ظاهرة إحراق الكتب فى تاريخ الحضارة الإسلامية

حيا الله الجميع
إخوانى الكرام إن من أقسى العقوبات على عالم أو مفكر أو منظر أن تحرق كتبه أو يحجر على فكره باى وسيلة كانت .
وهذه الطريقة فى مصادرة الأفكار وجدناها تكررت مرارا عبر تاريخ الحضارة الإسلامية فى المشرق والمغرب على حد سواء
فهل يا ترى الجريمة التى ارتكبها من أحرقت كتبه تستحق هذه العقوبة القاسية ؟
وهل يا ترى من حق الحاكم أن يحرق فكرا لمجرد انه يخالف ما هو مقتنع به ؟
ام ان المصادرة لا تكون إلا إذا أضرت بالنظام العام للدولة ؟
وهل كل من أحرقت كتبهم عبر تاريخ الحضارة الإسلامية كانوا مخالفين لنظام الدولة الرسمى ؟
أم أنهم كانوا على خلاف فكرى فقط مع بعض الفقهاء من حولهم وبالتالى حرض الفقهاء الحكام على من يختلفون معهم فأمروا بإحراق كتبهم ؟
دعونا نتابع ونناقش ونحاور فى الصفحات التالية بعض من وقعت عليهم هذه العقوبة القاسية .
وقبل ان أختم كلامى أقف قليلا لأتعرف على أمر
هل يا ترى ستطرحون أنتم من أحرقت كتبهم ؟
أم أطرح على حضراتكم بعض النماذج ونستكمل الباقى مع المناقشة ؟
ام ماذا تريدون ؟
وفقنى الله وإياكم لكل خير .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منهم الإمام أبو محمد بن حزم الظاهري رحمه الله ، وأبو الوليد بن رشد الحفيد، في قصتين معروفتين.
وأبيات أبي محمد رحمه الله في ذلك أعجبتني كثيرا.
وفقك الله.

شكر الله لك أخى الحبيب عاصم ،.
وماذا عن كتب الغزالى فى عهد المرابطين؟
ثم ماذا عن حرق كتب المتعصبين وكتب الفروع فى عهد الموحدين ؟
وماذا عن حرق كتب ابن القطان الفاسى قاضى القضاة فى عهد الموحدين ، وقد كان رجلا من رجالات الدولة الكبار .
وماذا وماذا
ماذا عما فعله المغول بالحضارة الإسلامية فى بغداد ؟
وماذا عما فعله النصارى الكاثولية بالتراث الإسلامى فى الأندلس ؟
باى شىء تريدونا أن نبدا به إخوانى خاصة وأن هناك من العلماء من أحرقت كتبهم قبل أبى محمد بن حزم الظاهرى رحمه الله .

الجاهل يعتقد أن ما يعرفه هو الحق , و ما خالفه فهو باطل . و بالتالي يستشيط غضبا ( بدل ان يناقش) حين يسمع كلاما مخالفا لما يراه .
و هو أكثر حكمة في عينه من جميع حكماء الأرض .

اقتباس:

---

ماذا عما فعله المغول بالحضارة الإسلامية فى بغداد ؟
وماذا عما فعله النصارى الكاثولية بالتراث الإسلامى فى الأندلس ؟
باى شىء تريدونا أن نبدا به

---

بهذين تكرمًا أيها الفاضل الكريم!

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحجاج بن يوسف

الجاهل يعتقد أن ما يعرفه هو الحق , و ما خالفه فهو باطل . و بالتالي يستشيط غضبا ( بدل ان يناقش) حين يسمع كلاما مخالفا لما يراه .
و هو أكثر حكمة في عينه من جميع حكماء الأرض .

