المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الناس ليسوا أحرارا في رفض التكليف الإلهي ..هـدية مدهشـة لكل باحث



elserdap
06-22-2007, 02:21 AM
الناس ليسوا أحرار في رفض التكليف فهم إما أخيار أو أشرار
لم يجعل دارون الإنسان حيوانا ولكنه جعله واعيا بأصله الحيواني والمادية تؤكد دائما على ما هو مشترك بين الحيوان والإنسان بينما يؤكد الدين على ما يفرق بينهما وفي هذه اللحظة بالذات يحدث الإنشقاق بين المادية والدين ... يقول لك الدين انظر ماذا يفعل الحيوان وافعل عكسه إنه يتفاسد فيجب أن تتعفف إنه يسعى للذة ويهرب من الألم فعليك أن تزهد وتعرض نفسك للألم ساعتها فقط ستشعر أنك إنسان ..
إنه رفض هذا الموقف الحيواني حتى من اعتى الملاحدة هو الحقيقة القاطعة للحياة الإنسانية وأن أجدادنا ليسوا حيوانات بل بشر أتوا بمقدمة من السماء نحاول دائما أن نرتقي مرة اخرى إليها بارتقائنا عن الأفعال الحيوانية الأرضية
إن رفض الموقف الحيواني الذي يسميه هوايتهيد بإسم الرفض العظيم * هذا الرفض للحياة الحيوانية ومحاولة التميز عنها داخل كل واحد فينا قد يكون هذا الرفض نقمة أو نعمة لكنه يبقى الخاصية الوحيدة التي تُميز الإنسان وتشعره أنه ليس ابن هذا العالم
بل وكيف يكون الإنسان ابن هذا العالم وهو يتمرد عليه وهذا ما يدفعني للدخول داخل عقل كل ملحد وأن أسأله بصراحه طالما أنه يرفض الموقف الحيواني ولا يشعر بقيمته إلا بالإبتعاد عن التفاسد والإنغماس هل يكون الملحد بذلك عاق بوالده ؟؟!!!
من الناحية الواقعية الحيوان كائن بريء بدون خطايا محايد من الناحية الأخلاقية كأنه شيء من الأشياء بلا تكليف .. اما الإنسان فليس كذلك أبدا .. فمنذ اللحظة التي هبط فيها الإنسان من السماء لا يستطيع الإنسان ان يختار أن يكون حيوان بريء لم يكن بإمكانه أن يختار بين أن يكون حيوان أو إنسان إنما اختياره الوحيد أن يكون انسانا او لا إنسان
فالإنسان إما أن يكون خيِّر أو شرير لا يوجد إنسان بريء من الناحية الأخلاقية لأنه انسان وليس حيوان
لو كان الإنسان حيوان كامل لكانت حياته بسيطة خالية من الأسرار والطقوس الغامضة والمعتقدات والرموز ولا يعرف الحيوان شيئا من هذا كله وهنا يكمن معنى تلك اللحظة التي صنعت عصرا جديدا
وفي داخل كل انسان منا النية وهو عالم جواني تتم فيه الأفعال التي يريدها المرء سواء نفذها في عالم الواقع أم لا ويستطيع الإنسان في هذا العالم الجواني أن يقدم أنبل التضحيات وأخس البذاءات وليست أفعال الإنسان الخارجية إلا صدى لما يتم في العالم الجواني وهذا يذكرنا بالحديث المشهور للنبي صلى الله عليه وسلم :- ( إنما الأعمال بالنيات ) والإنسان داخل هذا العالم الجواني حر تماما لا رقابة ولا وصاية ولا موانع اجتماعية هذه الحرية المُطلقة في العالم الجواني لكل فرد منا بها اعتراف ضمني بوجود الله فالله لا ينتج ولا يشيد وإنما يخلق وليست الحرية نتاج تشييد أو انتاج وإنما نتاج خلق فالإنتاج والتصنيع والتطور يمكن ان ينتج إنسان كامل لكن بدون حياة جوانية بمعنى أدق ذكاء متحرر من وخز الضمير الأخلاقي وهذا الذكاء هو بصراحة مسخ بارد لا يقبل انسان ان يكون مثله
