الحاجة الى دين شىء فطرى

الحاجة الى الدين:اولا معنى كلمة الدين
هو الاعتقاد بوجود ذات او ذوات غيبيه علوية لها شعور واختيار ولها تصرف وتدبير للشئون التى تعنى الانسان اعتقاد من شأنه ان على مناجاة تلك الذات الساميه فى رغبه ورهبه وفى خضوع وتمجيد وهو الايمان بذات الهيه جديرة بالطاعة والعبادة وهو جملة النواميس النظريه التى تحدد صفات لتلك القوة الالهيه وجملة القواعد العلميه التى ترسم طريق عبادتها وهذا يشمل الدين حتى لو كان قائما على شرك كما قال تعالى(لكم دينكم ولى دين) اما بالنسبة لدين الاسلامى هو وضع الهى لذوى العقول السليمة باختيارهم الى ما فيه الصلاح والفلاح
انواع الاديان:1- اديان سماويه اليهوديه والنصرانيه والاسلام
2-اديان وثنيه: البوذيه والمجوسية والهندوسية وهذا من وضع البشر واما ان يكون لها كتاب فى الاصل ثم ضاع ولم يبق اثر والاصل فى الاديان السماوية واحدة فى الاصول العقائدية ولكن اختلفت فى الشرائع باختلاف زمانها لقوله تعالى(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)
بل قرر القراءن ان دين الله واحد لقوله تعالى(ان الدين عند الله الأسلام)
حاجة الانسان الى الدين:
1-حاجة العقل الى معرفة الحقائق الكبرى فى الوجود
حاجة الانسان الى عقيدة دينيه تنبثق من حاجته الى معرقة نفسه وعرفة الوجود فالانسان منذ نشا تلح عليه اسئلة من أين الى اين ولماذا يقول الانسان فى نفسه من اين جئت وجاء هذا الكون العريض وهل وجدت وحدى اما هناك خالق ومن وما صلتى به ثم بعد ذلك ماذا بعد الحياة وكيف يستوى الاخيار الذين ضحوا بأنفسهم فى سبيل الحق والخير ونهاية الاشرار الذين ضحوا بغيرهم فى سبيل الهوى والشهوة ولماذا وجد الانسان ولماذا اعطى العقل والارادة عن سائر المخلوقات ولماذا سخر له مافى السماء والأرض اهناك غاية من وجوده ام وجد لمجرد ان يأكل كما تأكل الأنعام وان كانت هناك غاية من وجوده فما هى وكيف يعرفها اسئلة تحتاج الى جواب ولا سبيل الى الجواب الشافى الا باللجوء الى الدين فالدين هو الذى يعرف الانسان انه لم يخرج من العدم الى الوجود صدفة ولا قام فى هذا الكون وحده وانما هو مخلوق لخالق عظيم هو ربه خلقه ونفخ فيه من روحه وجعل له السمع والابصار والافئدة وهذا الكون الكبير من حوله ليس غربيا عنه ولكن مخلوق مثله لا يسر جزافا ولكن شىء فيه بمقدار وكل أمر فيه بحساب وميزان وبهذة العقيدة يرتبط الانسان بالوجود ولا يعيش منطويا على نفسه معزولا لما حوله والدين هو الذى يعرف الانسان الى أين تسير الحياة بعد الموت الى حياة برزخيه بعدها نشأة أخرى توفى كل نفس بما كسبت والدين هو الذى يعرف الانسان لماذا خلق ولماذا كرم وفضل وأنه لم يخلق عبثا وانما خلق ليكون خليفة فى الأرض يعمرها كما أمر الله ويسخرها لما يحب الله ويأكل من طيباتها غير طاغ على حق غيره ولا ناسى حق ربه وأول حقوق ربه عليه ان يعبده وحده ولا يشرك به شيئا وان يعبده بما شرع على ألسنة الرسل الذين بعثهم فأذا ادى المهمة بالتكليف والابتلاء استحق الجنة فى الاخرة ان الذى يعيش بدون دين انسان شقى محروم انه فى نظر نفسه مخلوق حيوانى لماذا يعيش ويمت وماذا الموت يعيش فى جحيم الشك والعمى والجهل