---

بالطبع هذه هي مشكلة الجاهل ، ومشكلته الاكبر انه يغتاظ من العالم ويريد ان تكون نتائج النقاش مناصفة بينه وبين العالم ، اي تارة يجب ان يكون الحق مع العالم وتارة يجب ان يكون الحق مع الجاهل وفي هذا نوع من العدالة وانتفاء التعصب .
ولكن هناك نوع آخر من الجهل لا سبيل الى علاجه البتة وهو الجاهل الذي يتقمص ديانة غير ديانته ويريد ان تكون نتائج الحوار مقرة لديانته الام دون ان يطرح ما عنده وهذا كالمريض الذي يصف للطبيب الاما غير آلامه واوجاعا غير اوجاعه .

التحية لك يا دكتور عبدالباقي ونشكرك على تفاعلك مع المنتدى وتقديمك ما عندك من العلم القيم . واعتذر لك عما وجدت وماتجد وما ستجد ، ولكنها ضريبة العلم وقد دفعها من قبلك من العلماء وهي من سنن الله في هذه الارض .

نعم .. ذكرتني بأبي حامد الغزالي رحمه الله ، لكن لا أذكر قصته على التفصيل ،
أهو الذي دعا على فاعل ذلك بأن تبيد دولته على يد رجل ممن حضر مجلسه فكان ذلك؟
أما ابن القطان الفاسي فلا أعرفه، فلعلك تخبرنا بخبره بارك الله فيك،
أو لا فابدأ بما أشار عليك حسام الدين حامد.
وفق الله الجميع.

بارك الله فى الجميع .
وشكر الله لك اخى الحبيب شهيد ما سطرته يداك لأجل أخيك الفقير إلى عفو ربه .
ولا عليك مما يكتبه هؤلاء فلطالما قابلت منهم الكثير ولطالما سأقابل ما حيينا .
فهذه على قولك سنة الله فى كونه صراح بين الحق والباطل بين أهل العلم وأهل الجهل .
دأبى دوما أن أتمسك بقول ربى " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"
وكثيرا ما أردد فى محاضراتى وندواتى وخطبى قول أمير المؤمنين على بن أبى طالب :

ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم ******على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه****** والجاهلون لأهل العلم أعــــداء
ففز بعلم تعش حياً به أبــدا *******الناس موتى و أهل العلم أحياء

أما أنت أيها الحبيب حسام الدين فبما تحب ابدا إن شاء الله .

وأما أنت أخى الحبيب عاصم فسأعرج على ابن القطان الفاسى وإحراق كتبه لاحقا .
وبشأن أبى حامد الغزالى صاحب الإحياء فهو الذى أخبر بان زوال دولة المرابطين ستكون لى يد ابن تومرت الهرغى حيث قيل إنه كان من تلاميذ الإمام الغزالى ، وإن كان الخبر بذلك فيه ما فيه من التشكيك ، ولعلى آتى على هذا الأمر فى موضوع منفصل إن أنسأ الله لنا فى العمر .
وفقنى الله وإياكم لكل خير .
وألتقيكم إن شاء الله لاحقا مع سطو المغول على حضارتنا بالعراق .

حيا الله الجميع
عذرا إخوانى على انقطاعى بعض الوقت عن متابعة ما قمت بطرحه على هذا المنبر العلمى
وأبدا بمتابعة هذا الموضوع تلبية لطلب بعض الأحباب .
وقبل الخوض فى موضوع حرق المغول وتدميرهم لكتب بغداد أطرح على حضراتكم وجهة نظر تعرضت بالنقد لعملية تدمير المغول لكتب بغداد محتجة بأن بعض الأهالى كانوا يشترون الكتب فى الحلة وغيرها ، وأن الطوسى اقتنى الآلاف من الكتب وحملها إلى موطنه الجديد وغير ذلك من الحجج وسنقف مع هذا القول ونتعرض له بالنقد لاحقا .
وقبل النقد أجدنى مضطرا لطرح اقوال بعض المؤرخين الذين تحدثوا عن واقعة التخلص من كتب بغداد ومنهم
ابن الساعي الذى ذكر أن المغول "بنوا اسطبلات الخيول وطولات المعالف بكتب عوضا عن اللبن" .
وابن خلدون الذى قال : "ألقيت كتب العلم التي كانت بخزائن العباسيين إلى دجلة".
وقال القلقشندي: "ذهـبت خزائن كتب الخلفاء فيما ذهب، وذهبت معالمها وأعفيت آثارها" .
وقال ابن تغري بردى فى النجوم الزاهرة : «خُربت بغداد الخراب العظيم، وأُحرقت كتب العلم، التي كان بها من سائر العلوم والفنون، التي ما كانت في الدنيا. قيل: إنهم بنوا منها جسراً من الطين والماء عوضاً عن الآجر»
وقال قطب الدين النهرواني : (رموا كتب بغداد في بحر الفرات وكانت الكثير منها جسرا يمرون عليه ركبانا ومشاة، وتغير لون الماء بمداد الكتابة إلى السواد"
يتبع إن شاء الله

