المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النصارى كفّار ومشركين وعقيدتهم وثنية لاصلة لها بالقرآن الكريم



محمود القاعود
07-28-2007, 11:46 AM
النصارى كفّار ومشركين وعقيدتهم وثنية لاصلة لها بالقرآن الكريم .

بقلم / محمود القاعود
يحلو دائماً للذين يعتنقون الباطل ويؤمنون بالخرافات ، أن يجدوا لما يؤمنون به من أباطيل وأكاذيب مخرجاً يُنقذهم من المطب الخطير الذى تعثروا فيه ، ولم يجدوا منه فكاكا ، إذ ماذا سيقولون لأتباعهم الذين ينهالون عليهم بأسئلة لا تجد جوابا إلا : ( لازم الروح القدس تحل عليك حتى تفهم ) !
وسنتحدث فى هذا المقال عن الموضة التى ظهرت على يد بعض النصارى وهى موضة : أن القرآن الكريم يشهد للنصارى بالإيمان وأنهم فضلاء وسيدخلون الجنة " حدف " !!
أولاً : لا يوجد أناس يُطلق عليهم " مسيحيون " بل " نصارى "
يقول الكتاب المقدس : (( وجَدنا هذا الرَّجُلَ مُفسِدًا يُثيرُ الفِتنَ بَينَ اليَهودِ في العالَمِ كُلِّهِ، وزَعيمًا على شيعةِ النَّصارى )) ( أعمال الرسل : إصحاح 24 عدد 5 تحت عنوان : دعوى اليهود على بولس ) .
وهذا النص يقصد " بولس " ويقول أنه زعيم على شيعة " النصارى " ، والسؤال إذا كانت النصارى فرقة مبتدعة وطائفة مهرطقة فهل كان بولس مهرطقاً وكذابا ومبتدعاً بوصفه زعيم شيعة النصارى ؟!، ولماذا يعتبره نصارى اليوم قديساً رسولا ؟!
يقول القمص " تادرس يعقوب ملطى " فى تفسيره لإنجيل متى : ((كلمة ناصرة , منها إشتقت (( نصارى )) لقب المسيحين وهى بالعبرية natzar )) . أ.ه
ومن خلال ما سبق يتضح أن النصارى اسم لعُبّاد المسيح ، نص على ذلك كتابهم المقدس ، وقساوستهم المعترف بهم ، ومن قال بعكس ذلك فهو كذاب ودجال ومدلس ولا يحترم نفسه فضلاً عن أن يكون يحترم الناس .
ثانياً : لنتحدث عن النصارى فى القرآن الكريم :
1- النصارى الذين عضدهم القرآن الكريم :
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )) ( البقرة : 62 )
والآية الكريمة تتحدث عن كل طائفة وجدت فى زمانها وآمنت برُسلها ، واتبعت شرع ربها ، وعملت من الصالحات كثيرا ، فتلك الفرق لها أجرها عند ربها ولا خوف على أتباعها ولا هم يحزنون .
2- ((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )) ( المائدة : 82-86 ) .
يتحدث القرآن الكريم فى هذه الآيات عن أشد الناس عداوة للذين آمنوا وهم اليهود والذين أشركوا ( النصارى وغيرهم من المشركين ) و عن النصارى الذين اتبعوا المسيح عليه السلام وأنهم أقرب مودة للذين آمنوا .. لماذا ؟ لأن منهم قسيسين ورهبان وأنهم لا يستكبرون ، وأنهم عندما يستمعوا إلى القرآن الكريم ترى أعينهم تفيض من الدمع بما عرفوا من الحق الذى جاءهم فى كتبهم مبشراً بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنهم يؤمنون بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ، ويبتهلون لله ربهم أن يكتبهم مع الشاهدين بصدق محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنهم يتساءلون فيما بينهم : ومالنا لانؤمن بالله وما جاءنا من الحق على يد رسوله الكريم الصادق الأمين ، وأنهم يعربون عن تمنيهم لدخول الجنة مع الصالحين ، وأن الله استجاب لهؤلاء الأبرار الذين نزهوا الله ولم يعبدوا معه المسيح بن مريم ، وتأتى نهاية الآية صاعقة لكل من عبد المسيح وتخبر عن حال هؤلاء الذين كفروا بالرسول صلى الله عليه وسلم وتقول أنهم أصحاب الجحيم .
وقد نزلت هذه الآيات فى النجاشى رضى الله عنه ( ملك الحبشة ) الذى كان نصرانياً ( أى من أتباع المسيح ) وبمجرد سماعه لنبأ بعثة المصطفى على يد الصحابة الكرام ، اغرورقت عيناه بالدمع السخين وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