2-حاجة الفطرة البشرية حاجة الوجدان والشعور فالانسان ليس عقلا فقط وانما عقل ووجدان وروح يظل قلق النفس جوعان الروح شاعرا بالفراغ متى يجد العقيدة فى الله فيطمئن بعد قلق ويسكن بعد اضطراب ويأمن
بعد خوف ويحس انه وجد نفسه ولذلك جعل القراءن الدين هى الفطرة البشرية لقوله تعالى (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التى فطر الناس عليها)
3-حاجة الانسان الى ركن شديد يأوى اليه والى سند يعتمد عليه اذا المت عليه الشدائد هنا تاتى العقيدة الدينيه فتمنحة القوة بعد الضعف والامل فى ساعة اليأس والرجاء فى لحظة الخوف ان العقيدة فى الله وفى عدله وفى رحمته وفى العوض والجزاء عنده فى دار الخلود يجعله يهون عليه ما يلاقى وما يكابد فى حياته القصيرة
4-حاجة اجتماعيه حاجة الى بواعث تدفع الافراد الى فعل الخير واداء الواجب وضوابط تحكم علاقاتهم وتلزم كل واحد منهم ان يقف عند حده ولا يعتدى على حق غيره او يفرط فى حق مجتمعه من أجل الشهوات او منفعة مادية ولا يقال ان القوانين واللوائح كافية لايجاد هذه الضوابط والبواعث ولكن لابد من باعث داخلى لابد من الضمير او الوجدان او القلب (بدون اخلاق لا يوجد قانون وبدون ايمان لا توجد اخلاق)
وقال فولتير لو لم يكن الله موجود لوجب علينا ان نخلقه
5-حاجة المجتمع الى التعاون والتماسك
للدين دور كبير فى توثيق الصلة بين الناس بعضهم بالبعض باعتبارهم عبيد رب واحد وأبناء رب واحد فضلا عما ينشأه الدين من اخوة فى العقيدة

الدين امر واقعي وحقيقي ..كما انه نزعة فطرية مزروعة في الانسان .. حتى تتوافق الفطرة الانسانية السليمة مع الدين الصحيح .. وهذا الاتفاق والتوافق بين الدين والواقع والحقيقة يحقق الراحة العقلية والنفسية والروحية ..
فالدين ليس حاجة مخترعة ... بل هو امر الهي منزل الى البشر ..
والقول بالحاجة الى الدين هو من باب الحاجة الى الفكر والتشريع الالهي الذي يناسب البشر ويناسب عقليتهم وطبيعة خلقهم وخصائصهم ..
صحيح ان هناك اديان مختلفة ... لكن لا يوجد الا دين واحد الهي ... او سماوي كما يسمونه .. والدين الالهي هو دين الاسلام فقط .. واما اليهودية والنصرانية , بمعتقدها وكتبها الموجودة الان , فهي ليست دينا سماويا ولا كتبها كتبا الهية جاء بها الوحي الالهي .. فهو تحريف للعقيدة وللكتب الحقة .. الانجيل الحقيقي ضاع والتوراة الحقيقية ضاعت .. ولا اهتمام لهذا الامر لانها كتب نزلت لوقت معين فقط وانتهى ولا لزوم لها بعد ذلك .. فلا يوجد اهمية لحفظها .. بعكس القران الكريم الذي جاء ليكون دستورا الهيا كاملا للبشر في كل زمان ومكان حتى نهاية الكون والحياة الدنيا .فلزم حفظه .. وتعهد الله الذي انزله بحفظه ..
وقد جاءت الرسالة والنبوة المحمدية لتصحيح العقائد التي انحرفت وتصحيح الزيغ الذي اصابها بفعل بشر ببيان العقيدة الصحيحة في دين الله والتي جاء كل انبياء الله بالدعوة اليها من ادم الى محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين.