ناصر التوحيد
07-18-2007, 04:50 AM
فرج فوده وكتابه " تغييب الحقيقة "
اصل اسم كتابه هو الحقيقه الغائبه
فماذا فعل فرج فودة في كتابه هذا ؟
قلب الحقائق .. فجعل الباطل حقيقة .. وجعل الحقيقة باطلا .. وقال ليكن اسم الكتاب الحقيقة الغائبة ..
يعني الحقيقة كانت غائبة ولمئات القرون ولملايين البشر ... حتى جاء فرج فودة الخارجي واكتشفها ..!!
وفي الحقيقة ليس اكتشافا منه .. بل اختراعات اوحي بها اليه شياطين الانس والجن امثاله .. من كامل النجار وسيد القمني وخليل عبد الكريم وشاكر النابلسي ونبيل فياض وباقي هذه السلسلة الفارطة والمزوّرة من الشيوعيين السبقين المستلحدين .. قبحهم الله جميعا .
لا سند لكلامهم وتخرصاتهم الا التزوير والاباطيل والمكذوبات والافتراءات والتلفيقات
اخترت من بين هؤلاء المنسلخين عن كل ما هو حق وجقيقة .. فرج فودة .
افترى كتابه هذا لينكر وينفي نظام الحكم في الاسلام وخاصة الخلافة الاسلامية ..وأدى به غرضه هذا الى انكار تطبيق الشريعة الاسلامية خوفا منه من ان تقوم دولة خلافة اسلامية !!
ومن اجل رد هتافات كل المسلمين " يا دولة الإسلام عودي ، الإسلام هو الحل " جاء فودة ببلاوي واكاذيب لم يسمعها احد ولا يقول بها واحد ولم يكتبها كتاب.. وصفتها فوق بعضها ليشكل بها بناء مهلهلا ومهتزا ومتهاوي الاركان ليس له اساس .. !!
بل يقول بان كبار الصحابة دعوا صراحة إلى حمل السيف والخروج على الخليفة عثمان بن عفان ، فيكذب على عبد الرحمن بن عوف وعلي وطلحة .. ثم يقول ان الخليفة عثمان بن عفان قبر في مقابر اليهود !!!!
ولم يسلم الفاروق عمر من الافتراء عليه .. فقال عنه انه خالف النصوص النبوية .. ولم يقم الحد عام الرمادة على السارقين !! اصلا عمر طبق النصوص النبوية في ذلك .. فالكل يعلم بالحديث الشريف " ادرءوا الحدود بالشبهات " وهذا ما فعله عمر ..ولم يخالف عمر نصا نبويا ..
كم اتمنى لو سمعه عمر يقول هذا الكلام عنه .. لاذاقه طعم الدرة العمرية .. لانه اتهم عمر بغير حق .. بالاضافة الى ما سينزله به على عقوبة الافتراء على صحابي من كبار الصحابة الاجلاء .. وكذلك الافتراء على غيره من الصحابة الاجلاء والخلفاء !!
حتى ان احدهم كتب موضوعا هنا يقول انه يتهم في كتابه يزيد بن معاوية بمدح اجداده في بيتين من الشعر ... ويتهم الوليد بن يزيد انه كان لوطيا !!!!!!
بل ويتجاوز هذه الافتراءات ليقول .. انه حتى ولو ان هذه مكذوبات وتزويرات .. فان صلاح الدين لا يعنى بالضرورة صلاح الدنيا !!!
ويضيف : وأن نقبل ما نقبل ، ونترك ما نترك ، بقلب مؤمن وفكر مفتوح ، فلا نرفض حقوق الإنسان لأنها أتت من الأعاجم ، ولا نرفض الديموقراطية لأنها بدعة ، ولا نقبل عصر الراشدين على إطلاقه ، ونستخدم العقل في النقل .
هذا غرض اخر له يكشفه من كتابه
ويقول : أنه من ( السنة ) أن يعذب المتهم للحصول على اعترافه ..
بينما السنة تخبرنا بغير ذلك .. لثبوت حديث: كُرَيْبٍ "حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَرَّ هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَلَى أُنَاسٍ مِنَ الأَنْبَاطِ بِالشَّامِ قَدْ أُقِيمُوا فِى الشَّمْسِ فَقَالَ مَا شَأْنُهُمْ قَالُوا حُبِسُوا فِى الْجِزْيَةِ. فَقَالَ هِشَامٌ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِى الدُّنْيَا"
وقال عمر بن الخطاب: ليس الرجل آمن على نفسه إذا أخفته أو أوثقته أو ضربته.
وقال الفقهاء : يشترط أن يكون الإقرار صادراً عن إرادة حرة، ولذا يجب استبعاد وسائل التأثير المختلفة لحمل المتهم على إقرار كالإكراه بالضرب
قال شريح: "القيد كره، والوعيد كره، والضرب كره، والسجن كره"
ويقول الماوردي: "وإن ضرب ليقر لم يكن لإقراره تحت الضرب حكم"
قال الطرابلسي: "وأما لو أكرهته على الإقرار بحد أو قصاص فلا يجوز"
"وفي الولوالجي: إذا كان الرجل من الأشراف أو من الأجلاء أو من كبراء العلماء أو الرؤساء بحيث يستنكف عن ضرب سوط أو حبس ساعة لم يجز إقراره، لأن مثل هذا الرجل يؤثر ألف درهم على ما يلحق من الهوان بهذا القدر من الحبس والقيد فكان مكرهاً، وكذا الإقرار حجة لترجح جانب الصدق فيه على جانب الكذب، وعند الإكراه يحتمل أنه يكذب لدفع المضرة"
وفي البدائع: "الإكراه يمنع صحة الإقرار، سواء كان المقر به مما يحتمل الفسخ أو لا يحتمل، وسواء كان مما يسقط بالشبهات كالحدود والقصاص أو لا"
وأجاز أصحاب الإمام مالك ضرب المتهم بالسرقة ، وذلك لإظهار المسروق من جهة، وجعل السارق عبرة لغيره من جهة أخرى
يحل عقاب المتهم مطلقاً، ولهذا يحرم ضرب المتهم قبل ثبوت التهمة ويحرم شتمه أو إيقاع أية عقوبة عليه ما دام لم يثبت عليه ارتكاب ذنب.
وأمّا ما روي في حديث الإفك أن علياً رضي الله عنه ضرب الجارية أمام الرسول، فإن الجارية لم تكن متهمة فلا يصلح دليلاً على جواز ضرب المتهم، على أن حديث ضرب علي لبريرة جارية الرسول قد رواه البخاري أن علياً قال للرسول اسأل الجارية، والرسول هو الذي سألها لم يُذكر فيه أن علياً ضرب الجارية، فقد جاء فيه (وأمّا علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله لم يضيِّق الله عليك والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك. قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة وقال: أي بريرة) الحديث. وفي رواية أخرى للبخاري (ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فسأل عن خادمتي فقالت: لا والله ما علمت عيباً إلاّ أنها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خميرها أو عجينها، وانتهرها بعض أصحابه فقال: اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسقطوا لها به) ولم يذكر البخاري أن علياً ضرب الجارية. غير أنه في روايات أخرى ذُكر أن علياً ضرب الجارية، فقد ذكر ابن هشام أنه ضربها، فقد جاء في سيرة ابن هشام وأمّا عليّ فإنه قال: يا رسول الله إن النساء كثير، وإنك لقادر على أن تستخلِف، وَسَلِ الجارية فإنها ستصدقك. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة ليسألها فقام إليها علي بن أبي طالب فضربها ضرباً شديداً ويقول: اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فتقول: والله ما أعلم إلاّ خيراً)، وهذه الرواية على فرض صحتها فإنها لا تدل على جواز ضرب المتهم لأن الجارية بريرة لم تكن متهمة في هذه القضية، ولا يقال إنها شاهدة فإنها لم تضرب باعتبارها شاهدة بدليل أن الرسول سأل غيرها ولم يضربه، فقد سأل زينب بنت جحش ولم يضربها مع أن اختها حمنة بنت جحش كان تُشيع عن عائشة إذ يقول البخاري في حديث الإفك: (قالت: وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك)، فكانت زينب محل مظنة المعرفة وسئلت ولم تُضرب. ولهذا لا يقال إن بريرة ضُربت باعتبارها شاهدة فإنها إنّما ضُربت باعتبارها خادمة الرسول، وللرسول أن يضرب خادمته وأن يأذن بضربها. فسأل الرسول خادمته وسأل غيرها وسكت عن ضرب عليّ لخادمته وعن انتهار الصحابة لها ولم يضرب غيرها ولم يسكت عن ضرب غيرها مما يدل على أنه إنّما جاز ضربها لأنها خادمته. وللمرء أن يضرب خادمه تأديباً أو تحقيقاً عن أمر.
فلا يجوز ضرب المتهم ولا ضرب الشاهد ، وبهذا يسقط الاستدلال بهذا الحديث على جواز ضرب المتهم، ويبقى الدليل على عدم جواز ضربه قائماً وهو قول الرسول: (لو كنت راجماً أحداً بغير بيّنة لرجمتها)، فلا يحل ضرب المتهم ولا شتمه ولا انتهاره ولا تعذيبه مطلقاً .
ويكمل فودة تغييب الحقيقة في كتابه قيقول :
بعد وفاة الإمام على بن أبي طالب بطعنات من عبد الرحمن بن ملجم ( دعا عبد الله بن جعفر بابن ملجم ، فقطع يديه ورجليه وسمل عينيه فجعل يقول : " إنك يا ابن جعفر لتكحل عيني بملمول مض " أي بمكحال حار محرق " ثم أمر بلسانه أن يخرج ليقطع ، فجزع من ذلك ، فقل له ابن جعفر : قطعنا يديك ورجليك ، وسملنا عينيك ، فلم تجزع ، فكيف تجزع من قطع لسانك ، قال : إني ما جزعت من ذلك خوفاً من الموت ، لكني جزعت أن أكون حياً في الدنيا ساعة لا أذكر الله فيها . ثم قطع لسانه ، فمات ) ، والرواية يذكرها ابن سعد مضيفاً إليها حرقة بعد موته ويذكرها ابن كثير دون ترجيح ويقتصر الطبري وابن الأثير على الحرق بعد القتل . والرواية ... تعبر من وجهة نظرنا عن روح عصر ، سادته القسوة ، وتحجر القلب وكان مقبولاً فيه أن يحدث ما فعله عبد الله بن جعفر بابن ملجم ، دون استنكار ، بل ويكمل المشاهدون المشهد بحرق الجثمان ..