2 – النصارى الذين هاجمهم القرآن الكريم
((وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)) ( البقرة : 111- 112 ) .
الهُود هم اليهود ، جاء بالمعجم الوسيط : ( الهُود : جمع الهائد .والهُود : اليهود . وفى التنزيل العزيز ( وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا ) ( المعجم الوسيط الجزء 2 ص 998).
زعم اليهود والنصارى أن الجنة قاصرة عليهم ولن يدخلها سواهم ، فجاء الوحى هادماً لأوهامهم السخيفة الكاذبة .وأخبرهم أن من اسلم وجهه لله - أى لم يُسلم وجهه لإنسان مثله وراح يعبده ويدعى أنه الله – له أجره عند ربه ولا خوف عليه ولا يحزن .
3- ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )) ( البقرة : 113 ) .
يتحدث القرآن الكريم عن اليهود والنصارى وتكفيرهم لبعض وهم يعلمون الحقيقة ويتلون ما جاء بكتبهم التى كنى عنها بالكتاب لأن اليهود عندهم التوراة والنصارى عندهم الإنجيل الذى جاء به المسيح عليه السلام ، فراح اليهود يُكفرون النصارى ويهزؤون بالمسيح عليه السلام ، وزعمت النصارى أن اليهود كفار لأنهم لم يؤمنوا بالمخلص ياسوع بحسب زعمهم ، وأخبرهم الله رب العالمين أنه سيحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون .
4- ((وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ )) ( البقرة : 120 ) .
يخبر رب العالمين نبيه العظيم بأن اليهود والنصارى لن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم الشركية ، فالاثنان سواء فى الكفر بالله والرسول صلى الله عليه وسلم ، ويحذره من اتباع أهوائهم وافتراءاتهم على الله التى تمثلت فى عدائهم لله وكفرهم برسوله ، وتشويههم لصورة الحق سبحانه وتعالى والقول بتجسده والعياذ بالله .
5- ((وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) ( البقرة : 135 ) .
يتحدث رب العالمين عن قول اليهود والنصارى بأنهم على الهدى ، فأخبرهم بأن ملة إبراهيم عليه السلام هى الهدى لأنه لم يكن من المشركين الذين يقولون أن المسيح هو الله أو أن عزير ابن الله .
6- ((أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )) ( البقرة : 140) .
يتحدث الله عز وجل عن قول اليهود والنصارى أن إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا يهودا أو نصارى ، فوبخهم رب العالمين وسألهم هل هم أعلم أم الله ؟! فإبراهيم عليه السلام وسلالته لم يؤلهوا البشر ، ولم يدعوا أن الله
آتى فاديا للبشرية من خطاياها .
7- ((وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ )) ( المائدة : 14 ) .
يتحدث الله عن النصارى وكيف أنهم فرّطوا فى رسالة المسيح عليه السلام ، وأضافوا إلى إنجيله ماليس منه وحوّلوه إلى عشرات الأناجيل ( فهذا إنجيل لوقا وهذا مرقس وهذا متى وهذا يوحنا وهذا توما وهذا مريم المجدلية وهذا الديداكى وهذا يهوذا ...... إلخ ) وتقولوا على الله عز وجل وقالوا بحلوله فى جسد عيسى عليه السلام ويُخبرنا جل شأنه أنه أغرى بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ، وهذا ما نراه جليا وواضحاً بين طوائفهم من الأرثوذكس والبروتستانت والكاثوليك وشهود يهوه وغيرها الكثير، ولعل جميعنا يذكر الحروب التى قامت فى أوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت ، وراح ضحيتها عشرات الآلاف ، وبالأمس القريب أصدر " البابا بيندكت السادس عشر " بابا الفاتيكان وثيقة تكفر جميع الملل النصرانية الأخرى التى تتجاوز المئات - . ويُخبرهم الله أنه سينبئهم بكل ما فعلوه من اعتداء على حرمات الله ونصب باسم الله والدين .
8- ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ )) ( المائدة : 18 ) .
تتحدث الآية الكريمة عن ادعاء اليهود والنصارى أنهم أبناء الله وأحباؤه ، ويأتى قول الحق سبحانه وتعالى ناقضاً أباطيلهم ، بسؤاله لهم : لم يُعذبكم ؟ أى أنهم لو كانوا كما يقولون أبناء الله وأحباؤه فلم يُعذبهم بذنوبهم ؟! ويُوضح لهم أنهم بشر مثل باقى البشر من خلقه.
9- (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )) ( المائدة : 51 ) .
يُحذر القرآن الكريم المسلمين من اتخاذ اليهود والنصارى أولياء لأنهم أولياء بعض ، وما نراه اليوم فى عالمنا أكبر دليل على صدق الحق سبحانه وتعالى إذ نرى اليهود والنصارى يتآمرون ضد دول العالم الإسلامى ، ويُخططون للاستيلاء على تلك الدول ونهب ثرواتها ، وخير مثال ما يحدث بين الولايات المتحدة النصرانية وإسرائيل اليهودية من تحالف فى أعلى درجات القوة.
10-((وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ )) ( التوبة : 30- 31 ) .
يتحدث الله فى هذه الآيات عن اليهود الذين قالوا أن عزير ابن الله وعن النصارى الذين قالوا أن المسيح ابن الله ، وأخبر جل شأنه أن هذا هو قولهم بأفواههم يُقلدون بذلك قول الكفار من قبلهم والذين زعموا أن لله ولدا ، مثل وثنيات الهند القديمة وغيرها ، وأخبر رب العالمين أن اليهود والنصارى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ، ثم أشار لما تفرّد به النصارى دون اليهود وهو عبادتهم للمسيح بن مريم من دون الله ، لذلك جاءت كلمة المسيح مفتوحة لربطها بسياق الكلام بعد المغايرة التى حدثت بكسر كلمة الله لتُفيد التفريق ، وحتى لا يتوهم سفيه أن المأمور بعبادته فى الآية الله والمسيح بن مريم !
هذا بخصوص النصارى الذين هم نصارى البعثة المحمدية و اليوم ، لأن نصارى الأمس ( أى الموجودين على زمن المسيح بن مريم ) لم يعبدوا المسيح بن مريم عليه السلام ولم يؤلهوه ، ولم يأتوا شيئاً إدا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا، وذلك بادعائهم أن لله ولدا ، وتعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .
وحتى نقطع الطريق على سدنة الباطل من الذين يعبدون المسيح بن مريم ويُحاولون إيجاد شرعية مزعومة فى القرآن الكريم نورد لهم قول الحق سبحانه وتعالى فى الكافرين من أمثالهم :
((يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا )) ( النساء : 171- 172 )
يقول الحق سبحانه وتعالى : ((لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) ( المائدة : 17 )
((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ )) ( المائدة : 72 )
((لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) ( المائدة : 73 ) .
وعن بشرية المسيح عليه السلام يقول سبحانه وتعالى :
((مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )) ( المائدة : 75 ) .
من خلال القرآن يتضح لنا أن النصارى ( عُبّاد المسيح ) كفّار ومشركين ( أشركوا المسيح مع الله فى العبادة ) ووثنيين ( يُقلدون أقوال أصحاب الديانات الوثنية التى انتشرت فى الهند قبل ميلاد المسيح عليه السلام ) .
وعلى كل نصرانى يُحاول الاستظراف أو التدليس أن يحترم عقله ونفسه قبل احترام الناس ، بدلاً من أن يجعل نفسه إنسان بئيس آيس من رحمة الله يُحاول أن يجد ما يؤيد عقيدته الباطلة الهشة التى لاتقوم إلا على سب الله والاستهزاء به والحط من شأنه .
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .
Moudk2005@yahoo.com

