Maro

نعم، العنوان هكذا كما قرأتموه...
بصراحة، بدون تجمُّل، وبدون تفلسُف...
هي واقعة قديمة، وقعت في طفولتي، علمتني حينئذٍ أن الأمانة تضرّ ولا تنفع.
ولأني أبغض التفلسُف، فاسمحوا لي أن أبدأ في سرد تلك الواقعة مباشرةً، بدون مقدمات.

لن أضيع وقتكم في مقدمات لا داعي لها...
يعني؛ لن أذكر لكم مثلاً ظروف وقوع تلك الواقعة، والتي وقعت في المدرسة الحكومية التي كنت أدرس بها في المرحلة الإبتدائية...
لن أذكر لكم تفاصيل لا داعي لها عن حال المدارس الحكومية في مصر - أو ...

لطالما كنت بارعاً فى الرسم... كم من مرة أشاد الخبراء بأعمالى الفنية، وكم من مرة أشير إلى بالبنان فى كل مكان غريب أغدو إليه لأول مرة.
لقد كنت قادراً -بالأقلام الخشبية الملونة وحدها- على أن أسلب العقول... أن أسحر العيون... أن أحوز أعلى المراتب الفنية فى أى مكان !
أما اليوم فقد تيبست أصابعى من قلة استخدام الأدوات الكتابية...
يا للمأساة... هذه إحدى إرهاصات عصر الأمية المقنّعة !
إذا اختفت أجهزة الكمبيوتر من العالم، فلن تعدو نسبة المتعلمين الحقيقيين من البشر أن تكون كعدد شعرات ...

يا ملاحدة العرب...
هذه مرآتكم... وهذا غرسكم !

منذ أيام قلائل... تمّ افتتاح فرعاً جديداً من سلسلة المطاعم الشهيرة إيّاها...
حاملاً شعار (M) الشهير... والذى يُعد أحد الشعارات المميّزة للمنتجات الماسونيّة...

رأيت لهباً من النار... يرتفع وسط الظلام...
ورأيت الحشرات الطائرة تأتى من كل مكان، وتتجمّع على ضوء النار بشكل هستيرى يثير العجب !
ربما يعلم بعضهم أنها نار حارقة ولا يبالى... وأكثرهم يراها نوراً وهّاجاً !
فتلقى الحشرات جميعها بأرواحها فى النار وتموت محترقة...
ويستمرّ المشهد دون انقطاع...

...

استمر حصار جيش العدو للمدينة عدة أيام...
الحرس مرابطون أمام البوابات، ووراء الأسوار...
والناس لا يعرفون طعماً للنوم... كلٌ ينتظر !
ترك الحارس الأمين مقعده فى المراقبة وجلس يدعو ويبتهل...
- اللهم لا إله إلا أنت... سبحانك إنّا كنا من الظالمين !
ياربّ السماوات السبع وربّ العرش العظيم... كن لنا جاراً من.........
(تك تك) ؟ !!!
ما هذا الصوت ؟
وقع أقدام ؟
كارثة لو استطاع أحد هؤلاء الملاعين الوصول إلى هذه النقطة !
إذاً لاستطاع فتح البوابة ...