والخبر الصحيح هو التالي :
أن علياً لما ضربه ابن ملجم قال : لا يفوتنكم الرجل ، فشد الناس عليه فأخذوه . قال علي : إنه أسير ، فأحسنوا نزله وأكرموا مثواه فإن بقيت رأيت فيه رأيا ، وإن مت فاقتلوه قتلتي ، النفس بالنفس ، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين . لا تخوضوا دماء المسلمين خوضاً تقولون : قتل أمير المؤمنين ، قتل أمير المؤمنين ، ألا لاتقتلن بي إلا قاتلي ، أنظر يا حسن ، إن أنا مت من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة ، ولا تمثل بالرجل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور . ودعا الحسن بعد دفنه بابن ملجم - لعنه الله - فأتى به فأمر بضرب عنقه ، فقال له إن رأيت أن تأخذ علي العهود أن أرجع اليك حتى أضع يدي في يدك بعد أن أمضي إلى الشام فانظر ما صنع صاحباي بمعاوية فان كان قتله وإلا قتلته ثم أعود اليك . تحكم في بحكمك ، فقال له الحسن هيهات . والله لا تشرب الماء البارد أو تلحق روحك بالنار ، ثم ضرب عنقه
ثم يكمل فيقول :
قراءة جديدة في أوراق الأمويين
للقارئ الآن وهو ينتقل معنا من عصر الراشدين إلى ما يليه ، أن يهيئ ذهنه للدعابة ، ووجدانه للأسى ، فحديث ما يلي الراشدين كله أسى مغلف بالدعابة ، أو دعابة مغلفة بالأسى ، أما المجون فأبوابه شتى ، وأما الاستبداد فحدث ولا حرج.
عام 45هـ قال ابن عون : كان الرجل يقول لمعاوية : والله لتستقيمن بنا يا معاوية ، أو لنقومنك فيقول : بماذا ؟ فيقول : بالخشب فيقول : إذن نستقيم . ( تاريخ الخلفاء للسيوطي ص195)
عام 75هـ خطب عبد الملك بن مروان ، على منبر الرسول في المدينة ، بعد قتل عبد الله بن الزبير قائلاً ( والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه ) .
قصص موجزة ، لكنها بليغة في تعبيرها عن تطور أسلوب الحكم ، فهي نموذج رائع لخداع الكلمات حين يصبح للعبارة ظاهر وباطن، وللكلمة مظهر ومخبر ، فالرجل في تهديده أقرب للمداعبة ، وأميل إلى الرجاء ، ومعاوية في رده عليه يحسم الموقف بتساؤله ( بماذا ) ؟ وما أسرع ما ينسحب الرجل سريعاً محولاً الأمر كله إلى الدعابة ، وهنا يدرك معاوية أن الرجل قد ثاب إلى رشده ، فيعيد السيف إلى غمده الحريري ، وينسحب هو الآخر في مهارة وخفة ، مرضياً غرور الرجل ، ما دام الخشب هو السلاح ، وما دام القصد هو المزاح .
ارايتم ما اراه .. يقول : فيعيد السيف إلى غمده الحريري .. ويقول ان هذه هي الحقيقة الغائبة !!
يمكن كان موجودا ساعتها فراى ما لم راه غيره .. وقال بما لم يقل به غيره .. مع ان الكل يعلم مدى حلم معاوية وايضا مدى حكمته وسياسته بحيث لو كان بينه وبين الناس شعرة لما انقطعت
ثم يعلق فيقول :
ولعل القارئ قد تعجب من اجتراء عبد الملك ، لكنا نسأله من الآن فصاعداً أن يوطن نفسه على العجب ، وأن يهيئ وجدانه للاندهاش ، وأن يحمد لعبد الملك صدقه مع نفسه ومع الناس ، فسوف يأتي بعد ذلك خلفاء عباسيون يخرجون على الناس بوجه مؤمن خاشع ، وتسيل دموعهم لمواعظ الزهاد ، ثم ينسلون إلى مخادعهم فيخلعون ثياب الورع ، وتلعب برؤوسهم بنت الحان ، فينادمون الندمان ، ويتسرون بالقيان ، ويقولون الشعر في الغلمان ، وهم في مجونهم لا يتحرجون حين تناديهم جارية لعوب بأمير المؤمنين ، أو يخاطبهم مخنث ( معتدل القامة والقد ) بخليفة المسلمين
عمن يتكلم هذا العفن المخرف .. اكيد انه نسي نفسه ويتكلم عن المسلمين وخلفاء المسلمين باشياء ليست فيهم ..
فعبد الملك بن مروان هو باني المسجد الاموي والمسجد الاقصى وقبة الصخرة .. ولم يبن بيت مغنى ولا ديوان شعر ..
يقول المافون المؤتفك فودة :
( قال ابن أبي عائشة : أفضى الأمر إلى عبد الملك ، والمصحف في حجره فأطبقه وقال : هذا آخر العهد بك ) .
يا لوقاحتك يا فودة .. عليك من الله ما تستحق ..
فهو بنفسه يذكر هذه الاخبار كما ذكرتها المراجع عن فقهه وعلمه ومن أمثلة ذلك :
( قال نافع : لقد رأيت المدينة وما بها شاب أشد تشميراً ولا أفقه ولا أنسك ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك ابن مروان ، وقال أبو الزناد : فقهاء المدينة سعيد بن الملك بن مروان ، وعروة بن الزبير وقبيصة بن ذؤيب ، وقال عبادة بن نسى : قيل لابن عمر: أنكم معشر أشياخ قريش يوشك أن تنقرضوا ، فمن نسأل بعدكم ؟ فقال : أن لمروان ابنا فيها فسألوه ) .
ولكنه يبرر ذلك بان يقول :
ذلك كله كان قبل ولايته ، فلما ولي أدرك أن عهد النسك والعبادة قد ولى ، وأطبق المصحف وأطلق شيطان الحكم والإمارة وصدق في قوله للمصحف أن هذا هو آخر العهد به ، ودليلنا على ذلك أن ساعده الأيمن كان الحجاج ، وإذا ذكر الحجاج هربت الملائكة وأقبلت الشياطين ، وقد عرف عبد الملك للحجاج مواهبه وأدرك أنه بالحجاج قد وطد دعائم الحكم وأرسى قواعد الخلافة ، فكانت وصيته الأخيرة لولده وولى عهده الوليد أن يحفظ للحجاج صنيعه وأن يلزمه وزيراً ومشيراً ، وقد كان .
دخل في موضوع الحجاج بن يوسف ..
آه يا حجاج كم ظلمك مزوروا التاريخ ..
الذي ارسل مسلمة بن عبد الملك (فارس بني أمية) لفتح السند والهند لان ملكا هنديا اسر 15 امراة مسلمة وصاحت احداهن واحجاجاه .. فسمع النداء ولباه وحررهن ..
آه يا حجاج .. الذي وضع الترقيم في النسخ القراني بسبب لحن الاعاجم الذين دخلوا في الاسلام زز ليمنع غلطهم في قراءة القران الكريم ..
آه يا حجاج ..الذي اخمد ثورة بعض اهل العراق التي كادت ان تفتن الامة .. ووضع نظام منع التجول ليلا _ هو اول من وضعه في العالم _ كي يمنع مؤامرات الخارجين على الدولة ..
اريد فقط ان اذكر قصصا صحيحة عن الخليفة عبد الملك بن مروان بعد ان اصبح خليفة .. وغيره من خلفاء الامويين :
حج عبد الملك بن مروان، وهو المؤسس الثاني للدولة الأموية والأب المباشر لأربعة خلفاء أشداء من بعده؛ وهم: الوليد وسليمان ويزيد وهشام، فدخل عليه عطاء بن أبي رباح في مكة، فلما بصر به عبد الملك قام إليه وأجلسه معه على السرير، وقال له: يا أبا محمد ما حاجتك؟ فقال يا أمير المؤمنين اتق الله في حرم الله، وحرم رسوله فتعاهده بالعمارة، واتق الله تعالى في أبناء المهاجرين والأنصار فإنك بهم جلست هذا المجلس، واتق الله تعالى في أهل الثغور فإنهم حصن المسلمين، وتفقد أمور المسلمين فإنك وحدك المسئول عنهم، واتق الله تعالى فيمن على بابك فلا تغفل عنهم ولا تغلق بابك دونهم. فقال له أجل أفعل إن شاء الله تعالى. ثم نهض عطاء، فأمسك به عبد الملك وقال له: يا أبا محمد إنما سألتنا حاجة لغيرك وقد قضيناها، فما حاجتك أنت؟ فقال: مالي إلى مخلوق حاجة. ثم خرج من عنده. قال عبد الملك لأحد بنيه: هذا وأبيك الشرف.يقول الله عز وجل: "..... إنَّ أكرَمَكُم عِندَ اللهِ أتقَاكُم، إنَّ اللهَ عَليمٌ خَبِير" سورة الحجرات، آية 13، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:"لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى".
وفي موقف ثان:
حج سليمان بن عبد الملك ومعه بعض بنيه، وبينما هم في الحرم المكي، أراد الخليفة سليمان أن يٍسأل عطاءً سؤالاً فقهياً في أحكام الحج، وقد وقف الحجيج صفا يستفتون فقيه أهل الحجاز، ولكن الخليفة تخطى الناس ليسألَ الفقيه؛ فأشار إليه الفقيه؛ كأنه يطلب من الخليفة أن يأخذ دوره ولا يتخط الواقفين!!، فامتثل الخليفة لطلب الفقيه، وبعد أن أخذ دوره، ثم جلس بين يديه واستفتاه فيما يريد، وأبناءه ينظرون مستعجبين من احترام والدهم -خليفة المسلمين- لهذا الفقيه الجليل القدر المهلهل الثياب، وكأن أباهم قد قرأ الدهشة في وجوههم؛ فالتفت الخليفة إلى أبنائه قائلاً -وكان من أكثر أهل زمانه وسامة وتأنقاً- "يا بني تعلموا العلم، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا الرجل".
