرة الصلة بين الروح والحقيقة ولا يبدع الإنسان إلا إذا توهجت هذه الصلة فالفن هو بديل المُقدس على الورق والرسوم الجصية ومن لا يعرف الرسم يمارس الفن في حياته الجوانية لذا نتفق أن الإلحاد المجرد يكفر بالفن ..