جزاك الله خيراً يا أخى حازم على ما قدمت ، وما قمت به من جهد.
وأنبه أخوانى إلى أن كلام الدكتور / إبراهيم عوض المقتبس هنا يحتاج لإعادة نظر وتعليق ، كما أن الاستدلال بأغلب الآيات فى غير موضعها.
فالكاتب كتب هذا بناءً على أنه - كما يقولون - مفكر أو أديب أو ناقد ، وليس على أساس أنه رجل دين يجب أن يكون حارساً على عقيدة التوحيد. وكلامه فيه مخالفات لصريح القرآن ولبعض أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم.
اقتباس:
إذ يعطى القراء الفرصة لمعرفة الرأى والرأى المضاد ، وللموازنة من ثم بين الرأيين
ليس كل إنسان عنده المقدرة على إجراء هذه الموازنة فهناك من الشباب المسلم من يستمع إلى شبه الملاحدة والنصارى ، كمايستمع لرجال الدين ثم تكون المأساة فيما بعد.
ثم أن هذا الكلام يفترض شيئاً وهو أننا لسنا على يقين أننا على صواب ، ونحتاج لنسمع الآخر ونرى ما عنده ثم ننقد ما عنده وما عندنا ثم نعود فنحكم بأيهما نأخذ. ( فهل يعقل هذا!؟)
اقتباس:
وهذا من شأنه تيسير الوصول إلى الحق لمن يريد
ومن كان على الحق فما حاجته إلى هذا الهراء.
اقتباس:
كما أنه يعلمنا كيف نستمع إلى الأصوات المخالفة ونفتح لها آذاننا وعقولنا
ومن الذى يضمن السلامة لشبابنا ولمن لم تتشكل عقيدته بشكل صحيح بعد!؟
وأين هذا من قول النبى صلى الله عليه وسلم لحذيفة ابن اليمان فى حديث الفتن :
قال:
((كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني..
قلت: يا رسول الله فهل بعد هذا الخير من شر؟
قال: نعم..
قلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟
قال: نعم، وفيه دخن..
قلت: وما دخنه..؟
قال: قوم يستنون بغير سنتي.. ويهتدون يغير هديي، وتعرف منهم وتنكر..
قلت: وهل بعد ذلك الخير من شر..؟
قال: نعم! دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم اليها قذفوه فيها..
قلت: يا رسول الله، فما تأمرني ان أدركني ذلك..؟
قال: تلزم جماعة المسلمين وامامهم..
قلت: فان لم يكن لهم جماعة ولا امام..؟؟
قال: تعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك))
هكذا يكون البعد عن الفتن ، بالبعد عنها وليس التعرض لها وأن نفتح لها آذاننا وعقولنا.
اقتباس:
ونتعايش مع أصحابها مؤمنين بأن لهم الحق فى اعتناق ما يشاؤون من أفكار وعقائد والدفاع عنها
أى عقائد حتى ولو كانت تهدف إلى هدم معتقدنا نحو!؟
اقتباس:
وبأنه لا يحق لنا إكراههم على نبذ ما يؤمنون به مهما تكن درجة مصادمته لما نراه هو الصواب
هذا إن كانوا غير مسلمين فى الأصل كاليهود والنصارى العرب ، أما أن يكون هذا الكلام فى حق المسلمين الذى يذهبون إلى النصرانية والإلحاد ، فلا يجوز فهو فى حكم الشرع مرتد ، ويستتاب فإما يرجع أو يقام عليه حد الردة.
اقتباس:
وهذا مبدأ أخلاقى يعبر عنه القول المأثور : " أحب لأخيك ما تحب لنفسك "
كلمة حق يراد بها باطل فأنا أحب لأخى الإسلام ولا أحب له الكفر ، هكذا يكون معنى الحب.
اقتباس:
ويؤصله الإسلام فى قوله تعالى : " لا إكراه فى الدين . قد تبين الرشد من الغى " ، وقوله جل شأنه : " وقل : الحق من ربكم ، فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر " ، وقوله عز من قائل : " فذكر ، إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر " ، وأمره سبحانه لرسوله الكريم أن يقول لخصومه من كفار قريش وغيرهم : " وإنا أو إياكم لعلى هدى أو فى ضلال مبين "
استدلال بالآيات فى غير موضعها ، فهذا فى حق من كان كافراً أصلياً ، وليس فى حق المسلم الذى يرتد. وهذه نقطة جوهرية فى الموضوع.
فالمسلم يجب المحافظة على عقيدته ، وإحاطته ورعايته حتى يكون سليم المعتقد ، خالى من شوائب البدع والشركيات.
اقتباس:
على أن ليس معنى ذلك أن ندير ظهورنا لما يقوله الآخرون فلا نهتم به أو ندرسه أو نحلله أو نناقشه ونكتب عنه موافقين أو مخالفين أو مستدركين أو ملاحظين ...إلخ.
هذا يقوم به العلماء وليس كل أحد فى الأمة. ولا يجب أن ينشر هذا الهراء على الناس ونقول لهم كل واحد حر فى اختيار معتقده ، هذه تكون حرب حقيقية على الدين الإسلامى.
وهناك حكمة تقول : طعام الكبار سم للصغار.
اقتباس:
ذلك أن كل إنسان يعتقد أن ما يؤمن به هو الصواب ، ومن هنا نراه يحاول إذاعته بين الناس ويدعوهم إلى الدخول فيه ، وإذا وجد من يعارضه انبرى له ورد عليه . وهى ظاهرة صحية ، بل هى ظاهرة طبيعية قبل أن تكون ظاهرة صحية
الكاتب غير قارئ لتاريخ المعتقد الإسلامى ، عندما حدث مثل هذه الأمور التى يتحدث عنها وكان هذا فى عهد الخلافة العباسية ، حيث اتسعت رقعة الخلافة ودخلت شعوب كثيرة فى الإسلام ، وبدأ المسلمون يقومون بحركة ترجمة واسعة جداً للنتاج الفكرى للأمم الأخرى كانت النتيجة كوارث وطامات حيث ظهرت فى الأمة فرق وطوائف لا يعلمها إلا الله وتفاقمت البدع ووصلت إلى سدة الحكم حتى بدأوا يقتلون المسلمين أصحاب المعتقد الصحيح وذاقت منهم الأمة الويلات الكثيرة. والموضوع طويل ويكاد يعتصرنى ألماً كلما تذكرت مثل هذه المحن التى مرت بأمتنا من جراء ما يسميه الكاتب هنا (ظاهر صحية).
اقتباس:
ولولا تلاقح الأفكار وتدافع الآراء لركدت حركة الفكر الإنسانى وأسنت وران عليها الخمود .
يجب التفرقة بين أنواع الأفكار التى يجوز فيها التلاقح وتلك التى لا يجوز فيها ذلك التلاقح ، فإن قصد البحث العلمى فى مجالات العلوم المادية كالطب والهندسة والفلك والكيمياء وغيرها فأهلاً به وسهلا ً بل ويجب أن يفتح الباب على مصراعيه بالضوابط اللازمة ، حتى لا تستخدم هذه الأبحاث فى تعاسة البشرية ، أما التلاقح الفكرى فى مجال العقيدة والدين فهنا يكمن الخطر ، وأى خطر ، وهذا ما يجب منعه بكل شكل كان. فما هى إلا دعوى أخرى لهدم الدين تصدر عن شخص غير مسؤول.