وفي موقف آخر:
قال عطاء الخراساني: انطلقت مع أبي؛ نُريد هشام بن عبد الملك في مكة المكرمة، فإذا بشيخ أسود على حمار، عليه قميص رث وجبة رثة، وقلنسوة مهلهلة، فضحكت وقلت لأبي: من هذا الأعرابي يا أبي؟ فقال أبي: أسكت، هذا سيد فقهاء أهل الحجاز، هذا عطاء بن أبي رباح، وانطلقنا حتى وقفنا بباب هشام نريد الدخول. انطلق الحارس يبلغ هشام بن عبد الملك بوصول فقيه مكة المكرمة "عطاء بن أبي رباح" فقام هشام، وأدخله ومن معه على الفور. قال عطاء الخراساني فوالله ما دخلنا على الخليفة إلا بسببه (أي بسبب دخول عطاء ابن أبي رباح). فلما رآه هشام قال: مرحبا ها هنا، مرحبا ها هنا، وراح يفسح له مجلسه حتى تساوت ركبته بركبة هشام، وكان في المجلس أشراف القوم والناس يتحدثون فسكتوا لدخول عطاء بن أبي رباح. وبعد الترحيب به قال أمير المؤمنين "هشام بن عبد الملك": ما حاجتك يا أبا محمد؟ قال عطاء: أهل الحرمين أهل الله تعالى وجيران رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقسم فيهم أعطياتهم وأرزاقهم. قال هشام: نعم، يا غلام اكتب لأهل مكة ولأهل المدينة بعطاءين وأرزاقهم لسنة. ثم قال هشام: أمن حاجة غيرها يا أبا محمد؟ قال عطاء: نعم يا أمير المؤمنين، أهل الحجاز وأهل نجد أصل العرب وسادة الإسلام، رد عليهم فضول صدقاتهم. فأجاب هشام: نعم اكتب يا غلام بأن ترد صدقاتهم عليهم. هل من حاجة غيرها يا أبا محمد؟ قال عطاء: نعم يا أمير المؤمنين، أهل الثغور من وراء بيضتكم ويقاتلون عدوكم، لو أجريتم لهم أرزاقاً تدرها عليهم فإنهم إن هلكوا غُزيتم. قال هشام: نعم أكتب يا غلام تُحمل أرزاقهم إليهم. هل من حاجة غيرها يا أبا محمد؟ قال عطاء: نعم يا أمير المؤمنين، أهل ذمتكم لا يُكلَّفون مالا يطيقون. قال هشام: نعم أكتب يا غلام بألا يُحمَّلوا ما لا يطيقون. هل من حاجة غيرها، قال عطاء: نعم يا أمير المؤمنين، اتق الله في نفسك فإنك خُلِقت وحدك وتُحشر وحدك وتحاسب وحدك، ولا والله ما معك ممن ترى أحد. فأكب هشام وراح ينتحب ويبكي من شدة ما سمع من شيخ مكة وإمامها بينما انصرف الناس في المجلس إلى صمت خاشع ودموع تغسل الذنوب وتفكر يمحص هذه المعاني العظيمة في حديث إمام مكة المكرمة .
عبدُ الملك بنُ مروانَ بنِ الحَكَم بنِ أبي العاصِ بنِ أميّة، قيل: هو أول مَنْ سُمي في الإسلام بعبد المـلك. أمُّـهُ عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية، وُلد سنة ست وعشرين من الهجرة، ولما بلغ السادسة عشرة ولاه معاويةُ المدينةَ.كان عبدُ الملك فقيهًا واسـعَ الاطّلاع، وكان يُعـدّ أحدَ فقهاء المدينة، من طبقة سعيد بن المسيّب وعروة بن الزبير، وعنه يقول الشَّعْبِيّ: "ما ذاكرْتُ أحدًا إلا وجدتُ لي الفضل عليه إلا عبد الملك، فإني ما ذاكرتُه حديثا إلا زادَني فيه، ولا شِعْرًا إلا زادَني فيه". وقال عنه عبد الله بن عمر: "وَلَدَ الناسُ أبناءً ووَلَدَ مروانُ أبًا". وقال فيه عمرو بن العاص: كنت عند معاوية وعنده عبد الملك، فلما قام أتْبَعَهُ بصرَه، ثم قال: لله دَرُّ هذا الفتى، ما أعظم مروءتَه، إنه لَيَتْرُكُ مخالفةَ الجليس تَوَقِّيًا لسوء المجالسة، ويَدَعُ مماراة اللَّجوج كراهةً لعداوته. لله دَرُّهُ، فما زال معروفا بأنه آخذٌ بأربعٍ تاركٌ لثلاثٍ؛ آخذ بقلوب الرجال إذا حدَّث، وبحسن الاستماع إذا حُدِّث، وبترْكِ الجدال إذا خُولِفَ، وبإظهار البِشْر إذا لَقِي، تارك لخُلّة الظَّنين في دينه، وملاحاة الغَلِق خوفا لشِذَّاته، وللدخول فيما لا يَعنيه، هذا مع حِلم وعلم".وقد أوصى ابنُ عمر الناسَ بسؤاله حين قال له القائل: إنكم ـ معشرَ أشياخ قريش ـ يُوشك أن تنقرضوا، فمن نسأل بعدكم؟ فقال: إن لِمَرْوانَ ابنًا فقيهًا، فاسألوه. وفضلاً عن فقه عبد الملك، فقد كان لَسِنًا بليغًا، أثنى عليه الأصمعي وتوَّجَهُ تاجَ البيان إلى جانب تيجان الفقه. ويبدو أن حظه من الثقافة والعلم والمروءة والحلم، فضلاً عن إمارتِه المدينةَ وهو ابن ست عشرة سنة ـ جعل الاعتقاد يسود لدى العامة بأنه الخليفة القادم. فها هي أم الدرداء تقول له: ما زلتُ أرى هذا الأمرَ فيك منذ رأيتُك، فقال لها: وكيف ذاك؟ قالت: ما رأيت أحسنَ منك محدِّثا، ولا أعلمَ منك مستمعًا". وقد صَدَقَ ظنُّ الناسِ فيه حيث تولَّى الخلافة في شهر رمضان من سنة 65هـ. أعماله: وَلِيَ عبدُ الملك الخلافة والمسلمون متفرقون متنازعون؛ فعبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ بُويِعَ خليفةً في الحجاز، والخوارج متمرِّدون، فاستطاع أن يردّ البلاد كلَّها إلى الطاعة، وأن يقضي على كل تمرد وعصيان، فوُصف بأنه المؤسسُ الثاني للدولة الأموية. فكان حازمًا فطنا سائسا لأمور الدنيا، لا يَكِل أمرَ دنياه إلى غيره، وقد شهد له المنصور بذلك عندما ذكر ملوك بني أمية فقال: "عبد الملك أشدهم شكيمةً، وأمْضاهم عزيمةً..".ومن أعمال الخليفة الكبير عبد الملك بن مروان أنه عَرَّبَ الدواوين، فكان ديوانُ الشام يُكتب باليونانية، وديوانُ فارس يُكتب بالفارسيّة، وديوان مصر يكتب بالقبطيّة، فنقلها جميعا إلى اللغة العربية هو وابنه الوليد.وعبد الملك أولُ من سكَّ النقود في الدولة الإسلامية سكًا منتظمًا، وكتب على الدينار (قلْ هو الله أَحَدٌ)، وفي الوجه الآخر (لا إله إلا الله)، وطوَّقه بطوق فضة، وكتب فيه "ضُرب بمدينة كذا" وكتب خارج الطوق "محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق".وعبد الملك أول من كتب في صدور الكتب (قل هو الله أحد) وذكر النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع تاريخ الكتاب. وهو أول من كسا الكعبة بالحرير والديباج.وفُتِحَت في عهده هرقلة، وغزا أرمينيّة، وصُنْهاجة بالمغرب، وبُنيت في أيامه مدينة واسط
وهكذا فقد ثابر عبد الملك وصبر وجاهد لتوطيد دعائم الدولة الإسلامية تحت قيادته ونجح في ذلك نجاحًا كبيرًا، ومن هنا استحق عبد الملك عن جدارة لقب موحد الدولة الإسلامية أو المؤسس الثاني للدولة الأموية، بعد معاوية مؤسسها الأول، ولم يعكر صفو عبد الملك بعد أن حقق وحدة الدولة حوالي 73هـ إلا ثورة عبد الرحمن بن الأشعث وكانت ثورة عارمة، ولكن عبد الملك استطاع القضاء عليها بفضل مهارة قائده الحجاج بن يوسف الثقفي، ورباطة جأشه، فقد تمكن الحجاج بعد معارك شرسة من القضاء على هذه الثورة سنة 83هـ.
لم يظهر عبد الملك شجاعة ومقدرة ومهارة في القضاء على خصومه السياسيين فحسب؛ بل أظهر براعة في إدارة الدولة وتنظيمها، وكان شبيهًا في ذلك بمعاوية في كثير من الوجوه فقد استعان بنخبة من أمهر رجال عصره في الإدارة والسياسة مثل الحجاج بن يوسف الذي أخلص للخليفة وبذل أقصى جهده في تثبيت أركان دولته، كما اعتمد على رجال بيته من إخوته مثل عبد العزيز ومحمد وبشر وغيرهم، كذلك اقتدى عبد الملك بمعاوية في مباشرة أعمال دولته بنفسه وتَصَفُّح أمورها، فكان دائم المراقبة لعماله، ولم يكن يكن يتوانى عن محاسبتهم مهما كانت أقدارهم، فحتى الحجاج بن يوسف رغم مكانته لم يسلم من مساءلة عبد الملك له إذا قصر أو أخطأ
ولم يكن عبد الملك بن مروان يسمح لأحد أن يداهنه أو ينافقه، أو يضيع وقته فيما لا يفيد، فقد رُوِيَ أن رجلاً سأل عبد الملك أن يخلو به، فأمر عبد الملك مَن عنده بالانصراف، فلما خلا به، وأراد الرجل أن يتكلم قال له عبد الملك: احذر من كلامك ثلاثًا: إياك أن تمدحني فإني أعلم بنفسي منك، أو تكذبني فإنه لا رأى لكذوب، أو تسعى إليَّ بأحد من الرعية فإنهم إلى عدلي وعفوي أقرب منهم إلى جوري وظلمي، وإن شئت أقلتك، فقال الرجل: أقلني فأقاله..
وكان من جهود عبد الملك في إرساء دعائم الوحدة والاستقرار في الدولة الإسلامية، إصدر عملة إسلامية لأول مرة وتوحيد أوزانها، ضمانًا للعدالة..
وكانت هذه خطوة حضارية كبيرة فقد حررت اقتصاد الدولة الإسلامية من الاعتماد على العملات الأجنبية، وبصفة خاصة الدينار البيزنطي.
ومن الأعمال الباهرة لعبد الملك تعريب دواوين الخراج، والذي كان العمل فيه حكرًا على غير العرب، وكان هذا وضعًا شاذًا فجاءت خطوة عبد الملك لتصحح الوضع، وتفتح المجال أمام العرب المسلمين للعمل في هذا الديوان والتدريب على شئون المال والاقتصاد، وكانت تلك الخطوة ذات أثر حضاري كبير في التاريخ الإسلامي..
لكن هذا المفتري لا يكل من نقل القصص المفتراة والمختلقة .. ولو ادى ذلك الى ظهور تناقضاته وكشف اكاذيبه , فيقول :
ربما كان البعض، وما يضيرنا من سيرة رجل أعلن طلاقه للمصحف ، وأدار ظهره لكتاب الله ، وحكم بهواه ، ولنا أن نذكرهم أنه فعل ما فعل ، وسفك ما سفك وقتل من قتل ، تحت عباءة إمارة المؤمنين ، وخلافة المسلمين ، وأن المسلمين جميعاً كانوا يرددون خلف أئمتهم كل جمعة دعاء حاراً أن يعز الله به الدين، وأن يوطد له دعائم الحكم والتمكين ، وأن يديمه حامياً للإسلام وإماماً المسلمين وأن فقهاء عصره كانوا يرددون حديثاً تذكره لنا كتب التاريخ ، مضمونه أن من حكم المسلمين ثلاثة أيام ، رفعت عنه الذنوب ولعلنا نظلم عبد الملك كثيراً إذا قيمناه من زاوية العقيدة ، فلم يكن عبد الملك فلتة بين من سبقه أو من لحقه ، وكان في ميزان السياسة والحكم حاكماً قديراً ، ورجل دولة عظيماً بكل المقاييس ، فقد أخمد فتنة عبد الله بن الزبير، وغزا أرمينية ، وغزا المغرب ، وغزا المدن ، وحصن الحصون ، وضرب الدنانير لأول مرة ، ونقل لغة الدواوين من الفارسية إلى العربية ، وقد لخص أسلوبه في الحكم في وصيته لابنه الوليد وهو يحتضر: يا وليد اتق الله فيما أخلفك فيه ( لاحظ مفهوم الحكم بالحق الإلهي في هذه العبارة ) ، وانظر الحجاج فأكرمه فأنه هو الذي وطأ لكم المنابر ، وهو سيفك يا وليد ويدك على من ناوأك ، فلا تسمعن فيه قول أحد ، وأنت أحوج إليه منه إليك ، وادع الناس إذا مت إلى البيعة ، فمن قال برأسه هكذا فقل بسيفك هكذا – ثم أخذته غفوة فبكى الوليد فأفاق وقال – ما هذا ؟ أتحن حنين الأمة ؟ إذا مت فشمر وائتزر ، والبس جلد النمر، وضع سيفك على عاتقك فمن أبدى ذات نفسه فاضرب عنقه ، ومن سكت مات بدائه.) وقد حفظ الوليد الوصية وقام بها خير قيام فكان رجل دولة وحكم من طراز فريد ، وكان فاتحاً عظيما للثغور ، فقد فتح الهند والأندلس ، وكان أبعد ما يكون عن حديث الدين والعقيدة فلم يذكر عنه فيهما لا قليل ولا كثير، إلا بضعة أقوال عن أنه كان يلحن كثيراً في قراءاته للقرآن ، وفي خطبه على المنابر ، وقد حكم عبد الملك عشرين عاماً وحكم الوليد عشرة أعوام ، أي أن عبد الملك والوليد حكما ثلاثين عاماً من اثنتين وتسعين عاماً هي عمر الدولة الأموية .
ثم يعود لسرده المفبرك .. فيقول :
تلك الدولة التي لا يجوز أن نتحدث عنها دون أن نتوقف أمام ثلاثة خلفاء هم اليزيدان ( يزيد بن معاوية ويزيد بن عبد الملك ) والوليد بن يزيد .
أما يزيد بن معاوية ، فقتله للحسين معروف ، وقد أفاض فيه الرواة بما لا حاجة فيه لمزيد، غير أن هناك حادثة يعبرها الرواة في عجالة ، بينما نراها أكثر خطراً من قتل الحسين ، لأنها تمس العقيدة في الصميم ، وتضع نقاطاً على الحروف إن لم تكن النقاط قد وضعت على الحروف بعد ، وتستحق أن يذكرها الرواة ، وإن يتدارسها القارئ في أناة ، وأن يتذكر أنها حدثت بعد نصف قرن من وفاة الرسول ، فقط .. نصف قرن .. لقد هاجم جيش يزيد المدينة ، حين خلع أهلها بيعته وقاتل أهلها قليلاً ثم انهزموا فيما سمى بموقعة ( الحرة ) فأصدر قائد الجيش أوامره باستباحة المدينة ثلاثة أيام قيل أنه قتل فيها أربعة آلاف وخمسمائة ، وأنه قد فضت فيها بكارة ألف بكر ، وقد كان ذلك كله بأمر يزيد إلى قائد جيشه ( مسلم بن عقبة ) : ادع القوم ثلاثا فأن أجابوك وإلا فقاتلهم ، فإذا ظهرت عليها فأبحها ثلاثاً ، فكل ما فيها من مال أو دابة أو سلاح أو طعام فهو للجند ، فإذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس ) ويتكرر نفس المشهد مرات ومرات ، هذا يكرر ما سبق ، فيقتل ، وهذا يبايع على سيرة عمر فيقتل ، ويستقر الأمر في النهاية لمسلم ، وما كان له إلا أن يستقر ، فالسيف هنا أصدق أنباء من الكتب ، وهو سيف لا ينطق بلسان ولا يخشع لبيان ويصل الخبر إلى يزيد ، فيقول قولاً أسألك أن تتمالك نفسك وأنت تقرؤه ، وهو لا يقوله مرسلاً أو منثوراً ، بل ينظمه شعراً ، اقرأه ثم تخيل وتأمل وانذهل : ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل . والذي يعنينا البيت الذي يقول فيه ( ليت أجدادي في موقعة بدر شهدوا اليوم كيف جزع الخزرج من وقع الرماح والنبل )أما من هم أجداده ، فواضح أنهم أعداء الخزرج في موقعة بدر ، والخزرج أكبر قبائل الأنصار ، وكانوا بالطبع في بدر ضمن جيوش المسلمين ، وهنا يزداد المعنى وضوحاً ، فيزيد خليفة المسلمين ، وأمير المؤمنين ، يتمنى لو كان أجداده من بني أمية ، ممن هزمهم الرسول والمهاجرون والأنصار في بدر ، يتمنى لو كانوا على قيد الحياة ، حتى يروا كيف انتقم لهم من الأنصار في المدينة ، ثم نجد من ينعت الخلافة بالإسلامية .
ثم انظر ماذا يعلق على كلامه هذا !!!!
ولعلى استبعد أن يقول يزيد هذا ، فللفكر درجات ، وللمروق حدود ، وللتفلت مدى ، وكل ذلك لم يشفع لفقهاء عصر يزيد ولكـُتاب تاريخ الخلافة الإسلامية أن يذكروا أن يزيد مغفور له ، وأن ذلك ثابت بالأحاديث النبوية ، فابن كثير يذكر ( البداية والنهاية – المجلد الرابع الجزء الثامن ص 232.) : ( كان يزيد أول من غزا مدينة القسطنطينية في سنة وأربعين .. وقد ثبت في الحديث أن رسول الله قال : " أول جيش يغزوا مدينة قيصر مغفور له " ) ...
لنتكلم الحقيقة عن يزيد بن معاوية
أمير المؤمنين يزيد بن معاوية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :
يزيد بن معاوية – رحمه الله – لم يكن بذلك الشاب اللاهي ، كما تصوره لنا الروايات التاريخية الركيكة ؛ بل هو على خلاف ذلك ، لكن العجب في المؤلفين من الكتاب الذين لا يبحثون عن الخبر الصحيح ، أو حتى عمّن يأخذوه ، فيجمعون في هذه المؤلفات الغث و السمين من الروايات و الكلام الفارغ الملفق ، فتراهم يطعنون فيه فيظهرون صورته و يشوهونها ، بأبشع تصوير .
و للأسف فإن بعض المؤرخين من أهل السنة أخذوا من هذه الروايات الباطلة و أدرجوها في كتبهم ، أمثال ابن كثير في البداية و النهاية ، وابن الأثير في الكامل ، وابن خلدون في العبر والإمام الذهبي في تاريخ الإسلام و في غيرها من الكتب .
و المصيبة في هؤلاء الكتاب المعاصرين أنهم يروون هذا الطعن عن بعض الشيعة المتعصبين أمثال أبي مخنف و الواقدي و ابن الكلبي و غيرهم ، و غير هذا أن معظم هذه الكتب ألفت على عهد العباسيين ، وكما هو معروف مدى العداء بين الأمويين و العباسيين ، فكانوا يبحثون عمّن يطعن في هؤلاء فيملؤون هذه الكتب بالأكاذيب .
و هناك أمور و أشياء أخرى و طامات كبرى في غيرها من الكتب ، رويت لتشويه صورة و سيرة يزيد رحمه الله و والده معاوية رضي الله عنه ، و كان على رأس هؤلاء الطاعنين بنو العباس وأنصار ابن الزبير حين خرج على يزيد و الشيعة الروافض عليهم غضب الله ، و الخوارج قاتلهم الله و أخزاهم .
التكملة على الرابط
http://arabic.islamicweb.com/shia/yazid.htm
وغير صحيح ما قاله عن ما صنعه جيش يزيد بأهل المدينة ..
ولا يصح في إباحة المدينة شيء ، وسوف نورد هذه الروايات التي حصرها الدكتور عبد العزيز نور في كتابه المفيد " أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري – والتي نقلها من كتب التاريخ المعتمدة التي عنيت بهذه الوقعة
ممّا سبق بيانه يتضح أن الاعتماد في نقل هذه الروايات تكمن في الواقدي ، وهشام الكلبي ، وأبي مخنف ، بالإضافة إلى رواية البيهقي التي من طريق عبد الله بن جعفر .
أما الروايات التي جاءت من طريق الواقدي فهي تالفة ، فالواقدي " ليس بشيء " " متروك الحديث " " ضعيف "
أما الروايات التي من طريق أبي مخنف ، فهو " ليس بثقة " ، " متروك الحديث " " إخباري ضعيف ". وهو شيعي محترق ، له من الأخبار المكروهة الذي لا أستحب ذكره " " إخباري تالف " .
مناقشة الروايات التي جاء فيها هتك الأعراض :
أما الروايات التي جاء فيها هتك الأعراض ، وهي التي أخرجها ابن الجوزي من طريق المدائني عن أبي قرة عن هشام بن حسّان : ولدت ألف امرأة بعد الحرة من غير زوج ، والرواية الأخرى التي أخرجها البيهقي في دلائل النبوة من طريق يعقوب بن سفيان : قال : حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن المغيرة قال : أنهب مسرف بن عقبة المدينة ثلاثة أيام . فزعم المغيرة أنه افتض ألف عذراء ، فالروايتان لا تصحان للعلل التالية:
التكملة على الرابط
http://www.almanhaj.com/article34.htm
وينتقل إلى دولة العباسيين... قراءة جديدة في أوراق العباسيين .. كما يقول ... ثم يقص اقاصيصه المكذوبة والمفتراة .. كما تبين لنا فيما سبق منه . فلا داعي لاعادة غثاءاته .. لا رحمه الله , اذا لم يتب عن افعاله الملتوية واقواله المفترية .
