المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل هنالك كفر يخرج من الملّة وكفر لا يُخرج من الملة ؟



عماد
02-01-2005, 03:58 PM
سؤال43: هل هنالك كفر يخرج من الملّة وكفر لا يُخرج من الملة ؟
جواب43: كلمة كفر إذا أطلقت فمعناها الكفر بالله ، وأنواع المكفرات كثيرة ، أنظر كتاب "الإعلام بقواطع الإسلام" قال الله تعالى: "هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن" ولم يذكر نوعاً ثالثاً. أما كفر النعمة فلا يسمى كفراً مطلقاً بل لا بد من تقييده فنقول: كفران النعمة ، ومعنى كفران النعمة عدم شكر من أنعم بها على تلك النعم ، وأما الآية "ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعُم الله" فهي مكة المكرمة وقد كفرت بأنعم الله وأعظم تلك النعم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولذلك " أذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" فليس هنالك كفر مخرِج من الملّة أكبر من تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم .
سؤال44: إذا لم نقل بهذا فماذا تصنع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من فعل كذا فقد كفر" وهو كثير كقوله صلى الله عليه وسلم "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر شاربها وهو مؤمن" وقوله عليه الصلاة والسلام "من أتى عرافاً فصدقه فقد كفر بما أُنزل على محمد" وقوله صلى الله عليه وسلم "من أتى حائضاً أو أتى امرأةً في دبرها فقد كفر" وغير ذلك ، فإذا لم نقل بالنوع الثالث وقعنا في أخطاء المعتزلة ؟
جواب44: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من بات على سطح غير محجّر فقد برئت منه ذمة الله ورسوله" أترى أن من بات على سطح غير محجّر فقد كفر وأصبح حلال الدم والمال .
سؤال45: لست أدري كيف الجمع بين الأدلة ، فأفدني .
جواب45: الدين جاء باللغة العربية ، واللغة من أساليبها المجاز، وهو كل ما تجوز به عن معناه الأصلي إلى معنى آخر مع قرينة مانعة من إيراد المعنى الأصلي ، والذين قالوا بمنع المجاز يرون أن القول المجاز لا يؤدي إلى التحريف وهيهات ، فاللغة العربية لها ضوابطها , ألا ترى إلى ابن عربي إن صح عنه عندما فسر قول الله تعالى "فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباَ" رد عليه العلماء بأن مقتضى اللغة أن العذاب لا يشتق من العذوبة وأن مصدر عذب عذوبة ، ومصدر عذب عذاباً ، فأخرسوه وأسقطوا قوله . ومن منع المجاز كأنما ادعى أن القرآن غير عربي لأن اللغة العربية فيها الحقيقة والمجاز، فانظر إلى قوله سبحانه "إنه لقول رسول كريم" فمن نفى أن تكون هذه الآية من القرآن فقد كفر، ومن قال أن القرآن كلام جبريل أو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كفر، فلا بد من القول بأن هذه نسبة مجازية كما تقول: سال الوادي ، وإنما الماء هو الذي سال ، ولو لم نقل بالمجاز فماذا نصنع بهذه الأحاديث ؟ قوله صلى الله عليه وسلم لمن لبس خاتماً من ذهب " أيعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيطفئها في يده"وقوله صلى الله عليه وسلم"الذي يشرب من آنية الذهب والفضة ويأكل في صحافها إنما يجرجر في بطنه نار جهنم" وقوله صلى الله عليه وسلم "فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقضي له بقطعة من نار فإن شاء فليأخذها وإن شاء فليدعها". ولولا المجاز لكانت النار كنايةً عن طعام شهي في صحافٍ من ذهب وشرابٍ لذيذ في آنيةٍ من ذهب ، وظلال وافرة وتختم بالذهب فهي كالجنة أو قريباً منها فقلنا هذا سمي ناراً مجازاً لأنه يؤدي إلى النار. واضطر المانعون للمجاز عندما داهمتهم الأدلة إلى القول بأنه لا مجاز لأن المجاز بنظرهم كذب ، وهو محالٌ في الدين , ولكن المجاز مع القرينة يشكل حقيقة فقلنا له : هذا خلافٌ لفظي لا نلزمهم عليه طالما تحقق المعنى المراد. وافقناكم على أنها عنزةٌ ولو طارت- عنزة لها جناحان نحن نسميها الحدأة وأنتم سموها عنزةٌ مجنحة . أما أن نسميه كفراً لا يخرج عن الملّة فلا نوافقكم على ذلك. هذا كلام مستحدث في الدين ولم يرد في كتابٍ ولا سنة ، الدين قد كمل-" اليوم أكملت لكم دينكم"- وذلك لأن الله ذكر المؤمنين والكافرين كثيراً في كتابه العزيز، ولو اعترفنا بأن الكفر كفران ؛ كفرٌ لا يخرج من الملّة وكفرٌ يخرج من الملّة لاحتجنا إلى قرينه تبين لنا المقصود من أي الكفرين في كل آية يذكر فيها الكافرين أم أنها تشمل القولين ، وهذا عسير من جهة ومن جهة لم يذكر في آية ولا حديث . ولنعد الآن إلى النصوص كيف يتبين لنا المقصود قال الله تعالى : "الزاني لا ينكح إلا زانيةً أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرّم ذلك على المؤمنين" نقارنه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" فالآية الكريمة فرقت بين المشرك والزاني فاضطررنا إلى القول بما يلي جمعاً بين الآية والحديث أولاً الإسلام شبهه الله تعالى بالنخلة بقوله تعالى "كلمة طيبة كشجرة طيبة"، إذاً فالزاني تصرف على غير ما أقره الإسلام، ثانياً في حالة تلبس الزاني بالزنا لا يكون الإيمان مسيطراً على سلوكه. ثالثاً عمل الزنى طريق يؤدي إلى الكفر، فإذا استمر الزاني وهو مؤمن فإن ضميره سيؤنبه ويطالبه بالتوبة فإن تمرد أضطر إلى الكفر ليخلص من تأنيب ضميره ، فليتدارك بالتوبة قبل أن يصبح زانياً فيطبع الله على قلبه. والخوارج لهم شبه وهمية يتبين غلطهم عند النقاش والمقارنة ، منها قوله تعالى "ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين، وكنا نكذب بيوم الدين" فظنوا أن هذه الأعمال كلها متساوية في أنها تُخرِج من الملّة وهو خطأ. فالمراد والله أعلم أن عدم إطعام المسكين وعدم الصلاة ، والخوض مع الخائضين ثمرات خبيثة لشجرة خبيثة وهي التكذيب بيوم الدين . يؤيد هذا المعنى قوله تعالى " أرأيت الذي يكذب بالدين" أنه لا يتميز من المؤمنين بلونٍ ولا جنس ولا حجم لكن يتميز بالسلوك "فذلك الذي يدع اليتيم، ولا يحض على طعام المسكين" فما من عملٍ خير إلا وهو من ثمرات الإيمان ومقتضياته ، وما من عملٍ شر إلا وهو من ثمرات الكفر ونتائجه ، وانظر إلى قوله تعالى "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين" فهذه شجرة الإيمان الطيبة ، أنظر إلى ثمرها "وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس. أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون" فانظر إلى هذه الثمرات الطيبة لتلك الشجرة الطيبة ثم انظر إلى الشجرة الخبيثة وثمراتها الخبيثة. قوله تعالى "والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار" ولكن أشكل على المعتزلة آية واحدة وهي قوله تعالى "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيرا" فظنوا أن ذلك ينطبق على المؤمن إذا قتل مؤمناً عمداً، والحق أنها في حق الكافر الذي يقتل مؤمناً متعمداً لإيمانه أي من قتل مؤمناً لأنه مؤمن فهذا الذي عنت الآية والله أعلم. أما المؤمن فلا يكفر بالذنب بدليل قوله تعالى "فمن عفي له من أخيه شيء فاتباعٌ بالمعروف واداء إليه بإحسان". وقوله تبارك وتعالى "وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما" فسماهم بالمؤمنين. فقوله صلى الله عليه وسلم "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض" فمجاز – يعني لا تعملوا بعمل الكفار –والقرينة ما ورد في الآية السابقة الذكر، فالقرآن يفسر بعضه بعضا ً، أو هو محمول على أن من استباح القتل فهو كافر أما قولهم كفر لا يخرج من الملّة فذلك مردود. وكذلك حديث آية المنافق ثلاث، وقوله صلى الله عليه وسلم "من حلف بغير الله فقد أشرك" فهو كما فسرنا علماً بأن الحكم بغير ما أنزل الله كفر مخرج من الملّة لأن الله تعالى يقول : "إنِ الحكم إلا لله ، أمر ألاّ تعبدوا إلا إياه". والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده.
..........الشيخ محمد علي سلمان القضاة رحمه الله