وقال أبوالفداء فى كتابه " المختصر فى أخبار البشر" عن ما فعله المغول بالكتب " وخربوا المكاتب وأتلفوا الكتب التى بها إما بحرقها أو برميها فى دجلة ..." .

بارك الله فيك يا دكتور ،
تذكرت بعض من أحرقت كتبهم ، ولكن هذه المرة المؤلفون هم الذين أحرقوا كتبهم ضنا بها على من لا يستحقها أو خشية ألا يكون كتبها ونيته خالصة لله ، فقرر التخلص منها،
ومنهم : أبو حيان التوحيدي الفيلسوف والأديب العظيم ،وحكى عن أبي سليمان الداراني أنه جمع كتبه في تنور وسجرها بالنار ، ثم قال : والله ما أحرقتك حتى كدت أحترق بك.
نعم .. ليس هذا من باب اضطهاد العلماء، ولكنه من باب تخلص العلماء من كتبهم وهو باب آخر ثري بالعلماء والكتاب كذلك،
أعتذر عن المشاركة خارج إطار الموضوع ولكن رأيته متعلقا به فأحببت الإشارة إليه.
وننتظر منكم إثراء الموضوع أستاذنا الفاضل.
وفقكم الله

بارك الله فيك أخى عاصم وأحسن إليك
إخوانى الكرام عذرا على تأخرى فى متابعة العديد من الموضوعات على هذا المنتدى المبارك ، ولكن حسبى أنى كنت مشغولا بأمور علمية أيضا
ولكن رغم ذلك فالتمس من الإخوة والأخوات العذر على الانقطاع من المشاركة لفترة والله أساله العون لى ولكم ولسائر المسلمين .

أما بخصوص ما ذكره بعض الباحثين من أن إحراق المغول لمكتبة بغداد أمر يحيط به الشكوك واحتجوا على ذلك بالتالى :
أولا : " أن نصير الدين الطوسي نقل نشاطه العلمي في مجال الفلسفة والفلك إلى مدينة "مراغه" في أذربيجان ونقل إليها من بغداد في ظل احتلال هولاكو مايزيد على 14 ألف كتاب من مختلف "

ثانيا : أن مؤرخا معاصرا وهو "محمد مفيد آل ياسين " ذهب إلى أن أهل الحلة والكوفة والسيب كانوا غداة الاحتلال المغولى "يجلبون إلى بغداد الأطعمة، وكانوا يبتاعون بأثمانها الكتب النفسية" قالوا وهذه إشارة فصيحة الدلالة إلى انتشار الكتب وخزائنها في بغداد بعد الاحتلال مما تم التداول به.

ثالثا : أنه طبقا لأربعة مراجع تاريخية أولية هي "الحوداث الجامعة" ، و"رسالة استيلاء المغول على بغداد" للطوسي ، وكتاب احتلال بغداد لرشيد الدين فضل الله ، ومعجم ابن الفوطي، لم يرد فيها ذكر إتلاف هولاكو للكتب.

قلت : أما عن الحجة الأولى فليست بشى إذ معروف دور الطوسى فى مساندة المغول وهو رافضى مشهور ، ومن ثم فنقله للكتب إلى أذربيجان لا يعنى أن المغول لم يدمروا الكتب ولم يحرقوها .
بل إن ذلك يفسر على المستوى الفردى وبدعم من الأعداء ن وإلا فهل غير الطوسى حظى بما حظى به الطوسى ؟
هل من أهل السنة المشاهير من سمح له باقتناء الكتب والمحافظة عليها مثل ما سمح لهذا الطوسى الرفضى العميل؟

وأما عن الحجة الثانية فإنها لدليل واضح على مدى الخسارة التى منى بها المسلمون إذ أتلفت الكتب وتركت فى الاسواق تباع هنا وهناك ، مع أنها كانت من أنفس الكتب وأعظمها .
فلا يعنى ان أهل مدينة أو مدينتين او ثلاث أو ان جماعة فى كل مدينة اشتروا الكتب بالأطعمة أن الإتلاف لم يقع ؟
كلا فإن اقتناء البعض للكتب بالطعام لدلالة كافية على الإتلاف ن وما قيام البعض بشراء الكتب بالطعام إلا محاولة للحفاظ على بعض هذه الكتب النفيسة ، فى الوقت الذى اقتنى فيه الطوسى آلاف الكتب بلاشىء .

أما عن الحجة الثالثة وبخصوص عدم ذكر أربعة مصادر للحادثة فليس هذا بدليل خاصة غذا علمنا أن من جملة هذه المصادر رسالة للطوسى الشيعى الرافضى ، فهل يا ترى بعد محاولته الخسيسة فى الإيقاع بالخلافة الإسلامية ننتظر منه ماذا ؟
أن يقول ان المغول دمروا كتب السنة ؟!
إن محمد بحر العلوم هذا الشيعى الهالك عندما دخل الأمريكان بغداد اعتبر يوم دخولهم عيدا ؟!
وهكذا حال الرافضة ؟
نهبوا الكتب واحرقوها وقتلوا العلماء ن وما رأينا منهم من اعترف بخطا واحد للمحتلين .

وكفانا ان اتفاقا وقع بين المؤرخين من القدامى والمحدثين على ما فعله المغول بمكتبة بغداد .
والله الموفق وعليه التكلان

حيا الله الأحبة على هذا المنبر الذى طالما نافح وسيظل بإذن الله منافحا عن الإسلام ضد المغرضين والزنادقة والملحدين
عذرا أحبابى على انقطاعى فترة ليست بالقليلة ، ولكن يعلم الله ما نحن فيه من المشاغل وتقلب الأذهان وتشتت الأفكار .

أعود إلى منبرنا الجليل لاباشر بعض الموضوعات التى طرحتها منذ اشهر عدة .
وبخصوص إحراق النصارى الكاثوليك للتراث الإسلامى بالاندلس فيعود إلى اليوم الثانى من يناير 1492م عندما استولت إيزابيلا وفرديناند على غرناطة حيث اصدرا مرسوما إلى الموريسكيين - مسلمى اسبانيا - بتقديم كل ما فى ايديهم من كتب إسلامية ليقوم الأخصائيون بفحصها حتى يسهل تحويلهم إلى الكاثوليكية من الغسلام .
ثم أعيدت لهم الكتب المتصلة بالفلسفة والتاريخ وتم إحراق ما عاداها .
فيا ترى من هو المحرض الرئيس على تنفيذ قرار غيزابيلا وفرديناند ؟
وفى اى مكان تم التنفيذ ؟
وما هى الكتب التى تم إحراقها ؟
وكم هو عدد الكتب التى أحرقت ؟
يتبع إن شاء الله

بارك الله فيك...عودة محمودة اخي الكريم...ولا تقطعنا مرة أخرى.
تسجيل متابعة.