اصل اسم كتابه هو الحقيقه الغائبه
فماذا فعل فرج فودة في كتابه هذا ؟
قلب الحقائق .. فجعل الباطل حقيقة .. وجعل الحقيقة باطلا .. وقال ليكن اسم الكتاب الحقيقة الغائبة ..
يعني الحقيقة كانت غائبة ولمئات القرون ولملايين البشر ... حتى جاء فرج فودة الخارجي واكتشفها ..!!
وفي الحقيقة ليس اكتشافا منه .. بل اختراعات اوحي بها اليه شياطين الانس والجن امثاله .. من كامل النجار وسيد القمني وخليل عبد الكريم وشاكر النابلسي ونبيل فياض وباقي هذه السلسلة الفارطة والمزوّرة من الشيوعيين السبقين المستلحدين .. قبحهم الله جميعا .
لا سند لكلامهم وتخرصاتهم الا التزوير والاباطيل والمكذوبات والافتراءات والتلفيقات
اخترت من بين هؤلاء المنسلخين عن كل ما هو حق وجقيقة .. فرج فودة .
افترى كتابه هذا لينكر وينفي نظام الحكم في الاسلام وخاصة الخلافة الاسلامية ..وأدى به غرضه هذا الى انكار تطبيق الشريعة الاسلامية خوفا منه من ان تقوم دولة خلافة اسلامية !!
ومن اجل رد هتافات كل المسلمين " يا دولة الإسلام عودي ، الإسلام هو الحل " جاء فودة ببلاوي واكاذيب لم يسمعها احد ولا يقول بها واحد ولم يكتبها كتاب.. وصفتها فوق بعضها ليشكل بها بناء مهلهلا ومهتزا ومتهاوي الاركان ليس له اساس .. !!
بل يقول بان كبار الصحابة دعوا صراحة إلى حمل السيف والخروج على الخليفة عثمان بن عفان ، فيكذب على عبد الرحمن بن عوف وعلي وطلحة .. ثم يقول ان الخليفة عثمان بن عفان قبر في مقابر اليهود !!!!
ولم يسلم الفاروق عمر من الافتراء عليه .. فقال عنه انه خالف النصوص النبوية .. ولم يقم الحد عام الرمادة على السارقين !! اصلا عمر طبق النصوص النبوية في ذلك .. فالكل يعلم بالحديث الشريف " ادرءوا الحدود بالشبهات " وهذا ما فعله عمر ..ولم يخالف عمر نصا نبويا ..
كم اتمنى لو سمعه عمر يقول هذا الكلام عنه .. لاذاقه طعم الدرة العمرية .. لانه اتهم عمر بغير حق .. بالاضافة الى ما سينزله به على عقوبة الافتراء على صحابي من كبار الصحابة الاجلاء .. وكذلك الافتراء على غيره من الصحابة الاجلاء والخلفاء !!
حتى ان احدهم كتب موضوعا هنا يقول انه يتهم في كتابه يزيد بن معاوية بمدح اجداده في بيتين من الشعر ... ويتهم الوليد بن يزيد انه كان لوطيا !!!!!!
بل ويتجاوز هذه الافتراءات ليقول .. انه حتى ولو ان هذه مكذوبات وتزويرات .. فان صلاح الدين لا يعنى بالضرورة صلاح الدنيا !!!
ويضيف : وأن نقبل ما نقبل ، ونترك ما نترك ، بقلب مؤمن وفكر مفتوح ، فلا نرفض حقوق الإنسان لأنها أتت من الأعاجم ، ولا نرفض الديموقراطية لأنها بدعة ، ولا نقبل عصر الراشدين على إطلاقه ، ونستخدم العقل في النقل .
هذا غرض اخر له يكشفه من كتابه
ويقول : أنه من ( السنة ) أن يعذب المتهم للحصول على اعترافه ..
بينما السنة تخبرنا بغير ذلك .. لثبوت حديث: كُرَيْبٍ "حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَرَّ هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَلَى أُنَاسٍ مِنَ الأَنْبَاطِ بِالشَّامِ قَدْ أُقِيمُوا فِى الشَّمْسِ فَقَالَ مَا شَأْنُهُمْ قَالُوا حُبِسُوا فِى الْجِزْيَةِ. فَقَالَ هِشَامٌ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِى الدُّنْيَا"
وقال عمر بن الخطاب: ليس الرجل آمن على نفسه إذا أخفته أو أوثقته أو ضربته.
وقال الفقهاء : يشترط أن يكون الإقرار صادراً عن إرادة حرة، ولذا يجب استبعاد وسائل التأثير المختلفة لحمل المتهم على إقرار كالإكراه بالضرب
قال شريح: "القيد كره، والوعيد كره، والضرب كره، والسجن كره"
ويقول الماوردي: "وإن ضرب ليقر لم يكن لإقراره تحت الضرب حكم"
قال الطرابلسي: "وأما لو أكرهته على الإقرار بحد أو قصاص فلا يجوز"
"وفي الولوالجي: إذا كان الرجل من الأشراف أو من الأجلاء أو من كبراء العلماء أو الرؤساء بحيث يستنكف عن ضرب سوط أو حبس ساعة لم يجز إقراره، لأن مثل هذا الرجل يؤثر ألف درهم على ما يلحق من الهوان بهذا القدر من الحبس والقيد فكان مكرهاً، وكذا الإقرار حجة لترجح جانب الصدق فيه على جانب الكذب، وعند الإكراه يحتمل أنه يكذب لدفع المضرة"
وفي البدائع: "الإكراه يمنع صحة الإقرار، سواء كان المقر به مما يحتمل الفسخ أو لا يحتمل، وسواء كان مما يسقط بالشبهات كالحدود والقصاص أو لا"
وأجاز أصحاب الإمام مالك ضرب المتهم بالسرقة ، وذلك لإظهار المسروق من جهة، وجعل السارق عبرة لغيره من جهة أخرى
يحل عقاب المتهم مطلقاً، ولهذا يحرم ضرب المتهم قبل ثبوت التهمة ويحرم شتمه أو إيقاع أية عقوبة عليه ما دام لم يثبت عليه ارتكاب ذنب.
وأمّا ما روي في حديث الإفك أن علياً رضي الله عنه ضرب الجارية أمام الرسول، فإن الجارية لم تكن متهمة فلا يصلح دليلاً على جواز ضرب المتهم، على أن حديث ضرب علي لبريرة جارية الرسول قد رواه البخاري أن علياً قال للرسول اسأل الجارية، والرسول هو الذي سألها لم يُذكر فيه أن علياً ضرب الجارية، فقد جاء فيه (وأمّا علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله لم يضيِّق الله عليك والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك. قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة وقال: أي بريرة) الحديث. وفي رواية أخرى للبخاري (ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فسأل عن خادمتي فقالت: لا والله ما علمت عيباً إلاّ أنها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خميرها أو عجينها، وانتهرها بعض أصحابه فقال: اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسقطوا لها به) ولم يذكر البخاري أن علياً ضرب الجارية. غير أنه في روايات أخرى ذُكر أن علياً ضرب الجارية، فقد ذكر ابن هشام أنه ضربها، فقد جاء في سيرة ابن هشام وأمّا عليّ فإنه قال: يا رسول الله إن النساء كثير، وإنك لقادر على أن تستخلِف، وَسَلِ الجارية فإنها ستصدقك. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة ليسألها فقام إليها علي بن أبي طالب فضربها ضرباً شديداً ويقول: اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فتقول: والله ما أعلم إلاّ خيراً)، وهذه الرواية على فرض صحتها فإنها لا تدل على جواز ضرب المتهم لأن الجارية بريرة لم تكن متهمة في هذه القضية، ولا يقال إنها شاهدة فإنها لم تضرب باعتبارها شاهدة بدليل أن الرسول سأل غيرها ولم يضربه، فقد سأل زينب بنت جحش ولم يضربها مع أن اختها حمنة بنت جحش كان تُشيع عن عائشة إذ يقول البخاري في حديث الإفك: (قالت: وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك)، فكانت زينب محل مظنة المعرفة وسئلت ولم تُضرب. ولهذا لا يقال إن بريرة ضُربت باعتبارها شاهدة فإنها إنّما ضُربت باعتبارها خادمة الرسول، وللرسول أن يضرب خادمته وأن يأذن بضربها. فسأل الرسول خادمته وسأل غيرها وسكت عن ضرب عليّ لخادمته وعن انتهار الصحابة لها ولم يضرب غيرها ولم يسكت عن ضرب غيرها مما يدل على أنه إنّما جاز ضربها لأنها خادمته. وللمرء أن يضرب خادمه تأديباً أو تحقيقاً عن أمر.
فلا يجوز ضرب المتهم ولا ضرب الشاهد ، وبهذا يسقط الاستدلال بهذا الحديث على جواز ضرب المتهم، ويبقى الدليل على عدم جواز ضربه قائماً وهو قول الرسول: (لو كنت راجماً أحداً بغير بيّنة لرجمتها)، فلا يحل ضرب المتهم ولا شتمه ولا انتهاره ولا تعذيبه مطلقاً .
ويكمل فودة تغييب الحقيقة في كتابه قيقول :
بعد وفاة الإمام على بن أبي طالب بطعنات من عبد الرحمن بن ملجم ( دعا عبد الله بن جعفر بابن ملجم ، فقطع يديه ورجليه وسمل عينيه فجعل يقول : " إنك يا ابن جعفر لتكحل عيني بملمول مض " أي بمكحال حار محرق " ثم أمر بلسانه أن يخرج ليقطع ، فجزع من ذلك ، فقل له ابن جعفر : قطعنا يديك ورجليك ، وسملنا عينيك ، فلم تجزع ، فكيف تجزع من قطع لسانك ، قال : إني ما جزعت من ذلك خوفاً من الموت ، لكني جزعت أن أكون حياً في الدنيا ساعة لا أذكر الله فيها . ثم قطع لسانه ، فمات ) ، والرواية يذكرها ابن سعد مضيفاً إليها حرقة بعد موته ويذكرها ابن كثير دون ترجيح ويقتصر الطبري وابن الأثير على الحرق بعد القتل . والرواية ... تعبر من وجهة نظرنا عن روح عصر ، سادته القسوة ، وتحجر القلب وكان مقبولاً فيه أن يحدث ما فعله عبد الله بن جعفر بابن ملجم ، دون استنكار ، بل ويكمل المشاهدون المشهد بحرق الجثمان ..