إن الإنسان لا يستطيع أن يكون بريء إنما عليه أن يختار أن يستخدم حريته في أن يختار أن يكون خيِّر أو شرير
نادى نيتشه بالسوبر مان واعترف افلاطون أن للقوي حق على الضعيف وإذا حذفنا المدخل الديني من حسابنا فسرعان ما يمتلىء المكان بأشكال من اللامساواة عِرقيا وقوميا واجتماعيا فاللامساواة من الناحية المادية ممكنة جدا بل منطقية والاستئساد وفرض الرأي بالقوة والقهر ومحاولة إشباع اللذة والمُتعة على حساب جماجم الضعفاء هو عين العقل بالحسابات المادية المُجردة وإذا لم يكن الله موجودا فالناس بجلاء وبلا أمل غير متساوين وتأسيسا على الدين فقط يستطيع الضعفاء ان يطالبوا بالمساواة وهذا هو تفسير وجود كثرة من المعاقين حول المساجد والمعابد فبيوت الله وحدها هي التي تفتح أبوابها لأولئك الذين ليس لديهم ما يعرضونه اولئك الذي أُبعدوا عن موائد الإحتفالات وعن الولائم وأُغلقت امامهم أبواب المصانع لا يجدون المساواة والاصطفاف إلا في أماكن العبادة بل وربما كانوا عند الله أعظم من اسيادهم هكذا هؤلاء لولا الدين لما كان لهم حتى الحق في الحياة
كل شيء يحط بشخصية الإنسان ويحيله إلى شيء هو امر لا إنساني .. من الناحية الإنسانية أن نقول إن الإنسان مسئول عن أفعاله وتصرفاته وأنه مُعاقب عليها أو مجازى بها خيرا وليس من الإنسانية أن نصفح عنه أو نتركه بلا مؤاخذة إن عقاب الإنسان بسبب معتقداته هو الإنسانية بعينها والعفو عنه بلا مؤاخذة هو عين اللاإنسانية بل عين الحيوانية
المادية تقبل بالحزبية والأفكار المُعلبة والإجابات الجاهزة وتكوين عقل جماعي واحد بينما الدين لا يرضى إلا بإستقلالية الفكر لأن الحساب فردي لا جماعي
التسوية العامة التماثل اللاشخصية توفير حد أقصى من إشباع اللذات كلها الغاية القصوى للحيوان وسبب موت الإنسان
إذا انتفى وجود الله انتفى وجود الإنسان ** فإما أن يكون الإنسان حيوان ملحد أو إنسان مؤمن
____________
* alfred whitehead : science and the modern world
** nikolai :- the begining and the end
### مراجع المقال :-
1- القرآن الكريم
2- الكتاب المقدس
3-الاسلام بين الشرق والغرب للأستاذ على عزت
4- كتابات الدكتورة أمل مبروك بآداب عين شمس

محمد أحمد محمود
06-23-2007, 03:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن المادية بلا شك تسير حثيثا نحو التلاشي و هي كذالك في كل عقل واع وأكرر و ا ع

محمد أحمد محمود
06-23-2007, 03:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يقبل العقل السليم ـ أوحتي السقيم ـ الداروينية وهو يري الأسر والقبائل والشعوب أصلها رجل واحد وما يصدق علي الجزء يصدق علي الكل

محمد أحمد محمود
06-23-2007, 03:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
المشكل ليس هو الإدعاء فكل من هب ودب يستطيع الإدعاء ولكن المشكل إثباته

عمر الأنصاري
03-02-2008, 10:42 AM
للرفع و الصفع على قفى الملحدين

فؤاد
03-02-2008, 09:55 PM
بارك الله في الاخ السرداب على هذا المقال الاكثر من رائع

وصدق الاخ أبو عمر الانصاري
للرفع و الصفع على قفى الملحدين