سيف الكلمة
02-05-2005, 09:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

الأمر أبسط من أن يختلف فيه فتكون هناك فى كلمة الكفر فرق
ولو رد دنا الكلمة كفر إلى معناها لعلمنا أن الكفر لغة الغطاء
يحجب الإيمان والرؤية الواضحة
(ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ) 7 البقرة
الكفر غطاء
وأى غطاء يكون منه درجات
فالغطاء السميك المعتم لا يرى القلب منه الحق كله
فهو بعيد عن الفهم والإيمان
وهذا هو الكفر المخرج من الملة
فالغطاء الذى يحجب التوحيد ومتطلباته الأساسية يخرج من الملة وصاحبه كافر وكفره بين ليس منا ولسنا منه

وهناك غطاء يحجب البعض ويظهر منه البعض
فما تم حجبه من شروط الإيمان يخرج من العقيدة
وما تم حجبه من الطاعات للأوامر والنواهى لا يخرج صاحبه من العقيدة
وهو كفر أيضا ولا يخرج صاحبه من الدين
كفر بقد رقة أو كثافة الغطاء
فلم يخرج السارق من الإسلام لسرقته سواء تم كشفه وإقامة الحد عليه أو لم يتم كشفه
ولكن فيه كفر على قدر الغشاوة ودرجتها مما أفسد تقديره الذى أدى إلى فساد عمله
فالزانى لا يزنى وهو مؤمن ولكنه رغم قصور الإيمان مسلم