والخبر الصحيح هو التالي :
أن علياً لما ضربه ابن ملجم قال : لا يفوتنكم الرجل ، فشد الناس عليه فأخذوه . قال علي : إنه أسير ، فأحسنوا نزله وأكرموا مثواه فإن بقيت رأيت فيه رأيا ، وإن مت فاقتلوه قتلتي ، النفس بالنفس ، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين . لا تخوضوا دماء المسلمين خوضاً تقولون : قتل أمير المؤمنين ، قتل أمير المؤمنين ، ألا لاتقتلن بي إلا قاتلي ، أنظر يا حسن ، إن أنا مت من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة ، ولا تمثل بالرجل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور . ودعا الحسن بعد دفنه بابن ملجم - لعنه الله - فأتى به فأمر بضرب عنقه ، فقال له إن رأيت أن تأخذ علي العهود أن أرجع اليك حتى أضع يدي في يدك بعد أن أمضي إلى الشام فانظر ما صنع صاحباي بمعاوية فان كان قتله وإلا قتلته ثم أعود اليك . تحكم في بحكمك ، فقال له الحسن هيهات . والله لا تشرب الماء البارد أو تلحق روحك بالنار ، ثم ضرب عنقه
ثم يكمل فيقول :
قراءة جديدة في أوراق الأمويين
للقارئ الآن وهو ينتقل معنا من عصر الراشدين إلى ما يليه ، أن يهيئ ذهنه للدعابة ، ووجدانه للأسى ، فحديث ما يلي الراشدين كله أسى مغلف بالدعابة ، أو دعابة مغلفة بالأسى ، أما المجون فأبوابه شتى ، وأما الاستبداد فحدث ولا حرج.
عام 45هـ قال ابن عون : كان الرجل يقول لمعاوية : والله لتستقيمن بنا يا معاوية ، أو لنقومنك فيقول : بماذا ؟ فيقول : بالخشب فيقول : إذن نستقيم . ( تاريخ الخلفاء للسيوطي ص195)
عام 75هـ خطب عبد الملك بن مروان ، على منبر الرسول في المدينة ، بعد قتل عبد الله بن الزبير قائلاً ( والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه ) .
قصص موجزة ، لكنها بليغة في تعبيرها عن تطور أسلوب الحكم ، فهي نموذج رائع لخداع الكلمات حين يصبح للعبارة ظاهر وباطن، وللكلمة مظهر ومخبر ، فالرجل في تهديده أقرب للمداعبة ، وأميل إلى الرجاء ، ومعاوية في رده عليه يحسم الموقف بتساؤله ( بماذا ) ؟ وما أسرع ما ينسحب الرجل سريعاً محولاً الأمر كله إلى الدعابة ، وهنا يدرك معاوية أن الرجل قد ثاب إلى رشده ، فيعيد السيف إلى غمده الحريري ، وينسحب هو الآخر في مهارة وخفة ، مرضياً غرور الرجل ، ما دام الخشب هو السلاح ، وما دام القصد هو المزاح .
ارايتم ما اراه .. يقول : فيعيد السيف إلى غمده الحريري .. ويقول ان هذه هي الحقيقة الغائبة !!
يمكن كان موجودا ساعتها فراى ما لم راه غيره .. وقال بما لم يقل به غيره .. مع ان الكل يعلم مدى حلم معاوية وايضا مدى حكمته وسياسته بحيث لو كان بينه وبين الناس شعرة لما انقطعت
ثم يعلق فيقول :
ولعل القارئ قد تعجب من اجتراء عبد الملك ، لكنا نسأله من الآن فصاعداً أن يوطن نفسه على العجب ، وأن يهيئ وجدانه للاندهاش ، وأن يحمد لعبد الملك صدقه مع نفسه ومع الناس ، فسوف يأتي بعد ذلك خلفاء عباسيون يخرجون على الناس بوجه مؤمن خاشع ، وتسيل دموعهم لمواعظ الزهاد ، ثم ينسلون إلى مخادعهم فيخلعون ثياب الورع ، وتلعب برؤوسهم بنت الحان ، فينادمون الندمان ، ويتسرون بالقيان ، ويقولون الشعر في الغلمان ، وهم في مجونهم لا يتحرجون حين تناديهم جارية لعوب بأمير المؤمنين ، أو يخاطبهم مخنث ( معتدل القامة والقد ) بخليفة المسلمين
عمن يتكلم هذا العفن المخرف .. اكيد انه نسي نفسه ويتكلم عن المسلمين وخلفاء المسلمين باشياء ليست فيهم ..
فعبد الملك بن مروان هو باني المسجد الاموي والمسجد الاقصى وقبة الصخرة .. ولم يبن بيت مغنى ولا ديوان شعر ..
يقول المافون المؤتفك فودة :
( قال ابن أبي عائشة : أفضى الأمر إلى عبد الملك ، والمصحف في حجره فأطبقه وقال : هذا آخر العهد بك ) .
يا لوقاحتك يا فودة .. عليك من الله ما تستحق ..
فهو بنفسه يذكر هذه الاخبار كما ذكرتها المراجع عن فقهه وعلمه ومن أمثلة ذلك :
( قال نافع : لقد رأيت المدينة وما بها شاب أشد تشميراً ولا أفقه ولا أنسك ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك ابن مروان ، وقال أبو الزناد : فقهاء المدينة سعيد بن الملك بن مروان ، وعروة بن الزبير وقبيصة بن ذؤيب ، وقال عبادة بن نسى : قيل لابن عمر: أنكم معشر أشياخ قريش يوشك أن تنقرضوا ، فمن نسأل بعدكم ؟ فقال : أن لمروان ابنا فيها فسألوه ) .
ولكنه يبرر ذلك بان يقول :
ذلك كله كان قبل ولايته ، فلما ولي أدرك أن عهد النسك والعبادة قد ولى ، وأطبق المصحف وأطلق شيطان الحكم والإمارة وصدق في قوله للمصحف أن هذا هو آخر العهد به ، ودليلنا على ذلك أن ساعده الأيمن كان الحجاج ، وإذا ذكر الحجاج هربت الملائكة وأقبلت الشياطين ، وقد عرف عبد الملك للحجاج مواهبه وأدرك أنه بالحجاج قد وطد دعائم الحكم وأرسى قواعد الخلافة ، فكانت وصيته الأخيرة لولده وولى عهده الوليد أن يحفظ للحجاج صنيعه وأن يلزمه وزيراً ومشيراً ، وقد كان .
دخل في موضوع الحجاج بن يوسف ..
آه يا حجاج كم ظلمك مزوروا التاريخ ..
الذي ارسل مسلمة بن عبد الملك (فارس بني أمية) لفتح السند والهند لان ملكا هنديا اسر 15 امراة مسلمة وصاحت احداهن واحجاجاه .. فسمع النداء ولباه وحررهن ..
آه يا حجاج .. الذي وضع الترقيم في النسخ القراني بسبب لحن الاعاجم الذين دخلوا في الاسلام زز ليمنع غلطهم في قراءة القران الكريم ..
آه يا حجاج ..الذي اخمد ثورة بعض اهل العراق التي كادت ان تفتن الامة .. ووضع نظام منع التجول ليلا _ هو اول من وضعه في العالم _ كي يمنع مؤامرات الخارجين على الدولة ..
اريد فقط ان اذكر قصصا صحيحة عن الخليفة عبد الملك بن مروان بعد ان اصبح خليفة .. وغيره من خلفاء الامويين :
حج عبد الملك بن مروان، وهو المؤسس الثاني للدولة الأموية والأب المباشر لأربعة خلفاء أشداء من بعده؛ وهم: الوليد وسليمان ويزيد وهشام، فدخل عليه عطاء بن أبي رباح في مكة، فلما بصر به عبد الملك قام إليه وأجلسه معه على السرير، وقال له: يا أبا محمد ما حاجتك؟ فقال يا أمير المؤمنين اتق الله في حرم الله، وحرم رسوله فتعاهده بالعمارة، واتق الله تعالى في أبناء المهاجرين والأنصار فإنك بهم جلست هذا المجلس، واتق الله تعالى في أهل الثغور فإنهم حصن المسلمين، وتفقد أمور المسلمين فإنك وحدك المسئول عنهم، واتق الله تعالى فيمن على بابك فلا تغفل عنهم ولا تغلق بابك دونهم. فقال له أجل أفعل إن شاء الله تعالى. ثم نهض عطاء، فأمسك به عبد الملك وقال له: يا أبا محمد إنما سألتنا حاجة لغيرك وقد قضيناها، فما حاجتك أنت؟ فقال: مالي إلى مخلوق حاجة. ثم خرج من عنده. قال عبد الملك لأحد بنيه: هذا وأبيك الشرف.يقول الله عز وجل: "..... إنَّ أكرَمَكُم عِندَ اللهِ أتقَاكُم، إنَّ اللهَ عَليمٌ خَبِير" سورة الحجرات، آية 13، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله:"لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى".
وفي موقف ثان:
حج سليمان بن عبد الملك ومعه بعض بنيه، وبينما هم في الحرم المكي، أراد الخليفة سليمان أن يٍسأل عطاءً سؤالاً فقهياً في أحكام الحج، وقد وقف الحجيج صفا يستفتون فقيه أهل الحجاز، ولكن الخليفة تخطى الناس ليسألَ الفقيه؛ فأشار إليه الفقيه؛ كأنه يطلب من الخليفة أن يأخذ دوره ولا يتخط الواقفين!!، فامتثل الخليفة لطلب الفقيه، وبعد أن أخذ دوره، ثم جلس بين يديه واستفتاه فيما يريد، وأبناءه ينظرون مستعجبين من احترام والدهم -خليفة المسلمين- لهذا الفقيه الجليل القدر المهلهل الثياب، وكأن أباهم قد قرأ الدهشة في وجوههم؛ فالتفت الخليفة إلى أبنائه قائلاً -وكان من أكثر أهل زمانه وسامة وتأنقاً- "يا بني تعلموا العلم، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا الرجل".