متعلم
07-28-2007, 08:45 PM
الحمد لله رب العالمين ..

الذي أوقن به وأجزم ، أن الله سبحانه وإن شاءت حكمته وجود الباطل في كونه ، إلا أنه شرط ذلك بعقوبات كونية مفروضة على الباطل وأهله .

ومن هذه العقوبات ، أو قل : السنن ، محاولة الباطل دومًا لمماحكة الحق والتمحك به ، والتمسح به والتذلل له ، لعله ينال من الحق شيئًا من الاعتراف ، أو بعض شيء ، أو حتى مجرد بعض المهادنة .

هذا يفسر لك سر السلوك المحبب لدى القساوسة ، الذين دأبوا على لعق أحذية المسلمين ، لعلهم يرفعون عنهم سوط التكفير القرآني ولو حينًا من الدهر . يتذللون هذا الذل المخزي في كتب يفترض أن هدفها الأول دحض الإسلام أو نقضه - زعموا !

فأي خزي بعد هذا الخزي !

الطريف في الأمر : أن كل طائفة من طوائف النصارى ألقت باللوم على الأخرى ، لتنجو بنفسها من سوط التكفير القرآني . فترى كل طائفة تدعي أن القرآن لم يكفرها بل كفر ( المبتدعة ) الآخرين !

فأي خزي بعد هذا الخزي !

بل بلغ من خزيهم أنهم صرحوا وأعلنوا في سياساتهم التبشيرية ، بوجوب تقديم بعض التنازلات مع المسلم ، لعل دينهم ينال شيئًا من رضاه ، تبدأ هذه التنازلات من منع الحديث عن أصل دينهم ( التثليث ) ، ومرورًا بمنع الحديث عن كل ( أسرار ) ديانتهم التي يرفضها المسلم وكل عاقل ، وليس انتهاء بقبول الخمس الصلوات والسجود وصوم رمضان وما لا يحب المسلم تركه من دينه !

فأي خزي بعد هذا الخزي !

الأنكى من ذلك أن كتب حذاقهم ، وأكثرهم بغضًا للقرآن وأهله ، لا تعدم هنا وهناك مدحًا للقرآن ، في بلاغته ، أو حسن صياغته ، أو دقة ترتيبه وتعبيره ، وربما عذوبة تلاوته .. أكرر .. هذا تجده في كتب أكثرهم بغضًا للقرآن وأهله .. يتبلغون بذلك إلى ترويج باطلهم على المسلم أو غير المسلم لو شئت الدقة .. فتأمل كيف ذل الباطل حتى ألجأه الحق إلى مدحه راغم الأنف مكسوره .

فأي خزي بعد هذا الخزي !

لكن الذي لا يغيب عن بال المسلم في هذا المقام ، أن هذه الكتب لا تخاطب أهل الإسلام ابتداءً في حقيقة الأمر ، بل تخاطب عوام النصارى الجهلاء ابتداء . وهذا يزيل حيرة كل مسلم يتعجب من ضعف هذه الكتب وتهافتها . فإنه حسب أنها تخاطبه ابتداءً ، مع يقينه بأن ما فيها لا يروج على مؤمن ضعيف فضلاً عن المؤمن القوي ، فيظل في عجب مما يفعله القساوسة . لكن بمعرفة السبب يزول العجب بإذن الله .

فإذا نفضت اليد عن هؤلاء ، وتوجهت لبني علمان وإلحاد وانتكاس ، سمعت لهم طنينًا يصم الأذن ، يصيحون صياح الأشاوس المغاوير ، يطنون ويطنطنون بألفاظ - سمعوها - عن الحرية والإبداع ومخالفة الإرث الموروث ، وكلهم طليعيون تقدميون مجددون مبدعون أصحاب مشاريع فكرية ! .. فتتوهم شيئًا من نخوة عند بعض أهل الباطل ، أو بعض شجاعة عند من انتكست فطرتهم .. فإذا كتابات حذاقهم ومنظريهم تفيقك من هذا الوهم ، فكلهم درجوا على المواربة في الكلام ، واتفقوا على لحن من القول ، وألا يتعرضوا برفض الإسلام اسمًا صراحة ، بل مفروض على كل من تصدى منهم لتأليف كتاب أن يعلن انتصاره للإسلام ، وأنه ما كتب إلا حفاظًا عليه .

تقرأ ذلك في مقدمات كتب أشاوسهم وخواتيمها وفي ثناياها ، فتعلم أن الباطل لم يغير عادته بعد ، ولم يخلع لباس الخزي الذي ألبسه الله ، وأنه مهما دجل وشعوذ ورفع الشعارات ، فعينك - يا مؤمن - لا تخطئ ما كتبه الله بين عينيه : باطل كافر !

والمقصود : التنبيه على أن الله لم يأذن في وجود الباطل إلا مشروطًا بدلائل ظاهرة تفضحه ، ومقيدًا بعقوبات تقصم ظهره ، منها الخزي والعار ، بالتذلل للحق وتملق أهله .

ألا فليعلم أهل الحق أن العز كل العز في التمسك بالحق ، والعض عليه بالنواجذ ، وأن ترك الحق أو التهاون فيه مقرون بالذل والعقوبات .. سنة من الله .. ولن تجد لسنة الله تبديلاً .