وفي موقف آخر:
قال عطاء الخراساني: انطلقت مع أبي؛ نُريد هشام بن عبد الملك في مكة المكرمة، فإذا بشيخ أسود على حمار، عليه قميص رث وجبة رثة، وقلنسوة مهلهلة، فضحكت وقلت لأبي: من هذا الأعرابي يا أبي؟ فقال أبي: أسكت، هذا سيد فقهاء أهل الحجاز، هذا عطاء بن أبي رباح، وانطلقنا حتى وقفنا بباب هشام نريد الدخول. انطلق الحارس يبلغ هشام بن عبد الملك بوصول فقيه مكة المكرمة "عطاء بن أبي رباح" فقام هشام، وأدخله ومن معه على الفور. قال عطاء الخراساني فوالله ما دخلنا على الخليفة إلا بسببه (أي بسبب دخول عطاء ابن أبي رباح). فلما رآه هشام قال: مرحبا ها هنا، مرحبا ها هنا، وراح يفسح له مجلسه حتى تساوت ركبته بركبة هشام، وكان في المجلس أشراف القوم والناس يتحدثون فسكتوا لدخول عطاء بن أبي رباح. وبعد الترحيب به قال أمير المؤمنين "هشام بن عبد الملك": ما حاجتك يا أبا محمد؟ قال عطاء: أهل الحرمين أهل الله تعالى وجيران رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقسم فيهم أعطياتهم وأرزاقهم. قال هشام: نعم، يا غلام اكتب لأهل مكة ولأهل المدينة بعطاءين وأرزاقهم لسنة. ثم قال هشام: أمن حاجة غيرها يا أبا محمد؟ قال عطاء: نعم يا أمير المؤمنين، أهل الحجاز وأهل نجد أصل العرب وسادة الإسلام، رد عليهم فضول صدقاتهم. فأجاب هشام: نعم اكتب يا غلام بأن ترد صدقاتهم عليهم. هل من حاجة غيرها يا أبا محمد؟ قال عطاء: نعم يا أمير المؤمنين، أهل الثغور من وراء بيضتكم ويقاتلون عدوكم، لو أجريتم لهم أرزاقاً تدرها عليهم فإنهم إن هلكوا غُزيتم. قال هشام: نعم أكتب يا غلام تُحمل أرزاقهم إليهم. هل من حاجة غيرها يا أبا محمد؟ قال عطاء: نعم يا أمير المؤمنين، أهل ذمتكم لا يُكلَّفون مالا يطيقون. قال هشام: نعم أكتب يا غلام بألا يُحمَّلوا ما لا يطيقون. هل من حاجة غيرها، قال عطاء: نعم يا أمير المؤمنين، اتق الله في نفسك فإنك خُلِقت وحدك وتُحشر وحدك وتحاسب وحدك، ولا والله ما معك ممن ترى أحد. فأكب هشام وراح ينتحب ويبكي من شدة ما سمع من شيخ مكة وإمامها بينما انصرف الناس في المجلس إلى صمت خاشع ودموع تغسل الذنوب وتفكر يمحص هذه المعاني العظيمة في حديث إمام مكة المكرمة .
عبدُ الملك بنُ مروانَ بنِ الحَكَم بنِ أبي العاصِ بنِ أميّة، قيل: هو أول مَنْ سُمي في الإسلام بعبد المـلك. أمُّـهُ عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية، وُلد سنة ست وعشرين من الهجرة، ولما بلغ السادسة عشرة ولاه معاويةُ المدينةَ.كان عبدُ الملك فقيهًا واسـعَ الاطّلاع، وكان يُعـدّ أحدَ فقهاء المدينة، من طبقة سعيد بن المسيّب وعروة بن الزبير، وعنه يقول الشَّعْبِيّ: "ما ذاكرْتُ أحدًا إلا وجدتُ لي الفضل عليه إلا عبد الملك، فإني ما ذاكرتُه حديثا إلا زادَني فيه، ولا شِعْرًا إلا زادَني فيه". وقال عنه عبد الله بن عمر: "وَلَدَ الناسُ أبناءً ووَلَدَ مروانُ أبًا". وقال فيه عمرو بن العاص: كنت عند معاوية وعنده عبد الملك، فلما قام أتْبَعَهُ بصرَه، ثم قال: لله دَرُّ هذا الفتى، ما أعظم مروءتَه، إنه لَيَتْرُكُ مخالفةَ الجليس تَوَقِّيًا لسوء المجالسة، ويَدَعُ مماراة اللَّجوج كراهةً لعداوته. لله دَرُّهُ، فما زال معروفا بأنه آخذٌ بأربعٍ تاركٌ لثلاثٍ؛ آخذ بقلوب الرجال إذا حدَّث، وبحسن الاستماع إذا حُدِّث، وبترْكِ الجدال إذا خُولِفَ، وبإظهار البِشْر إذا لَقِي، تارك لخُلّة الظَّنين في دينه، وملاحاة الغَلِق خوفا لشِذَّاته، وللدخول فيما لا يَعنيه، هذا مع حِلم وعلم".وقد أوصى ابنُ عمر الناسَ بسؤاله حين قال له القائل: إنكم ـ معشرَ أشياخ قريش ـ يُوشك أن تنقرضوا، فمن نسأل بعدكم؟ فقال: إن لِمَرْوانَ ابنًا فقيهًا، فاسألوه. وفضلاً عن فقه عبد الملك، فقد كان لَسِنًا بليغًا، أثنى عليه الأصمعي وتوَّجَهُ تاجَ البيان إلى جانب تيجان الفقه. ويبدو أن حظه من الثقافة والعلم والمروءة والحلم، فضلاً عن إمارتِه المدينةَ وهو ابن ست عشرة سنة ـ جعل الاعتقاد يسود لدى العامة بأنه الخليفة القادم. فها هي أم الدرداء تقول له: ما زلتُ أرى هذا الأمرَ فيك منذ رأيتُك، فقال لها: وكيف ذاك؟ قالت: ما رأيت أحسنَ منك محدِّثا، ولا أعلمَ منك مستمعًا". وقد صَدَقَ ظنُّ الناسِ فيه حيث تولَّى الخلافة في شهر رمضان من سنة 65هـ. أعماله: وَلِيَ عبدُ الملك الخلافة والمسلمون متفرقون متنازعون؛ فعبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ بُويِعَ خليفةً في الحجاز، والخوارج متمرِّدون، فاستطاع أن يردّ البلاد كلَّها إلى الطاعة، وأن يقضي على كل تمرد وعصيان، فوُصف بأنه المؤسسُ الثاني للدولة الأموية. فكان حازمًا فطنا سائسا لأمور الدنيا، لا يَكِل أمرَ دنياه إلى غيره، وقد شهد له المنصور بذلك عندما ذكر ملوك بني أمية فقال: "عبد الملك أشدهم شكيمةً، وأمْضاهم عزيمةً..".ومن أعمال الخليفة الكبير عبد الملك بن مروان أنه عَرَّبَ الدواوين، فكان ديوانُ الشام يُكتب باليونانية، وديوانُ فارس يُكتب بالفارسيّة، وديوان مصر يكتب بالقبطيّة، فنقلها جميعا إلى اللغة العربية هو وابنه الوليد.وعبد الملك أولُ من سكَّ النقود في الدولة الإسلامية سكًا منتظمًا، وكتب على الدينار (قلْ هو الله أَحَدٌ)، وفي الوجه الآخر (لا إله إلا الله)، وطوَّقه بطوق فضة، وكتب فيه "ضُرب بمدينة كذا" وكتب خارج الطوق "محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق".وعبد الملك أول من كتب في صدور الكتب (قل هو الله أحد) وذكر النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع تاريخ الكتاب. وهو أول من كسا الكعبة بالحرير والديباج.وفُتِحَت في عهده هرقلة، وغزا أرمينيّة، وصُنْهاجة بالمغرب، وبُنيت في أيامه مدينة واسط
وهكذا فقد ثابر عبد الملك وصبر وجاهد لتوطيد دعائم الدولة الإسلامية تحت قيادته ونجح في ذلك نجاحًا كبيرًا، ومن هنا استحق عبد الملك عن جدارة لقب موحد الدولة الإسلامية أو المؤسس الثاني للدولة الأموية، بعد معاوية مؤسسها الأول، ولم يعكر صفو عبد الملك بعد أن حقق وحدة الدولة حوالي 73هـ إلا ثورة عبد الرحمن بن الأشعث وكانت ثورة عارمة، ولكن عبد الملك استطاع القضاء عليها بفضل مهارة قائده الحجاج بن يوسف الثقفي، ورباطة جأشه، فقد تمكن الحجاج بعد معارك شرسة من القضاء على هذه الثورة سنة 83هـ.
لم يظهر عبد الملك شجاعة ومقدرة ومهارة في القضاء على خصومه السياسيين فحسب؛ بل أظهر براعة في إدارة الدولة وتنظيمها، وكان شبيهًا في ذلك بمعاوية في كثير من الوجوه فقد استعان بنخبة من أمهر رجال عصره في الإدارة والسياسة مثل الحجاج بن يوسف الذي أخلص للخليفة وبذل أقصى جهده في تثبيت أركان دولته، كما اعتمد على رجال بيته من إخوته مثل عبد العزيز ومحمد وبشر وغيرهم، كذلك اقتدى عبد الملك بمعاوية في مباشرة أعمال دولته بنفسه وتَصَفُّح أمورها، فكان دائم المراقبة لعماله، ولم يكن يكن يتوانى عن محاسبتهم مهما كانت أقدارهم، فحتى الحجاج بن يوسف رغم مكانته لم يسلم من مساءلة عبد الملك له إذا قصر أو أخطأ
ولم يكن عبد الملك بن مروان يسمح لأحد أن يداهنه أو ينافقه، أو يضيع وقته فيما لا يفيد، فقد رُوِيَ أن رجلاً سأل عبد الملك أن يخلو به، فأمر عبد الملك مَن عنده بالانصراف، فلما خلا به، وأراد الرجل أن يتكلم قال له عبد الملك: احذر من كلامك ثلاثًا: إياك أن تمدحني فإني أعلم بنفسي منك، أو تكذبني فإنه لا رأى لكذوب، أو تسعى إليَّ بأحد من الرعية فإنهم إلى عدلي وعفوي أقرب منهم إلى جوري وظلمي، وإن شئت أقلتك، فقال الرجل: أقلني فأقاله..
وكان من جهود عبد الملك في إرساء دعائم الوحدة والاستقرار في الدولة الإسلامية، إصدر عملة إسلامية لأول مرة وتوحيد أوزانها، ضمانًا للعدالة..
وكانت هذه خطوة حضارية كبيرة فقد حررت اقتصاد الدولة الإسلامية من الاعتماد على العملات الأجنبية، وبصفة خاصة الدينار البيزنطي.
ومن الأعمال الباهرة لعبد الملك تعريب دواوين الخراج، والذي كان العمل فيه حكرًا على غير العرب، وكان هذا وضعًا شاذًا فجاءت خطوة عبد الملك لتصحح الوضع، وتفتح المجال أمام العرب المسلمين للعمل في هذا الديوان والتدريب على شئون المال والاقتصاد، وكانت تلك الخطوة ذات أثر حضاري كبير في التاريخ الإسلامي..
لكن هذا المفتري لا يكل من نقل القصص المفتراة والمختلقة .. ولو ادى ذلك الى ظهور تناقضاته وكشف اكاذيبه , فيقول :
ربما كان البعض، وما يضيرنا من سيرة رجل أعلن طلاقه للمصحف ، وأدار ظهره لكتاب الله ، وحكم بهواه ، ولنا أن نذكرهم أنه فعل ما فعل ، وسفك ما سفك وقتل من قتل ، تحت عباءة إمارة المؤمنين ، وخلافة المسلمين ، وأن المسلمين جميعاً كانوا يرددون خلف أئمتهم كل جمعة دعاء حاراً أن يعز الله به الدين، وأن يوطد له دعائم الحكم والتمكين ، وأن يديمه حامياً للإسلام وإماماً المسلمين وأن فقهاء عصره كانوا يرددون حديثاً تذكره لنا كتب التاريخ ، مضمونه أن من حكم المسلمين ثلاثة أيام ، رفعت عنه الذنوب ولعلنا نظلم عبد الملك كثيراً إذا قيمناه من زاوية العقيدة ، فلم يكن عبد الملك فلتة بين من سبقه أو من لحقه ، وكان في ميزان السياسة والحكم حاكماً قديراً ، ورجل دولة عظيماً بكل المقاييس ، فقد أخمد فتنة عبد الله بن الزبير، وغزا أرمينية ، وغزا المغرب ، وغزا المدن ، وحصن الحصون ، وضرب الدنانير لأول مرة ، ونقل لغة الدواوين من الفارسية إلى العربية ، وقد لخص أسلوبه في الحكم في وصيته لابنه الوليد وهو يحتضر: يا وليد اتق الله فيما أخلفك فيه ( لاحظ مفهوم الحكم بالحق الإلهي في هذه العبارة ) ، وانظر الحجاج فأكرمه فأنه هو الذي وطأ لكم المنابر ، وهو سيفك يا وليد ويدك على من ناوأك ، فلا تسمعن فيه قول أحد ، وأنت أحوج إليه منه إليك ، وادع الناس إذا مت إلى البيعة ، فمن قال برأسه هكذا فقل بسيفك هكذا – ثم أخذته غفوة فبكى الوليد فأفاق وقال – ما هذا ؟ أتحن حنين الأمة ؟ إذا مت فشمر وائتزر ، والبس جلد النمر، وضع سيفك على عاتقك فمن أبدى ذات نفسه فاضرب عنقه ، ومن سكت مات بدائه.) وقد حفظ الوليد الوصية وقام بها خير قيام فكان رجل دولة وحكم من طراز فريد ، وكان فاتحاً عظيما للثغور ، فقد فتح الهند والأندلس ، وكان أبعد ما يكون عن حديث الدين والعقيدة فلم يذكر عنه فيهما لا قليل ولا كثير، إلا بضعة أقوال عن أنه كان يلحن كثيراً في قراءاته للقرآن ، وفي خطبه على المنابر ، وقد حكم عبد الملك عشرين عاماً وحكم الوليد عشرة أعوام ، أي أن عبد الملك والوليد حكما ثلاثين عاماً من اثنتين وتسعين عاماً هي عمر الدولة الأموية .
ثم يعود لسرده المفبرك .. فيقول :
تلك الدولة التي لا يجوز أن نتحدث عنها دون أن نتوقف أمام ثلاثة خلفاء هم اليزيدان ( يزيد بن معاوية ويزيد بن عبد الملك ) والوليد بن يزيد .
أما يزيد بن معاوية ، فقتله للحسين معروف ، وقد أفاض فيه الرواة بما لا حاجة فيه لمزيد، غير أن هناك حادثة يعبرها الرواة في عجالة ، بينما نراها أكثر خطراً من قتل الحسين ، لأنها تمس العقيدة في الصميم ، وتضع نقاطاً على الحروف إن لم تكن النقاط قد وضعت على الحروف بعد ، وتستحق أن يذكرها الرواة ، وإن يتدارسها القارئ في أناة ، وأن يتذكر أنها حدثت بعد نصف قرن من وفاة الرسول ، فقط .. نصف قرن .. لقد هاجم جيش يزيد المدينة ، حين خلع أهلها بيعته وقاتل أهلها قليلاً ثم انهزموا فيما سمى بموقعة ( الحرة ) فأصدر قائد الجيش أوامره باستباحة المدينة ثلاثة أيام قيل أنه قتل فيها أربعة آلاف وخمسمائة ، وأنه قد فضت فيها بكارة ألف بكر ، وقد كان ذلك كله بأمر يزيد إلى قائد جيشه ( مسلم بن عقبة ) : ادع القوم ثلاثا فأن أجابوك وإلا فقاتلهم ، فإذا ظهرت عليها فأبحها ثلاثاً ، فكل ما فيها من مال أو دابة أو سلاح أو طعام فهو للجند ، فإذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس ) ويتكرر نفس المشهد مرات ومرات ، هذا يكرر ما سبق ، فيقتل ، وهذا يبايع على سيرة عمر فيقتل ، ويستقر الأمر في النهاية لمسلم ، وما كان له إلا أن يستقر ، فالسيف هنا أصدق أنباء من الكتب ، وهو سيف لا ينطق بلسان ولا يخشع لبيان ويصل الخبر إلى يزيد ، فيقول قولاً أسألك أن تتمالك نفسك وأنت تقرؤه ، وهو لا يقوله مرسلاً أو منثوراً ، بل ينظمه شعراً ، اقرأه ثم تخيل وتأمل وانذهل : ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل . والذي يعنينا البيت الذي يقول فيه ( ليت أجدادي في موقعة بدر شهدوا اليوم كيف جزع الخزرج من وقع الرماح والنبل )أما من هم أجداده ، فواضح أنهم أعداء الخزرج في موقعة بدر ، والخزرج أكبر قبائل الأنصار ، وكانوا بالطبع في بدر ضمن جيوش المسلمين ، وهنا يزداد المعنى وضوحاً ، فيزيد خليفة المسلمين ، وأمير المؤمنين ، يتمنى لو كان أجداده من بني أمية ، ممن هزمهم الرسول والمهاجرون والأنصار في بدر ، يتمنى لو كانوا على قيد الحياة ، حتى يروا كيف انتقم لهم من الأنصار في المدينة ، ثم نجد من ينعت الخلافة بالإسلامية .
ثم انظر ماذا يعلق على كلامه هذا !!!!
ولعلى استبعد أن يقول يزيد هذا ، فللفكر درجات ، وللمروق حدود ، وللتفلت مدى ، وكل ذلك لم يشفع لفقهاء عصر يزيد ولكـُتاب تاريخ الخلافة الإسلامية أن يذكروا أن يزيد مغفور له ، وأن ذلك ثابت بالأحاديث النبوية ، فابن كثير يذكر ( البداية والنهاية – المجلد الرابع الجزء الثامن ص 232.) : ( كان يزيد أول من غزا مدينة القسطنطينية في سنة وأربعين .. وقد ثبت في الحديث أن رسول الله قال : " أول جيش يغزوا مدينة قيصر مغفور له " ) ...
لنتكلم الحقيقة عن يزيد بن معاوية
أمير المؤمنين يزيد بن معاوية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :
يزيد بن معاوية – رحمه الله – لم يكن بذلك الشاب اللاهي ، كما تصوره لنا الروايات التاريخية الركيكة ؛ بل هو على خلاف ذلك ، لكن العجب في المؤلفين من الكتاب الذين لا يبحثون عن الخبر الصحيح ، أو حتى عمّن يأخذوه ، فيجمعون في هذه المؤلفات الغث و السمين من الروايات و الكلام الفارغ الملفق ، فتراهم يطعنون فيه فيظهرون صورته و يشوهونها ، بأبشع تصوير .
و للأسف فإن بعض المؤرخين من أهل السنة أخذوا من هذه الروايات الباطلة و أدرجوها في كتبهم ، أمثال ابن كثير في البداية و النهاية ، وابن الأثير في الكامل ، وابن خلدون في العبر والإمام الذهبي في تاريخ الإسلام و في غيرها من الكتب .
و المصيبة في هؤلاء الكتاب المعاصرين أنهم يروون هذا الطعن عن بعض الشيعة المتعصبين أمثال أبي مخنف و الواقدي و ابن الكلبي و غيرهم ، و غير هذا أن معظم هذه الكتب ألفت على عهد العباسيين ، وكما هو معروف مدى العداء بين الأمويين و العباسيين ، فكانوا يبحثون عمّن يطعن في هؤلاء فيملؤون هذه الكتب بالأكاذيب .
و هناك أمور و أشياء أخرى و طامات كبرى في غيرها من الكتب ، رويت لتشويه صورة و سيرة يزيد رحمه الله و والده معاوية رضي الله عنه ، و كان على رأس هؤلاء الطاعنين بنو العباس وأنصار ابن الزبير حين خرج على يزيد و الشيعة الروافض عليهم غضب الله ، و الخوارج قاتلهم الله و أخزاهم .
التكملة على الرابط
http://arabic.islamicweb.com/shia/yazid.htm
وغير صحيح ما قاله عن ما صنعه جيش يزيد بأهل المدينة ..
ولا يصح في إباحة المدينة شيء ، وسوف نورد هذه الروايات التي حصرها الدكتور عبد العزيز نور في كتابه المفيد " أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري – والتي نقلها من كتب التاريخ المعتمدة التي عنيت بهذه الوقعة
ممّا سبق بيانه يتضح أن الاعتماد في نقل هذه الروايات تكمن في الواقدي ، وهشام الكلبي ، وأبي مخنف ، بالإضافة إلى رواية البيهقي التي من طريق عبد الله بن جعفر .
أما الروايات التي جاءت من طريق الواقدي فهي تالفة ، فالواقدي " ليس بشيء " " متروك الحديث " " ضعيف "
أما الروايات التي من طريق أبي مخنف ، فهو " ليس بثقة " ، " متروك الحديث " " إخباري ضعيف ". وهو شيعي محترق ، له من الأخبار المكروهة الذي لا أستحب ذكره " " إخباري تالف " .
مناقشة الروايات التي جاء فيها هتك الأعراض :
أما الروايات التي جاء فيها هتك الأعراض ، وهي التي أخرجها ابن الجوزي من طريق المدائني عن أبي قرة عن هشام بن حسّان : ولدت ألف امرأة بعد الحرة من غير زوج ، والرواية الأخرى التي أخرجها البيهقي في دلائل النبوة من طريق يعقوب بن سفيان : قال : حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن المغيرة قال : أنهب مسرف بن عقبة المدينة ثلاثة أيام . فزعم المغيرة أنه افتض ألف عذراء ، فالروايتان لا تصحان للعلل التالية:
التكملة على الرابط
http://www.almanhaj.com/article34.htm
وينتقل إلى دولة العباسيين... قراءة جديدة في أوراق العباسيين .. كما يقول ... ثم يقص اقاصيصه المكذوبة والمفتراة .. كما تبين لنا فيما سبق منه . فلا داعي لاعادة غثاءاته .. لا رحمه الله , اذا لم يتب عن افعاله الملتوية واقواله المفترية .